منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 12 - 2013, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

ملاحظات حول التداريب الروحية، وكراسة التدريبات
ثق أنك إن بدأت، لابد ستبدأ النعمة معك:
الله لا يتركك وحدك في تداريبك، بل سيعمل معك. لأنك بالتدريب أظهرت أنك جاد وملتزم بالسلوك في الحياة مع الله. وهذا الشعور ستتجاوب معه المعونة الإلهية. وإن كان الشيطان يحاول أن يحاربك لتكسر التدريب، فإن النعمة سوف تسندك لتنجح فيه. المهم أنك لا تتراجع ولا تتراخى ولا تكسل. بل تكون حازمًا مع نفسك..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وإن دربت نفسك على فضيلة، فاعلم أن الثبات في الفضائل أهم بكثير من اقتنائها.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
!
لأنه ما أسهل أن تسير في فضيلة ما يومًا أو يومين أو ثلاثة أو أسبوعًا.. ولكن المهم أن تستمر، حتى تصبح هذه الفضيلة عادة فيك، أو تتحول إلى طبع، وهكذا تحتاج التداريب إلى مدى زمني طويل لكي ترسخ في أعماق النفس. وكما قال ماراسحق إن كل تدبير لا تثبيت فيه زمنًا، يكون بلا ثمر..
ذلك لأن الزمن والاستمرارية هما المحك العملي لمعرفة عمق الفضيلة فيك. والوقت أيضًا يعطى فرصة لاختيار المعوقات التي تقف ضد التدريب وطريقة النصرة عليها.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
لهذا، فإن القفز السريع من تدريب إلى آخر، لا يفيد روحيًا.
كثيرون يريدون أن يصلوا إلى كل شيء، في أقل فترة من الوقت. فتكون النتيجة عدم الوصول إلى شيء..!! أو أنهم يضعون أمامهم تداريب عديدة في نفس الوقت بحيث ينسون بعضها، أو لا يستطيعون التركيز عليها جميعًا. أما أنت فاسلك في تداريبك بحكمة، شيئًا فشيئًا، لكي تصل. وهنا أضع أمامك بعض الملاحظات.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
*ليكن التدريب محددًا وواضحًا.
فلا تقل أدرب نفسي على المحبة بينما القديس بولس الرسول يضع لهذه المحبة حوالي 14 عنصرًا في (1كو13). يمكنك الاكتفاء بعنصر واحد تركز عليه. ولا تقل أني أريد أن أدرب نفسي على حياة التواضع، أو الوداعة، أو الإيمان. بينما تكون كل كلمة من هذه غير واضحة في تفاصيلها أمامك. وهكذا لا تفعل شيئًا.. إنما قل مثلًا أريد في حياة الاتضاع أن أدرب نفسي على أمر واحد فقط ، هو أنى لا أمدح ذاتي. فإن أتقنت هذا، تقول: أدرب نفسي على أنى أسعى وراء مديح الناس فإن أتقنت هذا، تقول أتدرب على شيء آخر، وهو إن مدحني أحد، أتذكر في الحال خطاياي وتقصيري، وأبكت ذاتي من الداخل.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
البعض يضع لنفسه تدريبًا فوق مستوى إرادته، أو لا تساعد عليه ظروفه. أو يقفز في التدريب إلى مستوى درجة عالية لا يستطيع الاستمرار فيها، وقد تصيبه بنكسة فيما بعد ترجعه إلى الوراء خطوات. فمثلًا، لا تضع لنفسك تدريبًا في الصوم فوق احتمال صحتك، ولا تدريبًا في الصمت لا يتفق مع ظروف عملك ومقابلاتك، وظروف بيتك، لا تدريبًا في الصلاة أو في الخدمة لا يسمح به وقتك..
*و يمكن أن تتدرج في التدريب، بحيث لا تأخذ في كل مرة إلا جزءًا واحدًا من تفاصيله.
من الصعب مثلًا أن تدرب نفسك على الصمت، في حياة المجتمع الذي تضطر فيه بالضرورة إلى الكلام. ولكنك قد تتدرج فتقول: أدرب نفسي على عدم الإطالة في الحديث. فما يحتاج إلى كلمة، لا أقول فيه جملة وما يحتاج إلى جملة، لا ألقى فيه محاضرة. وإن فهم محدثي ما أريد، لا داعي لأن أزيد..
فإن أتقنت هذا، تقول: لا أبدأ الكلام إلا لضرورة. ثم تدخل في تدريب آخر، وهو البعد عن الصوت الحاد، وعن الصوت العالي، وتقول أدرب نفسي على "الصوت المنخفض الخفيف" (1مل 19: 12). ثم تدخل في مقاومة أخطاء اللسان واحدة فواحدة. إلى أن تصل إلى حسن الكلام. وحينئذ إن بعدت عن الصمت، تصل إلى النقطة التالية وهو حسن الكلام، فلا تخطئ. لأن هناك من ينطبق عليه المثل القائل: سكت دهرًا ونطق كفرًا!!
*و لتكن تداريبك من صميم حياتك العملية الواقعية.
فما يصلح لغيرك من تداريب، قد لا يصلح لك أنت. أما تداريبك فليكن مصدرها مقاومة أخطائك الخاصة، وتقصيراتك الروحية، وما يناسبك في حياة الفضيلة بحسب قامتك الروحية. وتداريبك يجب أن تتفق مع حياتك وظروفك الداخلية والخارجية.
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
# كراسة التدريبات:

*ولتكن لك كراسة خاصة بالتدريبات.
تكتب فيها التدريب، وآية أو ضع آيات من الكتاب تشجعك، وتحثك على هذا التدريب بالذات. واحفظ هذه الآيات ورددها باستمرار، لكي تكون حاضرة في ذهنك كلما حوربت بشئ ضد ما تدرب نفسك عليه. وتذكر أيضا قصص القديسين الذين كانوا أمثلة عليا في الفضيلة التي تدرب نفسك عليها.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
*و إن سقطت في تدريبك في وقت ما، اعرف أسباب السقوط، وحاول أن تتحاشاها فيما بعد.
و هكذا تأخذ خبرة روحية في كل ممارساتك، وتعرف حروب العدو وطريقة الانتصار عليها. حتى أن البعض بهذه التدريبات صاروا مرشدين لغيرهم. كالأم التي جربت الحياة، وتستطيع
أن تنصح ابنتها بنصائح عملية تفيدها.
*وحاول أن تستفيد من فشلك أحيانًا في تداريبك.
ليكن ذلك سببًا في اتضاعك وشعورك بالضعف، حتى لا تتكبر نفسك بتوالي النجاح.
وأيضًا ليكن ذلك سببًا يدعو إلى الإشفاق على الضعاف والمخطئين. ولتكن سقطاتك موضوعًا لمطانيات أمام الله تقدم فيها انسحاق قلبك ولتكن مجالًا لصلوات ترفعها إلى الله ليمنحك قوة ونعمة.
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
# جهاد:

وبعد، فإن التداريب في صورتها الظاهرة، هى جهاد للوصول إلى نقاوة القلب، حتى يستحق سكنى الله فيه. ولكنها ليست مجرد جهاد، وإنما هى طلبة مقدمة إلى الله ليتدخل. وكيف؟
كثيرون يقدمون لله رغباتهم الروحية في أسلوب نظري، في مجرد مشاعر القلب أو كلام في الصلاة. أما التداريب الروحية فهي رغبات تقدم إلى الله بأسلوب عملي..
هى جهاد عملي صارخ إلى الله لكي يتدخل ويمنح من عنده النصرة لهذا الجهاد.. والله هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل من أجل المسرة (فى 2: 13).. المسرة في أن يتمجد اسمه فينا كلما ننجح في جهادنا وتداريبنا. وليكن اسم الرب مباركًا من الآن وإلى الأبد.
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

أهمية محاسبة النفس


يحتاج الإنسان كثيرًا إلى جلسة مع النفس:
يجلس إلى نفسه لكي يفحصها ويفتش دواخلها، ويرقب تصرفاتها ويحاسبها حتى يكون في يقظة مستمرة. وهذه الرقابة الذاتية وملاحظة النفس لازمة لكل إنسان، مهما علا في حياته الروحية، ومهما ارتفع في منصبه. ولذلك نرى القديس بولس الرسول يكتب إلى تلميذه تيموثاوس الأسقف قائلًا " لاحظ نفسك والتعليم، وداوِم على ذلك. فإنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (اتى 4: 16).


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
لذلك فالشيطان يحاول بكل قوة أن يمنع الإنسان الروحى من الجلوس إلى نفسه، وكذلك يمنع الخاطئ..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ما أسهل أن يقدم له مشغوليات عديدة جدًا، تستغرق كل وقته، وتستحوذ على كل مشاعره بأهمية كل هذه المشغوليات. وإن كان إنسانًا روحيًا محبًا لملكوت الله، يمكن أن يشغله بالخدمة ومتطلباتها، حتى يجعل الخدمة تشغله، بحيث لا يهدأ ليفكر في أخطائه داخل خدمته. مثل ذلك الابن الكبير الذي لم يفرح برجوع أخيه، ولم تتفق مشيئته مع مشيئة الآب. ومع ذلك قال لأبيه " ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك. وجديًا لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي..!" (لو 15: 28، 29). ولا شك أن هذا الابن الخادم طول تلك السنين، لو كان قد جلس إلى نفسه، لوجد أن له أخطاء عديدة وغير لائقة، سواء في التعامل أو أسلوب التخاطب، أو في محبته أو احترامه لأبيه..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
لذلك أيها الابن المبارك لا تجعل مشغوليات الخدمة تعطلك عن الجلوس إلى نفسك وفحصها ومحاسبتها.
أليس أن الخدمة أحيانًا قد تعطلك عن الصلاة وعن القراءة والتأمل؟! ألست أحيانًا في الخدمة ترفع ذاتك وفكرك أكثر مما يليق، وربما ترتئي فوق ما ينبغي (رو12: 3). ألست في الخدمة أحيانًا قد تقع في الإدانة، وربما في قساوة القلب، باسم الدفاع عن الحق..؟! وغير ذلك كثير.. اجلس إلى نفسك وافحصها، خوفًا من أن تقول "حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9: 27). أو لئلا تسمع قول الرب لمرثا "أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن الحاجة إلى واحد" (لو 10: 41، 42).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
أنت محتاج أن تجلس إلى نفسك لتعرف أخطاءك..
سواء أخطاء اللسان، أو الفكر، أو الحواس، أو مشاعر القلب، أو أخطاء الجسد.. لتعرف أخطاءك ضد الله وضد الناس، وأيضًا ضد نفسك.. بل لتدرس طباعك أيضًا الثابتة فيك، والتي لم تتغير ... بل لتعرف الخطايا التي تلبس ثياب الحملان، وتتسمى عندك بأسماء فضائل، وقد تفتخر بها!! اجلس يا أخي إلى نفسك، وتذكر قول القديس مقاريوس الكبير:
أحكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك..
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

كيف تحاسب نفسك؟
لتكن محاسبتك لنفسك بصراحة وجدية.
قد يحاول الشيطان أن يتدخل بإحدى طريقتين:
إما أن يقول لك: لا تبالغ في حكمك على نفسك، لئلا تقع في عقدة الذنب Sense of guilt.
أو قد يقول لك: احترس من أن تقسو على نفسك، لئلا تقع في الكآبة Depression. وهو ليس مخلصًا في نصائحه، لأنه يريد أن يبعدك عن تبكيتك لنفسك. هنا وتذكر قول القديس أنطونيوس الكبير " إن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله. وإن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله". وتذكر أيضًا قول داود النبي في مزمور التوبة "خطيتي أمامي في كل حين" (مز 50).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ذلك لأن الشيطان قد يقول لك: لماذا تتذكر خطاياك، وهى مغسولة بالدم الكريم؟!
إنها تظل مغسولة، طالما كنا في حياة التوبة، نادمين على ما فعلناه، وفي انسحاق قلب بسبب خطايانا. إن داود النبي ظل يبلل فراشه بدموعه بسبب خطيته، حتى بعد أن نال المغفرة. وقال له ناثان "الرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت" (2صم 12: 13). وشاول الطرسوسي بعد أن نال الدعوة الإلهية، وصار رسولًا، وتعب أكثر من جميع الرسل" (1كو15: 10). قال في انسحاق قلب " لأني أصغر الرسل. أنا الذي لست أهلًا لأن أدعى رسولًا، لأنى اضطهدت كنيسة الله "! (1كو 15: 9). ألم تكن هذه الخطية قد غفرت له، وغسلت بالدم الكريم. ولكنه لا يزال يذكرها ويبكت نفسه عليها. بل أنه يقول في رسالته الأولى إلى تلميذه تيموثاوس " أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا. ولكنني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان" (1تى 1: 13). وعلى الرغم من أنه فعل ذلك بجهل، وقبل إيمانه، إلا أنه لا يزال يذكر ويبكت نفسه..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وأيضًا في محاسبتك لنفسك، احترس من أن تلتمس لنفسك الأعذار والتبريرات..
قد تحاسب نفسك وتدرك أخطاءك. وإلى هنا تكون النعمة قد عملت فيك. ثم يأتي الشيطان ليفقدك عمل النعمة، ويبعدك عن الندم والانسحاق ولوم النفس، فيقدم لك الأعذار والتبريرات، لكي تغطى بها على خطيتك، كما حاول من قبل أبونا آدم وأمنا حواء.. احترس من هذه الأعذار التي هى لون زائف من الإشفاق على النفس، بالدفاع عنها ومحاولة تخفيف الذنب فيما ارتكبته.
فإن كنت تحب نفسك حقًا، لا تشفق عليها بهذا الإشفاق الخاطئ الذي يحرمها من مشاعر التوبة والندم والانسحاق. وهذا لا يفيدها بشيء. بل على العكس قد تعتمد على الأعذار وتستمر في الخطأ. اذكر باستمرار قول الرسول "أنت بلا عذر أيها الإنسان" (رو 2: 1). الذي يحاول أن يعذر نفسه في خطاياه، قد يقع في الضمير الواسع، الذي يبلع الجمل (مت 23).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وإن عذرت نفسك بأن هناك معطلات خارجية عاقتك عن طريق الفضيلة، فقل لنفسك: كان ينبغي أن أجاهد لأنتصر، على تلك المعوقات.
هوذا نوح البار كان يعيش في جيل فاسد جدًا حتى أن الله أغرقه بالطوفان. ومع ذلك حفظ نوح نفسه في الإيمان، ولم يتأثر بالوسط المحيط. ويوسف الصديق كانت الخطية تلح عليه كل يوم، دون أن يطلبها. وعلى الرغم من ذلك قال عبارته الخالدة" كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟!" (تك 39: 9). وفي سبيل رفضه للخطية تحمل ما أحتمله من سجن وعار..
ودانيال والثلاثة فتية كانوا مهددين بموت خطير، هو بالإلقاء إلى جب الأسود وهم بالإلقاء في أتون النار. ولكن ذلك التهديد لم يحولهم مطلقًا عن مخافة الله. وهكذا كان كل الشهداء والمعترفين، في كل ما تعرضوا له من تعذيب.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
إن الضغط الخارجي، لا يستسلم له سوى الضعف الداخلي.
بكت نفسك بهذه العبارة. وقل لنفسك: ينبغي أن أكون قويًا في الداخل، وأنتصر على كل الحروب مهما كانت شديدة. وليبكتك قول بولس الرسول للعبرانيين "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4) لذلك إن حاسبت نفسك، فلا تقل في سقطاتك "لقد كنت ضعيفًا والخطية أقوى منى. بل أذكر انتصار يوسف الصديق، وبكت به نفسك. ولا تقل كانت الوصية صعبة، لم استطع تنفيذها!! بل تذكر كيف أن ابراهيم أخذ ابنه الوحيد الذي يحبه ليقدمه محرقة (تك 22)

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
اذكر قصصًا من الكتاب في الانتصار على العوائق:
أذكر أصدقاء المفلوج الذين لم يجدوا أي منفذ لإدخال صاحبهم إلى الرب، فلم ييأسوا، ونقبوا السقف ودلوه منه (مر 2: 4). واذكر الإغراءات التي قدمت لداود لقتل شاول الملك الذي كان يطارده، وكيف قال داود: حاشا لي أن أمد يدى إلى مسيح الرب.. لأنه مسيح الرب هو (1صم 24: 6)..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
في محاسبتك لنفسك، اعتبر الأعذار تدليلًا للنفس.
مثل عذراء النشيد، التي لم تفتح للرب، وقد امتلأ رأسه من الطل، وقصصه من ندى الليل! وقالت "قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه. قد غسلت رجليَّ فكيف أوسخهما". ولم يقبل الرب عذرها،، بل تحول عنها وعبر. ثم عصرها الندم فقالت بعد ذلك " طلبته فما وجدته. دعوته فما أجابني (نش 5: 2-6)..
لا تكن مثل صاحب الوزنة الواحدة، الذي دفن وزنته في الأرض، ووجد لنفسه عذرًا فقال لسيده كلامًا شريرًا لامه عليه! (مت 25: 24 – 28)..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ما أكثر الذين أخطأوا وقدموا أعذارًا، كانت كلها غير مقبولة.
مثل شاول الملك لما أصعد محرقة (1صم 13: 11، 12). ومثل يونان النبي لما اغتاظ بالصواب حتى الموت (يون 4: 1-13). ومثل إيليا في خوفه من ايزابل وهربه منها (1مل 19: 1، 14).
ومثل هؤلاء من يكسر الصوم. وأن حاسبه ضميره وبكته، يعتذر بضعف صحته. ومن يكسر وصية العشور. وإن حاسب نفسه، يعتذر بظروفه المالية، وكذلك من لا يفي بالنذر.. إن داود لم يجد لنفسه عذرًا، لما "جاء أسد مع دب، واختطف شاه من قطيعه"، بل جرى وراءه، وأنقذها من فمه (1صم 17: 34، 35).. ولو أن داود قد اعتذر عن إنقاذ الشاه، لوجدنا عذره مقبولًا!! ولكنه لم يفعل. كان ضميره أقوى..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ما أكثر الذين يخطئون، فبدلًا من لوم أنفسهم، يلقون اللوم على الكنيسة لكي يعذروا أنفسهم!!
يقولون: الكنيسة لم تفتقدني! أب الاعتراف لم يهتم بي! لم أجد مرشدًا يعرفني الطريق! أين الآباء؟! أين عمل الكهنوت؟! ولا يقول أحد منهم: الخطأ كان واضحًا، وضميري كان يبكتني، وأنا لم أطع إرشاد ضميري وتبكيته لي من الداخل..!!
إن أنطونيوس العظيم كان وحده في البرية بلا مرشد. وسار في الطريق السليم، ولم يعتذر بعدم وجود إرشاد.. وكذلك الأنبا بولا السائح وغيرهما من أعاظم القديسين..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
في محاسبتك لنفسك، من الأفضل لك أن تدين نفسك وتبكتها.
فهذا أنفع لك من تبرير نفسك، وإلقاء التبعة على غيرك.. ما أجمل جواب أب جبل نتريا، لما سأله البابا ثاوفيلس عن أحسن الفضائل التي أتقنوها في حياة الوحدة، فقال: "صدقني يا أبى، لا يوجد أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء"..
أما العوائق فلا تكون مجالًا للاعتذار، وإنما مجالًا للتدريب على مقاومتها، والصلاة لكي يعطى الرب نعمة للانتصار عليها.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
محاسبة النفس تليها إدانة النفس. يليهما علاج النفس.
ووضع كل تلك الضعفات مجالًا للتدريبات الروحية، وللجهاد الروحي، والصلاة. وأيضًا لذكرها في الاعتراف، وطلب المشورة الصالحة..
وأيضًا لكي تكون تلك الضعفات سببًا في أتضاع النفس، والبعد عن أفكار المجد الباطل كلما تحارب النفس حينما تعمل خيرًا. وكذلك تكون تلك الضعفات سببًا في الإشفاق على المخطئين بدلًا من إدانتهم. كما قال القديس بولس الرسول "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
حاسب نفسك على السلبيات التي تصدر منك، وأيضًا على الفضائل التي تنقصك. وكذلك على توقف نموك، إن كانت روحياتك وصلت إلى وضع معين، ثم توقف نموها. وهنا تضع أمامك قول القديس بولس الرسول "ولكنني أسعى لعلى أدرك.. أنسى ما هو وراء، وامتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض" (فى 3: 12- 14). ادرس ما الذي أوقف نموك. أهي أسباب داخلية، أم عوائق خارجية؟
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

متى تكون محاسبة النفس؟

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
بقى سؤال وهو: متى نحاسب أنفسنا؟
البعض يحاسبون أنفسهم في مناسبات: في بداية سنة جديدة مثلًا: السنة الميلادية أو القبطية أو في بدء سنة من عمرهم. والبعض الأفضل يحاسبون أنفسهم قبل كل اعتراف وتناول. وأفضل من هذين النوعين من يحاسبون أنفسهم في آخر كل يوم وأفضل من هؤلاء جميعًا من يحاسب نفسه بعد الفعل مباشرة، ويبكت نفسه..
أما الوضع الأمثل والأكمل، فهو أن تحاسب نفسك على العمل قبل فعله.
فقبل أن تنطق كلمة مثلًا، تحاسب نفسك: هل يليق بي أن أقول هذه الكلمة؟ وماذا سيكون وقعها على الآخرين؟ وهل سيفهمها البعض على غير ما أقصده؟ فإن وجدت خطأ تتفاداه قبل وقوعه.
وهكذا في كل تصرف، وفي كل فكر.. بهذا تسير نحو الكمال. وليكن الرب معك...
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

الاعتراف وعناصره
الاعتراف واسطة روحية لتوبة الإنسان:
حتى أننا في عقيدة الكنيسة نسمى سر الاعتراف "سر التوبة". وهو فعلًا يقود إلى التوبة، إذا مارسه الإنسان بطريقة روحية تليق به. فالاعتراف ليس مجرد كلام يقوله المعترف للأب الكاهن، إنما ينبغي أن يمتزج بمشاعر معينة توصل الخاطئ إلى التوبة الحقيقية فكيف ذلك؟
# عناصر الاعتراف:

وما هى عناصر الاعتراف لكي يكون شاملًا:
الاعتراف يشمل أربعة عناصر، يجب أن تتم:
1-الاعتراف على الله نفسه:


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
كما يقول داود النبي للرب في المزمور الخمسين، مزمور التوبة "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 50). وفي هذا الاعتراف تطلب من الله المغفرة، كما نقول في الصلاة "اغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن أيضًا لمن أخطأ إلينا". وتطلب من الله أن يرفع غضبه عنك الذي تستحقه بسبب خطاياك، كما نقول في المزمور " يا رب لا تبكتني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك. ارحمني يا رب فإني ضعيف" (مز 6).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
2-وكما نعترف على الله، نعترف على أب الاعتراف أيضاَ:

تعترف عليه كوكيل للسرائر الإلهية (1كو4: 1). وكرسول من الله إليك (ملا2: 7). وتعترف عليه لكي يمنحك من الله المغفرة والحل (يو 20: 22، 23) (مت 18: 18). وأيضاَ لكي يسمح لك بالتناول، حتى يمكنك أن تتناول باستحقاق (1كو11: 27). وأيضًا من أجل الإرشاد الروحي، ليشرح لك ما يجب أن تفعله0 وتعترف على الأب الكاهن أيضًا لسبب عملي. وهو أن الإنسان كثيرًا ما يخجل وهو يذكر خطاياه أمام شخص روحي، وأمام الكهنوت بالذات. وهذا الخجل يساعده على عدم ارتكاب الخطية في المستقبل. وهكذا قال الكتاب "اعترفوا بعضكم على بعض بالزلات" (يع 5: 16). أي بشر على بشر.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
3-تعترف على من أخطأت إليه بكل ما أسأت به إليه:

وذلك لكي تزيل من قبله أي غضب، أو حزن بسبب إساءتك إليه، حتى يمكنك أن تتناول بقلب صاف من نحو الكل (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وهذا ما علم به الرب في العظة على الجبل، إذ قال " فإن قدمت قربانك على المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك" (مت 5: 23، 24).
وهكذا لو وجدت في كل إساءة إلى الغير ستذهب إليه وتصالحه، وتعتذر إليه معترفًا بخطئك من نحوه.. فبلا شك سيقودك هذا إلى الاحتراس من معاملة الغير، والبعد عن الإساءة، حتى لا تضطر إلى الاعتذار عنها.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
4-هناك اعتراف آخر، قد يكون هو الأول في الترتيب الزمني، وهو أن تعترف بينك وبين نفسك أنك قد أخطأت..

ذلك أنه إن لم تكن معترفًا في داخل قلبك وفكرك أنك قد أخطأت، سوف لا تعترف طبعًا أمام الله بخطأ لا ترى أنك قد وقعت فيه. وأيضًا سوف لا تعترف أمام الكاهن بأنك قد أخطأت. ولن تذهب إلى أخيك وتصالحه، مادمت غير مقتنع في داخلك بأنك قد أخطأت إليه..
إذا الاعتراف بالخطأ أو الخطية، يبدأ داخل الإنسان أولًا، بإحساس داخلي أنه قد أخطأ، وباقتناع فكرى بواقع الخطأ وتفاصيله، وبضرورة الاعتراف به للحصول على المغفرة، وللوصول إلى المصالحة مع الله والناس.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
كثيرون ليس لهم هذا الإحساس الداخلي بالخطأ، لذلك لا يتقدمون نحو التوبة ولا الاعتراف..
ربما لأن موازينهم الروحية غير سليمة، أو أنهم يبررون تصرفاتهم باستمرار. الذات عندهم تقف ضد كل اعتراف بالخطأ. يرون ذواتهم باستمرار على حق، فبأي شيء يعترفون؟! بل إن كثيرًا من أولئك المخطئين تلبس أخطاؤهم ثوب الفضيلة، ويفتخرون بذلك الخطأ.. كما كان الفريسيون والكتبة يرون أنهم على حق في معاداة السيد المسيح، دفاعًا عن ناموس موسى وتقاليد آبائهم!! وهكذا قالوا له في جرأة وفي الاعتزاز بالإثم "ألسنا نقول حسنًا أنك سامرى وبك شيطان!" (يو8: 48)!! إنهم يهينون المسيح هكذا ويشتمونه، ويرون أنهم يقولون حسنًا!!
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

مشاعر المعترف


المعترف إذن لابد أن يشعر أنه أخطأ. ولابد أن يندم على خطيئته وينسحق قلبه بسببها.
داود النبي كان من فرط ندمه، كان يبكى بمرارة على خطيته، وبدموعه يبل فراشه" (مز 6). وكان يرى أن خطيئته تحتاج إلى غسيل وتطهير، فيقول للرب "أغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيئتي طهرني"، "أنضح على بزوفاك فأطهر.." (مز 50).
كثيرون يأتون إلى الاعتراف بغير ندم، وبغير شعور بالخجل والخزي والعار من خطاياهم. ولذلك لا يستفيدون من اعترافهم. ويصبح اعترافهم مجرد كلام بغير روح!! أما أنت فبقدر ندمك تكون توبتك، وتكون استفادتك من الاعتراف.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ومع الندم يوجد عزم أكيد على تغيير حالتك.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
إصرار على ترك الماضي الخاطئ، وغلق كل السبل الموصلة إلى الخطية. لأن الاعتراف ليس معناه التخلص من حساب قديم، لفتح حساب جديد إنما هو قطع كل صلة بالخطية، متعرفًا بأنها طريق خاطئ يمنع الحياة مع الله وسكنى روحه في القلب.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
كذلك ينبغي أن يوقن المعترف أنه قد أخطأ ضد الله نفسه..
فالخطية هى عصيان لله وكسر لوصاياه. هى تمرد على الله وثورة عليه، وتفضيل محبة العالم والمادة والجسد على محبة الله. وكما قال
القديس يعقوب الرسول: " أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟! فمن أراد أن يكون محبًا للعالم، فليست فيه محبة الآب" (1يو 2: 15). إذن الخطية ضد محبة الله. وفي نفس الوقت هى رفض للشركة مع روحه القدس، لأنه " أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو 6: 14).. ولأن الخطية ضد الله، إذن فهي غير محدودة لأن الله غير محدود..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
لهذا نرى داود النبي يقول للرب " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 50). ولم يقل أخطأت إلى أوريا وبتشبع زوجته.. كذلك لما عرضت الخطية على يوسف الصديق، رفضها قائلًا " كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟!" (تك 39: 39).. ضع هذا إذن في ذهنك، وأنت تعرف أنك أخطأت إلى الله.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
كذلك ليس الاعتراف مجرد علاقة بينك وبين أب الاعتراف. إنما قبل كل شيء هو علاقة مع الله.
إنك تعترف إلى الله في سمع الكاهن، كما قال يشوع بن نون لعخان "يا ابني أعط مجدًا للرب.. اعترف له وأخبرني الآن ماذا فعلت.." (يش 7: 19).. كذلك في التحليل، أنت تأخذ حلًا من الله من فم الكاهن. بهذا تشعر بوجود الله أثناء الاعتراف، وتستفيد روحيًا من اعترافك. كثيرون ينسون الوجود في حضرة الله أثناء الاعتراف. فتضيع هيبة الاعتراف، ولا يستفيدون الفائدة المرجوة.
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

نصائح للمعترفين
1- ينبغي أن تراعى وقت أب الاعتراف ومسئولياته وصحته، وأن تراعى أيضًا باقي المعترفين الذين ينتظرون دورهم بعدك. فلا تطيل أزيد مما يجب، ولا تضيع الوقت في مقدمات وشروحات لا لزوم لها. أو في محاولة أن تتذكر ما تريد أن تقوله بل عليك بتحضير اعترافك من قبل، مع التركيز أثناء اعترافك.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
2- اعرف أنك على قدر ما تفتح قلبك وتكون صريحًا في اعترافك، على قدر ما تستفيد روحيًا.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
3- عليك أن تحتفظ بسرية إرشادات أب اعترافك، كما يحتفظ هو بسرية ما تقوله من خطايا. فقد تقول في اعترافك شكوى أو عثرة من أحد الأشخاص، فينصحك أب الاعتراف أن تتجنب ذلك الشخص أو تبتعد عنه. فلا تخرج وتقول للبعض " أمرني أب اعترافي أن أبتعد عن فلان أو فلانة". فربما تسبب بذلك إحراجًا لأبيك الروحي.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
4- لا تطلب من أب اعترافك أن يكون مجرد جهاز تنفيذ لرغباتك كأن تأتيه بقرارات تطلب منه الموافقة عليها، وإلا يضيع الوقت في جدل وبكاء وعذاب لأنه لم يوافقك على ما تريد. الوضع السليم أنك تستشيره وتطلب نصيحته، لا أن تقدم له قرارات مسبقة. وفي نفس الوقت لا تحاول أن تخفى عنه ما ترى أنه لا يوافق عليه.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
5- لا تسأل أب اعترافك عن أمور ليس من صالحك أن تعرفها، كأن تسأل في سياسة الكنيسة وأخبارها، ولو عن طريق أن تقول له "أتعبتني أفكار بخصوص موضوع كذا من أخبار الكنيسة".


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
6- ينبغي أن تكون لك ثقة بأب اعترافك، ولا تضطره في كل نصيحة أن يقدم لك الكثير من الإثباتات ومن البراهين لكي تقتنع. وهكذا قد يبذل جهدًا يمكن توفيره.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
7- إذا أتاك فكر شك في أب اعترافك، فلا تذكر ذلك بأسلوب جارح، وإنما لتكن لك الصراحة المؤدبة0


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
8- لا تعامل أب اعترافك معاملة الند بالند، ولا تعاتبه بشدة. وإنما تذكر باستمرار أنك في اعترافك عليه، إنما تقف أمام وكيل الله.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
9- لا تتملكك الغيرة من معاملة أب الاعتراف لغيرك ممن لهم حالة خاصة. ولا تحاول أن تضغط عليه لمعرفة تلك الحالة الخاصة، لأنك بذلك تدخل في سرية اعترافاتهم.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
10- لا تكن كثير التردد على أن الاعتراف، لتسأله حتى عن التافهات، أو في كل صغيره وكبيرة، لئلا يتساءل البعض لماذا يقابلك أكثر منهم وتسبب له حرجًا.
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
11- عليك بالطاعة. ولتكن الطاعة الحكيمة.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
12- إذا وبخك أب الاعتراف على خطأ، فلا تتضايق من توبيخه، إنه لفائدتك. ولا تحاول أن تبرر نفسك فيما تقدمه من اعترافات.
13- إن طلبت من أب اعترافك طلبًا وصمت، فلا تقل أن صمته علامة على الموافقة، ربما صمت لأن ما تطلبه فيه شيء محرج، أو يكشف عن بعض أسرار الناس أو أن الإجابة لا تفيدك بل قد تضرك. أو أنه أجاب على ذلك من قبل. أو أنه صمت لأنه مرهق. أو لأن السؤال خطأ.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
14- فى اعترافك لا تذكر أنصاف الحقائق، بل الحقيقة كاملة.
15- لا تحول الاعتراف إلى شكوى من غيرك. ولا يكن مجالًا للتحدث عن أخطاء الآخرين. تكلم عن أخطائك وحدك.
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

أهمية التناول وفائدته
إن التناول من السرائر الإلهية من أهم الوسائط الروحية وأعمقها أثرًا في الإنسان. سواء من جهة مفعول هذا السر بذاته كما شرح الرب، أو فائدته الروحية الواضحة في الاستعداد له، أو من جهة نتائجه الواضحة وتأثيره الروحي في المتناول.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
1-أول أهمية له هى الثبات في الرب


وذلك حسب قول الرب في إنجيل يوحنا " من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت في وأنا فيه" (يو 6: 56). وهنا لا يتحدث عن الحياة مع الله فقط، وإنما بالأكثر الثبات فيه.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
2-كذلك التناول هو الخبز الروحي


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
قال عنه الرب في (يو6) إنه الخبز الحي النازل من السماء، هو خبز الحياة " إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد " وهو " الواهب الحياة للعالم" (يو 6: 33، 48، 50، 51). ولذلك فإن الذين يترجمون الخبز في الصلاة الربانية بعبارة "خبزنا الذي للغد" يركزون على الطعام الروحي اللازم لأبدية الإنسان، وبخاصة هذا الخبز السماوي الذي للغد أي للحياة الأبدية. كما قال الرب "من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية.، وأن أقيمة في اليوم الأخير" (يو 6: 54).. "من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد" (يو 6: 58). إنه خبز الحياة، لأنه سبب حياة روحية للإنسان.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
3-هذا التناول هو عمليه تطعيم كما في الأشجار


إذ يمكن أن تطعم شجرة ما بشجرة أفضل، فتبقى هذا الشجرة الأفضل، بدلًا من طبيعة الشجرة الأولى. وهكذا فإن طبيعتنا البشرية -في سر الأفخارستيا- تحدث لها عملية تطعيم بجسد الرب ودمه..
وقد أعطانا الرب مثالًا لعملية التطعيم، بكنيسة العهد الجديد (الزيتونة البرية) التي أمكن تطعيمها في الزيتونة الأصلية التي للعهد القديم، فأصبحت " شريكًا في أصل الزيتونة ودسمها" (رو 11: 17).. وبالتناول، كأغصان في الكرمة (يو 15: 5)، حينما نثبت فيها بالتناول، تسرى فينا عصارة الكرمة، فنتغذى بها ونحيا " ونأتي بثمر كثير "..

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
4-نذكر في التناول أيضًا بركاته التي نسمعها في القداس الإلهي في الاعتراف الأخير، إذ يقول الكاهن:


"يُعْطَى عنا خلاصًا، وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه"
من منا يستطيع أن يستغنى عن هذه البركة الثلاثية: الخلاص والغفران والحياة الأبدية؟! إن المغفرة التي نستحقها بالتوبة والاعتراف، ننالها في التناول. لأنه "بدون سفك دم لا تحدث مغفرة" (عب 9: 22). وسر الافخارستيا هو استمرارية لذبيحة المسيح الذي نتناول دمه الكريم. وكما قال القديس يوحنا الرسول عن هذا الدم إنه "يطهرنا من الخطية، يعدنا للحياة الأبدية.
5-التناول أيضًا هو عهد مع الله


كما نذكر قول الرب الذي نردده في القداس الإلهي "لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون بموتى، وتعترفون بقيامتي، وتذكرونني إلى أن أجئ" (1كو 11: 26). فهل نحن في كل تناول، وندخل في عهد مع الرب أن نذكره إلى أن يجئ؟!
من أجل هذا العهد بين الرب وبيننا، فإن يوم الخميس الكبير الذي سلم فيه الرب هذا السر لتلاميذه القديسين، نسميه (خميس العهد).. ليتك تذكر باستمرار في كل مرة تتناول فيها، أنك تدخل في عهد مع الرب..
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

الاستعداد للتناول
أخطر عبارة في ذلك، قالها القديس الأنبا رويس:
قال: يليق بالذي يتناول جسد الرب ودمه في داخله، أن يكون من الداخل في نقاوة أحشاء العذراء التي كان في داخلها جسد الرب". ما أخطر هذه العبارة؟! ما أخطر هذه العبارة؟! من ذا الذي يستطيعها؟! لذلك سأكلمكم عن السهل المستطاع. يلزمنا إذا الاستعداد الروحي للتناول:


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وبمقدار استعدادنا للتناول، تكون استفادتنا منه..
كثيرون يتناولون.. آلاف، بل مئات الآلاف.. ولكن ليس الجميع يستفيدون نفس الفائدة الروحية!! ولنضرب مثالًا بالرسل الأحد عشر الذين تناولوا في يوم خميس العهد ومن يد الرب نفسه: واحد منهم فقط، تبع المسيح حتى الصليب، هو القديس يوحنا الحبيب، واستحق أن يكلمه الرب، وأن يعهد إليه بالسيدة العذراء قائلًا "هذه أمك" (يو 19: 27). فأخذها إلى بيته، وصارت بركة له..


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
و تلميذ من الذين تناولوا، تبع المسيح حتى بيت رئيس الكهنة. وكان قد تحمس أيضًا وقطع أذن عبد رئيس الكهنة، دفاعًا عن المسيح (يو 18: 25 – 27). ولكنه عاد فأنكر الرب ثلاث مرات!! وباقى التلاميذ التسعة هربوا وقت القبض على معلمهم وسيدهم!! والكل كانوا قد تناولوا معًا..


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
إن التناول يذكرنا بمثل الزارع (مت 13).
الزارع هو نفس الزارع، البذار هى نفس البذار. ولكن حسب طبيعة الأرض اختلفت النتائج: فالبعض سقط على الطريق فأكلته الطيور. والبعض سقط على الأرض المحجرة، وإذ لم يكن له عمق أرض جف. والبعض سقط على أرض فيها شوك، فطلع الشوك وخنقه.. وحتى الذي سقط على الأرض، لم يعط ثمرًا بمستوى واحد. بل أعطى بعض مائة، آخر ستين، وآخر ثلاثين (مت 13: 3 9).. هكذا التناول أيضًا، حسب حالة قلب الإنسان، وحسب استعداده الروحي، هكذا تكون استفادته الروحية.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
فهو من الوسائط الروحية، ولكن تختلف فائدته من شخص لآخر، حسب استعداده له..
كثيرون يتناولون كثيرًا، بل قد يتناولون كل يوم وفي كل قداس. وربما لا يستفيدون!! وربما من كثرة التناول بلا استعداد، قد يتحول الأمر إلى مجرد عادة، وتسقط هيبة الأسرار من قلوبهم! وغير هؤلاء قليلون يستطيعون الاحتفاظ بهيبة السر ودوام الاستعداد له.. لذلك اختبر نفسك وانظر: هل المداومة على التناول في مواعيد متقاربة جدًا، تساعدك على دوام الحرص أم لا؟ الأمر يختلف من شخص لآخر.. هنا ونسأل ما هو الاستعداد للتناول؟


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
أولًا: الاستعداد بالاتضاع وبانسحاق القلب


من أجمل قطع القداس الإلهي في هذا الانسحاق، صلاة سرية يتلوها الأب الكاهن، قبل القداس وهو يفرش المذبح، تسمى (صلاة الاستعداد) يقول فيها: أيها الرب العارف قلب كل أحد، القدوس المستريح في قديسيه، الذي بلا خطية وحده، القادر على مغفرة الخطايا.. أنت يا رب تعرف أنى غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة التي لك، وليس لي وجه أن اقترب وافتح أمام مجدك الأقدس. ولكن من أجل كثرة رأفاتك، اغفر لي أنا الخاطئ، وامنحني أن أجد نعمة ورأفة في هذه الساعة..".
فإن كان الأب الكاهن في القداس الإلهي بهذا الانسحاق،فكم بالأكثر يكون باقي الشعب؟!


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
2-ويلزم للتناول:التوبة والنقاوة الداخلية


وهنا نرى الأب الكاهن نفسه يقوم بعدة أمور:
*يلبس هو والشمامسة الملابس البيضاء (التونيات) الخاصة بالخدمة، والتي ترمز إلى النقاوة الداخلية. مثلما يلبس المعتمد بعد عماده ملابس بيضاء ترمز إلى الحياة الطاهرة النقية التي نالها بالمعمودية، إذ لبس بر المسيح (غل 3: 27). وكما يقول السيد الرب " من يغلب، فذلك سيلبس ثيابًا بيضًا.." (رؤ 3: 5) اشارة إلى الحياة المقدسة في الملكوت الأبدي.. وكما قيل عن ملائكة القيامة إنهم كانوا " بثياب بيض" (يو 20: 12)(مر 16: 5) (مت 28: 3).. وذلك يرمز إلى قداسة الملائكة وطهارتهم. وهكذا يكون خدام المذبح الذين يتقدمون للتناول.. ويكون في هذه الملابس البيضاء قدوة للشعب ومثالًا..


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
*وكما يلبس الكاهن، يغسل أيضًا يديه قبل القداس، ويقول "أنضح على بزوفاك فاطهر، واغسلني فابيض أكثر من الثلج".
ويقول أيضًا "اغسل يديّ بالنقاوة، وأطوف بمذبحك يا رب.." إنه درس يقدمه الأب الكاهن للشعب قبل التناول أن تغتسل نفوسهم بالتوبة، وتصير أبيض من الثلج..


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
*إن التوبة لازمة جدًا للتناول. ولعلنا نلاحظ أن السيد المسيح له المجد، قبل أن يناول تلاميذه في يوم الخميس الكبير غسل أرجلهم أولًا وقال لهم "أنتم الآن طاهرون، ولكن ليس كلكم" (يو 3: 10).
وكان يعنى يهوذا مسلمه، ولذلك لم يناوله من الجسد والدم.
*و لعل من أخطر العبارات التي تقال في هذا المجال في القداس الإلهي، قبل التناول:
"القدسات للقديسين" أي السرائر المقدسة هى للقديسين.
لذلك يسمى القداس الذي يتناول فيه المؤمنون (قداس القديسين)، لتمييزه عن الجزء السابق له الذي كان يسمى (قداس الموعوظين). وفيه يستمع أولئك للقراءات والعظة وينصرفون قبل بداية قداس القديسين الذي يتناول فيه هؤلاء القديسون..
إذن يحتاج الإنسان إلى قداسة لكي يستحق التناول من الأسرار المقدسة. وهذا يذكرني بعبارة جميلة قالها صموئيل النبي لأسرة يسى البيتلحمى حينما أراد أن يقدم ذبيحة.. قال لهم:
"تقدسوا وتعالوا معي إلى الذبيحة" (1صم 16: 5).


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وهكذا " قدس يسى وبنيه، ودعاهم إلى الذبيحة".. ليتنا نحفظ تلك العبارات ونرددها في يوم التناول، العبارات الخاصة بقدسية المتناولين من تلك السرائر المقدسة وإن لم نستطع أن نصل إلى تلك القداسة في إيجابياتها الروحية، فعلى الأقل نتقدم إلى التناول بالتوبة والاعتراف، وبعزم أكيد على ترك الخطية، والبعد عن كل الأسباب التي توصلنا إليها والتي توصلها إلينا. وإن اعترفنا بخطايانا، لا يكون اعترافنا مجرد كلام، بل يكون ندمًا حقيقيًا، وتوبة عمليه، حتى تكون أنفسنا وأجسادنا مستحقة لحلول تلك الأسرار المقدسة فيها، فنقبلها بقلوب طاهرة، ونفوس مستحقة، وأرواح متصلة بالله.. وماذا أيضًا؟


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
3-يلزم التناول أيضًا استعدادًا للجسد. وكيف؟


نستعد للتناول بطهارة الجسد وصومه ونظافته. ولنتذكر كمثال: استعداد الشعب لتقبل كلام الله في العهد القديم، أعنى استلام الوصايا العشر، وإذ " قال الرب لموسى: اذهب إلى الشعب، وقدسهم اليوم وغدًا. وليغسلوا ثيابهم، ويكونوا مستعدين لليوم الثالث" (خر 19: 10،11).. "فانحدر موسى من الجبل إلى الشعب وقدس الشعب، وغسلوا ثيابهم. وقال للشعب: كونوا مستعدين لليوم الثالث. لا تقربوا إمرأة" (خر 19: 14، 15).


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
لذلك فالاتصال الجنسي، والاحتلام، ونزيف الدم، وما أشبه، أمور تمنع التناول.
ينبغي أن يكون المتقدم للتناول طاهرًا، جسدًا وروحًا. وهكذا أيضًا يحسن الاستحمام في اليوم السابق للتناول، أو على الأقل الاغتسال لمن يتناول باستمرار. مجرد هذا الأمر -إلى جوار نظافة الجسد الذي يستقبل التناول- يعطى الإنسان إحساسًا بأنه يستعد يلزمه لون من اللياقة.
كذلك نستعد جسديًا بالصوم.
وحسب نظام كنيستنا نصوم منقطعين عن الطعام والشراب فترة لا تقل عن تسع ساعات نكون قد دخلنا في يوم جديد (يوم التناول) الذي يجب أن نبدأه صائمين. والصوم ليس مجرد عمل جسدي، فهو من ناحية أخرى عمل روحي. وهو استعداد لكل نعمة نتلقاها في كل سر من أسرار الكنيسة، إلا في في الاستثناء المانع كالمرض الشديد، وحاليًا يستثنى سر الزواج أيضًا حسب قول السيد الرب " هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا مادام العريس معهم؟! مادام العريس معهم لا يستطيعوا أن يصوموا" (مر 2: 19). ولكن حينما كان سر الزواج يجرى بعد رفع بخور باكر، كان يقترن بالصوم أيضًا.. كم بالأولى التناول.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
4-من شروط الاستعداد للتناول أيضًا: المصالحة.


وهكذا قبل بدء قداس القديسين، قبل أن يرفع الأبروسفارين، يصلى الكاهن صلاة الصلح، التي يقول فيها "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نقبل بعضا بعضًا بقبلة مقدسة، لكي ننال بغير وقوع في دينونة من موهبتك غير المائتة السمائية".. لاحظ هنا عبارة "لكي ننال بغير وقوع في دينونة"..(إذن الذي يتناول بغير مصالحة يقع في دينونة). ثم ينادى الشماس قائلًا " قبلوا بعضكم بعضًا.." وهذه القبلة المقدسة تعنى كمال الحب بين الناس. وعبارة " مقدسة " تعنى أنها طاهرة وبغير رياء، وليس مثل قبلة يهوذا، التي تذكارًا لها يمتنع التقبيل في أسبوع الآلام.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ينبغي قبل التناول أن نكون في صلح مع الله والناس.
مع الله بالتوبة، حسب قول الرسول".. تصالحوا مع الله" (2كو 5: 20).. ومع الناس حسب قول الرب " فإن قدمت قربانك على المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك قربانك قدام المذبح، واذهب أولًا تصالح مع أخيك.." (مت 5: 23، 24). وعبارة " شيئًا عليك " تعنى أنك في موقف المذنب. أما الذي يبغضك بغير سبب منك، كما أبغض شاول داود، وكما قال داود " أكثر من شعر رأسي، الذين يبغضونني بلا سبب" (مز 69: 4).. فذلك طبعًا لست مطالبًا بأن تترك قربانك لمصالحته.. السيد المسيح نفسه كان يبغضونه بلا سبب (يو 15: 18، 24، 25).. أنت أيضًا لست مطالبًا بالذهاب لمصالحة من يضطهدونك ومن يحسدونك ويعادونك. ولكن هناك قاعدة:
إن كنت أنت المسيء، اذهب وصالح من أسأت إليه وإن كنت المساء إليه، فاحفظ قلبك من البغضة.
كذلك لست مطالبًا بأن تصالح من يعثرك روحيًا أو أخلاقيًا أو فكريًا، الذي ينطبق عليه قول الكتاب "المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو 15: 33). والكتاب يطالبنا أن نبعد عن العثرات، لا أن نذهب لنصالح أصحابها، ونرجع معهم علاقات تسبب الخطية..


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
كذلك لست مطالبًا بأن تذهب لتصالح أصحاب البدع والهرطقات. أولئك الذين قال عنهم الرسول "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا نقول له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو 10، 11).. ولا تسلم على من قال عنه الكتاب "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1كو 5: 13).. وعمومًا، لا يكون صلحك مع الناس على حساب صلحك مع الله.. تحدثنا عن الاستعداد للتناول، بقى أن نقول:


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
يشرح الكتاب عواقب من يتناول بغير استحقاق:


فيقول الرسول عن التناول إذن أي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق، يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الإنسان نفسه.. لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب. من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون. لأننا لو حكمنا على أنفسنا، لما حكم علينا" (1كو 11: 27 – 31).. عبارات خطيرة ومحذرة. لذلك اعتدت أن أقول قبل التناول، وانصح من يتناولون أن يقولوا: ليس يا رب من أجل استحقاقي أتناول، إنما من أجل احتياجي. ليس لاستحقاقي بل لعلاجي.
ليست لي القداسة التي أتناول بها إنما أنا أتناول ليساعدني التناول على حياة القداسة، إذ أنال به قوة روحية، ودفعة إلى قدام.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
فالذي يتناول يشعر بهيبة هذا السر، ويخجل من ارتكاب الخطية بسبب قداسة التناول. فإن كان يتناول كل أسبوع مثلًا، يظل الأيام التالية لتناوله لتناوله مبتعدًا عن الخطية بسبب قداسة السر.. وكذلك في الأيام السابقة للتناول التالي يكون محترسًا مستعدًا للتناول في الأسبوع المقبل.. فيتعود الحرص.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
من أهمية التناول، فإن الكنيسة تشعرك بأن يوم التناول يوم غير عادي، بوسائل كثيرة.
الاستعداد له بالصوم، طهارة الجسد، وبالاعتراف والتوبة، والمصالحة مع الناس، والدخول إليه بانسحاق، والصلاة قبل التناول وبعده، والكنيسة تعد الشخص للتناول بأكثر من تحليل للمغفرة: تحليل في رفع بخور عشية، وتحليل في رفع بخور باكر، وتحليل الخدام، وتحليل سرى في نهاية القداس. كما تعد ذهنه روحيًا بالقراءات الكتابية الكثيرة، والطقوس الروحية وكل ما في القداس من تأثير. وبعد التناول تجعله يحترس من أن يخرج، أو أن يبصق، احترامًا لتناوله.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
أتذكر أنني ذات يوم في بدء رهبنتي، كتبت في مذكرتي في يوم تناولي:
"هذا الفم الذي تقدس بتناول جسد الرب ودمه: كلمة زائدة لا تخرج منه. ولقمة زائدة لا تدخل فيه".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 12 - 2013, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

فوائد الصوم وأهميته
الصوم من الوسائط الروحية الأساسية. فلماذا؟
لأنه أولًا يفيد في ضبط النفس.
من حيث أن الصائم يمنع نفسه عن تناول الطعام والشراب بصفة عامة خلال فترة الانقطاع. ويمنع نفسه عن كل ما يتعلق بالدسم الحيواني. وهكذا يدخل في حياته عنصر المنع. يستطيع أن يقول لنفسه كلمة (لا)، وينفذ ذلك. وكما يمنع جسده عن الطعام والشراب، يتدرج حتى يمنع نفسه عن كثير من الأخطاء.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
عنصر المنع هذا، وضعه الله منذ البدء.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وذلك حينما أمر أبوينا الأولين آدم وحواء أن يمتنعا عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فوضع بذلك مبدأ ضبط النفس من أول تاريخ البشرية. لكي ندرك تمامًا أن الحرية ليس معناها التسيب. فعلى الرغم من أن الله كان كريمًا جدًا مع آدم وحواء، وصرح لهما أن يأكلا " من كل شجر الجنة "، إلا أنه وضع ضابطًا هو المنع من شجرة واحدة (تك 2: 16، 17) (تك 3: 3).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
لعلنا هنا ندرك تمامًا خطورة العبارة التي قالها سليمان الحكيم في التعبير عن تسيبه في المتعة، إذ قال " ومهما اشتهته عينا لم أمنعه عنهما" (جا 2: 10). فلما وصل إلى هذا الوضع، تطور حتى أخطأ وفقد حكمته. " ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه" (1مل 11: 4). وعصفت به الشهوات الكثيرة.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
والصوم أيضًا دليل على الارتفاع فوق مستوى الجسد.
ففيه لا نعطى الجسد كل ما يطلبه من الطعام، أو كل ما يشتهيه من الطعام. وبهذا نرتفع فوق مستواه. بل نرتفع فوق مستوى المادة بصفة عامة. وهكذا نعطى الفرصة للروح، لكي تأخذ مجالها، متذكرين قول الرب "اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27). وقول الرسول "لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام" (رو 8: 6).
إن الروح تكون في حالة أقوى في وقت الصوم.
في الصوم تكون صلواتنا أعمق، وتأملاتنا أعمق. وتكون صلتنا بالله أقوى. وحتى ألحاننا أيضًا. فرق كبير بين أن نسجل لحنًا من ألحان البصخة في نفس أسبوع الآلام، وأن نسجل نفس اللحن في غير فترة الصوم وليس أثر الصوم في تقوية الروح قاصرًا على المسيحيين فقط، بل إن الهندوس واليوجا والبوذيين يجدون قوة للروح بتداريب الصوم والنسك، وتصفوا أرواحهم أكثر.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
إذن فالصوم ليس نافعًا فقط من جهة محاربة الأخطاء والسلبيات، إنما يفيد إيجابيًا في تقوية الروح.
لذلك نجد غالبية المناسبات الروحية تسبقها أصوام.
فأسرار الكنيسة مثلًا، كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت، لابد أن يسبقها الصوم. وكذلك نوال بركة الأعياد يسبقه الصوم. فنصوم أسابيع طويلة قبل عيديّ الميلاد والقيامة، وقبل عيد الرسل وعيد العذراء وقبل عيد الغطاس نصوم يوم البرامون. وما أجمل قول سفر أعمال الرسل (قبل وضع الأيدي على برنابا شاول): "وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي.." (أع 13: 2، 3).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ومن أجمل ما قيل أيضًا في أثر الصوم روحيًا: العلاقة بين الصوم وإخراج الشياطين:
وفي ذلك قال السيد الرب في معجزة إخراجه لشيطان عنيد لم يقو التلاميذ على إخراجه.. حينئذ قال الرب "وأما هذا الجنس، فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم" (مت 17: 21).. ذلك لأن صلاة الصائم تكون لها روحياتها وتأثيرها، والصائم يكون أكثر قربًا من الله، وأكثر قوة على الشياطين.

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وكان القديسون يستخدمون الصوم في وقت الضيقات.
ولنا مثال واضح جدًا في ذلك صوم استير والشعب كله، حينما تعرضوا لمؤامرة هامان (أش 4: 16) وكيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك نسمع عن صوم نحميا لما جاءته الأخبار أن "سور أورشليم منهدم، وأبوابها محروقة بالنار" (نح 1: 3، 4). ويروى سفر نحميا أيضًا كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة.. كذلك يروى لنا الكتاب كيف صام عزرا وهو باك، وكيف كان تأثير ذلك في تنقية الشعب وتطهيره. كما يروى لنا الكتاب أيضًا صوم دانيال النبي وأثر ذلك (دا 9: 3، 21) (دا 10: 3، 12).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وكان للصوم تأثيره أيضًا في مجال التوبة..
لقد تاب أهل نينوى. ولم تكن توبتهم مجرد رجوعهم عن حياة الشر، وإنما امتزجت هذه التوبة بصوم ونسك شديدين، اشترك فيه الشعب كله وملكهم. وقبل الله صومهم وتوبتهم وغفر لهم خطاياهم
(يون 3).

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ومن أروع ما قيل في امتزاج التوبة بالصوم، قول الوحي الإلهي في سفر يؤئيل النبي "الآن يقول الرب، ارجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم وبالبكاء والنوح" (يؤ 2: 12). وداود النبي يشرح عمق صومه فيقول "أذللت بالصوم نفسي" (مز 35: 13) وأيضا "أبكيت بالصوم نفسي" (مز 69: 10).
وكثير من صلوات الآباء والأنبياء من أجل طلب المغفرة، كانت مصحوبة بصوم، كصلوات دانيال وعزرا طلبًا لمغفرة خطايا الشعب.
والصوم أيضًا له علاقته بالخدمة.
ولعل أبرز مثل لذلك السيد المسيح نفسه الذي بدأ خدمته بصوم أربعين يومًا. وعلى نسقه كل الآباء الأساقفة والكهنة الجدد يبدأون خدمتهم الكهنوتية بالصوم.. ونفس الآباء الرسل القديسين بدأوا خدمتهم كذلك بالصوم. وتحقق فيهم قول السيد نفسه "حين يرفع العريس عنهم، حينئذ يصومون" (مر 2: 20)

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ولم يكن الصوم فقط في بدء خدمة الآباء الرسل، بل كان يتخللها أيضًا. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول عن خدمته " في أصوام مرارًا كثيرة" (2كو 11: 27) ويقول أيضًا " بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله.. في أتعاب في أسهار في أصوام.." (2كو 6: 4، 5)..
أتراك يا أخي جربت في حياتك الصوم من أجل الخدمة، والصوم لحل مشاكلها ولحل المشاكل عمومًا؟
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب لماذا القيامة لقداسة البابا شنوده الثالث
كتاب اليقظة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 12:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024