منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 03 - 2013, 07:45 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إبن الله يأخذه الشيطان ؟؟بمناسبة أحد التجربة

إنجيل يوحنا 8: 44

أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْتُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَقَتَّالاًلِلنَّاسِمِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُلَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّالَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.


ولكن المسيح لم يسمح له بهذا . فقد سمح له فقط بحدود التجربه . فمن يقول ان الشيطان سحر المسيح هو لايفهم او يعي ابعاد التجربة
4: 6 و قال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك
هذا العدد يشهد بان
1 الشيطان لم يكن له القدرة علي التحكم في المسيح لان المنظر من فوق هذا الارتفاع يجعل الانسان يدوخ وممكن يسقط فالشيطان يريد المسيح ان يسقط من فوق ولكن هو ليس في سلطانه ان يدفعه لان المسيح لم يسمح له فهو سمح له فقط بان يحمله او يصتحبه الي جناح الهيكل
2 الشيطان يريد المسيح ان يطرح نفسه دليل انه لا يقدر ان يطرحه فيعتمد علي الخديعة وهذا دليل علي عدم سيطرته بل العكس فالمسيح هو الاقوي هنا
3 رد المسيح علي الشيطان هو رد حكيم جدا مما يؤكد انه يعي ما يقول جيدا والشيطان ليس له اي سلطان عليه كما قال ايضا فيما بعد
إنجيل يوحنا 14: 30

لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّرَئِيسَهذَاالْعَالَمِيَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّشَيْءٌ.

فالرب يسوع اكد ان الشيطان ليس له في المسيح شيئ ولا يستطيع ان يتحكم فيه الا بما يسمح به المسيح
4 سؤال الشيطان " ان كنت ابن الله " يؤكد ان الشيطان رغم انه غير متاكد من طبيعة المسيح ولكنه يشعر انه امام انسان غير عادي لان الشيطان بكل قوته لا يستطيع ان يتحكم في هذا الانسان الذي في الظاهر ضعيف وجائع ومتعب
فهذا السؤال كما قلت يظهر ويؤكد ايضا ان المسيح لم يستطيع الشيطان ان يسحره او يمسه
4: 7 قال له يسوع مكتوب ايضا لا تجرب الرب الهك
وكما قلت رد السيد المسيح واضح انه حكيم جدا . هذا لا يصدر من انسان متحكم فيه الشيطان.
4: 8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا و اراه جميع ممالك العالم و مجدها
وحدث نفس الموقف السابق في ان الرب سمح للشيطان بان يحمله او يصتحبه الي جبل عال
اما عن انه اراه ممالك العالم فهذا يتم عن طريق عرض بمعني الشيطان اشار للمالك العالم لانه بالطبع لايوجد جبل ارتفاعه يكفي ان يري الانسان من فوقه جميع ممالك العالم
ايضا لغويا كلمة اراه ليس ليست بالضرورة رؤية بصرية
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 03 - 2013, 07:46 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إبن الله يأخذه الشيطان ؟؟بمناسبة أحد التجربة

G1166
δεικνύω
deiknuō
Thayer Definition:
1) to show, expose to the eyes
2) metaphorically
2a) to give evidence or proof of a thing
2b) to show by words or teach
Part of Speech: verb
يري يظهر او يعطي دليل او يعرض بالكلام او بالتعليم
والكلمة بالفعل اتت بمعني اظهر بالكلام
مثل متى 16: 21 و 1 كو 12: 31 و عبرانيين 8: 5 وغيرها فليست بالضروره رؤية بصرية
وايضا الامر ليس سحر او خدعة بصرية لانه لم يكن يحتاج ان يرفعه فوق جبل عال فكان يمكن ان يسيطر علي بصره وهو في الوادي او الصحراء لهذا رؤية الممالك لم يتم عن طريق سحر
الامر كان يحتاج الي مكان عال لينظر تجاه المملكة والشيطان يشير في الهواء الي الممالك
البعض قال ان ممالك العالم هنا المقصود بها اليهودية ولكن الحقيقة كلمة كوزموس اليوناني لا تستخدم عن اليهودية
4: 9 و قال له اعطيك هذه جميعها ان خررت و سجدت لي
هذا التعبير ايضا يؤكد ان الشيطان لا يستطيع علي المسيح فلو كان سحره او سيطر عليه لما كان احتاج الي ان يساومه ويحاول ان يطلب منه الخضوع له. فكل هذه الاحداث تؤكد انه لم يكن هناك سحر او سيطره من الشيطان باي شكل للرب يسوع
4: 10 حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان لانه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد
هذا التعبير بالاضافة الي انه يؤكد من ان الشيطان لا يتحكم في المسيح بال المسيح بكل حكمة يرد ايضا يؤكد ان المسيح هو الاقوي من الشيطان لانه ينتهر الشيطان والانتهار من الاقوي الي الاضعف . فهذه الاحداث والتجربة هي تشكف قوة المسيح وسلطانه علي الشيطان وليس العكس
4: 11 ثم تركه ابليس و اذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه
فالمسيح لو اراد من الاول ان يمنع الشيطان كان يستطيع ولو اراد ان يجعل ملائكته يقيدون الشيطان ايضا كان يستطيع ولكنه سمح بالتجربة لانه يريد ان ينجح الطبيعة البشرية في التجربة التي سقط فيها ادام واسقط البشرية

وتتكرر القصه في
انجيل لوقا 4
4: 1 اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس و كان يقتاد بالروح في البرية
4: 2 اربعين يوما يجرب من ابليس و لم ياكل شيئا في تلك الايام و لما تمت جاع اخيرا
4: 3 و قال له ابليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا
4: 4 فاجابه يسوع قائلا مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله
4: 5 ثم اصعده ابليس الى جبل عال و اراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان
تعبير اصعده
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 03 - 2013, 07:47 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إبن الله يأخذه الشيطان ؟؟بمناسبة أحد التجربة

G321
ἀνάγω
anagō
Thayer Definition:
1) to lead up, to lead or bring into a higher place
2) of navigators: launch out, set sail, put to sea
يعني قاده او ارشده او قاد المسيره
ولا يحمل اي تلبس او سحر او غيره بل التعبير يشير اكثر ان المسيح صعد بقوته والشيطان فقد ارشده للمكان الذي يريده الشيطان ويسمح به المسيح
تعبير في لحظة من الزمان يدل انه عرض من الشيطان
وكلمة لحظة هنا
G4743
στιγμή
stigmē
stig-may'
Feminine of G4742; a point of time, that is, an instant: - moment.
جزء من الوقت لحظة دقيقة
اي انه في جزء قليل من الزمان اراه بطريقه كلاميه غالبا ممالك العالم
4: 6 و قال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله و مجدهن لانه الي قد دفع و انا اعطيه لمن اريد
4: 7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع
4: 8 فاجابه يسوع و قال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد
4: 9 ثم جاء به الى اورشليم و اقامه على جناح الهيكل و قال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل
ايضا كلمة جاء به هي في اليوناني تعبر عن ارشده
G71
ἄγω
agō
Thayer Definition:
1) to lead, take with one
1a) to lead by laying hold of, and this way to bring to the point of destination: of an animal
1b) to lead by accompanying to (into) a place
1c) to lead with one’s self, attach to one’s self as an attendant
1d) to conduct, bring
1e) to lead away, to a court of justice, magistrate, etc.
2) to lead
2a) to lead, guide, direct
2b) to lead through, conduct to: to something
2c) to move, impel: of forces and influences on the mind
3) to pass a day, keep or celebrate a feast, etc.
4) to go, depart
Part of Speech: verb
يرشد ياخذ , يرشد اي يقود شخص لنقطة الوصول. يرشد عن طريق الصحبة لمكان يرشد يقود يشير يوجه .....
فايضا التعبير لا يشير الي اي سحر او تلبس بل بموافقة المسيح قاده الشيطان الي المكان المحدد
4: 10 لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك
4: 11 و انهم على اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك
4: 12 فاجاب يسوع و قال له انه قيل لا تجرب الرب الهك
4: 13 و لما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين
4: 14 و رجع يسوع بقوة الروح الى الجليل و خرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة
اذا التجربة تثبت سلطان المسيح علي الشيطان وليس سحر او تلبس الشيطان علي الاطلاق
فالمسيح هو المتحكم وهو الذي ينتهر وهو الذي يحدد ويختار ويجاوب بكل حكمة وينتصر في النهاية وبقوة
والمسيح بهذا حقق النبوة
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 03 - 2013, 07:47 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إبن الله يأخذه الشيطان ؟؟بمناسبة أحد التجربة

سفر زكريا 3: 1

وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَمَلاَكِ الرَّبِّ،وَالشَّيْطَانُقَائِمٌ عَنْيَمِينِهِلِيُقَاوِمَهُ.


ويبرز هنا سؤال يتكرر
كيف يجرب الاله ؟
ولكن الرد في
رسالة بولس الرسول لااهل كورونثوس الثانيه 5
15 وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.
16 إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ.
17 إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.
18 وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ،
19 أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.

وايضا
رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 2
17 مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.
18 لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ


واخيرا المعني الروحي
من تفسير ابونا انطونيوس فكري
لخص معلمنا القديس يوحنا في رسالته الأولى الخطايا التي في العالم في ثلاث فئات هي شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (1يو16:2) وهي بعينها نفس الثلاث التجارب التي قام بها إبليس ضد آدم الأول وضد المسيح آدم الأخير.
شهوة الجسد (البطن)
آدم: الأكل من الشجرة
المسيح: تحويل الحجارة لخبز
شهوة العيون
الشجرة شهية للنظر بهجة للعيون
أعطيك كل هذه
تعظم المعيشة
تكونان كالله
يلقي نفسه ولا يصاب

والسيد المسيح قهر الشيطان بعدم إبلاغه مراده واحتقاره لوسائل الإغراء التي اتبعها معه. ولاحظ أن المسيح يستخدم سلاح كلمة الله بقوله مكتوب. فالكلمة المقدسة هي سيف ذو حدين وهي سيف الروح (أف17:6+ عب12:4)
التجربة الأولى: تجربة شهوة البطن (الخبز) آيات (3-4).
ماذا يقصد إبليس بهذه التجربة؟
1- هو يشكك المسيح في محبة الآب، فهو يقصد أن يقول، إن كان الآب أي الله هو أبوك حقًا، وهو إله خير محب، فلماذا يتركك جائعًا. إذًا فليحول لك الحجارة إلى خبز. والمقصود من التشكيك هو تخريب العلاقة مع الله. وهذا ما يصنعه إبليس مع كل منا، فهو يأتي ليهمس في أذن من له مشكلة أو مصاب بمرض "أطلب من الله إن كان يحبك أن يصنع معك معجزة ويشفيك، أو يحل لك المشكلة. وإذا لم تحل المشكلة يأتي إبليس ليقول لك الله لا يحبك فهو يشفي كل الناس إلا أنت وهذا معنى تخريب العلاقة مع الله وكان رد المسيح ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وهذا يعني ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل إن أراد الله لي الحياة حتى بدون خبز فسأحيا. وعلينا أن نستخدم نفس الرد على إبليس "إن حاول أن يشككنا في محبة الله قائلين "ليس بحل المشكلة أو بالشفاء من المرض وحده يحيا الإنسان، بل بإرادة الله. ونتعلم من رد المسيح:
‌أ- أن لا نطيع إبليس فيما يقترحه علينا.
‌ب- أن لا نطلب ونلتمس المعجزات في امورنا ومطالبنا.
‌ج- الجسد يطعم بالخبز ولكن لا ننسى أن لنا روحًا تطعم بكلمة الله. فالجسد المأخوذ من التراب يتغذي على ما تخرجه الأرض، أما الروح لأنها على صورة الله فهي تتغذى بكلمة الله. ومن لا يتغذى بكلمة الله هو ميت روحيًا.
2- الشيطان رأي ولادة المسيح المعجزية وسمع الآب السماوي يشهد عن المسيح قائلًا "هذا هو ابني الحبيب" وهو يريد أن يتأكد من شخص المسيح فيقول له "إن كنت ابن الله" فهو تشكك فيه إذ رآه جائعًا.
3- إن كان المسيح هو ابن الله فليستخدم لاهوته لعمل معجزة، أو يطلب من أبيه عمل المعجزة، لكن المسيح أثبت هنا أنه لا يريد هذا لنفسه، لأن إرادته كإرادة أبيه أي خلاص النفوس، هو أتى لأجل هذا، وليس لعمل معجزات تفيده هو شخصيًا. فالمسيح لا يريد أن ينحصر في ذاته بل هو يسلم بكل ما يريده الآب، هو لا يريد أن يستخدم مشيئته بعيدًا عن مشيئة الله ليكمل شهوة جسده. وبهذا انتزع سلاح الشيطان الذي يقوم على استخدام مشيئة الإنسان بعيدًا عن مشيئة الله (يو38:6)
وكانت التجربة الأولى هي تجربة الخبز، ولكن لنلاحظ أن النفس الشبعانة تدوس العسل، أي أن عدو الخير لن يجد له مكانًا داخلنا ما دامت نفوسنا شبعانة بالله.
آدم غلبه إبليس إذ أكل والمسيح هزم إبليس إذ امتنع عن الأكل.
التجربة الثانية: تجربة جناح الهيكل آيات (5-7):
كان رد المسيح على الشيطان في التجربة الأولى أنه بكلمة الله يحيا الإنسان أي أن المسيح استخدم كلمة الله. وهنا نجد أن الشيطان يتقدم بمشروعه الثاني القائم على الاعتماد على كلمة الله. هو يستخدم كلمة الله بطريقة مضللة ويجعلها أساسًا للتجربة، وكان رد المسيح أيضًا بكلمة من كلام الله. ففي كلام الله كل الكفاية للرد على تشكيك إبليس ومحاولاته.
ما هو هدف إبليس من هذه التجربة؟
1) إما يموت المسيح فَيُسَّرْ إبليس بموته، أو على الأقل يتألم.
2) أو يفعلها المسيح وينجو فعلًا فيقع في الإفتخار والكبرياء. ولاحظ أن المسيح لو فعل هذا وقت احتشاد الجماهير لآمن الجميع به بسبب هذه المعجزة الخارقة ولكن طريق المسيح هو طريق الصليب وليس هذه الأساليب الصبيانية التليفزيونية.
3) أو أن المسيح لا يجيب خوفًا من الموت فيعيره إبليس بأنه غير قادر.
4) إبليس يقنع المسيح باستخدام حقه كابن لله بطريقة فيها تهور، طريقة خاطئة وفيها تجربة للآب ولكن محبة الآب لنا لا تحتاج لإثبات بهذه الأساليب فهو يحفظنا في كل طرقنا الصالحة، ولا داعي أن نضعه موضع الامتحان.
5) قول إبليس أطرح نفسك يعبر عن شهوته لسقوط كل إنسان.
6) لاحظ أن إبليس يحارب المسيح في المدينة المقدسة وعلى جناح الهيكل أي في الأماكن المقدسة، والشيطان لا يكف عن أن يحاربنا حتى في أقدس الأماكن.
7) قد تكون حرب الشيطان هنا ذهنية فقط أي هو يغري المسيح بأن يذهب ويفعل هذا ليصير الكارز المشهور بالأعاجيب وهذا هو تعظم المعيشة أما المسيح فاختار طريق الصليب.
8) الشيطان استخدم آيات من (مز91) ولكنه لم يكملها، فالباقي ليس في مصلحته، إذ أن بقية الآيات تقول "تطأ الأفعي".. كناية عن إبليس.
9) ونرى في رد السيد المسيح.
[1] لم يسخط ولم يثور ولم يهتاج ضد إبليس بل يرد في ثقة وهدوء.
[2] الله يحفظنا من التجارب التي أتعرض لها وليس التي اصنعها بنفسي حتى أجرب محبته. وعلينا أن نثق في محبة الله دون طلب إثبات.
[3] المسيح اختار طريق الصليب ورفض طريق استعراض إمكانياته بطلب ملائكة تحفظه. وعلينا أن نختار طريق الألم واحتمال الألم دون أن نطلب معجزات تسهل لنا الطريق، أو بقصد المباهاة والمجد الباطل.
التجربة الثالثة: شهوة العيون آيات (8-10):
الشيطان هو رئيس هذا العالم، وهو يغوي المؤمنين بملذات وأمجاد هذا العالم الباطلة التي يملكها ويتحكم فيها والثمن هو للأسف السجود له أي التبعية الكاملة له التي تصل لحد عبادته. الشيطان يطبق المثل العامي "حسنة وانا سيدك "
وقد تكون التجربة هنا هي مجرد تجربة ذهنية فكرية في داخل العقل أي أن الشيطان يصور للمسيح كل مباهج الدنيا وأنه قادر أن يعطيه ملك كل العالم، أي يسهل له تكوين مملكة من العالم كله دون الحاجة للصليب وكان هذا هو طلب اليهود.
هذه التجربة هي تجربة كل يوم للمؤمنين، أن يدخلوا من الباب الواسع لذلك ينبهنا الكتاب "لا تحبوا العالم.." ولاحظ أن إبليس كذاب وأبو الكذاب" (يو44:8) فهو يغوي المؤمنين بعالم فانٍ زائل.
ونجد المسيح هنا ينتهر إبليس وهذا يعلمنا أن لا نساوم الشيطان بل ننتهره صارخين "كيف نفعل هذا الشر أمام الله". نحن بالمسيح الذي فينا قادرين أن ننتهر الشيطان قائلين له "إذهب يا شيطان" هذا معنى أن المسيح غلب ويغلب فينا، أنه أعطانا فيه هذا السلطان. والأفضل أن نقول حين نحارب "يا ربي يسوع المسيح أبعد الشيطان عني" فأنا لا سلطان لي على الشيطان مثل المسيح، لكن باسم المسيح نطرده.
خداع إبليس هنا خطير إذ يوهمنا أنه لا داعي للصليب أو للألم، بل يكفي الخضوع له أو السجود له، وهو سيعطينا الكثير، لكن على أولاد الله أن يرفضوا هذا الفكر وينتهروه، راضين بالصليب.
بعد أن هُزِمَ إبليس في التجارب الثلاث اتضح أن المسيح قد حطم سلاحه. وهذا ما يعنيه بأنه ربطه، إذ أن ربطه هو نتيجة حتمية لتحطيم سلاحه الكامل الذي اعتمد عليه وهو إغراءات العالم (التي رفضها السيد) وسلاح المراوغة والخداع لاسقاط الإنسان بعيدًا عن الله ووصاياه (وهذه استخدم السيد ضدها سلاح كلمة الله)
والخطوة التالية للسيد هي نهب أمتعته (مت29:12). وهذه تمت بخدمة المسيح وعمله طيلة ثلاثة سنوات ونصف، كان فيها يجذب النفوس لله ويحررها من سلطة إبليس ليؤسس ملكوت الله إذ كنا قبل المسيح أمتعة إبليس (كان يسكن فينا سكنى المتاع).
والمسيح هزم إبليس في التجارب الثلاث فلم يعد له قدرة أن يواجه المسيح. ثم نزل المسيح للعالم ليخرجه من البشر الذين كان قد استولى عليهم فبعد أن أكمل ردع الشيطان على الجبل نزل ليردعه في الناس. هو دائمًا يخرج غالبًا ولكي يغلب.
آية (11): "ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه."
الملائكة تخدم هذا المنتصر على إبليس، ربما هي أتت له بطعام والأغلب أن الملائكة جاءت تسبحه. فالملائكة تفرح بكل نصرة وتأتي لتخدم لتثبت كرامة المنتصر. وإذا غلبت إبليس تأتي الملائكة لتمدحك وتخدمك كحراس لك.
والمجد لله دائما
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 03 - 2013, 07:48 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إبن الله يأخذه الشيطان ؟؟بمناسبة أحد التجربة

من كتاب أقوال مضيئة ل أباء الكنيسة :
صفحة رقم 154 القديس كيرلس الكبير شرحاً لما ورد فى الانجيل بحسب لوقا :[ إفتقر لاجلنا لكى يغنينا بإفتقاره :الذى هو إبن بحسب الطبيعة إتخذ شكل العبد (فيليبى 2ايه7) ليس لكى يدوم معنا فى حال العبودية بل لكى يحررنا يو8ايه36.نحن المربوطين بنير العبودية.ويغنينا بالمواهب التى له . فإننا به وله وفيه قد دعينا إبناء لله .لانه قد إفتقر لاجلنا لكى يغنينا ..لكى يرفع طبيعتنا إلى غناه الخاص به (1كو8:الايه9) لقد رأئينا الشيطان ساقطاً ذلك الجبار رأئيناه مذلولاً ..ذلك الذى كان مسجوداً له رأئيناه بلاكرامة ..ذلك الذى إشتهى أن يخطف الالوهية رأئيناه تحت أقدام القديسين..ذلك أنهم أخذوا سلطانا أن ينتهروا الارواح النجسة (متى 10الايه1) وهذا الامتياز فوق طبيعة البشر بل هو خاص بالاله وحده الفائق للكل وقد صار الاله الكلمة المتخذ شكلاً بشرياً باكورةً ورأساً لنا إذ هو ينتهر الارواح النجسة]..
صفحة 156
القديس كيرلس الكبير [ إننا إذ إنهزمنا فى آدم بالاكل إنتصرنا فى آدم الثانى المسيح بإمساكه عن الاكل ..- من الطعام الذى ينبت من الارض يقتات جسدنا الارضي فيطلب لقوته ما هو من ذات طبيعته الترابية أما الطبيعة العاقلة الناطقة الكائنة فينا فتقتات لانعاشها بالاله الكلمة الالهى لان الاطعمة التى من الارض تغذى الجسد الذى من ذات طبيعتها أما التى من السماء فتشدد الروح - بالذى هو الخبز الروحى الذى قيل فيه فى كتاب المزامير يشدد قلب الانسان مزمور104ايه19 وأيضاً أنه طعام الملائكة القديسين مزمور 78ايه25]-كيرلس الكبير
-----------------
صفحة 158 عظة للقديس أنبا مقاريوس [ كما أن الرب لما لبس الجسد الانسانى هو فوق كل سيادة وكل قوة وكل سلطان .هكذا المسيحيون حينما يلبسون الروح القدس يكونون فى إطمئنان . فإن جاءهم القتال يهاجمهم الشيطان من الخارج فقط لكنهم من الداخل يكونون راسخين ثابتين بقوة الرب ولا يبالون بالشيطان .. فإنه لما جرب الشيطان الرب يسوع فى البرية أربعين يوماً فياترى بأى ضرر أصابه؟؟!! ..لاشئ لانه كان يقترب من جسده من الخارج فقط .. فهم يكونون من الداخل مملؤئين من الروح القدسولايصيبهم ضرر ما .فإن وصل أحدهم إلى هذه الدرجة.. فهو يكون الذى وصل الى محبة المسيح الكاملة والامتلاء من الروح القدوس .. وأما الذى لم يصل بعد.. فهو ذاك الذى تناله التجربة من الداخل .. ففي ساعة يرتاح بالصلاة وفى ساعة تنال منه التجارب والشدائد فى الداخل فهو لم يتكمل بعد من الامتلاء بالروح القدوس ]عظة26:- ه15
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 03 - 2013, 07:48 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إبن الله يأخذه الشيطان ؟؟بمناسبة أحد التجربة

إنتصار الملك ( التجربة علي الجبل )
لجناب القمص تادرس يعقوب

من تاملات انجيل متي 4

+ التجربة الأولى أي تجربة الخبز



"فتقدّم إليه المجرِّب وقال له: إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا. فأجاب وقال: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله"

لعلّ الشيطان قد صار في حيرة إذ رأى ذاك الذي قال عنه الآب السماوي: "هذا هو ابني الحبيب" أثناء العماد، يجوع! فتشكّك في أمره، لهذا في كل تجربة كان يودّ أن يتأكّد من بنوّته لله، قائلًا: "إن كنت ابن الله" وكما يقول القديس جيروم: [يقصد إبليس بكل هذه التجارب أن يعرف إن كان هو بحق ابن الله، ولكن المخلّص كان مدققًا في إجابته، تاركًا إيّاه في شك.

ولعلّه أراد أن يستخدم ذات السلاح الذي يهاجم به البشريّة، سلاح التشكيك في أُبوّة الله لنا ورعايته وعنايته بنا... أمّا سلاح السيّد المضاد فهو كلمة الله. إذ كان في كل تجربة يستند على الكلمة الإلهيّة المكتوبة بقوله: "مكتوب..."، وهو بهذا يحملنا إليه ككلمة الله المتجسّد لنختفي فيه، ونتمسّك بالكلمة المكتوبة التي بها ندين الشيطان نفسه، كقول الرسول: "ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة؟" (1 كو 6: 3).

+ كانت التجربة الأولى هي تجربة الخبز، أو تجربة البطن، لكن النفس الشبعانة تدوس العسل، فلا يستطيع العدوّ أن يجد له في داخلنا موضعًا مادامت نفوسنا ممتلئة بالسيّد نفسه، في حالة شبع بل وفيض. إذ بهذا ندخل إلى شبه الحياة الملائكيّة فلا يكون للبطن السيادة علينا!

+ الإنسان الأول إذ أطاع بطنه لا الله، طُرد من الفردوس إلى وادي الدموع. ++ القديس جيروم

كما أن القيامة تقدّم لنا حياة تتساوي مع الملائكة، ومع الملائكة لا يوجد طعام، فإن هذا يكفي للاعتقاد بأن الإنسان الذي سيحيا على الطقس الملائكي يتبرّر من هذا العمل (العبوديّة للطعام والشراب) ++ القديس غريغوريوس النيسي

تأكّد تمامًا أن العدوّ يهاجم القلب عن طريق امتلاء البطن. ++ الأب يوحنا من كرونستادت

لقد طلب إبليس منه أن يحوّل الحجارة خبزًا، لكن كما يقول القديس جيروم:اعتزم المخلّص أن يقهر إبليس لا بالجبروت (تحويل الحجارة خبزًا)، وإنما بالتواضع.

لقد رفض أيضًا تحويل الحجارة خبزًا ليُعلن أن من لا يتغذّى بكلمة الله لا يحيا .

كن سيدًا على معدتك قبل أن تسود هي عليك، الذي يرعى شرّهه ويأمل في التغلب على روح الفجور يشبه من يحاول أن يخمد النار بزيت +++ القديس يوحنا كليماكوس

عيسو خلال النهَم فقد بكوريته وصار قاتلًا لأخيه! ++ القديس يوحنا الذهبي الفم

+ التجربة الثانية، على جناح الهيكل


"ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدّسة، وأوقفه على جناح الهيكل. وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك. قال له يسوع: مكتوب أيضًا لا تُجرِّب الرب إلهك"

يقدّم لنا الشيطان تجاربه بكلمات معسولة مملوءة سمًا، فإن كلماته "أنعم من الزيت وهي سيوف مسلولة". يستخدم كلمة الله بعد أن يحرّفها، فما جاء في المزمور: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز 91: 11-12) كعلامة عن رعاية الله لنا المستمرّة، استخدمها الشيطان لكي يدفع السيّد المسيح ليجرِّب أباه، أو لكي يفسد رسالته بعيدًا عن حمل الصليب، مهتمّا باستعراض إمكانيّاته، بطلب الملائكة لتحفظه عِوض الدخول في حياة الألم.

يقول القديس جيروم: يفسّر الشيطان المكتوب تفسيرًا خاطئًا... كان يليق به أن يكمّل ذات المزمور الموجَّه ضدّه إذ يقول: "تطأ الأفعى وملك الحيّات وتسحق الأسد والتنين". فهو يتحدّث عن معونة الملائكة كمن يتحدّث إلى شخص ضعيف محتاج للعون ولكنه مخادع إذ لم يذكر أنه سيُداس بالأقدام .

الأمر المرير هو أن الشيطان يدخل لمحاربة أولاد الله في المدينة المقدّسة على جناح الهيكل، وفي أعلى الأماكن المقدّسة؛ هكذا لا يتوقّف عن محاربتنا أينما وجدنا!

كانت كلمات إبليس "اطرح نفسك إلى أسفل"... وكما يقول القديس جيروم: هذه هي كلمات إبليس دائمًا إذ يتمنى السقوط للجميع .

اهتزّ القديس يوحنا الذهبي الفم أمام طول أناة السيّد المسيح حتى في تعامله مع إبليس أثناء التجربة، إذ يقول: لم يسخط ولا ثار، إنّما برقّة زائدة تناقش معه للمرة الثانية من الكتاب المقدّس... معلّما إيّانا أننا نغلب الشيطان لا بعمل المعجزات، وإنما بالاحتمال وطول الأناة، فلا نفعل شيئًا بقصد المباهاة والمجد الباطل .

+ التجربة الثالثة، الطريق السهل


"ثم أخذه إبليس إلى جبل عالٍ جدًا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"

دُعي إبليس بالكذاب وأبو الكذاب، فإنه لا يكف عن أن يخدع بكذبه. هذه هي طبيعته التي لا يقدر أن يتخلّى عنها. لقد ظنّ أنه قادر أن يخدع السيّد بقوله "أعطيك هذه جميعها" فلا حاجة إلى الصليب، إنّما يكفي أن تخر وتسجد لي.

هذه أمر الضربات التي يصوّبها العدوّ للكثيرين، وهو فتح الطريق السهل السريع لتحقيق أهداف تبدو ناجحة وفعّالة. لكن السيّد لم ينخدع، لأنه يعرف حقيقة سلطان أبيه، وأن ما لأبيه إنّما هو له، فهو ليس في عوز. هكذا إذ يُدرك المؤمن غنى أبيه السماوي، وتنفتح بصيرته ليرى أنه وارث مع المسيح، لن يمكن للعدو أن يغويه بطريق أو آخر، مهما بدا سهلًا أو سريعًا أو محقّقًا لغنى أو كرامة زمنيّة.

يقول القديس جيروم: أراه مجد العالم على قمّة جبل، هذا الذي يزول، أمّا المخلّص فنزل إلى الأماكن السفليّة ليهزم إبليس بالتواضع.

كما يقول: يا لك من متعجرف متكبّر! فإن إبليس لا يملك العالم كلّه ليعطي ممالكه وإنما كما تعلم أن الله هو الذي يهب الملكوت لكثيرين !

ويرى القدّيس أنبا أنطونيوس في كلمات السيد: "اذهب يا شيطان" مِنحة يقدّمها السيّد لمؤمنيه، يستطيعون كمن لهم سلطان أن ينطقوا بالمسيح الذي فيهم ذات الكلمات، إذ يقول: ليخزى الشيطان بواسطتنا، لأن ما يقوله الرب إنّما هو لأجلنا، لكي إذ تسمع الشيّاطين منّا كلمات كهذه تهرب خلال الرب الذي انتهرها بهذه الكلمات .

هذه التجارب الثلاث التي واجهها السيّد وغلب، إنّما هي ذات التجارب التي واجهت آدم وسقط فيها وهو في الفردوس، ألا وهي: النهم، والمجد الباطل، والطمع، فقد أغواه العدوّ بالأكل ليملأ بطنه ممّا لم يسمح به له، وأن يصير هو وزوجته كالله، وبالتالي أن يملك شجرة معرفة الخير والشر .

ما سقط فيه آدم الأول غلب فيه آدم الثاني، حتى كما صار لنا الهلاك الأبدي خلال آدم الترابي، يصير لنا المجد الأبدي خلال آدم الأخير.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذه التجارب الثلاث تحوي في طيّاتها كل بقيّة التجارب: [يبدو لي أنه بالإشارة إلى التجارب الرئيسيّة يتحدّث عن جميع التجارب كما لو كانت محواة فيها. لأن قادة الشرّير غير المحصيّة هي هذه: عبوديّة البطن، والعمل من أجل المجد الباطل، والخضوع لجنون الغنى .

ختم الإنجيلي حديثه عن التجارب بقوله: "ثم تركه إبليس، وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" . يقول لوقا الإنجيلي أن إبليس "فارقه إلى حين" (لو 4: 13). فالحرب لا تهدأ قط، لكن مع كل نُصرة تفرح الملائكة، فتتقدّم إلينا لتحمل هذه النصرة كإكليل مجد ترفعه إلى السماء لحسابنا الأبدي. إنها تخدمنا هنا ـ لا خدمة الجسد ـ وإنما خدمة الروح، فتعتزّ بنا بكونهم حراسًا لنا.

وكما يقول القديس جيروم: التجربة تسبق لكي تتبعها نصرة، وتأتي الملائكة فتخدم لتثبت كرامة المنتصر .

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:بعد انتصاراتك النابعة عن انتصاراته تستقبلك الملائكة أيضًا وتمدحك وتخدمك كحرّاس لك في كل شيء .

ويتحدّث الأب سيرينوس عن عدم توقّف حرب الشيّاطين ضدّنا، قائلًا: تسقط الأرواح (الشرّيرة) في الحزن، إذ تهلك بواسطتنا بنفس الهلاك الذي يرغبونه لنا، ولكن هزيمتهم لا تعني أنهم يتركوننا بلا رجعة.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 03 - 2013, 07:48 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل إبن الله يأخذه الشيطان ؟؟بمناسبة أحد التجربة

إنتصار الملك ( التجربة علي الجبل )
لجناب القمص تادرس يعقوب

من تاملات انجيل متي 4

+ التجربة الأولى أي تجربة الخبز



"فتقدّم إليه المجرِّب وقال له: إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا. فأجاب وقال: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله"

لعلّ الشيطان قد صار في حيرة إذ رأى ذاك الذي قال عنه الآب السماوي: "هذا هو ابني الحبيب" أثناء العماد، يجوع! فتشكّك في أمره، لهذا في كل تجربة كان يودّ أن يتأكّد من بنوّته لله، قائلًا: "إن كنت ابن الله" وكما يقول القديس جيروم: [يقصد إبليس بكل هذه التجارب أن يعرف إن كان هو بحق ابن الله، ولكن المخلّص كان مدققًا في إجابته، تاركًا إيّاه في شك.

ولعلّه أراد أن يستخدم ذات السلاح الذي يهاجم به البشريّة، سلاح التشكيك في أُبوّة الله لنا ورعايته وعنايته بنا... أمّا سلاح السيّد المضاد فهو كلمة الله. إذ كان في كل تجربة يستند على الكلمة الإلهيّة المكتوبة بقوله: "مكتوب..."، وهو بهذا يحملنا إليه ككلمة الله المتجسّد لنختفي فيه، ونتمسّك بالكلمة المكتوبة التي بها ندين الشيطان نفسه، كقول الرسول: "ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة؟" (1 كو 6: 3).

+ كانت التجربة الأولى هي تجربة الخبز، أو تجربة البطن، لكن النفس الشبعانة تدوس العسل، فلا يستطيع العدوّ أن يجد له في داخلنا موضعًا مادامت نفوسنا ممتلئة بالسيّد نفسه، في حالة شبع بل وفيض. إذ بهذا ندخل إلى شبه الحياة الملائكيّة فلا يكون للبطن السيادة علينا!

+ الإنسان الأول إذ أطاع بطنه لا الله، طُرد من الفردوس إلى وادي الدموع. ++ القديس جيروم

كما أن القيامة تقدّم لنا حياة تتساوي مع الملائكة، ومع الملائكة لا يوجد طعام، فإن هذا يكفي للاعتقاد بأن الإنسان الذي سيحيا على الطقس الملائكي يتبرّر من هذا العمل (العبوديّة للطعام والشراب) ++ القديس غريغوريوس النيسي

تأكّد تمامًا أن العدوّ يهاجم القلب عن طريق امتلاء البطن. ++ الأب يوحنا من كرونستادت

لقد طلب إبليس منه أن يحوّل الحجارة خبزًا، لكن كما يقول القديس جيروم:اعتزم المخلّص أن يقهر إبليس لا بالجبروت (تحويل الحجارة خبزًا)، وإنما بالتواضع.

لقد رفض أيضًا تحويل الحجارة خبزًا ليُعلن أن من لا يتغذّى بكلمة الله لا يحيا .

كن سيدًا على معدتك قبل أن تسود هي عليك، الذي يرعى شرّهه ويأمل في التغلب على روح الفجور يشبه من يحاول أن يخمد النار بزيت +++ القديس يوحنا كليماكوس

عيسو خلال النهَم فقد بكوريته وصار قاتلًا لأخيه! ++ القديس يوحنا الذهبي الفم

+ التجربة الثانية، على جناح الهيكل


"ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدّسة، وأوقفه على جناح الهيكل. وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك. قال له يسوع: مكتوب أيضًا لا تُجرِّب الرب إلهك"

يقدّم لنا الشيطان تجاربه بكلمات معسولة مملوءة سمًا، فإن كلماته "أنعم من الزيت وهي سيوف مسلولة". يستخدم كلمة الله بعد أن يحرّفها، فما جاء في المزمور: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز 91: 11-12) كعلامة عن رعاية الله لنا المستمرّة، استخدمها الشيطان لكي يدفع السيّد المسيح ليجرِّب أباه، أو لكي يفسد رسالته بعيدًا عن حمل الصليب، مهتمّا باستعراض إمكانيّاته، بطلب الملائكة لتحفظه عِوض الدخول في حياة الألم.

يقول القديس جيروم: يفسّر الشيطان المكتوب تفسيرًا خاطئًا... كان يليق به أن يكمّل ذات المزمور الموجَّه ضدّه إذ يقول: "تطأ الأفعى وملك الحيّات وتسحق الأسد والتنين". فهو يتحدّث عن معونة الملائكة كمن يتحدّث إلى شخص ضعيف محتاج للعون ولكنه مخادع إذ لم يذكر أنه سيُداس بالأقدام .

الأمر المرير هو أن الشيطان يدخل لمحاربة أولاد الله في المدينة المقدّسة على جناح الهيكل، وفي أعلى الأماكن المقدّسة؛ هكذا لا يتوقّف عن محاربتنا أينما وجدنا!

كانت كلمات إبليس "اطرح نفسك إلى أسفل"... وكما يقول القديس جيروم: هذه هي كلمات إبليس دائمًا إذ يتمنى السقوط للجميع .

اهتزّ القديس يوحنا الذهبي الفم أمام طول أناة السيّد المسيح حتى في تعامله مع إبليس أثناء التجربة، إذ يقول: لم يسخط ولا ثار، إنّما برقّة زائدة تناقش معه للمرة الثانية من الكتاب المقدّس... معلّما إيّانا أننا نغلب الشيطان لا بعمل المعجزات، وإنما بالاحتمال وطول الأناة، فلا نفعل شيئًا بقصد المباهاة والمجد الباطل .

+ التجربة الثالثة، الطريق السهل


"ثم أخذه إبليس إلى جبل عالٍ جدًا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"

دُعي إبليس بالكذاب وأبو الكذاب، فإنه لا يكف عن أن يخدع بكذبه. هذه هي طبيعته التي لا يقدر أن يتخلّى عنها. لقد ظنّ أنه قادر أن يخدع السيّد بقوله "أعطيك هذه جميعها" فلا حاجة إلى الصليب، إنّما يكفي أن تخر وتسجد لي.

هذه أمر الضربات التي يصوّبها العدوّ للكثيرين، وهو فتح الطريق السهل السريع لتحقيق أهداف تبدو ناجحة وفعّالة. لكن السيّد لم ينخدع، لأنه يعرف حقيقة سلطان أبيه، وأن ما لأبيه إنّما هو له، فهو ليس في عوز. هكذا إذ يُدرك المؤمن غنى أبيه السماوي، وتنفتح بصيرته ليرى أنه وارث مع المسيح، لن يمكن للعدو أن يغويه بطريق أو آخر، مهما بدا سهلًا أو سريعًا أو محقّقًا لغنى أو كرامة زمنيّة.

يقول القديس جيروم: أراه مجد العالم على قمّة جبل، هذا الذي يزول، أمّا المخلّص فنزل إلى الأماكن السفليّة ليهزم إبليس بالتواضع.

كما يقول: يا لك من متعجرف متكبّر! فإن إبليس لا يملك العالم كلّه ليعطي ممالكه وإنما كما تعلم أن الله هو الذي يهب الملكوت لكثيرين !

ويرى القدّيس أنبا أنطونيوس في كلمات السيد: "اذهب يا شيطان" مِنحة يقدّمها السيّد لمؤمنيه، يستطيعون كمن لهم سلطان أن ينطقوا بالمسيح الذي فيهم ذات الكلمات، إذ يقول: ليخزى الشيطان بواسطتنا، لأن ما يقوله الرب إنّما هو لأجلنا، لكي إذ تسمع الشيّاطين منّا كلمات كهذه تهرب خلال الرب الذي انتهرها بهذه الكلمات .

هذه التجارب الثلاث التي واجهها السيّد وغلب، إنّما هي ذات التجارب التي واجهت آدم وسقط فيها وهو في الفردوس، ألا وهي: النهم، والمجد الباطل، والطمع، فقد أغواه العدوّ بالأكل ليملأ بطنه ممّا لم يسمح به له، وأن يصير هو وزوجته كالله، وبالتالي أن يملك شجرة معرفة الخير والشر .

ما سقط فيه آدم الأول غلب فيه آدم الثاني، حتى كما صار لنا الهلاك الأبدي خلال آدم الترابي، يصير لنا المجد الأبدي خلال آدم الأخير.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذه التجارب الثلاث تحوي في طيّاتها كل بقيّة التجارب: [يبدو لي أنه بالإشارة إلى التجارب الرئيسيّة يتحدّث عن جميع التجارب كما لو كانت محواة فيها. لأن قادة الشرّير غير المحصيّة هي هذه: عبوديّة البطن، والعمل من أجل المجد الباطل، والخضوع لجنون الغنى .

ختم الإنجيلي حديثه عن التجارب بقوله: "ثم تركه إبليس، وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" . يقول لوقا الإنجيلي أن إبليس "فارقه إلى حين" (لو 4: 13). فالحرب لا تهدأ قط، لكن مع كل نُصرة تفرح الملائكة، فتتقدّم إلينا لتحمل هذه النصرة كإكليل مجد ترفعه إلى السماء لحسابنا الأبدي. إنها تخدمنا هنا ـ لا خدمة الجسد ـ وإنما خدمة الروح، فتعتزّ بنا بكونهم حراسًا لنا.

وكما يقول القديس جيروم: التجربة تسبق لكي تتبعها نصرة، وتأتي الملائكة فتخدم لتثبت كرامة المنتصر .

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:بعد انتصاراتك النابعة عن انتصاراته تستقبلك الملائكة أيضًا وتمدحك وتخدمك كحرّاس لك في كل شيء .

ويتحدّث الأب سيرينوس عن عدم توقّف حرب الشيّاطين ضدّنا، قائلًا: تسقط الأرواح (الشرّيرة) في الحزن، إذ تهلك بواسطتنا بنفس الهلاك الذي يرغبونه لنا، ولكن هزيمتهم لا تعني أنهم يتركوننا بلا رجعة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَنْ منا لم يطل الله أناته عليه، ولم يأخذه وهو في عمق خطاياه؟
هدف التجربة إذا هو انتصار يسوع على الشيطان
أحد التجربة( ثلاث شهوات جرب بها الشيطان المسيح )
سؤال: كيف أعرف أن التجربة التي أقع فيها من الله أم من الشيطان؟! - التجارب والضيقات.. حدودها وفوائده
+هو غلب الشيطان من اجلنا:+احد التجربة


الساعة الآن 05:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024