![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2971 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نرجوك ربي اشفي مرضانا
![]() يا رب... كل هموم الارض تهون امام المرض... كل مصاعب الحياة لها حلول ارضية الا المرض... الطب عاجز يا الهي.... المرض يفتك ويؤلم ويقتل... الاهل والاولاد يتألمون مع مرضاهم ... العائلات كلها مرتبكة.... لا شيء ينفع سوى الصلاة.... لا احد يشفي غيرك يا رب.... قلوب خائفة تصرخ اليك... عيون دامعة تتوسلك.... نفوس بائسة تطلب رحمتك....صلوات كثيرة... نذور كثيرة.... كلها من اجل الشفاء... لا شيء اهّم من الشفاء.... وحدك يا رب القادر ... وحدك يا طبيب الاطباء.... نرجوك ربي ... نرجوك ونلّح عليك بالرجاء.... نطلب منك وانت قلت انك ستعطينا... نصلي ولن نملّ حتى تستجيب لنا.... يا رب ارحم اجسادا" تعبت من العلاج... ارحم مرضى انهكهم الألم ... نؤمن انك قادر.... نؤمن انك ستستجيب لنا.... نرجوك ربي اشفي مرضانا.... أمين |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2972 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() " قاعدة وحقيقة والروحانيات الاربعة " ![]() لكل شيء قاعدة وحقيقة مثلً ، في الارض الهواء وفي البحر الهواء المذاب وفي الفضاء الهواء معدوم أي هناك تتواجد حقائق مادية تحكم الطبيعة ومعيشتنا فيها نحن البشر ، كذلك توجد حقائق روحية تحكم علاقتك بالله . ونوالك في علاقتك مع الله الخلاص لكي تصل الى ملكوتهُ الأبدية . الحقيقة الأولى : الله يحبك ولديه خطة رائعة لحياتك . محبة الله .. " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يوحنا 3: 16) خطة الله .. قال المسيح : " وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل " ( حياة ممتلئة ولها هدف – يوحنا 10: 10) هل تصدق ان الله يحبك اذا كان نعم. ماذا اذا فعلت انت من اجل الله فقط تعرفه في الإسم ،هل هو يعرفك ؟ أنت من تكون مثلما أنت تعرفه أنه الله وهل سمحت عمل قوة الله فيك ؟ وتذكر دائماً مهما كانت ظروفك فالله يحبك كثيراً هل تعرف اجابة هذا السؤال احب انك تفكر فيه واكتب لى ما توصلت اليه وانك تحب تعرف الحقيقة الثانية لكن لماذا لا يختبر معظم الناس هذه الحياة الأفضل ؟ لان الحقيقة الثانية : الإنسان خاطئ ومنفصل عن الله ، لذلك لا يستطيع أن يعرف ويختبر محبة الله وخطته لأجل حياته ... الإنسان خاطئ .. " إذ الجميع أخطاؤا وأعوزهم مجد الله " ( رومية 3: 23) خلق الله الإنسان لتكون له شركة معه ، لكن اختار الإنسان أن يسلك فى طريقه المستقبل بعيداً عن الله فانقطعت الشركة بينهما . هذا الانفصال عن الله هو ما يسميه الكتاب المقدس خطية .. وتظهر عندما :- يتمرد الإنسان على الله . لا يهتم الانسان بالله وبوصاياه . لا يعيش فى مستوى القداسة الذى يريده الله له . الإنسان منفصل عن الله .. " لان أجرة الخطية هى موت " ( اى انفصال الإنسان روحياً عن الله ) ( رومية 6: 23) الله قدوس .. والإنسان خاطئ .. وهناك هوة عظيمة تفصل بين الاثنين . يحاول الإنسان باستمرار أن يصل إلى الله والى الحياة الأفضل بجهوده الذاتية : الأعمال الصالحة ، التدين ، الأخلاق ، وغير ذلك .. لكن محاولاته لا تجدى. فى الحقيقة الثالثة نجد الحل الوحيد لهذه المشكلة الحقيقة الثالثة : يسوع المسيح هو الطريق الوحيد ليصل الإنسان إلى الله وبواسطته تستطيع أن تعرف وتختبر محبة الله وخطته لحياتك . المسيح مات بدلاً عنك .. " ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا " ( رومية 5: 8) المسيح قام منتصراً على الموت .. " أراهم أيضا نفسه حياً ببراهين كثيرة بعد ما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله " ( أعمال الرسل 1: 3) المسيح هو الطريق الوحيد .. قال يسوع : " أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى " ( يوحنا 14: 6) لقد عبر الله الهوة التى تفصلنا عنه بأن أرسل ابنه يسوع المسيح ليموت على الصليب بدلاً عنا . ولكن لا يكفى أن تعرف هذه الحقائق الثلاث فقط. الحقيقة الرابعة : ينبغى على كل واحد منا أن يقبل الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لحياته وبذلك يمكن أن يعرف ويختبر محبة الله وخطته لحياته . ينبغى أن نقبل المسيح .. " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله اى المؤمنون باسمه " ( يوحنا 1: 12) نحن نقبل المسيح بالإيمان .. " لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله . ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد " ( أفسس 2: 8، 9) يتم ذلك بدعوته أن يملك على حياتنا يقول المسيح " هأنذا واقف على الباب وأقرع . إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى " ( رؤيا 3: 20) لا يكفى أن تقتنع عقلياً بتعاليم المسيح ، أو أن تتأثر عاطفياً بل يجب أيضا أن تقرر بإرادتك أن تعيشها وهذا يعنى :- 1- أن تتحول من الذات الى الله ( التوبة ) . 2- أن تثق أن المسيح يدخل حياتك ويغفر خطاياك حسب وعده . 3- أن تدعه يغيرك لتصبح الشخصية التى يريدها ( الاستعداد للطاعة ). يمكن أن تقبل المسيح الآن . اطلب منه أن يدخل إلى حياتك وثق انه قادر أن ينفذ ما وعد به . الله يعرف داخلك لذلك هو يهتم بصدق القلب أكثر من كلمات اللسان يمكنك أن تعبر عن إيمانك بالله بالصلاة الآتية : ربى يسوع .. إنى أحتاج إليك .. أنا أعلم أننى كنت أقود حياتى بنفسى ، وكنت أخطئ إليك .. أشكرك لموتك على الصليب من أجل خطاياى .. ها أنا الآن أفتح باب قلبى لك وأقبلك رباً وسيداً ومخلصاً شخصياً لى .. امتلك حياتى .. اجعل منى إنساناً يعمل مشيئتك .. لنتأمل في هذه الآية الرائعة التي قالها يسوع المسيح في، الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني.والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي يو 14: 21 . أشكرك أحبك كثيرا يسوع يحبك...هو ينتظرك |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2973 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف تواجه الحياة؟ ...
![]() كيف تواجه الحياة؟ منذ وقت قصير كنت أعرف سيدة شابة حاولت الانتحار لفشلها في الحب. ونعرف قصة نجم السينما الشهيرة مارلين مونرو التي رفضت أن تواجه الحياة!... وقالوا أنها أقدمت على الانتحار... وإني أعتبر أن محاولات الإنسان للهروب من الحياة عملاً لا يدعو إلى الدهشة لأن الحياة عملاق قوي... الحياة صراع مرير ولكنها أيضاً المدرسة التي فيها نتعلّم أو لا نتعلّم كيف نواجه الحياة، ونحيا. ويبدو أن بولس الرسول قد وجد السر العظيم الذي به نواجه الحياة إذ يقول: «إني قد تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه» (فيلبي 11:4). لم يدرك بولس الرسول كيف يواجه الحياة فقط ولكن أيضاً كيف يواجهها بابتسام. ترى، هل هذا يعني أن بولس الرسول كان سلبياً؟... ترك الحياة تجري دون أن يعيرها اهتماماً... إنه يقول: « فإني كنت أودّ لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد» (رومية 3:9). إن من يقول هذا هو أبعد ما يكون عن أن يكون سلبياً تجاه العالم... إن بولس الرسول كان يملك ذلك الاكتفاء الداخلي. كان يملك السلام الذي يفوق كل عقل.. هذه الشجاعة التي مكّنته من مجابهة الحياة بروح إيجابية. إن كلمة الله تعلمنا أن الحياة هي عبارة عن مجموعة من الظروف التي نواجهها. وإذا تمكّنا من مواجهة تلك الظروف فإننا نتمكّن من مواجهة الحياة. ويمكن تقسيم الظروف والأحوال التي حولنا إلى قسمين أساسيين: 1- الظروف العادية أو روتين الحياة 2- الظروف غير العادية أو مشاكل الحياة والآن، كيف نواجه كلتا الحالتين؟ كيف نواجه الروتين... الظروف العادية؟ تتألف الحياة إلى حدّ بعيد، من مجموعة من العادات التي نكوّنها لأنفسنا؛ ونحن نُجبر على هذه العادات تبعاً لاحتياجاتنا الجسدية والمادية. فالتنفّس مثلاً، هو عادة بدونها لا نستطيع أن نحيا أو نعمل، ويدفعنا إلى روتين معيّن في سبيل الحصول على حاجاتنا المادية. مما سبق، يبدو أن الروتين هو أمر خارج عن إرادتنا، ولكن يمكننا أن نخلق التجانس بين الروتين وكيفية مواجهتنا له.. فإن كنا نكره الروتين فبالتالي سنكره حياتنا وستكون النتيجة، تبعاً لذلك، هي عدم رضا، وعدم اكتفاء، وتعاسة مستمرة. يجب أن يكون موقف المسيحي تجاه الروتين كموقف المسيح شخصياً تجاهه. ومن الإنجيل نعلم أن المسيح كان له مجموعة من العادات. ففي لوقا 16:4 نقرأ: «ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ». كان يسوع يحب روتين الحياة، وتبعاً لذلك وجد فرصة عظيمة لتمجيد الله وليعلن نفسه أنه المخلص المنتظر (لوقا 21:4). لا شيء يستطيع أن يعمينا أكثر من الكراهية، ولا شيء يستطيع أن ينير سبيلنا أكثر من الحبّ. في القرن السادس عشر، استجاب الأخ لورانس لنداء الله للخدمة... وانضمّ إلى نظام معيّن ليصبح راهباً.. لكنه شعر بالخيبة عندما طلبوا منه في الدير أن يعمل في المطبخ. لقد كان يظن أنه جاء ليبشر بإنجيل المسيح وليس ليخدم في المطبخ. وكره الروتين اليومي في المطبخ. وكانت النتيجة تعاسة مملة. وفي ذات يوم اكتشف أمراً عظيماً... اكتشف أن الله أيضاً كان في المطبخ. وأنه بغسيله الأطباق إنما كان يرضي الله ويخدمه. هذا غيّر نظرته تجاه روتين تلك الحياة وبدأ يحبّ الروتين ويستخدمه ليعبّر عن حبّه وإخلاصه لربّه. وكانت النتيجة تدعو إلى الدهشة، وتحوّلت حياته إلى سعادة فائقة، وصارت علاقته بالله من القوة حتى أنه أصبح يحادث الله كما يحادث أقرب أصدقائه. ووضع كتاباً عن اختباراته في المطبخ بعنوان «التدرّب على وجود الله» فكان سبب بركة لملايين. لا حدود للسعادة التي تغمر حياة من يعتاد على مواجهة الروتين بروح المحبة، ويتعلم كيف يستخدمه ليعلن قوة المسيح المطهرة. ولكن الخبرة تعلمنا أن الحياة لا تتكوّن فقط من روتين منسّق ولكن أيضاً من مشاكل طارئة. كيف نواجه المشاكل والظروف غير العادية؟ عبّر أحد الكتاب الإنجليز عن رغبته في عالم مثالي ليس فيه مشاكل، وذلك من خلال كتاب عن جزيرة خيالية أسماها يوتوبيا حيث لم يكن هناك أي أخطاء.. وكثير من الناس يفنون أعمارهم بحثاً عن مثل هذا المكان بدون جدوى! المشاكل مثل ذرات التراب التي تصل إلى أي مكان في المنزل مهما أحكم إغلاقه. لا يوجد شخص يمكن أن يستثني نفسه من المشاكل بأي صورة، لكن السؤال الأساسي هو: كيف نواجه المشاكل؟ يقول بولس الرسول في فيلبي 12:4 «أعرف أن أتضع وأعرف أيضاً أن أستفضل. في كل شيء وفي جميع الأشياء قد تدرّبت أن أشبع وأن أجوع، وأن أستفضل وأن أنقص». أي إني أعرف كيف أواجه المشاكل. وعند مواجهة المشاكل يمكن للمرء أن يسلك أحد سبيلين: الأول: وهو الطريق المنخفض وفيه يتجاهل المرء المشاكل ويحاول أن يقنع نفسه بعدم وجودها، وبذلك يصبح كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال عندما تحيط بها الأخطار محاولة لإقناع نفسها بعدم وجود أي خطر. أما السبيل الثاني: والذي يمكن أن نسلكه في مواجهتنا للأخطار والمشاكل، هو الطريق المرتفع.. راقب شخص من فوق قمة جبل نسراً طائراً يواجه عاصفة قوية.. وكم كانت دهشة هذا الشخص عندما وجد أن النسر لم يطرْ هارباً من وجه العاصفة.. لكنه اندفع تجاهها بقوة فرفعته قوة العاصفة إلى أعلى ومرّت من تحته... إننا إذا رفعنا أذرعنا أمام الله الذي يعتني بنا... فإننا نستطيع أن نواجه العواصف ونستخدمها لترفعنا إلى مستويات روحية أعلى. هذا هو السبب الذي من أجله يسمح الله لنا بالمرور في مشاكل متنوّعة لنستخدمها فترفعنا إلى فوق حتى نكون قريبين منه. تستخدم بعض النباتات أشعة الشمس لتكتسب حيوية وجمالاً.. بينما البعض الآخر يذبل من حرارة الشمس. كيف تستخدم المشاكل؟ واجه الرسول بولس مشاكل مالية وجسدية متنوّعة. في 1كورنثوس 11:4، يقول: «إلى هذه الساعة نجوع ونعطش ونعرى ونُلكم وليس لنا إقامة». ويكتب إلى المسيحيين في غلاطية: «ولكنكم تعلمون أني بضعف الجسد بشّرتكم في الأول». إن الرسول في صعابه ربح الأمم للمسيح سيده... ما هو سر بولس؟ يتلخّص السر في كلمة واحدة. إنه شخص المسيح يسوع، إذ أعلن نفسه أنه هو الحياة. إننا إن ابتعدنا عن المسيح فإننا لا نستطيع أن نواجه الحياة. وفي البعد عن المسيح نصبح كخرقة مهملة في سلسلة الحياة المملة. وبعيداً عن المسيح، لسنا سوى ورقة نبات تعصف بها الحياة في كل اتجاه. فالبالون، لو امتلأ بالهواء العادي لبقي في مكانه، أما إذا انتفخ بالهيليوم فإنه يرتفع عالياً في الفضاء. إنك عندما تقبل المسيح فإنك تحصل على قوة عظيمة من أعلى... تحصل على نوع جديد من الحياة... وإذ نقف عند المسيح يمكن أن يكون لروتين الحياة معنى وعنده فقط تصبح المشاكل من إحدى الوسائل التي بها نرتفع إلى فوق. يقول الكتاب بأن الذي فيكم هو أعظم من الذي في العالم (1يوحنا 4:4) وبه فقط نجد الحياة. "لأن الناموس بموسى أُعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يوحنا 1:71). يقول الناموس: "ادفع دينك"، ويقول الإنجيل: "المسيح قد دفعه". يقول الناموس: "أنت خاطئ، ولا بُدّ أن تُدان"، ويقول الإنجيل: "الله بيّن محبّته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا". يقول الناموس: "أين برّك وصلاحك وقداستك؟"، ويقول الإنجيل: "المسيح برّك وقداستك وفداؤك". والفرق بين الناموس والإنجيل شاسع جداً... الناموس يحوّل وجهه نحوي، ويطلب مني أن أعمل ما أخلص به، ولكن الإنجيل هدفه المسيح: من هو؟ وماذا فعل؟ وماذا هو فاعل؟ وماذا سيفعله في المستقبل من أجل الإنسان المسكين؟ ولا يوجد في الإنجيل شيء مؤسس على الإنسان بل جميعه يدور حول المسيح. أحبك أشكرك كثيراً يسوع المسيح يحبك دوماً |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2974 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() " تكلم يارب لأن عبدك سامع " ![]() آيه نجيد نطقها بل ونعلمها لأطفالنا ونستخدمها إيضا حينما نصلى أو نقرأ الكتاب المقدس ...ولكن هى تحوى قمة المعانى الروحية للصلاة ..هى خضوع ..هى تسليم مشيئة..هى طاعة..هى جعل الاذن صماء لسماع أصوات البشر و حريصة على سماع صوت الله.. That's what we called " effective listening " نسمع بتفاعل مستعدين للعمل بما يقال .. والآن دعونا ننظر الى صموئيل الصبى ونتعلم منه كيف تكون الصلاة الحقيقية ؟ طفلا نائما ..منهكاً بعد يوم طويل من خدمة بيت الرب "وكان الصبى يخدم الرب امام عالى "1صم 3:1" كان مستغرقا فى النوم ..فأستيقظ فجأه بعدما سمع صوت يناديه ولكنه كان صوتا مميزا ..إذ كان صوتا يناديه بأسمه الخاص ... وهنا نتعلم كخدام أهمية تذكر أسماء مخدومينا أو من نتعامل معهم فذكر إسم من تحدثه من أسهل الطرق لجذب إنتباهه و( اذكر عندما كنا نذهب إلى الخلوة في دير البراموس كان ابونا كيرلس يتذكر أسماءنا جميعاً و هو ما يحببنا في المكان أكثر) ، يناديه بعدما سكت الجميع .. ولا عجب فان الله أعتاد ان يكلم أحباؤه فى الليل حيث تسكت جميع الأصوات من حولنا .. .. فظن صموئيل أنه صوت أبيه الروحى يناديه ..فلم يتهاون .. وذهب إليه غير متذمر قائلا "هاأنذا" انها طاعة الله التى تبدأ بطاعة وكيل سرائر الله .. سمع الصوت مرة واثنين وثلاثة ففهم عالى الكاهن انه صوت العلى. ..حقا كانت كلمة الله عزيزة فى تلك الايام ..فكان الشعب والكهنة فى حالة من الضياع ..فظنوا ان الله ما عاد يتكلم مع البشر مرة اخرى .. "فقال عالى لصموئيل أذهب اضطجع ويكون إذا دعاك تقول تكلم يارب لان عبدك سامع " وفعلا تكرر الصوت وجاء الرب ودعا صموئيل.. فأطاع صموئيل معلمه .. (علمه معلمه فتعلم ..) دعى صموئيل الطفل الصغير ليتكلم إليه ...ليحكى له عما يريد أن يفعله ولكن كانت الرسالة الموجهة له من الله فى غاية الصعوبة هى رسالة غضب على ابيه الروحى واهل بيته ..فكان عالى الكاهن هو الاب الروحى لصموئيل وكان يحبه جدا ..وكان يجب عليه ان يبلغ هذه الرسالة التى تحمل غضب وعقاب الله إليه.. وفى اليوم التالى دعا عالى صموئيل قائلا : "يا صموئيل ابنى " الكلام الذى كلمك به لا تخفى عنى " فأبلغه صموئيل بكل الكلام الذى تكلم به الله فى أذنه عن عالى وبيته بكل امانة .. وكبر صموئيل وكان الرب معه ولم يدع شيئا من كلامه يسقط إلى الأرض ..وعرف جميع إسرائيل من دان الى بئر سبع أنه قد اؤتمن صموئيل نبيا للرب ...وعاد الرب يتراءى فى شيلوه لان الرب استعلن لصموئيل فى شيلوه بكلمة الرب (1صم 3:19) لأبونا يسطس منير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2975 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصوم غذاء للروح
![]() " الصوم هو غذاء للروح ... وليس جوع للجسد " نحن في الصوم لا نقصد أن نعذب الجسد، إنما نقصد ألا نسلك حسب الجسد، فيكون الصائم إنسانًا روحيًا وليس إنسانًا جسدانيًا. الصوم هو روح زاهده، تشرك الجسد معها في الزهد والصوم ليس هو الجسد الجائع، بل الجسد الزاهد. وليس الصوم هو جوع الجسد، إنما بالأكثر هو تسامي الجسد وطهارة الجسد ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهي أن يأكل، بل الذي يتخلص من شهوة الكل. ويفقد الأكل قيمته في نظره.. الصوم فترة ترفع فيها الروح، وتجذب الجسد معها. تخلصه من أعماله وأثقاله، وتجذبه معها إليفوق، لكي يعمل معها الرب بلا عائق. والجسد الروحي يكون سعيدًا بهذا..... مثلث الرحمات قداسه البابا شنوده |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2976 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف تعامل المسيح شخص ميت ويعتقد انه حي؟ مت ( 8: 28 – 34 )![]() 28ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين، تَلقَّاهُ رَجُلانِ مَمْسوسَانِ خَرَجا مِنَ القُبور، وكانا شَرِسَيْنِ جِدّاً حتَّى لا يَستطيعُ أَحَدٌ أَن يَمُرَّ مِن تِلكَ الطَّريق. 29فأَخَذا يَصيحان: ((ما لَنا ولَكَ، يا ابْنَ الله؟ أَجِئْتَ إِلى هُنا لِتُعَذِّبَنا قَبلَ الأَوان؟ )) 30وكانَ يَرْعى على مَسافةٍ مِنْهُما قَطيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنازير. 31فَتَوَسَّلَ إِليه الشَّياطينُ قالوا: ((إِن طَرَدتَنا فَأَرسِلْنا إِلى قَطيعِ الخَنازير )). 32فقالَ لَهم: ((اِذْهَبوا )). فخَرَجوا ودَخلوا في الخَنازير، فإِذا القَطيعُ كُلُّهُ يَثِبُ مِنَ الجُرُفِ إِلى البَحرِ فتَهِلكُ الخَنازيرُ في الماء. 33فهَرَبَ الرُّعاةُ وذَهَبوا إِلى المَدينة، وأَخبَروا بِكُلِّ ما حَدَثَ وبما جَرى لِلمَمسُوسَيْن. 34فَخرجَتِ المَدينةُ كُلُّها إِلى لِقاءِ يسوع. ولَمَّا رَأَوهُ سأَلوه أَن يُغادِرَ بَلَدَهم. كم من مرة انزعجت عندما التقيت بالحياة وانا قد اعتدت العيش في القبور، 6 فِراشي بَينَ الأَمْوات مِثْلُ القَتْلى الرَّاقِدينَ في القُبور مَن عُدتَ لا تَذكرهم وهم مِن يَدِكَ مُنتَزَعون.(مز 88: 6) كم من مرة توترت عند سماع صوت الله الهادئ فزداد صراخي بين الأموات، 11فقالَ الرَّبّ: ((اخرُجْ وقِفْ على الجَبَلَ أمامَ الرَّبّ )). فإِذا الرَّبُّ عابِرٌ وريحٌ عَظيمةٌ وشَديدةٌ تُصَدِّغ الجِبالَ وتُحَطِّمُ الصُّخورَ أمامَ الرَّبّ. ولَم يَكُنِ الرَّبُّ في الرِّيح. وبَعدَ الرِّيحَ زِلْزالٌ ، ولم يَكُنَ الرَّبُّ في الزِّلْزال. 12 وبَعدَ الزِّلْزالِ نار، ولم يَكنِ الرَّب في النار. وبَعدَ النَّارِ صَوِت نَسيمٍ لَطيف (1مل 19 : 11- 12) كم من مرة خجلت من شراستي التي طالما افتخرت بها! 3 وشَرّ ما يَجْري تَحتَ الشَّمْسِ أَن يَكونَ لِلجَميعِ مَصيرٌ واحِد فتَمتَلِئ قُلوبُ بَني البَشَرِ مِنَ الخُبْث وصُدورُهم مِنَ الجُنونِ في حَياتِهم وفيما بَعدُ يَصيرونَ إِلى الأَمْوات. 4 مع أَنَّ الَّذي لَه صِلَةٌ بِجَميعِ الأَحْياء لَه رَجاء لأَنَّ الكَلْبَ الحَيَّ خَيرٌ مِنَ الأَسَدِ المَيْت. 5 والأَحْياءُ يَعلَمونَ أنّهم سيَموتون أَمَّا الأَمْواتُ فلا يَعلَمونَ شَيئًا ولم يَبقَ لَهم جَزاءٌ ، إِذ قد نُسِيَ ذِكرُهم. 6 حُبُّهم وبُغضُهم وغَيرَتهم قد هلكت ولَيسَ لَهم نَصيبٌ لِلأَبَد في كُلِّ ما يَجْري تَحتَ الشمَّْس.(جا 9 : 3-6 ) كم من مرة أحببت نظرة الخوف من سلطاني ونفوذي في عيون الآخرين، 2 أَللَّهُمَّ اسمع صَوتَ شَكْوايَ ومِن هَولِ العَدُوِّ احفَظْ حَياتي. (مز 64 : 2) كم من مرة قطعت الطريق على الآملين في الوصل الي مبتغاهم بسلام (أحبطتهم) 4 يُظَلَلكَ بِريشِه وتَعتَصِمُ تَحتَ أَجنِحَتِه وحَقُّه يكونُ لَكَ تُرسًا ودِرْعًا. 5 فلا تَخْشى اللَّيلَ وأَهوالَه ولا سَهْمًا في النَّهارِ يَطير 6 ولا وَباءً في الظَّلامِ يَسْري ولا آفَةً في الظَّهيرةِ تَفتُك. (مز 91 : 5) كم من مرة وجدت في الاتزام بوصايا الله عذابًا وفي المكوث في حضرته مشقة غَيرِ المُؤمِنينَ الَّذينَ أَعْمى بَصائِرَهم إِلهُ هذِه الدُنْيا، لِئَلاَّ يُبصِروا نورَ بِشارةِ مَجْدِ المسيح، وهو صُورةُ الله. (2كو 4 : 4) كم من مرة بحثت عن رفيق ميت لأجد في حضرته قوة وعضد إِنَّهُم عُميانٌ يَقودونَ عُمياناً. وإِذا كانَ الأَعمى يَقودُ الأَعمى، سَقَطَ كِلاهُما في حُفْرَة (مت 15 : 14) كم من مرة ضحكت مع صديقي على شخص أرهبناه 3 استُرْني مِن عِصابةِ الأَشْرار ومِن زُمرَةِ فَعَلَةِ الآثام. 4 مَن كالسَّيفِ سَنُّوا الأَلسِنَة وسَدَّدوا السِّهامَ ومُرَّ الكَلام 5 لِيَرْموا البَريءَ خِفيَةً يَرمونَه بَغتَةً ولا يَخافون. 6 عَزائِمَهم على أَمرٍ شِرِّيرٍ يُشَدِّدون في نَصْبِ الشِّباكِ (مز 64 : 3 - 5) كم من مرة حسدت الخاطئ وغرت من الشرير 19 لا تَغضَبْ على ذَوي السُّوء ولا تَغَرْ مِنَ الأَشْرار 20 لأَنَّهُ لَيسَ لِذي السُّوءِ مِن عاقِبَة ومصباحُ الأَشْرارِ يَنطَفِئ. (ام 24 : 19- 20) كم من مرة رغبت ( إلغاء الآخر) أن يكون كل من هم حولي أموات ( فلا رأي إلا رأيي و صوت إلا صوتي ) 20 وأَمَّا الأَشْرارُ فكالبَحرِ الهائج الَّذي لا يُمكِنُ أَن يَهدأ ومِياهُه تَقذِفُ بِوَحْلٍ وطين 21 (( لا سَلامَ لِلأَشرارِ، قالَ إِلهي )). (اش 57 : 20-21) كم من مرة اخترت الصمت .. صمت القبور لاسمع صوتي 10 فقال: (( ماذا صَنَعتَ؟ إِنَّ صَوتَ دِماءِ أَخيكَ صارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرض. (تك 4 : 10) كم من مرة واجه روح المسيح روح الشر التي تكمن في داخلي، 11 فقالَ لي: ((يا ابنَ الإِنْسان، هذه العِظام هي بَيتُ إِسْرائيل بِأَجمَعِهم. ها هم قائِلون: قد يَبسَت عِظامُنا وهَلَكَ رَجاؤُنا وقُضيَ علَينا . 12 لِذلك تَنتأْ وقُلْ لَهم: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَفتَحُ قُبورَكم وأُصعِدكم مِنْ قُبورِكم يا شَعْبي، وآتي بِكم إِلى أَرض إِسْرائيل، 13 فتَعلَمونَ أَنِّي أَنا الرَّب، حينَ أَفتَح قُبورَكم وأُصعِدكم مِن قُبورِكم يا شَعْبي. 14 وأَجعَلُ روحي فيكم فتَحيَون، وأُقِرُّكم في أَرضكم، فتَعلَمونَ أَنِّي أَنا الرَّبَّ تكَلَّمتُ وصَنَعتُ، يَقولُ الرَّبّ . (حز 37 : 11- 14) موقف يسوع هنا: حضورومواجهة دون خوف من شراسة او عنف . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2977 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المتحمس السطحي كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معه؟ دراسة في انجيل متى }عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد{(1تي 3 : 16)، }و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا. {(يو 1 : 14)، وشابهنا في كل شيء}لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس{(في 2 : 7). وتعامل وتواصل مع شخصيات عديدة، منها من كان ذا وجهة نظر مغايرة، او كان ذا قلب غير مستقيم، أو طبع شرير أو متهور او حسود أو مجرِّب ...الخ. في الواقع، كل منا، خلال احداث حياته اليومية، عاش ويعيش هذه اللقاءات مع المختلفين عنه! لنترك للمسيح نفسه فرصة تدريبنا على حسنالتعامل مع الآخر ولا سيما المختلف}قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا{(لو11 : 1) المتحمس السطحي كيف تعامل المسيح مع الانسان المتحمس السطحي}فتقدم كاتب و قال له يا معلم اتبعك اينما تمضي، فقال له يسوع للثعالب اوجرة و لطيور السماء اوكار و اما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه{(مت 8 : 20) ان تركيز الكاتب على المكان (يا معلم اتبعك اينما تمضي) لا على الرسالة او الشخص صاحب الرسالة!إنه ما زال على السطح منبهرا بقدرة المعلم وبالصيت الحسن وبترحيب المدن به ولكن يسوع لا يكتفي بالسطحي من الأمور بل الأمور المؤسسة على على المحبة المتأصلة فيها، فأراد المعلم ان يدعوه إلى العمق }و لما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعد الى العمق و القوا شباككم للصيد{(لو 5 : 4)لأنه هكذا ينبغي ان يكون التابع والتلميذ}و انتم متاصلون و متاسسون في المحبة حتى تستطيعوا ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العمق و العلو{(اف 3 : 18)هذا الإنسان رأى المسيح واحبه، وسمع تعاليم السيد المسيح فتحركت معه مشاعره إلى حين، ولكن مثل هذا الحماس المبني على الانبهار والاندهاش لا على الإيمان، يشبه ذلك الحب الذي سقط من يد الزارع على الأرض المحجرة }و سقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض{(مت 13 : 5) لقد فرح بالمعجزات، و لم يفهم أن التلمذة على يد المسيح تتطلب تحمل وقبول للآلام ومثابرة في مواجه التحديات.يعلم السيد المسيح الذي هو }النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم{(يو 1 : 9)اول درس للتلميذ: (تحرّر من عبودية الامتلاك) لتكن الأرض كلها منزلك وفي الوقت ذاته كن مثلي ليس لي مكان أسند رأسي فيه. يقول القدّيس جيروم: [إن هذا الكاتب قد رفضه (الرب) لأنه شهد المعجزات العظيمة وأراد أن يتبع المخلّص لينتفع من المعجزات. كان يتمنّى ما تمنّاه سيمون الساحر عندما أراد شراء الموهبة من بطرس، لهذا أدان المسيح إيمان هذا الكاتب وقال له: لماذا تريد أن تتبعني؟ هل من أجل الغنى والمكسب؟ إنّني فقير جدًا ليس لي مأوى أو حتى سقف يظلّلني!]}و في ذلك الحين سقط كهنة في الحرب و كانوا يريدون ان يبدوا حماسةفخرجوا الى الحرب عن غير تدبر{(1مكابين 5 : 67) ويكتب القدّيس جيروم في إحدى رسائله موضّحًا كيف نقيم الموضع الذي فيه يسند السيّد رأسه، قائلاً: [ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه، فهل تخطط أنت لإقامة مبانٍ شاهقة وقاعات فسيحة؟! إن كنت تنظر أن ترث خيرات هذا العالم فإنك لا تستطيع أن تكون شريكًا مع المسيح في الميراث (رو8: 17).] لماذا قدم المسيح هذين النموذجين ( الثعالب وطيور السماء) عند الحديث عن المكان؟؟ الثعلب حيوان ماكر مستكبر إنتهازي ذو أوهام كثيرة، جبان بطبعه ، لايهاجم ويخاف من الإنسان. تسكن الثعالب في أوكار وحُفر تحت الأرض أو في مخابئ حفرتها حيونات أخرى، وقد تصل حفرة الثعلب إلى عشرين متر تحت سطح الأرض وغالبا يكون لها عدة مخارج. الثعلب فاقد للأمان شديدالحذر لا يخرج إلا في الليل يبحث عن أكثر المساكن أمنا. وهذا نمط من الناس يعيش حياته ماكرا انتهازيا يخطف فريسته في غفلة من صاحبها ، شديد الخوف من الآخر ولكن متى وجد الفرصة امتلك بيتا لم يبنه ، أو حفر حفرة وعمقها واكثر من مخارجها حتى يشعر بالأمان . انهم أولائك الذين يكدون طوال عمرهم ليبنوا لأنفسهم سجناً ويأكلون مالا مغتصبا. ينسحبون في نهار البناء ليخرجوا في ليل التلصص والسرقة. أما الطيورفهي من أجملمخلوقات الله الحية وأكثرها انتشاراً في العالم، تبنيأعشاشهابنفسها، قدرتهاعلى الطيرانمكنتها من بناء أعشاشها على الأشجار.}ما اعظم اعمالك يا رب و اعمق جدا افكارك{(مز 92 : 5) يقدم المسيح نمطا أخر وهو طير السماء المتشامخ ، رمز الحريةولانطلاق ، رمز الجمال و الكبرياء، رمز تخطي حدود المكان . إنها تبني أعشاشها بنفسها ، وان وجدت عشا خاليا لا تسكن فيه ، بل تتعب وتتمتع في بناء بيتها. إنها عكس الثعالب التي تحفر في الارض ، فالطير يبني عشه على الأشجار العالية. الطير يمرح ويرفرف طوال النهار و يعود الي مسكنه ليلا والعكس تماما مع الثعالب! لا غالبا لا تخرج نهاراً بل تلزم مسكنها.. من الناس من يحدد مشروعا لنفسه ولعائلته ويتعب ويكد حتى يصل إلى مبتغاه ، يطلب أن يحلّق دوما فوق الجميع وألا يملك أحدا مثل ما يملك ( كالفتاة التي تختار ما لم يختره غيرها لتحتفظ بالفرادة ، ...الخ) وهؤلاء يصرفون الحياة بحثا عن المتعة والفرادة وإن لم تكن هذه يوما خطأ أو خطيئة متى لم تخرج عن كونها وسائل أم الغاية فهي الحياةنفسها والحياة هي المسيح . لذلك يذكر المسيح أنه لا يملك مكانا يضع فيه رأسه ، ولكنه في ذات الوقت يعرف انه ملك على قلوب كثيره وسكن فيها إلى الأبد . كيف تعامل المسيح مع الإنسان السطحي؟ دعاه إلى فهم وإدراك عمق سؤاله ... وكأنه يقول أنت تبحث عن المكان الذي سيعطيك مكانة بين الناس ، وهذا البحث بلا نتيجة ، فالمكانة الحقيقية في التخلي عن المكان، والترفّع عن اللهث وراء مكانة إجتماعية هي في نظر الله لا شيء وفي ميزان المحبة لا وزن لها. لنترك السيد يعلمنا كيف ندعو الآخر ان يحيا حياته يحيا ملء الحياة، يدخل إلى العمق بجسارة تاركاً جبن الثعالب. عاملا في النور مواجها تحديات وهموم النهار. وفي ظل القدير يجد أمانه وراحته. لندع المسيح المعلم يعلمنا ما معنى التلمذة ، إنها طريق المحبة الصامتة لا طريق المواهب والمعجزات ، طريق التواضع لا طريق التفاخر والكبرياء . فهذه كانت طريق ابن الإنسان في أيام تجسده على الأرض وظلت وستظل طريق المؤمنين الحقيقين من بعده، طريق إلى العمق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2978 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الـمـزمور الــسـادس: صرخة ألم
![]() امــام الــغناء - ذوات الاوتــار - الدرجه الثــامـنة - مزمور لـــــــداود تقديم يعتبر المزمور السادس من مزامير التوبة والتوسّل وهو أحد مزامير التوبة السبع وأولهم في الترتيب. والستة الباقية هي: 32؛ 38؛ 51؛ 102؛ 130؛ 134. وكلها تتناول موضوعاً واحدا هو نفس موضوع بشارة الأنبياء ويوحنا المعمدان " توبوا فقد اقترب ملكوت الله" بل تبدأ بشارة الإنجيل نفسها بهذه العبارة على لسان الرب يسوع نفسه " توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات". والتوبة أمر اساسي في حياة المؤمن والكنيسة التي يصفها المجمع المسكوني" إنها جماعة المؤمنين التائبين" فهي تتكون من شعب خاطيء ينتظر مجيء المسيح وخلاصه، وهو يصلّي للمسيح القائم من بين الأموات: لينقذْه من عالم الموت جميع الذي رقدوا على رجائه، وليساعدْ الذين يبكون خطاياهم فيكون لهم رحيمًا غفورًا. والمزمور السادس ينشده المرنم ليعبّر فيه عن ألمه وضيقه فكما يبدو من وصفه الدقيق لحالته المرضية هو يتألّم من جميع النواحي: أولا: الحالة الجسدية: نراه يعانيمن مرض جسدي رهيب يجعله يشعر أنه بات قريباً جداً من النهاية الحتمية لمثل حالته، لقد اقترب من الموت، كما في حالة حزقيا الملك. ثانيا: الحالة النفسية: يتألّم المرنم أيضًا حين يفكّر في شماتة أعدائه وسخريتهم منه وهم يرونه أقرب إلى الموت منه إلى الحياة.نحن نعرف أن الموت هو هزيمة الحياة وحسب المفهوم اليهودي فهو النهاية ويعني الفناء والهبوط إلى الجحيم حيث لم تكن فكرة القيامة قد توطدت فالله قد كشفها تدريجياً عن طريق الوحي...وحيث سيقضي الموت على حياة المرنم، نبي الله ومسيحه، فإن ذلك يعتبر في حد ذاته انتصار لمعسكر الشر... سينقص المعسكر الآخر فرداً مهماً وسيغيب عن الصفوف القائد الملهم... وهذا مصدر سعادة وسرور للأشرار. ثالثاً: الحالة الروحية: في انسحاق نفسي وجسدي يتوسّل المرنم إلى الرب إلهه ويدعوه طالباً الشفاء من المرض العضال، وحيث إن المرض والموت في الفكر اليهودي هما عقاب من الله، فإنه يطلب الرحمة ويعرف أن غضبُ الرب لا يدوم إلى الأبد، بل تحلّ محلّه الرحمة والرأفة "أنا مريض سقيم، وعظامي ترتجف، وأنت، فإلى متى يدوم غضبك، إلى متى تنسى رحمتك؟" رابعاً: الحالة العقلية المنطقية: المرنم لا يريد أن يفكّر إن كان يستحقّ هذا المرض أم لا، ولا يريد ان يدخل في محاكمة مع الرب " خطيئتي امامي في كل حين" فهو يعرف أيضاً ان الله عادل " تتبرر في اقوالك وتغلب إذا حاكمت" لذلك يكتفي بالايّكال على أمانة الرب فيجعل ثقته في رحمته وغفرانه وحنانه "الرب قد سمع صوت بكائي".صرخة إم يطلقها المرنم في الليل وهو مسمّر في فراشه المبلل بدموع توبته وحزنه. يمكن تقسيم المزمور على النحو التالي: 1 - صرخة ألم واستغاثة وطلب الرحمة من الله. (1). 2- توسل ودعاء. (2 – 4). 3 - الأسباب الحقيقية لرحمة الله. (5- 6). 4- شكوى الصديق ووصف لحالته الأليمة. (7- 8). 5- صلاة ختامية. (9-11). 2- يـا رب لا توبخني بـغـضـبك ، لا تؤدبني بـسـخـطـك : صرخة الألم يطلقها المرنم المريض في جوف الليل وهو مسمّر على فراشه تلفه ظلمة الليل وتشمله آلام المرض وتجتاح نفسه هواجس الموت ويسيطر عليه خوف من العقاب ويعذبه تأنيب الضمير على ما سلف وارتكبه من المعاصي والشرور، إنه يخشى في هذه اللحظات الحرجة أن يكون قد أغضب الرب الإله، فغـضـب الله علــى الانـسـان أصـعب وقعـا علــى الـنـفس مـن الـتوبيـخ واللــوم والـعــقـاب، بل والمرض والموت... v لا تؤدبني بـسـخـطـك: حين نسمع كلامًا عن غضب الله وسخطه نرتعب، ويلعب الكثيرون على هذا الوتر ليحتفظوا بالبشر أطفالا مرعوبين ينتظرون في كل لحظة ضربة من السوط الممسك به الله الجلاد الذي بيده الأخرى يدون في سجلات حياتهم كل الخطايا والمعاصي ليعاقبهم اشد العقاب...هكذا فكر المرنم وهكذا يفكر الآخرون، بل والكثير من المسيحيين أيضا! لكن الرب يسوع وهو الوحيد في حضن الآب ورأى واخبر كشف لنا عن وجه الله الحقيقي وهو مخالف تماما لكل تصورات قلبنا البشري الشرير الذي يريد ان يسقط حتى مشاعره المتضاربة وأهواءه المتصارعة على الله تسامى وترفع وتعالى. وإن كان الله قد سمح بهذه الصورة الرهيبة أن تنتشر وتتسرب لبرهة من الزمان في تاريخ الخلاص فهو يرفض أن يتم تصويره في صورة ال "بعبع" الذي قد يصل في غضبه إلى القضاء على أبناءه الذين خلقهم من العدم وأحبهم إلى المنتهى. فسخط الله يسـتدعـى اللــوم والتــوبيخ أحياناً بل الــتأديب والتهذيب الشديد في حالات خاصة. والــتأديب فــى الــعهد الــقـديـم تــأديب قــاس ولـــو كـان تــأديب اب لــبنيـه " ادب ابـنـك بقضـيـب مـــن حـــديــد "، لكنه هو الذي عرفه يونان وقال له: " ايها الرب إلهي قلت وأنا بعد في بلادي إنك تفعل مثل هذا (تصفح عن أهل نينوى) لذلك أسرعت إلى الهرب إلى ترشيش. كنت أعلم أنك إله حنون رحوم بطيء عن الغضب، كثير الرحمة ونادم على فعل الشر" (يو 4: 2-3) 3- ارحـمـنى يـا رب فإني سـقـيـم، اشفني يا رب فإن عظامي قد بليت: التــعامـل هـــنا كــما قــلـنا مـــع اب رحـيـم يـعرف ضـعف أولاده ويــشفق ويترفق فــى الـغضـب والــسخط فـــلا يـلـوم ولا يـعـاقــب. فالله متحرّر من هذه الأهواء والعواطف، وإن تكلّم بهذا الشكل على لسان رسله وأنبياءه، فلكي يقرب الصورة إلى عقولنا المحدودة ويدفعنا عن طريق الخوف لعمل الصواب حتى نعتاده ونتخذه لنا منهجا وأسلوب حياةن تماماً كما نفعل الأم مع أطفالها عندما تهددهم " سأخبر بابا حين يعود إلى المنزل وهو سيعاقبكم اشد العقاب"، فهل يعنى ذلك إن هذا الأب حقاً منتقم جبار سيمزقهم إرباً أو حتى أنها تشوه في ذهنهم صورة الأب ؟ والرد بالطبع بالنفي فالله استخدم هذه الصور ليجعل نفسه على مستوى عقولنا المحدودة... والكتاب يعلّمنا بوضوح أن الله ليس معرّضًا للغضب. قال الربّ: "هل يسخطوني أنا أم يسخطون أنفسهم" (إر 7: 19)؟ ولكن كيف نريد من الله أن يتعامل مع اليهود؟ هل كان باستطاعته أن يقول لهم إنه لا يحسّ بالغضب ولا بالبغض تجاه الأشرار؟ وما البغض؟ أليس البغض هوى يبلبل النفس فيفقدها الصواب والقدرة على الحكم السليم! v إني سـقـيـم : أعتقد أن المرنم قد أدرك هذه الحقائق بنور الإيمان لا بنور المنطق البشري المجرد، لذلك نراه يدخل في مرحلة جديدة من الحوار وينقل إستراتيجيته إلى منعطف آخر: اسـتـعـطاف لـحـنان الله وعــطـفـه فـالـمرنــم يـشــعـر بـخـطـايـاه ويــندم عـلـيـها ويــخشـى الـتأديـب فـيـطـلـب الـرحـــمـة ويـسـتـعـطـف ربه بــــأنـه إنسان مـريــض، فحـتـى لــو كــان يـســـــــتحق الــعقـاب فــإن حالته تــستوجــب الــــرحمة والترفق لــظروفه الــصحية وليس العقاب بالمرض والموت. v اشفيني : وهكذا بـــدلا مـــن الـعـقاب الـذي قد يكون مستحقاً، يـنـتـقل الــمرنم بـــدلال غـــريب، لكن لــيس غـريب لأبــن علــى أبــيه، إلى طلب النعم والرجاء في الشفاء... فـبـدلا مــن ان تــعاقــبـنى أو حـتى ترحمني وتعفيني من العقاب، أنا اطـلـب الــــشفاء. v عظامي قد بليت : لأن عــظامي وهـــى الأكثر صلابة في الـــبـنـيـة البشرية، وأقوي الـعناصــر الجسدية صــلابة وتـكويناً، قـــد بدأت تـــرتـجف وتـــنـهار. فأنا محتاج أن تمد يدك وتشفيني وتقيمني من فراش الموت وتنقذني من الهلاك، أنت وحدك تملك أن تخرج العظام البالية اليابسة وتعيدها إلى الحياة. (حزقيال37). 4- نفسي قد ارتــاعــت، وأنت يـا رب إلى مـتـى تنتظر: لــم يـتـوقف الأمر علــى انهيار الــقوى الــجسديــة وتهتك الــبـنـيـان المادي بـــل إن النفس السامية التي خـلـقتها على صورتك ومثالك وأسكنتها في جسدي، هي أيضا قـــــــــد أصيبت بــالـروع والــهلع مــن كــثرة الـهول والـخوف مـما سـيـصـيبها اذا أنــت غــضـبت عــليّ وعـــاقـبـتـني. v وأنت يـا رب إلى مـتـى تنتظر: يواصل الــمرنم صلاته في قلب الليل، فهو برغم مناجاته في الظلمة الحالكة من حوله داخلياً وخارجياً، برغم آلامه الجسدية والنفسية، يبصر جيداً ويعرف طريقه إلى قلب الله ويتلمسه بخفق قلبه، ها هو يـــطور هــجومه فــى اتـجاه الله وكــأنه هـــو الــذى يـــلوم الله عــلى تـــأخـره عــليه واهـــماله لــــصراخــه واستـغـاثــتـه. كفاك يا رب إلى متى تنتظر، تعبت من انتظارك نفسي وكلت من الترقب عيناي...هلم تعال. 5- عــد ونـج نفسي، لأجـــل رحــمــتـك خلصني: عــــــــــد، طـــلب ورجـــاء وأمــر. كــــأنه يعرف أن الله كـــان مـــعه ثــم هـــــــــجره، وهـــا هـــو يـــطلب عــــودة الله الــى مـــوقعه فـــى إدارة دفــــــه حــياتـه، لانه بــــدونـه لا شــيء، وحياته كلها مـــعرضــة للـــدمـار والـــهلاك والفناء...ليس أمامه سوى الصراخ، وها هو يصـرخ إلى الله طـــالبا مـــنه الـــنجاة والـــــخلاص لا عــن استــــحقـــاق، بـــل انــــطلاقاً مــــــــــن ثقته في جـــــود الله ورحـــــمـتـه... كأنها نفس صلاة يونان النبي من بطن الحوت" لكنك أيها الرب الإله سترفع حياتي من الهاوية وعندما تعود نفسي أتذكرك أيها الرب الإله فتصل إليك صلاتي في هيكلك المقدس" (يو 2: 6-7). v لأجـــل رحــمــتـك خلصني: أنا واثق يا رب أنك سوف تعود تترأف وتتذكر وترحم، لا عن استحقاق أو جدارة مني، فليست أسباب الرحمة والعفو والشفاء عندي، لكنها عندك لسبب جوهري بسيط، هو أنك حب ورحمة وحنان. ليست هذه هي المرة الأولى التي أسقط فيها ولا هي المرة الأولى التي اصرخ فيها إليك ولن تكون الأخيرة التي ستعود وتفتقدني وتنجيني. 6- لـيس فـي الـمـوت مـن يـذكـرك، ولا فـي الـجــحـيـم مـــن يـعترف لك: لـيـس فـي الـمـوت مـن يـذكـرك: يـــحاول هـــذا الــطفل الــمدلل ان يـــــــسوق الـى أبـيه السماوي بــعض الأدلـــة والـــبراهـين والأسباب المنطقية التي تــساعده علــى الـــعفـو عـــنه والــترأف بــحاله ومــــد يــد الـــــمعونة لإنقاذه. وتلاحظ أن النبي ليست لديه دراية كاملة بأمـور الــحياة الأخــرى، حــيث يـــعتقـد كـــما كــان يــعـتـقـد مــعـظـم معاصروه آنذاك، أن حـــياة الإنسان وعــــلاقته بـــالله، قــاصرة علـــى الحياة على الأرض فــــــقـط، وبالتالي يحسن بالله أن يـــمد في حــــــياة عباده حـــتى يـــسبحونه ويـــمجدونه ويترنمون علــــى آلات الـــطرب ذوات الأوتار... إذا كان الله قد خلق الإنسان لتمجيده، فإن مات المرنم وذهب إلى الجحيم، عالم الموتى، فمن يذكر الله بعد ذلك ومن ينشد اسمه (أش 38: 18- 19؛ مز 29: 10- 11؛ 87: 11- 12). كأن بالمرتّل يقول للرب: إن أنا متّ، فلن تجد من ينشد لك ويذيع اسمك، فتكون أنت الخاسر. ويجد له القديس يوحنا فم الذهب مخرجاً من هذا المأزق فيقول "حين يتكلّم هكذا، فهو لا يريد أن يحصر مصيرنا في الحدود الضيّقة التي تعرفها الحياة الحاضرة. لا سمح الله. فهو يعرف عقيدة القيامة، ولكنه يريد أن يقول، إننا حين نخرج من هذه الحياة، يكون زمن التوبة قد ولّى بالنسبة إلينا. فالغنيّ الرديء اعترف بخطاياه وندم عليها. ولكنها ندامة عقيمة. لم يعد الوقت وقت ندامة. ورغبت العذارى الجاهلات بالزيت، ولكن لم يعطهن أحد. لهذا يطلب النبيّ إلى الله أن ينقّيه من خطاياه وهو على الأرض، لكي يقف بثقة أمام منبره الرهيب. ثم يعلّمنا أنه يجب أن نضمّ إلى رحمة الله مجهودنا الخاص". v ولا فـي الـجــحـيـم مـــن يـعترف لك: وهذه جملة أخرى تخالف عقائدياً ما وصلنا من الوحي عن طريق الرب يسوع، فالحقيقة التي يوردها المزمور تذكر أن النفس عندما تموت تذهب إلى الشيئول، مثوى الأموات أو الجحيم حسب اعتقاده، ولا حياة بعد الموت لكن الرب يسوع يكشف لنا الحقيقة الجديدة التي تبث فينا الأمل والرجاء في قوله للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس"، هناك إذن مقر آخر ومثوى للأموات يجهله المرنم ويعرفه الله، لكنه يستغل جهله في إقناع الرب الذي لا يتواني عن العفو والتدخل والخلاص برغم الخطيئة والمرض والجهل. 7- قـــد تـعـبـت في زفيري، أعوم كــل لــيلة ســـريرى بدموعي: وكأنه يشعر بضعف منطقه وضآلة حجته في مواجهة الله فيزفر في مرارة ويــعود لــلاستـعـطـاف مذكراً الرب من جديد بـــحالته المزرية وشقاءه المقيم وتـــعـبه الموجع وذلـــه المرير لـــــيلاً ونـــــــهاراً لـــدرجة لا تدمع لها العين فقط بل تبكي لدرجة تــبــلل لا الــوســــادة التي يسند إليها رأسه وحـــدها، بــل الـــفراش بـــأكمله! 8- ذبـلــــت من الكدر عيناي، وشاختا لكثرة خصومي : يتذكّر المرنم آلامه ليقول للرب إن عدالته قد أخذت مجراها والمحنة قد فعلت فعلها. بكى المرتّل خطاياه وتاب عنها، وحزنه ودموعه أكبر دليل على ذلك فاسـتـكـمـالاً للـــجسم والــــعظام والـــنفس، يصل المرض والذبول إلى السراج الباقي في هذا الجسد العليل، فــحتى الـــعينان ذبـلتا وهـــــــــرمتا ولم تعودا تبصران من شدة الحزن والكدر وكثرة الدموع وغزارتها، لا بـــالآلام الــجسدية والنفسية فـــحسب، بـل لمـــوقفه أمام خـــصومه الــــذين يـــــشمتون بــما حـــل بــه مـن بــــلايـــا وبـالأخـــص بـانـفصالـــه عـــن الــهه الذي تخلى عنه وهجره وسلمه لأبواب الموت والفناء. 9- ابـتـعـــدوا عني أيها الآثمة، الرب سمع صوت بكائي: إنه يطلب أن يلتفت الله إليه ويخلّص نفسه وهذا هو طلب الأبرار التائبين، أن يتصالح الله معهم، أن يكون راضيًا عنهم ولا يميل عنهم بنظره الرحيم، وبالتالي تنجو نفوسهم، حيث أنهم لا يقتدون بسلوك الأكثرية من "معسكر الأشرار" الذين لا يطلبون إلاّ شيئًا واحدًا في غرائزهم الخشنة وهو التمتّع بالحياة الحاضرة، أمّا الأبرار فليس لهم إلاّ رغبة واحدة، هي خلاص نفوسهم. وهذا كما نعرف من المزمور الأول بالابتعاد التام عن الأشرار والآثمة عن سلوكهم وطرقهم، فـــبعد أن كــان واحـــداً مـنـهم وشــــاركهم آثامهم هـــا هـــو ينتفض عـــلى الــــخطيئة ويـــبتعد عـــن رفــقه الـــسوء الــــتى أوقـــعتـه في الـمعصية. v الرب سمع صوت بكائي: سمع الرب في الماضي وتعني ليس فقط السماع بل الاستجابة وتلبية الصلاة المصحوبة بدموع التوبة وصوت البكاء والنحيب. هكذا تتم المصالحة وبهذا يتحقق الرجاء. 10- الرب يسـمـع لتضرعي. الرب يتقبل صلاتي: الرب يسمع ، تأكيد لتلك الثقة الغالية إنه حاضر ولو لم أره، قريب ولو لم أشعر بوجوده سمع في الماضي ويسمع في الحاضر والمستقبل أيضاً، أخـيراً تمت الاســـــــــتجابة للصلاة والتضرع والدموع. v الرب يتقبل صلاتي: الـرب يتقــبــل إذن الصلاة ويلبي دعوة من يدعوه. ولـــيست الاســتــجابة فـي الـــسماع فـــقـط، بـــــل لــقد قــــبلت الـــــدعوى وســـيتم اتــــخاذ الإجراءات اللازمــــة، فغضبُ الرب لا يدوم إلى الأبد، بل تحلّ محلّه الرحمة والرأفة. أنا مريض سقيم، وعظامي ترتجف وأنت، فإلى متى يدوم غضبك، إلى متى تنسى رحمتك؟ لقد استمعت واستجبت أخيراً. 11- العار واللعنة لأعدائي، والهزيمة في خزيهم: هــــــــا قــد اســـتعــدت علاقتي بــمصدر قوتي وصــــفا الــــجو بـيـنـنا وعدت متــحداً بـــــأصل الــــكرمة منه أتغذى وفيه أحيا وأتحرك وأوجد وقد شفاني وأقامني ولم يكتف بذلك بل كللني بالمجد والكرامة وأخزى أعدائي والشامتين فيّ، لقد أخزاهم ودحرهم فانهزموا مرة ثانية وثالثة ورابعة... لا مــجال إذن للــــــــشر والأشـــــــرار ولا دوام لنصرهم وشماتتهم فغضب الرب على أحباءه سرعان ما يزول وهو سيعود فيعطف ويتحنن ويقيمهم ويخرجهم من أبواب الموت ويحررهم من قوى الجحيم فهو إله الرحمة لا إله الغضب. كيف عاش الرب يسوع المسيح هذا المزمور؟ نستطيع القول أن الرب يسوع قد صلى هذا المزمور في حياته ، وقد فسّره آباء الكنيسة بطريقة مسيحانية، فكلماته تطابق حياة المسيح وكلامه وها نحن نرى شخص الرب يسوع يصلي: - عد وخلص نفسي: لا شكّ في أن المسيح صلّى هذا المزمور مرارًا ليعبّر به عن ثقته بالآب في كل ما لاقاه خلال حياته على الأرض من آلم ومتاعب وبالذات في ساعة الألم والموت.ومثل النبي نرى الرب يسوع واثق من استجابة الآب الفورية لذا كانت صلاته وكلماته من عمق القلب خاطب بها الآب وهو واثق من سماعه واستجابته له.لذلك رقد المسيح بسلام ونام في القبر منتظراً جواب الآب الذي لن يتأخر.واثق وهو راقد برجاء القيامة والخلاص والعبور من الموت إلى الحياة... كيف نعيش هذا المزمور في حياتنا كمسيحيين: لا جدال على أن هذا المزمور هو أيضا تجسيد للطوبى التي يحياها المسيحي الحقيقي: - يا رب لا تغضب في معاتبتي ولا تحتد إذا أدبتني: كثيراً ما نتجاوز الوصايا ونخرج عن طاعة الله ونشعر اننا نلنا ما نستحق من عقاب عادل، لكن بدلا من الصمت والخضوع لإرادته في حياتناتجدنا نصرخ ونتضرع طالبين بكل ثقة في الصلاة الحقيقية رحمة وغفراناً، وهذا محبوب في عيني الله فقد رحم بطرس لتوبته ولم يرحم يهوذا ليأسه من الرحمة والغفران. - أنافي ضيق وقلق شديد فإلى متى يا رب تنتظر : تردّد الكنيسة هذا المزمور صلاة واثقة منتظرة من الله أن يصنع فيها معجزاته. وقد انشده الملايين من الشهداء عبر التاريخ وهم يقدمون حياتهم على هذا الرجاء عالمين أن إلههم لن يتركهم وربهم لن ينتظر طويلاً. - ابتعدوا عني أيها الأثمة: إنه تحقيق للطوبى التي نالها المؤمن في المزمور الأول فطريقه غير طرق الخطاة وسلوكه مخالف تماماً لسلوكهم. - اعلموا أن الر ب قد سمع صوت بكائي: يثق المسيحي في حضور الرب في حياته ورعايته المستمرة له فهو يسمع صلاته ولا يهمل احتياجاته وينفذ له كل طلبته لاسيما إذا كانت مصحوبة بدموع التوبة والندم كما حفرت الدموع مجاري على وجنتي بطرس فأقامه صخرة بنيت عليها كنيسته واعطاه سلطاناً به يحل إخوته من خطاياهم. - نتعلم من هذا المزمور ما اشار إليه الرب يسوع شخصياً في مثل "قاضي الظلم" الذي وإن حكم يتراج ويعيد النظر لأجل إلحاح تلك المرأة التي تطلبه بلا ملل.لنستعدّ إذن للصلاة بإلحاح إلى الله، ولنتعلّم كيف يجب أن نوجّه إليه طلبتنا.. يقول القديس يوحنا فم الذهب " تستطيع أن تدافع عن قضيّتك كما تدافع عن قضيّة الآخرين". فلنتب عن خطايانا ولنصرخ إلى الرب نادمين عن كل شرور اقترفتاه، وإذا شعرنا أننا تحت العقوبة ومستحقين للدينونة والقصاص فما علينا سوى ان نصرخ نحوه فيشرق بنوره ويبدد ظلام غربتنا ويجدد لنا عطية الحياة ويحيي فينا الرجاء. آمــــــــــين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2979 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأمثال في إنجيل القدّيس لوقا ![]() الأمثال في إنجيل القدّيس لوقا نجمع في هذا العدد باقي أمثال الفصل الثالث عشر حتى وإن لم تكن تتناول كلها الموضوع ذاته. يختلف الموضوع الذي يتناوله مثلا حبة الخردل (18-19) والخميرة (20-21) عن موضوع تعليم الباب الضيق (22-30). يدور المثلان الأولان حول تواضع بداية ملكوت الله الشديد، وعظمة نتيجة حلوله. مثلا "حبة الخردل والخميرة" يضع إنجيل القديس لوقا هذين المثلين التوأم في سياق رحلة صعود يسوع إلى أورشليم، وبالتحديد في نهاية تعليمه في المجمع (لو 9:13)، حيث تعرّض يسوع لمقاومة ورفض شديدين (لو10:13-17). إن وضع المثلين في هذا المكان المزدوج (الصعود إلى أورشليم ورفض تعليم يسوع في المجمع) يسبغ عليهما طابعاً كريستولوجياً شديداً. إن طلب الملكوت والبحث عنه هو طلب يسوع والبحث عنه. يهدف المثلان القصيران تشجيع المؤمنين تجاه الفشل الذي يتعرض له يسوع: تواضع البداية وصغرها لا يقارن بعظمة النهاية، لا بل أنه المقدمة أو الشرط الذي لا غنى عنه. "حبة الخردل"(لو19:13) يعرض إنجيل القديس لوقا مثل حبة الخردل بطريقة موجزة جداً: فيستعمل ثلاثة أفعال فقط ليتكلم عن مراحله الثلاث: زرعها- نموها- تحولها إلى شجرة. ويستخدم هذه الأفعال الثلاثة في زمن الماضي التام في حال التأكيد. لا يضيف أية تفاصيل توضيحية. إن تحوّل حبة الخردل، بسرعة فائقة، إلى شجرة ضخمة، وهو من معجزات الطبيعة، أمر واضح، يمكن لأي مرء أن يلاحظه. كما أن الإنجيل لا يقول مثلاً إن حبة الخردل هي أصغر جميع الحبوب، وقت الزراعة، ولكنها تصبح، عندما تكبر أكبر البقول. يزوّد إنجيل القديس متى قارئه بهذه التفاصيل. إن أهم نقطة، في إنجيل القديس لوقا، هي التناقض الشديد بين تواضع البداية وصغرها من ناحية وعظمة النهاية وروعتها. يترك النص، في هذا الإنجيل، فسحة لمرحلة الوسط وهي مرحلة النمو. من جهة أخرى لا يقوم التركيز فقط على البداية والنهاية. تشير إلى هذا الأمر وتوضحه أزمنة الأفعال الثلاثة ومظهرها: إنها كلها متوازنة. والمرحلة الثانية ليست مجرد وسيلة لربط الاستمرارية بين الأولى والثالثة، بين البذرة والشجرة، بين بداية الملكوت واكتماله. إنها مرحلة نمو ذات معنى مستقل. وغني عن الذكر أن تعليم إنجيل القديس لوقا يركّز دائماً على هذا الأمر. إنه يعكس الجانب الإيجابي لزمن الكنيسة. إنه ليس بعد زمن الاكتمال، وفي نفس الوقت لم يعد بعد زمن البداية. إنه الزمن الذي تجتاح فيه كلمة الله العالم، وينتشر الإنجيل ويهتدي الوثنيون. إنها اللوحة التي يرسمها أيضاً كتاب أعمال الرسل. "الخميرة" (لو 21:13) ينسخ إنجيل القديس لوقا مثل الخميرة (لو 21:13) من إنجيل القديس متى (مت 33:13ب) حرفياً، مع فارق واحد هو الفعل الذي يحدّد عمل المرأة: يستخدم إنجيل القديس لوقا فعل خبأ، بينما يستخدم إنجيل القديس متى خبأ في، وهو تفصيل دقيق. لا يكفي، في الواقع، دس الخميرة في الدقيق، لابد من العمل في هذا الخليط. يكتفي إنجيل القديس لوقا بالقول بدسها، ثم تقوم الخميرة ذاتها بعمل اللازم. كما أن صورة الاختباء أو الدس توحي بأن الخميرة تختفي، ويصبح عملها غير منظور. هكذا أيضاً ملكوت الله. الباب الضيق (لو 22:13-30) يجب قراءة هذا المقطع على ضوء الجدال الذي يدخل فيه المثل. المثل في حد ذاته قليل الأهمية. إن ملاحظة الصراع الذي يزداد بين سؤال وجواب بين فكر السائل ورد يسوع عليه، هو الذي يوضح طبيعة هذا المثل وتعليمه. تلعب الملاحظة الخاصّة بتحديد الزمن "وهو سائر إلى أورشليم" دوراً لاهوتياً هاماً. إنها ليست مجرد ملحوظة عابرة أو إشارة زمنية فحسب. نستطيع أن نضع عنوان "نحو أورشليم" لفقرة إنجيل القديس لوقا الممتدة من لو 51:9 حتى لو 28:19. ولكن الإنجيلي يصر، في نصنا هذا عن الباب الضيق، أن يحدد "هو سائر إلى أورشليم" ويبدو أن لوقا يخشى أن ينسى القارئ هذا الأمر، فيشير إليه مراراً عديدة (57:9؛ 38:10، 33:13؛ 25:14؛ 11:17؛ 31:18و37؛ 1:19و11و28). يجدر بنا أن نتساءل عن سبب إصرار الإنجيلي على تذكير القارئ أن هذه الأحداث وهذه الأقوال تقع كلها في إطار صعود يسوع إلى أورشليم. لا ينصب اهتمام لوقا على تزويدنا بالمعلومات الجغرافية، أو إعطاء تفاصيل تاريخية على غرار اليوميات، لتحركات يسوع. إن هدفه تعليمي لاهوتي. يتوجّه المعلم نحو أورشليم حيث تقع أحداث الخلاص الكبرى: آلام وموت وقيامة يسوع المسيح وبداية مسيرة الكنيسة. ويدخل ضمن هذه الأحداث في رأي إنجيل القديس لوقا، رفض بني إسرائيل تعاليم يسوع ورسالته. إن مدينة أورشليم هي رمز أمانة الله وتحقيقه وعوده، وهي أيضاً، في نظر المسيحيين، رمز رفض من أرسله الله: إنه دليل على أن أمانة الله لوعوده تأبى أن تتحول إلى سبب ثقة متغطرسة للحصول على حقوق مكتسبة: شعب الله أيضاً معرّض لأن يفقد فرصته الكبرى ولأن يسمع: "لا أعرف من أين أنتم". هذا هو التعليم الأساسي لهذه الصفحة. السؤال والرد كان عدد كبير من المعلمين يؤكد: إن كل بني إسرائيل سيشتركون في المائدة المسيحانية: تقتضي ذلك أمانة الله على وعوده التي قطعها للآباء. ولكن هناك بعض المتشائمين الذين ما شاركوا الآخرين في رأيهم. يرد في كتاب عزرا الرابع وهو كتاب أبوكريفي: "لقد أوجد الله هذا العالم لأناس كثيرين ولكن العالم الآتي لأناس قليلين... عدد الذين يهلكون يفوق عدد الذين يخلصون، بقدر ما تفوق الأمواج القطرة" (4عزرا 1:8؛ 15:9). هكذا تطور جدال، في المدارس اللاهوتية يدور حول كثرة أو قلة عدد الذين يخلصون. أراد أحدهم أن يستطلع رأي يسوع في هذا الأمر. لكن يسوع لا يأبه لهذا الجدال ولا يهتم به، لأنه مقتنع أن جوهر المسألة هو أمر آخر. ليس الخلاص أمراً مضموناً للجميع. هذا هو لب المسألة. لذلك يرد يسوع، كعادته، مغيراً السؤال: طرح السؤال "رجل" ويرد يسوع موجهاً كلامه إلى الجميع: "اجتهدوا.."، ما يقوله يخص الجميع لا البعض فقط. الأمر غير قاصر فقط على دارسي اللاهوت، بل هو أمر حيوي، أساسي يجب أن يشغل كل واحد: الجميع. يطرح هذا الرجل سؤالاً عاماً، مدرسياً، مجرداً. يرد يسوع موجهاً الكلام لأشخاص محددين، لكل الحاضرين ولطارح السؤال. يتحول التساؤل العام إلى تساؤل شخصي، ومن مسألة بحث إلى نمط قناعة ونمط حياة أخلاقية. يلجأ يسوع إلى صورة نابضة بالحياة (لو24:13-25): الباب ضيق الذي يفتح لفترة قصيرة جداً، ويتزاحم أمامه جمهور كبير للمرور منه. لذلك يجب المبادرة والسرعة والاهتمام بدون تردد، كما لو كانت مباراة. والأفعال التي يستعملها إنجيل القديس لوقا أفعال معبّرة للغاية: "اجتهدوا" "سيحاولون" "يستطيعون" لا يعني ضيق الباب أن الذين يخلصون قليلون، إذا كانوا كثيرين أو قليلين فهو في علم الله. يعني ضيق الباب أنه يجب الإسراع والاجتهاد. لا أعلم من أين أنتم ربما قصد من طرح السؤال البشر عموماً والوثنيين بنوع خاص. يوجّه يسوع الانتباه إلى شعب الله. قد يبقى خارجاً حتى أعضاء شعب بني إسرائيل (لو28:13) لا يكفي أن ينتمي المرء إلى الشعب المختار، أو أن يكون قريب الرب أو أن يفتخر بميراثه الديني: "لقد أكلنا وشربنا أمامك، لقد علمت في ساحاتنا" (26:13). لا يترك يسوع أيّة فرصة لأوهام معاصريه. يخطئ من يعتقد أنه يخلص بفضل آبائه واستحقاقاتهم. كما يخطئ أيضاً من يعتقد أن خلاص الوثنيين أصعب من خلاص اليهود. يصف يسوع الملكوت على الطريقة اليهودية، مستعملاً صورة المأدبة المسيحانية، التي يجلس فيها المختارون بجوار الآباء (أش6:25، لو16:14-24؛ 16:22). ولكن ما يعطي حق الجلوس مع الآباء ليس هو الانتماء إلى الشعب، بل هو الإيمان. إنه من الممكن أن يُحرم من هذه المأدبة أبناء الأنبياء وأبناء إبراهيم واسحق ويعقوب. كما أنّه من الممكن أن يتكئ فيها أغراب أتوا من المشرق والمغرب والشمال والجنوب، بينما يُطرد القريبون: "لا أعلم من أين أتيتم؟" ونؤكد أن ما يصح لمعاصري يسوع يصح للجميع. إن ما يصح لليهود يصح أيضاً للمسيحيين. لقد استعمل إنجيل القديس كلمات مشابهة وطبقها على المسيحيين: السيئين: "يارب، أما باسمك تنبأنا؟ وباسمك طردنا الشياطين؟ وباسمك أتينا بالمعجزات الكثيرة؟ فأقول لهم علانية: ما عرفتكم قط. إليكم عني أيها الأثمة" (مت 22:7-23). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2980 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مثل "الغني الجاهل" (لو 13:12-21) ![]() يرد مثل الغني الجاهل (لو16:12-20) بعد حوار (13:12-15) وتليه مجموعة من التعاليم (22:12-34). يعود وضع المثل في هذا السياق إلى عمل المحررين اللاحقين إذ كان الحوار والمثل، أصلاً، منفصلين. ويورد إنجيل القديس متى التعاليم ذاتها دون أي رابط مع المثل (را. مت 19:6-21و 25-34). لقد أورد إنجيل القديس لوقا هذه التعاليم بعد المثل كنوع من التعليق عليه. إن في ذلك إشارة إلى كيفية فهم كاتب الإنجيل للمثل وكيفية استخدامه له، كما استلمه من التقليد. يرى يواقيم يرمياس، في كتابه أمثال يسوع، أن هذا المثل كان في الأصل مثل دينونة أراد به يسوع أن يعلن اقتراب نهاية، وبالتالي غباء، الذي يهتم فقط بجمع الثروات كما لو كان هو والعالم أزليين. ويبدو أن إنجيل القديس لوقا حول هذا المثل من مثل دينونة إلى تعاليم عام عن غباء جمع الثروات واكتنازها؛ وبالتالي إلى تعليم ونصائح للاستعداد للنهاية التي تقترب، بل لطريقة حياة في الزمن الحالي. لا نتفق مع يواخيم يرمياس في نظريته هذه لأن هذا يفترض أن يسوع كان مقتنعاً بأن النهاية قريبة وليس هناك أية أدلة تثبت هذا الأمر. إن يسوع لم يعلن نهاية العالم، بل أعلن اقتراب الملكوت الذي، بحلوله، يقلب طريقة حياة البشر وأولوياتهم رأساً على عقب. أساس المثل ليس هو حالة الطوارئ لاقتراب النهاية، بل ضرورة النظر إلى العالم نظرة جديدة. كان موضوع عدم جدوى الثروات وحماقة مَن يعتمد عليها شائعاً ومعروفاً في حكمة بني إسرائيل. وكان يسوع، بكل تاكيد، على علم بذلك. ولكن يسوع أعاد فهم هذا الأمر وتفسيره، كما يشهد بذلك مثل الغني الجاهل، على ضوء مفهومه عن الملكوت. جمهور المستمعين مَن يخاطب يسوع بهذا المثل؟ يحدّد لوقا جيداً ملامح المستمعين، وهو أمر يستحق العناية والاهتمام. كان يحيط بيسوع جمهور كبير يتزاحم ويتدافع حوله، لكي يقترب منه، ويوجّه يسوع الخطاب، بغرابة شديدة إلى التلاميذ: "واجتمع في أثناء ذلك ألوفاً من الناس، حتى داس بعضهم بعضاً، فأخذ يقول لتلاميذه أولاً" (لو1:12). يوجّه يسوع الخطاب أولا إلى الرسل ولكن الجموع تتابع هذا الخطاب حتى أن أحدهم سأله "فقال له رجل من الجمع: "يا معلم مُر أخي أن يقاسمني الميراث" (لو13:12). يرد يسوع على هذا غير المحدد، مخاطباً الجموع والتلاميذ معاً: "يا رجل مَن أقامني عليكم قاضياً... ثم قال لهم.." (لو 14:13أ و 15أ). إن خطر الطمع يهدد الجميع بما فيهم أيضاً التلاميذ. وعندما يختم يسوع المثل يتوجّه إلى تلاميذه وحدهم: "وقال لتلاميذه..." (لو22:12): شارحاً لهم ما معنى أن يغتني الإنسان بالله، أي كيف يدخل الإنسان في المنطق الجديد للملكوت. غني جاهل يطلب أحدهم أن يناصره في حصوله على نصيبه من الميراث: "فقال له رجل من الجمع: يا معلم مُر أخي أن يقاسمني الميراث" (لو13:12), كان من المعتاد أن يطرح الناس المسائل الشرعية المعقدة على كبار معلمي الشريعة، خبراء تفسيرها. بهذه الصفة يلجأ هذا الرجل إلى يسوع الذي يرفض بلباقة تلبية طلبه: "يا رجل، مَن أقامني عليكم قاضياً أو قساماً؟" (لو14:12)، يبدو من رد يسوع هذا أنه لا يريد أن يتدخل في المسألة، ولكنه في الواقع يحلها بطريقته الخاصة. لا ينزلق إلى قشور الموضوع ولكنه يدخل فوراً إلى عمق المسألة وجذورها. يتنازع أخوان حول الميراث. يريد أحدهما أن يظل الميراث برمته بدون تقسيم، وهذا ما يجب كشفه: "تبصروا واحذروا كل طمع، لأن حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله" (لو15:12). يوضّح المثل بطريقة واضحة ومباشرة تعليم يسوع. يعمل إنسان طوال عمره لكي يقيم ثروة. وعندما يعتقد أنه وصل إلى الحد الكافي وحصل على "أرزاق وافرة يكفي مؤونة سنين كثيرة" (19:12أ) يقرّر أن يستريح وأن يستمتع بهذه الخيرات "أقول لنفسي: استريحي وكلي واشربي وتنعمي..." (19:12ب). ولكن هيهات، إذ يجلجل صوت: "يا غبي، في هذه الليلة تسترد نفسك منك" (20:12أ). إن المسألة لا تخص لا الخيرات والثروات ولا التمتع بها، إنما تخص اعتبار أن جوهر الحياة ومعناها يقومان ف اكتناز الخيرات أي اعتبارها المركز والأمان. يرفض يسوع ويشجب بشدة فائض الخيرات الذي يصاحبه الجشع والطمع والصلف والخيلاء والمجد الباطل. إنه يتكلم عن حياة بلا صفات. يهدد الخطر ليس فقط حياة العالم الآتي بل أيضاً الحياة الآن: الحياة هي ملء الحياة وليس مجرد الوجود. يصف المثل الرجل بأنه غني (لو16:12) وغبي (لو 20:12). لماذا يصفه المثل بالجهل؟ الكلمة اليونانية التي تشير إلى هذا هي أفرون أي بلا رأس كما نقول في عباراتنا الدارجة: الأحمق، اللاهي، اللامبالي. يختلف مفهوم الحكمة في الإنجيل عنه لدى العامة. يرى الجميع أن الحرص على جمع الخيرات لتامين المستقبل حكمة. أمّا يسوع فيرى في ذلك حماقة وجهلاً، لأن ذلك يعني أن يبني المرء حياته على خيرات زائلة. إن عبارة "فلمن يكون ما أعددته؟" (لو20:12ب) هي سؤال ينضح بآن واحد بالحكمة والسخرية اللاذعة. يعبّر هذا السؤال الساخر عن غباء مَن يتكل على جمع الخيرات والثروات. لقد عبّر كتاب الجامعة عن هذا الأمر: "إنسان رزقه الله غنىً وأموالاً ومجداً فلم يكن لنفسه عوز من كل ما يشتهي. ولكن الله لم يدعه يأكل من ذلك، إنما يأكله غريب. هذا باطل وداء خبيث" (جا2:6) ويقول نفس الكتاب في مقطع آخر: "ثم التفت فرأيت باطلاً آخر تحت الشمس: واحد ليس له ثانٍ، لا ابن ولا أخ ولا نهاية لكل تعبه ولا تشبع عيناه من الغنى: لمن أتعب و أحرم نفسي الهناء؟هذا أيضاً باطل وأمر سيء" (جا7:4-8). أنواع مختلفة من الغنى قد يكون من المفيد أن نتعرّف من العهد القديم على الأجزاء المختلفة التي يتكوّن منها هذا المثل. يبدو أن يسوع ينطلق من نص في كتاب يشوع بن سيراخ: "رب إنسان اغتنى باهتمامه واقتصاده وهذه هي أجرته: حين يقول: قد بلغت الراحة سآكل الآن من خيراتي" وهو لا يعلم كم يمضي من الزمان حتى يترك ذلك لغيره ويموت" (سي 18:11-19). يبدو أن يسوع حوّل هذه الحكمة إلى مثل. لقد أبرز يسوع مفهوم "البطلان" الذي ورد في كتاب الجامعة: "باطل الأباطيل. كل شيء باطل" (جا 1:1) عندما جعله في مثل ملموس قريب من فهم الناس. ينظر الجامعة بتجرّد شديد إلى كل أمور الحياة وخبرات البشر: إن كل ما يتوقعه الإنسان ويثق يلبي أقل بكثير ما يعد به: إنها كلها أباطيل لا تثبت مثل الدخان أو البخار. يختلف يسوع عن الجامعة إذ لا يكتفي بكسر هالة الاكتناز، بل يحدد بوضوح الطريق الذي يتبعه الإنسان لكي يتغلّب على هذه الأباطيل ويهرب منها مَن يكتنـز هذه الخيرات إنما يكتنـزها لذاته ولا يغتني بالله. إن الغباء والحماقة يقومان في هذا "الاكتناز للذات" لا الاغتناء بالله. إن عبارة لله في اللغة اليونانية ترد فعل حركة انتقال نحو الله، بالتالي لا يكون معناها لأجل الله، بل في اتجاه الله. إنه بذلك يوحي بفكرة هامة جداً: لا يقدم الإنسان خيرات وتقدمات لله، بل يستعملها في اتجاهه؟ وهو في طريقه إليه، بمنطقه هو. تبرز تعاليم إنجيل القديس لوقا التالية معنى "لله": "لا يهمكم للعيش ما تأكلون، ولا للجسد ما تلبسون" (لو22:12)، "فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون أو ما تشربون ولا تكونوا في قلق" (29:12) "أبوكم يعلم أنكم تحتاجون إليه" (30:12) "اطلبوا ملكوته تزادوا ذلك" (31:12)، "بيعوا أموالكم وتصدقوا بها واجعلوا لكم أكياساً لا تبلى، وكذا في السموات لا ينفد" (33:12أ). |
||||