منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 05 - 2020, 08:38 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


ويشرح القديس أغسطينوس كلمة (فصحبصخة) رابطاً بينها وبين حمل الله الذي أنقذنا من سلطان الظلمة وسيادة الموت وعَبر بنا إلى سلطان النور وقوة الحياة لملكوت مجد لا يزول، فيقول:
["بصخة" – ليست كما يظن البعض – أنها كلمة يونانية الأصل، ولكنها كلمة عبرية، ومع ذلك فإنه يوجد توافق شديد في معنى هذه الكلمة في كلتا اللغتين. فمن حيث الكلمة اليونانية د€خ±خ¸خµخ½ التي تعني: "يتألم"، فقد اعتقدوا أن كلمة "بصخة" تعني "التألم"، كما لو كان الاسم قد أُشتق من الفعل يتألم. ولكن الكلمة في لغتها الأصلية – أي العبرية – بصخة تعني العبور، لأن شعب الله كان قد احتفل بالبصخة للمرة الأولى عندما عبروا البحر الأحمر في هروبهم من مصر. والآن تم الرمز النبوي وصار حقيقة عندما سيق المسيح كحمل إلى الذبح، حتى بدمه المرشوش على قوائم أبوابنا، أي بإشارة صليبه المرسوم على جباهنا يمكننا أن ننجو من الهلاك الذي ينتظره هذا العالم، مثل إسرائيل بنجاته من عبودية المصريين وإهلاكهم. وأصح عبور نعمله هو حينما نعبر من تبعية الشيطان إلى المسيح، ومن هذا العالم غير المستقر إلى ملكوته الثابت إلى الأبد. وهكذا فإننا بكل تأكيد يستحيل علينا أن نعبر إلى الله الدائم إلى الأبد ما لم نترك هذا العالم الزائل[9].
والرسول في تمجيده لله من أجل هذه النعمة التي أنعم بها علينا يقول: "الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته" (كولوسي 1: 13)
هذا الاسم "بصخة" الذي تكلمت عنه، يُطلق عليه باللاتينية Transitus أي عبور، ويفسره لنا الإنجيلي المبارك (يوحنا) عندما يقول: "أما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم (بصخة) إلى الآب" (يوحنا 13: 1). وترون هذا أننا أمام بصخة وعبور (ينتقل). فمن أين وإلى أين نعبر؟ - من هذا العالم إلى الآب. وهكذا أُعطي الرجاء للأعضاء في رأسهم (أي المسيح رأس الكنيسة) أنهم بدون أدنى شك سوف يتبعون ذاك الذي عبر أمامهم.
وماذا عن غير المؤمنين الذين انفصلوا تماماً عن هذا الرأس وأعضائه؟ ألا يعبروا هم أيضاً، نظراً إلى أنهم لن يبقوا هنا دائماً؟
إنه من الواضح أنهم سيعبرون، ولكن هناك عبور من العالم، وعبور آخر مع العالم؛ فالعبور إلى الآب شيء، والعبور إلى العدو شيء آخر. فالمصريون أيضاً عبروا، ولكنهم لم يعبروا البحر إلى المملكة؛ بل عبروا في البحر للهلاك] [10]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:38 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


ويقول الشهيد يوستين (165م): [إن الذين خلصوا من شعب إسرائيل في مصر إنما خلصوا بدم الفصح الذي مسحوا به قوائم أبوابهم وأعتابهم، لأن الفصح كان المسيح الذي ذُبح فيما بعد! فكما أن دم الفصح خلَّص الذين كانوا في مصر، هكذا دم المسيح يحفظ من الموت الذين يؤمنون به. ولكن هل هذا يعني أنه إذا لم تكن هذه العلامة موجودة على الأبواب كان الله يُخطئ في معرفة (الذين له)؟ كلا، ولكن هذه العلامة كانت استعلاناً مسبقاً عن الخلاص الذي سيتم بدم المسيح الذي به يخلّص جميع الخطاة في كل الأمم عندما يتقبلون الصفح عن خطاياهم ولا يعودون يخطئون] [11]

ويؤكد القديس هيبوليتس (235م) نفس هذا المفهوم قائلاً: [إن الدم عندما مُسح به كعلامة صار هو السرّ القائم في ختم دم المسيح. نعم إن هذه العلامة لم تكن هي ذات الحقيقة بعد ولكنها مثال للحقيقة الآتية: أن كل الذين يأخذون هذا الدم ينطبع على نفوسهم، كما حدق وانطبع على بيوت اليهود عندما مُسحوا به كأمر الناموس، فكل الذين (أخذوا هذه المسحة) يعبر عنهم الهلاك.
فالدم كعلامة هو الخلاص، كما كانت على البيوت كذلك على النفوس، لأن النفوس بالإيمان وبالروح القدس ما هي إلاَّ بيوت (هياكل) مقدسة. هذا هو سرّ البصخة العامة (العبور) للعالم كله] [12]
============================
[1] (خروج 5: 1-3؛ 7: 16)
[2] (خروج 10: 8)
[3] (خروج 10: 26)
[4] (لوقا 9: 62)
[5] (خروج12: 1 11)
[6] (خروج12: 13)
[7] (يوحنا 8: 36)
[8] (أفسس 2: 4 و5 و10)
[9] كما ترك شعب إسرائيل مصر خلفهم وعبروا البحر إلى البرية
[10] (On the Gospel of St. John, Tractate LV)
[11] (أنظر شرح سفر الخروج – دير القديس أنبا مقار ص 238)
[12] (أنظر شرح سفر الخروج – دير القديس أنبا مقار ص 239)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:39 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

(7) ذبيحة الشكر وتمجيد الله يثرون المدعو رعوئيل أي صديق إيل (صديق الله) – وهو كاهن مديان وحمى موسى وكان يعبد الله الحقيقي إله إبراهيم،
فقد وصلت إليه أنباء انتصار شعب إسرائيل بيد الله القوية: [فسمع يثرون كاهن مديان، حمو موسى، كل ما صنع الله إلى موسى وإلى إسرائيل شعبه، أن الرب أخرج إسرائيل من مصر] [1]
و[قص موسى على حميه كل ما صنع الرب بفرعون والمصريين من أجل إسرائيل، وكل المشقة التي أصابتهم في الطريق فخلصهم الرب. ففرح ×—ض¸×“ض¸×”(ابتهج وارتاح) يثرون بجميع الخير الذي صنعه إلى إسرائيل الرب الذي أنقذه من أيدي المصريين. وقال يثرون: مبارك الرب الذي أنقذكم من أيدي المصريين ومن يد فرعون، الذي أنقذ الشعب من تحت أيدي المصريين. الآن علمتُ أن الرب أعظم من جميع الآلهة، لأنه في الشيء الذي بغوا به كان عليهم. فأخذ يثرون حمو موسى محرقة وذبائح لله، وجاء هارون وجميع شيوخ إسرائيل ليأكلوا طعاماً مع حمى موسى أمام الله – "فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله" [2] ] [3]

فنجد هنا ترتيب ذبائحي يخص الشكر: [فرح ابتهج وارتاح – بارك الله – أخذ محرقة وذبائح لله] وهذا هو طبيعة الفرح والبهجة بالرب المُخلِّص، لأنه فعل مقدم من الإنسان بدون قانون ولا حتى أمر إلهي لكنه ذبيحة النفس الفرحة بالرب إلهها التي ارتاحت بسبب عمله، فذبيحة يثرون كانت لتمجيد الله على خلاصه العظيم مع شعبه المختار، وتقدمة شكر وتسبيح من أجل الإنقاذ من الأعداء ومن كل الشدائد والضيقات التي أجتازها إسرائيل وخرجوا منها ظافرين.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:39 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس



[إليك يا رب أرفع نفسي. يا إلهي عليك توكلت فلا تدعني أخزى، لا تشمت بي أعدائي. أيضاً كل منتظريك لا يخزوا، ليخز الغادرون بلا سبب. طرقك يا رب عرفني سبلك علمني. دربني في حقك وعلمني لأنك أنت إله خلاصي إياك انتظرت اليوم كله. أذكر مراحمك يا رب وإحساناتك لأنها منذ الازل هي. لا تذكر خطايا صباي ولا معاصي، كرحمتك أذكرني أنت من أجل جودك يا رب. الرب صالح ومستقيم لذلك يُعلِّم الخطاة الطريق. يدرب الودعاء في الحق ويعلم الودعاء طرقه. كل سبل الرب رحمة وحق لحافظي عهده وشهاداته. من أجل اسمك يا رب أغفر إثمي لأنه عظيم. من هو الإنسان الخائف الرب يعلمه طريقاً، يختاره. نفسه في الخير تبيت ونسله يرث الأرض. سرّ الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم. عيناي دائما إلى الرب لأنه هو يخرج رجلي من الشبكة. التفت إليَّ وارحمني لأني وحد (منفرد) ومسكين أنا. أفرج ضيقات قلبي، من شدائدي أخرجني. أنظر إلى ذُلي وتعبي واغفر جميع خطاياي. أنظر إلى أعدائي لأنهم قد كثروا وبغضاً ظلماً أبغضوني. احفظ نفسي وأنقذني، لا أخزى لأني عليك توكلت. يحفظني الكمال والاستقامة لأني انتظرتك. يا الله أفدي إسرائيل من كل ضيقاته] [4]
=====================
[1] (خروج 18: 1)
[2] (1كو10: 31)
[3] (أنظر خروج 18: 2 – 12)
[4] (مزمور 25)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:39 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[ب – الحقبـــة الموسويـــة]
(1) ذبيحة العهد: أولاً يلزمنا أن نعرف ما معنى كلمة عهد، فكلمة عهد في العبرية בض¼ض°×¨×™×ھ – بريث: معاهدة، اتفاقية، ميثاق؛ أما في اليونانية خ´خ¹خ±خ¸خ®خ؛خ· – diatheke وتعني عهد، وصية، وتُشير إلى قرار يتعذر تغييره، لا يمكن ومستحيل تبديله أو إلغاؤه أو التراجع عنه مهما ما حدث.
ونلاحظ أن في اتفاقية العهد يوجد شريكان يقبلان عهوداً إلزامية، وهناك مادة التوثيق التي تُحفظ لقراءتها وتنفيذ بنودها بدقة أو حرفياً، وفيها شهود عيان ختموا ومضوا على بنود هذا العهد، ومن المستحيل العهد ينحل تحت أي سبب أو بند، فالعهد قانوني مُلزم، ومن خالفه يموت، وذلك ما نراه في البركات واللعنات بالنسبة لحفظ العهد أو كسره.
عموماً كانت خدمة موسى النبي الأساسية هي إقامة العهد بين إسرائيل والله، وقد تم هذا عند جبل سيناء. وأساس هذا العهد هو الطاعة. وقد جاءت الشرائع تؤيد هذا، وتعلن أنه لا قيمة لتقديم الذبائح بدون طاعة – كما سنشرح فيما بعد [1]، لذلك يقول الرب لهم على فم أرميا النبي: [لأني لم أكلم آباءكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً: أسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً] [2]
+ وبالطبع هنا واضح شرط أن يكون الله إله إسرائيل وأن يكونوا له شعباً: وهو [الطاعة] +
وهذا هو البند الرئيسي في المعاهدة أو العهد الذي أقامه الله مع إسرائيل، فهذا ما نراه حدث، فقد [جـاء موسى وأخبر الشعب بجميع كلام الرب (يهوه) وأحكامه]، ووافق عليها جميع الشعب فأجاب جميع الشعب بصوتٍ واحد: [كل ما تكلم به الرب (يهوه) نعمل بـه = آمين]، فكتب موسى جميع الأقوال (كلام الرب يهوه): [فبكر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل، ورفع أثنى عشر عموداً (كشاهد) بعدد أسباط بني إسرائيل، وأرسل فتيان (شبان) بني إسرائيل فأصعدوا محرقات (للدلالة على توثيق ما تعهدوا به وهو الطاعة) وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران. فأخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس، ونصف الدم رشه على المذبح. وأخذ كتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب. فقالوا: كل ما تكلم به الرب نفعل (نعمله) ونسمع لهُ. وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال: هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميـع هذه الأقوال][3]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:39 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس



وواضح جداً من هذه الفقرة معنى العهد وإلزام الطاعة الذي التزم به الشعب كله بلا استثناء، وقد أُقيم هذا العهد على دم توثيقاً له كختم لا ينحل، فالدم يحمل قوة الحياة، وهو كالحياة يخص الله وحده، ولذلك حرم الله بشدة سفك دم الإنسان [4]، حتى دم الذبائح لا يُمسح بل كان يُرش على المذبح، كما كان مُحرماً شرب الدم أو أكل ذبائح مخنوقة ودمها فيها [لحماً بحياته دمه لا تأكلوه، وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط.. سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه (قضائياً أي في محاكمة عادلة بحكم قاضي)، لأن الله على صورته عمل الإنسان] [5]. ولنا أن نربط بين هذا وبين قرار مجمع أورشليم للرسل الذين أرسلوه للمؤمنين من الأمم بأن: [يمتنعوا عن نجاسات الأصنام، والزنى، والمخنوق، والدم][6].

أما بالنسبة لاستخدام الدم في توثيق عهد، فلم يوجد في أي موضع آخر في العهد القديم سوى هذا الموضع، ثم في العهد الجديد في قول الرب يسوع المسيح ليلة العشاء الأخير، وهو يُقدم الكأس لتلاميذه قائلاً لهم: [أشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا] [7]

عموماً رش الدم الحامل قوة الحياة، القصد منه توثيق وتكريس وتقديس العلاقة بين طرفي العهد. فمن خلال مشاركة الله مع إسرائيل في رش الدم الذي يُمثل الحياة، على كل من طرفي العهد (المذبح لله، وعلى الشعب) يتم الارتباط السري بينهما وترتفع حياة الإنسان نحو بُعداً جديداً من العلاقة الوثيقة مع الله، لأنهم مربوطين برباط دم الصلح وإقامة عهد مقدس جداً مع الرب إلههم.

ونجد أن بعد إبرام العهد والموافقة عليه بالطاعة وتوثيقه بالدم تراءى الرب يهوه بمجده أمام الجماعة المختارة – حسب الأمر الذي أعطاه لموسى في خروج 24: 1، (ثم صعد موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل) [8]، [فرأوا الله، وأكلوا وشربوا] [9]، وهذه هي وليمة إبرام العهد، لأن ذبائح السلامة قُدمت مع ذبيحة العهد، وذبائح السلامة تستلزم الاشتراك في الأكل منها بفرح وابتهاج أمام الرب، وذلك حسب ما أوصى الله موسى في التثنية: [وتذبح ذبائح سلامة، وتأكل هناك وتفرح أمام الرب إلهك] [10]، لأن ذبيحة السلامة تُقدم لأجل الشكر على احسانات الرب التي لا تُحصى [11]، وأهمها الصلح والسلام الذي صنعه الرب مع شعبه بقبوله الدم المسفوك عن خطاياهم ورضاه بأن يرتبط معهم بعهد مقدس، ويصير لهم إلهاً وهم يصيرون له شعباً.
===========================
[1] (أنظر 1صم 15: 22)
[2] (إرميا 7: 21 – 22)
[3] (خروج 24: 3 – 8)
[4] (أنظر لاويين 3: 17، 7: 26، 17: 10 و11.. الخ)
[5] (تكوين 9: 4 – 6)
[6] (أعمال 15: 20)
[7] (متى 26: 27و28)
[8] (خروج 24: 9)
[9] (خروج 24: 11)
[10] (تثنية 27: 7)
[11] (لاويين 7: 11و12)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:40 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

(2) الذبائح في خيمة الشهادة:
لقد أمر الرب موسى بإقامة خيمة الشهادة (לض°×گض¹ض–×”ض¶×œ ×”ض¸×¢ضµ×“ض»ض‘×ھ) في البرية لتصير مركز العبادة لكل الشعب، لتكون هي المقدس ومكان سكنى الله ومقرّ لقاؤه الخاص، أي مكان حلول الرب ليتجلى وسط إسرائيل ليقيم علاقة شركة مع شعبه الذي أفرزه من كل الشعوب وصنع معه عهداً لا ينحل أو ينفك أبد الدهر، إلا لو تخلوا هم عنه بالعصيان (كما سبق ورأينا في ذبيحة العهد) فخيمة الشهادة هي البيت، بيت الرب: [فيصنعون لي مَقْدِساً (مسكناً مقدساً) لأسكن في وسطهم][1]؛ وكانت قيمة وعظمة وسرّ خيمة الشهادة (أي مسكن أو بيت يهوه وسط شعبه) في: مجد حضور الله المهوب المخوف المملوء مجداً، وسبب تقديس الأمة كلها، لأن بسبب مجد حضور الرب وسط الجماعة، صارت هي الأمة المقدسة [والآن أن سمعتم كلامي وحفظتم عهدي، فأنكم تكونون شعبي الخاص بين جميع الشعوب.. وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمه مقدسة] [2]

عموماً نجد بعد أن أعطى الله مواصفات الخيمة [3] وطريقة تصنيعها لموسى، أُقيمت الخيمة في اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الثانية لخروج بني إسرائيل من مصر، بحسب كل ما أمر به الرب (يهوه) موسى مما أدى مباشرة إلى سكناه هناك في شكل سحابة مجد عظيمة: [وضع مذبح المحرقة عند باب خيمة الاجتماع وأصعد عليه المحرقة والتقدمة، كما أمر الرب موسى.. ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء (مجد) الرب (يهوه) المسكن] [4]

وحضور الله بشكل مرئي بهذا المجد العظيم في النهار وبشكل نار في المساء [5]، يتطلب قداسة الشعب وطهارته ورفع الخطية ومحو الشرّ من قلوبهم ووسطهم، لكي يؤهلوا لحلوله الخاص وحضوره الدائم وسطهم ويقدروا على الاقتراب منه والشركة معه، لذلك ينبغي أن يحافظوا على طهارتهم ويكونوا قديسين: إني أنا الرب (يهوه) إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين (فتقدسوا وكونوا قديسين) لأني أنا قدوس ولا تنجسوا أنفسكم.. إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهاً (لأكون إلهاً لكم) فتكونون قديسين لأني أنا قدوس. [6]
ومن أجل ذلك [دعا الرب (يهوه) موسى وكلمه من خيمة الاجتماع] [7] وأعطاه تعليمات مفصلة ودقيقة بخصوص الذبائح المختلفة التي يجب تقديمها للرب في الخيمة وكانت للتكفير عن نفوسهم [لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إياه (جعلته لكم) على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يُكفَّر به عن النفس] [8]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:40 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


والذبائح الرئيسية التي أمر بها الرب موسى هي بحسب ترتيبها الإلهي، تبدأ بما يختص بمجد الله ومتطلباته الخاصة من الشعب من جهة الطاعة ليستمر لهم إلهاً، وتنتهي بحاجة الإنسان من التقديس والطهارة ليؤهل للتقرُّب من الله القدوس، لذلك تبدأ بذبيحة المحرقة وتنتهي بذبيحة الإثم [9]؛ وهذا ما سوف نراه بتدقيق وتفاصيل شديدة من خلال بحثنا فيما بعد.

ولنلاحظبالطبع، أن العهد القديم تمهيد وإشارة للعهد الجديد الذي صنع بدم ابنالله الحي، فكم تكون قداستنا ولقاؤنا معه في سر تجسده العظيم وصليبهالمُحيي، لأنه بذبيحة نفسه صار لنا قداسة وطهارة: [الآن قد أُظهر مرة عندانقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه] [10]

ولنا أن نعلم أنه من المستحيل على الإطلاقعلىمستوى العهدين (القديم والجديد)أن يقترب أحدمن الله بطبع غريب عنه (طبع الظلمة) ليدخل في شركة معه، والظُلمة هي الشر والفساد [ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»[11]لأنالله مطلق القداسة ولا يتعامل مع شبه شرّ، فكمينبغي أن نكون مؤهلينللاقتراب منه بتوبة صادقة، لذلك دعانا للمجد والفضيلة للقداسة:
+ [كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذيدعانا بالمجد والفضيلة [12] كما اختارنا فيه قبل تأسيسالعالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة[13]؛ فلستمإذاً بعد غرباء ونزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله [14]؛ وأما الزنى وكل نجاسة أو طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين [15]؛ بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كلسيرة، لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس [16]]
وذلك بغرض أن نقرب إليه ويكون لنا شركه معهفي النور، لذلكنسمع القديس يوحنا الرسول ينبهنا وينذرنا قائلاً: [وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن اللهنور وليس فيه ظلمةالبتة. إن قلنا إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمةنكذب ولسنا نعمل الحق، ولكن أن سلكنا في النور كما هو في النور فلناشركة بعضنا مع بعض ودميسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية، أن قلنا انهليس لنا خطية نضل أنفسناوليس الحق فينا. أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لناخطايانا ويُطهرنا من كل إثم] [17]
======================
[1] (خروج 25: 8)
[2] (الترجمة العبرية - خروج 19: 5 و6)
[3] (في خروج من الإصحاح 25 إلى الإصحاح 39)
[4] (أنظر خروج 40: 29 – 34)
[5] (أنظر خروج 40: 34 – 38؛ لاويين 9: 22 – 24؛ لاويين 16: 2؛ عدد 9: 15 – 23)
[6] (لاويين 11: 44 - 45)
[7] (لاويين 1: 1)
[8] (لاويين 17: 11)
[9] (أنظر لاويين 1: 1 إلى لاويين 6: 7)
[10] (عبرانيين 9: 26)
[11] (يوحنا 8: 12)
[12] (2بطرس 1: 3)
[13] (أفسس 1: 4)
[14] (أفسس 2: 19)
[15] (أفسس 5: 3)
[16] (1بطرس 1: 15؛ 16)
[17] (رسالة يوحناالأولى 1: 5 – 9)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:40 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[جـ – عصر القضاة والملوك]
[فصعد جميع بنو إسرائيل وكل الشعب وجاءوا إلى بيت إيل وبكوا وجلسوا هناك أمام الرب وصاموا ذلك اليوم إلى المساء واصعدوا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب] [1]
[في ذلك اليوم قدس الملك وَسَط الدار التي أمام بيت الرب. لأنه قَرَّبَ هُناك المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلامة لأن مذبح النحاس الذي أمام الرب كان صغيراً عن أن يسع المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلامة] [2]
===================
[د – عصر ما بعد السبي]
[ولما استهل الشهر السابع وبنو إسرائيل في مدنهم اجتمع الشعب كرجلٌ واحد إلى أورشليم وقام يشوع بن يوصاداق وإخوته الكهنة وزربابل بن شالتئيل وإخوته وبنوا مذبح إله إسرائيل ليصعدوا عليه محرقات كما هو مكتوب في شريعة موسى رجل الله، وأقاموا المذبح في مكانه.. واصعدوا عليه محرقات للرب. محرقات الصباح والمساء وحفظوا عيد المظال كما هو مكتوب، ومحرقة يوم فيوم بالعدد كالمرسوم أمر اليوم بيومه وبعد ذلك المحرقة الدائمة.. ولجميع مواسم الرب المقدسة.. ابتدأ من اليوم الأول من الشهر السابع يصعدون محرقات للرب وهيكل الرب لم يكن قد تأسس] [3]
===========================
+ عموماً نجد من كل ما سبق
أن الذبائح – بشكل عام – تُضفي على حياة الفرد والجماعة إيقاعاً خاصاً، ونجد أن أيوب على المستوى الشخصي، كان يقدم باستمرار ذبائح عن أولاده قائلاً: ربما أخطأ بنيَّ وجدفوا على الله في قلوبهم. هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام. [4]؛ وكان غرضه هو التكفير عن أي خطية محتملة، وهنا تظهر التقوى الشخصية والحفاظ على الأسرة في مخافة الله.
ونجد أيضاً أمر الرب لأصدقائه في تقديم محرقات: [الرب قال لأَلِفَازَ التيماني: قد احتمى غضبي عليك وعلى كِلا صاحبيك لأنكم لم تقولوا فيَّ الصواب كعبدي أيوب، والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا إلى عبدي أيوب واصعدوا محرقة لأجل أنفسكم وعبدي أيوب يُصلي من أجلكم.. وذهب أليفاز التيماني وَبِلدد الشوحي وَصُوفَرُ النعماني وفعلوا كما قال الرب لهم] [5]
وطبعاً نُلاحظ منذ أيام إبراهيم قصة ملكي صادق الغريبة الذي ظهر فجأة ولا نعلم عنه شيئاً من جهة نسبه وميلاده ويوم مماته [وملكي صادق ملك شاليم أخرج خُبزاً وخمراً وكان كاهناً لله العلي] [6]، حيث يعرض التقليد وليمة ذبائحيه، ونشاط ليتورچي [فأخذ يثرون حمو موسى محرقة وذبائح لله وجاء هارون وجميع شيوخ إسرائيل ليأكلوا طعاماً مع حمى موسى أمام الله] [7]

ونجد عموماً خارج شعب الله المختار، أن الذبيحة تُعبِّر عن التقوى الشخصية والجماعية، ونجد هذا في سفر يونان حينما تكلم برسالة الله للتوبة لشعب نينوى: [فخاف الرجال من الرب خوفاً عظيماً وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذوراً] [8]

ومن كل ذلك نجد أن كل كتبة العهد القديم، عندما يرسمون، بخطوط عريضة لوحة التاريخ، لا يتصورون حياة دينية بدون ذبيحة، وبالطبع العهد الجديد سيُحدد هذا الإحساس بدقة ويقره بصورة فريدة لأن ذبيحة العهد الجديد تتفوق وتتمايز لأنها ذبيحة حمل الله الحقيقي رافع خطية العالم.
============
[1] (قضاة 20: 26)
[2] (1ملوك 8: 64)
[3] (عزرا 3: 1 – 6)
[4] (أيوب 1: 5)
[5] (أنظر أيوب 42: 7 -9)
[6] (تكوين 14: 18)
[7] (خروج 18: 12)
[8] (يونان 1: 16)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:40 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

رابعاً: مصدر تشريع الذبائـــــــــــح باختصار
وعلمهم الفرائض والشرائع ×ھض¼×•ض¹×¨ض¸×” وعرفهم الطريق الذي يسلكونه والعمل الذي يعملونه (ما يستوجب عليهم القيام به من أعمال)؛ هذه هي الفرائض ×”ض·ض½×—ض»×§ض´ض¼ض£×™×‌ والأحكام וض°×”ض·×‍ض´ض¼×©ض°×پפض¸ض¼×کض´×™×‌ض® والشرائع וض°×”ض·×ھض¼×•ض¹×¨ض¹×ھض’ التي وضعها ×گض²×©ض¶×پרض™×*ض¸×ھض·ض£×ں الرب بينه وبين بني إسرائيل في جبل سيناء بيد موسى.[1]

سنجد في هذه الآيات الإشارة ليهوه على أساس أن هو المصدر أي هو الواضع ×*ض¸×ھض·×ں (وهي تعني جَعَلَ وأقام، أَعَدَّ ورَتَّبَ، حدد وثَبَّتَ) [الفرائض ×—ض¹×§ – الأحكام ×‍ض´×©ض°×پפض¸×ک – الشرائع ×ھض¼×•ض¹×¨ض¸×”] والفرائض المقصود بها شيء مَفْرُوض مُحَدّد وهو إلزامي مستحق الأداء، أما الأحكام القصد منها الأحكام والقضاء judgment والعدالة justice؛ والشرائع القصد منها هنا: إِرْشادات؛ أوَامِر؛ تَعْلِيمات؛ تَوْجيهات؛ فالله هو الواضع لتلك الفرائض والأحكام والشرائع فصارت شيء ثَابِت ومُسْتَقِرّ ورَاسِخ ومُحَدَّد بشكل قَاطِع ينبغي أن يتم بنفس ذات الترتيب والنظام الموضوع كما هو دون زيادة أو نقصان.

عموماً تُقدِّم الكثير من الفقرات في العهد القديم الإرشادات والتعليمات والتوجيهات التي تختص بالذبائح وتوضح المغزى الواسع النطاق الذي بلغته الذبيحة في إسرائيل، والذي يتدرج من أول سقوط الإنسان إلى التشريع الموسوي، والذي أظهر الذبيحة كتشريع – بأمر إلهي – لتنظيم علاقة الشعب مع الله بالطاعة والتقوى ومخافة الله واحترامه وتقديره:
+ [فقال الرب لموسى: هكذا تقول لبني إسرائيل. أنتم رأيتم أنني من السمـــاء. تكلمت معكم. لا تصنعوا معي آلهــة فضة ولا تصنعوا لكم آلهـــة ذهب. مذبحـــاً من تراب تصنع لي وتذبـــح عليه محرقاتك وذبائـــح سلامتك، غنمك وبقرك. في كل الأماكن التي فيها أصنع لاسمي ذِكراً آتي إليك وأباركك. وأن صنعت لي مذبحاً من حجارة فلا تبنِهِ منها منحوتــة. إذا رفعت عليها إزميلك تُدنسها. ولا تصعد بدَرَج إلى مذبحي كي لا تنكشف عورتك عليـــــه[2]؛ وأما أقداسك التي لك ونذورك فتحملها وتذهب إلى المكان الذي يختاره الرب.. أحفظ واسمع جميع هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها لكي يكون لك ولأولادك من بعدك خيرٌ إلى الأبد إذا عملت الصالح والحق في عيني الرب إلهك] [3]
وممكن الرجوع لحزقيال من الإصحاح 40 إلى الإصحاح 48، لنجد شمول أكثر في التشريع والتنظيم الإلهي بدقة، والمرتكز على التوبة واتقاء الرب والخضوع بدقة لكل تعليماته ليعود الشعب إليه ويحيا في خوف اسمه العظيم القدوس المملوء مجداً ويُقدِّم لهُ العبادة اللائقة.
=====================
[1] (خروج 18: 20؛ لاويين 26: 46)
[2] (خروج 20: 22 – 26)، (أنظر لاويين من 1 – 7 و16)
[3] (تثنية 12: 26، 28)
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وجه الحديث لهرون وبنيه عن بعض الذبائح والتقدمات
شرائع الذبائح والتقدمات
الذبائح الدموية والتقدمات الطعامية
علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله
أن دراسة الكتاب المقدس


الساعة الآن 12:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024