22 - 07 - 2014, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 21 - إنجيل لوقا
7- المعطي فبسخاء (21: 1-4). ولاحظ الرب وهو جالس في الهيكل أن كل واحد من الشعب يأتي بتقدمته ويضعها في صندوق مخصص لذلك، حيث كانت تستخدم صندوق مخصص لذلك، حيث كانت تستخدم لسد احتياجات الهيكل وإعالة الكهنة والفقراء. ومدح الرب صاحبة الفلسين لأنها أعطت بسخاء، كل ما عندها، أعطت بالرغم من فقرها الشديد. فالرب لا يحتقر التقدمة مهما كانت قليلة، ولكنه ينظر إلى المحبة التي تقدم بها، وهو لا يزال ينتظر تقدمات شعبه من مال وجهد ووقت قي كنيسته إلى اليوم. 8- الحديث عن خراب أورشليم والمجيء الثاني (21: 5-38). *انه سيظهر أناس كاذبون يدَّعون أنهم هم المسيح المنتظر، وأن زمان القيامة قد قرب، وحدث ذلك فعلًا في أيام الرسل، ومن هؤلاء الرجال سيمون الساحر (أع8: 9، 10)، وثوراس الذي تبعه حوالي 400 من الرجال (أع5: 36)، ويهوذا الجليلي (أع5: 37). * وستكون هناك حروب في أماكن متعددة، وحدث ذلك فعلًا إذ سمعوا عن حروب في روما وكريت وأزمير بآسيا الصغرى، هذا بالإضافة لما عاناه اليهود في أورشليم بسبب الرومان الذين حاصروا أورشليم لمدة ستة سنوات، حيث نفذ كل ما عندهم من أكل، وحدثت المجاعات التي مات بسببها الكثيرون، ولم يجدوا من يدفنهم، فظهرت الأمراض والأوبئة، واضطرت الأمهات إلى طبخ أولادهن لكي يسدوا جوعهن، ثم انتهى الحصار بأن دخل جيوش الرومان إلى أورشليم وهدموها، وقتلوا من فيها، وخربوا الهيكل حيث لم يترك فيه حجر على حجر إلا ونُقض، وكان ذلك سنة 70م. * أما المسيحيون الموجودين في أورشليم في ذلك الوقت، فسوف يتعرضون لإضطهادات كثيرة من السلطات الدينية اليهودية، ومن السلطات الزمنية الرومانية، بل ومن الأقرباء حسب الجسد، كل هذا لأجل إيمانهم بالمسيح، ولكن شعرة من رؤوسهم لن تُمس، وعليهم فقط أن يصبروا على الألم حتى النهاية، ومن أشهر الذين استشهدوا في هذه الفترة القديس يعقوب الصغير احد التلاميذ الاثنى عشر وذلك بقتله سنة 62 م. ومتياس الرسول الذي اختير نيابة عن يهوذا الخائن، حيث رجمه اليهود ومات سنة 68م. وحينما شاهد المسيحيون حصار أورشليم بجيوش الرومان هربوا إلى جبال سوريا حسب وصية الرب لهم في آية (21). وكانت هذه الأيام صعبة جدًا على الكل، وبالأكثر على الحبالى والمرضعات لأنهم لم يقدروا على الجري والهرب. وأعلن الرب أن أورشليم ستكون خربة إلى أن يتم الكرازة بالإنجيل في المسكونة كلها. ثم أكمل الرب كلامه عن مجيئه الثاني، ولم يستبعد تكرار العلامات التي تمت مرة في خراب أورشليم، وأعلن انه سيكون مجيئه مخيفًا جدًا، للأشرار ومفرحًا جدًا للأبرار. وعلينا أن ننتظر هذا اليوم ونحن بعيدين عن كل ما يشغلنا عن لقاء الرب بقلب مستعد. |
||||
22 - 07 - 2014, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 22 - إنجيل لوقا
9- خيانة تلميذ (22: 1-6) وفي مساء يوم الثلاثاء، قبل عيد الفصح بيومين، دخل الشيطان قلب يهوذا، إذ وجد بابه مفتوحاُ له، ومفروشًا بالطمع والكراهية، فدفعه ليسلم سيده، بثلاثين من الفضة (عاموس2: 6) وهو ثمن زهيد يُدفع عن العبد الذي نطحه ثور وقتله (خر21: 32). 10- الإعداد للفصح (22: 7-13). كان اليهود يحتفلون بعيد الفصح أولًا وفيه يتذكرون عبور الملاك المهلك على بيوت آبائهم في مصر دون أن يمس أبكارهم، إذ يرى علامة الدم عليها. أما عيد الفطير فكان يبدأ في اليوم التالي لعيد الفصح ويستمر لمدة سبعة أيام، لا يأكل فيه اليهود خبزًا مختمرًا بل فطيرًا، ومع مرور الوقت امتزج العيدان معًا حتى أصبحا في عصر السيد المسيح عيدًا واحدًا يُسمى عيد الفطير أو عيد الفصح. واختار الرب حجرة صغيرة في أعلى بيت مرقس الرسول ليأكل فيها الفصح مع تلاميذه. فلنصعد مع الرب، تاركين كل الاهتمامات الزمنية، إلى عُلية القلب، حتى نتمتع بجمال عشرته. 11- أعمال وأحاديث الوداع (22: 14-62) * أكل الفصح (22: 14-18) ولما جاءت الساعة المعينة لأكل الفصح، وذلك في مساء يوم الخميس، اجتمع الكل وأفصح الرب عن شهوته لهذا الفصح بالذات، لأنه آخر فصح يُقدم، حيث يبطل الرمز ويأتي المرموز إليه، فصحنا المسيح ليقدم ذاته. فامسك بكأس وهي إحدى الكاسات الخمس التي اعتاد اليهود أن يشربوها مع أكل الفصح، ثم صلى صلاة الشكر كما هو متبع عندهم، ثم أعطاها لهم ليقتسموها بينهم. * تأسيس سر الشكر (22: 19-23) وبعد الانتهاء من أكل الفصح، قدم الرب جسده ودمه لنأكله في صورة الخبز والخمر، فهو لا يكتفي بان يتجسد من أجلنا ويسير بيننا لنراه ثم يصعد عنا، بل يشتهي أن يكون واحدًا فينا، فقدم ذاته لنأكله، ونحتضنه في قلوبنا، ليحيا في أعمالنا وسلوكنا. * من هو الأعظم؟ (22: 24-30) من الأرجح أن مشاجرة التلاميذ فيما بينهم على من هو الأكبر فيهم حدثت قبل أكل الفصح والعشاء الرباني، وبعدها قام الرب يسوع بغسل أرجل التلاميذ (يو13: 1-16)، ليعلمهم أن العظيم فيهم هو من يخدم الأخوة، وتكون خدمته لهم باتضاع، وليس كملوك الأمم الذين كانوا يوزعون الكثير من أموالهم على الشعب بغرض أن يُلقبوا بالمحسنين. * الثبات في الرب عطية مجانية (22: 31-34، 54-62) وقد ظن بطرس أنه بقوته الشخصية يستطيع أن يتبع المعلم حتى إلى السجن والموت، لذلك أحب الرب يسوع أن يعلمه أن الثبات في الله هو عطية إلهية، ونعمة مجانية، نستمدها منه، وهو بذاته يشفع فينا لدى الآب باستمرار لكي لا يفنى إيماننا. فلنطلب منه لكي يحفظنا في الإيمان به، وحتى إن أخطأنا وأنكرناه بسبب ثقل الآلام والتجارب اليومية، فليمنحنا دموع توبة نرجع بها إلى أحضانه. * تحذير عام (22: 35-38) وبعد التحذير الخاص لبطرس، قدم الرب تحذيرًا عامًا لكل التلاميذ، وكأنه يريد أن يقول لهم اهتموا بالجهاد بدلًا من الانشغال بالكرامات الزمنية. فقد سبق حينما أرسلهم للتبشير في مسافات قريبة من وطنهم أن أوصاهم بأن لا يحملوا شيئًا معهم (لو9: 3) لأنه هو سيعولهم. أما الآن وهو ذاهب عنهم ليقدم ذاته، ويُحسب مع الآثمة حسب النبوة (اش53: 13)، فلابد أن يتسلحواولكن التلاميذ ظنوا أنه يكلمهم عن سيوف حقيقة، فقالوا ان معهم سيفان، ربما كانوا يستخدمونها في إعداد الفصح، أو كانوا يحملونها ليدافعوا عن أنفسهم كعادة الجليليين لأن البلاد ساعتها كانت كثيرة الوحوش واللصوص. أما الرب فربما قصد بالسيفين الإيمان والجهاد الروحي الذي يجب أن يتسلح بهم الكل إلى أن يجئ، وبالذات لأنه لن يكون معكم بعد الآن. وربما قصد بهم كلمة الله في العهدين القديم والجديد اللازمان للتسلح ضد مكائد إبليس في هذا العالم (أف6: 11). 2- المعلم يُقدم ذاته (22: 39-23: إلخ) 1- الاستعداد للتجربة يكون بالصلاة (22: 39-46) كان يسوع معتادًا ان يذهب مع تلاميذه إلى بستان جسثيماني، عند سفح جبل الزيتون، خارج أورشليم، من وقت لآخر. وهذا هو السبب الذي جعل يهوذا الإسخريوطي يعلم أنه سيجده ليُسلمه للجند ليلًا. وفي هذه الليلة (مساء الخميس) ترك تلاميذه خارج البستان ودخل هو وبطرس ويعقوب ويوحنا، ثم ابتعد عن هؤلاء الثلاثة ليصلي وحده (مت26: 36-38) وكإنسان كامل بدأ يُعلن في صلاته خضوعه لمشيئة الآب، وبدأ يتقبل معونة الملائكة. أيها الابن الوحيد، اطلب منك ان لا تدخلني في تجربة، وإذا سمحت وأدخلتني، فأعطني أن أصلي بلجاجة أمامك، ولترسل ملائكتك لتعينني. 2- من القبض على يسوع إلى الأمر بصلبه (22: 47-23:25) * لقد خرج كل من يُضمر الشر ليسوع البار ليلًا، يهوذا تلميذه ورؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل، فالظلمة تنسجم مع أعمالهم الشريرة، خرجوا ليقبضوا عليه. ونحن نكرر هذا العمل مع يسوع في كل مرة ننساق فيها وراء أعمال الظلمة. أما الرب فهو يؤنب برقة "أبقبلة تُسلم ابن الإنسان"، وأحيانا يقدم إحسانات مثل معجزة شفاء أذن عبد رئيس الكهنة، لعل القلب ينتبه ويرجع. * أخذ الجمع يسوع إلى حناَّن ليلًا، وهو رئيس كهنة سابق ولكنه مازال يتمتع بالسلطة (لو 22: 53-56 يو18: 13023)، وكان الغرض من ذلك فحص يسوع في البداية لعلهم يجدوا فيه خطأ، وقد تبعه تلميذيه بطرس ويوحنا الحبيب، وهناك لطمه واحد من الخدم. * ثم أرسله حناَّن إلى قيافا ليلًا (مت26: 57-66، يو28: 24-27)، وقيافا هو زوج ابنة حناَّن ورئيس الكهنة في زمن المسيح، وكانوا قد اعدوا شهود زور كثيرين ضد المسيح، ولكن لم تتفق شهادتهم. وأخيرًا تقدم شاهدين زور وشهدا أن يسوع قال إني انقض الهيكل وفي ثلاثة أيام ابنيه، حقًا يسوع قال هذا ولكنه كان يقصد هيكل جسده. ثم عاد قيافا وسأل هل أنت يسوع ابن الله الحي، فقال يسوع أنا هو، فمزق قيافا ثيابه، علامة الحزن الشديد عند اليهود، وعلامة على انتهاء الكهنوت اليهودي، وأصدر الحكم على يسوع بالموت لأنه ساوى نفسه بالله (لا24: 16). وساعاتها تعرض يسوع لإهانات كثيرة، فقد تفل على وجهه، وضُرب، وتبع ذلك إنكار بطرس له (لو22: 61-65). * ثم اقتيد يسوع إلى مجلس السنهدريم صباح يوم الجمعة (لو22: 66-71) لإصدار قرار الموت عليه شرعًا، فيحث أن الحكم الذي صدر عليه من قيافا كان ليلًا وهذا غير قانوني. ومجلس السنهدريم هذا يعتبر المحكمة العليا للأمة اليهودية، وهو يمثل الشعب اليهودي أمام الرومان. |
||||
22 - 07 - 2014, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 23 - إنجيل لوقا
* ولأن اليهودي المحكوم عليه بالموت يجب أن يُسلم للسلطات الرومانية، أرسلوا يسوع إلى بيلاطس (لو23: 1-7). وعند بيلاطس لم يذكر اليهود تهمة التجديف التي أدانوا بها الرب يسوع لأنه ساوى نفسه بالله، بل حرصوا ان يقدموا تُهم سياسية له حتى يكون عقوبتها الإعدام طبقًا للقانون الروماني، لذلك قالوا أنه يهيج الأمة ضد قيصر، وأنه يقول عن نفسه أنه ملك. ولكن بيلاطس لم يجد سبب مُقنع ليقبض على يسوع، ومجرد أنه من الجليل، أراد أن يتخلص من القرار باتهام رجل بار وأرسله إلى هيرودس. * وعند هيرودس (لو23: 8-12) تعرض يسوع لإهانات كثيرة ثم رجع إلى بيلاطس. * وأعلن بيلاطس في المرة الثانية (لو23: 13-25) ان هذا الرجل بار، وحاول إطلاق صراحة ولكن رؤساء اليهود هيجوا الشعب وصرخوا جميعًا مطالبين بصلب يسوع البار، لأن الصلب هو عقوبة الخارجين على قيصر، واستجاب بيلاطس لطلبهم، وأخذ يسوع وجلده (يو19: 1) 39 جلدة، حسب القانون الروماني. [لقد احتمل يسوع، رب السماء والأرض سخرية الأشرار، مقدمًا لنا نفسه مثالًا للصبر -القديس يوحنا ذهبي الفم]. * اخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية، وجمعوا عليه كل الكتيبة، فعروه وألبسوه رداءًا قرمزيًا، وضفروا إكليلًا من شوك ووضعوه على رأسه (مت27: 27-29). * ثم مضوا به إلى الجلجثة حاملًا صليبه، وسخَّروا سمعان القيرواني (من قيروان في ليبيا) لكي يحمل الصليب معه. وفي الطريق بكت بنات أورشليم على آلامه، وجاءوا بلصين ليُصلبا معه (لو23: 26-32). * وفي الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا)، صلبوا رب المجد ومعه اللصان، أما الرب فصلى لأجل صالبيه. اقتسم الجند ثيابه واقترعوا عليها، ووقف الشعب والرؤساء ينظرون إليه ويسخرون به، حتى احد اللصين المصلوبين معه اشترك في الاستهزاء به أيضًا، ولكن اللص الآخر وبَّخه، وآمن بالرب، فوعده بالفردوس. وكانت أمه تحت الصليب مع تلميذه يوحنا الحبيب، فسلمها له ليرعاها ويهتم بأحوالها (يو19: 26،27). وحتى الطبيعة قدمت اعتراضها على صلب رب المجد، فأظلمت الشمس، وانشق حجاب الهيكل (لو23: 44، 45). وصرخ يسوع من كثرة الآلام قائلًا إلهي إلهي لماذا تركتني، ثم قال أنا عطشان، فقدم له الجند خلًا (يو19: 28)وبمجرد ان لمس الخل لسانه قال "قد أكمل" (يو19: 30)، ثم قال "يا أبتاه في يديك استودع روحي" (لو23: 46)، وأسلم الروح، وكانت الساعة التاسعة (أي الثالثة ظهرًا). ثم أمسك واحد من العسكر حربه وطعنه في جنبه فخرج دم وماء (يو19: 34). * ومن بعد أن أسلم الروح، شعر الناس أن الذي صلب هو بار، فرجعوا قارعين على صدورهم (لو23: 47-49). * ثم جاء رجل اسمه يوسف، من الرامة، وطلب جسد يسوع وانزله من على الصليب وكفنه ووضعه في قبر جديد، وكان معه نيقوديموس (يو19: 39)، ودحرجا حجرًا على باب القبر، وكان هناك نسوة يتبعنهم من بعيد لنظروا مكان القبر. ثم جاء الجند وأقاموا حراسة على القبر، لئلا يسرق أتباع يسوع جسده ويقولون انه قام، وختموا القبر (مت27: 62-66). [عظيم هو سلطان المصلوب، فبعد سخريات كثيرة وهزء وتعييرات تحرك قائد المئة نحو الندامة، وأيضا الجموع -القديس يوحنا ذهبي الفم]. |
||||
22 - 07 - 2014, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 24 - إنجيل لوقا
3- نصرة القيامة (ص24) 1- القبر الفارغ (24: 1-12) لقد تبع يسوع بعض النسوة من الجليل، وشاهدن صلبه وموته، وعرفن مكان القبر، حيث وُضع جسده، واستراحوا يوم السبت حسب الوصية (23: 56)، ثم انطلقن في أول الأسبوع ومعهم الحنوط والأطياب إلى القبر، فوجدن الحجر مدحرجًا (مت28: 2)، إذ قد جاء رئيس الملائكة ميخائيل ودحرجه بعد قيامة الرب لكي يرى النسوة القبر فارغًا، ويدركوا أن الرب قام. وقي القبر وجدوا الأكفان موضوعة بطريقة منظمة، وهذا دليل على كذب اليهود الذين اتهموا التلاميذ بأنهم سرقوا الجسد من القبر. حقًا لقد قام الرب من بين الأموات في فجر يوم الأحد، وترك القبر فارغًا والحجر مختومًا، كما سبق وولد من العذراء مريم وبتوليتها مختومة. عمواس هي قرية العنب الآن غربي أورشليم، وهي تبعد حوالي سبعة أميال عنها، ويرجح أنها كانت موطن تلميذين من السبعين رسولًا، احدهما اسمه كليوباس، والثاني يرجح أنه لوقا الإنجيلي نفسه، كانا قد حضرا عيد الفصح في أورشليم وراجعين إليها. وهما سائران في الطريق كانا يتحاوران في أنه كيف يكون يسوع هو المسيح المنتظر، إذ كانوا يتوقعون فيه فاديًا لليهود من الحكم الروماني، ولكنه صُلب وهذا حطم آمالهم، إذ كان فهمهم مازال قاصرًا لا يستطيع أن يدرك لاهوت الرب يسوعفاقترب منهم الرب بعد قيامته، ومنعهم من معرفته في البداية، حتى تكون له الفرصة لكي يوضح لهم النبوات الخاصة به، وأنه كان ينبغي أن يموت، وفي اليوم الثالث يقوم، وبعد أن قام بمهمته انفتحت أعينهما وعرفاه عندما جلس ليأكل معهم ويصلي ويشكر قبل الأكل كعادته معهم. 3- ظهور الرب للتلاميذ، وصعوده عنهم (24: 32-إلخ). فرح تلميذي عمواس بهذا الظهور، ولم ينتظرا إلى الصباح، بل رجعا حالًا إلى أورشليم ليشركوا التلاميذ معهم في فرحتهم بقيامة الرب، فوجدوهم يتحدثون فيما بينهم أيضًا عن أخبار القيامة، التي قالها الملائكة للنسوة عند القبر، وكيف ظهر لسمعان بطرس، هذا الظهور الذي لم يذكره احد الأناجيل، لكن أكده بولس الرسول في رسالته الأولى إلى كورنثوس (1كو15: 5). وفيما هم يتبادلون الحديث، ظهر الرب في وسطهم، وألقى بسلامه في قلوبهم، فهو قريب من القلوب المتشوقة له، ومن الشفاه التي تذكر اسمه باستمرار. ولكن التلاميذ خافوا لأنهم ظنوه خيالًا، كما يعتقدون أن روح الميت تظهر أحيانًا، أما الرب فبدد خوفهم بأن جعلهم يلمسونه حتى يتأكدوا من أنه بجسده الحقيقي بينهم، وطلب منهم الطعام الذي عندهم في البيت ليأكل قدامهم، وبدأ يوضح لهم ما جاء في الكتب عن آلامه وموته وقيامته. وكان طبيعيًا بعد كل هذه المعرفة التي بددت كل خوف وشك أن يطلب منهم الرب أن يشهدوا له للعالم أجمع، ثم باركهم وابتعد عنهم وصعد أمامهم إلى السماء، لكي يكونوا شهودًا أيضًا لصعوده حيًا ثم رجعوا إلى الهيكل في أورشليم فرحين، وبقوا في انتظار الامتلاء من الروح القدس الذي وعدهم به المسيح، ليكرزوا بقوته. لقد قبل الرب أن يرتفع إلى السماء وآثار الجراحات التي تحملها لأجلنا ظاهرة فيه، حتى يُقدم لله الآب ثمن تحريرنا، ويشفع فينا إلى آخر الأيام. "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، اهتموا بما فوق لا بما على الأرض، لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله. متى أُظهر المسيح حياتنا، فحينئذ تظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كو3: 1-4). ربي المنتصر.. أعط النقب أن يرتبط بهيكلك طول الحياة، حيث يراك وتزداد معرفته بك يومًا بعد يومًا، ويستمد قوة من عندك، بها يحيا ويتحرك ويسبح اسمك ويشهد لك. |
||||
|