|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زيارة أخ للقديس: دفعة أتاه أحد الأخوة وقرع بابه ففتح له ظانا أنه خادمه، فلما رآه أنه ليس هو وقع علي وجهه – فقال له الأخ: قم يا أبي حتي أسلم عليك ولو علي الباب. فقال له الشيخ: لن أقوم حتي تنصرف. والح الأخ في الطلب فلم يقم. فتركه الأخ وانصرف. زيارة بعض الآباء للقديس: زاره مرة بعض الشيوخ وسألوه عن السكوت وعن قلة اللقاء فقال لهم: ان العذراء ما دامت في بيت والديها فكثيرون يريدون خطبتها. فان هي دخلت وخرجت فانها بذلك لن ترضي كل الناس لأن بعضهم يزدريها وبعضهم يشتهيها، ولن تكون لها الكرامة الا وهي مختفية في بيت أبيها. هكذا النفس المهتدية الهادئة المعتكفة متي أشتهرت تهلهلت… زيارة احدي العذاري من بنات رؤساء البلاط في روما: سمعت بخبره عذراء من بنات رؤساء البلاط في روما. وكانت غنية جداً وخائفة من الله، فلما جاءت لتبصره ومعها مال كثير وحشم وجنود، تلقاها البابا ثاؤفليس البطريرك بوقار كثير وأضافها. فسألته أن يطلب الي الشيخ بأن يفسح لها الطريق للمضي اليه. فكتب يقول له: ان السيدة (ايلارية السقليكي) ابنة فلان من بلاط ملك رومية تريد أن تأذن لها برؤيتك لأخذ بركتك. |
06 - 06 - 2015, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
وكتب كذلك لمقدم الأديرة بأن يمكن السيدة (ايلارية السقليكي) من زيارة الآباء القديسين وأخذ بركتهم. فلن يشاء الأنبا أرسانيوس أن تأتي الي البرية وأنفذ لها بركة من عنده وقال لهاهوذا قد علمت بتعبك وسفرك ونحن مصلون لأجلك. فلا تحضري لأني لا أشاء أن أبصر وجه امرأة). أما هي فلم تقبل وقالتان ثقتي بالله أن أبصر وجهك الملائكي، لأني ما تعبت وجئت لأنظر انسانا – فبلدي كثيرة الناس بل أتيت لأعاين ملاكاً). وامرت أن يشدوا علي الدواب حتي أتت الي البرية. فلما وصلت اليه كان القديس أرسانيوس خارج القلاية. فما ان أبصرته حتي خرت عند قدميه فأقامها بغضب وقاللقد آثرت أن تبصري وجهي. وها أنت قد أبصرته فماذا استفدت)؟ |
||||
06 - 06 - 2015, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
أما هي فمن احتشامها لم تستطيع النظر في وجهه. فقال لهااذا سمعت بأعمال فاضلة فاعملي علي أن تمارسيها ولا تجولي طالبة فاعليها. كيف تجرأت فعبرت هذه البحار؟ اما تعلمين انك امرأة ولا يليق بك الخروج الي مكان ما. أتريدين المضي الي رومية قائلة للنساء الباقيات أنني رأيت أرساني. فتحولين البحر طريقاً للنساء ليأتوا اليه). فأجابته السيدة قائلةاني لأيماني يا أبي أتيت اليك وان شاء الله لن أدع امرأة تاتي اليك، فصل من أجلي وأذكرني دائماً) فأجابها منتهراً قائلاًلا بل أصلي الي الله أن يمحوا خيالك واسمك وذكرك وفكرك من قبلي). وتركها ودخل قلايته. فلما سمعت ذلك لم ترد له جواباً ورجعت وهي قلقة الأفكار. ولما دخلت الاسكندرية اعترتها حمي لفرط حزنها.أما البابا ثاؤفيلس البطريرك فانه استقبلها باكرام جزيل وسألها عن أمرها: فقالت (يا أبتاه ليتني ما قابلت الشيخ لأني لما سألته أن يذكرني أجابني)اني أصلي الي الله أن يمحوا خيالك واسمك وذكرك وفكرك من قلبي). وهوذا عبدتك تموت من الحزن. فقال لها البابا البطريرك: (ألا تعلمين أنك امرأة. وان العدو يقاتل الرهبان بالنساء. فالي ذلك أشار الشيخ. واما عن نفسك فهو يصلي دائماً وغير ناس تعبك وسفرك). فطاب قلبها ورجعت الي بلادها مسرورة. + حدث مرة أن كان أنبا أرسانيوس قلقاً فعزم علي أن يترك قلايته دون ان يأخذ معه شيئاً منها، وذهب الي تلميذيه الكسندر وزويل بشخصه وقال لألسكندر قم واذهب الي المكان الذي كنت فيه (وفعل الكسندر ذلك)، وقال لزويل قم وتعالي معي الي النهر وابحث لي عن سفينة قاصدة الاسكندرية ثم ارجع واذهب الي أخيك، وقد تعجب زويل من هذا الحديث، وعلي ذلك فقد افترقوا – أما القديس أرسانيوس فقد انطلق الي الاسكندرية حيث مرض مرضاً خطيراً. وعاد تلميذاه الي المكان الذي كانا يسكنان فيه قبلاً وقال أحدهما للآخر: (ربما أساء أحدنا الي الشيخ ولهذا افترق عنا)ولكن لم يمكنهما أن يجدا في نفسيهما سببا يكون قد ضايقه. وكان لما عوفي الشيخ انه قال (أقوم وأذهب الي الآباء) وارتحل وعاد الي (البترا) حيث كان تلاميذه، وأثناء عبوره النهر رأته جارية حبشية وأتت من ورائه وأمسكت بثوبه وجذبته، فزجرها الشيخ. أما هي فأجابتهان كنت راهباً فاذهب الي الجبل) فأنت الشيخ نفسه بهذه الاشارة وقال في نفسهأرسانيوس، ان كنت راهباً فامض الي الجبل). من ثم استقبله تلميذاه الكسندر وزويل وخرا عند قدميه فطرح هو أيضاً نفسه قدامهم. وبكوا جميعاً فقال الشيخ: (أما سمعتم أني كنت مريضاً؟) أجابوهنعم) فقال لهم: (فلماذا لم تأتوا لتبصروني!) أجابه الكسندروس قائلاًان الطريقة التي افترقت بها لم تكن صحيحة وبسببها عثر كثيرون وقالوا: لو أنهم لم يعصوا الشيخ في أمر ما.. ما كان افترق عنهم. قال لهم الشيخأنني أعرف هذا ولكن أناساً أيضاً عتيدون أن يقولوا ان الحمامة اذ لم تجد موضعاً لرجليها رجعت الي الفلك . وهكذا استراح التلاميذ وسكنوا معه مرة أخري. |
||||
06 - 06 - 2015, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
حياته الأخيرة ونياحته + أخبر عنه دانيال تلميذه فقال: كان كاملا في الشيخوخة وصحيح الجسم مبتسماً. وكانت لحيته تصل الي بطنه. وكان طويل القامة، لكنه انحني أخيراً من الشيخوخة وبلغ من العمر سبعا أو خمسا وتسعين سنة. أربعون سنة منها حتي خروجه من بلاط الملك. وباقيها في الرهبنة والوحدة. وكان رجلا صالحاً مملوءاً من الروح القدس والايمان. وقد ترك لي ثوباً من الجلد وقميصاً من الشعر من ليف وبهذه الأشياء كنت انا الغير المستحق أتبارك. وقال تلميذه أيضاً عنه: أنه لما قربت أيامه أوصي قائلاًلا تهمتوا بأن تعملوا تذكاراً لي ولكن قدموا قرباناً فقط.. وكان يقول دائماً: اذا كنت فعلت شيئاً في حياتي يستحق الذكري فسوف أجده. + ولما قرب وقت نياحته دعا تلاميذه وعزاهم ووعظهم وقال لهماعلموا أن زماني قد قرب فلا تهتموا بشئ سوي خلاص نفوسكم ولا تنزعجوا بالنحيب علي.) وكان البار يتكلم بهذا ودموعه تنهمر من عينيه فقالوا لهيا أبانا. أتفزع أنت أيضاً؟!. أجابهم قائلاًان فزع هذه الساعة ملازم لي منذ جئت الي الرهبنة). وقال أيضاًهأنذا واقف معكم أمام منبر المسيح المهاب، فاذا جاءت الساعة رجائي ألا تعطوا جسدي لأحد من الناس). فقالوا له: فماذا نصنع لأننا لا نعرف كيف نكفنه؟ فقال لهم الشيخأما تعرفون كيف تربطون رجلي بحبل وتجروني الي الجبل لتنتفع به الوحوش والطيور)- وكان الشيخ يقول لنفسه دائماً: (أرساني أرساني تأمل فيما خرجت لأجله) |
||||
06 - 06 - 2015, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك
.. وهكذا رقد القديس ودموعه تسيل من عينيه. فبكي تلاميذه بكاء مرا وصاروا يقبلون قدميه ويودعونه كانسان غريب يريد السفر الي بلده الحقيقي. ولما سمع الأنبا بيمين بنياحته تنهد وقالطوباك يا أنبا أرسانيوس لأنك بكيت علي نفسك في هذا العالم فان من لا يبكي علي نفسه هاهنا زماناً قليلاً، فسوف يبكي هناك زماناً طويلاً. فان كان هاهنا بكاء بارادتنا وأما هناك فالبكاء من العذاب وعلي كلتا الحالتين لن تنجو من البكاء. وعلي ذلك فما أمجد أن يبكي الانسان علي نفسه هاهنا). ولما حضر البابا ثاوفيلس البطريرك الوفاة قال: (طوباك يا أنبا أرسانيوس لأنك لهذه الساعة كنت تبكي كل أيام حياتك). ولما كان بلاديوس قد أورد سيرة مختصرة حول بعض أمور لم ترد فيما سبق فاننا نوردها كما هي اتماماً للمنفعة: قيل عن أنبا أرسانيوس انه حين كان في العالم كان رداؤه أنعم من أي انسان آخر، وحين عاش في الاسقيط كان رداؤه أحقر من الجميع. ولما كان يأتي الي الكنيسة – علي فترات متباعدة – كان يقف وراء عامود حتي لايري أحد وجهه ولا يري هو وجوه الآخرين. وكان وجهه مثل وجه ملاك، وشعره أبيض كالثلج وكثيقاً، أما جسده فكان جافا من الأتعاب ولحيته مستطيلة الي وسطه ورموش عينيه قد تساقطت من البكاء. وكان طويل القامة مع انحناء خفيف من الكبر، وقد انتهت حياته وهو في سن الخامسة والتسعين وقد عاش في العالم أربعين سنة في البلاط أيام الملك ثيئودوسيوس الكبير والد الامبراطورين أونوريوس وأركاديوس، وقضي في الاسقيط أربعين عاماً، وقضي عشرة أعوام في طرة التي بجانب بابلون في مواجهة منف التي في مصر. وسكن ثلاثة أعوام في كانوبيس الاسكندرية. وفي العامين الباقيين جاء الي طرة مرة أخري حيث رقد، ولقد أنهي حياته في سلام وخوف الرب. – 280ميامر: صـ5. – توجد قصة مماثلة لها في خبر أبي مقار. وهو علي النخلة يقطع خوصاً. – للناس طبائع مختلفة، ومحبة الله تعامل كل فرد بالطريقة التي تنميه. والله كشف هذه الرؤيا للأخ مبيناً كلا طريقتي أنبا أرسانيوس وانبا موسي سليمة. – 280ميامر. – نسبة الي scilla احدي مدن ايطاليا قرب صخرة Scylla علي طريق سينا في الجنوب الغربي تشرف علي جزيرة صقلية sicily . – هكذا وردت في بلاديوس – جميل أن يعترف الشيخ بخطئه وان يقول انه لم يجد راحة بعيداً عنهم فعاد، وجميل أن يتكلم التلميذان معه بهذه الصراحة، وأن يسمح ويعترف لهما هكذا. |
||||
|