12 - 05 - 2012, 01:01 AM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** فيبى الخادمة *** من شخصيات الكتاب المقدس ** فيبي : والاسم يعنى « بهية ». وبحق كانت فيبي أشبه بالنجم الذي يلمع ويضيء في قلب الظلام، فقد كانت خادمة الكنيسة التي في كنخريا. و « كنخريا » هي الميناء الشرقي لكورنثوس. وكانت كورنثوس أشر مدينة في أوربا في ذلك الوقت - بل كانت مضرباً للأمثال في الخلاعة والفجور والإباحية - حتى أصبحت كلمة « يتكرنث » (أي بتصرف كأهل كورنثوس) مرادفة للخلاعة والفساد. وإذا قيل « امرأة كورنثية » فإنهم كانوا يقصدون بذلك أنها سيئة الأدب والسيرة. وإذا كانت كورنثوس في حد ذاتها أشر مدينة في أوربا، فبالأولى يتضاعف الشر في كنخريا. فالمواني في العادة من أشرّ الأماكن وأكثرها تعرضاً للفساد. ومع ذلك فقد ظهرت « فيبي » بهية لامعة مُنيرة مُضيئة وسط الظلمة الأدبية التي غطت كورنثوس وكنخريا وأضاءت كما يضيء القمر في أحلك الليالي. وكفيبي أيضاً « نحن نور في الرب » (أف8:5) . « فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات » (مت16:5) . « .. في وسط جيل معوّج وملتوِ تضيئون بينهم كأنوار في العالم متمسكين بكلمة الحياة » (فى15:2، 16). والرب لا يقول « لتضئ أعمالكم الحسنة »، بل « ليضئ نوركم » ـ أي ليظهر المسيح فيكم، لكي يتمجد الآب. وتوصف فيبي أنها « خادمة الكنيسة التي في كنخريا ». وكلمة « خادمة » (دياكونوس أي « شماسة » )، هي مؤنث الكلمة اليونانية « دياكون » المترجمة « شماسا » (فى1:1؛1تى8:3، 12). كما نجد الكلمة « دياكونوس » ومشتقاتها تُستخدم في العهد الجديد بالارتباط بخدمة الاحتياجات المادية (رو25:15،2كو4:8 بل وتُطلق على « الخدام » الذين كانوا في عُرس قانا الجليل (يو5:2،9). وعلى خدمة مرثا في عبارة « أخدم وحدي » (لو40:10) . وكما قيل عن حماة بطرس « وصارت تخدمهم » (مر31:1) . ويستخدم لوقا البشير نفس الكلمة اليونانية « دياكونيو« في قوله عن « مريم المجدلية ... وأُخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن » (لو2:8، 3). وهكذا يمكننا أن نتأكد أن خدمة فيبي لم تأخذ صورة الوعظ أو التعليم الجهاري في الكنيسة (1كو34:14، 35.1تى12:2)، بل كانت في النواحي المادية مثل طابيثا (أع39:9) وذلك في مجالها الخاص كأخت. |
||||
12 - 05 - 2012, 01:02 AM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** صموئيل *** فقال الرب لصموئيل: حتى متى تنوح على شاول وأنا قد رفضته (1صم16: 1) يكشف الروح القدس أمامنا صموئيل كبطل من أبطال الإيمان، وكرجل من رجال الصلاة. رجل يمثل لنا الأشخاص المُخلصين الذين لا يراعون صوالحهم الشخصية، بل صالح عمل الرب. فمَنْ كان يظن أن صموئيل ينوح على شاول المتمرد، وعلى الشعب الذي رفضه؟ كان من المنتظر أن صموئيل يشتكي عليهم، ولكن العجيب أنه كان ينوح عليهم، ولا شك أنه طلب كثيراً لأجل إصلاحهم. وكل الآلام التي تألم بها من جراء تمرد الشعب ورفضهم لله، لم تجعله يمتنع عن أن يطلب من أجلهم ومن أجل ملكهم العاصي « حاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم .. » (1صم12: 23). والمُدهش أنه لم يكف عن الصلاة والنوح إلى أن قال له الله: « حتى متى؟ » لقد كان يصلي بقلب منكسر ودموع مستمرة. لقد كان مشغولاً بعمل الرب وراحة شعبه. وكان مثله كمثل إرميا النبي الذي انتحب قائلاً: « يا ليت رأسي ماء وعينيَّ ينبوع دموع فأبكي نهاراً وليلاً قتلى بنت شعبي » (إر9: 1). إن أشخاصاً من هذا النوع يستحقون المدح والكرامة. وقد استجاب الرب لصموئيل واستخدمه في خدمة جديدة كفكف بها دموعه إذ قاده لاختيار الشخص الذي حسب مسرة قلب الله، وليس حسب شهوة الناس واختيارهم. لأن الشخص المختار من الرب رأساً هو وحده الذي يبني ويصلح. فطوبى للخادم الذي يُقيمه الرب ويمسحه، أما شاول فلم ينفع لأن مصدر اختياره من الشعب، وهذه نفس الغلطة التي وقعت فيها المسيحية الاسمية إذ بدلاً من أن تنتظر من الله أصحاب المواهب، اختارت لنفسها حسب نظرها، وهذا ما أشار إليه الرسول « حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مُستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق « (2تي4: 3). ماذا نفعل عندما نجد أن الحصاد كثير والفعلة قليلون؟ الإجابة: « فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده » (مت9: 37). يجب أن نعرض حاجتنا على الله الذي أعطى ولا يزال يعطي لأن « كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران » (يع1: 17). صموئيل المتشفع في الشعب وطلبت من بينهم رجلاً يبني جداراً، ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكي لا أخربها، فلم أجد (حز22: 3) في كل ظرف من ظروف حياة صموئيل، ماذا كنا نفعل مكانه؟ عندما تُنزع الثقة فينا ونُغش ولا يفهمنا الآخرون، ما هو رَّد فعلنا؟ من الطبيعي جداً أن ننطوي على ذواتنا، وأن ننتظر أن يعاقب الله الذين أساءوا إلينا وأن يُظهر أننا على حق! لكن صموئيل يعلمنا أن نصرخ إلى الله في هذه الحالات، وأن نضع ثقتنا فيه، وأن نطلب خير قريبنا، وأيضاً نطلب إرشاده. وليس صموئيل سوى رمز باهت للرب يسوع الذي يشفع فينا، بينما يشتكي إبليس علينا (رو8: 34؛ رؤ12: 10). مَنْ الذي سنقتدي به: الشفيع أم المشتكي؟ واليوم كما في زمان صموئيل، يحتاج شعب الرب إلى شفيع. إن الذين يكوّنون الكنيسة، من أفراد شباب ومُسنين وأزواج وعائلات وأطفال، جميعهم يحتاجون إلى اهتمامنا في الصلاة. ليس الأمر فقط أن نعرض الاحتياجات الجارية، بل أيضاً الصلاة من أجل تقدمهم الروحي ولكي يُحفظوا إذا زلوا. يمكن أن يكون ذلك بمثابة معركة روحية حقيقية عندما نتحقق أن الصلاة هى السلاح الوحيد لإسقاط الأسوار! عندما سنكون جميعنا في بيت الآب، ربما سنندهش أن نرى نتائج صلوات أخ معين أو أخت معينة كنا نجتمع معه أو معها عندما كنا على الأرض! ألا نريد أن نضم من الآن صلواتنا إلى صلواته أو صلواتها؟ ولتكون الشفاعة مُمكنة، يجب أن نعرف إخوتنا وأخواتنا واحتياجاتهم وتدريباتهم. ولمعرفتها يجب أن نجلس معهم، ولذلك يجب أن نحبهم.. لنتأمل في مثال صموئيل كما في مثال آخرين من رجال الله مثل موسى الذي كانت خدمته مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياة الصلاة. وبالتأكيد مثال الرب هو فوق كل أمثلة الآخرين. يارب أعطنا أن نحب مثلك! وقضى صموئيل لإسرائيل كل أيام حياته (1صم7: 15) لقد امتازت حياة صموئيل بالشفاعة. وهي خدمة يؤكد قدرها ما جاء في مزمور99: 6 « موسى وهرون بين كهنته، وصموئيل بين الذين يدعون باسمه. دعوا الرب وهو استجاب لهم ». وطالما أشار الوحي إلى قوة شفاعته قبل أن يُطرد الشعب من الأرض « ثم قال الرب لي وإن وقف موسى وصموئيل أمامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب. اطرحهم من أمامي فيخرجوا » (إر15: 1). ويتحدث سفر الأعمال (3: 24) عن صموئيل بوصفه طليعة سلسلة الأنبياء في إسرائيل. ومع أنه لا توجد بين الأنبياء خلافة مرتبة كما هو الحال مع الملوك والكهنوت، فإن التاريخ لم يَخلُ من الأنبياء من زمان صموئيل فصاعداً، وحين كان شر الشعب يزداد، فإن الله كان يجد لنفسه دائماً رجل الله الذي عن طريقه يخاطب الضمائر. وهذا نراه بوضوح في 2ملوك19: 2؛ 22: 12ـ14. ففي الشاهد الأول أرسل حزقيا اثنين من قواده مع شيوخ الكهنة وكلهم لابسون مسوحاً لكي يحدثوا إشعياء بكلمات الأشوري التجديفية. ونلاحظ جيداً هذا الأمر: فمع أن شيوخ الكهنة كانوا يكوّنون الجانب الأكبر من الوفد، إلا أنهم لم يتجهوا إلى رئيس كهنة الله في ذلك اليوم، بل إلى واحد بعيد كل البُعد عن نظامهم، وهو إشعياء ابن آموص. أما في الشاهد الثاني فإن الملك يوشيا وقد انزعج بسبب محتويات سفر الشريعة الذي وجدوه في الهيكل، بعث برئيس الكهنة نفسه ليسأل امرأة هي خلدة النبية. كل هذا يُرينا أن الرسميات ليس لها قيمة عند الله، بل التقوى. وليس من خلال الرؤساء الدينيين يُسرّ الله أن يكلم قلوب وضمائر الشعب، بل بواسطة أُناس يشعرون بالضعف في أنفسهم ويسلكون قدامه ويرتعدون من كلامه ويحاولون معرفة مشيئته. وهو ما كانه حقاً وصدقاً صموئيل النبي فانظر إلينا كُلنا وامنحنا نعمةَ السهرْ حتى نكونَ أُمنا في كلِ مدةِ السفرْ وكبر صموئيل وكان الرب معه ... وعرف جميع اسرائيل من دان إلى بئر سبع أنه قد اؤتمن صموئيل نبياً للرب (1صم3: 21) كان صموئيل النبي رجل إيمان مكرس للرب من بطن أمه. وأعداد كثيرة من الكتاب المقدس تقدمه لنا كرجل الصلاة. كان على صلة بالله في كل ظرف من ظروف حياته مطبقاً مسبقاً بصورة عملية، التحريض الذي قُدم بعد ذلك للمؤمنين: « مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت » نراه دائماً يصلي لأجل الآخرين لصالح الشعب ولصالح الله. ولم يكن يصلي فقط بل يصرخ إلى الله كما لكي يدعوه إلى النجدة أمام الحاجة الشديدة والمُلحّة (1صم15: 11). نراه أحياناً يطلب خلاصاً (1صم7: 8،9)، وأحياناً يطلب درساً لإخوته (1صم12: 17)، وأحياناً يطلب الغفران (1صم12: 19). وعندما حزن مما قاله الشعب، هل غضب؟ هل طلب تأديب الرب؟ هل اشتكى؟ كلا! ولكنه صلى وسلم لمن يقضي بعدل (1بط2: 23). وبعد ذلك عندما شعر الشعب بالتعاسة لعدم سماعه نصائحه، لم يشمت بل استمر يصلي لأجله حتى أنه اعتبر أن عدم الصلاة لأجل الشعب هو خطية (1صم12: 23). وعندما ندم الله على جعله شاول ملكاً، لم يُجب: لقد قلت عن حق إنه ما كان يجب أن يكون ملك في اسرائيل! كلا! ولكنه صرخ إلى الرب، كم من الوقت؟ هل بضعة دقائق قبل أن ينام؟ كلا، لكنه صلى كل الليل! وكان الشعب يعرف فضلاً عن ذلك أنه يستطيع أن يعتمد على صلوات صموئيل الذي عُرِف بأنه رجل يصلي (1صم12: 19). إن الله يقدِّر مثل هؤلاء الشفعاء. وبعد ذلك الوقت بخمسة قرون، يشير الله إلى صموئيل كالذي يمكنه أن يقف أمامه دفاعاً عن مصالح الشعب (إر15: 1). واليوم أيضاً يطلب الله « رجلاً يبني جداراً ويقف في الثغر » (حز22: 30)! أيها المؤمنون الأحباء لنُجب جميعاً: ها نحن! نفسي اسهري وواظبي دوماً على الصلاة فهى سلاح حربنا وقوة الحياة تفتح أبواب السما ونرتقي بها لعرش نعمة العلي بسر فعلها صموئيل: رجل الصلاة وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب، فأكُف عن الصلاة من أجلكم، بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم (1صم12: 23) في نهاية عصر القضاة كان آخرهم رجل صلاة قدير، هو نفسه ابن صلاة كثيرة. ولقد حمل صموئيل طابع أصله كل حياته، كان هو أحد القلائل الذين عاشوا في روح العبارة « صلوا بلا انقطاع ». كان في وسط شعب أصبح غريباً عن الصلاة ـ ويا لها من حالة مُحزنة! لكن صموئيل وحده كان يحمل الحِمل كله، كما كان موسى وهارون في أيامهما؛ لذا فهو يُسمى معهم في مزمور99: 6 « موسى وهارون بين كهنته، وصموئيل بين الذين يدعون باسمه ». كان هؤلاء هم الشفعاء العظام الذين تشفعوا لعناد إسرائيل. استمع لكلمات صموئيل بعد أن رفضوه هو كقاضي، ورفضوا الله كملك عليهم، ووضعوا أنفسهم تحت قيادة شاول. لقد قال لهم: « وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب، فأكف عن الصلاة من أجلكم، بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم » (1صم12: 23). ونرى من هذه الكلمات أن خدمة صموئيل تكونت من جزأين: أولاً الصلاة، ثم التعليم. فالصلاة هي الأساس، ثم يأتي البناء فوقها. هناك طريقتان بهما نمارس - آذار - الصلاة: الصلاة لأجل، والصلاة مع. وقد استطاع صموئيل فقط أن يصلي لأجل الشعب، لأن روح الصلاة لم تكن فيهم. لقد قالوا له: « صلِّ عن عبيدك » (1صم12: 19)، في حين أنه كان يجدر بهم أن يقولوا له: « صلِّ مع عبيدك ». كان هذا شيئاً مُحزناً للغاية، لكنه لم يمكن ـ على أية حال ـ أن يعطل الصلاة. دعنا نبحث عن، ونتوق إلى، الصلاة الجماعية، متذكرين الوعد الخاص « إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السماوات » (مت18: 19). لكن إذا كانت الصلاة الجماعية تُهمل بسبب حالة شعب الله، دعنا ـ حتى ولو كنا وحدنا ـ نصلي لهم بأكثر إخلاص. دعنا نتصرف حسب كلمة صموئيل « لأنه لا يترك الرب شعبه من أجل اسمه العظيم، لأنه قد شاء الرب أن يجعلكم له شعبا » (1صم12: 22). كان إيمان صموئيل المُصلي هو اليد الرافعة التي بها رفع ما كان على وشك الانهيار والتحطم « طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها » (يع5: 16). صموئيل: من سنة إلى سنة كان هذا الرجل يصعد من مدينته من سنة إلى سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه (1صم1: 3) في تاريخ صموئيل نجد ثلاث مناسبات ذُكر فيها التعبير « من سنة إلى سنة ». الأولى بالارتباط مع السجود (1صم1: 3) والثانية بالارتباط بالنمو (1صم2: 19) والثالثة بالارتباط بالخدمة (1صم7: 15-17). (1) من سنة إلى سنة: يصعد ليسجد. فرغم الشرور التي انتشرت، ليس في الشعب فقط بل حتى في الكهنوت، كان ألقانه يصعد من مدينته من سنة إلى سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه حيث كان هناك التابوت، الذي يمثّل مجد حضور يهوه في وسطهم، وهذا يمثّل الأمانة الفردية والبيتية في زمن الخراب. والأمانة تظهر في التقدير لبيت الله ولأهمية السجود. (2) من سنة إلى سنة: جُبة جديدة. كانت حنة تعمل جُبة صغيرة لصموئيل وتُصعدها من سنة إلى سنة. وكانت تتوقع نمواً طبيعياً تأخذه في الاعتبار وهى تعمل له هذه الجُبة. وكم كان فرحها عظيماً وهى تراه ينمو في القامة والحكمة والنعمة من سنة إلى سنة. « أما الصبي صموئيل فتزايد نمواً وصلاحاً لدى الرب والناس أيضا » (1صم2: 26). كان يكبر في علاقته بالله وله شهادة حسنة من الناس « وكبر صموئيل ... » (1صم3: 19). والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نحن ننمو في علاقتنا بالرب، في المعرفة والشركة والتكريس والخدمة من سنة إلى سنة. (3) من سنة إلى سنة: دورة مجيدة. كان صموئيل يذهب من سنة إلى سنة ويدور في بيت إيل والجلجال والمصفاة ويقضي لإسرائيل في جميع هذه المواضع. كان يبدأ من « بيت إيل » التي تتكلم عن محضر الله والشركة معه. ومن الأقداس تبدأ الخدمة الناجحة. وكل خادم حقيقي يقدِّر قداسة بيت الله وخطورة التعامل مع إله قدوس. وفي « الجلجال » ختن يشوع الشعب. وهو يتكلم روحياً عن الحكم على الذات وإدانة الجسد. أما « المصفاة » فهى تعني المراقبة (تك31: 49) وكل خادم يجب أن يعرف هذه الحقيقة أن الله يراقب الدوافع والتحركات والتصرفات والتيهان وكل شيء، إنه يرى في الخفاء ويجازي علانية. وأخيراً كان رجوع صموئيل إلى « الرامه » التي تعني المرتفعة، حيث الخلوات في المرتفعات، في جو السماويات، بعيداً عن العالم بمشغولياته. يا ليت هذه الدروس تتعمق وتتأصل في كياننا من سنة إلى سنة حتى تنتهي الغربة بمجيء الحبيب |
||||
12 - 05 - 2012, 01:03 AM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** يشوع بن سيراج .. من شخصيات الكتاب المقدس *** يشوع كلمة عبرية بمعنى "يهوة خلاص" أو "خلاص الله" ورغم أن هذه الكلمة أطلقت إسماً على أشخاص عديدين في الكتاب المقدس، فقد وردت مرة واحدة إسماً لبلدة من مدن يهوذا ذكرت في سفر نحميا وقد سكن فيها البعض من بني يهوذا بعد عودتهم من السبي. وقد ذكرت منها مدينة كبيرة "بئر سبع" فما يرجح أنها كانت مدينة قريبة منها. ويبدو أنها كانت مدينة كبيرة أنه بدليل أنه قريبنها كلمة "وقراها" أي القرى التابعة لها (26:11نح). أما يشوع بن سيراخ فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمه فكتب فيها. وقد قيل عنه أنه يشوع ابن سيراخ بن سمعون (=كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ص236). وقد كان كاتباً مشهوراً مات أثناء السبي في بابل ودُفِنَ هناك. وقد كان أصلاً من مدينة أورشليم. وسُميَ "يشوع بن سيراخ الأورشليمي" كما نفهم من مقدمة المترجم، وكذا ممّا جاء في السفر نفسه حيث قال "رَسَمَ تأديب العقل والعلم في الكتاب يشوع بن سيراخ الاورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه" (سي29:50). وقد ورد في مقدمة السفر أن كاتبه بن سيراخ "لزم تلاوة الشريعة والأنبياء وسائر أسفار آبائنا ورسخ فيها كما ينبغى" وبناء على ذلك فقد "أقبل هو أيضاً على تدوين شئ مما يتعلق بالأدب والحكمة ليقتبس منه الراغبون في التعلُّم ويزداوا من حُسن السيرة الموافِقة للشريعة". |
||||
12 - 05 - 2012, 01:03 AM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** أستير *** من شخصيات الكتاب المقدس هى بطلة هذا السفر المسمى باسمها فى الكتاب المقدس. أستير هو السفر السابع عشر من أسفار التوراه بحسب طبعة دار الكتاب المقدس. غير أنة يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وإستير كلمه هندية بمعنى "سيدة صغيرة" كما أنها أيضاً كلمه فارسية بمعنى "كوكب"، غير أن إستير كان لها اسم آخر عبرانى هو "هدسة" ومعناه شجرة الآس ويعنى بها نبات الريحان العطر. وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب "هدس". وأستير أو هدسة وصفها الكتاب بأنها فتاه يهودية يتيمه "لم يكن لها أب ولا أم.. وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاي لنفسه ابنة" (إس2: 7) ويفهم من السفر أنها (إبنه أبيجائل) عم مردخاى (إس2: 15) وكون مردخاى بحسب وصف الكتاب له أنه (ابن يائير بن شمعى بن قيس رجل يمينى) (إس2: 5) وهو ابن عم استير، هذا يرجع أن مردخاى وإستير كانا من سبط بنيامين. وقد كان الاثنان أصلاً من مدينة أورشليم. فلما سبى مردخاى من أورشليم مع السبى الذى سبى منيكنيا ملك يهوذا الذى سباه نبوخذ نصر ملك بابل، أخذ مردخاى أبنة عمة معه الى مدينه (شوش) التى كانت عاصمة مملكة فارس. وكانت إستير "جميلة الصورة وحسنة المنظر" (إس2: 7) فلما طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا لة كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر ليختار من بينهم واحده تملك مكان "وشتى" الملكة السابقة التى احتقرت الملك ولم تطع امره. أخذت إستير إلى بيت الملك مع باقى الفتيات المختارات. وبالنظر لأنها حسنت فى عينى الملك ونالت نعمة من بين يدية، فقد انتخبت ضمن السبع الفتيات المختارات اللواتى نقلن إلى أحسن مكان فى بيت النساء. "ولما بلغت نوبة أستير لتمثل أمام الملك فى الشهر العاشر فى السنة السابعة لملكة، أحبها الملك أكثر من جميع العذارى. فوضع تاج الملك على رأسها وملكها مكان وشتى" |
||||
12 - 05 - 2012, 01:04 AM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** طوبيا ... من شخصيات الكتاب المقدس *** كلمة عبرية تتكون من مقطعين " طول ياه " ومعناها " الله طيب " .. وقد وردت هذه الكلمة فى الكتاب المقدس لاكثر من شخص :- 1- شخص لاوى ارسله يهوشافاط ملك يهوذا مع اخرين من اللاويين الى الشعب فى مدن يهوذا لكى يعلموه سفر شريعة الرب " 2 أخ 17 : 8 ".. 2- عبد عمونى ساءه بناء وترميم اسوار مدينة اورشليم فتأمر مع مجموعة من العرب والعمونيين ولاشدوديين المناوئين لمحاربة اليهود ومنعهم من اعادة بناء المدينة من جديد " نح 2 : 10 و 4 : 3 , 7 " .. وقد روى عن طوبيا العمونى ايضا انه كان رئيسا وحاكما للعمونيين , وانه تحالف مع اليهود المقادين لنحميا .. وقد تمكن فى غيبة نحميا ان يقيم بعض الوقت فى بعض غرف الهيكل .. غير ان نحميا لما عاد لاورشليم , طرده وطهر الموضع الذى كان فيه .. ويقال ان قيصره قد تم اكتشافهما فى بلدة " عرف الامير " شرقى الاردن ". 3- شخص اخر من اليهود كان بنوه ضمن بنى السبى الذى سباه نبوخذ نصر الملك فى بابل , فرجعوا الى اورشليم ايام نحميا مع بابل .. غير انهم لم يستطيعوا اثبات نسبهم او يبنوا بيوت ابائهم ونسلهم ها هم من اسرائيل ام لا وذلك بسبب فقدهم تواريخ اسر ابائهم " عز 2 : 60 ونح 7 : 62 " ... 4- شخص يهودى اخر من اهل السبى , امر الرب زكريا النبى ان يأخذ منه ومن غيره ذهبا وفضة ليعمل منها تيجانا توضع على رأس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم " راجع زك 6 : 10-14 " ... اما طوبيا الذى سمى هذا السفر بأسمه فهو رجل من سبط نفتالى سباه " شلمنأسر ملك اشور وسكن اثناء السبى فى مدينة نينوى مع حنة امراته وابنه الذى كان له نفس الاسم " طوبيا " .... ومن المرجح ان يكون طوبيا الابن هو الذى كتب هذا السفر قبل مولد السيد المسيح بزمان . |
||||
12 - 05 - 2012, 01:04 AM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** شفرة وفوعة ومكافأة الله للتقوى *** التقوى نافعة لكل شيء إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة وردت قصة شفرة وفوعة في خروج1، ومن اسمي القابلتين نرى كيف وجد الله سروره بهما. فإحداهما اسمها شفرة أي « جمال أو زينة ». ويعلن الكتاب أن المرأة ذات النعمة (الجمال) تحصِّل كرامة (أم11: 16). والجمال هنا ليس الجمال الطبيعي، فالحسن غش والجمال باطل، أما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح، بل هو جمال أدبي.. وفوعة تعني « أبهة أو روعة » وكم هو رائع وبهي التقي في عينيّ الرب « القديسون والأفاضل الذين في الأرض كل مسرتي بهم » (مز16). وقد ظهرت مخافتهما لله عندما طلب منهما فرعون أن تقتلا أبناء العبرانيات حين يولدانهن، حيث كانتا تعملان قابلتين للعبرانيات. لكن القابلتين خافتا الله ولم تفعلا كما كلمهما ملك مصر، بل استحيتا الأولاد. حقاً « في مخافة الرب الحيدان عن الشر » (أم16: 6). فحين تتعارض مخافة الرب مع أوامر الناس، أيهما نطيع؟ قال الرسول بولس: « لو كنت بعد أرضي الناس لما كنت عبداً للمسيح ». ويستعرض الكتاب أمامنا أمثلة لرجال أفاضل وقفوا في صف الله دون مُجاملة للبشر كيفما كانوا، فها هم الثلاثة رجال رفقاء دانيال يرفضون السجود لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذ نصر (دا 3). وها هو دانيال الذي استمر يصلي كعادته ثلاث مرات وكواه مفتوحة نحو أورشليم بالرغم من قرار الملك بمنع الطلب من غيره (دا 6). وها هو الرسول بطرس أمام قول رئيس الكهنة للرسل أن لا يعلموا باسم يسوع، يُجيب قائلاً: « ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس » (أع5: 29). وإزاء كل أمانة للرب وتقوى حقيقية، فإن الله ليس بظالم حتى ينسى عمل وتعب المحبة لأجل اسمه، وهو الذي وعد « حاشا لي فإني أكرم الذين يكرمونني » لأجل هذا نراه يحسن إلى القابلتين ويصنع لهما بيوتاً مثلما صنع بيوتاً لكل من راعوث وداود وسليمان وغيرهم. فإن كان « الشرير يكسب أجرة غش، لكن الزارع البر أجرة أمانة » . ما أعظم إحسان الله لمن يتقيه. فقد أحسن للرجال الثلاثة، وكافأ أمانة دانيال. ليتنا نعيش بالتقوى لإلهنا .. نخافه ونكرمه واثقين أنه لا بد أن يُحسن إلينا ويكافئ عملنا بحسب غناه في المجد. |
||||
12 - 05 - 2012, 01:04 AM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** نحميا *** اسم عبرى معناه " تحنن يهوه " وهو اسم نحميا بن حكليا , من اليهود المسبيين فى بابل " نح 1 : 1 ", واشتغل فى بلاط الملك الفارسى " ارتحشستا" ساقيا .. وشاهده الملك ذات يوم حزينا , فأستفسر عن ذلك , واغتنم نحميا الفرصة واخبره انه حزين للحالة التى وصلت اليها مدينة ابائه واجداده .. القدس ... بسبب الدمار الذى حل بها .. ورجا الملك ان يسمح له بالعودة اليها وبناء اسوارها من جديد واعادة الحياة الى بيوتها واحيائها الراكدة , وكان ذلك حوالى سنة 445 ق.م. وتمكن نحميا من اقناع الملك الذى سمح له بالعودة الى القدس , وامر بارسال كوكبة من الفرسان لحراسته واعطاء رسائل توصية الى عموم حكام المناطق الفارسية فى سورية .. وعينه حاكما على ولاية اليهودية " نح 1 : 1-2 : 9 و 5 : 14 " ... ووصل نحميا القدس فى السنة ال 20 من ملك ارتحشستا .. اى سنة 444 ق.م .. وكان الكاهن عزرا قد سبقه الى القدس مند 13 سنة .. واول شىء فعله نحميا هو ان تجول حول المدينة فى الليل وراقب الاسوار المتهدمة ... وفى اليوم التالى صارح الشعب برغبته فى بناء الاسوار من جديد .. ودعاهم الى العمل معه من اجل تحقيق هذه الامنية .. فوافق الشعب ولبى نداءه .. وتعهد كل رئيس بيت ببناء جزء من السور على رجاله وعماله " ص 3 " .. الا ان هذا العمل لم يرق لسكان المناطق المجاورة الذين خشوا من نمو النفوذ اليهودى .. وحاول بعض منهم منع لعمل ومنهم " سنبلط الحورونى ... وطوبيا العمونى ... وجشم العربى ..." , ولكنهم لم ينجحوا فى مسعاهم .. وامر نحميا العمال بحمل الاسلحة لصد اى عدوان حتى وهم اثناء العمل " نح 2 : 10 و ص 4-6 ". وانتهى العمال من بناء السور وترميمه فى 52 يوما " نحميا 6 : 15 " وكان دلك سنة 444 ق.م..... ثم انصرف نحميا الى بناء الشعب " ص 8 " والى احداث نهضة روحية فى صفوفه .. وبدأ ذلك بكتابته الميثاق وختمه من قبل رؤساء الشعب ولاوييه وكهنته .. وهو ميثاق اعتراف بالله وسلطانه وتعهد بتحقيق وصاياه " ص 9,10 " وحكم نحميا اليهودية مدة 12 سنة , ثم عاد الى شوشن عاصمة الامبراطورية الفارسية , وكان ذلك عام 433 ق.م. ولكنه لم يبق فيها طويلا , ورجع الى القدس , حيث استمر يشغل وظيفة الحاكم العام الى ان توفى .... وكان همه فى هذه الفترة توطيد اركان شريعة موسى " ص 13 : 8-31 " وخاصة بعد ان وجد اليهود فى فترة غيابه قد اخذوا يتزوجون غريبات ويخالفون وصايا الشريعة . سفر نحميا : السفر 16 من اسفار العهد القديم .. وهو تتمة لسفر عزرا .. ويمكن ان يقسم السفر الى : اولا : نحميا يعود الى اورشليم ويعيد بناء الاسوار ص 1 - ص 7 ... =========================== 1- نحميا يقدم صلاة لاجل اورشليم ص 1 2- ارتحشستا يأذن لنحميا بأن يعود لبناء الاسوار 2 : 1 - 8 .... 3- نحميا يصل الى اورشليم ويرى حالة السور ليلا 2 : 9 - 16 4- نحميا يحث على بناء السور بالرغم من المقاومة 2 : 17 - 20 ... 5- العمال على الابواب ص 3 .... 6- مقاومة سنبلط ومن معه تستدعى وجود حراس مسلحين مع البنائين ص 4 .. 7- نحميا يمنع الربا ويعضد المساكين ص 5 ... 8- الاسوار تتم بالرغم من مقاومة سنبلط وغيره ص 6 ... 9- حراس فى الابواب 7 : 1 - 3 ..... 10- اجتماع الجماعة وبيان اسماء الدين عادوا مع زربابل " عز 2 : 1- 7, 7 : 4 - 73 ".. ثانيا : الاصلاح الدينى الدى قاده عزرا ص 8 - 12 ==================== 1- قراءة الشريعة والاحتفال بعيد المظال ص 8 ... 2- صلاة اعتراف قادها اللاويون ص 9 ... 3- ختم العهد 9 : 38 - 10 : 39 + لازواج بالوثنيات . + تقديس السبت وسنة السبت . + دفع ضريبة الهيكل . + تقدمات من الاخشاب واوائل الثمار وتقديم العشور . 4- سكان يهوذا 11 : 1 - 12 : 26 ... + اورشليم 11 : 1 - 24 . + القرى 11 : 26 - 36 . + الكهنة 12 : 27 - 43 . 5- تدشين الاسوار 12 : 27 - 43 ... 6- جامعو التقدمات للكهنة 12 : 44 - 47 .. ثالثا : اصلاحات نحميا فى مدة حكمه الثانية ص 13 ========================= 1- ابعاد الوثنيين وخاصة طوبيا 13 : 1 - 9 ... 2- العشور 13 : 10 - 14 .... 3- تقديس السبت 13 : 15 - 22 .... 4- منع الزواج من اجنبيات 13 : 23 - 29 .... 5- تطهير العبادة وتشجيع القيام بها 13 : 3 و 31 .... كاتب السفر ======= هو نحميا عندما يتحدث مشيرا الى نفسه بضيغة المتكلم 1 : 1 : 73 و 12 : 31 - 13 : 31 . ويحتمل ايضا ان نحميا هو كاتب الاجزاء التى يشير فيها الى نفسه فى ضيغة الغائب . ويحتمل انه استخدم سجلات قديمة لبيان الاسماء الواردة فى اصحاحى 7 , 12 . تاريخ كتابة السفر ========= تاريخ الحوادث الرئيسية فى سفر نحميا هو 445 ق.م . حين ذهب نحميا الى اورشليم لاول مرة كحاكم " 1:1" و 434 ق.م. حين رجع نحميا الى بلاد فارس " 13 : 6 " و 424 ق.م. حين رجع نحميا الى اورشليم مرة ثانية ليكون حاكما للمرة الثانية " 13 : 7 " . العبارة المميزة للسفر هى قوله : " اذكر لى ياالهى للخير " " 5 : 19 , 13 : 14 , 22 , 31 " . بعض رسائل السفر : ========== 1- قوة الصلاة فى فتح قلوب البشر " ص 1 , 2 " . 2- ضرورة الغيرة المقدسة والحكمة والتعاون فى عمل الرب " ص 2 , 3 " . 3- يجب ان يجابه الانسان المقاومة بالشجاعة والثقة فى الله " ص 4 , 6 , 7 " . 4- التوبة شرط اساسى لقبول بركات الله " ص 9 " . 5- اهمية يوم الرب , والزواج فى الرب , وتقديم العشور , واجراء العدل للمساكين " ص 5 , 13 " . |
||||
12 - 05 - 2012, 01:05 AM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
أبفرودتس وإنكار الذات؟؟؟ :71: "أبفرودتس ... كان مشتاقاً إلى جميعكم ومغموماً لأنكم سمعتم أنه كان مريضاً" (فى2: 25، 26) كان أبفرودتس من الأشخاص الذين يخفون ذواتهم، ولذلك لم يدخر الرسول بولس وسعاً في مدحه وفى ذكر أعماله. فعندما كان أبفرودتس مريضاً وعلى أعتاب الموت، بدلاً من أن ينشغل بنفسه وبآلامه، نراه يفكر في الآخرين. فيكتب عنه الرسول أنه "كان مشتاقاً إلى جميعكم ومغموماً". ولماذا؟ هل لأنه كان مريضاً؟ هل لأجل أسقامه وأوجاعه وآلامه؟ كلا. لا شيء من مثل ذلك، لأن أبفرودتس لم يكن من جماعة المتذمرين الآنين، بل كان مهتماً بالآخرين "ومغموماً لأنكم سمعتم أنه كان مريضاً". ويا للجمال الفائق! فقد كان أبفرودتس مشغولاً بحزن الفلبيين من أجله. والشيء الوحيد الذي كان يؤلمه في مرضه، هو تأثرهم عليه. ويا للشعور السامي! هذا الخادم المكرَّم وقد قارب الموت عوضاً عن أن ينشغل بنفسه وأوجاعه، ينشغل بأحزان الآخرين. ونلاحظ الطريقة المؤثرة للغاية التي يوصى بها الرسول، الموحى إليه، جماعة الفلبيين، بأخيهم المحبوب أبفرودتس (فى2: 25-30) . كلمات مؤثرة، وموج من العواطف والحنان الإلهي يتدفق على ذلك الأخ الأمين المتواضع المضحى بذاته. فجميع الأخوة في فيلبى، وكذا الرسول المغبوط، وفوق الكل الله نفسه - الكل يهتمون وينشغلون برجل لم ينشغل هو بنفسه. لو كان أبفرودتس شخصاً يسعى لصالحه الذاتي، ولو كان اهتم بنفسه أو بصوالحه أو حتى بعمله، لما تلألأ اسمه بهذه الصورة على صفحات الوحي. ولكن الأمر كان خلاف ذلك. فهو اهتم بالآخرين وليس بنفسه، ولهذا اهتم به الله، وجعل الرسول يهتم به أيضاً، ويوصى القديسين في فيلبى أن يهتموا به. وهكذا هو الحال في كل زمان ومكان. فالشخص الذي ينشغل كثيراً بنفسه، يُريح الآخرين من عناء المشغولية به. ولكن الأخ الوديع المتواضع الخالي من الذات ومن كل إدعاء باطل، والـمُنكر لذاته، وإنما يفكر ويعيش للآخرين تابعاً في ذلك مثال سيده يسوع المسيح، فهو الشخص الذي يهتم به الآخرون ويحبونه ويجلونه. وهكذا يكون على الدوام موضوع عناية الله وشعبه. كاتب هذا المقال غادة ... |
||||
12 - 05 - 2012, 01:05 AM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
طابيثا الممتلئة أعمالاً صالحة وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة. هذه كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها (أع9: 36) لم يكن عمل الثياب والقمصان هو وجه النشاط الوحيد الذي أظهرته طابيثا (ع39) بل يقول الكتاب: « هذه كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها » وعلى ذلك فإنها كانت تسلك في الأعمال الصالحة التي كانت مُعدّة لها سابقاً من الله لكي تسلك فيها (أف2: 10). وعليه كانت تلك الأعمال من النوع الذي لا يمكن القيام به إلا بقوة الروح القدس. وهناك مجهودات وأعمال خيرية يقوم بها الناس ويطلقون عليها اسم الأعمال الصالحة من قبيل التعظيم، وهذه الأمور ربما تخدع النفوس البسيطة. ولكن الأعمال الصالحة التي هي صالحة بحسب فكر الله، تجري فقط بواسطة قوة الروح القدس وتكون على ذلك متفقة مع مشيئته وغرضه. والذين يستطيعون القيام بهذه الأعمال هم المؤمنون الحقيقيون مؤيدين بالقوة الإلهية ومُخضعين لإرشاد كلمة الله. إن الثياب والقمصان التي صنعتها غزالة كانت من هذا النوع بدون أدنى شك. إن قصة طابيثا تعطينا قدوة ممتازة للأخوات كيف يشغلن وقت فراغهن في منازلهن أو على الأقل لأولئك اللواتي يستطعن شراء القماش أو لديهن القدرة على استعمال الإبرة وماكينة الخياطة. ثم يجب ملاحظة أنه لو كانت طابيثا قد أمضت أوقاتها في أعمال تافهة أو خيالية لما وجدت لها مكاناً في كلمة الله، ولما نالت أعمالها استحسان الله. وهذا واضح طبعاً من الحقيقة أن طابيثا أُعيدت للحياة مرة أخرى. ولقد كان فقد طابيثا قاسياً على جميع التلاميذ حتى أنهم أرسلوا لبطرس يطلبون إليه ألا يتوانى عن أن يجتاز إليهم، فذهب الرسول وسمح الرب بأن يعيدها للحياة. لقد تدخل الرب عندما سمع صراخ شعبه وعزى قلوبهم. إن كل خدماتنا يجب أن تكون صادرة كصدى لمحبة المسيح القوية، لأنه من الممكن لنا أن نقدم كل ما لنا لنُطعم الفقراء بدون أن يكون الدافع هو المحبة الإلهية (1كو13) وبدون أن يكون ذلك من عمل المسيح في القلب. فيجب علينا أن نجعل المسيح هو الدافع على العمل وهو الغرض أيضاً. ويجب علينا أن نُظهر رائحته الزكية في حياتنا. |
||||
12 - 05 - 2012, 01:06 AM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
*** مفيبوشث والتكريس لداود الغائب *** « فقال مفيبوشث للملك فليأخذ الكل أيضاً بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته » (2صم30:19) لقد شهد الروح القدس لولاء مفيبوشث. فإن غياب سيده المحبوب داود كان يدعوه للنوح (2صم24:19) . وهذه صورة حقيقية لِما يجب أن يكون عليه المؤمن الآن مدة غياب السيد عنه. فإن الشركة مع السيد الغائب تدعو المسيحي بالانفصال التام عن العالم وجميع مظاهره الخلابة الكاذبة، ولا تنحصر فيما هو حلال وما هو حرام. بل إن القلب النابض بالمحبة ليعلن الطريق الصريح الواجب على المسيحي السير فيه حتى رجوع الملك. وما أجلّ نوع العمل الذي يوجبه علينا غياب السيد « إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق » (كو1:3) . ولو سُئل المسيحي الحقيقي: لماذا تمتنع عن هذه وتلك، فإنك تسمع جوابه الصريح « لأن المسيح غائب ». فلا نحتاج إلى قوانين كنسية مجدبة لتنظيم أحوالنا، ولكننا نحتاج إلى محبة عميقة شديدة لشخص المسيح الرب، ورغبة قوية لرجوعه إلينا سريعاً - ذاك الذي نقلنا من الموت إلى الحياة، ومن المزبلة إلى العرش. يا ليتنا نطلب سرعة رؤية وجهه، ويا ليت قلوبنا تستطيع أن تُجيب بالإيجاب على كل رغبات قلبه. لقد ظهر الفرق بين صيبا ومفيبوشث. فالأول يطلب المال، والثاني يطلب التقرب إلى الملك. وهذا واضح من قول مفيبوشث « فليأخذ الكل أيضاً بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته ». ولقد ظهرت بساطة استقامة قلبه، ولا عجب فإن قلبه كان متعلقاً بشخص داود لا بأموره الخاصة، مكتفياً بأن الملك قد رجع بسلام إلى بيته. إن التقرب لشخص الملك، ملأ قلب مفيبوشث وأشبعه حتى استطاع دون صعوبة أن يهب صيبا كل ما حاول هذا نيله بالخديعة والنميمة. هكذا يجب أن يكون الحال مع جميع الذين يحبون اسم ابن الله. فإن رجاء ظهوره المجيد يُميت في قلوبهم الميل لأمور هذا العالم. ولو كان المسيحيون يتحققون قوة هذا الرجاء المبارك، لكان سيرهم أعلى وأبعد عن العالم. والعدو نفسه يعرف هذا، ولذا فإنه يعمل بنشاط حتى ينزل درجة هذا الرجاء إلى مجرد الخيال بلا قوة عملية ولا أساس ثابت. وقد نجح العدو نوعاً في غواية البعض الذين وضعوا مجيء الرب في زوايا الإهمال. على أنه يوجد علاج واحد ناجح لهذا كله، وهو المحبة العميقة والرغبة الأكيدة لمجيء الرب. __________________ مفيبوشث والنعمة المخلصة .. بالنعمة أنتم مخلصون (أف2: 5) نحن أمام صورة جميلة عن الخلاص بالنعمة من أجل المسيح. وتبدأ قصة مفيبوشث منذ كان عمره خمس سنوات وسقط من مربيته فصار أعرج الرجلين (2صم4) منفياً في لودبار يتيماً فقيراً، بعد موت أبيه يوناثان وجده شاول الملك. وفي مفيبوشث نرى صورتنا بحسب الطبيعة كضعفاء عاجزين (أعرج من رجليه كلتيهما) وبعيدين عن أورشليم مكان السجود، عائشين في لودبار حيث الجدب والقحط، بلا مرعى ولا راعي، مُباعين تحت الخطية (ماكير). وكنا ننفث عاراً (معنى اسم مفيبوشث)، حنجرتنا قبر مفتوح، سُم الأصلال تحت شفاهنا، ينتظرنا القضاء والدينونة كبيت شاول « وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ». وفي مشهد مفيبوشث المعيب، يظهر داود بنعمة فائقة ليقدم إحسان الله لا لشيء، بل من أجل يوناثان. وهكذا أنعم الله علينا في المحبوب .. ونجد داود يقدم إحسانات متوالية لمفيبوشث: لا تخف: يطمئن قلبه ويعطيه سلام « فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله ». تأكل خبزاً على مائدتي: شركة وتمتع ووجود في دائرة الرضى - الإقامة في النعمة. دائماً: مركز المؤمن وثباته. كواحد من بني الملك: يا له من امتياز « أما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله » (يو1: 12). أرُّد لك حقول شاول أبيك: ويا له من ميراث « ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل » (1بط1: 4). سكن في أورشليم: ونحن سيرتنا هى في السماوات ولنا أورشليم السماوية، ومسكننا في بيت الآب. وإن ظل مفيبوشث أعرج الرجلين، لكن داود كان يرى فيه صورة يوناثان حبيبه (ونحن نُرى في الحبيب قديسين، بلا لوم ولا شكوى). ولقد ظل مفيبوشث مديناً بالفضل مكرساً حياته لداود. ليتنا نكرس الحياة للرب منتظرين مجيئه ليغيِّر شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده. |
||||
|