لا تخجل من كلمة "لا"
يخجل المراهقون من كلمة "لا" في حديثهم مع أصدقائهم وذلك بسبب رغبتهم في الاهتمام بمجاراة الغير conformity والتمثّل ببعض الشباب دون تفكير من جانبهم. ففي بعض الاستفتاءات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية بين بعض المراهقين لوحظ أن حوالي 80% ممن يتعاطون المخدرات لم يستخدموها في المرة الأولى في حياتهم بقصد التجربة ولا عن اقتناع، إنما تحت ضغط الأصدقاء، حتى لا يُتهموا بأنهم أطفال (ابن أمه أو ابن أبيه) أو أنهم سُذج بلا خبرة الخ...
فيما يلي بعض تعليقات لمراهقين بخصوص ممارستهم للعلاقات الجنسية قبل الزواج (4):
(ليس من السهل القول "لا" تحت ضغط صديق).
(يتحدث بعض المراهقين في صراحة عن تخوفهم من النبذ من زملائهم إذا لم يشاركوهم في ممارسة الجنس).
(سبب آخر بخصوص الضغط الذي يمارسه الأصدقاء، هو الخوف من دعوة المراهق أنه "بلا خبرة". هذا اللقب بالنسبة للبعض يُعتبر أسوأ ما يمكن أن يُنعتوا به، إذ يعني بقائهم في الطفولة).
هكذا تحت ضغط الأصدقاء يسلك بعض المراهقين طريقًا قد لا يقبلونه فكريًا، إنما من أجل حسبانهم ناضجين وبالغين وليسوا أطفالًا.
يقدم لنا الدكتور دوبسون (5) مثلًا عمليًا لضغط الأصدقاء على المراهقين الذي يحكم نموهم الداخلي، إذ يقول لو أنك كنت في سيارة مع أربعة شبان ذاهبين لقضاء فترة ترف fun ليلًا، وأخرج الذي يقود السيارة زجاجة من جيبه ليبتلع حبة (من المخدرات)، ثم بسرعة قدمها لمن بجواره فابتلع بدوره حبة ثم الثالث وهكذا حتى جاء دورك. ربما تمسك بالحبة مترددًا، فتجد أحد الأصحاب يضحك ساخرًا: "ما هذا يا سيسي (للفكاهة به Come on, Sissy) ما هذا؟ هل أنت خائف؟ في وسطنا "ابن أمه" يا صحاب! إنه يخاف من والده لئلا يكتشف الأمر؟ لم نكن نحسبك فرخة كبيرة (Big chicken)! يا لك من طفل (Baby face) جرّبها هذه المرة!" هكذا قد يسخر واحد أو أكثر بكلمات جارحة للمراهق، تختلف من بلد إلى آخر. عندئذ ترتجف يدك، وتزايد ضربات قلبك، وتشعر بارتباك شديد... وربما تحت هذا الضغط تبتلع "الحبة" لتكون هذه بداية لتدمير كل حياتك.
في أكثر من استفتاء سُئل مثل هؤلاء الشباب الذين يضغطون على زميلهم ليحاربهم في تعاطي المخدرات أو ممارسة الجنس أو الانشغال باللهو والحفلات على حساب كل جوانب حياتهم الأخرى، ما هي نظرتهم للصديق الذي يصرّ على القول: "لا"،وكانت أغلب الإجابات على أنهم وإن كانوا يسخرون منه للضغط عليه، لكنهم يشعرون بالتقدير له ويحسون أنه قائد حىّ، يقدر أن يوجّه حياته وحياة الآخرين.
1- كلمة "لا" لا تعني فقدان المراهق كيانه الشخصي، بل على العكس تكشف عن قدرته على القيادة، إذ تعني أنه قوي الشخصية قادر أن يقود الآخرين لا أن يسحبه الغير على غير هواه (6).
لقد قدم لنا جوش مكدويل Josh McDowell (7) 37 طريقة ليقول المراهق "لا" لأصحابه عندما يطلبون منه ممارسة الجنس قبل الزواج، قدمها من كتابات المراهقين أنفسهم، نذكر منها بعض عباراتهم بتصرف مع إضافة شواهد من الكتاب المقدس بمعرفتنا.
1- إذهب إلى الخالق الذي أوجدك، فهو يعرف كيف تسلك حسنًا (2بط3:1،4).
2- أقم علاقة مع ربنا يسوع فينزع إحساسك بالعزلة.
3- تعلم أن تقل "لا" في اجتهاد وتغصّب (2بط5:1).
4- تُب وأسلك طريق نعمة الله (1كو10:15).
5- تأمل كلمة الله القائل: "تغّيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم".
6- اطلب مشورة صالحة (خاصة من أب اعترافك) (أم20:6).
7- اهرب لنفسك كما فعل يوسف (تك9:39).
8- احترس من برامج التليفزيون الخاصة بالجنس.
9- "مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2كو5:10)... لا تسمح للفكر أن يجول فيما يعثر.
10- أوقف المواعيد المعثرة واللقاءات الهدامة مع الغير (مت8:18 الخ).
11- تجنب الصغائر فهي تقود للكبائر (نش15:2).
12- راجع هدفك في الحياة من حين إلى آخر، مستشيرًا الله نفسه (أع6:9).
13- إسع لتكوين صداقات مع من يبنيك روحيًا (جا12:4).
14- لا تظن أنك قوي لئلا تسقط في التجربة (1كو12:10).
15- اهتم بتنمية مواهبك (2ني6:1).
16- لتكن كلماتك وتصرفاتك حكيمة ومتزنة حتى لا يتعثر الغير بسببك.
17- تجنب اللقاءات الفردية، لأن من يقترب من نار الشهوات يحترق (أم27:6،28).
هذه الطرق العملية التي كتبها مراهقون يطلبون النمو يمكنها أن تسندك في القول "لا" من أجل بنيانك المستمر ونمو شخصيتك في كل جوانبها.