21 - 12 - 2016, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
لبَّس البوصة تبقى عروسة
البوصة هي نبتة من نبات البوص، وهي تشبه عصا جوفاء يمكن استخدامها في بعض الاستخدامات الخفيفة، لكنها لا تحتمل كثيرًا، وليس لها شكل جمالي. وهذا المثل المصري الشعبي يُقصَد به أنه عن طريق الملابس، أو التجميل الخارجي للشيء، أو للشخص، يمكن أن يظهر كالعروسة، دلالة على الجمال والبهاء. وما أكثر من يتبنون هذا المثل في حياتهم؛ فيهتمون بما يُرى خارجيًا فقط، ظانين أنه يعطيهم جمالاً في عيون الناس. فتجدهم يهتمون بملابسهم وماركاتها، والموبايل الذي يحملونه، والنظارة الشمسية التي يرتدونها، والعطر الذي يستخدمونه... الخ، كل ذلك ليداروا شعورًا عميقًا بالنقص. كما تجدهم يتجملون في تصرفاتهم أمام الناس لينالوا المدح؛ فواحد يظهر بمظهر مَن يُحسن الكلام ويفهم في كل الأمور، وآخر يتصنَّع اللطف؛ والسبب هو الشعور بعيوب داخليه لا يستطيعون تغييرها. والأدهى في المجال الروحي أن يدّعي الشخص الروحانية والإدراك الكتابي والخدمة والصلاة؛ وللأسف كل هذا يحجب خلفه الكثير من الخطايا المستترة عن عيون الناس، وليس عن عين الله بالطبع. والغريب أن مثل هؤلاء يجيدون أن يظهروا لكل مجتمع بالمظهر الذي يناسبه. وهكذا يقضون العمر يرتدون هذا القناع تارة وذلك القناع تارة أخرى. وما أقل ما يعيشون في الحقيقة. حتى تختفي الحقيقة من حياتهم، ولا يبقى إلا الوهم والضلال. وما أردأ النهاية! اسمع ما قاله الرب لمن يفعل مثل هذا: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ (الكوب) وَالصَّحْفَةِ (الصحن)، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ (أي القلب) لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا (الحياة كلها) أَيْضًا نَقِيًّا (نقاءً حقيقيًا وليس اصطناعيًا). وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً (هذا ما يراه الناس)، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ (وهذا ما يراه الله، وهو الأهم). هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا» (متى23: 25-28). فدعني أسألك: لماذا تتصنع ويمكنك أن تعيش الحقيقة؟! لماذا تتظاهر بما ليس فيك، والرب على استعداد اليوم أن يأخذ “البوصة” ويجعلها بالحقيقة أحلى “عروسة” قلبًا وقالبًا؟ إنه يستطيع، ويريد، أن يغيِّرك تغييرًا شاملاً يبدأ من القلب، ليكون القلب نقيًا، ومن ثَمَّ كل الحياة رائعة. فهل تُقبل إليه الآن طالبًا «قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ» (مزمور51: 10). |
||||
|
|||||
21 - 12 - 2016, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
الكدب مالوش رجلين مثل مصري شهير، يُقصد به التنبيه بأن الكذب لا بد وأن ينكشف يومًا. اتفق حنانيا وسفيره على الكذب في أمر ثمن الحقل الذي باعاه، ولكن الله كشف كذبهما سريعًا، والنتيجة كانت مرعبة (أعمال5). وكذب أبناء يعقوب عليه بادعائهم أن يوسف افترسه وحش، ومرت سنوات وكُشف الأمر إذ وجدوا أنفسهم أمام يوسف راكعون بعد سلسلة من المواقف المُرَّة التي أجازهم الرب فيها (تكوين 37؛ 43). وفي سفر الأمثال نرى هذا المبدأ واضحًا في قوله «شَفَةُ الصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ، وَلِسَانُ الْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ الْعَيْنِ (ينكشف سريعًا)»، كما يحذر من تحقيق أي مكاسب (سواء أدبية أم مادية) بالكذب «خُبْزُ (الذي تناله عن طريق) الْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى»، «جَمْعُ الْكُنُوزِ بِلِسَانٍ كَاذِبٍ، هُوَ بُخَارٌ مَطْرُودٌ لِطَالِبِي الْمَوْتِ (بترجمة أخرى: جمع الثروة عن طريق الكذب، بخار يتبدد وفخ مميت)» (أمثال12: 19؛ 20: 17؛ 21: 6). وموقف الله من الكذب واضح: «كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ» (أمثال12: 22؛ 6: 17). ولقد قرَّر الرب بفمه الكريم أن «إِبْلِيسُ... كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا8: 44). وجدير بالذكر أن الله يرى الكذب موجَّهًا ضده هو مباشرة (كما في قصة حنانيا وسفيرة)؛ فالكاذب يعتقد أن “ليس من يراه”، وكأنه ضمنًا يعتبر أن الله نفسه لا يراه! لذلك لا عجب أن نقرأ «وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي». (رؤيا21: 8)، ويا له من مصير! أما بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين، الذين اغتسلوا بدم المسيح، فالتحريض لهم «لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ»، «لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ» (أفسس4: 25؛ كولوسي3: 9). فلا يليق باتباع المسيح، الذي هو الحق، أن يسيروا في طريق الكذب. فلندقِّق في كلامنا ولا نقول إلا الصدق لأننا تنكلم أمام الله الذي يرى ويعلم ما في قلوبنا (رومية9: 1؛ 2كورنثوس11: 31؛ غلاطية1: 20). بقي أن أترك معك فكرة صغيرة عن أنواع من الكذب قد نتغافل عنها: «مَنْ قَالَ: “قَدْ عَرَفْتُهُ (الله)” وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ... إِنْ قَالَ أَحَدٌ:“إِنِّي أُحِبُّ اللهَ” وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟» (1يوحنا2: 41؛ 4: 20). فلنفحص أنفسنا! |
||||
21 - 12 - 2016, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
الطمع يقل ما جُمع
وفي نسخة أخرى يُقال “من طمع بالفوز بكل شيء خسر كل شيء” وبالإنجليزية “grasp all lose all”. وبالطبع معنى المثل واضح لا يحتاج لشرح. والطمع هو الرغبة المُلحّة غير المنتهية بأن يمتلك الإنسان أكثر، ماديًا ومعنويًا. ويوضِّح لنا الروح القدس بشاعة هذه الخطية، بإدرجها في قائمة ما يستوجب الدينونة على العالم في رومية1. كذلك غالبًا ما ارتبط ذكر الطمع بالنجاسة (انظر أفسس4: 19؛ 5: 3-5). بل يقول الكتاب صراحة «الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ» (كولوسي3: 5). فهل أدركنا بشاعتها؟! ويخبرنا الكتاب المقدس بأصل الداء «مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ:... طَمَعٌ... جَمِيعُ هذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ» (مرقس7: 21-23). وإذ نقرأ أن الذين «لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ... طَمَعٍ» (رومية1: 28-29)؛ نتعلم أن عدم وجود الله في قلب الإنسان وفي حسبانه يجعله في حالة مستمرة من العطش، يحاول الارتواء بشتى الطرق، فيتم فيه قول الرب «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا» (يوحنا4: 13؛ انظر أيضًا جامعة1: 7 - 8). ويوضِّح لنا الرب الأمر من وجهة أخرى إذ يقول «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ»؛ أي أن المشكلة أن الإنسان يعتقد أنه يستمد قيمة حياته مما يمتلكه. ولتأكيد المعنى أكمل الكلام «وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ (ورغم هذا لم يرتوِ)، فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً:... أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي (بناء على فهمه الخاطئ لحقيقة الأشياء): يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! (لكن اسمع تقرير فاحص القلوب عنه) فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا ِللهِ» (لوقا12: 15-21). فيا ليتنا ندرك أن غنانا الحقيقي ليس بما نملكه، بل هو بالله (إرميا9: 23-24؛ رومية5: 11)! وعندئذ سنشبع ونقنع بذاك الذي يقول لكل منا «عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ... أُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ» (أمثال8: 18-21). |
||||
21 - 12 - 2016, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
إن غاب القط العب يا فار
مثل شهير متوفر في عدة لغات، فيُقال مثلاً في الإنجليزية When the cat is away the mice play والمقصود به أنه عندما تغيب الرقابة (ممثًّلَة في القط) يعبث العابثون (ممثَّلين في الفأر)، أي يفعلون ما يريدون، بغضِّ النظر عن النظام أو القواعد. قد يكون “القط” و“الفأر” هما على الترتيب: المدير والموظف غير الأمين، وقد يكونا المدرِّس والتلميذ غير الملتزم، أو الأب والأم والابن المتمرد السالك بهواه. ولكل فأر لاهٍ عابث القِط الذي يلتزم أمام عينيه، وما أن يتوارى بعيدًا حتى يفعل ما بدا له من فساد. ولكننا لسنا فئران، يراقبنا قِط نهرب من عينيه لنفعل ما نشاء. بل نحن أميز مخلوقات الله، خلقنا بإرادة واعية، يريد أن يرانا ونحن نطيعه اختيارًا، في السر وفي العلن، في النهار وفي الليل. والذي يراقب تصرفاتنا ليس قِطًّا يمكن أن “يغيب” أو يتوارى أمرٌ عن عينيه، بل هو الله العظيم الذي لا يخفى عنه شيء؛ إذ أنه «لَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» (عبرانيين4: 13). إنه مَن قال يومًا «إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟» (إرميا23: 24)؛ فأين عساك أن تختبئ منه لتفعل شرَّك دون حساب؟ بل هو من قيل عنه «مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُّ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ. مِنْ مَكَانِ سُكْنَاهُ تَطَلَّعَ إِلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ. الْمُصَوِّرُ قُلُوبَهُمْ جَمِيعًا، الْمُنْتَبِهُ إِلَى كُلِّ أَعْمَالِهِمْ» (مزمور33: 13-15)، فهو لا يرى ما نعمله فحسب، بل ما في داخل قلوبنا أيضًا، و«عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ» (مزمور11: 4)، ومن يستطيع النجاح في مثل هذا الامتحان؟! هلا أدلك على طريقٍ! لا تهرب منه محاولاً أن تتوراى عن عينيه، فهذا هو المُحال بعينه، بل اهرب إليه من شرِّك، ليخلِقك خليقة جديدة، ويراك في المسيح بلا لوم ولا عيب. افتح له قلبك ليطهِّره، يومها لن تحتاج مرة أخرى للهروب منه. |
||||
21 - 12 - 2016, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
ابن الوز عوام “الوز” أو بالفصحى “الأوز” هو طائر غني عن التعريف، من ضمن ما يتميز به أنه يستطيع السباحة (العوم) بسلاسة وطلاقة. والمثل في معناه الحرفي أن الأوز (والذي يبيض ولا يلد) يأتي بأبناء يعرفون السباحة بالطبيعة دون احتياج أن يعلِّمهم أحد. والمثل يُقال عندما تظهر صفات أو مواهب الأب أو الأم في أبنائهما تلقائيًا؛ عندما يكون ابن الفنان فنانًا، وابن الكريم كريمًا. كما يُقال كتدليل على أن الصغار هم أبناء آبائهم بالحق إذ يحملون صفاتهم ويشبهونهم. وهذا يعلِّمنا درسًا روحيًا هامًا. فكلّ منا، روحيًا، له أبٌ واحد من اثنين: إما الله أو إبليس! بالطبيعة نحن أولاد الغضب لأننا أولاد إبليس (أفسس2: 3)، لكن يمكن أن يتغير الحال بالإيمان القلبي الحقيقي بالمسيح «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ» (يوحنا1: 12). وقد أكَّد الرب حقيقة مشابَهة الأبناء لأبيهم لليهود الأشرار عندما رأي عدم صدقهم ورغبتهم في قتله، فقال «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَق. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا8: 44). وعلى الجانب الآخر يحرِّض، في موعظته الأشهر، من يدعون الله أبًا: «لْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى5: 16، 48). لذا يجب أن نلتفت أن أعمالنا هي المحك الذي يُظهر طبيعتنا، وشهادة تُعلِن أمام الجميع إلى من ننتمي. يقول يوحنا الرسول: «بِهذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ: كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ» (1يوحنا3: 10). فمن يظهر إذًا في حياتك عزيزي القاريء؟ من تقول أعمالك أنه أبوك؟ فإن كنت بالإيمان الحقيقي ابنًا لله فاسمع تحريض بولس الرسول: «كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ» (أفسس5: 1)، وانتبه أيضًا لما يقول بطرس الرسول: «كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ» (1بطرس1: 14-17). فليتنا كأبناء لله نشابه أبينا ونحيا حياة القداسة لنشابهه، فنكون قديسين لأنه هو قدوس. |
||||
21 - 12 - 2016, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
العين بصيرة والإيد قصيرة
عندما تحكي لواحد مشكلة لديك قد لا يشعر بك ولا بمعاناتك، سواء لأنه لا يهتم أو لأنه لم يجرِّب مشكلتك، أو لعلك أخطأت في اختيار الشخص الذي شكيت له. ومن الممكن أن تحكي مشكلتك لآخرٍ يكون أكثر تعاطفًا من الأول؛ فيتفاعل معك ويتعاطف مع مشكلتك، لكن عندما تنتظر منه الحل، يفاجئك بقول مِثل هذا المَثَل: “العين بصيرة والإيد قصيرة”؛ بمعنى أنه يقدِّر المشكلة لكن لا يقدِر أن يفعل شيئًا. وغالبًا لن تجد من يُقدِّر ويقدر أن يحلّ مشاكلك. لكن أبشِر! فهناك من هو على استعداد أن يسمعك في كل مشاكلك، ويتعاطف معك، ويتدخَّل لصالحك بقدرته غير المحدودة. يقول الكتاب، في إشعياء63: 9، عن الرب، في علاقته بالمؤمنين به، إنه: «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ»، أي أن عينيه تريان كل ظروفهم الصعبة، ويتعاطف معهم فيها. لكنه لا يكتفي بذلك، بل يُكمل بالقول «وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ». أي أنه يتدخل بقدرته لصالحهم وليحِل مشاكلهم. وبالإجمال يقول إنه «بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ». قديمًا كان عند أسرة في بيت عنيا مشكلة موت الأخ، لعازر. وعندما رأى الرب بكاء الأختين، يقول الكتاب عنه: «بَكَى يَسُوعُ»، تعاطُفًا مع المتألمين. لكنه عمل بقدرته في حل مشكلتهم بإقامة لعازر وإعادة البهجة لهم (يوحنا 11). لقد عاش الرب يسوع هنا في الأرض أكثر من ثلاثة وثلاثين سنة مثلنا، عاشها في ظروف صعبة جدًا، قاسى فيها من فقر وظلم وبُغضة وغدر وخيانة، وعن ذلك يقول الكتاب «مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا... لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ». ويلتفت إلينا ليطمئن قلوبنا «فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ... فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ». لذا نفعل حسنًا عندما، في كل مشاكلنا وضيقاتنا، نسمع التحريض: «فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ» (عبرانيين2: 17، 18؛ 4: 14‑16؛ 7: 25). صديقي... في كل مشاكلك تعالَ للمسيح الذي قال «تعالوا إليَّ... وأنا أريحكم»، فهو الوحيد الذي ستجده دائمًا: عينه بصيرة ويده قديرة. |
||||
21 - 12 - 2016, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
اللي بيته من قزاز ما يحدفش الناس بالطوب
مثل شعبي شهير بالعامية المصرية، يُقال لشخص ينتقد آخر في عيب أو خطإ معروف عنه هو نفسه؛ كأن يقوم واحد معروف عنه الكذب بانتقاد كذب واحد آخر. فمن كان بيته من زجاج عليه أن يخشى أن ترتد الحجارة التي يقذفها إلى بيته فتحطِّمه. والكتاب المقدس يحذِّرنا كثيرًا من هذا السلوك؛ أن ندين الآخرين في ما نخطئ نحن فيه. فعندما جاء الكتبة والفريسيون بالمرأة التي أُمسِكت في زنا، وكل منهم وكأنه يَسِن أسنانه لافتراسها بسبب خطئها، كان قول الرب الواضح والصادم لهم: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» (يوحنا8: 7). وقد انسحبوا جميعًا من أمام ذلك الذي يكشف القلوب؛ إذ لم يكن منهم مَن ينطبق عليه هذا الشرط. فما أكثر خطايا كل منا، نخفيها عن الناس، لكن المستحيل أن تخفى عن عين الله. وفي موعظة المسيح على الجبل، يرنّ صدى تعليمه العظيم ليجتاز كل الأجيال إلى مسامعنا: «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى (إفرازات لزجة من العين) الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!» (متى7: 1-5). والكلام لا يحتاج إلى تعليق ونحن عُرضة أن نحاول نسيان أخطائنا بأن نبحث عن أخطاء الآخرين، وهو ما يُسمَّى في علم النفس بـ“الإسقاط”، وهو حيلة دفاعية للهروب من مواجهة الأخطاء. تعلَّمت أن أول ما يريدني الله أن أعمله إذا ما اكتشفت خطأً في آخرٍ، هو أن أفحص نفسي أولاً؛ لئلا أكون مثله أو أسوأ، والله يستخدم ذلك كجرس إنذار لي. ثم إن اجتزت هذه الخطوة باتضاع أمام الله، فعليَّ أن أصلّي كثيرًا من أجل أن يعالج الرب الخطأ في الآخر. وأخيرًا إن كنت مؤهَّلاً لمعالجة هذا الخطإ (مِن حيث السِّن والخبرة الروحية والإمكانيات) فإني أستمع لقول الكتاب: «أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ (وهُم المؤهَّلين للحل) مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا» (غلاطية6: 1). وإن لم أكن مؤهَّلاً، فلأستمر في الصلاة، وربما أمكن أن أُدخِل شخصًا روحيًّا في الأمر يمكنه الحل. وفي كل الأحوال لا يجوز لي أن أُشَوِّه سُمعة المخطئ أمام الناس. صديقي العزيز.. ليتنا نكفّ عن “حدف الناس بالطوب”! |
||||
21 - 12 - 2016, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
أصل هذا المثل بيت شعر لأبي الطيب المتنبي، أحد شعراء العصر العباسي (القرن العاشر الميلادي)، يقول: ما كُلُّ ما يَتَمَنَّى المَرءُ يُدرِكُه تجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ وقد اقتُطع من سياقه ليدلِّل به قائله على أن ظروف الحياة تأتي عكس ما يتمنى الإنسان، كما أن السفن (كناية عن قبطانها ورُكَّابها) تتمنى أن تكون الريح سهلة ومواتية؛ أي في اتجاه سير السفينة لتدفعها للأمام، لكن كثيرًا ما تكون الرياح مضادة فتعوق مسيرتها، وأحيانًا عاتية مهاجمة قد تصل لتحطيمها. ونحن غالبًا، ولا سيما في أيامنا الحاضرة بأوضاعها، نلوم ظروفنا أنها ضدنا، ومن وراء الظروف قد نلوم الله نفسه أنه يسمح بالظروف الصعبة، بل قد يصل الأمر بالبعض إلى إنكار وجود الله من الأساس، تحت دعوى أنه لا يمكن لإله طيب عادل أن يسمح للبشر بالمعاناة. والحقيقة أن لله دائمًا حكمة من وراء الظروف المعاندة، يمكننا أن نرى بعض جوانبها في عودة ضالين إلى الله بسبب ضيق الظروف (كالابن الضال في لوقا15)، أو في تعديل مفاهيم خاطئة لدى البعض (كما في حالة أيوب)، أو في أن يُقاد الإنسان من خلال ظروف صعبة إلى الرفعة (كما في قصة يوسف بن يعقوب)، أو لتنقية المعدن الأصيل للإيمان. ودائمًا عند الله سبب لصالحنا عندما يسمح بالضيق (للمزيد اقرأ تثنية8: 2؛ أيوب42: 1‑6؛ يونان2: 1‑4؛ يوحنا15: 18‑21؛ رومية8: 19‑23؛ 2كورنثوس4: 17؛ 12: 7‑10؛ 1بطرس1: 6، 7؛ 3: 14؛ 4: 12‑19). ودائمًا من حقنا أن نثق أنه يجعل «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ (أي المؤمنين الحقيقيين به)». وفي سياق هذا المثل أتذكر القول البليغ لمزمور107: 23‑32: «اَلنَّازِلُونَ إِلَى الْبَحْرِ فِي السُّفُنِ... هُمْ رَأَوْا أَعْمَالَ الرَّبِّ وَعَجَائِبَهُ فِي الْعُمْقِ. أَمَرَ فَأَهَاجَ رِيحًا عَاصِفَةً فَرَفَعَتْ أَمْوَاجَهُ... ذَابَتْ أَنْفُسُهُمْ بِالشَّقَاءِ... وَكُلُّ حِكْمَتِهِمِ ابْتُلِعَتْ. فَيَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، وَمِنْ شَدَائِدِهِمْ يُخَلِّصُهُمْ. يُهْدِئُ الْعَاصِفَةَ فَتَسْكُنُ، وَتَسْكُتُ أَمْوَاجُهَا. فَيَفْرَحُونَ لأَنَّهُمْ هَدَأُوا، فَيَهْدِيهِمْ إِلَى الْمَرْفَإِ الَّذِي يُرِيدُونَهُ. فَلْيَحْمَدُوا الرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ». وليتنا نفهم أن الله يتمجد في أن يُرينا أعماله في عمق الظروف! وليتنا نتعلم طريق الصراخ إلى الرب لا الناس! كما وليتنا نفرح به ونحمده في كل الظروف؛ إن أتت الرياح بما اشتهينا أو عكسها! وقريبًا، وهذا رجاء كل مُخَلَّص بدم المسيح، سترسو سفينتنا في المينا الأمين، في السماء، حيث لا رياح بعد. فهل لك هذا الرجاء؟! إن كان لا فأسرع للمسيح فيمنحك إياه! |
||||
22 - 12 - 2016, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
كل الطرق تؤدي إلى روما
فكرة ساعدت على بناء الإمبراطورية الرومانية العظيمة قديمًا، وهي ربط المدن التي يرغبون في ضمها بروما بطريق مُعَبَّد (مرصوف) لتسهيل التجارة والتعاملات مع تلك المدينة، ومن ثَم يقود هذا روما أخيرًا للتحكم الكامل بها. وبعد زمن قليل تحقَّقت هذه المقولة بالفعل، فأصبح أي طريق مرصوف يؤدي إلى روما (ويُقال إلى نقطة محدَّدة فيها). انتهى هذا الزمن وكثُرت الطرق التي تؤدي إلى كل مكان، لكن بقيت هذه العبارة كمثل في لغات عدة؛ فيُقال بالإنجليزية: “All roads lead to Rome”، وبالفرنسية: “Tous les chemins mènent à Rome”، وبالإيطالية: “Tutte le strade portano a Roma”؛ والمقصود به أن الوصول لأي هدف ممكن بطرق كثيرة جدًّا. وقد يكون هذا صحيحًا - بنسبة ما - في بعض الأهداف ولا سيما البسيطة، لكنه محدود جدًّا في أهداف أخرى. والأهم أنه لا ينطبق على الكثير من الأهداف الأكثر أهمية في الحياة؛ فليست كل الطرق تؤدي إلى الله، إلى السماء، إلى السعادة الحقيقية، إلى راحة القلب... يقول الكتاب عن البعض: «وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ» (يهوذا 11)، الذي حاول أن يصل إلى رضا الله بأعماله، مع أن قلبه كان شريرًا، فانتهى به الأمر هاربًا من وجه الله ثم الهلاك الأبدي. كما ويقول عن آخرين: «قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ» (2بطرس2: 15)، وما أكثر أمثالهم اليوم ممن يعتقدون أن المال وسيلة لتحقيق كل شيء. إن أردتَ الحقَّ فاسمع من ذاك الذي قال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا14: 6)، وهو من قيل عنه أيضًا: «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ» (أعمال الرسل4: 12). نعم، ليس بغير الرب يسوع المسيح لا خلاص ولا سعادة ولا راحة ولا أي مما ترجو. إنه وحده “الطريق الحق للحياة”، فهل سِرتَ في هذا الطريق إذ قبلته بالإيمان مُخَلِّصًا شخصيًّا لك؟! لا تضل الطريق؛ لأنه «تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ» (أمثال14: 12؛ 15: 25)، وكم أخشى عليك منها |
||||
22 - 12 - 2016, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن الأمثال الشعبية في الكتاب المقدس
القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود
مثل مصري عامي شهير جدًّا. أُطلق في الأصل ليحضَّ الناس على التوفير والبُعد عن التبذير. ومع الزمن، وازدياد أهمية المال في أعين الناس يومًا بعد يوم، تطوَّر استخدم المثل ليصبح للدلالة على أهمية المال بصفة عامة. وبالطبع نحن لسنا مع الإسراف (إنفاق المال بمبالغة وبلا حكمة)؛ فمضاره كثيرة (اقرأ لوقا15: 13؛ تثنية21: 20؛ أمثال23: 21). لكننا أيضًا لسنا مع البخل والتقتير؛ فالكتاب يعلمنا أن نكون كُرماء، ومِضْيَافين، ومِعْطَائين، بصفة خاصة للمساكين، ومع المؤمنين، وفي عمل الرب (تثنية15: 7-11؛ أمثال11: 24، 25؛ رومية12: 8؛ 2كورنثوس9: 6، 7؛ 1بطرس4: 9). لكن الأمر الخطير الذي تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد هو استعمال هذا المثل للإشارة إلى أهمية المال والدعوة لاقتنائه على اعتبار أنه، مُمَثَّلاً في القِرش (عملة معدنية كانت متداولة منذ سنوات كان لونها أبيض والمئة منها تكوِّن جنيهًا)، ينفع في “اليوم الأسود” (للدلالة على أيام المآزق والمصاعب والظروف الصعبة). تلفَّت إلى ما يجري حولنا من أحداث، وأجِب عن سؤالي: هل نفع القرش (بل قُل مليارات القروش) أصحابها في يومهم الأسود؟ سمعت يومًا عن غنيٍ مرض، كان يقول إنه مستعد أن يدفع نصف ثروته في مقابل أكلة يُحبها لكن مرضه يمنعه منها؛ فهل نفعه القرش الأبيض ودفع عنه المرض الأسود؟ على أني أتذكر غنيَّيْن آخرَيْن لم ينفعهما قرشهما الأبيض في أسود أيامهما، يوم لقائهما بالله بدون غفران خطايا وبدون ستر المسيح؛ إنهما الغني الغبي، والغني المتنعِّم (اقرأ قصتيهما في لوقا12؛ 16). ما أكثر قروشهما في حياتهما، وما أسود أبديتهما! هل ما زلت تسعى لتجميع القروش البيضاء لتنفعك في الأيام السوداء، وما أكثرها؟! كُفَّ! واسمع قول الكتاب: «لأَنَّهُ ماذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متى16: 26)، «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ... لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ» (متى6: 24-34). لقد وُجد المال ليكون خادمًا، فتحوَّل إلى سيدٍ! سيدٌ قاسٍ، خان كل من وضع ثقته فيه. أما السيد الوحيد الحقيقي، ربنا يسوع المسيح، ربُّ الكل، فهو يصون ولا يخون، يحمل ويحمي ويحتمل، ويضمن لك أبدية الهناء بدل السوداء، ويسندك في كل ضيقك حتى ترى أتون النار مكانًا للنزهة. فهل تقبله على حياتك ربًّا وسيدًا؟! ليتك تفعل، فوحده من ينفع. |
||||
|