التجربة الثانية:
حاول فيها إبليس إيهام يسوع أنه، بالاستعانة بالملائكة، يمكنه تحدي نظام الكون الذي وضعه الله، وفي أيامنا يغرينا نحن البشر بقدرات العلم والتقنيات الحديثة الكفيلة بالاستغناء عن الله. حاول أن يجعل من يسوع جندياً مظلياً يسقط من فوق الهيكل اختباراً لحماية أبيه، وهي تجربة للتخلي عن بشريته وإظهار ألوهته وزعامته، ولكن يسوع أصر على أن يكون المسيح الخادم الفقير المهان المتألم…
كل انسان يتعرض لامتحان ايمانه الذي يبدو لنا أحياناً قفزة في الفراغ وغالباً ما نشعر بأن الله صامت وغائب عن محنتنا، في حين ان الله يترك لنا حرية التدبير ويضمن لنا سلامة نفوسنا كلما طلبنا ذلك. استشهد إبليس بالمزمور 91 ولكنه حرفّه كما يريد:” الساكن في كنف العلي…. لأنه يوصي ملائكته بك ليحفظوك…يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك”.
إذا انت ابن الله فالفرصة أمامك لتثبت ذلك، وما عليك إلا أن ترمي بنفسك من فوق الهيكل فتحميك أجنحة الملائكة. وكان جواب يسوع قاطعاً إنه يثق بأبيه ويكتفي بكلامه. هذه التجربة تكررت أكثر من مرّة ونرى صمت الله المطبق في أثناء آلامه. وكما قال إبليس:” إن كنت ابن الله فألق بنفسك…”، قال المارة أمام الصليب:” إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب”.