منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 04 - 06 - 2020, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية

ثانياً:/ الإيمان الحي وحياة العمل

حياة العمل هيَّ نفسها – بلا شك – حياة الإيمان الشخصي الظاهر في المحبة، هذا الإيمان الذي يُعبَّر به المؤمن عن علاقته الخاصة بالله، ومدى ثقته فيه واعتماده عليه، أي مدى اعتماده على المسيح الرب رأسه وفاعلية الروح القدس المُرشد الحقيقي لنفسه والموجه لطريق التقوى لكي يعمل الأعمال الصالحة حسب الكلمة المغروسة فيه، ومقدار شهادته للمسيح أمام الآخرين بأعماله وسلوكه وأقواله.

=====
إذاً وبلا أدنى شك إن حياة الإيمان المُترجم لعمل طاعة
هو الذي يُعَبّر عن إيماننا الحقيقي، أو بمعنى آخر أن ترجمة الإيمان لحياة عملية تُجسد شركة النفس مع الله، هو الشكل المُعبِّر عن صحة الإيمان وسلامته، وكما قال القديس يعقوب الرسول: [ما المنفعة يا إخوتي إن قال احد إن له إيمانا و لكن ليس له أعمال (الذي هوَّ ترجمة الإيمان عملياً) هل يقدر الإيمان (النظري) أن يخلصه، (وهنا يضع مثال) (فـ) إن كان أخ و أخت عريانين ومُعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟؛ هكذا الإيمان أيضا أن لم يكن له أعمال (مترجمة ظاهرة في حياتنا فهو) ميت في ذاته (عاطلاً، أي بلا فعل وعمل ليس بذات قيمة) لكن يقول قائل أنت لك إيمان (فكري ونظري فلسفي) وأنا لي أعمال (إيماني مُترجم بأعمال المحبة) (فـ) أرني إيمانك (الذي تتكلم عنه بعلمك) بدون أعمالك (التي تُعبِّر عن إيمانك) وأنا أُريك بأعمالي إيماني (المُترجم محبة)، أنت تؤمن إن الله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون، ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل إن الإيمان بدون أعمال (لم يُترجم بأعمال محبة ظاهرة) ميت، ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال (لأنه اثبت فعلياً أنه وثق في الله وأحبه فأطاعه) إذ قدم اسحق ابنه على المذبح، فترى إن الإيمان عمل مع أعماله وبالإعمال أكمل الإيمان، وتم الكتاب القائل فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً ودُعي خليل الله، ترون إذاً انه بالأعمال (أعمال الإيمان التي تعبر عنه) يتبرر الإنسان لا بالإيمان (النظري والفكري) وحده، كذلك رحاب الزانية أيضاً (حينما آمنت بالله) إما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر (أي ترجمت إيمانها بالله عملاً)، لأنه كما إن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان (النظري) أيضا بدون أعمال ميت (بلا عمل يُظهر المحبة، لأن الإيمان بطبيعته عاملاً بالمحبة)] (يعقوب 2: 14 – 26)
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية



=====
لذلك فإن الإيمان يستلزم
حياة عمل – هذا إذا كان حقيقي وحي فعلياً – وحياة العمل تستلزم من ناحيتنا محبة حقيقية تدفعنا للطاعة، والطاعة طاعة المحبة التي تجعلنا نبذل الجهد المتواصل ونُثابر في حياتنا الروحية، ونقبل التعيير والخسارة من أجل المسيح الرب، وذلك بإرادتنا التي انفكت وتحررت بفعل عمل نعمة الله، وهذا هو الجهاد الذي تحدث عنه آباء الكنيسة (جهاد النعمة، أو جهاد الإيمان العامل بالمحبة) وكما قال الرب بشخصه: ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة الأبدية.. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. (متى 7: 14و21)

=====
ويلزمنا بالطبع أن نتمسك بحقيقتين متلازمتين معاً، وهما:
(1) بدون نعمة الله وعمل الرب نفسه فينا، فأننا لن نستطيع بل ويستحيل علينا – بشكل مطلق – أن نصنع أو نعمل أي شيء يخص الحياة الروحية: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يوحنا 15: 5)

(2) وأيضاً، بدون تعاوننا الإرادي من جهة تلبية دعوة الله واستجابتنا لافتقاده لنفوسنا بالطاعة والخضوع للروح القدس، فإن الله لن يستطيع أن يعمل شيئاً فينا لأنه قال عن أورشليم وهو يبكيها: يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا" (متى 23: 37)، ولذلك يقول القديس مقاريوس الكبير مختبر حياة التقوى: [إرادة الإنسان شرط أساسي، لأنه بدونها فإن الله لا يعمل شيئاً].
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية

وبناء على ذلك ينبغي أن نُدرك أن في واقع حياتنا الروحية فأن خلاصنا يتم بتلاقي عاملان مُتلازمان جداً، هذان العاملان غير متساويين في قيمتهما، إلاَّ أنه لا يمكن الاستغناء عن أي عامل منهما، لأنهما متلازمان معاً، وهما:
(1) مبادرة الله (وهيَّ الأولى بالطبع) من جهة الجذب،
(2) الاستجابة البشرية (أي تجاوبنا لعمل الله)؛

وطبعاً وبكل تأكيد أن ما يعمله الله هوَّ الأساس المبني عليه تجاوبنا، أي هوَّ الأعظم والأكثر أهمية، بدون وجه للمقارنة مع ما نفعله نحن؛ ولكن مشاركة الإنسان واستجابته للنداء الإلهي وطاعة صوته هيَّ أيضاً لازمة بالضرورة.

=====
+ ففي حالة الإنسان، قبل السقوط، كانت استجابته لله أبيه (مصدر وجوده وحياته) بتلقائية طبيعية، بطاعة كاملة دون تفكير أو وجود شيء آخر يجذبه ويُغريه على العصيان: [أفعل أو لا أفعل، أطيع أم أعصى]، أي كانت بدون صراع، بل ممتلئة فرحاً وبهجة، فالله يتكلم والإنسان يسمع ويطيع ويستجيب فوراً وبسهولة، وذلك بمحبة أصيلة، وبتلقائية كتلقائية الأطفال في الفعل والعمل؛ ولكن في هذا العالم، وفي الوقت الحاضر، فإن في باطن الإنسان رغبة في طاعة الله، ولكن الرغبة تظل رغبة دفينة وكامنة في الإنسان إلى أن يتوب، أي يتغير بفعل نعمة الله: إذاً أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله، ولكن بالجسد ناموس الخطية. (رومية 7: 25)

=====
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية


وتظهر هذه الرغبة، بعد التوبة بأنها رغبة مشتعلة في داخل القلب الجديد، لا تهدأ أو تسكت إلى أن تُتمم مشيئة الله واقعياً، ولكن تُطفأ هذه الرغبة في داخل الإنسان إذا لم يشعلها (باستمرار ودوام، بقراءة الكلمة والصلاة بكل مثابرة، والتوبة المستمرة التي لا تتوقف، والمواظبة على سرّ الشكر في الكنيسة بلا انقطاع)، وأصبح مهملاً ومستسلماً للخطية بإرادته وليس عن ضعف، ويترك لها مجال العمل في قلبه، فيعود إليها كما كان سابقاً فيبدأ يدخل في حالة الخسارة الروحية، لأن الخطية ستستنزف كل طاقته الروحية وتشل حركة الإيمان وتعود به للخلف.

=====
لذلك هُناك حاجة إلى الكفاح بقوة نعمة الله الحاضرة معي، الكفاح ضد الخطية، بتصميم وعناد، بل الوقوف وقفة جدية أمام العادات السيئة العميقة الجذور، والميول الناتجة من خبرة الخطية والشرّ في حياتنا؛ فصفات المؤمن الحقيقي الممتلئ من نعمة الله المجانية، هوَّ المثابرة والإخلاص للنفس الأخير، أي أنه يحيا بالأمانة إلى الموت، مستعد ان يتخلى عن أي وكل شيء من أجل فضل معرفة المسيح يسوع، وهو بالتالي دائم طلب المعونة السماوية ليستطيع أن يتغلب على رغباته وميوله المنحرفة، لأن بدون معونة القوة العُليا فأنه لن يقوى على الإنسان العتيق ولن يغلب عدو الخير ابداً مهما ما فعل وعمل من ذاته.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية

+ إذاً ما معنى إني آمنت بالمسيح المُخلِّص؟
معناها إني تقابلت مع الله في يوم الافتقاد إذ سمعت نداءه وأتيت إليه تائباً عطشاً لبره فامتلأت من نعمته المُخلِّصة وانتقلت من الموت للحياة، ودخلت في الحرية لأن عمل المسيح الرب هوَّ: إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً (يوحنا 8: 36)، وبذلك بدأت امتلأ بالروح القدس الذي يسكن إناء جسدي، ومعنى أن الروح القدس في داخلي: أي أن قوة الله الساندة والمُعينة موجودة وحاضرة في داخلي معي كل حين، ومعنى أن قوة الله في داخلي: يعني بإرادتي التي تحررت بقوة الله أستطيع أن أُجاهد ضد الخطية بالإيمان الحي العامل بالمحبة، لأن النُصرة أكيدة بل ومضمونة لأن الرب الغالب هو بنفسه معي يحارب عني ويغلب فيَّ، فحينما نكون أحياء لله كأبناء في الابن الوحيد متمسكين بالوصية وبالحرية التي حررنا المسيح بها ولا نخضع للأعمال القديمة قبل توبتنا، فأننا نستطيع أن نقاوم كل احتلال، ونرفض كل عبودية، فنقف بالمرصاد بقوة الله مجاهدين ضد الخطية، قابلين كل تأديب من الله بعصا رعاية محبته الأبوية، لتتم حريتنا بالكامل من كل شبه خطية أو ضعف، وبإرادتنا الحرة المسنودة بقوة الله نجاهد بمثابرة في صلوات كثيرة وطلب معونة القوة العُليا ونستمر في الثبات في الحرية التي حررنا بها الابن الوحيد؛ فأنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الإخوة غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً (غلاطية 5: 13)
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية


=====
فالخطية في طبيعتها: عبارة قوة احتلال، تحتل النفس وتشوه شكلها وتتعسها وتضعف قوتها، وتصيرها كريهة عند نفسها أولاً، بل وعند الآخرين أيضاً حتى تيأس من خلاصها، بل ولا تهدأ ولا تقف عند حدّ بل تقود الإنسان بلا هوادة لطريق الموت إذ تجعله أسيراً لها وتستعبده وتهدر كرامته للتراب؛ فالإنسان يصير عبداً للخطية حينما يقبلها فتحتل قلبه وتسكن فيه وترتاح وتستقرّ، وعلامة وجودها: هوَّ الاضطراب والحزن والوجع الداخلي وزعزعة السلام وعدم الراحة، بل وعدم القدرة على التعامل مع الله، أو قراءة الكلمة والصلاة، بل تصير كل الأعمال الروحية ثقيلة وصعبة جداً على الإنسان، وان استطاع أن يقوم بأي عمل روحي (والحال هكذا)، فيكون إما بدافع الكبرياء أو تخديراً للضمير، أو بحكم العادة، لذلك فإن الخطية خاطئة جداً: لأنكم لما كنتم عبيد للخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن. لأن نهاية تلك الأمور هيَّ الموت. وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. (رومية 6: 20 – 22)
=====
وبما إننا الآن في عهد النعمة والغلبة وحرية الإرادة بعمل الصليب وقوة القيامة، فكيف نعيش في الخطية بإرادتنا ورغبتنا بعدما متنا عنها؟، لذلك مكتوب: مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. (غلاطية 2: 20)

=====
فكيف ونحن عندنا الروح القدس يسكن أوانينا التي تقدست بدم المسيح، لا نُجاهد ضد الخطية بالاستناد على شخصه العظيم القدوس، ونحافظ على نعمة الله التي نلناها بموت الرب على عود الصليب، وكيف لا نثبت في حرية المسيح الرب، أي حرية مجد أولاد الله والمسيح الرب نفسه يشع فينا نصرته بروحه الذي فينا!
=====
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية


سؤال: كيف نعيش في عهد الحرية وعمل الله ونُمارس الأسرار وقراءة الكلمة والصلاة، ونحن نستسلم للخطية ونطيعها ونوفي مطالبها منا بإرادتنا الحُرة؟ فنحن الذين متنا عن الخطية (نلنا المعمودية أي الموت عن الخطية ونلنا حياة للبرّ للتقوى وتُبنا وآمنا بمسيح القيامة والحياة)، كيف نعيش بعد فيها. (رومية 6: 2)
=====

فليس لنا الآن إلا أن نستيقظ سريعاً جداً ونستفيق ونتوب فوراً مهما ما كانت حالاتنا مُزرية، وننتبه لطريق البرّ والحياة الحقيقي، ونحيا حياة أولاد الله بالحقيقية، ولا نستهين بالخطية أو نصير متكاسلين في جهاد النعمة المُخلِّصة، بل نجعل قول الرسول محفوراً في ذاكرتنا:
=====
+ لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود (مشتركين معنا في الجسد الواحد عينه) مقدار هذه محيطة بنا (آباء الكتاب المقدس المؤمنين والكنيسة وشهدائها)، لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله.
فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم. لم تقاوموا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية. وقد نسيتم الوعظ الذي يُخاطبكم كبنين يا بني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.
إن كنتم تحتملون التأديب يُعاملكم الله كالبنيين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه (يربيه). ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول (أبناء زنى) لا بنون. ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا نخضع بالأولى جداً لأبي الأرواح فنحيا. لأن أولئك الذين أدبونا أياماً قليلة حسب استحسانهم. وأما هذه (تأديب الله) فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تأديب في الحاضر، لا يُرى أنهُ للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيُعطى للذين يتدربون به ثمرّ برٍ للسلام. لذلك قوّموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة. واصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة لكيلا يعتسف (ينحرف في سيره) الأعرج بل بالحري يُشفى.
اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب.. ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله، لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرين. لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. لأنكم تعلمون أنهُ أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفض إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع..
لذلك نحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكر، به نخدم الله خدمة مرضية، بخشوع وتقوى، لأن إلهنا نارٍ آكلة. (عبرانيين 12: 17و28 – 29)
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية

ثالثاً:/ سؤال هام نختم به الموضوع

هل من الطبيعي بعد كل الذي تكلمنا عنه سابقاً، أن الإنسان الذي يحيا بالإيمان مع المسيح الرب القدوس، يحق له أن يحيا – بإرادته واختياره الحُرّ وليس عن ضعف – بالخطية ويعيش حياة ضعيفة هزيلة فيها وقوع تحت سلطان الخطية وسطوتها[1]، (وكأن النعمة عفتنا من أن نخضع لوصية الله)، بل ولا يقدر أن يتخلّص منها لأنه يميل إليها ويحب لذتها ولا يستطيع أن يستغنى عنها أبداً أو يرفضها، أو يعيش مستهيناً بلطف الله وطول أناته، ظناً منه أن الرب يغفر دائماً بلا حساب حتى لو الإنسان عاش بحريته في حياة الخطية بالتزام عن طيب خاطر وليس عن ضعف أو تعثر[2]
=====
فعجبي على مؤمن سكير (ألم يسمع أو يقرأ ما قاله بولس الرسول: لا تشربوا الخمر الذي فيه الخلاعة)، أو مؤمن لا يُصلي أو يحيا حياة الاستهتار، مهملاً وصية الله متواكلاً على أنه عرف في يومٍ ما الله والتقاه وقدم توبة، أو مؤمن يجري وراء شهوات قلبه باستمرار وبكل رغبة جامحة، أو المؤمن الذي يُجاري أصدقاء السوء، يُجاريهم في نكاتهم القبيحة وحفلاتهم وجلسات السوء والتلذذ بسيرة الناس وإهانتهم، ويتحجج بأنه ينبغي أن يُجاري العصر، فماذا يصنع أيصير أضحوكة وسط أصحابه، بل قد يتجاسر ويقول أنه لا بُدَّ من أن يحيا حياة طبيعية في العالم، (رغم أن أخلاق المجتمع المتحرر نفسه لا توافق على هذا بل تستنكره)، أو ربما يتجرأ ويقول أنه بذلك يستطيع أن يجذب الخطاة للمسيح الرب ويشدهم للاجتماع والصلاة ، لكن لنا الآن أن نُصغِ لقول الكتاب المقدس وننتبه أكثر لكلمة الله:
=====
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2020, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية

+ لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم، الذين يحجزون الحق بالإثم..وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء..مملوئين من كل إثم، وزنا، وشرّ، وطمع، وخبث، مشحونين حسداً، وقتلاً، وخِصاماً، ومكراً، وسوءاً، نمامين، مفترين، مبغضين لله، ثالبين، متعاظمين، مُدعين، مُبتدعين شروراً، غير طائعين للوالدين، بلا فهم، ولا عهد، ولا حنو، ولا رضا، ولا رحمة، الذين إذ عرفوا حكم الله إن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يفعلونها فقط بل أيضاً يُسرون بالذين يعملون. (رومية 1: 18 – 32)
+ لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها، و نحن نعلم إن دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه، أفتظن هذا أيها الإنسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه وأنت تفعلها انك تنجو من دينونة الله، أم تستهين بغنى لطفه و إمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة، ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة، الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله، أما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء فبالحياة الأبدية، وأما الذين هم من أهل التحزب ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للإثم فسخط وغضب، شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر اليهودي أولاً ثم اليوناني، ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح اليهودي أولاً ثم اليوناني، لأن ليس عند الله محاباة. (رومية 2: 1 – 11)
+ فماذا نقول أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة، حاشا، نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها. أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية، لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية. فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معهُ، عالمين أن المسيح بعد ما أُقيم من الأموات لا يموت أيضاً. لا يسود عليه الموت بعد. لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة والحياة التي يحياها فيحياها لله. كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا. إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته، ولا تقدموا أعضائكم آلات أثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضائكم آلات برّ لله. فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة. فماذا إذاً، أنخطئ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة حاشا. ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم لهُ عبيداً للطاعة أنتم عبيد للذي تطيعونه أما للخطية للموت أو للطاعة للبرّ.. لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحسنون بها الآن. لأن نهاية تلك الأمور هيَّ الموت. وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. لأن أجرة الخطية هيَّ موت. وأما هبة الله فهيَّ حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا. (أنظر رومية6)
=========================
[1] كما نسمع من المؤمنين المتحررين من الناموس - كما يقولون (أنهم في عصر النعمة
[2] (طبعاً لو تاب الرب يغفر أكيد، لكن لو لم يتب وعاش بتهاون واستهانة كحالة مستمرة دائمة لن يرى غفران، بل شدة وضيق وعدم سلام وإحساس بغضب الله، وهذا بالطبع لو ظل هناك إحساس داخلي، لأن الخطية تقتل الضمير وتحجر القلب وتُقسية في النهاية).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
محامى الترجمة المسيحية الخاطئة للإنجيل كارثة قانونية ودينية
من الوظائف التي يمكنك العمل بها من المنزل الترجمة النصيّة
4 ملامح للحياة الحقيقية
4 ملامح للحياة الحقيقية
المسيحية قوة حياة الله في أعضاء الكنيسة - الوحدة الحقيقية في كنيسة الله


الساعة الآن 08:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024