23 - 11 - 2012, 05:18 AM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الأحياء الأربعة ومراحل الفداء : رأى حزقيال النبى مركبة الشاروبيم ورأى كل من الأحياء الأربعة له أربع وجوه. ونحن أيضاً ينبغى أن نرى فى كل حدث من أحداث الخلاص باقى الأحداث. فعندما ننظر للتجسد نرى فيه الفداء : فقد ولد السيد المسيح فى مزود فى وسط الغنم والبقر والعجول لكى نعرف أنه منذ ميلاده هو ذبيحة وقد جاء ليذبح. كما لا يمكن فصل التجسد عن الصليب أو القيامة. التركيز على الصليب وحده ربما يقود إلى الشك لذلك قال السيد المسيح لتلاميذه "كلكم تشكُّون فىّ فى هذه الليلة" (مر14: 27). فالذى ينظر إلى الصليب بدون القيامة يتشكك. لذلك قال لهم إن إبن الإنسان "يُسلّم إلى الأمم... يجلدونه ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم" (لو33:18). كان لابد أن يؤكد لهم القيامة لكى كما قال لبطرس "طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك" (لو22: 32). لذلك كل واحد من الأحياء الأربعة له أربع وجوه فعندما ننظر بروح الرؤيا النبوية نرى مع حزقيال الثلاثة وجوه الأخرى (الأسد والعجل والنسر) أى أننا عندما نتأمل فى ميلاده نتأمل ضمناً فى صلبه وقيامته وصعوده للسماء. كانت مريم المجدلية تريد القيامة بدون الصعود فرفض السيد المسيح هذه الرغبة لتتذكر قوله للتلاميذ "خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى" (يو16: 7).. وكأنه يقول كيف تولدوا ولادة جديدة وتصيروا أولاداً لله وتغتسلوا من خطاياكم؟ كيف تصيروا أعضاءً فى جسدى وتتناولوا من جسدى ودمى؟ وكيف تكونوا هياكل لله؟ هذا عمل الروح القدس فى الكنيسة، والروح القدس لن يأت إلا بعد الصعود. كان لابد أن يصعد السيد المسيح إلى السماء بعد أن تمم الفداء لأن بركات الفداء لن تصل إليهم إلا بالصعود للسماء. كان لابد أن يذهب إلى المقادس العلوية لكى يخدم كرئيس كهنة، وهناك أمام الله الآب يشفع فينا من أجل غفران خطايانا. ومنذ القديم كان صعود الذبيحة يعنى أنها قُبلت، لذلك كان ينبغى للصعيدة أن تصعد. إذا رفضنا صعوده نكون مثل من يقدّم الصعيدة للآب السماوى وعندما يمد الآب يده ليقبلها يريد أن يستردها ثانية..!! مريم المجدلية كانت تفكر بهذه الطريقة : فرحتها بالقيامة جعلتها تريد أن تمسك بالسيد المسيح. فقال لها "لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن إذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم" (يو20 :17) وهذا شرط إستمرار العلاقات بيننا. بالطبع كان قوله لها "لا تلمسينى" بمثابة صفعة على وجهها. ففى أول لقاء عندما ظهر لها فى البستان بعد قيامته من بين الأموات مسكت قدميه وسجدت له لكن قوله لها "لا تلمسينى" هنا معناه أنه لا يريدها أن تمسك به. وعند الرجوع إلى المعنى اليونانى للفظة "لا تلمسينى" نجد أنها تعنى بداية اللمس للإمساك بالشىء وليس مجرد اللمس فقط. |
||||
23 - 11 - 2012, 05:18 AM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
رؤيا حزقيال ورؤيا يوحنا : رأى حزقيال النبى الأحياء الأربعة بأربعة وجوه وأما يوحنا فقد رآها بوجه واحد. وليس معنى هذا أن رؤيا حزقيال النبى كانت أوضح من رؤيا يوحنا لأن يوحنا رأى أكثر مما رآه حزقيال مع أن المنظر الذى رآه حزقيال كان منظراً رهيباً جداً: البكرات والنار والمركبة النارية الشاروبيمية. لكن عندما رأى يوحنا الرؤيا كان قد تم التجسد والصلب والقيامة والصعود فدخلت هذه الأمور فى مجال الزمن وأصبح التجسد فى وقت والصلب فى وقت ثانٍ والقيامة فى وقت ثالث والصعود فى وقت رابع وأصبحت أحداثاً متتالية كل حدث منها له معالمه البارزة التى تحدده. فلم تحدث القيامة فى يوم الصلب ولم يحدث الصلب فى يوم الميلاد ولم يحدث الصعود فى يوم القيامة. لذلك كان لابد أن يكون بين الصعود والقيامة أربعين يوماً لأنه إذا حدث الصعود فى يوم القيامة لن نفهم ما معنى القيامة ومعنى الصعود. وكان يمكن أن يحدث مزج بين المعنيين. القيامة حدث مستقل بذاته دون أن ينفصل عن الصعود والصلب والميلاد، أى أنه لم يمتزج ويذوب فى أحداث أخرى، لكن بدون إنفصال، أى أن له ملامحه المحددة القائمة بذاتها. ولهذا رآى يوحنا وجه واحد لكل من الأحياء الأربعة. أما حزقيال النبى فقد رأى أربعة وجوه للواحد منهم: لأن الأحداث لم تكن قد تمت بعد فيراها حزقيال بروح النبوة كأحداث متلازمة يُكمل بها الأربعة معاً عملية الفداء. رأى حزقيال النبى الأحياء الأربعة من بعيد، لذلك رأى أربعة وجوه، لكل منها، لكن يوحنا عندما نظر عن قرب، رأى وجهاً واحداً فقط. فعندما وصف يوحنا العرش الإلهى أبرز تمايز أحداث التجسد والصلب والقيامة والصعود وهى أحداث عايشها يوحنا الإنجيلى فى مراحلها المتمايزة، لكن حزقيال الذى رأى من بعيد كانت الأحداث تتراكم مع بعضها فى نظره وتلاشت الفوارق الزمنية بينها لأنه يراها بروح النبوة وليس كأحداث حدثت فعلاً. ولتقريب المعنى نورد المثال التالى: إذا نظرنا إلى أى شىء من بعيد نرى له وجوهاً كثيرة، لكن إذا وضعناه أمام أعيننا لن نرى سوى الوجه المقابل لنا فقط |
||||
23 - 11 - 2012, 05:19 AM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
نحن لا نقبل إكرامكم للصليب الذي تقولون إن المسيح صلب عليه. وكيف تعبدون خشبة؟ الإجابة: نحن لا نعبد الصليب Holy Cross ولكننا نقدس الصليب لأنه أعظم علامة لمحبة الله لنا. أما موضوع هذه المحبة فيتلخص في سقوط الإنسان في الخطية بغواية إبليس، والله دبر خلاصه بالصليب بتجسده. وأصبح الصليب وسيلة للغفران والتقديس. ومتى تطهر الإنسان وتقدس أمكنه أن يتعايش مع الله القدوس في سمائه في الحياة الأخرى. وهي حكمة الله أن يتمم خلاص العالم بالصليب كما معلمنا بولس "الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (رسالة كورنثوس الأولى 8،7:2). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) والصليب بهذا الخلاص يحمل أسراراً كثيرة لقوة الله، إذ به هزم الشيطان والموت والخطية والهاوية والعبودية؛ وهذا سبب محبتنا للصليب وتقديسنا له. بل إن الصليب له أهمية كبيرة في حياتنا، وعلامته وقوته تفارقنا ليلاً ونهاراً. إذ نحن لا نبدأ عملاً إلا برشم الصليب ونرشم علامته على ما نأكله وما نشربه. ونرشمه قبل ومنا وعند استيقاظنا. ونرشمه لحلول البركة ولطرد الشياطين والأفكار الشريرة وإخماد الشهوات والميول الشريرة والإنفعالات الخاطئة، ولإبطال مفعول السموم والميكروبات التي لا نعرف مصدرها، ونشربه في مواجهة المخاطر والأماكن الموحِشة. والصليب في عمومه منهج لحياتنا في إحتمال الآلام والمضايقات والإضطهادات. ويعتبر مصدراً للتعزية وبلسماً لنا في كل هذه. وبقدر ما نتأمل في الصليب بقدر ما تنكشف أعماق محبة الله لنا وتزداد محبتنا له. لذلك نحن نمجد الصليب ونتمسك به وندقه على أيدينا ونلبسه على صدورنا ونضعه على قبورنا وهو علم كنائسنا. وكل البركات والنعم الموجودة في الصليب ينالها المؤمن بالإختبار والممارسة بإيمان. ومن يدركها لا يسعه إلا أن يقول مع معلمنا بولس "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (1كو24،23:1). وتقديسنا نحن للصليب يشبهه تقديس أفراد مجتمعنا للكعبة المشرفة، إذ يرون فيها عملاً إلهياً وبركة مقدسة. لذلك يطوفون حولها ليأخذوا بركتها وينالوا رضوان الله. وهم يفتخرون بالكعبة كشيء مقدس ولربما يتزين البعض منهم بأشكال ذهبية أو فضية لها كما نتزين نحن المسيحيين بأشكال الصليب.هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا. ويبدو أن كل أصحاب عقيدة لهم رمز حسّي يربطهم بالله، يقدسونه لأنه يرمز إلى عمل عظيم عمله الله معهم، وإن كان هذا الرمز ينال التكريم والتقديس إلا أن العبادة لا تُقدَّم له بل لله وحده. ومن الجدير بالذكر أن جميع الناس في العالم بغض النظر عن دينهم، عندما يقوم أحد بحسدهم أو بالحقد عليهم، على الفور يبحث الشخص عن خشب ويقول: "إمسك الخشب" أو "Touch wood" أو ‘Knock on wood’.. وما هو قيمة الخشب إلا أنه مادة الصليب المقدس، وبه يسعى الشخص للخلاص من الحسد عن طريق المجئ للصليب.. وتحوَّر هذا الأمر، ويعمله الكثيرون بدون فهم... لذلك وإن كان الصليب أصلاً من الخشب، والكعبة هي من الحجر لذلك فتعبير خاطئ أن يُقال إن هؤلاء يعبدون خشبة، وأولئك يعبدون حجراً! ولكن التعبير السليم أن كلاً منهم يقدس ما يعتقد فيه. |
||||
23 - 11 - 2012, 05:20 AM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لماذا تصرون على أن الموت كان بالصليب؟!
الإجابة: ليس هو إصرار بل هو حقيقة بدليل أن الصليب عَلَم جميع المسيحيين في كل أرجاء العالم. وقد كان الموت بالصليب بالذات لأسباب: أولها: أن ميتة الصليب تحاصر كل كيان الجسد من الرأس من فوق إلى أخمص القدمين من تحت، ومن أقصى طرف الذراع اليمنى إلى أقصى طرف الذراع اليسرى، مما يعني صلب جسد الخطية بكليته ليستوفي قصاصه. ثانياً: لأن الذي يموت على الصليب يكون مرفوعاً عليه، وعلى مرأى من كل عين، حيث يكون الصليب عادى في مكان مرتفع، وبذلك يكون موته ظاهراً حتى يصير خلاصاً مُعلناً لكل البشر. ثالثاً: لإمكان الربط بين الأحداث العظيمة العتيدة أن تحدث وبين شخص المسيح المعلق على الصليب والظاهر أما الجميع وذلك لإظهار مجد لاهوته. وهذا قد تم فعلاً؛ إذ عندما أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض والصخور تشققت، انفتحت بصيرة اللص اليمين على حقيقة المصلوب وناداه قائلاً: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك". كذلك قائد المائة الوثني الذي طعنه بالحربة قال: "حقاً هذا كان ابن الله". رابعاً: لإظهار كمال صفاته الإلهية، لأنه بالصليب برهَن على محبته اللامتناهية حيث قدَّم أقصى ما يمكن تقديمه من بذل الذات، كما ظهر اتضاعه بقبوله موت الصليب الذي كان أشنع ميتة إذ كان وسيلة قتل المجرمين، وكذلك رحمته الواسعة في مغفرة الخطية بغفرانه للص الذي أعلن إيمانه به.وأيضاً قداسته الكاملة بصفحه ومسامحته للذين جدَّفوا عليه، وتوكيده لكمال ذاته الإلهية بتوافق مشيئته بالتمام مع مشيئة الآب في قبوله الصليب، وإعلانه أنه الحق وهو على الصليب بترجمة كل تعاليمه من مسكنة الروح والوداعة والرحمة والنقاوة وصنع السلام واحتمال الآلام وقبول التعيير إلى سلوك واقعٍ حيٍ. وإذ أعلن أنه الحق صار نوراً هادياً ومرشداً للعالم بأقواله وأعماله معاً. وإن كانت هذه كلها هي ثمار الصليب، فليست هناك أسباب أمجد من هذه ليكون الصليب وسيلة الخلاص. |
||||
23 - 11 - 2012, 05:20 AM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
عظات رائعة
عظات عيد الصليب - لأبونا أنطونيوس عبد المسيح عشية عيد الصليب 18 مارس 2008 عشية عيد الصليب 27 سبتمبر 2008 السامرية عند الصليب - للقمص تادرس يعقوب ملطي عيد الصليب - للقمص بيشوي كامل عظات ابونا بيشوى كامل عن الصليب الصليب والحرية - لنيافة الأنبا موسى عظات البابا شنوده الثالث عن الصليب اذكرونى فى صلاتكم منقول للامانة |
||||
23 - 11 - 2012, 05:21 AM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
وقصة وصول قطعة من الصليب إلى كنيسة دمياط في السابع عشر من شهر توت من كل عام قبطي يحتفل القبط والأثيوبيون , بعيد الصليب المجيد - و تحتفل به الكنيسة اللاتينية في الثالث من مايو – وهو يمثل اليوم الذي عثر فيه علي صليب السيد المسيح , والذي علق فوقه في العام الثالث والثلاثين أو الرابع والثلاثين لميلاده الزمني من العذراء مريم , وظل مطموراً بفعل اليهود , الذين أصدر زعماؤهم أمراً إلي كل الشعب , بأن كل من لديه قمامة , أو كناسة , فليلق بها إلي حيث المكان الذي به صليب المسيح , وذلك ليخفوا معالم الصليب , القبر المقدس , الذي كانت تجري منه آيات الشفاء والعجائب , مما أزعج اليهود وقض مضاجعهم 000 وبمرور الزمن صار المكان تلاً عالياً 0 وذكر المؤرخون أن الإمبراطور الروماني هادريان Hadrian 117 – 138 م أقام علي هذا التل , في عام 135م هيكلاً للزهرة Venus ( الألهة الحامية لمدينة روما ) ومن بين من ذكروا هذه الرواية , البروفيسور الدكتور جاكسون في كتاب له , كما ذكرها هانز ليتسمان في كتابه (تاريخ الكنيسة القديمة) الجزء الثالث , الجزء الخامس 0 وقد تم الكشف علي الصليب المجيد , بمعرفة الملكة القديسة هيلانة , أم الإمبراطور قسطنطين 0 وكان ذلك في عام326 لميلاد المسيح , ويوافق سنة 42 للشهداء الأطهار 0 اشتاقت الملكة هيلانـة ( 247 – 327 ) إلي أن تعرف مصير الصليب المقـدس , الذي صلب عليه المسيح له المجد , وقيل أنها رأت في منامها حلماً , أنبأها بأنها هي التي ستكشف عن الصليب 0 وقد شجعها ابنها الإمبراطور قسطنطين , علي رحلتها إلي الأراضي المقدسة , وأرسل معها قوة من الجند قوامها ثلاثة آلاف جندي ليكونوا في خدمتها , وتحت طلبها , هناك في أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف المدينة , البالغ من العمر ثمانين عاماً 0 وأبدت له وللشعب رغبتها , فأرشدها إلي رجل طاعن فيالسن , من أشراف اليهود ويسمي يهوذا , وكان خبيراً بالتاريخ والأحداث , والأشخاص , وبالأماكن 0 فاستحضرته الملكة وسألته عن صليب المسيح 0 فأنكر في مبدأ الأمر , معرفته به , وبمكانه 0 فلما شددت عليه الطلب 0 وهددته ثم توعدته إن لم يكاشفها بالحقيقة , فاضطر إلي أن يرشدها إلي الموضع الحقيقي للصليب , وهو كوم الجلجسة , وهو بعينه المكان الذي تقوم علية الآن كنيسة القيامة بالقدس القديمة 0 أمرت الملكة هيلانة في الحال بإزالة التل , فانكشفت المغارة 0 وعثروا فيها علي ثلاثة صلبان , وكان لابد لهم أن يتوقعوا أن تكون الصلبان الثلاثة : هي صليب المسيح يسوع , وصليب اللص الذي صلب عن يمينه , وصليب اللص الذي صلب عن يساره 0 وقد عثروا كذلك علي المسامير , وعلي بعض أدوات الصلب , كما عثروا علي اللوحة التيكانت موضوعة فوق صليب المخلص , ومكتوب عليها – يسوع الناصري ملك اليهود – ويبدو أن هذه الصلبان الثلاثة كانت في حجم واحد , وشكل واحد , أو متشابهة , حتى أن الملكة ومن معها عجزوا عن التعرف علي صليب المسيح يسوع من بينها 0 ويروي المؤرخ زوسيموس وكذلك المؤرخ روفينوس في كتابه تاريخ الكنيسة 0 أن الملكة استطاعت بمشورة الأسقف مكاريوس , أن تميز صليب المسيح 0 بعد أن وضعت الصلبان الثلاثة , الواحد بعد الآخر , علي جثمان رجل ميت , فحدثت المعجزة وقام الميت علي الفور عندما لمسة صليب المسيح 0 فأحنت الملكة رأسها إكراماً , وتكريماً للصليب المقدس , وغلفته بالذهب الخالص , ولفته بالحرير , ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم 0 وشهد بذلك أيضاً أمبروسيوس رئيس أساقفة ميلانو في سنة (340 – 397م ) والقديس يوحنا ذهبي الفم وغيرها من أباء الكنيسة 0 ثم أنشأت الملكة هيلانة علي مغارة الصليب , والقبر كنيسة القيامة , ووضعت فيها الصليب المجيد 0 وأرسلت إلي القديس أثناسيوس ليدشن الكنيسة فذهب ودشنها في احتفال عظيم عام 328 للميلاد , ولا تزال مغارة الصليب قائمة في كنيسة القيامة إلي الآن , ويراها كل من يزور الأماكن المقدسة 0 اختفاء الصليب 1- سقوطه في يد الفرس وظل الصليب قائماً في كنيسة القيامة , إلي أن أستولي ملك الفرس كسري Chosrots الثاني 590 – 628م عليأورشليم عام 614م 0 وهدم كنيسة القيامة , ونقل الصليب معه إلي بلاد الفرس , في مايو – أيار لسنة 614م 0 ويقول المؤرخون : أن الفرس دفنوا الصليب في حفرة , في بستان مقابل قصر الملك , بعدما قتلوا الشماسين اللذين أمرهما الملك بحمل الصليب إلي البستان , وذلك حتى يخفوا معالم الصليب , ولكن شاء الله أن تشهد ذلك , فتاة صغيرة ابنة كاهن , كانت قد سباها الملك , وأقامها في بيته . وفي عهد هرقل Heraclius إمبراطور الروم (610 – 641م ) استرد الروم هيبتهم , واستردواالممتلكات التي أخذها الفرس منهم , ومن بينها عود الصليب (622 – 630م ) حيث أخرجوه , بإرشاد تلك الفتاة من الحفرة التي ظل فيها نحو أربع عشرة سنة 0 وكان ذلك في عام 629 لميلاد المسيح 0 وقال المؤرخون أن هرقل أراد أن يرد الصليب إلي كنيسة القيامة , وأن يحمله , إليها بنفسه , فلبس حلته الملكية , وتوشح بوشاحه الإمبراطوري , ووضع علي رأسه تاجه الذهبي , المرصع بالأحجار الكريمة ثم حمل الصليب علي كتفه , ولما اقترب من باب كنيسة القيامة , ثقل عليه الصليب إلي درجة كبيرة , ولم يستطع أن يخطو عتبة الكنيسة , فحار في الأمر , وحينئذ تقدم إليه أحد الكهنة وقال : أذكر أيها الملك أن مولاك دخل إلي هذا المكان حاملاً الصليب , وعلي هامته المقدسة إكليل من الشوك , لا إكليل من الذهب 0 فيلزم أن تخلع تاجك الذهبي , وتنزع عنك وشاحك الملكي , ليتسنى لك الدخول فرضخ الملك للنصيحة وفعل كما قال له الكاهن فأمكنه حينئذ أن يدخل الكنيسة في سهولة ويسر وكأنه يحمل حمل هيناً وخفيفاً , وحسب ذلك اليوم عيداً للصليب 0 ولذا تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعدين للصليب أولهما في 17 من توت , والثاني في 10 من برمهات 0 الأول هو عيد ارتفاع الصليب وتكريس كنيسته , والثاني هو عيد ظهور الصليب واكتشافه 0 2- نقله إلي القسطنطينية : تذكر المصادر العلمية , أن الصليب المقدس نقل بعد ذلك إلي القسطنطينية , وأودع في كنيسة القديسة صوفية , التي تحولت إلي جامع أيا صوفيا بإسطنبول , في عهد محمد الثاني الفاتح (1429 – 1481م ) 0 3- اختفاء أجزاء الصليب منذ حرب الأيقونات : حيث حدثت حرباً عواناً , استغرقت أكثر من قرن وذلك في القرن الثامن الميلادي , في أيام فيليب باردان (711 – 713م ) حيث أزال رسومات الأيقونات من كنيسة أجيا صوفية , ومن بينها خشبة الصليب التي اختفت بعدها 0 ومنذ سنة 1400م اكتشفت قطعتان ضمن قطع الصليب في كنيسة بإيبارشية فرنسا القبطية( الحالية) وتم تقديم قطعة منها إلي قداسة البابا شنوده الثالث لتكون بالمقر البابوي بالقاهرة . أما الثانية فهاك قصتها : استحضار قطعة من خشبة صليب المسيح إلي دمياط كيف وصلت قطعة من صليب المسيح إلي دمياط ؟ كان قد حضر إلي القاهرة الأنبا جوانس ماريا رئيس الأساقفة بمدينة فينسيا مع مساعده المونسنيور إيجينوس في 26 مارس 1974م وصحبهما قداسة البابا إلي دير الأنبا بيشوي حيث قام بسيامتهما رهباناً أرثوذكسين بعدما تنازلا عن درجاتهما الكهنوتية السابقة , وسمي الأول باسم الراهب مرقص والثاني باسم الراهب أثناسيوس 0وقاما بعد ذلك بزيارة بعض الإيبارشيات 0 زيارتهما لدمياط ووعدهما بالصليب : قاما بزيارة مدينة دمياط مصطحبينأحد الأساقفة , في تلك السنة عينها , وقاما بزيارة كنائس المدينة والتبرك بجسد مارسيدهم بشاي , حيث تقابلا مع كاهن الكنيسة , ولما علم انهما مغرمين بالأيقونات القديمة , أهداهما ثلاثة أيقونات , واحدة كانت لديه شخصياً , والأخري من السيدة مرجريت قسيس , وايقونة ثالثة متاكلة من مخلفات كنيسة السيدة العذراء القديمة 0 ولما أرادا أن يبادلاه الهديـة , عرضا عليـة أن يختـارأحـد شيئيـن + إمـا شعر يوحنـا المعمـدان داخـل أنبـوبة خشبيــة 0 + أو قطعة من صليب المسيح داخل حامل مشغول 0 فاختار الثانية , غير أنه كان لابد من سفر أحد لاستلام هذه الهدية وفي يوم الأحد 2 يونية سنة 1974م تمت سيامة الأنبا مرقس أسقفاً علي فرنسا ومرسيليا , والأنبا أثناسيوس خوري ابيسكوبوس علي مدينة باريس وفي أواخر شهر سبتمبر سنة 1974م سافر الأثنان إلي مقرهما حيث تم تجليسهما 0 حضورهما إلي القاهرة واستقبال نيافة الأنبا بيشوي لهما وكان منتظراً حضور صاحبي النيافة من فرنسا إلي مصر في عيد الصليب المجيد في 27/9/1975 حسب وعدهما0 وفي مساء السبت 26/9/1975 حضرا لزيارة الكنيسة الأم , وكان في استقبالهما نيافة الحبر الجليل جزيل الاحترام الأنبا بيشوي الذي اصطحبهما لزيارة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة , فقدما له هدية , هي قطعة من الصليب المقدس مع الوثائق الرسمية الخاصة بها 0 ثم قدما قطعة صغيرة من الصليب لنيافة الأنبا بيشوي وهي التيوعدانا بها 0 حضورهما إلي دمياط : بعد قليل اصطحبهما نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي إلي دمياط في عشية يوم الخميس 6/11/1975م , حيث عمل احتفالاً كبيراً بالكنيسة , ودشنت المقصورة المعدة لحفظ قطعة الصليب المقدسة وفي اليوم التالي اشتركا في صلاة القداس مع نيافة الأنبا بيشوي وكهنة الكنيسة 0 وكان لهذا الاحتفال ذكريات قديمة , منذ أيام استشهاد القديس مار سيدهم بشاي الذي كان يحب الصليب جداً , وقد علق الأشرار صليباً من خشب علي جسده طوال فترة استشهاده , كما أنه ظهر صليب من نور علي مقبرته بعد استشهاده وظل مدة طويلة – وصدر فرماناً من السلطان العثماني برفع الصليب في دمياط أثناء الاحتفال جهاراً بدفنه , وطاف المسيحيون بهذا الصليب في كل المدينة , وبعدها رفع في كل بلاد القطر 0وهااليوم يحضرون له جزء من نفس صليب السيد المسيح ليوضع بجانبه في كنيسة السيدة العذراء 0 قصة هذه القطعة من الصليب : قال نيافة الأنبا مرقص ( أما عن هذه القطعة التي في حوزتي فقد نقلها الكابتن البحار"مُلخيو ترينزان " إلي فينسيا ) حيث كانت وديعة لدي عائلة نبيلة , سلمتها في 29 أبريل عام 1513 إلي حوزة البطريرك أنطوان بونتاروفي بطريرك فينسيا , ومن ثم آلت في 3 يونيو سنة 1838م إلي الكاردينال جاك مونيكو بطريرك فينسيا 000 ثم إنتقلت بعد ذلك إليالكاردينال جان بيتر بطريرك فينسيا أيضاً , إلي أن أصبحت في 20 ابريل عام 1912 في حوزة البطريك بيرونتوني أسقف ( جيراس) الذي أعطاها للبطريرك الأسباني ( جوزيف ماري جارسيا لاجريرا) أسقف ( فالنس ) في أسبانيا 0 ويضيف نيافته ( ونظراً للروابط الوثيقة بيني وبينه فقد قام هذا الأخير بإهدائها إليٍَِِ في 17 أكتوبر عام 1970 وها أنا أهديها بدوري إلي دمياط 0 من تحت طعنة الحربة حضر أحد الأخوة المباركين إلى دمياط في صحبة بعض الأقارب و الأصدقاء و معهما امرأة متوفى زوجها و بها أرواح شريرة و كان الكاهن قد اخرج قطعة الصليب المباركة لينالوا بركاتها حسب طلبهم فما كان من المرأة أن صرخت و ارتمت على الأرض و هي تقول: أتخنقنا ارفع الصليب عنى أنها نور و نار دى خطيرة من تحت طعنة الحربة و ظلت تقول هكذا حتى استفاقت و هي تقول خرجوا ثم انصرفت بسلام تشكر الله . |
||||
23 - 11 - 2012, 06:04 AM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
بقلم :قداسة البابا شنودة الثالث كيف تحمل صليبا؟ و ما المعانى اللاهوتية للصليب؟ تعيد الكنيسة فى 17 توت (27 سبتمبر) يوم ظهوره للملك قسطنطين، و فى يوم 10 برمهات (19 مارس) يوم عثور الملكة هيلانة على خشبة الصليب المقدسة. ونحن نريد اليوم ان نتكلم عن الصليب بمعناه الروحى، و عن أهمية الصليب و بركته فى حياتنا. الصليب هو مشقة نتحملها من أجل محبتنا لله أو محبتنا للناس، لأجل الملكوت عموما. الصليب هو الباب الضيق الذى دعانا الرب الى الدخول منه (مت 7 : 13).. وقال لنا فى العالم سيكون لكم ضيق (يو 16 : 33) و تكونوا مبغضين من الجميع لأجل اسمى (مت 10 : 22). بل تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله (يو 16 : 2) لو كنتم من العالم، لكان العالميحب خاصته..ولكن لأنكم لستم من العالم، لذلك يبغضكم العالم (يو 15 : 19) و هكذا كان القديس بولس الرسول يعلم "انه بضيقات كثيرة ينبغى ان ندخل ملكوت الله" (أع 14 : 22) فإن حملت صليبا، إقبل ذلك بفرح بسبب ما سوف تناله من أكاليل، إن كنت لا تشكو ولا تشك. أنواع كثيرة من الصلبان سوف تواجهك منها الجهاد و الاحتمال و الصبر و منها التعب فى الخدمة و فى التوبة، و ايضا إحتمال التأديب من الله و من الاباء.... فلا تتذمر كلما حملت صليبا. ولا تظن ان الحياة الروحية لابد أن تكون سهلة، و طريقها مفروش بالورود و إلا فعلى أى شىء سوف تكافأ فى الابدية؟ و ايضا ما معنى كلام الرب عن الباب الضيق (مت 7 : 13).. كيف تحمل الصليب عمليا؟ 1- الصليب هو علامة حب و بذل و تضحية و فداء تحمله كلما تعبت لاجل ممارسة هذه الفضائل. حاول ان تتعب من أجل إراحة غيرك و من أجل انقاذه و خدمته و ثق ان الله لا ينسى تعب المحبة بل كل واحد سياخذ اجرته حسب تعبه (1 كو 3 : 8) تدرب ان تعطى مهما بذلت و تحملت و ضحيت..و تدرب ان تعطى من اعوازك كما فعلت المرأة المطوبة (لو 21 : 4) غتعب فى خدمتك بمقدار تعبك يظهر حبك و بذلك تظهر تضحيتك. 2- الصليب ايضا علامة الم و احتمال: الالام العظيمة التى احتملها السيد من اجلنا سواء الام الجسد التى قال عنها ثقبوا يدى ورجلى و احصوا كل عظامى او الام العار التى احتملها من اجلنا فى سرور اى و هو مسرور بخلاصنا. لهذا قال عنه الرسول من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزى (عب 12 : 2) ما اعظم الاحتمال بسرور, انه درس لنا وانت تحمل صليبا أن كنت من اجل الرب تحتمل ضيقته او من اجل بركينالك اضطهاد او من اجل ذلك تصاب بمرض او ضعف، كذلك ان كنت تحتمل متاعب الناس دون ان تنتقم لنفسك بل تحول الخد الاخر و تمشى الميل الثانى ولا تقاوم الشر (مت 5 39 - 42) بل تصبر و الصبر صليب..سواء كان احتمالك و صبرك فى محيط الاسرة او فى مجال الخدمة او فى نطاق العمل. 3- و تحمل صليبا ان كنت تصلب الجسد من الاهواء (غل 5 : 24). فتبذل كل جهدك لكى تصلب رغبة او شهوة و تنتصر على نفسك و تصلب فكرك كلما اراد ان يشرد بك، كلما تضبط حواسك و تلجم لسانك و تقهر ذاتك و تمنع جسدك عن الطعام محتملا الجوع مبتعدا عن كل طعام شهى و عن كل لذة جسدية و عن محبة المال. 4- و تحمل صليبك فى انكار ذاتك بأخذ المتكأ الأخير : و بعدم السعى وراء الكرامة و بتنازلك عن حقوقك، و عدم أخذ حقك فى الأرض و بتفضيل غيرك على نفسك فى كل شى بالمحبة التى لا تطلب ما لنفسها ( 1 كو 13: 5) و بالتواضع و الزهد و البعد عن المديح و الكرامة. 5- و تحمل صليبك بأن تحمل خطايا الاخرين فهكذا فعل السيد المسيح. لا مانع ان تحتمل ذنب غيرك و تعاقب عنه بدلا منه او تحتمل مسؤليات غيرك و تقوم بها عوضا عنه. و كما قال القديس بولس لفليمون عن أنسيموس "إن كان قد ظلمك بشىء او لك عليه دين فإحسب ذلك على ..انا اوفى" (فل 18 ، 19) .. على قدر إستطاعتك إشترك فى آلام الاخرين و إرفعها عنهم و كن قيروانيا تحمل صليب غيرك. معانى لاهوتيه للصليب: 1- نتذكر محبة الله لنا الذى من اجل خلاصنا قبل الموت عنا "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه و الرب وضع عليه إثم جميعنا" ( اش 53 : 6 ). حينما نرشم الصليب نتذكر " حمل الله الذى حمل خطايا العالم كله" يو 1 : 29 ، 1 يو 2 : 2. 2- وفى الصليب نذكر خطايانا. خطايانا التى حملها على الصليب، التى من أجلها تجسد و صلب... و بهذا التذكر نتضع، و نسحق نفوسنا، و نشكر على الثمن الذى دفع لأجلنا لأنكم اشتريتم بثمن (1 كو 6 : 20). 3- و فى الصليب نذكر العدل الالهى: كيف ان المغفرة لم تكن على حساب العدل، بل إستوفى العدل الالهى حقه على الصليب فلا نستهن بالخطيه التى ثمنها هكذا. 4- و في رشمنا للصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب إن الذين يأخذون الصليب بمجرد إعلانها الروحي، داخل القلب، دون أية علامة ظاهرة لا يظهرون هذه التبعية علناً، التي نعلنها برشم الصليب وبحمل الصليب على صدورنا. وبتقبيل الصليب أمام الكل، وبرشمه على أيدينا، وبرفعه على أماكن عبادتنا. إننا بهذا كله، إنما نعلن إيماننا جهاراً، ولا نستحي بصليب المسيح أمام الناس، بل نفتخر به، ونتمسك به، ونعيد له أعياداً .. ونتمسك به .. حتى دون أن نتكلم. مجرد مظهرنا يعلن إيماننا.. 5- ونحن لا نرشم الصليب على أنفسنا في صمت، إنما نقول معه باسم الآب والأبن والروح القدس. وبهذا نعلن في كل مرة عقيدتنا بالثالوث القدوس الذي هو إله واحد إلى الأبد آمين. وهكذا يكون الثالوث في ذهننا باستمرار، الأمر الذي لا يتاح للذين لا يرشمون الصليب مثلنا. 6- وفي رسم الصليب أيضاً نعلن عقيدتي التجسد والفداء: فنحن حين نرشم الصليب من فوق إلى تحت، ومن الشمال إلى اليمين، ومن الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، وما أكثر التأملات التي تدور بقلوبنا وأفكارنا من رشم علامة الصليب. 7- وفي رشم الصليب نذكر المغفرة: كيف أن خطايانا غفرت على الصليب. وكيف أن السيد خاطب الآب السماوي قائلاً (وهو على الصليب) "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".. 8- وفي رشمنا للصليب تعليم ديني لأولادنا ولغيرهم: كل من يرشم الصليب، حينما يصلي، وحينما يدخل إلى الكنيسة، وحينما يأكل، وحينما ينام، وفي كل وقت، إنما يتذكر الصليب، وهذا التذكر مفيد روحياً ومطلوب كتابياً. وفيه أيضاً تعليم للناس، إن المسيح قد صلب، وتعليم بالذات لأولادنا الصغار الذين يشبون من صغرهم على الصليب. 9- وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته. وهذه وصية الرب لنا أن نبشر بموته "الذي لأجل فدائنا" "إلى أن يجئ" (1كو : 26:11).. ونحن برشم الصليب نتذكر موته كل حين ونظل نتذكره الى أن يجئ. ونحن نتذكر في سر الإفخارستيا. ولكن هذا السر لا يقام في كل وقت، بينما الصليب يمكن أن نرشمه في كل وقت متذكرين موت المسيح عنا... 10- وفي رشمنا للصليب، نتذكر أن عقوبة الخطية موت: لأنه لولا ذلك ما مات المسيح. عنا على الصليب وأعطانا الحيا يا أبتاه اغفر لهم" (لو 34:23). 11- وفي رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا: نتذكر أن الصليب ذبيحة حب. لأنه " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3).. ونتذكر أن " الله بين محبته لنا، لأننا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.. وصولحنا مع الله بموت ابنه" (رو 8:5).. في الصليب نتذكر محبة الله لنا، لأنه "لا يوجد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 13:15). 12- ونحن نرشم الصليب لأنه يمنحنا القوة: القديس بولس الرسول يشعر بقوة الصليب هذه فيقول "به صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 14:6). ويقول أيضاً "إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة. وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1كو 18:1). لاحظوا هنا أنه لم يقل أن عملية الصليب هي قوة الله. إنما قال أن مجرد كلمة الصليب هي قوة الله. لذلك نحن حينما نرشم الصليب، وحينما نتذكر الصليب، نمتلئ قوة لأننا نتذكر أن الرب بالصليب داس الموت، ومنح الحياة لكل الناس، وقهر الشيطان وغلبه، ولذلك.. 13- نحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه: كل تعب الشيطان منذ حارب آدم الى آخر الدهور. ضاع على الصليب، إذ دفع الرب الثمن، ومحا جميع خطايا الناس بدمه . لمن لا يؤمنون ويطيعون. لذلك فإن الشيطان كلما يرى الصليب، يرتعب متذكراً هزيمته الكبرى وضياع تعبه، فيخزى ويهرب. وهكذا كان أولاد الله يستخدمون باستمرار علامة الصليب باعتبارها علامة الغلبة والانتصار، أو هي قوة الله. فمن جهتنا نمتلئ قوة من الداخل، أما عن العدو في الخارج فهو يرتعب.. وكما كانت ترفع الحية النحاسية في القديم شفاء للناس وخلاصاً من الموت، هكذا رفع رب المجد على الصليب (يو 14:3). وهكذا علامة الصليب في مفعولها. 14- ونحن نرشم علامة الصليب فنحن نأخذ بركته: كان الصليب في العهود القديمة علامة اللعنة والموت بسبب الخطية. ولكن على الصليب حمل الرب كل لعناتنا، لكي يمنحنا بركة المصالحة مع الله (رو 10:5). وبركة الحياة الجديدة، ولذلك فكل نعم العهد الجديدة مستمدة من الصليب. لذلك استخدم رجال الإكليروس هذا الصليب في منح البركة إشارة الى أن البركة لا تصدر منهم شخصياً. إنما من صليب الرب الذي ائتمنهم على استخدامه في منح البركة، ولأنهم يستمدون كهنوتهم من كهنوت هذا المصلوب، وكل بركات العهد الجديد نابعة من صليب الرب وفاعليته. 15- لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية نستخدم فيها الصليب. لأنها كلها نابعة من استحقاقات دم المسيح على الصليب. فلولا الصليب ما كنا نستحق أن نقترب الى الله كأبناء في المعمودية. وما كنا نستحق التناول من جسده ودمه في سر الإفخارستيا (1كو 26:11). وما كنا نستطيع التمتع ببركات أي سر من أسرار الكنيسة. 16- ونحن نهتم بالصليب لنتذكر الشركة التي لنا فيه: نتذكر قول القديس بولس الرسول "مع المسيح صلبت.. فـحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" (غل 20:2). وقوله أيضاً "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته" (في 10:3). وهنا نسأل أنفسنا متى ندخل في شركة آلام الرب ونصلب معه؟. وهنا نتذكر اللص الذي صلب معه، فاستحق أن يكون في الفردوس معه، ولعله صار في الفردوس يغني بالأغنية التي قالها القديس بولس فيما بعد "مع المسيح صلبت".. كل أمنياتنا أن نصعد على الصليب مع المسيح ونفتخر بهذا الصليب الذي نذكره الآن كلما تلامس مع حواسنا. 17- ونحن نكرم الصليب، لأنه موضع سرور الآب: الآب الذي تقبل المسيح على الصليب بكل سرور كذبيحة خطية، وكمحرقة أيضاً "رائحة سرور للرب" (لا 17،13،5:1). وقال أشعياء النبي في ذلك "أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن" (أش 10:53). إن السيد المسيح أرضى الآب بكامل حياته على الأرض، ولكنه دخل ملء هذا الإرضاء على الصليب، حيث "أطاع حتى الموت، موت الصليب" (قي 8:2). ففي كل مرة نننظر الى الصليب نتذكر كمال الطاعة، وكمال الخضوع لكي نتمثل بالسيد المسيح في طاعته، حتى الموت. وكما كان الصليب موضع سرور للآب، كان هكذا أيضاً بالنسبة الى الابن المصلوب الذي قيل عنه "من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي" (عب 2:12). وهكذا كان ملء سرور المسيح في صلبه. ليتنا نكون هكذا. 18- وفي الصليب نخرج إليه خارج المحلة، حاملين عاره (عب 12:13). بنفس شعورنا في أسبوع الآلام.. ونذكر في ذلك ما قيل عن موسى النبي "حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر" (عب 26:11). وعار الميح هو صلبه وآلامه. 19- وعلى الصليب نذكر الخلاص الذي ناله اللص المصلوب مع الرب: هذا الأمر يعطينا رجاء عجيباً. كيف أن انساناً أمكن أن يخلص في الساعات الأخيرة من حياته على الأرض، ويتلقى وعداً بالدخول الى الفردوس. كيف أن الرب بتأثيره الروحي على هذا اللص، استطاع أن يجذبه اليه، ويذكر له ايمانه واعترافه، ولا يذكر له شيئاً من خطاياه السابقة. ما أعظمه رجاء تم على الصليب. 20- نحمل صليب المسيح الذي يذكرنا بمجيئه الثاني: كما ورد في الانجيل عن نهاية العالم ومجئ الرب "وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء (أي الصليب).. ويبصرون ابن الانسان آتياً على سحاب السماء.. " (مت 30:24). فلنكرم علامة ابن الانسان على الأرض، مادمنا نتوقع علامته هذه في السماء في مجيءه العظيم. |
||||
23 - 11 - 2012, 06:05 AM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
المسيحيـة والصليب : (للمتنيح الأنبا يؤأنس أسقف الغربية )
تقديم : المسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما وحينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين .. ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها ... لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ، والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر ... والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال .. لكن للصليب وجهين : وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالثانى مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات .. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين ... بالنسبة للمؤمن المسيحى ، فإن الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 2 ، 3 ) . ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستأهلوا أفراح القيامة ... هذا بينما عثر البعض فى الصليب ، وآخرون رفضوا حمله ، فألقوه عنهم .. ولم يكن مسلك هؤلاء وأولئك سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ، 24 ) . + + + |
||||
23 - 11 - 2012, 06:05 AM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لماذا الصليب ؟
صليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها .. حوله يدور كل فكر العهد الجديد ، وفيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيحية وشعارها ومجدها .. وبقدر ما ينكر الملحدون وغير المؤمنين صفته الكفارية ، فإن المؤمنين المسيحيين يجدون فيه سر النعمة التى يقيمون فيها ، بل ومفتاح أسرار ملكوت السموات .. والمعروف عن الصليب أنه عار ، لكن للصليب مجا .. ومجد الصليب كعاره تماما . فالتأمل فى عار الصليب ، هو رؤية مجده .. هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول : " إن كلمة الصليب عند العالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله " ( 1 كو 1 : 18 ) . إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد المسيح الذى علق عليه .. وحينما نتحدث عن الصليب فإنما نشير حتما إلى موت المسيح . وحينما نذكر موت المسيح فواضح أن صليبه وارد أيضا فيه .. لذا فلا غرابة إن رأينا أسفار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالكلام عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب . كان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ، 4 ) .. وعلى نحو ما كان المذبح والذبيحة هما حجر الزاوية فى عبادة العهد القديم ، كذلك الصليب وموت المسيح الكفارى ، هما حجر زاوية الإيمان فى العهد الجديد .. من أجل هذا فإن كل أسفار العهد الجديد تناولت قصة الصليب باستثناء ثلاث رسائل قصيرة هى الرسالة إلى فليمون ، ورسالتا يوحنا الثانية والثالثة . إنه أمر يدعو للدهشة فى زماننا أن توجد بشارة مفرحة فى صلب إنسان ، تماما كما حدث حينما بدأ المسيحيون الأوائل يكرزون بالمسيح مصلوبا .. كيف يكون عملا وحشيا بربريا ، وضع نهاية مخزية وحزينة لحياة الرب يسوع ، يصبح قوة ونصرة وإعلانا عن محبة الله الفائقة للبشر ؟! .. وكيف صار الصليب – وهو رمز قديم لوحشية الإنسان – ذا تأثير حضارى واسع ، استطاع أن يغير وجه العالم حينما جدد الخليقة ؟ .. . |
||||
23 - 11 - 2012, 06:06 AM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
الصليب قديما فى بعض الشعوب
هل كان الصليب آلة تعذيب انفرد بها المسيح وخصصت له . أم أنه عرف فى بعض الشعوب ؟ عرف الصليب كآلة تعذيب وعقوبة إعدام بين بعض الشعوب – غالبا الشرقية ... فلقد عرف عند الفينيقيين . وذكر عن الأسكندر الأكبر أنه حكم على ألف شخص من أهالى صور بالصلب .. وعرف عند الفرس . ( عزرا 6 : 11 ) ، وأيضا ( استير 5 : 14 ، 8 : 7 ) .. ويبدو أن هذه العقوبة عرفت عند المصريين أيضا ، ووردت فى قصة رئيس الخبازين الذى فسر له يوسف حلمه ( تك 40 : 19 ) . كما عرفت عقوبة الأعدام صلبا لدى الرومان ، وكانت غالبا قاصرة على العبيد والغرباء . أما المواطنون الأحرار فكانوا لا يعاقبون بها . كانت هذه العقوبة تنفذ فى حالة الجرائم الخطيرة كخيانة الدولة وسرقة المعابد والهرب من الجندية .. ويشهد التاريخ أن الرومان خلال ثورات العبيد صلبوا أعدادا كبيرة منهم .. ويذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لخراب أورشليم وهيكلها ، أن تيطس القائد الرومانى كان يصلب خمسمائة يهودى كل يوم !! ويبدو أن قصد الرومان من استخدام هذه العقوبة بالذات كان هو تثبيت سلطانهم فى الدولة ، ويفسر ذلك أن تنفيذ هذه العقوبة كان يتم فى مكان مكشوف ، ليكون ردعا للآخرين .. وقد ألغى الملك قسطنطين الكبير عقوبة الأعدام صلبا لأسباب دينية . ويبدو أن بنى إسرائيل عرفوا هذه العقوبة ، فقد أشير إليها فى سفر التثنية .. وعلى أن المعلق ملعون من الله ( تث 21 : 22 ) . |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن الصليب |
موضوع متكامل عن الصليب المقدس |
الصليب (موضوع متكامل) |
الصليب (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل عن الصليب |