![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عهد الخلاص.. عهد دم ![]() عاش إبراهيم متغربًا في هذه الأرض. لكن بعد أن وصل إلى تلك الأرض الموعودة كان لابد أن يدخل معه الله في عهد، هذا العهد هو عهد الخلاص. لذلك "وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: "أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرَكَ كَثِيراً جِدّاً" (تك17: 1، 2). في سن تسع وتسعين سنة أعطى الله هذا العهد لإبراهيم وتكلم الله معه قائلاً "أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ وَتَكُونُ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. وَأُثْمِرُكَ كَثِيراً جِدّاً وَأَجْعَلُكَ أُمَماً وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ" (تك17: 4-6). "وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ. فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: "هَلْ يُولَدُ لابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟" (تك17: 15-17). دعاه الله وأعطاه وعدًا، لما كان في سن تسع وتسعين سنة وصنع معه عهدًا، وقال له الله "أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ وَتَكُونُ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ" (تك17: 4)،"وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ ... يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ" (تك17: 9، 10). وعهد الختان هو عهد دم لأن العهد بين الله وإبراهيم هو عهد خلاص كإشارة للخلاص بدم المسيح "وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (عب9: 22). انتقل من الوعد إلى العهد، ولما تكلم معه عن العهد قال له سارة سوف تلد وأباركها وأعطيك منها ابنًا، فكان عهد الختان مرتبطًا بولادة سارةلإسحاق، "فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ" (تك17: 19)... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عهد الختان رمز المعمودية ![]() الإنسان يُولد حسب الجسد أولاً من الأب والأم، فيرث طبيعة الجسد. مثلما قال السيد المسيح "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يو3: 6). ثم يُولد بعد ذلك من بطن الكنيسة؛ من رحم الكنيسة في المعمودية التي قال عنها السيد المسيح: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ.. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يو3: 3، 5). فهذا الميلاد الفوقاني يعنى أن الإنسان قد وُلد من الله ولادة جديدة، وتصبح أورشليم بالنسبة له هي أورشليم الجديدة. والأرض هي أرض جديدة يسكن فيها البر... حياة جديدة، أرض جديدة، سماء جديدة، هوذا الكل قد صار جديدًا. "إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (2كو5: 17). من أجل ذلك فبدء الطريق إلى أورشليم السمائية هو الميلاد بالمعمودية، المعمودية التي هي بدلاً من الختان. ولذلك عندما تكلم الله مع إبراهيم عن ولادة إسحاق من سارة أعطاه عهد الختان. ولأن الختان كان رمزًا للمعمودية. لذلك صار الختان بالنسبة لنا حاليًا مسألة ثانوية طبية، فالله لا يأمر بالختان لكنه يأمر بالمعمودية "مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مر16: 16). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ختان القلب بالروح ![]() يتكلم الكتاب عن ختان القلب بالروح فيقول بولس الرسول: "َخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ؛ هُوَ الْخِتَانُ الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ" (رو2: 29). ففي العهد الجديد أصبح ختان القلب بالروح وليس الختان المصنوع باليد في الجسد، ولذلك يقول الكتاب "وَبِهِ أيْضاً خُتِنْتُمْ خِتَاناً غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ" (كو2: 11)، هذا هو الختان الذي نمارسه في العهد الجديد. وكيف نخلع جسم خطايا البشرية إلا في المعمودية، وهذا ما شرحه معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية بقوله: "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ... عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ" (رو6: 4، 6). ويقول معلمنا بولس الرسول أيضًا: "لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غل3: 26-28)،فمن الواضح أنه يربط البنوة لله بالإيمان وبالمعمودية. ولأن المعمودية قد حلت محل الختان الجسدي، لهذا يؤكد معلمنا بولس الرسول أن الختان لم يعد يعتبر كوسيلة للخلاص "لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ" (غل5: 6). من أجل ذلك أصبح الختان في المسيحية لا لزوم له إلا إذا مارسه البعض لأسباب طبية لا علاقة لها بالخلاص. وفى الأصحاح السادس من نفس الرسالة قال: "لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ" (غل6: 15). ففي العهد الجديد قد استبدل الختان بالمعمودية. وأصبح الختان هو ختان القلب بالروح في المعمودية، فالمعمودية بداية الطريق إلى أورشليم السمائية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الخروج إلى الحياة الجديدة ![]() إن الخلاص الذي صنعه السيد المسيح هو بدم صليبه، والعهد هو عهد خلاص، عهد عبور، عهد حرية، وكما استطاع السيد المسيح أن يسحق الجحيم، ويسحق الموت هكذا أعطى الذين آمنوا به أن يعبروا. ولذلك قال الله لإبراهيم: اخرج من أرضك، اخرج من طبيعتك القديمة، اخرج من القبر، اخرج من الموت، اخرج من العبودية، هذه هي المسيحية؛ هي خروج هي انطلاق، هي تلك الحياة التي أشرقت في قلب الإنسان "إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ" (2بط1: 19) هكذا يقول الكتاب. أي أن النور ينفجر في حياة الإنسان. الدعوة التي وُجِهَتْ إلى إبراهيم هي دعوة للخروج. والخروج هو ولادة جديدة مثل خروج الجنين من بطن أمه، هكذا يخرج الإنسان من الظلمة إلى النور، يخرج من ذاته ومن محبته لذاته لكي تشرق عليه أنوار الأبدية. المسيحية هي الولادة الجديدة لكنها ليست ولادة شكلية طقسية تمارَس في معمودية الماء فقط، ولكنها ولادة حقيقية سمائية من الماء والروح بالإيمان. "فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (غل2: 20). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إبراهيم ومدرسة الإيمان ![]() ما حدث مع إبراهيم في حياته هو نوعٌ من التدرج في خبرة الإيمان... هذا الإيمان الذي قال عنه معلمنا بولس الرسول: "وأما الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى" (عب11: 1). في إيمانه قال إبراهيم لله: يا رب مادمت أنت قلت، فأنت قادر على كل شيء، هكذا يقول الكتاب عنه "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً" (رو4: 3). وتقوَّى إبراهيم بالإيمان معطيًا مجدًا لله وهكذا ولد إسحاق.. "وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِياً مَجْداً لِلَّهِ" (رو4: 20). لكن هل كانت هناك درجة في الإيمان مطلوبة من إبراهيم أكثر من هذه..؟ نعم لقد تدرج إبراهيم في الإيمان وارتفع لدرجة أعلى من هذا بكثير جدًا. وهنا نريد أن نوضح كيف أن الإيمان هو حياة اختباريه.. في خبرة الإيمان ينتقل الإنسان من مرحلة إلى مرحلة ومن درجة أقل إلى درجة أعلى منها.. يتدرج في مدرسة الإيمان.. هكذا كان الإيمان بالنسبة إلى إبراهيم حياة اختبارية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النمو في الإيمان الإنسان في حياته الشخصية ممكن أن ينمو في فهم مقاصد الله، فعندما يقرأ في الكتاب المقدس ربما لا يفهم بعض أسفار فيه، لكن سيأتي الوقت الذي فيه يفهمها. هناك تصرفات يعملها الله، ربما لا يفهمها هو، لكن سيأتي وقت يفهم ماذا كانت حكمة الله في هذه الأعمال؛ ليس فقط في حياته الشخصية أو حياته اليومية، إنما في كل ما يدور حوله، وفي القصص التي يقرأها في الكتاب المقدس. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إبراهيم وفهم مقاصد الله في بداية حياة إبراهيم مع الله لم يكن يفهم جيدًا مقاصد الله، وعندما قال له الله أنا سوف أهلك سدوم وعمورة، قال له "حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟" (تك18: 25)، فلم تكن معرفته لله واضحة. ![]() أما بعد أن عاش إبراهيم سنين طويلة مع الله ودخل في خبرة عملية معه، فإن قال له الله هذا الكلام، فلا يمكن أن يقول له أتهلك البار مع الأثيم، حيث صار هذا الأمر واضحًا عنده تمامًا، أن هذه القضية لم تعد موضوع جدال، ولكنه صار واثقًا تمامًا إنه من المستحيل أن الله يهلك البار مع الأثيم.. لقد اضطرب إبراهيم في ذلك الوقت لما سمع كلام الله عن هلاك سدوم... لماذا؟ لأن خبرته ومعرفته لله كانت لا تزال تنمو، مازال يكوِّن معرفة عن الله.. من هو الله، وكيف يتصرف... ودخل إبراهيم في نقاش مع الله، قال له إن وُجد خمسون بارًا في المدينة أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًا الذين فيه؟ فقال الرب إن وجدت في سدوم خمسين بارًا فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم. وتدرج إبراهيم في مفاوضته مع الله، وأخذ ينقص في عدد الأبرار إن وُجدوا حتى إلى عشرة، والله من حنوه يوافقه ويقول له: إن وُجد هناك عشرة فلن أهلك من أجل العشرة،وكل هذا كان من أجل أن ينقذ إبراهيم لوطًا ابن أخيه وأسرته. ولكن السيد الرب في عظم حنوه أرسل الملاكين ليخرجا لوطًا من هناك، وأرسلهما بالفعل قبل أن يحاول إبراهيم إنقاذه بالحوار الذي دار بينه وبين الرب. لقد كان الله متحركًا في هذا الاتجاه، لكنه فرح أيضًا أن يطلب إبراهيم من أجل أن يكون هناك أناس أبرار في المدينة، ومن أجل إنقاذ هؤلاء الناس. وهذا يؤكد المقاصد الإلهية ويدعّمها، كما يؤكد كيف يفرح الله عندما تلتقي إرادة الإنسان مع إرادته. هكذا أنقذ لوطًا البار من وسط الانقلاب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مرحلة أعلى في إيمان إبراهيم بعدما وُلد إسحاق؛ هذا الابن الذي طالما انتظره إبراهيم كل هذه السنين قال له الله: "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ" (تك22: 2).. كيف ذلك؟ أليس هذا الذي قال الرب له عنه أن نسلك سيكون كنجوم السماء؟!!.. قد يفترض البعض أن إبراهيم ربما كان يعرف أنه إن ذبح إسحاق، سوف يعطيه الله ابنًا آخر بدلاً من إسحاق يتم به الوعد.. ![]() كلا.. فلننظر هذا التحدي، لقد قال له الله: "وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الآتِيَةِ" (تك17: 21). "لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ" (تك21: 12). كان من المفترض أن يقول إبراهيم لله: يا رب إن كل ثمرة إيماني كانت نتيجتها إسحاق هذا، فهل أذبح كل ثمرة الإيمان؟!!.. فإسحاق هو الثمرة التي حصلت عليها كمكافأة للإيمان الأول.. فيقول له الرب: لا يا إبراهيم.. إن كنت أنت تقدم ثمرة إيمانك الأول كتقدمة، سوف يتولد منها ثمرة أقوى منها. فهكذا أوضح السيد المسيح "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ" (يو12: 24)،قال له اذبح لي إسحاق وأنت سوف تُرفع لدرجة أعلى وتعطَى ثمرة أقوى.. ووافق إبراهيم وتقوَّى في الإيمان، وهكذا يقول عنه الكتاب: "فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ وَشَقَّقَ حَطَباً لِمُحْرَقَةٍ وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ" (تك22: 3)... وتساءل إبراهيم ما هي هذه الثمرة الأقوى؟ قال له الله: لو قررت فعليًا أن تذبح إسحاق، أعطيك السيد المسيح نفسه من نسل إسحاق!! من أجل ذلك عندما أمسك إبراهيم السكين لكي يذبح ابنه، قال له الله عبارة عجيبة جدًا قال له "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ. أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ. وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي" (تك22: 16-18). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وهكذا إذ تأني نال الموعد وحينما تكلم معلمنا بولس الرسول عن وعد الله لإبراهيم، أبرز حقيقة في منتهى الروعة والجمال إذ قال: "فَإِنَّهُ لَمَّا وَعَدَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْظَمُ يُقْسِمُ بِهِ، أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ، قَائِلاً: إِنِّي لأُبَارِكَنَّكَ بَرَكَةً وَأُكَثِّرَنَّكَ تَكْثِيراً. وَهَكَذَا إِذْ تَأني نَالَ الْمَوْعِدَ" (عب6: 13-15)... لقد أوضح معلمنا بولس الرسول أن الوعد بالخلاص، لكي يؤكده الله لإبراهيم لم يكن مجرد كلام، ولكن أكده بقسم وأقسم بذاته. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أقسمت بذاتي يقول الرب "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ. أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ. وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي" (تك22: 16-18). ربما من يقرأ هذه العبارات يظن أن الأمر مجرد أن الله أقسم لإبراهيم بكلمات.. لكن كلمة أقسمت بذاتى تعنى أكثر من الكلام المجرَّد، فالمعنى هو أني في هذا القسم وضعت ذاتى ثمنًا لتحقيقه.. أي أنه فرضًا إذا لم أحقق الخلاص ستكون ذاتى أنا مقابله.. يا للعجب!! الله يضع ذاته ثمنًا لتحقيق القسم.. أمر يقف أمامه العقل منذهلاً!! ربما يتساءل البعض ويقول لماذا يتجسد السيد المسيح ويُصلب من أجلنا؟!! ونجيب: إذا كان الله أقسم بذاته أن يصنع الفداء، أتستكثر عليه أن يرسل ابنه لكي يُصلب ويفدينا ويخلصنا؟!!.. ![]() كلمة أقسم بذاته في حد ذاتها تشير إلى الخلاص.. لماذا؟ لأن معناها أن الخلاص عند الله ثمين جدًا، لدرجة إنه بسبب هذا الخلاص أقسم بذاته. لذلك قال السيد المسيح "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو3: 16)، ولأن الآب والابن متساويان في المجد بسبب وحدانية الجوهر الإلهي؛ فإن الخلاص الذي يتممه الابن المتجسد بذبيحة نفسه يُحسب لحساب الآب والروح القدس. فكل ما هو في ملكية الآب هو في ملكية الابن،والآب يستوفى للعدل الإلهي حقه لحساب الثالوث في قبوله لذبيحة الابن الوحيد. والابن يقدم للعالم محبته لحساب الثالوث أي لحساب الآب والروح القدس مثلما هو لإظهار محبته شخصيًا. فإذا قام أحد الأقانيم الثلاثة بدوره المتمايز؛ فإنه يتممه في إطار العمل الواحد للثالوث القدوس. وبهذا نفهم أن الله قد وعد إبراهيم بأنه سوف يقوم بإتمام الفداء بذبيحة المسيح الذي لم يأتمن غيره من الملائكة والبشر للقيام بهذا الخلاص العجيب. كما يصلى الكاهن في القداس الغريغورى قائلاً: }لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبيًا ائتمنته على خلاصنا، بل أنت وحدك بغير استحالة (أي بغير تحول) تجسدت وتأنست{... هذا الخلاص غالٍ وثمين عنده لذلك لم يأتمن عليه أحدًا حتى وإن كان ملاكًا أو رئيس ملائكة أو رئيس آباء أو نبيًا.. لقد عاشت الأجيال بعد ذلك على رجاء ذلك القسم؛ لأنه كان عهدًا قد أقسم الله به.. لقد صنع الله عهدًا مع كثير من القديسين البطاركة الأول.. مثلما قطع عهدًا مع نوح ووضع علامة العهد قوس قزح في السحاب.. لكن العهد الذي مع إبراهيم كان عهدًا عجيبًا جدًا إذ قال له الله: "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ". لذلك من يستطيع أن يشك في هذا العهد الذي فيه أقسم الله بذاته؟!! |
||||
![]() |
![]() |
|