|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس والعاصفة الثلجية وهبّت عاصفة ثلجية على الناحية التي كان فيها العمود. لم يعتد القديس، إلى ذلك الحين، أن يتظلّل بشيء البتة. ولكن كان عليه معطف من جلد. ومن شدة الأهوية تمزّق وقذفته العاصفة بعيداً. ثم إن الجليد والثلج غطيا رجل الله دون أن يتمكن تلاميذه من الاقتراب إليه الليل بطوله. ولما هدأت العاصفة في اليوم التالي بدا القديس كأنه جثة أو عمود ملح. لقد غدا شعره قطعة جليد ووجهه مغطى كما بزجاج. لا حركة ولا كلمة! فأسرع تلاميذه ببعض الماء الدافئ وأخذوا إسفنجا وصاروا يفركونه قليلاً قليلاً. وبالجهد استعاد قدرته على الكلام. ولما قالوا له مذعورين: "لقد كنت في خطر عظيم يا أبانا!" أجاب وكأنه صحا لتوه من رقاد النوم: "صدقوني، يا أولادي، إني كنت، إلى هذه الساعة، في راحة كاملة! فعندما اشتدت العاصفة وتمزّق معطفي شعرت بأسى عميق دام قرابة الساعة. وبعد أن أغمي عليّ قليلاً صحوت وطلبت من الإله الرحيم أن يعينني! فإذا بي أغفو. وبدا لي إني استلقيت على سرير وكانت عليّ أغطية وشعرت بالدفء، ورأيت رجلاً جالساً عند رأسي كان، بحسب ظني، الرجل الذي التقيته في طريقي إلى الأرض المقدسة واختفى عني. كان يكلّمني بحب كبير حتى أنه أخذني بين ذراعيه وأدفأني وقال لي: أحبّك حباً كبيراً وأحببت أن أكون بقربك! إن أغصاناً مثمرة عديدة سوف تزهر من جذرك! وإذ كنت أنعم بصحبة الرجل أيقظتموني. قال القديس ذلك بحزن وكأنه لام تلاميذه على ما فعلوا. من تلك الحادثة أصرّ لاون الإمبراطور على القديس أن يقبل بأن يقام له على العمود ملجأ يلتجئ، إليه في العواصف والأعاصير، وبالجهد رضخ. |
29 - 03 - 2017, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
ضابط اسمه تيطس وأحب لاون الإمبراطور أن يكسب ودّ رجل مغوار كان مقيماً في بلاد الغال، له تحت إمرته رجال عديدون مدرّبون تدريباً جيداً على القتال. اسم الرجل كان تيطس. هذا استقدمه الإمبراطور إلى القسطنطينية وأرسله لزيارة قديس الله. فلما وقع نظر تيطس على المغبوط وسمع كلامه تعلّق قلبه به وقال: "كل تعب الإنسان يذهب على الغنى وجمع المقتنيات وإرضاء الناس. ولكنْ ساعة موته تذهب بكل ما يكون قد جمعه. لذلك خير لنا أن نكون خداماً لله لا للناس!". تفوّه تيطس بهذا وألقى بنفسه أمام رجل الله متوسلاً إليه أن يقبله في عداد رهبانه. فلما بارك القديس عليه وأثنى على عزمه، استدعى تيطس جنوده وقال لهم: "من الآن فصاعداً أنا جندي للملك السماوي. لقد كنت إلى الآن ضابطاً عليكم. لا نفعت نفسي ولا نفعتكم بل كنت أحثّكم على القتل وإراقة الدماء. أما الآن فإني أتخلى عن كل ذلك. فمن أراد منكم أن يبقى معي فليبق. لا ألزمكم بشيء. وها أمامكم أموال فخذوا منها وعودوا إلى بيوتكم". ثم وزّع عليهم المال، وانصرفوا كلهم إلا اثنان لازماه واقتبلا دعوته إلى الحياة الرهبانية. |
||||
29 - 03 - 2017, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
أما تيطس فأخذ يراقب القديس في سرّه ليرى ما يأكل وما يشرب وكيف يقضي حاجة نفسه. وقد بقي كذلك أسبوعاً كاملاً دون أن يتمكن من معرفة شيء عنه. فصعد إليه ورجاه أن يفسِّر له الأمر، فتطلع القديس إليه بحنان وقال له: "صدّقني يا أخي إني آكل وأشرب ما يكفيني لحاجتي. أنا لست روحاً ولا من دون جسد. أنا إنسان مثلك من لحم ودم... وأجاهد لأحفظ عفّة بطني. وإذا جرِّبت بأخذ ما يزيد عن حاجتي قاصصت نفسي...!" فسأله تيطس: "إذا كنت أنت الذي تقف في وجه الرياح ولك مثل هذا الجسد تجاهد لتحفظ عفّة البطن لخير نفسك فما الذي عليّ أنا أن أفعله، أنا الشاب القوي بالجسد؟ "فأجابه القديس: "افعل ما يقدر جسدك عليه! لا تحمِّل جسدك أكثر من طاقته ولا أقل من استطاعته. لو كنت لتشحن السفينة فوق حمولتها لتسببت في غرقها، ولو كنت لتتركها دون حمولة كافية لكانت الرياح تقلبها. إني بنعمة الله، يا أخي، أعرف طاقتي وأقيس طعامي على قدر حاجتي. فذهب تيطس منتفعاً من كلام الشيخ ومارس نسكاً على قدر طاقته إلى أن رقد مرضياً لله. |
||||
29 - 03 - 2017, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
القديس و باسيليسكوس بعد الإمبراطور لاون اعتلى العرش زينون ثم حلّ محله باسيليسكوس المغتصب (475-476م). هذا احتضن أفكاراً هرطوقية ودخل في صراع مكشوف مع البطريرك أكاكيوس (471-489م) وقد بعث باسيليسكوس إلى المغبوط برسول يستميله إليه سائلاً بركته فردّ عليه القديس بالجواب التالي: "أنت لا تستحق البركة لأنك قبلت أفكاراً يهودية وألغيت تجسّد الرب يسوع وأقلقت الكنيسة المقدّسة واحتقرت خدّامها. ومكتوب: لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدّام الخنازير. لذلك اعلم أن الله سوف ينزع ملكك وطغيانك". أما أكاكيوس فبعث إلى القديس برهبان قائلاً له: "اقتدِ بالمسيح معلمك الذي أحنى السموات ونزل وتجسّد من عذراء قديسة وعاشر الخطأة وبذل دمه ليقتني العروس التي هي الكنيسة. والآن والكنيسة يهينها الأشرار وشعبها تبعثره ذئاب شرسة وراعيها تضربه العاصفة، أقول لك لا تتجاهل شيبتي بل أمل أذنك وتعال افتدِ أمّك الكنيسة!" فلما أتوا إليه سجدوا أمامه ونقلوا له ما آلت إليه حال الكنيسة والبطريرك والكهنة والشعب المؤمن فاستمهلهم ليصلي. وفي نصف الليل، جاءه صوت يقول له: "قم انزل مع الآباء ولا تتردّد، ثم عد واستكمل خط سيرك بسلام!". للحال أيقظ القديس تلاميذه، ونزل عن عموده بصعوبة كبيرة لآلام قدميه، وذهب مع الآباء إلى المدينة فبلغوا الكنيسة العظمى قبل الفجر. |
||||
29 - 03 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
ولما أطلّ الصباح وبدأ الناس بالتوافد إلى الكنيسة، رأوا المغبوط فاندهشوا وأذاعوا أن القديس حضر فاجتمعت المدينة كلها إليه. وأحس باسيليسكوس بأن نزول القديس إلى المدينة استقطب الناس فخشي على حكمه وتراجع. توجه إلى الكنيسة العظمى صاغراً وتقدّم هو والبطريرك إلى رجل الله وسجدا عند قدميه، فحيّاهما ودعاهما إلى السلام فيما بينهما، وألزم باسيليسكوس بتحرير دستور يعلن فيه التزامه الإيمان القويم لتهدئة ثائرة الشعب. وبعدما تمّم كل شيء وانصرف الشعب كل إلى بيته عاد رجل الله إلى عموده. ولكن قبل أن يصعد إليه من جديد أسرّ لمن كانوا حوله أن نيّة باسيليسكوس غير صافية وإن الله سيقصيه عن الحكم في وقت قصير. وهكذا كان، إذ لم تمرّ أشهر قليلة على نزول القديس إلى المدينة حتى أطيح بباسيليسكوس وعاد زينون ليحكم حتى العام 491م. |
||||
29 - 03 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
أشفية أيضاً وأيضاً لم ينقطع سيل القادمين إلى القديس طلباً للاستشفاء. ولوداعته لم يكن يردّ أحداً، والله أجرى على يديه عجائب جمّة. من هذه العجائب أن رجلاً اسمه هيباسيوس لم يحسب نفسه مستحقاً للمجيء إلى رجل الله. وكان شبيهاً بقائد المئة في الإنجيل. فقد اعتاد كلما مرض أحد من أهل بيته مرضاً صعباً أن يبعث إلى القديس برسالة يسأله فيها الصلاة من أجله. وما أن يصل جواب القديس إليه مكتوباً حتى يأخذه ويجعله على المريض كما لو كان يد الرب يسوع المسيح بالذات فيشفى المريض للحال. |
||||
29 - 03 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
تنبؤه بموت زينون الملك عرف القديس بروحه، قبل حين، أن زينون الملك على وشك المغادرة إلى ربّه فبعث إليه بعدد من الرسائل الغامضة. أخيراً كلمه بصراحة قائلاً له أن بإمكانه أن يكون واثقاً من رحمة ربه عليه إن هو اهتمّ، في ما بقي له من عمر على الأرض، بالامتناع عن اشتهاء ما للغير وأن يتخلّص من المخبرين ويعامل برأفة وكرم كل الذين أساؤوا إليه لأن الله لا يُسرّ بأمر كما يُسرّ بالصفح واللطف. |
||||
29 - 03 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
مرض القديس ووصيته ومرض القديس ورغب الكثيرون في إعداد مقبرة حجرية فخمة له. فعلّق على ذلك بالقول: "كل هذا الذي ينوون فعله عظيم وفي مستوى إيمانهم بالله وكاف ليستنزل عليهم رضى ربهم، ولكن لا يناسبني أن يكون لي مكان راحة من حجر وعلى هذا القدر من الغنى، بل أشتهي أن أدفن في التراب لأن أمر الله هو هذا: "أنت من التراب وإلى التراب تعود..." رغبتي هي أن أدفن عميقاً في الأرض وأن تكون بقايا القديسين الشهداء موضوعة فوقي، حتى إذا ما رغب أحد في زيارة مكان راحتي ليتقوى إيمانه يحيّي القدّيسين ويأخذ منهم جائزة أعماله الصالحة وينجّي نفسه من الدينونة". وبالفعل، لما رقد القديس تمّم تلاميذه وصيته وجعلوا فوق قبره رفات الفتية الثلاثة القدّيسين حنانيا وعازاريا وميصائيل. |
||||
29 - 03 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
دعاؤه لتلاميذه قبل رقاد القديس بسبعة أيام وهو عارف بكل شيء، جمع تلاميذه وقال لهم: "أخوتي وأبنائي، ها أنا ذاهب إلى الرب يسوع المسيح. الله الذي خلق كل الأشياء بكلمته وحكمته، السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، وأخرج جنس البشر من العدم إلى الوجود، الذي هو رهيب لملائكته رئيف بالناس، الذي أحنى السموات ونزل إلى الأرض، كالمطر الهاطل على الحضيض، على العذراء القديسة مريم، والدة الإله، الذي سرّ وارتضى أن يتجسّد منها بطريقة لا يعرفها أحد غيره، وأن يُرى من الناس على الأرض، الرافع خطايا العالم، الذي تألم من أجلنا، وبجراحه على الصليب شفى جراحنا الروحية وسمّر الصك الذي كان ضداً لنا، هو يشدّدكم ويحفظكم سالمين من كل شر ويسدّد إيمانكم به ثابتاً راسخاً لا يتزعزع إن كنتم تحفظون الوحدة والمحبة الكاملة فيما بينكم إلى آخر نفس لكم! ليسبغ الله عليكم النعمة لتخدموه بلا عيب وتكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً، ثابتين في التواضع والطاعة. لا تهملوا الضيافة. احذروا أن تفصلوا أنفسكم عن أمكم المقدسة التي هي الكنيسة. تحوّلوا عن كل أسباب الإساءة وطحالب الهراطقة الذين هم أعداء، للمسيح، لتكونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل. والآن أستودعكم الله، يا أولادي الأحبة، وأضمّكم جميعاً إلى صدري بمحبة الأب. الرب معكم!". |
||||
29 - 03 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار دانيال العمودي العجائبي (+493م)
رقاده رقد القديس دانيال عند الساعة الثالثة من نهار السبت الحادي عشر من شهر كانون الأول سنة 493 م. وقد ذكر أن إنساناً ممسوساً قال الروح النجس فيه أنه سوف يخرج من الرجل في الساعة التي يأتي الملائكة والأنبياء والرسل والشهداء والقدّيسون لنقل القديس إلى السماء. وهذا ما حدث. كان القديس قد بلغ الرابعة والثمانين من العمر. ملاحظة: كتب السيرة أحد تلاميذ القديس دانيال . و تعيد له الكنيسة في الشرق و الغرب معاً في هذا اليوم . طروبارية أبينا البار دانيال العمودي باللحن الأول لقد صرتَ للصبر عموداً، وللآباء القدماءِ ضارعتَ، مبارياً لأيوب بالآلام وليوسف بالتجارب، ولسيرة عادمي الأجساد وأنت بالجسد، فيا أبانا البارّ دانيال توسل إلى المسيح الإله، أن يخلص نفوسنا. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار هزيخيوس العجائبي |
القديس البار سينوفيوس العجائبي (القرن9م) |
ايقونات القديس البار دانيال العمودي العجائبي |
القديس البار اوستراتيوس العجائبي (القرن9م) |
القدّيس دانيال العمودي البار |