منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 03 - 2013, 01:36 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

في المواضع المقدسة

عجيب هو الشيطان، فهو يمكن أن يحارب في كل مكان، بكل جرأة، حتى في المدينة المقدسة، وعلي جناح الهيكل! إنه مستعد أن يدخل إلي الكنيسة ويحارب. الناس يذهبون إلي الهيكل للبركة، أما هو فيذهب إليه ليغري ويعثر...

لذلك كن حريصًا منه، حتى في المواضع المقدسة، وحتى في الأوقات المقدسة كالصوم. إنه يهوي جدًا أن يدنس كل ما هو مقدس. وله جرأة عجيبة بل له استهانة عجيبة بالقدسات. وهو مستعد أن يجرب في وقت الصلاة،وفي وقت الخدمة، وفي وقت الخلوة المقدسة هي شهوته التي يريد أن يلتهمها ويحطمها. لقد حارب آدم وحواء، وهما في الفردوس وحارب اللص الشمال وهو إلي جوار المسيح. كما حارب امرأة لوط ويدها في يد الملاك. وقدم تجربته ضد أيوب، وهو واقف أمام الله. وكانت الخطايا التي أسقط فيها أولاد عالي الكاهن في مكان الذبائح، وعند باب خيمة الاجتماع (1 صم 2: 13،22).
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:37 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

هدف التجربة


وبالنسبة إلي السيد المسيح، شاء الشيطان أن تكون تجربته هذه علي جناح الهيكل. فماذا كانت صورة التجربة؟ سرحها كالآتي:

إلق نفسك من جناح الهيكل، فتحملك الملائكة علي ايديهم وكل الذين في الهيكل يرون هذا المنظر العجيب، فتبهرهم ويقولون: هذا حقًا هو المسيا النازل من السماء محمولًا علي أيدي المرئكة. وهكذا يؤمنون وتنشر ملكوتك بسهولة!!

هذه هي الوسيلة السهلة التي تحتاج إليها. فهل تظن ان الناس يؤمنون بمولود في مزود بقر؟ أو بمصلوب علي خشبة؟!.. إنما انا أقدم لك الوسيلة السريعة الفعالة..

فهل تري نصيحة أخلص من هذه؟!

ولكن المسيح ما جاء ليبهر الناس بالمعجزات، إنما جاء لكي يفديهم بدمه ولا يسمح للشيطان ان يبعده عن طريق الفداء...

إنه لم يأت لكي يكسب إعجاب الناس، إنما لكي ينقي قلوبهم، ويغرس فيهم الإيمان.

ليس انبهار هم به هو هدفه، إنما هدفه هو خلاص نفوسهم. كما أن إظهار قوته لم يكن هو هدف تجسده، بل حمل خطاياهم ومحوله بالدم الكريم..

إن الشيطان يريد بالتجربة أن يبعد المسيح عن طريق الصليب.

ويحوله إلي إعجاب الناس بالمناظر والمعجزات. هذه هي شهوة الشيطان وشهرة الشيطان في استخدام المناظر والمجد الباطل والمديح وإعجاب الناس. اما الخلاص، فيبعد الناس عن التفكير فيه. وأراد إبعاد المسيح عنه أيضًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولو أتيح له علي فرض المستحيل أن يقوم برسالة، لكان يعجبة أن يأتي علي سحابة، وفي هيئة ملاك من نور (2 كو 11: 14). وفي أخر الزمان سوف يساعد إنسان الخطية ضد المسيح Anti Chrit بقوة إيات وعجائب وآيات (2 تس 2: 9). لكي يجذب بها يجذب بها إعجاب الناس، فيؤمنون به ويرتدون عن المسيحية!!.

طريق المناظر وإبهار الناس طريق سهل ومبهر، وكلن المسيح قد رفضه.

إنه يعمل المعجزات كعمل لمريض يحتاج إلي الشفاء، أو مصروع يخرج منه الشيطان الذي يصرعه، أو إشفاقًا علي أم فقدت وحيدها. ولكنه يرفض المعجزات لأجل الفرجة وحينما طلب منه اليهود هذا الطلب أجابهم "جبل فاسق وشرير يطلب آية ولا تعطي له إلا آية يونان النبي" (مت 12: 39). وهكذا رفض المنظر، وأعطاهم صورة عن موته، ودفنه ثلاثة أيام.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:40 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

المحاربة بالآيات

كان الشيطان في تجربة الخبز قد قال السيد المسيح: "إن كنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا" (مت 4: 3). إنها عبارة لم يقلها لأي بشر من قبل. وكان لها عمقها وأهدافها كما شرحنا وإذا بالسيد المسيح يوقف الشيطان أمام آية من الكتاب. أمام كلمة خرجت من فم اله" (تث 8: 3).

وهنا عدل الشيطان أسلوبه: مادامت تجيب بكلام الله فسأحاربك أيضًا بكلام الله!!

لعلنا إذن نلتفت جيدًا إلي هذا الخطر في بعض الحروب الروحية، التي لا يستخدم فيها الشيطان أسلوب أهل العالم، وإنما قال له "إن كنت ابن الله، فاطرح نفسك إلي أسفل،. لأنه مكتوب إنه يوصي ملائكته بك. فعلي أيديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك" (مت 4: 6)..

وهنا تبدو مشكلة بنوة المسيح لله لا تزال تشغل بال الشيطان بالدرجة الأولي...

تمامًا كمال قال من قبل "إن كنت ابن الله، قل أن تصير الحجارة خبزًا"، ظل بهذا السؤال يتابع المسيح حتى إلي الصليب "أن كنت ابن الله، انزل من علي الصليب"....

وهنا يقول "إن كنت ابن الله، الق نفسك من علي الجبل، فتحملك الملائكة"، فماذا كان يقصد بهذه التجربة؟ لعله يقصد الآتي: أن ألقي نفسه من الجبل ومات، أكون قد تخلص منه! أما إن حملته الملائكة، فتكون بنوته لله قد انكشفت.

وحينئذ أحارب موضوع الفداء الذي جاء من أجلة ليخلص به البشر!! وتتعدل الخطة في محاربته.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:42 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

استخدام خاطئ للآيات

نلاحظ في استخدام الشيطان لآيات الكتاب أنه يخادع، ولا يذكر الآية سليمة. فهذه الآية لم تذكر مطلقًا في مناسبة (من خيمتك) لأنه يوصي ملائكته بك، لكي يحفظونك في كل طرقك وعلي أيديهم يحملونك، لئلا تصطدم بحجر رجلك (مز 91:10 – 12). وهنا لم يذكر الشيطان الآية في مناسبتها، كما حذف أجزاء منها لكي تتمشي مع التجربة التي يريدها.

فالحديث هنا ليس عن جبل، يلقي شخص نفسه منه. إنما عن خيمتك وطرقك، فيما أنت سائر.

ويمكن أن تؤخذ بمعني روحي بعيد تمامًا عن الإلقاء من الجبل بل يبدو أن الآية عكس ما يقصده الشيطان..



الكتاب لا يقول هنا: إلقي نفسك من الجبل فتحملك الملائكة، أي أن تسعي بنفسك إلي التجربة، وتري ماذا يفعل الله... بل يقول الكتاب: إن الله يمنع التجربة من أن تصل إليك. وإن وصلت إلي مسكنك يرسل ملائكته لتحفظك في سائر طرقك.

إذن الشيطان هنا يستخدم الآيات بطريقة شيطانية.

يطبقها علي غير المقصود منها. ويقولها في غير مناسبتها ويحذف ما يريد لتتفق مع أغراضه، ويحاول أن يفسرها تفسيرًا ملتويًا. خاطئًا.. كمن يقص ألفاظ الآية قصًا ويفصلها تفصيلًا لكي تنطبق علي وضع معين...



بهذا الوضع استخدم الشيطان آيات الكتاب، بتفسير خاطئي، لنشر البدع والهرطقات.

ما هي الشكوك التي قدمتها الأريوسية؟ هي مفهوم خاطئ لبضع آيات. بل حتى البدع الحديثة في جيلنا، تقدم أيضًا آيات من الكتاب. فلا يخدعك الشيطان بشئ من هذا كله. واسأل عن المفهوم السليم للأية:



الشيطان يحفظ آيات من الكتاب ولكنه ليس عالمًا من علماء الكتاب! فالعالم ليس هو الذي يحفظ الآية، وإنما هو الذي يفهم الآية فهمًا سليمًا يتمشي مع روح الكتاب كله. وما اجمل قول الرسول في ذلك وما يشبهه:

" الحرف يقتل ولكن الروح يحي" (2 كو 3: 6).

إن اليهود حينما حاربوا المسيح في موضوع تقدس السبت واعتبروه نقاضًا للسبت لأنه يجري فيه معجزات شفاء وإقامة موتي وفتح أعين عميان.. غنما كانوا يعتمدون علي آية من الكتاب تقول "اذكر يوم السبت لتقدسه.. لا تعمل فيه عملًا ما" (خر 20: 8، 10) (تث 5: 12، 14). إن المشكلة ليست في الآية، وغنما في المفهوم الخاطئ للآية...

والشيطان مستعد ان يقدم مفاهيم خاطئة كثيرة، ويستخدم آيات الكتاب لكي يضل الناس.

أو لكي يثير شكوكًا، أو لكي يعقد الناس ويضعهم امام مستويات أعلي من مقدرتهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كأولئك الفريسيين الحرفيين الذين كانوا يحزمون أحمالًا ثقيلة عسرة الحمل، ويضعونها علي أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم" (مت 23: 4) وهكذا غلقوا ملكوت السموات قدام الناس. فلاهم دخلوا ولا جعلوا الداخلين يدخلون (مت 23: 13) أن حرفية استخدام آيات الكتاب هي حرب مشهورة من حروب الشياطين.



علي ان هناك حربًا اخري خاصة باستخدام الآيات، وهي طريقة أنصاف الحقائق، حيث يستخدم المحارب آية واحدة ويترك باقي الآيات المتعلقة بالموضوع، التي لا يتكامل المعني بدونها. ولقد حدثتكم من قبل عن خطورة استخدام الآية الواحدة في مقدمة كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكس. وذلك لأن الكتاب ليس هو مجرد آية إنما هو كتاب... فكلما تقدم آية لإثبات عيدة أو مفهوم روحي... فاستخدم نفس جواب المسيح: مكتوب أيضًا:
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

مكتوب أيضًا

استخدم هذا الأسلوب، سواء في الأمور الروحية، أو في الأمور اللاهوتية والعقيدية أيضًا. كما قال لنا الرسول "بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات" (1كو 2: 13).

1- فإن أراد العدو إخراجك عن وداعتك، وقال لك مكتوب: عظ وبخ، انتهر (2 تي 4: 2).

قل له: إن القديس بولس الرسول قد قال هذه العبارة للقديس تيموثاوس الأسقف، لرجل من رجال الكهنوت والرعاية مسئول عن هداية الناس. ومن أنا حتى أضع نفسي موضع القديس تيموثاوس؟

هذا من ناحية، ومن ناحية أخري: مكتوب أيضًا: من هو حكيم وعالم بينكم، فلير أعمال بالتصرف الحسن في وداعة والحكمة (يع 3: 13) ووداعة الحكمة نستخدمها في هداية الناس بدلًا من التوبيخ والأنتهار الخاصين بأصحاب السلطان. ولذلك مكتوب أيضًا "أيها الأخوة إن انسبق فأخذ في زلة، فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بوح الوداعة، ناظرًا إلي نفسك لئلا تجرب أنت أيضًا" (غل6: 1). إذن ليس التوبيخ أو الإنتهار هو الطريق الوحيد لإصلاح الآخرين، إنما هناك روح الوداعة، ووداعة الحكمة كما هو مكتوب. ولننظر إلي بولس الرسول الذي قال: عظ وبخ انتهر، لنري كيف كان هو نفسه ينتهر. مكتوب أيضًا عن القديس بولس أنه قال "لذلك اسهروا، متذكرين أنني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل أحد" (أع 20: 31). هذه هي الطريقة التي كان ينذر بها والتي كان بها يعظ ويوبخ.. "بدموع" وهذه الدموع كانت تشعر من يسمعه بقدار محبته وحرصه علي خلاص نفس من يوبخه. إذن لم يكن يوبخ بقسوة أو بعنف أو بأسلوب جارح أو شديد.



بهذا المكتوب أيضًا، يمكننا أن نفهم المعني الروحي "قارنين الروحيات بالروحيات".

2- وإن قال لك العدو: مكتوب ان موسي النبي لما أبصر العجل والرقص، حمي غضبه وطرح لوح الشريعة من يديه وكسرهما في أسفل الجبل (خر 22: 19). فلماذا لا تغضب مثله للحق؟ عليك أن تجيب بأن موسي كان نبي لله، وكان له سلطان أن يغضب علي الشعب ليصلحه. كما أن الأمر كان خطيرًا جدًا، وهو أن الشعب كله صنع له عجلًا ذهبيًا ليعبده قائلًا: "هذه هي آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (خر 23: 8). حتى أن الرب نفسه غضب علي الشعب وأراد إفناءه. هذا من جهة.. ومن جهة أخري نذكر حقيقة هامة وهي:

مكتوبًا عن موسي النبي "كان الرجل موسي حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض" (عد 12: 3). وبلغ من حمله في هذا الحادث بالذات أنه وقف شفيعًا في هذا الشعب أمام الله، حتى لا يغضب الله عليهم ويفنيهم كما حدث أيضًا وتشفع في مريم أخته التي تقولت عليه ووبخها الله وعاقبها (عد 13: 9، 13) وهذا من جهة موسي النبي، والأمثلة كثيرة ولكن من جهة الغضب عمومًا. مكتوبًا: "لا تسرع بروحك إلي الغضب. لأن الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9). ومكتوب أيضًا "ليكن كل إنسان.. مبطئًا في الغضب، لأن غضب الإنسان لا صنع بر الله" (يع 1: 19، 20). ومكتوب أيضًا "لينزع منكم كل مرارة وسخط وغضب" (أف 4: 31). ومكتوب "لا تستصحب غضوبًا، ومع صاحب سخط لا تجئ" (أم 22: 24). وما أكثر المكتوب عن الغضب.



أن أتاك فكر أن تقيم نفسك معلمًا لآخرين لأنه مكتوب "ويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو 9: 16). قل: أنا تلميذ أحتاج أن أتعلم، وليس أن أقوم بتعليم غيري. اما هذه الآية فقد قالها بولس الرسول، الذي اختاره الرب نفسه لكي يبشر، لذلك قال: "قد استؤمنت علي وكالة" (1كو 9: 17). اما انا فيمكنني أن أقول ذلك لو أنني أيضًا استؤمنت علي وكالة! لأنه مكتوب أيضًا: "لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي، عالمين أننا أننا نأخذ دينونة اعظم" (يع 3: 1). وعلل الرسول ذلك بقوله "لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا (يع 3: 2). ومكتوب أيضًا "المعلم ففي التعليم" (رو 12: 7). فإن أقامتني الكنيسة للتعليم، فهذا واجب لابد أن أؤديه. وحينئذ "ويل لي أن كنت لا أبشر"..



4- وهكذا إن جاء العدو في مجال الشهادة للرب. وقال لي أصمت ولا تفعل لأنه مكتوب: "ليصمت الحكيم في ذلك الزمان، لأن الأيام شريرة".(عا 5: 13). قل لنفسك: ليس هذا هو الوقت الذي يكون فيه الصمت فضيلة، لأنه مكتوب أيضًا "لكل أمر تحت السموات وقت... للسكوت وقت وللكلام وقت" (جا 3: 1، 7). ومكتوب أيضًا "لا تخف. بل تكلم ولا تسكت" (أع 18: 9).. إذن الأمر يحتاج إلي حكمة وإلي أفراز، لنفهم ماذا يعلمنا الكتاب، وما هو مفهوم الآيات، وجميل جدًا ما يل عن عمل الرب في الرسل "حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب" (لو 24: 45).



5- استخدم نفس الأسلوب في العقيدة أيضًا. إن قرأت آية، قل مكتوب أيضًا... فإن قيل لك: مكتوب "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع 16: 31)... قل: مكتوب أيضًا "من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16). ومكتوب أيضًا "أيمان بدون أعمال ميت" (يع 2: 26، 17)..
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:51 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

لا تجرب الرب إلهك


نعود إلي تكملة تأملاتنا في التجربة علي الجبل، فنقول إن الرب أجاب الشيطان: مكتوب أيضًا لا تجرب الرب إلهك (مت 4: 7). وهذه الآية مأخوذة من (تث 6: 16).

الشيطان يريد ان السيد المسيح يجرب محبة الآب، فيري هل إذا ألقي نفسه من علي الجبل، يرسل ملائكته ليحملوه.

فإجابه: مكتوب أيضًا لا تجرب الرب إلهك... نلاحظ هنا أن السيد المسيح لم يصحح للشيطان منطوقة الخاطئ للآية.. فالشيطان يعرف تمامًا أن استخدامه غير سليم لكلام الرب. إنما انتقل به إلي الإيجابيات، كما حدث في التجربة السابقة، إذ لم يناقشه في موضوع الخبز، ولا في عبارة "إن كنت ابن الله كما هنا أيضًا. وإنما رد بالتعليم الإيجابي السليم: لا تجرب الرب إلهك...

إن محبة الله ليست موضع شك ولا إثبات، لكي نجربه في أن يبينها لنا بالعطايا والمنح...

إننا واثقون من محبة الله، حتى إن كنا في عمق التجربة والضيقة. لا نجربه بأن يرسل ملاكًا وينقذنا، أو يصنع معجزة وينقذنا. حتى لو استمرت التجربة أو التعب، فلا نشك أيضًا في محبة الله، ولا نجربه بصنع العجائب من أجلنا لإثبات عنايته بنا!
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:52 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

أمثلة في تجربتنا لله


1- في حالة مرض: قد يرفض إنسان أخذ الدواء أو استشارة طبيب، ويقول: أنا تارك الأمر لله ليشفيني بدون واسطة. كلا. لا تجرب الرب إلهك. فهو نفسه قال: "لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب، بل المرضي" (مت 9: 12). ومع أن هذه الآية قيلت في معني روحي، إلا انها تعني ضمنًا موافقة الرب علي احتياج المريض إلي طبيب. ونلاحظ أن بولس الرسول وصف لتلميذه تيموثاوس علاجًا (1 تي 5: 23). ولم يكتف بمجرد الصلاة التي ذكرها الرسول (يع 5: 14).

2- مثال أخر: تلميذ لا يذاكر! ويطلب من الله منحه النجاح بمعجزة. وإذا حدث أن الامتحان لم يأت من الصفحات القليلة التي ذاكرها، يشك في محبة الله وفي معونته! بينما الله دعانا أن نكون أمناء في عملنا. ومن ذلك الأمانة في المذاكرة.

3- مثال ثالث: إنسان يذهب إلي مكان معثر، ويقول: الله قادر أن ينجيني من السقوط!! ويضرب أمثلة بالقديس إبراهيم الذي نجا مريم، والقديس يوحنا القصير الذي أنقذ بائيسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وينسي أنه ليس في مستوي أولئك القديسين. كما ينسي قول الكتاب "طوبي للرجل الذي لا يقف في طريق الخطاة، وفي مجلس المستهزئين لا يجلس" (مز 1) لا تدخل نفسك في تجربة، وتطلب من الرب أن ينقذك منها ولكن إن دهمتك التجارب بدون خطأ، فالله ينقذك..

4- مثال رابع: قد يجرب الرب الذين يحددون له علامات معينه!! إن كان هذا الأمر قد حدث مع جدعون في ظروف معينة قاسية (قض 6) فلا نطلب أن يحدث ذلك معك أيضًا، ولا تجعلها قاعدة.

5- مثال خامس حينما تصر أن ينقذ لك طلباتك بحرفيتها وبسرعة، وإلا تشك في محبته!!
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

تجربة الملك

لم تكن التجارب التي تعرض لها السيد المسيح علي الجبال هي مجال للاختيار، بل هي بالحق مجال للانتصار. كان – وهو في البرية – "ممتلئًا من الروح القدس" (لو 4: 1). لقد بارك طبيعتنا البشرية، وأعطنا نعمة الانتصار والقدرة علي الانتصار.

وقد استخدم أيضًا في انتصاره قوة الكلمة الإلهية، وعبارة (مكتوب) التي قابل بها كل تجربة...

في تجربة الخبز قال للشيطان "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (مت 4: 4) (تث 8: 3). وفي تجربة جناح الهيكل، قال له "مكتوب أيضًا: لا تجرب الرب إلهك" (مت 4: 7) (تث 6: 16). في تجربة الملك هذه، قال له أذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه تعبد" (مت 4: 10) (تث 6: 13). إنه يعطينا مثالًا عن الانتصار باستخدام كلمة الله، وبالامتلاء بالروح القدس. ولكن ماذا كانت تجربة الملك؟

يقول الكتاب إن الشيطان أخذ السيد إلي جبل عال، وأراه جميع ممالك الأرض ومجدها، وقال له "لك أعطي هذه كلها إن خررت وسجدت لي "فانتهره الرب... ولعله يقول له: إنك من سبط الملك. فماذا يمنع من استخدام الملك في أن تقوم برسالتك علي خير وجه؟ وهي وسيلة سهلة..

تستطيع أن تصدر القوانين والأنظمة التي تغير بها الكون، وتلغي بها الوثنية، وتمنع الرذائل، وتنشر الخير، وتبني الملكوت... يسلطه الملك..

ولكن الرب رفض هذا رفض أن يسير الناس في طريق الخير عن طريق السلطة والمر والقانون. إنه يريد أن يحبوا الله من أعماق قلوبهم وأن يحبوا الخير ويفعلوه عن رضي، وليسوا مرغمين علي ذلك بالقانون. إنه لا يريد أن يكون الإنسان مسيرًا ولو في طريق الخير، إنما يريد له نقاوة القلب التي بها يفعل الخير بتلقائية الحب. فالسلطة قد تؤدي إلي مظهرية نقية خارجية. وقد يكون القلب غير ذلك تمامًا مملوءًا بالشهوات والخطية. طريق النقاوة الداخلية طري طويل وصعب ولكنه أكثر ثباتًا من الطاعة الخارجية. إن الرب يريد أن ينبع الخير من داخل قلب الإنسان، وليس عن طاعة وقهر. بحيث يكون الخير بالنسبة إليه عملًا من أعمال الحب، بكامل إرادته، وليس ضرورة وجبرًا، واضطرارًا وإرغامًا.

وهكذا رفض السيد تجربة الملك، ليس فقط علي الجبل، بل في مرات كثيرة أخري.

فبعد معجزة إشباع الجموع، يقول الكتاب "ولما رأي يسوع أنهم مهتمون بأن يأتوا ليختطفوه ويجعلوه ملكًا، انصرف إلي الجبل وحده" (يو 6: 15). وتكرر الأمر في يوم الشعانين، إذ استقبلوه كملك في أورشليم ولكنه رفض هذا الملك، لأنه لم يأت ليملك ملكًا عالميًا، بل ملكًا روحيًا علي القلوب. لذلك قال:

"مملكتي ليست من هذا العالم" (يو 18: 36).

وهكذا عاش المسيح علي الأرض بلا لقب، بلا سلطة عالمية مجرد معلم ينشر الروحانية والحب وسط الناس. لا يستخدم السلطة وإنما يستخدم الإقناع. وتدخل كلماته إلي القلوب في عمق. يدعو الناس إلي الإيمان والتوبة وإلي الملكوت، بخدمه الكلمة وليس بالمر. بالعمل الداخلي وليس بالضغط الخارجي...

إن الله لا يحب مطلقًا، أن يتبع الإنسان طريق الخير عنوة، بل اختيارًا.

وكان هذا هو أسلوبه في العهد القديم أيضًا:

انظروا ماذا قال الرب في آخر سفر التثنية، نفس السفر الذي استخدمه سيدنا يسوع المسيح في الرد علي الشيطان في التجربة علي الجبل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... يقول الرب للشعب في سفر التثنية: "أنظر قد جلعت اليوم امامك الحياة والخير، والموت والشر... أشهد عليكم اليوم السماء والأرض. قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة، فأختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك، إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته.." (تث 30: 15- 20). إذن الإختيار موضوع امام الإنسان وليس السلطة. وحسب اختياره تكون المكافأة أو العقوبة.

هذا من جهة الإنسان. أما عن الملك بالنسبة إلي السيد المسيح، فله معني آخر:

من جهة لاهوته، هو يملك كل شيء كما قيل في المزمور "للرب الأرض وملؤها، والمسكونة وكل الساكنين فيها" [مز 23 (24)1]. أما عن ناسوته، فقد قيل عن ملكه في المزمور:

" الرب ملك علي خشبة" (مز 95). علي الصليب صار ملكًا، حينما اشتري الكل بدمه، فصاروا له. وفي ذلك قال الرسول "لأنكم قد اشتريتم بثمن" (1 كو 6: 20). وهذا ما فعله الرب في الفداء: دفع الثمن، واستخلص الفريسة كلها من يد الشيطان الذي كان يدعي "رئيس العالم" (يو 16: 11). وفي سفر الرؤيا دعي الرب "ملك الملوك ورب الأرباب" (رو 19: 16). ولكن بالمعني الروحي وليس بالمعني الذي أراده الشيطان.

ومازالت تجربة الملك تطارد المسيح حتى بعد صعوده إلي السماء وذلك في ما يسميه البعض بالملك الألفي. إذ يتصورون أن المسيح سيأتي ليحكم علي الأرض ألف سنة!! بينما ملك المسيح لا يمكن أن يكون ملكًا أرضيًا مثل القياصرة والأباطرة! إنه رفض أن يجلس علي عرش في الهيكل، فهدفه لم يكن العرش، إنما تطهير الهيكل... أنه يريد أن يملك علي القلوب. وليس ان يملك بالتيجان مسكين هيرودس الملك الذي ظن أن المسيح كان اعلي وأسمي من الملك الرضي. وكل ممالك الأرض ومجدها التي اهتم الشيطان بإظهارها،لم تكن لها قيمة في نظره. ولم يكن لها الإغراء الذي يراه محبو العالم وما فيه من تعظم المعيشة (1يو 4: 16).

الذي أخلي ذاته من عظمة السماء، هل من المعقول أن تعزيه عظمة أرضية؟!

هذا الذي جاء وديعًا ومتواضع القلب (مت 11: 29). وعاش خلال فتره تجسده علي الأرض "وليس له اين يسند رأسه" (لو 9: 58). مسكين هذا الشيطان الذي يظن أن عبارة "ممالك الأرض ومجدها "يمكن ان تغري هذا الذي يقول "دفع إلي كل شيء من أبي (مت 11: 28) "دفع إلي كل سلطان في في السماء وعلي الأرض" (مت 28: 18). علي أننا نجد في كلمات الشيطان عبارة يحسن ان نقف عندها لنري ما فيها من زيف... وهي:
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

لك أعطي هذه كلها

الشيطان يدعي دائمًا أن في يده شيئًا يمكن ان يعطيه، وان يغري به!

وهل حقًا كانت في يده كل ممالك الأرض ومجدها، وكان بإمكانه أن يهبها لشخص ما، أيًا كان؟! والسيد لم يناقش معه في النقطة، كما لم يناقش سابقاتها. من المعروف أن الشيطان يكذب. والكذب هي أحد وسائلة. وقد قال عنه الرب انه كذاب وأبو الكذاب (يو 8: 44). وهو قد كذب حينما أغري أبوينا الأولين. وهو يكذب أيضًا في أدعائه انه سيعطي..

الشيطان لا يعطي أبدًا وإنما يأخذ، أو يأخذ أكثر مما يعطي!

يعد ان يعطي ممالك الأرض ومجدها، لكي يأخذ التجرد والقناعة.

يعطي متعه الجسد. وفي الواقع انه يسلب متعة الروح. يعدك ان يعطيك العالم، لكي يسلبك قلبك وأبديتك. وأحيانًا لا يعطي شيئًا علي الإطلاق، وغنما كل ما يقدمه هو ا"لأماني الكاذبة وأحلام اليقظة.

وحتي أن كان يعطي، نحن لا نقبل أن نأخذ شيئًا من يد الشيطان. الإنسان الروحي لا يأخذ إلا من يد الله..

ذلك لأن "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة، هي نازلة من فوق من عند أبي الأنوار" (يع 1: 17). أما عطايا الشيطان فهي مرفوضة، لأنها تضيع من يأخذها كما حدث مع لوط. فقد أخذ الأرض المعشبة، التي كانت تبدو في عينية كجنة الله. كأرض مصر (تك 13: 10). وكانت نهايتها الضياع!! وأيضًا: الشيطان لا يعطي مجانًا.

إنه يشترط شروطًا معينة يسلب بها الملكوت، لأنه قد حرم من هذا الملكوت، لذلك يحسد كل المتمتعين به. وهدفه الأول هو سبي الروح وإخراجها من محبتها لله... وفي تجربته للمسيح جاوز اللامعقول

فقال في جرأة لا يصدقها أحد "إن خررت وسجدت لي"! ولعله كان يعرف تمامً أن هذا العرض مستحيل. ولكن بما إذ استشعر الهزيمة في كل تجاربه، لم يشأ أن يخرج منها مهزومًا بدون إنتقام فليقل ولو كلمه إهانة! والإهانة لا تصيب من يسمعها، بل هي في حقيقتها إهانة لمن يلفظها.

ولذلك انتهره الرب قائلًا "اذهب يا شيطان" فذهب مدحورًا في خزي...

وهكذا كان الرب منتصرًا علي طول الخط في كل تجارب الشيطان. وكانت كل تجربة لها الرد الحاسم من آيات الكتاب وأعطانا الرب قدوه صالحه في حياة الانتصار، كما قدم للآب أمثله من البشرية الطاهرة، إذ الكل قد أخطأوا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفي نفس الوقت أظهر للشيطان كم هو فاشل في تجاربه. ونحن نصلي قائلين للرب:

كما هزمت الشيطان في كل تجاربه، اهزمه أيضًا في حروبه لنا. لأننا بدونك لا نقدر ان نفعل شيئًا. وكما مجدت طبيعتنا البشرية بتجسدك واعطيتها روح النصرة في كل تجاربك كذلك قدنا معك في موكب نصرتك (2 كو 2: 14). وكما انتهرت الشيطان فذهب، كذلك قل له أيضًا في تجاربنا: اذهب يا شيطان...
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2013, 02:00 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

اذهب يا شيطان

تجاوز الشيطان أقصي الحدود، حينما قال للسيد له المجد "لك أعطي هذه كلها إن خررت وسجدت لي" (مت 4: 9)!! وفي هذه العبارة إدعي لنفسه السلطان ان يعطي لمن يشاء كل ممالك الأرض ومجدها. كما أنه كشف عن الكبرياء الدفينة التي في نفسه، منذ سقطته الأولي التي قال فيها "أصعد إلي السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله. أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثلي العلي" (أش 14: 13، 14). وإذ وصل بكبريائه إلي ان يقول للسيد نفسه "إن خررت وسجدت لي". كان لابد ان يطرده الرب من قدام وجهه بعبارة "اذهب يا شيطان".

إن الرب لم يناقشه فيما يدعيه من قدرة، وإنما طرده ليعلمنا كيف نطرد الشيطان أيضًا. لم تكن هذه العبارة التي قالها الرب علي الجبل هي الوحيدة، بل كررها أيضًا حينما تحدث عن صلبه فقال له بطرس "حاشاك يارب" فأجابه "اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي.." (متى 16: 22). كانت فكرة الشيطان نطق بها بطرس، فانتهر الرب صاحبها الشيطان....

بل عبارة (اذهب يا شيطان) هي مبدأ روحي يقدمه لنا الرب في كل الحروب الروحية.

و الرب في استخدامه هذه العبارة، لم يفعل ذلك في تجاربه فقط بل يفعل ذلك من أجلنا نحن أيضًا في حروبنا وتجاربنا...

إنه ينتهر الشيطان الذي يحاربنا فيذهب عنا ويتركنا في هدوء.

لأنه لو أن الرب ترك الشيطان يحارب البشرية بكل حريته وبكل قوته ما كان يخلص أحد، ولا ستطاع الشيطان أن يحطم كل عمل روحي. مثلما يفك من سجنه ليضل الأمم كما قال الكتاب (رؤ 20: 7). إن الشيطان مقيد، بالعبارة التي قالها الرب (اذهب يا شيطان) والرب يقول له اذهب، حتى لا ينتصر الشر علي الخير، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول له اذهب، حينما يراه قد تجاوز حدوده، وارهق الإنسان. فالله يريد ان تكون حروبنا في حدود المعقول، وفي طاقة احتمالنا. وكما يقول الكتاب "ولكن الله أمين، لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون. بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا" (1 كو 10: 13). فإن وجد ان الشيطان قد ضغط علي الإنسان بقسوة فوق احتماله، ينتهره بسرعة ويقول له اذهب يا شيطان.

وكثير من تجارب الشيطان، يمنعها الرب قبل وصولها إليك إنك تشكر فقط علي التجارب التي تعرفها وقد نجاك الرب منها.. ولكن هناك تجارب اخري انت لا تعرفها وقد منعها الرب من أن تصل إليك. كان الشيطان يحمل لزعزعتك. وفيما هو في الطريق قال له الرب "اذهب يا شيطان"...اذهب بعيدًا عن هذا الإنسان ولا تضره....

ومثال ذلك ما قيل في المزمور "لا تدينوا ضربة من مسكنك (مز 90). ومثال أيضًا ما ورد في قصة أيوب. إذ قال الرب للشيطان في التجربة الأولي عن أيوب "هوذا كل ما له في يدك. إنما إليه لا تمد يدك" (أي 1: 12). وفي التجربة الثانية قال له الرب "ها هو في يدك. ولكن احفظ نفسه" (أي 2: 6) ولم يستطيع الشيطان أن يمد يده حيث منعه الرب...إذن ليتنا نشكر الله علي هذا الأنقاذ الذي لا نعرفه.

فإن وجد نفسك يومًا في راحة لا تجارب، ولا أفكار، ولا شهوات، ولا سقوط، ولا فتور، أعرف ان الرب قد انتهر الشيطان المحارب لك قائلًا: اذهب يا شيطان. وحاذر من أن تنسب راحتك الروحية إلي نقاوتك وتقواك، أو إلي قوتك، فلو أن الحرب ثقلت عليك، ربما كنت تتعب جدًا. ولكن الله من فرط محبته وحفظه، لا يشاء أن نكون علي الدوام محاربين أو مهزومين، لئلا من شده القتال يقع الإنسان في اليأس أو في الاستسلام، أو ان كثيرين يقولون له ليس له بإلهه (مز 3: 2).

إن الله يسمح للشيطان أن يجربنا، لكي نشعر بضعفتنا فنتضع ونصلي ونشفق علي المجربين، ولكن لا يسمح ان نيأس ونسقط. وأحيانًا يكون الإنسان في حرب قاسية، وعلي وشك السقوط. ثم يجد نفسه قد نجا من هذه الحرب. دون أن يشعر كيف! وكما قال القديس باسيليوس عن هذه الحالة إن هذا الإنسان قد أعين من النعمة. فلنطمئن إذن في حروبنا، ولا نظن ان الشيطان له قوة غير محودة! حاشا.

فقد اعطانا الرب سلطانًا علي جميع الشياطين (لو 9: 1) نستطيع ان نقول للشيطان اذهب، فيذهب...

وواجبنا أن نستخدم هذا السلطان وننتهر الشيطان كلما حاربنا لا نخاف منه، ولا نستسلم له، ولا نفتح له أبوابنا، ولا نقبل التفاهم والتفاوض معه، بل نقول له كما قال الرب "اذهب يا شيطان".

أول علاقة لنا بهذه العبارة هي جحد الشيطان في المعمودية.

حيث تحمل الأم طفلها، وتتجه نحو الغرب، وتقول للشيطان: أجحدك أيها الشيطان وكل حيلك الشريرة، وكل أفكارك الرديئة والمضلة، وكل جيشك وكل سلطانك، وكل بقية نفاقك. أجحدك، أجحدك، أجحدك. يا ليت كل أم تقول جحد الشيطان بكل قلبها، وتحضن ابنها علي الدوام بجحد الشيطان. وكلما يحارب تقول له: اذهب يا شيطان. وليت الأب يفعل كذلك، وأيضًا جميع الأقارب والأصدقاء، كما يجدون تجربة شديدة تحيط بعزيز لديهم، فيصرخون قائلين: اذهب يا شيطان...

هذه هي ما نسميها شفاعة الأحياء في الأحياء.

علي أن جحد الشيطان ينبغي أن يبقي ثابتًا في الإنسان المعمد كل أيام حياته...



و المهم ان يقول الإنسان اذهب يا شيطان، ليس بلسانه فقط، إنما من كل القلب، وبكل الإرادة، وفي حزم، وبجدية.

يستطيع أني قول للشيطان، اذهب، ذلك القلب النقي الطاهر، الذي يرفض الشيطان وكل مغرياته، ولا يشتهي شيئًا يستطيع الشيطان ان يقدمه، فعبارة اذهب يا شيطان، إذا كانت تسندها نقاوة القلب، تصير لها قوة لا يحتملها عدو الخير.

وهذا الإنسان النقي، تكون له هيبة امام الشيطان، لأنه ينتهر الشيطان بجدية وقوة. ويعرف عدو الخير أنه لا مجال له إطلاقًا للتفاهم مع هذا الإنسان، وأن كل أبواب قلبه وفكره وحواسه ومشاعره مغلقه امامه تمامًا كما قيل في سفر النشيد "اختي العروس جنه مغلقه، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 11). إن قلب هذا الإنسان الطاهر هو الذي غني له المرتل في المزمور قائلًا "سبحي الرب يا أورشليم سبحي إلهك يا صهيون.. لأنه قوي مغاليق أبوابك، وبارك بنيك فيك (7: 14).



علي ان البعض لا يشاءون أن يقولوا للشيطان: اذهب. إما لأن بينهم وبينه صداقه وتعاون، أو لأن في قلبهم شهوات لا يحققها لهم إلا الشيطان، أو لأن الشيطان قد قيدهم بعادات وطباع خلال عشرته الطويلة معهم... وأن قالوا له اذهب، يقولونها في ضعف يفهمه الشيطان تمامًا ويدركه.

بل ان البعض إن ذهب عنهم الشيطان، يطلبونه قائلين اعبر إلينا وأعنا... هؤلاء قد دخلوا في عبودية العدو، وصاروا من جنده. هم مهزمون داخل قلوبهم. لذلك لا يمكنهم أن ينتصروا في الخارج. بينهم وبين الشيطان عمل مشترك يحبونه ويعينهم عليه. فكيف يقولون له: اذهب؟!

يحتاج هؤلاء إلي صلوات ليتدخل الرب ويقول للشيطان اذهب.

سواء كانت هذه الصلوات منهم، أو من الملائكة والقديسين. مثلما شفع ملاك الرب في يهوشع الكاهن وقال: لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب.. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار (زك 3: 2).



والذي يقول للشيطان اذهب، عليه أيضًا أن يتخلص من كل ما يخص الشيطان عنده.

فلا يستبقي عنده شيئًا يمكن أن يحاربه به الشيطان، ولا يستبقي علاقة يمكن أن تسقطه فيما بعد، ويبعد عن كل عشرة أيًا كان نوعها، وكما قيل للوط عند خروجه من سادوم: "اهرب لحياتك لا تنظر إلي ورائك ولا تقف في كل الدائرة" (تك 19: 17).

وهكذا يمكن ان يقول للشيطان اذهب، ليس باللسان، إنما بالتصرف الروحي السليم.

ليبعد عنه كل من يستخدمه الشيطان لمحاربته، حتى إن أعثرته عينه أو يده (مت 5: 29، 30). ويقول له أذهب عن طريق العمل الروحي والانشغال بالصلاة والقراءة والإجتماعات والخدمة. فإن أتي الشيطان لمحاربته، يجده مشغولًا عنه جدًا، ولا وقت لدية يقضيه معه فيذهب... ويقول له اذهب بطرد كل أفكاره.

بسرعة، بغير ابطاء، وبحزم. وكما قال الرسول "مستأسرين كل فكر لطاعة المسيح" (2 كو 10: 5).

كان المسيح قويًا حينما طرد الشيطان فذهب. فاطرده إذن بقوة المسيح العاملة فيك.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظات البابا شنودة الثالث Pope Shenouda III Sermons : التجربة على الجبل
كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث
التجربة على الجبل كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى العظة على الجبل كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 11:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024