04 - 02 - 2014, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث
ابعد عن كل ما يُغضِب الله 4- ابعد عن كل ما يغضب الله في المستقبل.. لئلا تصيبك نكسة في الصلح، فترجع كما كنت.. إن صالحت الله، فلا تعد وتنضم إلي أعدائه. بل ابعد عن كل مجالات الخطية.. لأنه كثيرًا ما يشتاق القلب إلي الله، ثم يبرد اشتياقه بتأثير آخر مضاد. فالإنسان سريع التأثر، وما أسهل أن تتقلب الطبيعة من الضد إلي الضد، إن كانت لم تثبت بعد في الله ثباتًا كاملًا.. واعلم أن الصلح مع الله، ليس هو مجرد كلمة "أخطأت". فقد قالها كثيرون ولم ينتفعوا بها.. إنما الصلح مع الله، هو حياة تتميز بإرضاء الله. هو سلوك عملي يسعي لإرضاء الله وكسب محبته. وهو لا يقتصر علي الناحية السلبية فقط، أي عدم الدخول في خصومة جديدة مع الله. إنما من الناحية الإيجابية، يتحول الصلح إلي حب.. |
||||
04 - 02 - 2014, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث
إحيا في مجال التأثير الإلهي 5- وهنا أنصحك أن تحيا في مجال التأثير الإلهي.. وإشغل فكرك به. لا تكن علاقتك بالله هي علاقة يوم في الأسبوع نسميه "يوم الرب"، بل لتكن هي علاقة الأسبوع كله، وعلاقة الحياة كلها. ولا تظن أن الصلح مع الله، هو مجرد أن تفعل البر.. فحسن أن تسلك في الفضيلة. ولكن ضع أمامك: ان الفضيلة ليست هي الهدف. فالهدف هو الله ذاته. الفضيلة هي مجرد وسيلة تعبر بها عن التصاقك بالله.. أما هدفك فهو هذا الالتصاق بالله، في حب مستمر.. وإن سرت في حياة الفضيلة والبر، فلا يكن ذلك لكي تكبر ذاتك في عينيك، أو في أعين الناس.. وإنما لكي بهذا البر ترتبط بالله أكثر، ويصبح قلبك أهلًا لسكناه. لذلك كن مدققًا جدًا وحريصًا. لا تخرج من دائرة الله، إلي دائرة الذات، أو إلي دائرة الفضائل. كن مركزًا اهتمامك وسعيك كله في الله ومحبته. فيظل قلبك حارًا علي الدوام، وتستمر علاقتك بالله قوية.. عيب كثيرين أنهم يمارسون الفضائل، دون أن يشعروا بوجود الله في حياتهم وفي عواطفهم. أما أنت، فقل له: أريد يا رب أن اشعر بك، وتعلن لي ذاتك. اريد أن أختلي بك، وأكلمك وأفتح لك قلبي. أريد أن أحبك أكثر من كل واحد، وأكثر من كل شيء. وأكون مستعدًا أن أخسر كل شيء وأنا أحسبه نفاية، لكي أريحك أنت وأوجد فيك (في 3: 8). هذه هي حرارة الصلح التي تتحول إلي حب.. وفي هذه الحرارة تمسك بكل الوسائط الروحية التي تشعل عواطفك من نحو الله، وتقوي علاقتك به. |
||||
04 - 02 - 2014, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث
طرق المصالحة مع الله 6- إقرأ عن قديسى التوبة، الذين إصطلحوا مع الله وأحبوه.. وتأمل سير القديسين عمومًا، وكيف ملأ الله قلوبهم، وكيف حرصوا علي إرضائه. لأن سيرتهم تلهب فيك محبة الله، وتبعث محبة الخير الكامنة في قلبك. فكل إنسان مهما سقط في الخطية، يوجد في أعماقه إشتياق إلي الخير، إذ قد خلقه الله علي صورته ومثاله، والشر دخيل علي الطبيعة البشرية. وكل شر يعمله الإنسان، يسمع صوتًا في داخله يحتج عليه. ويأتي وقت لا يستطيع فيه إسكات هذا الصوت.. وإذا قرأ سير القديسين، أو رأي نموذجًا للفضيلة، ما أسهل أن يلتهب قلبه من الداخل، ويشعر بنقصه، وتمتلئ عيناه بالدموع ويعترف أن السمو الروحي هو السمو، سواء سلك فيه أم لم يسلك. وكل إنسان مستعبد لشهوة معينة، لابد في داخله إحتجاج عليها، مهما حاول أن يتجاهل هذا الإحتجاج. 7- في صلحك مع الله، لا تندم علي متع العالم التي تركتها من أجله. فهذه حرب من الشيطان.. لا تكن كإمراة لوط، التي نظرت إلي الوراء وهي خارجة من سدوم (تك 19: 26). بل أشعر بفرح أنك تخلصت من ذلك الماضي. فالخاطئ تنقص قيمته في عينيه وفي أعين الناس.. وإن كان الشيطان يغرينا الآن بخطية، فإنه سيعيرنا بها في يوم الدين أمام الله والناس، ويعتبرنا من جنوده لأننا إنفذنا له. ويعتبر نفسه مالكًا لكل عضو من أعضائنا خضع له. ولذلك حسنًا قال الرب عنه:" رئيس هذا العالم يأتي، وليس له في شيء" (يو 14: 30). 8- إن أصطلحت مع الله، إحرص أن تستمر مع صلحك.. لذلك فكر كثيرًا في الأبدية وفي ملكوت الله.. ليكن تفكيرك بعيد المدي، ولا يقتصر علي الأيام القليلة التي نعيشها علي الأرض، بما فيها من إرتباطات بالمادة والجسد. وإن تعبت من أجل الله، وفي الصلح معه حملت صليبًا، قل لنفسك إن "الآم الزمان الحاضر، لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رو 8: 18). ولذلك فإن الذين يعيشون في علاقة طيبة مع الله، يعيشون "غير ناظرين إلي الأشياء التي تري، بل إلي التي لا تري. لأن التي تري وقتية وأما التي لا تري فأبدية" (2 كو 4: 18). 9- إحترس من المفاهيم الجديدة، التي تقلب موازينك الروحية.. التي تقول لك: "أي خطأ في هذا؟!"، أو تهون من جسامة الأخطاء، أو تسميها بغير أسمائها، أو تقدم تبريرات لكل خطية.وفي ظلها لا تبدو الخطية خطية، ويزول الحس الروحي، ولا يشعر الإنسان أنه أغضب الله في شيء! ربما يظن أن الله يغضب منه بلا سبب! وهكذا لا يجد مبررًا لطلب الصلح، لأنه لا يشعر أنه أخطأ! بينما من بديهيات المصالحة، الشعور بالخطأ. ولا يتأتي هذا إلا إذا تمسك الإنسان بلقيم السليمة، المسلمة لنا مرة من القديسين، في أقوالهم وفي حياتهم.. 10- كن سريع الإستجابة لصوت الله في قلبك.. إن سمعت في داخلك صوت الله يدعوك إليه، فلا تتجاهله، ولا تؤجل، لئلا تصاب بقساوة القلب، وتفقد التأثير الروحي. وكما قال الرسول "إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3).. |
||||
04 - 02 - 2014, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث
تفضيل الله على الذات | اصطلح مع نفسك 11- من أساسيات الصلح، أن تفضل الله علي ذاتك. إن أخطر ما يعوق الصلح، هو أنك تفضل ما تريده أنت علي ما يريده الله. ذاتك هي الصنم الذي تعبدوه. وطالما ترضي ذاتك في كل شيء، فلا يمكن أن تصطلح مع الله. ولذلك حسنًا قال السيد المسيح: "من أراد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني" (مز 8: 34). حتى في الصلاة الربية التي علمنا إياها، جعل الطلبات الخاصة بنا في الآخر. أما الخاصة بالله فهي أولًا. إنكارك ذاتك في هذه الأرض، هو كسب ذاتك في الملكوت.. لذلك قال لنا الرب: "من أراد أن يخلص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها" (مت 16: 25). وقال أيضًا "من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (مت 10: 39). فما الذي ضيعته أنت لأجل الرب؟ ما الذي بذلته؟ أتريد أن تصطلح مع الله؟ إحفظ هذا المبدأ: الله أولًا. والناس ثانيًا. ونفسك اَخر الكل.. إصطلح مع الله، واصطلح مع الناس، حينئذ ستصطلح معك نفسك، وتصطلح معك السماء والأرض.. 12- وفي صلحك مع الله، اشعر بالتغيير في حياتك.. لا تَعِشْ بنفس الأسلوب، بنفس الطباع، بنفس التفكير. إنما إجعل مصالحتك مع الله تغير حياتك.. إلي أفضل. والشخصية التي إعتاد لشيطان أن يسيطر عليها قبلًا، تصبح شخصية لها قوتها في حروب الشياطين، ولها اتضاعها في الوقوف أمام الله، ولها محبتها وخدمتها واحتمالها في معاملة الناس. وليكن الرب معك.. |
||||
|