25 - 05 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
العذراء المطعونة (Esfagmeni) رواية هذه الأيقونة تقول إنه في أحد الأيام أبطأ الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة فأتى إلى المائدة بعد الجميع طالباَ غذاءه. رفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه شيئاً منبّهاَ إياه إلى وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدة مرات). فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات:"يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشدّدُ قواي المنهوكة". قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن. فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمي ويبست يده. لكن بفضل صلاة رئيس الدير والشركة، ظهرت والدة الإله لرئيس الدير وأعلمته أن الراهب سيشفى. أمضى هذا الراهب بقية حياته يصلي مقابل الأيقونة طالباً الغفران. أخيراً ظهرت له والدة الإله وأفرحته بالعفو عنه. ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لا بد أن يحكم عليها في مجيء المسيح الديّان. ثم منحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان. أما يده فبقيت يابسة حتى مماته، وهي، إلى الأن، تُعرض، أحياناً، على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية وهي غير منحلّة وسوداء. |
||||
25 - 05 - 2012, 10:43 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة العذراء التي أصيبت بطلقة رصاص (Pyrovolitheisa) عام 1833 م، عندما كان الأتراك يحتلّون الجبل المقدّس. تجرأ جندي وأطلق النار على أيقونة والدة الإله الحائطية التي فوق باب مدخل الدير فأصاب يدها اليمنى؛ وأصيب هو بالجنون فشنق نفسه في شجرة زيتون مقابل مدخل الدير. هذا الجندي كان ابن أخ قائد الفرقة المحتلّة، فأصبح الدير في خطر إلا أن رفيق هذا الجندي شهد ما حصل ونقل الخبر للقائد الذي شعر بأن هذا فيه تدّخل إلهي ورفض أن يدفن جسد الجندي. |
||||
25 - 05 - 2012, 10:43 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
العذراء التي يسيل منها الزيت (Elaiovrytissa) الأيقونة قيِّمة على مخزن السوائل (الزيت والنبيذ) (docheion) في الدير ويحكى في صددها هذه الأعجوبة: عندما كان المغبوط جنّاديوس مسؤولاً عن مخزن السوائل في دير الفاتوبيذي، ذهب، ذات مرة، إلى رئيس الدير وأعلمه أن مخزون الزيت نفذ ويجب الإمساك عن تسليم الزيت والإحتفاظ بما تبقى للحاجات في الكنيسة. أجابه رئيس الدير أن لا يقلق بهذا الشأن ويستمر في تسليم الزيت بحرّية لمن يطلب. ففي يوم من الأيام دخل المغبوط جنّاديوس ليسحب آخر كمية من الزيت وإذ به يجد أن الجرة قد امتلأت وفاض منها الزيت وسال حتى وصل إلى باب المخزن. تفوح من الأيقونة رائحة طيب زكية وهي معروفة أيضاً بعذراء (Docheiarissa). |
||||
25 - 05 - 2012, 10:45 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ايقونة عذراء البئر (Ktitorissa or Vimatarissa) في إحدى المرات التي هجم البرابرة على دير الفاتوبيذي بقصد النهب والتهديم والقتل، استطاع احد الرهبان أن يأخذ هذه الأيقونة مع صليب حديدي، يعود إلى زمن الملك قسطنطين الكبير، فوضعهما في بئر كان قرب الدير وأشعل امامهما شمعة وغطى البئر. هرب الراهب و استطاع أن يصل إلى المرفأ ومنه انطلق إلى وطنه في جزيرة كريت حيث أقام عند أقاربه واستطاع أن يتابع حياته الرهبانية كما كان في الدير. وقد دوّن ما حدث من هجوم البرابرة وكيف أنه استطاع أن يُخفي الأيقونة مع الصليب، ورسم علامات توضح مكان البئر. مات هذا الراهب وعلم أقرباؤه، بعد وفاته، بأمر المخطوطة التي كتبها بشأن الأيقونة فأرسلوا إلى الدير مخبرين بهذه الحادثة، وكان قد مضى عليها ثمانون عاماً. استلم الرهبان الموجودون آنذاك في الدير هذا الخبر. فشرعوا في البحث عن مكان البئر مستعينين برسم الراهب الى أن استطاعوا الاهتداء اليه بعد بحث وتنقيب كبيرَين. كشفوا غطاء البئر ويا للعجب فقد رأوا الأيقونة طافية على سطح الماء منتصبة وأمامها الصليب الحديدي منتصبٌ ايضا والشمعة مشتعلة كما تركها الراهب .فرح الرهبان كثيراً ونقلوا الأيقونة والصليب بزياح وبنوا مكان البئر كنيسة وجعلوا المائدة المقدّسة فوق البئر. حالياً الأيقونة في الهيكل موضوعة وراء المائدة المقدسة. في الأعياد الكبيرة وفي الأحد الأول من كل شهر يقوم الرهبان بزياح كبير حول الدير بهذه الأيقونة ثم يأتون بها إلى امام مكان تقديس الماء، حيث يقومون بخدمة تقديس الماء امامها ثم يعودون بها الى الهيكل. اما الصليب فموضوع على المائدة، وأما الشمعة التي وجدها الرهبان آنذاك فدخلت في تقليد الدير بحيث إنهم كلما أرادوا أن يصنعوا شمعاً يضعون قطعة صغيرة من تلك الشمعة في وسط الشمع المراد تصنيعه كبركة . |
||||
25 - 05 - 2012, 10:53 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كيف تقرأ ايقونة العذراء مريم أيقونة السيدة العذراء وهي تحمل الطفل يسوع المسيح :- تحمل السيدة العذراء الطفل يسوع على يدها وممسكا باحدى يديه برسالة إما مطوية أو مفتوحة وأحيانا يحمل عليها ما يشبه الكره وباليد الأخرى يشير لنا بأصبعه بطريقة خاصة .. وينتعل في قدميه بصندل أحد فردتيه مفكوكا ومعلق بقدمه كاد أن يسقط والأخر مربوطا بقدمه الأخرى ونجد في أعلى الأيقونة على اليمين واليسار ملاكين ممسكين بأشياء في أيديهم. هذه هي أيقونة التجسد سوف نوضح الصورة بدقة :- العذراء وهي تحمل الطفل يسوع نجدها لا تلتفت إليه وإنما تنظر إلى بعيد إلى مستفبل الأيام وإلى العذابات التي سيراها ابنها الوحيد الذي سيقدم نفسه فديه عن كثيرين . لذلك يرتسم على وجهها صورة آلام ابنها المستقبليه وحزنها يبدو واضحا على وجهها لان هذا الابن سيصلب من أجل خلاص البشر ولكنهم غافلون عن أمر وأهمية هذا الخلاص. ملابس العذراء : نجد العذراء دائما تلبس الأزرق الأحمر الأبيض الأزرق أو السماوي : لأنها السماء الذي حل في بطنها الله المتجسد فأصبحت سماء لهذا الابن – ويشير اللون إلى الحق السماوي . اللون الأحمر القرمزي : فهو لون معروف بانه اللون الملكي لا يلبسه الا الملوك والأباطره والعذراء بالطبع تلقبها الكنيسة بأنها الملكة وأم الملك فهي لذلك ترتدي اللون الأحمر القرمزي. اللون الأبيض : فهو رمز الطهارة ودائما نجد أنها تلبس طرحه بيضاء على رأسها فهي العذراء الطاهره النقية بلا دنس ولا غش. النجوم : نجد على العذراء مريم إما نجمتين أو ثلاث نجوم واحدة على الكتف الأيمن – والثانية على الرأس فوق الجبهة بقليل – والثالثة على الكتف الأيسر. وهذا يعني أن العذراء مريم بتول قبل وأثناء وبعد ولادتها للطفل يسوع . أما إذا وجد نجمتان فقط تعني أنها بتول قبل وبعد ولادتها للطفل يسوع والنجمتان واحدة على الكتف الأيمن تشير إلى البتوليه والثانية أعلى الجبهة فوق الرأس تشير إلى الطهارة فهي العذراء البتول الطاهرة. ويضيفون في بعض الأيقونات أحيانا عدد النجوم الصغيرة جدا على الثوب الأزرق لأنها سماء ثانية والسماء الثانية بالطبع مزينة بالنجوم أي كمال الطهارة . ولكن لابد من وضوح النجمتين أو الثلاثة نجوم الكبار. الطفل يسوع لون الملابس اللون الأبيض : يرمز للطهارة اللون الأصفر : يرمز إلى النقاوه أي بلا خطية كالذهب المصفى ليس به شوائب وهو قد شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها وأيضا هو لون النصرة والقيامة. اللون الأحمر : هو اللون الملكي فهو ملك الملوك ورمز الفداء للدم المسال عنا على الصليب علامة خلاصنا اللون البنفسجي : وهو اللون الوحيد الذي يرتديه السيد المسيح لأن الامبراطور في عصره كان يلبس فقط هذا اللون فهو قاصر على الأباطرة والملوك فقط اللون الأخضر : هو لون يرمز للشر وذلك من أيام الفراعنه فلا يرتديه أي من القديسين بل يرتديه يهوذا الاسخريوطي مثلا أو نجعل هذا اللون على التنين الذي يحاربه القديسين أو الملوك الطغاه الذين سقطوا صرعى تحت خيول القديسين كالملك الصريع تحت أرجل حصان القديس أبو سفين والقديس ديمتريوس الصندل المفكوك : هذا الصندل الذي نلاحظه مفكوكا في أحد قدمي الطفل يسوع ويكاد أن يسقط منه فهو رمز الفكاك . حيث كان في العهد القديم " عادة " ان الرجل الذي يموت دون أن ينجب أولا تتزوج زوجته من أخيه والابن الأول ينسب للزوج التوفي والابن الثاني ينسب للزوج الحالي وهو أخو الزوج الأول المتوفي حتى يقيم نسل لأخيه المتوفي فلعل يأتي المسيح المنتظر من هذا النسل واذا رفض أخو الزوج المتوفي أن يتزوج من زوجة أخيه كانت تخلع هذه الزوجة نعله من رجله وتبصق في وجهه وذلك أمام شيوخ مدينته – ويدعى اسمه مخلوع النعل (تث 25 : 8 –10 ) فجاء المسيح المنتظر وقام بفكنا من هذه العادات القديمة أو الطقس اليهودي القديم لأنه لا خوف بعد ذلك لأن المسيح قد جاء بالفعل وكانه يقول لنا : لا تعودوا تتزوجوا زوجة الأخ المتوفي بغير نسل وما دمت قد جئت فقد فككتكم من هذا لأني "أنا هو وليس آخر سواي ". الصندل الآخر المربوط : عن الصندل المربوط في قدمه الاخرى فالانسان حينما اخطا عاقبه الله بان جعله في الأرض وهي تنبت شوكا وحسكا - أي الخطية – فإذا سار الانسان حافي القدمين على هذه الأرض المملوءة شوكا وحسكا فستدخل الخطية اليه . فكان لابد للانسان أن يحمي نفسه من الأشواك والحسك ويحمي هذه القدم العاريه فلابد أن ينتعل بشئ في قدمه ز فأخذ ذبيحه وذبحها وأخذ جلدها وعمل منه صندل أو حذاء ليحميه من الشوك والحسك. فالذبيحة أو الخروف إشارة إلى المسيح فهو الذبيح الذي ذبح لكي يحمينا وينقذنا من الخطية أي أن المسيح هو الذي فدانا وقدم نفسه فداء عنا لكي يحمينا في هذا العالم. في أيقونة القيامة نجد السيد المسيح حافي القدمين وكذلك أيقونة الصعود لأن هناك لاتوجد خطية أرض بلا شوك أو حسك . لاتحتاج إلى الفاصل أو الحاجز الذي أستخدمناه ونحن على أرض الشقاء. يد الطفل اليد الأولى : تحمل ما يشبه الكرة فهي رمز للكون كله لأنه "ضابط الكون" "وخالق كل شئ بحكمته"والكل منقوش في كفه فنحن مركز اهتمامه وخلاصنا في يده. وأحيانا بدلا من الكره يحمل رسالة مطويه أو مفتوحه وأحيانا في شكل كتاب . فهذه الرسالة هي رمز الحكمة. فهو أتى لنا معلما وأتى بحكمته الالهيه التي ليست من هذا العالم أتى ومعه الدستور السماوي . الروح المعاش لكي نسير على هذا وليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل. اليد الثانية (اليمنى): نجد أحيانا أنه يشير باصبع واحد (السبابه) لأنه واحد مع الاب. ويقول أنا هو الأول والاخر وليس اخر غيري هذا ايضا هو موضع البركه الذي نبارك شعبه وأولاده و يعطيهم الطمأنينه والأمان. أجيانا أخرى نجد أصبعين متجاورين- السبابه والوسطى فهي تعني اني كامل في اللاهوت وكامل في الناسوت واللاهوت والناسوت إتحدا معا وذلك في نهاية الاصبعين ونجد في بعض الأيقونات يشيربأصبع الابهام إلى طرف الأصبع الرابع أو طرف البنصر وبذلك يشير للرقم 10 باليونانيه " باعتبارها ان الأصبع ثلاثة اجزاء " وهو حرف اليوطا. وكما نقول في التسبحه دلتنا اليوطا على اسم الخلاص فهو أول حرف من اسمه " ايسوس باخرستوس " أي يسوع المسيح. الهالة : يجب ان توضع هالة صفراء لكل من السيد المسيح والسيده العذراء والملائكة و لجميع القديسين حول رأسهم . ولكن هالة السيد المسيح تكون أكبرهم حجما فهي تبدأ من الكتف من المنكبين الذي يحمل عليهما الخروف الضال ويرشده إلى الصواب والذي حمل عليه خشبة الصليب ليتمم الخلاص ويحررنا من خطايانا وهو بلا خطية . وأحيانا نجد في بعض الأيقونات ان هالة السيد المسيح على محيطها من الخارج ثقوب صغيرة تلفها كلها . دليل الآلام والجراحات التي كانت وقت الصلب. ونجد دائما في هالة السيد المسيح الصليب مرسوما داخلها ورأسه في مركز الصليب وحول الرأس نقرأ هذين الحرفين "الألفا والأوميجا " أي البداية والنهاية . الملاكان : نجد في أعلى الصورة ملاكين أحدهما يمسك صليبا والثاني يمسك الحربة والقصبة الطويلة التي فوقها الاسفنجه والتي وضع عليها الخل حينما عطش السيد المسيح وطلب أن يشرب فرفعوها له على الصليب. فهذه هي الأدوات التي استخدمت في عملية الصلب لتدل لنا على النبوءه والمستقبل بان هذا سيحدث ومن هذا جاء الميلاد وجاء التجسد ليتم الصلب ويتم الخلاص للبشرية كلها. |
||||
25 - 05 - 2012, 11:07 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
|
||||
25 - 05 - 2012, 11:13 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
قصة أيقونة إني أنا مدينتك يا والدة الإله أني أنا مدينتك يا والدة الإله أكتب لك رايات الغلبة يا جندية محامية وأقدم لك الشكر كمنقذة من الشدائد لكن بما أن لك العزة التي لا تحارب أعتقيني من صنوف الشدائد حتى أصرخ إليك إفرحي يا عروسا لا عروس لها |
||||
25 - 05 - 2012, 11:16 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
|
||||
26 - 05 - 2012, 01:19 AM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الأيقونة والأيقنة Icon and Iconography Icône et Iconographie الأيقونة والأيقنة الأيقونة icône صورة دينية تستخدم في الخِدمة الروحية بحسب طقس الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية. وأما الأيقنة iconographie فهي علم الصورة من حيث التوثيق أو الوصف أو الرمز، وتفسير طريقة الأداء وعلاقتها بالأصل المنقول عنه. الأيقونة كلمة مصدرها يوناني وتعني «صورة». ووردت الكلمة في الترجمة السبعينية (الترجمة اليونانية للعهد القديم) بمعنى: الرجل المخلوق على صورة الرب، وبمعنى التمثال أيضاً. أما في العهد الجديد فتعني صورة الامبراطور الروماني على المسكوكات، وتعني أيضاً صورة الوحش في «سفر الرؤيا»، كما تعني أن المسيح صورة الإله اللامرئي. ولما تخطت الكنيسة المسيحية الأولى، في القرن الرابع الميلادي، مشكلة الصراع بين تحريم الصورة أو السماح بها وتبنت التصوير، أُطلقت تسمية «أيقونة» على الصورة الدينية تعبيراً في التصوير على لوح خشبي أو التصوير الجداري والفسيفساء والنحت الخفيف البروز وتزيين الكتب المخطوطة وعلى الأدوات الكنسية. واستعملت الأيقونات منذ أواخر العصور القديمة في المحيط اليوناني الروماني، وسيلة تعليمية للإعلان عن «القصد الإلهي» في الفداء والخلاص والرجاء، واستمر ذلك في الكنيسة الشرقية إلى اليوم. وقد حصل صراع فكري حول تكريم الصورة وتحريمها في التاريخ البيزنطي بين 726م و843م، وأخذ شكل تحدٍّ بين السلطة الامبراطورية والسلطة الكنسية، مما أدى إلى نشوب صراع دموي، وإلى إقصاء عدد من الرؤساء الروحيين وملاحقتهم مع من تبعهم من اللاهوتيين والرهبان، وسميت تلك الحقبة «حرب الأيقونات» أو «تحطيم الأيقونات» Iconoclasme، وقد بدأت بأمر من الامبراطور البيزنطي ليون الثالث الأيصوري بإزاحة كل أيقونة وكل ماهو تصوير تشخيصي من الكنائس والمباني العامة، بحجة أن تمثيل المسيح والقديسين ضربٌ من الوثنية. وكانت قناعات بعض الفئات المتشددة من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وراء هذا الصراع. ومما يجدر ذكره هنا أن القديس يوحنا الدمشقي (675- 749م) وهو المنصور بن سرجون الذي عمل وأبوه في البلاط الأموي، ثم ترهّب في دير مار سابا قرب القدس، قد كتب دفوعاً بثلاث رسائل حاجّ فيها محطمي الأيقونات موضحاً الفارق بين العبادة الواجبة للإله المطلق وحده وتكريم الأولياء والقديسين الذين تذكّر صورهم بهم. وقد أراد يوحنا أن يثبت أن عقيدة التجسد توجب التصوير، وأن الصورة الملموسة هي طريق الاتصال بالقدوس المطلق. هدأت حدة العنف زمن الامبراطورة إيرينا سنة 787م، فدعت إلى عقد مجمع نيقيه الثاني برعاية البطريرك طاراسيوس، وانتهى المجمع بإقرار وجوب تكريم الأيقونة في شخص من تمثله. وما هي إلا مدة وجيزة حتى احتدم الصراع ثانية، فأتت الامبراطورة تيودورا والبطريرك نيسِفورس، ودعي المجمع إلى الانعقاد سنة 843م فصدّق قرار المجمع السابق، وبذلك وُضِع حد نهائي للصراع والملاحقة، وحصلت الكنيسة على استقلالية التعليم، كما حددت يوم الأحد الأول من الصوم الكبير تذكاراً سنوياً للحدث أطلقت عليه اسم «أحد الأرثوذكسية». ثم ارتأت الكنيسة أن تؤبد هذا النصر بأن عملت على زيادة ارتفاع الحاجز القائم بين صحن الكنيسة وصدرها وتزيينه بالأيقونات، وصار ذلك الحاجز مع مرور الزمن جداراً يدعى الفاصل الأيقوني (الأيقونسطاس Iconostase) تخترقه أبواب ثلاثة للولوج والرؤية. إن مرحلة حرب الأيقونات أدت إلى تبني الكنيسة مبدأ التصوير القائم على الرمز، تأثراً بالفنون السورية والفارسية؛ وصارت الصورة المقدسة تتجاوز إسار الواقعية لتعبر عن الغبطة الروحية. ويفترض اللاهوتيون في الأيقونة السعي إلى إظهار البعد الصوفي التأملي، وأن تكون الصورة مرسومة بخطوط مقتضبة ومؤتلفة لتعبر عما هو قدسي في العين والقامة واليد، وملونة بألوان مضيئة وبلا ظلال. تنوع فن الأيقونة في زمن الامبراطورية البيزنطية تبعاً لفنون المناطق المختلفة والعراقة الحضارية لتلك المناطق. وكان لسورية وفلسطين ومصر وبلاد الرافدين دور رائد في ذلك، وخاصة في أواخر العصور القديمة وبداية العصر الوسيط. وقد حافظ هذا الفن على أصوله حيثما وجدت الكنيسة الشرقية، وازدهر في مدارس محلية متميزة، فاشتهر منها السريانية والقبطية والحبشية والأرمنية، وفي اليونان مدرسة ميسترة ومدرسة كريت، وفي روسية مدرسة نوفْغورَد ومدرسة موسكو. وكان في بلاد الصرب والبلقان وبلغارية ورومانية مُحتَرَفات راقية لأنواع هذا الفن. وتحفظ أديرة تلك البلاد وكنائسها روائع منه، وبرزت أسماء وأيد ماهرة وورشات رائدة فيه. وفي سورية نشط هذا الفن منذ القرن الثالث الميلادي، وما يزال يوجد من تلك الحقبة أثرٌ منه في دورا أوروبّس (صالحية الفرات)، كما نشط في القرون الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر الميلادية، وتدل على ذلك الجداريات المكتشفة في عدد من القلاع وفي حمص وقارَة ودير مار موسى الحبشي قرب النبك. كما نشط في مواقع من لبنان مثل البترون وقاديشا وغيرهما. وقد عاد هذا الفن إلى الظهور في النصف الثاني من القرن السابع عشر في حلب فنشأت فيها مدرسة كان رائدها يوسف المصور الحلبي واستمرت طوال القرن الثامن عشر وتوالى عليها، من بعد يوسف، ابنه نعمة الله وحفيده حنانيا وابن حفيده جرجس، وقد عاصر هؤلاء كل من حنا القدسي وميخائيل الدمشقي وغيرهما. وفي القرن التاسع عشر نشط فن الأيقنة في كل من اللاذقية وحمص ودمشق، وكان المصورون المقدسيون يجولون في سورية ولبنان لتزيين الكنائس، وغلب على أيقونات تلك الحقبة الطابع الشعبي الزخرفي. ويلاحظ تجدد النشاط الفني في مجال الأيقونات في سورية منذ خمسينات القرن العشرين. الأيقنة علم يتناول الصورة المرئية من حيث هي تمثيل مُشخّص أو تشكيل مُشَخّص. ويمكن لهذا العلم أن ينسحب على صورة شخصية تاريخية أو أسطورية، أو على صورة فكرة ما أو كيان معين، أو صورة تاريخية لعصر من العصور أو حضارة معينة أو تتعلق بديانة من الديانات، أو بشكل من أشكال الفن التشكيلي. والأيقنة علم يتعلق بالتشكيل المشخَّص حصراً، وعليه فالعناصر الزخرفية لا تدخل في دائرة شموله بل تدخل في علمٍ خاص يعنى بالقواعد الزخرفية grammaire décorative. ومن الأمثلة على المجموعات التي يشملها علم الأيقنة مجموعة الصور الشخصية من عمل المصور الإيطالي مازوتشي [ر] Mazzochi سنة 1517، ومجموعة وضعها الفلمنكي فان دايك[ر](1599- 1641)Van Dyck، وهي مؤلفة من مئة رسم محفور ومطبوع تمثل هيئات معاصرين لذلك الفنان، ومجموعة رسوم تحت اسم Iconografia للإيطالي كانيني G.A.Canini طُبعت في رومة سنة 1669. كذلك يمكن أن تذكر هنا المجموعة التي نشرها الفرنسي دي كيلوس P.de Caylus في باريس مابين 1752 و1767 بعنوان «مجموعة الآثار الفرعونية والإتروسكية واليونانية والرومانية». وقد ظهر مصطلح «الأيقنة» بمعنى أوسع في موسوعة الكاتب الفرنسي فوروتيير(1619- 1688)A.Furetiére وطبعت موسوعته بعد وفاته. وحَصَر ديدرونDidron استعمال مصطلح الأيقنة سنة 1843 للدلالة على الفن المسيحي Iconographie Chrétienne، وفيما بعد عمد إميل مال E.Mâle إلى استعمال المصطلح في مؤلفاته «الفنون الدينية في العصر الوسيط» التي أنجزت بين 1892 و1922، وكذلك فعل الروسي كونداكوف N.P.Kondakov في تأريخه للفن المسيحي في روسية في مؤلفات نشرت تباعاً منذ عام 1911. وقد استعمل المصطلح بهذا المفهوم، علماء ألمان وإيطاليون وسواهم في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وفي الوقت نفسه، وخارج الإطار الديني، أسهم علماء آخرون في استعمال المصطلح بمعناه العام مثل بيرنولّي J.J.Bernoulli في مؤلفيه بالألمانية «الأيقنة الرومانية» (نشر في شتوتغارت 1882- 1894) و«الأيقنة اليونانية» (نشر في مونيخ سنة 1901). وتستعمل كلمة «الأيقنة» أو «علم الأيقنة» في الوقت الحاضر لتفسير الخصائص والرموز التي تتيح للفنان تصوير شخص ما أو فكرة معينة، أو يراد بها البحث عن أصل الشكل ومعناه في الإبداع الفني. والكلمة الفرنسية الدالة على هذا المعنى هي Iconologie وكثيراً ما يستعمل في مقابلها بالعربية «الأيقنة ـ شرح الرموز». وقد عمل على تطوير المعنى الأخير لكلمة «أيقنة» وجعلها طريقة للبحث العالم إرفن بونوفسكي Ervin Ponofsky في بحوث نشرها في ألمانية بدءاً من سنة 1932. وأما في الحاسوب فيستعمل مصطلح «الأيقونة» رمزاً مساعداً يدل على رسم صغير يظهر على الشاشة بخطوط مبسطة مشيراً إلى أمر يجب على مستعمل الحاسوب أن يقوم به. فأيقونات الحاسوب ليست سوى مجموعة الرموز البصرية التي تسهل عمل مستخدم الحاسوب من أجل استرجاع نصوص أو صور من ذاكرة الحاسوب، فصورة كتاب ترمز إلى الرجوع إلى النص المكتوب، أما صورة الكرة الأرضية وفرشاة فترمز إلى شبكة الأنترنت. وما على المستفيد إلا النقر على مفتاح الفأرة للولوج إلى المعلومات التي يريد. إلياس الزيات |
||||
26 - 05 - 2012, 11:01 AM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أم الإله بين ملاكين القرن الخامس عشر |
||||
|