08 - 03 - 2014, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي
استعلان الملكوت هو مجيء السيد المسيح الثاني. "إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ" (أع1: 11) هكذا قال الملاكان للرسل بعد صعوده. لذلك فإن رؤية المسيح القائم هي عربون للحياة، ولا يمكن أن يرى المسيح القائم من الأموات إلا من كان في المسيح.. هذا من الناحية اللاهوتية. أما من الناحية الكتابية؛ فالكتاب كان واضحًا جدًا عندما قال إن الحراس كانوا مستيقظين. ثم إن الملاك قد جاء ودحرج الحجر عن فم القبر "وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ" (مت28: 2، 3)، ثم جاءت المريمات ونظرن داخل القبر فلم يجدن أحدًا. والسؤال الآن هل قام المسيح والقبر مغلق أم بعدما انفتح؟ لقد قام المسيح ومازال القبر مغلقًا.. ولذلك لم يرَه أحد وهو خارج من القبر، وعلى ذلك لم يرَه الحراس أيضا. حقًا وإن كانوا مستيقظين ولكنهم كانوا جلوسًا تجاه القبر المغلق حيث الأختام موضوعة، وقد رأوا بعيونهم اليهود وهم يضعونه ويتأكدون من وجود جسد يسوع داخل القبر قبل أن يضعوا الأختام،وها هي الأختام مختومة كما وضعوها. والحراسات المتعاقبة طول الليل والدوريات يلاحظون الأختام بأعينهم. وفجأة إذا زلزلة عظيمة قد حدثت ورأوا الأختام تنحل والحجر يتدحرج "لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ" (مت28: 2). وما السبب الذي من أجله جلس الملاك على الحجر؟ جلس الملاك على الحجر علامة الانتصار على الموت، "فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ" (مت28: 4). ولو كانوا نيامًا لما كانوا ارتعبوا ولا صاروا كأموات، ثم جاءت المريمات ودخلن القبر ولم يجدن جسد الرب يسوع، وجدن ملاكين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين بثياب براقة، أما جسد الرب يسوع فلم يكن في القبر، كانت الأكفان ملفوفة والمنديل الذي كان على رأسه ملفوفًا وحده. أقصى ما رآه الحراس هو منظر الملاك النوراني، ورؤيتهم للملاك جعلتهم في رعدة لدرجة أنهم صاروا كأموات من الخوف. |
||||
08 - 03 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي
عربون الحياة الأبدية رؤية المسيح القائم من الأموات كانت خاصة بخمسمائة أخ أولئك هم الذين رأوا السيد المسيح، قال عنهم بولس الرسول في رسالته الأولى لكورنثوس: "وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِائَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا" (1كو15: 6)، "إِلَى الآنَ" أي إلى وقت كتابة الرسالة، ثم صعد إلى السماء بعد أربعين يومًا. يقول أكثر من خمسمائة أخ؛ وكان من يُدعى "أخ" في المفهوم المسيحي في العصر الرسولي هذا لقب يُقصد به عضو في جماعة المؤمنين أو عضو في جسد المسيح. وبولس الرسول قال "إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا" (1كو5: 11). ماذا يعنى بالتعبير مدعوٌ أخًا؟ تعتبر كلمة أخ لقب فبقوله إن كان أحد مدعو أخًا أي له لقب "أخ". فبقوله "ظهر لأكثر من خمسمائة أخ" يعنى ظهر لأكثر من خمسمائة إنسان مؤمن بالمسيح صاروا أعضاءً في الجسد الواحد الذي هو الكنيسة،إذن لم يظهر السيد المسيح بعد القيامة إلا للمؤمنين فقط، لأن رؤية القيامة هي عربون للحياة الأبدية. وأكثر من ذلك إنه حتى بالنسبة للتلاميذ أحيانًا بعد القيامة مباشرة كان يظهر لهم ولا يعرفونه!! مثل تلميذي عمواس "وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ" (لو24: 16) ثم عرفاه بعد نهاية اللقاء. مريم المجدلية رأته "فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ» قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ" (يو20: 15، 16). أي أنها عرفته بعد أن ناداها بصوته باسمها. |
||||
08 - 03 - 2014, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي
أقيم لأجل تبريرنا فالمسيح مات لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا. "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (رو4: 25). قيامة المسيح نزعت الحزن والكآبة والإحساس بالذنب والجريمة، لأنه إذا كانت البشرية قد صلبت المسيح ولم يقم؛ لكان دم المسيح يُطلب من البشرية، أما قيامته فقد بررت الذين قبلوه. القيامة هي هدية يقدمها الرب للذين يؤمنون باسمه. يقول لهم مادمتم قبلتم محبتي وآلام حبي على الصليب فأنتم تستحقون هذه المكافأة. وما هي المكافأة؟ هي أن أعطيكم التبرير من جريمة الصلب. كيف؟ إن المصلوب قد قام حيًا. وبذلك يتبرر الإنسان بقيامة المسيح. إن أقصى ما يتمناه القاتل إذا ندم على خطيته هو أن يقوم المقتول ويعود إلى الحياة. ولنتصور معًا إن كان هناك من هو في قفص الاتهام، وها المحكمة تعلن عن أن هذا المجرم الأثيم الذي ذبح أخاه بلا شفقة وبلا رحمة و... و...، وبينما المحاكمة مستمرة والقاتل في حالة ندم شديد، إذ بأخيه المقتول يدخل المحكمة صحيحًا ليس فيه موت بل يقول ها أنا، ما هذه الاتهامات؟!! وهذا يكفى لتبرير الأخ القاتل. إذن قيامة المسيح تعطينا -كهدية وكهبة من الله- أن نتبرر "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ (رو3: 24). إذن لماذا مات؟ |
||||
08 - 03 - 2014, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي
لماذا مات؟ مات لكي يدفع دين الخطية الذي لنا، وفي الصليب استوفى العدل الإلهي حقه، ودُفع ثمن الخطية، وبالقيامة ننال التبرير. فأقول إن هذا الدم سوف يُطلب؛ كل دم ذكى سفك على الأرض، هذا ما قاله السيد المسيح لليهود "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هَذَا الْجِيلِ!" (مت23: 36). أي يُطلب من هذا الجيل كل دم زكى سُفك على الأرض مثلما قال: "لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ" (مت23: 35). وأضاف قائلاً: "يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا" (مت23: 37). |
||||
08 - 03 - 2014, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي
دم يتكلم أفضل من هابيل هابيل هذا كان رمزًا للسيد المسيح، ولهذا يقول الكتاب نحن نأتي الآن ليس إلى أحداث العهد القديم المرعبة، بل إلى كنيسة الأبكار المقدسة "وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ" (عب12: 24). ماذا يعنى دم رش يتكلم أفضل من هابيل؟ بمعنى أنه إذا كان دم هابيل الصديق قد تكلم صارخًا أمام الله، فإن دم السيد المسيح أيضًا يتكلم. وماذا يقول هذا الدم؟ إنه يشفع في المذنبين التائبين الذين يطلبون غفران الله بالصليب. لأول مرة نسمع أن الدم يتكلم إذ يقول الرب لقايين "صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ" (تك4: 10). هكذا يستطيع دم السيد المسيح أن يتكلم، سوف يكون شفيعًا من أجل خطايا التائبين، ومن الناحية الأخرى سوف يكون شاهدًا على قساوة صالبيه غير التائبين. لذلك في المزمور الخمسين الذي نصليه باستمرار نقول "نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ" (مز51: 14). ما معنى ذلك؟ أي يا رب لا أريد أن تكون يداي ملطخة بدمائك المقدسة. نجنى من الدماء يا الله إله خلاصي فيبتهج لساني بعدلك، أو يبتهج لساني ببرك. فأنا أريد عدلك يا رب يكون لصالحي وليس ضدي؛ عدلك عندما يُحسب لصالحي أي أنك توفى دين خطاياي بدمك،وعندما يكون ضدي فإن دمك يُحسب علىَّ كما قال الكتاب "فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟" (عب10: 29). أي أن الدم الذي نتقدس به نحن؛ الذي هو دم المسيح ممكن يعتبرنا العدل الإلهي إننا قد دسنا على ابن الله وحسبنا أن هذا الدم دم دنس، لأننا دنسنا كياننا الذي اغتسل بدم المسيح المقدس. أي أن الدم الذي اغتسلنا به صيَّرناه أو حسبناه دنسًا بخطايانا. طبعًا هذا الدم لا يتنجس على الإطلاق، ولكن حسبناه هكذا حينما استخففنا بقداسة المسيح التي خلعها علينا في المعمودية "لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ" (غل3: 27). |
||||
08 - 03 - 2014, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي
أول شهيد من أجل الحق هذا البار هابيل هو مثال لجميع الشهداء في كل العصور، هو أول شهيد من أجل الحق، ومن أجل البر، ومن أجل محبة الله. آمن بالذبيحة، وآمن بالفداء، وقدّم قربانًا من سمان غنمه ومن أبكارها. وقبل الله قربانه لأنه آمن بالخلاص الذي كان الرب مزمعًا أن يصنعه من أجل حياة البشرية. واستحق أن يرقد على رجاء القيامة. وحينما دخل السيد المسيح بعد الصليب وكرز للنفوس التي انتظرت مجيئه، لا شك أن هابيل كان في مقدمة صفوف المفديين المخلَّصين الذين دخلوا إلى الفردوس، يتقدم في موكب الشهداء جميعًا هناك في شركة روحية مع الرب وفي حضرة ملائكته وقديسيه. ونحن عندما نحتفل بتذكار أي شهيد من شهداء الكنيسة، فإننا نعتبره ابنًا من أبناء هابيل، ابنًا روحيًا لهذا البار كقول الكتاب "كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ" (1يو3: 12). "وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً" (يو3: 19). فليعطينا الرب بركة هذا الشهيد العظيم وبركة جميع الشهداء الذين سفكوا دماءهم حبًا للبار القدوس أي للسيد المسيح |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 4: 8) وكلم قايين هابيل أخاه |
حكاية قايين و هابيل |
ممن كان قايين خائفاً بعد قتله هابيل؟ |
غيرة قايين من هابيل |
غيرة قايين من هابيل |