24 - 12 - 2012, 09:21 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
كلمات قصيدة مناجاة للتراب:
يا تراب الأرض من قصائد البابا شنودة الثالث يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طُرّا انت اصلي, أنت يا أقدم من آدم عمراً ومصيري أنت في القبر إذا وُسَدتُ قبراً الترنيمة بتنسيق مختلف يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طرا أنت أصلي، أنت يا أقدم من آدم عمر ومصيري أنت في القبر، إذا وسدت قبر ويقول قداسة البابا شنوده عن الأبيات السابقة: تذكرت مرة أننا مخلوقون من تراب الأرض، وأننا سنعود مرة أخرى إلى التراب بعد الموت فقلت في أبيات من الشعر ما سبق. ثم يضيف: على أنني راجعت نفسي، وتذكرت أن التراب هو أصل الجسد فقط، الذي خُلق من تراب او من طين، قبل انا ينفخ الله فيه نسمة حياة هي الروح. فعدت أصحِّح فكري, وأقول في أبيات أُخرى: ما أنا طينٌ ولكن أنا في الطين سَكْنتُ لست طيناً, أنا روح من فم الله خرجتُ سأمضي راجعاً لله أحيا حيث كنت |
||||
24 - 12 - 2012, 09:23 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
كتاب مقالات روحية للبابا شنودة الثالث
20- محبة المديح و الكرامة حدثتكم في مقال سابق عن التواضع، وأهميته في الحياة الروحية، ومركزه بين الفضائل. وأريد في هذا المقال أن أتابع هذا الموضوع، بالتحدث عن حرب عنيفة تقف في سبيل الأتضاع، وهي محبة المديح والكرامة. اول ملاحظة أقولها في هذا الأمر هي أن: التعرض لمديح الناس شيء، وحبة هذا المديح آخر. قد ينال الإنسان مديحاً من الآخرين ولا يخطئ، ولكنه إن أحب هذا المديح قد أخطأ. إن الرسل والأنبياء والقديسين والشهداء والقادة الفضلاء، كل أولئك مدحهم الناس ولم يخطئوا.. إنما الخطأ أن يحب الإنسان ألفاظ المديح ويشتهيها وتشكل جزءاً من رغباته. والقديسون في كل جيل كانوا يهربون من المديح أياً كان مصدره، سواء أتاهم المديح من الناس أو من داخل أنفسهم. وبعضهم كان يتمادي في هذا الهروب، ويبعد عن كل أسباب المديح وكل مناسباته، حتى وصل الأمر إلى أن كثيراً من هؤلاء المتواضعين كانوا ينسبون إلى أنفسهم عيوباً، وكانوا يتحدثون عن نقائصهم وأخطائهم أمام الناس، ولا يدافعون عن خطأ ينسب إليهم حتى لو لم يكن فيهم. أما محبو المديح، فإنهم أنواع ودرجات: 1 أقلهم خطأ هو الإنسان الذي لا يسعي إلى المديح، ولكن إن سمع مديحاً من الناس فيه، فإنه يسر بذلك في داخله ويبتهج، وقد يبدو صامتاً لا يشعر أحد بما في داخله من إحساسات. 2 نوع أخطر من هذا، وهو حالة الإنسان الذي يبتهج في داخله من ألفاظ المديح التي يسمعها، ويحاول أن يستزيد منها. كأن يقول عبارات تجلب له مديحاً جديداً، أو يجر الحديث إلى موضوعات مشرفة له، أو يتمنع عن سماع المديح بألفاظ متضعة تجلب له المزيد من الثناء. 3 نوع ثالث أخطر من هذين هو حالة الإنسان الذي غذ يشتهي المديح، يحاول أن يعمل أعمال بر أمام الناس لكي ينظروه فيمدحوه. وهذا النوع هاجمة السيد المسيح، وقال عنه إنه: "إستوفي أجره" ولم يعد له أجر في السماء. ودعا الناس أن يصلوا في الخفاء، وأن يخفوا عن أعين الناس صومهم وصدقتهم وكل أعمال برهم. والله الذي يري في الخفاء، هو يجازيهم علانية. هؤلاء الذين يعملون البر في الخفاء، إنما يفعلون الخير حباً في الخير، وليس حباً في المديح. 4 هناك نوع رابع في محبة المديح، وهو أصعب من كل ما سبق، وهو حالة الإنسان الذي لا يكتفي بوصول إليه، وإنما يتطوع لمدح نفسه، ويتحدث عن أعماله الفاضلة. وهكذا يقع في الزهو والتباهي والخيلاء.. وقد يتمادي في هذا الأمر فيمدح نفسه بما ليس فيه. 5 نوع خامس أسوأ من كل ما سبق، وهو حالة الإنسان الذي يشتهي المديح وينتظره، إذا لا يصل إليه، يكره من لا يمدحه، ويعتبره عدواً قد قصر في حقة فلم يقدروه ولم يعترف بفضله كما ينبغي. وقد يتمادي في هذا الأمر فيضايق أيضاً ممن يمدحه ولكن ليس بالقدر الذي كان ينتظره، وليس بالأسلوب الذي يشبع نهمه إلى العظمة والفخر.. مثل هذا الإنسان الذي يكره من لا يمدحه، ماذا تراه يفعل بمن ينتقده؟! إنه ولا شك لا يمكن أن يحتمل النقد ولا النصح ولا التوجيه، وطبعاً التوبيخ ولا الانتهار حتى ممن هو أكبر منه كأب جسدي، أو أب روحي، أو معلم أو مرشد أو رئيس .. ويعتبر كل نصح أو توبيخ يوجه إليه، كأنه لون من الاضطهاد يقابله بالتذمر أو بالاحتجاج أو بالثورة والغضب. 6 على أن أسوأ درجة لمحبة المديح في نظري، هي حالة الإنسان الذي من فرط محبته للمديح يريد أن يحتكره لنفسه فقط، فلا يطيق أن يسمع مدحاً في شخص آخر، وإلا فإنه يكره لنفسه ويحسد الممدوح. وهكذا يعتبر من يمدح شخصاً غيره عدواً له منحرفاً عن طريق صداقته، يشبه بحالة زوجة تحب رجلاً آخر غير زوجها.. وفي الوقت نفسه يحاول ان يقلل من شأن الشخص الآخر الذي سمع مدحاً فيه، وربما يتهمه بتهم ظالمة ويسئ إلى سمعته، لكي يبقي وحده، ولا شيئاً له في عذاب الناس. من كل هذا نري أن محبة المديح تقود إلى رذائل عدة نذكر هنا بعضاً منها.. أول – لا شك أن محب المديح يقع في الرياء، ويحاول أن يبدو أمام الناس في صورة مشرفة نيرة خيرة غير حقيقته الداخلية، وقد يتظاهر بفضائل هو بعيد عنها كل البعد.. قد يتظاهر بالصوم وهو مفطر، وقد يتظاهر بالصفح وهو حاقد، وقد يتظاهر بالحب وهو يدس الدسائس.. ثاني – قد يقع محب المديح في الغضب وعدم الاحتمال: فيغضب من كل من يوجه إليه نقداً، ومن كل من يخطئ له رأياً، كما يغضبه من يمدح غيره أو يفضل أحداً عليه. وتكون الكرامة صنماً يتعبد له في كل حين.. وقد تراه ثائراً في أوقات كثيرة يصيح صارخاً: "كرامتى.. ومركزى.. ". ثالث – قد يقع محب المديح في الحسد وفى الكراهية، ولا يكون قلبه صافياً تجاه من يظن أنه ينافسه، أو من يظن فيه أنه نال كرامة أو منصباً أو مديحاً هو أولى به منه.. وقد تعذبه الغيرة والحسد إلى أخطاء أخرى عديدة.. رابع – قد يقع محب المديح في حالة عدم الاستقرار، فلا يثبت على حالة، وإنما يختار لنفسه في كل مناسبة الوضع الذي يجلب له مديحاً في نظر من يقابله حتى لو كان عكس موقف سابق له أو ضد رأى أبداه من قبل لنوال مديح من آخرين. خامس – كثيراً ما يقع محب المديح في الكذب أو المبالغة: فهو على الدوام يحاول أن يغطى أخطاءه ونقائصه بأكاذيب أو ألوان من التحايل، أو ينسب أخطاءه إلى غيره، ويظلم غيره لكي يتبرر هو.. وقد يكذب أيضاً حينما ينسب إلى نفسه مفاخر وفضائل ليست له، أو عندما يبالغ في وصف ما يرفعه في نظر الناس، محاولاً في كل ذلك أن يخفى الآخرين لكي يظهر هو. سادس – وقد يقع محب المديح في رذائل أخرى، كأن يدبر دسائس لمنافسيه في الكرامة، أو يشتهى موت أحدهم لكي ينال مركزه، أو يسلك في أسلوب التشهير بالغير لكي يبقى وحده في الصورة.. وعموماً فإن محب المديح يخسر محبة الناس، لأن الناس تحب الإنسان المتواضع الذي يقدمهم على نفسه في الكرامة، والذى يختفى هو لكي يظهروا هم، والذى يمدح كل أحد، ويحب كل أحد، ولا يعتبر أحداً منافساً له.. ومحب المديح لا يخسر الناس فقط، وإنما يخسر أيضاً أبديته، ويبيع السماء وأمجادها بقليل من المجد الباطل على هذه الأرض الفانية.. وكل الفضائل التي يتعب في اقتنائها، يبددها بمحبة المديح، ويأخذ أجر تعبه على الأرض، ولا يستبقى له أجراً في السماء.. ومحب المديح قد يقع في خداع الشياطين التي إذ تراه مستعبداً لهذه الشهوة، تضلله برؤى كاذبة وبأحلام كاذبة وبظهورات خادعة، وتوحى إليه بأشياء تضيع نفسه.. أو قد تحاربه من جانب أخر فتدعوه بالغرور إلى درجات أعلى من مستواه يحاول إدراكها فلا يستطيع.. وتضربه بضربات يمينية وتشتت هدوءه، وتجعله يعيش في قلق وفى جنون العظمة.. نطلب إلى الرب أن يعطينا جميعاً نعمة الاتضاع، فالمجد له وحده، وله العظمة وله القدرة.. وما أجمل قول المرتل في المزمور: "ليس لنا يارب، ليس لنا، ولكن لاسمك القدوس اعط مجداً".. له المجد الدائم إلى الأبد آمين. |
||||
24 - 12 - 2012, 09:26 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
معوقات الاتضاع لقداسة البابا شنودة الثالث
|
||||
24 - 12 - 2012, 09:28 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
لقداسة البابا شنودة الثالث
|
||||
24 - 12 - 2012, 09:28 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
الذات فى الكتاب المقدس لابد أن تبدأ بإنكار الذات وحمل الصليب "من أراد أن يأتى ورائى فلينكر ذاته ويحمل صليبه ويتبعنى"..
أحياناً تفرض الذات رأيها على صاحبها فتكون عامل محرك للحياة الاجتماعية. عاملاً، يؤثران على نجاح وإقدام الإنسان مع الآخر.. 1- كيف تؤثر ذاتى على علاقتى مع الآخرين : التشاور النمطى معناه الصورة المنطبعة لذات عن الآخر وكيف يؤثر فى تفاعلها هل الآخر منافس أم معاون عدو أم حبيب. "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم". المقصود بالشكل: هو الخارج والعلاقات والتعاملات. أما التجديد: تجديد الذات والصورة المنطبعة عن الآخر سواء بالخبرة الشخصية أو الخبرة المنقولة لكى نحفظ علاقتنا سليمة مع بعض فى بيت التكريس أو فى مجالات الخدمة نحتاج أن نتعامل مع التصورات التى تكونها النفس. سمات هذه التصورات (التصور النمطى): فى كثير من الأحيان يكون التصور خاطئ أكثر منه صحيح. 1- يكتسب بطريقة غير مباشرة أكثر منه بطريقة مباشرة (تنقل الأخبار مبالغ فيها أو بخطأ أو مضاف إليها). العلاج: التحفظ على خصوصيات الناس بشدة عدم التطرق لموضوعات إلا إذا كانت الضرورة للتطرق إليها لأجل فائد وإصلاح موقف. 2- يقاوم التغيرات التى تحدث نتيجة خبرة جديدة .. أى أنه يصعب تغيير انطباعى عن فرد كان تعامله يختلف عن انطباعى عنه... لأن الفكرة الجديدة لا تستطيع مسح الانطباع الأول الذى دخل ببطىء وتدريج للنفس. 3- أوضاع الهوامش: نرى أفراد داخل المجموعة منعزلة واقل أهمية هذه الهامشية إما أنها تأتى من الأفراد أنفسهم أو المجتمع يكون قد سبق وقلل قدرهم أو هم طبيعتهم سالبين لا بديل عن الأتضاع فى المفاهيم الروحية والنفسية من أقوى معوقات التعامل مع الآخر هو تصورى عن نفسى وفكرتى عن ذاتى تأكيد النفس موجود فى كل لحظة لذلك الإنسان يكرر. 4- كلمة (أنا) بدون شعور. 5- التصورات ليست عادة المتاعب النفسية عند شخص تؤدى إلى صعوبة فى التعامل مع الآخر لأنها أحياناً يكون السبب تصورات هذا الشخص عن الآخر هو السبب. العوامل التى تؤدى إلى نفسية غير قابلة للتعامل الطبيعى مع الآخرين: 1- الوعى الزائف: كل واحد يرغب فى أن يكون أعلى مما هو فيه من المكانة - نفوس الآخرين - الرؤساء المخدومين... وبعض الأحيان يجاهد الشخص للحصول على هذه المكانة العالية وهو بذلك يزيف وعيه بواقعة الذى يجب أن يعيش فيه. 2- التعود على اجترار الأحلام: ونحن فى حياة التكريس يجب علينا أن لا نجتر سوى حياتنا التى نحياها. 3- المبالغة وتصديق النفس: تكرار الكذبة أو المبالغة مما يعطى إنجاز للموضوع تكرار الكلام فيها يجعلنى أصدقها... واشعر بعلو شأنى عن الآخرين وبذلك أحيا فى وهم إبراز الذات وتعلية شأنها عن الآخرين فيحكم علىَّ المحيطين بى "أنى أضع نفسى فى مستوى مختلف أعلى منهم". 4- عثرة للنفس: عدم إدراك الإمكانيات بواقعية وعدم التعبير عنها بواقعية. لذلك فإن سمات الشخصية المتكاملة هى : إدراك الإنسان لإمكانياته بواقعية ويعبر عنها بواقعية وفى عجزه يقول "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى". الحكمة والإفراز والقدرة على معرفة قدراتى فى الأمور وأعبر عنها بمقدرتى أو عدم مقدرتى بدون الإحساس بأنى أقل من غيرى فأصاب بضيق... فكل واحد يخدم فى المجال الذى لا يستطيع أن يعمله فى مجال آخر الذى يعمل فيه غيره مما ينشى التنوع... إذا كانت الذات متجلية عندى سأجد نفسى دخلت أعمال لا توافقنى. إذا أردت وضع الذات فى وضعها الصحيح تحتاج إلى : التسليم بمحدودات القدرات البشرية التسليم بتنوع الإمكانيات والإمكانيات نفسها عبر الزمن (الإمكانيات الجسمية والذاكرة والقدرة...). كلما كان الإنسان نامى فى المعرفة فإن التصورات التى يكونها عن غيره يكونها بطريقة صحيحة ولا غنى المعرفة الروحية التى تمكن الإنسان من التحكم فى تصوراته فلا تعوق علاقته بالآخرين. 5- التصورات التى تسود عند جماعة معينة تميل إلى الصحة حينما يكون للجماعة دور محدد... فعندما أكون متطلع قد أبحث فى مجالات لا يجب أن ابحث فيها فتسوه تصوراتى وبذلك يصور دورى غير محدد وهدفى غير واضح. العلاج: لابد أن يكون دورى محدد وهدفى واضح. كيف أحقق تفاعل إيجابى مع الآخر؟ أستبعد التصورات السلبية الآتية عن الآخر وهى : 1- وجود الآخر بالنسبة لى كعدمه أو وجوده لا يضايق ولكن عدم وجوده يكون أفضل. 2- تداخل الآخر معى والتنافس مع الآخر... فلا داعى للحسرة والشعور بأنه ليس له دور مثل الآخر. 3- الآخر معطل لأمورى ومصالحى إن لم تكن هناك مصلحة خاصة فإن الأمور ستسلك بما يحقق المصلحة العليا التى هى خلاص النفس. 4- الآخر مضايق لوجودى حتى فى الأشياء الصغيرة (النور والنوم - الأكل - فتح الشباك... الخ) فيتحول عند بعض الناس إلى عدو يتخيله أنه مات وتخلص منه ويرتاح لهذا الخيال.. الصورة الإيجابية لتكوين علاقات مع الآخر : 1- الآخر متعاون. 2- الآخر مكمل للخدمة. 3- الآخر محب لى. 4- الآخر حريص عليه مثل حرصى على نفسى: مثل الدفاع بين الأخوة فى الجسد، روحياً: حاموا عن الأرملة، بدلاً من حب سماع أخبار الناس. 5- الناس الذين اجتازوا معاناة والذين هزموا فى بعض الأحيان أمام قوى لم يستطيعوا التغلب عليها مثل فراق الآخرين (موت) هؤلاء الناس هم الطيبين ولهم مشاعر ناجحة فى التعامل مع الآخر. 6- الصبر على علاقة مع آخر قد تكون متعبة والقدرة على الاستمرارية حتى ولو فى صورة مهزوم فنصير مثل ذهب منقى بالنار لأننا اجتزنا الكثير. 7-البناء الجسمى - طريقة الكلام - هيئة الجسم - والحركات التى يتميز بها البعض. 8- البناء النفسى ضرورة الوعى بانفعالات النفس (الدوافع والغرائز) فإن كانت الروح ضعيفة تتسبب فى تعب الآخرين. د. نبيل نصحي |
||||
24 - 12 - 2012, 09:30 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
عندما تتحول الخدمة إلى كرامة شخصية لنيافة الأنبا مكاريوس
" لأن ابن الإنسان أيضا لم يأت لُيخدم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (مرقس 10 : 45) من المؤلم حقاً أن يشعر الخادم أنه مسئول وأنه صاحب امتياز ورتبة، يطلب احترام المخدومين ويعاتب من لا يقدم له الاحترام الواجب، ليس على أساس كرامة الكنيسة ولكن كرامته الشخصية. لقد تقدم للخدمة ليبذل ويتعب لأجل المخدومين حتى الموت، فهل سمعتم عن خادمة في منزل انتهرت سيدتها ووبختها مطالبة بحقوقها، بل أنها تخدم سيدها الكبير (رب البيت) وسيدها الصغير (الطفل) وتجتهد أن تجد نعمة فى أعين جميع أهل البيت. ولكن الخدام أحياناً يشعرون أن المسئوليات والوظائف الكنسية هى (كعكة) يحق له أن يقتطع قطعة منها، ولكن الوضع المثالى هو أن يعمل الخادم فى صمت وفرح بعيداً عن الكرامة الشخصية، بل ويفرح أن يزيد الآخرين وأن ينقص هو.. ويقول ابن سيراخ " ياأبنى إذا تقدمت لخدمة ربك فهىء نفسك للتجارب " هذا يعنى أن يهيّيء الخادم ذاته للألم وليس للكرامة. ويقول القديس بولس أنه يسر فى الضيقات وأنه يفتخر بألامه ما دامت لأجل الرب.. "لذلك اسر بالضعفات و الشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2كو 12 : 10) والخادم يخدم لكى تهييء له الخدمة مجالاً أنسب يخلص فيه.. ويقول السيد المسيح لتلاميذه عندما غسل أرجلهم كأساس للخدمة "فان كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض (يوحنا 13 : 14) إذ أن (الخدمة قائمة على الاتضاع) كما نبههم إلى أنهم سيسلمون إلى ولاة ويحاكمون أمام مجامع وأنهم سُيجلدون ويقتلون من أجل اسمه. بل أنه على الخادم أن يشكر الله لأنه شرفه بالعمل معه لأجل الملكوت. |
||||
24 - 12 - 2012, 09:30 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
التداريب الروحية 18\4\2010
بقلم قداسة البابا شنودة ان الدين ليس هو مجرد معلومات و لا مجرد امتلاء من المعرفة الدينيه فالمعرفة وحدها لا تكفى ؛ فماذا يستفيد الانسان لو كان يعرف كل المعلومات عن الفضيله دون ان يسلك فيها ؟ اننا نقرأ كثيرا و نستمع الى الكثير و نهتم بأن نحشو اذهاننا بالمعلومات فهل تغيرت اذهاننا بمجرد المعلومات ؟ ام ينبغى ان تتحول المعلومات الى عمل ؟ ان كثيرين من اصحاب المعرفة لهم ضعفات ثابته تكاد تصل الى مستوى الطباع و تستمر معهم على مدى سنوات طويله و كذلك لانهم لم يدربوا انفسهم على ترك تلك الضعفات من هنا كانت اهميه التداريب الروحيه فيها يدخل الانسان فى مواجهة عمليه مع نفسه اما ترك خطاياه او اكتساب فضائل تنقصه او النمو روحيا و هكذا يحول بها المعرفة الروحيه الى حياة و كذلك يحول الاشتياقات الروحيه الى حياة عمليه و فى التدريب العملى يعرف حقيقة نفسه و من اين يأتيه الخطأ ؟ ماهى اسبابه و مصادره و يدخل بالتدريب فى طريق المقاومة و يعرف العقبات التى تصادفه و اسلوب الانتصار عليها و التداريب الروحيه تدل على ان صاحبها سهران على خلاص نفسه يكتشف اخطائه و نقائصه و يتدرب على تفاديها لذلك انصحك ايها القارئ العزيز ان تكتشف اخطاءك او الاخطاء التى يكشفها غيرك لك لانه بدون اكتشاف اخطاءك لا يمكنك ان تدرب نفسك على تركها لانه لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى . فلا تتضايق اذا مما يظهر لك عيبا فيك بل استفد من هذا الكشف لكى تتدرب على التخلص من ذلك العيب بل انت نفسك حاول ان تفحص ذاتك جيدا فى ضوء وصايا الله و احذر من تبريرك لنفسك و التماس الاعذار فى اخطائك فالذى يبرر نفسه يبقى دائما بحيث هو لا يصلح من ذاته شيئا لان ذاته جميله فى عينيه بلا عيب !! اما الذى يحاسب نفسه بدقة ولا يعذر نفسه مطلقا مهما كانت الظروف فهذا هو الشخص الذى يمكنه ان يعرف عيوبه و يمكنه ان يدرب نفسه على تركها ان كانت تستحى من ان يكشف لك الغير خطأ فيك فلا شك ان تستحى من نفسك من نفس الخطأ فأجلس اذا الى ذاتك و كن صريحا مع نفسك الى ابعد الحدود و حاول ان تترك نقط الضعف التى فيك و نقط النقص التى تكشفها لك القراءة الروحيه او تدركها من سماعك لبعض العظات التى تشعر انها تمس حياتك .. فلو انك دربت نفسك كل اسبوع ؛ او حتى كل شهر على مقاومة نقطة ضعف واحدة لامكنك فى عام واحد ان تتخلص من 12 نقطة ضعف ؛ و ثق بأن الخطايا يرتبط بعضها بالبعض الاخر بحيث ان تخلصك من خطيئة معينه قد يخلصك من خطايا اخرى عديدة مرتبطة بها . كما ان تدربك على فضيله معينة و بخاصة لو كانت من الفضائل الامهات ، لابد ان ذلك سيقودك الى فضائل اخرى ما كنت قد وضعتها فى تدريبك . الفضائل ايضا مرتبطة بعضها ببعض كحلقات فى سلسله واحدة . ان الانسان الروحى الذى يدرب نفسه على حياة الفضيله يكتسب فى كل تدريب دون ان يقصد فضيله ضبط النفس , و فى ذات الوقت يكتسب معونة الهيه تساعده على ترك الخطيه لان من الواضح انك ان بدأت فى تدريب نفسك فى حياه الفضيله لابد ان نعمة الله ستبدأ معك ايضا . فالله جاءت قدرته - لا يتركك وحدك فى تدريبك ، بل سيعمل معك لانك بالتدريب تظهر انك جاد و ملتزم بالسلوك فى الحياه مع الله . و هذا الشعور ستتجاوب معه المعونة الالهيه . و ان كان لشيطان يحاربك لتكسر التدريب فان النعمة سوف تسندك لتنجح فيه المهم انك لا تتراجع و لا تتراخى و لا تكسل فى تدريباتك بل كن حازما مع نفسك و ان دربت نفسك على فضيله فأعلم ان الثبات فى الفضائل اهم من بدء اقتنائها لانه ما اسهل ان يسير الانسان من فضيله ما يوما او يومين او ثلاثة او اسبوعا و لكن المهم ان يستمر حتى تصبح هذة الفضيله عادة فيه او تتحول الى طبع و هكذا تحتاج التداريب الى مدى زمنى طويل تكاد ترسخ فى اعماق النفس لان كل تدبير لا يثبت فيه الانسان زمنا يكون بلا ثمر فالاستمراريه هى المحك العملى لمعرفة عمق الفضيله فيك . و ايضا تعطى فرصة لاختبار المعوقات التى تقف ضد التدريب و طريقة الانتصار عليها لهذا فأن القفز السريع من تدريب الى اخر لا يفيد روحيا ذلك لان كثيرون يريدون ان يصلوا الى كل شئ فى اقل فترة من الوقت فتكون النتيجة انهم لا يصلون الى اى شئ او انهم يضعون امامهم تداريب عديدة فى نفس الوقت بحيث ينسون بعضهم او لا يستطيعون التركيز عليها جميعا اما انت فاسلك فى تداريبك بحكمة شيئا فشيئا لكى تصل و هنا اضع امامك بعض الملاحظات : ليكن تدريبك محددا وواضحا فلا تقل مثلا ادرب نفسى على المحبه و كلمه المحبه تشمل فضائل عديدة جدا بل يمكنك الاكتفاء بعنصر واحد تركز عليه ثم تتابع بعد ذلك و لا تقل لنفسك اريد ان اتدرب على حياة الاتضاع و الوداعة بينما تكون هذه الكلمات غير واضحة فى تفصيلها امامك و هكذا لا تفعل شيئا انما قل مثلا : اريد فى حياه الاتضاع ان ادرب نفسى على امر واحد فقط و هو اننى لا امدح ذاتى ، فان اتقنت هذا قل لنفسك : ادرب ذاتى على انى لا اسعى وراء مديح الناس . فان اتقنت هذا قل ادرب نفسى على شئ اخر و هو ان مدحنى احد اتذكر فى الحال خطاياى و تقصيرى و ابكت ذاتى من الداخل فان لم تستطع شيئا من كل هذا ادخل فى تدريب اخر لان التدريب ينبغى ان يكون فى حدود امكانياتك بحيث يمكنك تنفيذه عمليا . هناك شخص يريد ان يدرب نفسه على ترك اخطاء الكلام : فيقول : اريد ان ادرب نفسى على الصمت و لا يستطيع ذلك و قد يصمت فترة يمكن ان يتكلم بأخطاء كثيرة ! كما قال المثل : ( سقط دهرا و نطق كفرا .. انما يستطيع هذا الانسان ان يدرب نفسه على بعض نقاط فى اخطاء الكلام ، فمثلا يدرب نفسه على عدم الاطاله فى الحديث كما يحتاج الى كلمه لا يقول فيها جمله و ما يحتاج الى جمله ، لا يلقى فيه محاضرة و ان فهم محدثه ما يريد فلا داعى ان يزيد ثم يدرب نفسه على عدم مقاطعة غيره فى الحديث او يدرب ذاته على الصمت الهادئ اما ان يدخل فى التدريب على مقاومة كل اخطاء اللسان ، فلن يصل الى شئ مرة واحدة . |
||||
24 - 12 - 2012, 09:31 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
الاتضاع الشكلى الوهمى التدين السليم لنيافة الأنبا مكاريوس الدين هو إنتماء البعض لمجموعة من الأفكار والمبادئ والشخصيات ذات الصلة بالمثاليات والسمو، كل ذلك تحت عنوان ما، والتدين بالتالي هو الانتماء لهذه المدرسة واتباعها، وتبني افكارها والدفاع عنها وعن رموزها.. ربما إلي حد الموت.. وهناك فرق بين الملحد والوثني، فالوثني له إله، قد يكون من الحجر أو الخشب أو الطبيعة أو المخلوقات، مثل المصريين الذي عبدوا القط والنسر والعجل والثعبان والجعران!! أما الملحد فهو يدين لبعض الافكار والنظريات والشخصيات (مثل فولتير. كارل. ماركس. سارتر) في حين ان المسيحية ليست ديناً.... ولكنها موضوع الحياة ... الخلق ... والسقوط والفداء والتكليل، والكتاب المقدس بالتالي هو قصة الله مع الإنسان. ومنذ فجر البشرية والانسان يبحث عن الله، وعن تعليل لما يراه من غرائب ومعضلات، لا سيما الظواهر الطبيعية، فلما عجز اتخذها آلهه فعبد الشمس والقمر والبقر... "لأن اموره غير المنظورة تري منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية... وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء وأبدلوا مجد الله الذي لا يفني بشبه صورة الانسان الذي يفني والطيور والدواب والزحافات" (رومية 1: 20-23) والانسان خلق مفطور علي الدين، فحواء عندما انجبت طفلاً تعجبت وتحيرت ما عسي أن يكون هذا فقالت "اقتنيت رجلاً من عند الرب" لذلك اسمته قايين (أي قنية). والناس تجاه الدين انواع: فالبعض يرفضونه ويقاومونه، والبعض لهم تدين سطحي، والبعض تدينهم روحي متعقل (لهم شركة مع الله). السؤال الآن: أنت متدين وتأتي إلي الكنيسة، ولكن ما هو نوع تدينك ؟ نحن لا نبكتك... ولكننا نخشي أن يضيع تعبك... أو هلم لنتأكد معاً من سلامة المسيرة، ولكي تعرفون الحق والحق يحرركم.. وترشدون آخرين لا سيما أولادكم إلي التدين السليم منذ الصغر.. فليس كل من يدخل الكنيسة متدين... وليس كل من انشغل بقضايا الدين هو متدين .. والآن الي أشكال من التدين: 1- المتدين السطحي (الشكلي) : هو الشخص الذي له شكل المسيحي أو إطاره، شكل الإيمان ولكن دون ثمار، له شكل الاتضاع ولكن دون روح وديع هادئ ومتضع، شكل المحبة ولكن باللسان فقط "لنحب لا باللسان بل بالعمل" بسطحية ودون وعي، ويصلي كما لقوم عادة ويتناول دون أن يعرف لماذا... الصلاة تلاوات مجردة .. هذا النوع جاهز للتشكيك!!، القشرة الخارجية يمكن أن تسقط مع أي صدام خفيف، جاهز لبيع القضية. ربما كان قد تربي بالفطرة علي بعض العادات دون دراسة أو وعي.. ولكن لماذا يميل البعض إلي الشكلية أو بالأحري يقع فيها؟ هل للتضليل؟ فيستخدم المسبحة، ويحرق البخور ويطلق القداسات والترانيم فيوهم الآخرين بقداسته، أم ليرضي ضميره، بينما يترك عنه اثقل الناموس (الرحمة والعدل) أم مثلما يميل العجائز والذين طعنوا في السن إلي التدين المتأخر. هذا ويقول فرويد أن الإنسان هو الممثل الوحيد (فالحيوان مثلاً لا يعرف التمثيل) هكذا يمكن أن يتخذ صغر النفس وضعف الشخصية شكل الاتضاع، والعصبية الشديدة شكل الغيرة وحب الظهور أشكالاً مثل الشموسية والكورالات، وحب التسلط والزعامة شكل الخدمة في الكنيسة، كما يري البعض مهرباً لفشله في الكنيسة، فتكبر فيها ضعفاته... ولذلك قال فولتير "أن الكنيسة يمكن أن تزيد الناس عزلة... ويقول بعض الآباء "الكنيسة ليست متحفاً للمواهب وليست مؤسسة ولكنها تيار .. حركة ... انها مستشفي للخطاه" ... ولذلك يجب ألا تصبح ظاهرة اجتماعية فقط.. هذا هو السبب في قول الرب "فحين تبسطون ايديكم استر عيني عنكم وأن اكثرتم الصلاة لا أسمع. ايديكم ملآنه دماً" (اش15:1) كما فضح السيد المسيح رياء الفريسيين عندما اهتموا بالمظهر الخارجي للتدين الخارجي مثل التمسك بالأهداب والعصابة، وهكذا الأمر بالنسبة للحجاب والايشارب مقابل الخطايا المستترة. هذا ومن بين علامات التدين السطحي كثرة الكلام والفتاوي الدينية. 2- الأجير: وهو الشخص الذي يتعامل مع الله بطريقة الثواب والعقاب، يطلب الأجرة ويخشي الحجيم، مثل العبيد، مع أن الله قد ارتقي بنا من العبيد إلي الأبناء إلى الأصدقاء إلى الأحباء إلي الأخوة ... يقول السائح الروسي: (الخوف من العقاب طريقة العبيد، والطمع في الثواب طريقة، الأجير ولكن الله يريدنا كأبناء له) ولعل ذلك قد جاء من التربية الخاطئة: مثل "ربنا هيزعل منك" ربنا هينجحك إذا عملت كذا .. ربنا عاقبك علشان كذا وإذا صليت سوف تنجح ... وهكذا. ولذلك تتكدس الكنائس أيام الامتحانات بالشباب، ويزيد الطلب علي الشهداء والقديسين ويظهر الورع علي الوجوه، وتكثر النذور وترتفع ملايين الأدعية من أولياء الأمور!! وفي المقابل يدخل البعض في خصومة مع الله إذا ما حدث ما لم يكن يتوقعونه أو عكس ما طلبوا، ويحاجج الأهل الله: لماذا فعل هكذا رغم انهم صلوا ودفعوا العشور... ومن هنا جاءت فكرة الفريسيون الحسابون الذي يدونون كم احسنوا وكم اساءوا... ولكن المسيحية تقوم علي الحب والشركة مع الله الآب بالمسيح يسوع الابن في الروح القدس (القديس كيرلس). لذلك الذين يقولون يوم الدينونة باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين ... سيقال لهم اذهبوا عني يا فاعلي الاثم إني لا اعرفكم قط .. ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات ...." 3- المتشدد (التعصب): هو ذاك الذي يظن أنه رسول الله لحماية الدين، ويدافع عن الله. ولكن هناك فرق بين الأمانة المتعصبة المهذبة، والتشدد المعثر، التعصب افرز الارهاب والارهابيين والجماعات المتطرفة والذين يظنون انهم هم الفاهمين وحدهم، مشكلة هؤلاء أنهم يغلقون ملكوت السموات أمام الناس فلا هم دخلوا ولا تركو الداخلين يدخلون... "متي 23" بعض أولئك يسببون المشاكل في الكنائس... يعملون ابطالاً علي حساب الآخرين يظنون أنهم حماة العقيدة.. ولا ننسى أن ديفيد كورش اهلك عشرة آلاف في أمريكا معه موهما اياهم انهم سيلتقون بالمسيح، وكذلك فعل جونز الهولندي الذي مات هو واتباعه بالسم بنفس الادعاء. هذا النوع غالباً ليس له مخدع وليست له علاقة شخصية مع المسيح والا لكان لطيفاً وديعا... خطيته أمامه في كل حين، وعندما يدافع عن الإيمان، يميل إلي الاقناع الموضوعي دون تجريح. فالمحبة لا تحقد .. ولا تتفاخر ولا تطلب ما لنفسها. 4- العقلاني: هذا النوع قد يدرس الكتاب المقدس، ينقده. يقارنه. يبحث في خلفياته. يبحث عن حلول لمشاكله. يترجمه. يعلق عليه. ولكن بدون تأمل.. يقرأ لا يسمع صوت الله من خلاله، أو ليشبع بكلمة الله. لذلك فقد يكون استاذا في جامعة الكتاب المقدس، وهو ملحد أو استاذا في اللاهوت وسكيرا. يبدو أنه استاذا للعهد الجديد، وليس تلميذا للعهد الجديد!! نحن لا نلغي العقل، كلا فالقديس بولس يقول اصلي بالروح واصلي بالذهن، والقديس اغسطينوس يقول انه يؤمن حتي يتعقل ويتعقل لكي يؤمن. وبالتالي لا نهمل دراسة اللاهوت والفلسفة المسيحية، لقد كان أكثر الآباء الأوائل دارسين للفلسفة اليونانية ولذلك استطاعوا محاجة الفلاسفة واقناعهم بالمسيحية... ولا مانع من المعاهد اللاهوتية، ولكن من أجل أن تكون القواعد سليمة.. والإيمان نقي. غير أن المسيحية كرزت بالسلوك والفضيلة والاستشهاد والقديسين والرهبنة.. الكنيسة تعرف القديس لا البطل... فهي كنيسة قديسين لا أبطال.. ولعل هذه هي مشكلة الهراطقة.. المسيحية شركة.. "اختبار داخلي" .. تصوروا شخصاً خارجاً من امتحان الكلية اللاهوتية أو من التخرج منها، ثم يتشاجر بالخارج مع سائق تاكسي أو زميل .. او استخدم الفاظا غير لائقة!! انه يحطم ايمانه وعقيدته من خلال سلوكه هذا !!. الواجب أن نشهد للمسيح باللطف والبشاشة والتسامح والبذل لأجل الآخرين، اكثر من العبادة الشكلية والتعصب والعقلانية أو الوسوسة، كما أن الناس يمكن أن يعثروا فينا وفي المسيحية إذا قدمنا نماذجاً سيئة. |
||||
24 - 12 - 2012, 09:32 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
لا للشكلية والحرفية بقلم قداسة البابا شنوده الثالث جريدة الأهرام ?? الإنسان الفاضل يهتم بعُمق الأمور وليس بشكليتها. ومن جهة تعامله مع وصايا اللَّه، يهتم بروحانيتها وليس بحرفيتها. ذلك لأنَّ الشكليات هى المظهر الخارجي. والإنسان الروحي لا يهتم بالمظهر إنما بالجوهر. وليس هذا فقط من جهة الأمور الدينية، وإنما حتى في الأمور الإدارية والمدنية والحياة عامة. وسنحاول في هذا المقال أن نتناول العديد من الأمثلة لشرح هذا الموضوع: ?? كان اليهود وبخاصة أيام إشعياء النبي يهتمون بالعبادة الشكلية من صلوات وأصوام وتقديم ذبائح والاهتمام بالاحتفالات والأعياد الدينية، بينما هم بعيدون عن اللَّه تماماً. ولذلك رفض اللَّه صلواتهم وقال لهم: " حين تبسطون أيديكم، أستُرُ وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دماً ". وقال عنهم أيضاً: " هذا الشعب يُكرمُني بشفتيه، أمَّا قلبه فمُبتعدٌ عني بعيداً ". حقاً إن اللَّه يُريد العبادة التي من القلب وليس مُجرَّد الشكليات الخارجية. ?? مثال آخر، قد يركع الإنسان ويسجد. ويظن أن السجود هو إنحناء الجسد أو مُجرَّد ملامسة الرأس للأرض. ويهتم بهذه الشكلية ويكتفي بها. بينما روحانية السجود هى إنحناء الروح مع الجسد أيضاً، وهذا لا يأتي إلاَّ بخشوع النَّفس من الداخل. وسجود الإنسان الخاشع أمام اللَّه يختلف تماماً عن مُجرَّد السجود الخالي من خشوع القلب. وجوهر السجود هو الشعور بعظمة اللَّه وهيبته، فأمامه تنحني الرأس حتى تلامس الأرض ويشعر الإنسان إنه لا عظمة له أمام عظمة اللَّه. وهكذا قال داود النبي في مزاميره: " لَصِقَتْ بالتُّراب نَفْسِي ". ولم يقل لصقت بالتراب رأسي. ?? الصلاة أيضاً ليست مُجرَّد ألفاظ نُردِّدها. فهذا الترديد هو مُجرَّد شكلية الصلاة. إنما الصلاة في جوهرها، هى صلة اللَّه ومن هذا أخذت اسمها. والصلاة في عمقها هى انفتاح القلب للَّه، بكل خشوع، وكُل حُب، وكل إيمان. لذلك عجيب جداً أن يُصلِّي إنسان، أو يظن إنه يُصلِّي، بينما لا توجد صِلة بينه وبين اللَّه فيما يسميها صلاة!! فإن كانت لك مثل هذه الصلاة الشكلية التي رُبَّما تكون أيضاً بلا فهم وبلا مشاعر، فقل لنفسك في صراحة تامة: " أنا ما وقفت أمام اللَّه لكي أعدّ ألفاظاً!! "... إن علاقتك باللَّه في الصلاة ليست علاقة مع شفتيك إنما مع قلبك قبل كل شي. ?? نطبق هذا الأمر أيضاً من جهة العطاء أو الصدقة. فجوهر العطاء هو أن تعطي من قلبك ومن حبك لا أن تعطي من مالك ومن جيبك. لأنَّ البعض قد يعطي بغير مشاعر، لمُجرَّد التنفيذ الحرفي لوصية اللَّه، أو يعطي حياء منه حينما يطلب ذلك منه، أو يعطي وهو متذمِّر، أو يعطي الفقراء وهو يحاسبهم حساباً عسيراً ويقول أحياناً: هذا مستحق وهذا غير مستحق. أو يعطي مجاملة لبعض المشروعات الاجتماعية التي تقوم بها بعض الهيئات ... وفي كل ذلك يظهر أن القلب غير مشترك في العطاء، أو أن العطاء غير مرتبط بمحبته للمحتاجين واشفاقه عليهم، أو يعطي بشيء من التعالي والافتخار!! كل ذلك هو لون من الحرفية في العطاء أو الشكلية التي تخرج عن روح المحبة والشفقة والمشاركة الوجدانية مع أولئك المحتاجين. أمَّا الإنسان الروحي فيرى أن المُعطي الحقيقي هو اللَّه. وأن ما يعطيه هو للناس قد أخذه من اللَّه ليوصله منه إليهم، في اتضاع وإنكار للذات. ?? بنفس المنطق نتكلَّم من جهة الصوم. فروحانية الصوم هى في إخضاع الجسد وضبط النفس، تمهيداً لأن يكون ذلك منهج حياة. غير أنه قد يوجد شخص يهتم بالشكل فقط، أي مُجرَّد فترة الانقطاع عن الطعام. ثم بعد ذلك يعطي جسده ما يشتهيه بغير انضباط! وبهذا فإن ما ينتفع به في صومه، يفقده بعد إفطاره. ويذكرني هذا الأمر بقول أمير الشعراء أحمد شوقي عن زجاجة الخمر: رمضان ولَّى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق بينما روحانية الصوم تقول إن الذي امتنع شهراً من الزمان عن زجاجة الخمر، من المفروض أنه قد وصل إلى قوة الإرادة التي يرفض بها تلك الزجاجة. ولا يقول عنها إنه مشتاق يسعى إلى مشتاقة. ?? نقطة أخرى وهى أن اللَّه ـ تبارك اسمه ـ قد وهبنا يوماً في الأسبوع ليكون يوماً مخصصاً لعبادته، ولهذا أيضاً جميع البلاد تُعفي الموظفين من العمل في هذا اليوم. غير أن كثيرين ينسون جوهر هذا اليوم ويعتبرونه مُجرَّد يوم عطلة يقضونه كيفما يشاؤون دون أن يدخلوا إلى العمق ويخصصوه كله لعبادة اللَّه وخدمته. فاسأل يا أخي نفسك عن موقفك من هذا اليوم، وهل أنت تخصص للَّه جزء يسيراً منه أم تعطيه اليوم كله؟ ... ونفس الكلام نقوله عن الأعياد والمواسم الدينية وجوهرها وليس حرفيتها، ومقدار نصيب اللَّه منها؟! وهل هى لمجرد اللهو أم لها طابع التقديس؟! ?? ننتقل إلى نقطة أخرى وهى خدمة المجتمع، سواء الخدمة الفردية أم ما تقوم به بعض المؤسسات من خدمة عامة أو اجتماعية ... فهل الذي يقوم بهذا العمل يعتبر خادماً للمجتمع بقدر ما تحمل هذه الكلمة من معنى؟ أم أن هؤلاء الخدام ينسون كلمة خدمة. ويرتفع قلبهم، ويتسلطون في مواقع خدمتهم، ظانين أن عضويتهم في تلك المؤسسات أو الجمعيات أو رئاستهم لها تعطيهم السلطة فيما يخدمون. وهكذا يكونون قد فقدوا جوهر الخدمة ومعناها، وأصبحت الخدمة بالنسبة إليهم مجالاً لإظهار الذات، أو مُجرَّد أعمال إدارية ومالية يقوم بها الأعضاء، أو مُجرَّد أنشطة لتلك الهيئات وفي كل ذلك ينسون جوهر الخدمة وعُمقها وروحانيتها. ?? موضوع الشكليات يدخل أيضاً في نطاق الأخلاقيات. فرُبَّما شاب يظن أنه عفيف لأنه لم يرتكب الخطية عملياً، بينما شهوة الخطيئة في قلبه تملأ أفكاره وأحلامه. وعن مثل هذا الشخص قال القديس چيروم: " هناك اشخاص لهم عفة في أجسادهم، بينما أرواحهم زانية "،... بنفس الوضع إلى حد ما في الاهتمام بالشكليات، تلك الفتاة التي تظن أن كل العفة في اختيار نوع ملابسها، وليس في نقاء القلب أو طهارة السلوك!! ?? نذكر في هذا المجال أيضاً، الاحترام الشكلي. فقد يوجد أشخاص في العمل يقابلون رؤساءهم بمظهر من الاحترام الشديد والطاعة، بينما قلوبهم بغير ذلك ... وبنفس المنطق الذين يتحدَّثون كثيراً عن الوطنية واحترام بلادهم، بينما في جوهر حياتهم لا يخدمون وطنهم كما ينبغي بل يركزون على ذواتهم كيف ينتفعون من كل وضع أو مركز يوجدون فيه. وينظرون إلى الوظائف على أنها مُجرَّد مجال للكسب المادي وليس لخدمة المجتمع. ومن هذا الوضع نائب الدائرة الذي ينسى إنه في خدمة الدائرة. وتصبح الدائرة هى التي خدمته باختياره نائباً!! |
||||
24 - 12 - 2012, 09:32 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاتضاع (موضوع متكامل)
فوائد الاتضاع واقوال اباء عن الاتضاع قبل النعمة التواضع و قبل التاديب الكبرياء (القديس مار اسحق السريانى) تواضُع القلب يتقدّم الفضائل كلها، والكبرياء هو أساس الشرور كلها. الأنبا موسى الأسود إن كنتَ مُحِبًّا للتواضعئ فلا تكن محبًا للتزيُّن، لأن الإنسان الذي يحب الزينة لا يستطيع أن يحتمل الازدراء، ولا يسرع إلى الأعمال .الحقيرة، إذ هو صعب عليه جدًا أن يخضع لمَن هو أقل منه ويخجل من ذلك افحص ذاتك باستقصاء، وأنظر بأي نوع زللت، وأطلب من الله أن يغفر لك. القديس مار اسحق تحفظوا من الكبريا ء وهي تبعد الإنسان عن الله فإنها رأس كل شر. (الأنبا صموئيل المعترف ليس من يحتقر ذاته هو المتضع، ولكن مَن قَبِلَ مِن غيره ضروب الهوان بفرح، فهذا هو المتضع. أحد الآباء الشيوخ يا بني، كن متواضعًا جميع أيام حياتك. وتمسَّك بكل شيء حسن. ولا تسأل عن الأشياء الرديئة، بل اجعل طريقك بعيدًا عنها. وليكن كلامك بحلاوة بلا خسارة، لأن المجد والهوان هو من قِبَل الكلام. أحبب الرحمة وتذرَّع بالإيمان (الأنبا أنطونيوس الاتضاع عمل الهى كبير , وطريقه متعبه للجسد " القديس يوحنا الدرجى ما هو التواضع ؟ هو ضمير لايتعظم فى نفسةوبماذا يكمل الاتضاع ؟ يكمل بان لايظن الضمير فى نفسه انه حكيم وما هى زينته ؟ عندما يفكر الانسان انه ليس احد ارذل منه , ويتحقق انه انقص من الجميع "القديس يوحنا التبايسى" الاتضاع هو ان تعد جميع البشر افضل منك متاكدا من كل قلبك انك اكثر منهم خطيه "القديس انطونيس الكبير" الاتضاع هو ان يحقر الانسان ذاته فى كل شىء "مار اسحق الاتضاع هو بيت اللاهوت , واينما وجد سكن الله فيه "مار يعقوب السروجى ما هو الاتضاع ؟الاتضاع هو ان يحسب الانسان نفسه ترابا ورمادا ويقول : " انا من انا " ! ومن يحسبنى انى شيئا , ومالى انا مع الناس لانى عاجز ولايقول عن امر " ماذا ؟ , او ماذا يكون هذا ؟ " ويكون ماشيا بخضوع كثير فى طرقه ولايساوى نفسه بغيره , واذا احتقر ورذل لايغضب "القديس برصنوفيوس |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن عيد النيروز |
موضوع متكامل عن احد الشعانين |
موضوع متكامل عن صوم الرسل |
موضوع متكامل عن سبت لعازر |
موضوع متكامل عن سير القديسين |