منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 04 - 2013, 01:50 PM   رقم المشاركة : ( 2951 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح يحول ماء العهد القديم إلى خمرة العهد الجديد



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الجديد يستتر في القديم، والقديم ينكشف في الجديد"، بهذا الشكل يلخص القديس أغسطينوس تكامل العهد القديم والعهد الجديد، ويضيف في تعليقه على إنجيل القديس يوحنا أن المسيح يحول ماء العهد القديم إلى خمر العهد الجديد. هذا التعليم لم يكن غريبًا عن كتابات العهد الجديد، ويسوع نفسه، يؤنب اليهود الذين رفضوه قائلاً: "تَتصَفَّحونَ الكُتُب تظُنُّونَ أَنَّ لكُم فيها الحَياةَ الأَبديَّة فهِيَ الَّتي تَشهَدُ لي" (يو 5، 39). وفي حديثه إلى تلميذي عماوس، وقد حجبت عينا التلميذين عن معرفته أنّب يسوع التلميذين لأنهما لم يفهما ما كتب عنه في الأسفار المقدسة: "يا قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء. أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه ؟" ثم "بَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه" (لو 24).

يسوع هو اكتمال الكتاب المقدس، فهو أتى لا لينقض الشريعة بل ليكملها (راجع مت 5)، وهذا الأمر فهمه القديس بولس جيدًا، وانطلاقًا من هذا المعيار التفسيري، قام بتطبيق صورة وخصائص الحكمة في العهد القديم على المسيح. وهذا ما قدمه البابا بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء 22 أكتوبر 2008. فبعد أن توقف الأسبوع الماضي على ما عرف بولس عن يسوع التاريخ، توسع أمس الأربعاء في اعتبار عقيدة بولس الكريستولوجية.
يسوع التاريخ والكلمة الأزلي
وقال الأب الأقدس: "يتأمل الرسول مذهولاً السر الخفي في المصلوب القائم ومن خلال الآلام التي احتملها المسيح في بشريته (البعد الأرضي) يصل إلى الوجود الأبدي الذي من خلاله كان واحدًا مع الآب (البعد ما-قبل-الزمني). يكتب بولس: "عندما حل ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الشريعة، ليفتدي الذين هم تحت الشريعة، لكي ننال التبني"".
وشرح الأب الأقدس أن الإعلان عن هذين البعدين (الوجود الأزلي في حضن الآب ونزول الرب في التجسد) يتم مسبقًا في العهد القديم في صورة الحكمة. نجد في كتب العهد القديم الحكمية بعض النصوص التي تتغنى بدور الحكمة الأزلية كانت قبل خلق العالم. بهذا المعنى تُقرأ نصوص مثل هذا المقطع من المزمور 90: "قبل أن وُلدت الجبال وأسست الأرض والمسكونة، من الأزل وإلى الأبد، أنت الله" (آية 2)؛ أو مقاطع مثل ذلك الذي يتحدث عن الحكمة الخالقة: "الرَّبُّ خَلَقَني أُولى طرقِه قَبلَ أَعمالِه مُنذُ البَدْء؛ مِنَ الأَزَلِ أُقمتُ مِنَ الأوَلِ مِن قَبلِ أَن كانَتِ الأَرْض".
انحدار الحكمة
وتابع البابا مشيرًا إلى أن النصوص الحكمية عينها التي تتحدث عن وجود الحكمة الأزلي، تتحدث أيضًا عن نزولها، عن انحناء هذه الحكمة، التي أقامت خيمتها بين البشر. وهكذا نسمع صدى كلمات إنجيل يوحنا الذي يتحدث عن خيمة جسد الرب. لقد قامت بخلق خيمة في العهد القديم: والإشارة هنا إلى الهيكل، إلى العبادة بحسب التوراة؛ ولكن من وجهة نظر العهد الجديد يمكننا أن نفهم أن هذا كان فقط تصويرًا مسبقًا لخيمة تحمل حقيقة ومعنىً أعمق: خيمة جسد المسيح. ونرى في كتب العهد القديم أن انحناء الحكمة هذا، ونزولها في الجسد يتضمن أيضًا إمكانية رفضها.
الحرية، الرفض والصليب
إن القديس بولس، في توسيعه لتعليمه الكريستولوجي، يعود إلى هذا المنظار الحكمي: يتعرف في يسوع على الحكمة الأزلية القائمة أبدًا، الحكمة التي تنحدر والتي تخلق لذاتها خيمة في ما بيننا؛ وبهذا الشكل يستطيع أن يصف المسيح، كـ "قوة وحكمة الله"، ويستطيع أن يقول أن المسيح قد صار لنا "حكمة من لدن الله، وبرًا، وتقديسًا وفداء" (1 كور 1، 24 . 30).
بالشكل عينه يوضح بولس أن المسيح، مثل الحكمة، يمكن رفضه، خصوصًا من قبل سلاطين هذا العالم (راجع 1 كور 2، 6 – 9)، فتتولد في مشروع الله مفارقة هي الصليب الذي سيضحي سبيل خلاص لكل الجنس البشري.
التمجيد
لكن الكلمة الأخيرة ليست للرفض، إذ نلاقي تطورًا آخرًا في هذه الدورة الحكمية التي ترى انحدار الحكمة لكي يتم تمجيدها في ما بعد بالرغم من الرفض، في النشيد الشهير الموجود في الرسالة إلى أهل فيليبي (راجع 2، 6 – 11). نحن بصدد واحد من أسمى نصوص العهد الجديد. وأوضح الأب الأقدس أن هذا النص الذي يأخذه بولس عن نشيد سابق لكتابة الرسالة هو ذو أهمية كبرى لأنه يعني أن اليهود المتنصرين قبل بولس كانوا يؤمنون بألوهية يسوع.
وبكلمات أخرى، "ألوهية المسيح ليست ابتكارًا هيلينيًا نشأ بعد زمن طويل من حياة يسوع الأرضية، وليس اختراعًا تناسى إنسانيته وأعلنه إلهًا؛ نرى بالواقع أن اليهودية-النصرانية الأولى كانت تؤمن بألوهية يسوع".
يتألف النشيد من 3 مقاطع: الأول يتحدث عن التواضع وإخلاء الذات، والثاني عن موت الصليب، أما الثالث فيعرض جواب الآب على تواضع المسيح: "لهذا رفعه الله ووهبه الاسم الذي هو فوق كل اسم" (آية 9).
ولفت البابا إلى "التباين بين الانحدار الجذري والتمجيد الذي يليه في مجد الله". تصرف المسيح يختلف كليًا عن "طموح آدم الذي أراد من تلقاء ذاته أن يصير الله، وهو مغاير عن تصرف بناة برج بابل الذين أرادوا من تلقاء ذاتهم أن يبنو الجسر إلى السماء فيضحوا آلهة لذواتهم. ولكن مبادرة الكبرياء هذه أدت إلى تدمير الذات".
ثم تابع الأب الأقدس: "ليس هذا السبيل للوصول إلى السماء، إلى السعادة الحقة، إلى الله. طريقة تصرف ابن الله هي العكس تمامًا: لا بالكبرياء بل بالتواضع الذي هو تحقيق للحب، الحب الذي هو إلهي. مبادرة الانحناء، تواضع المسيح الجذري، الذي من خلاله يعاكس الكبرياء البشري، هو حقًا تعبير عن الحب الإلهي؛ يلي هذا التواضع الارتفاع إلى السماوات إلى حيث يجذبنا الله بحبه".

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 17 - 04 - 2013, 01:52 PM   رقم المشاركة : ( 2952 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ترجمات الكتاب المقدس المختلفة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكتاب المقدس عالم دون حدود في عالم الأبحاث. التاريخ والشريعة، العلم والصلاة. بحسب الكنيسة الكاثوليكية الكتاب المقدس مؤلف من 73 كتاباً.
"للكتاب المقدس كاتبان: الكاتب الإلهي الذي هو الله والكاتب البشري وهم هم الكتاب والمؤخرون. الله ككاتب إلهي، أوحى كلمته للكتاب البشريين الذين كتبوا الكلمة كل بحسب أسلوبه الأدبي.
بعد العودة من السبي الى بابل في القرن الرابع قبل المسيح، بدأت عملية كتابة تاريخ اسرائيل. وهذا العمل التاريخي جزء من تاريخ طويل. لقد تطورت الكتب من خلال شهادات هذه النصوص القديمة التي نقلها أناس كانوا أمناء على نقل النص كما هو.
"لا يمكن المس بمعنى النص، إن التغيرات تتعلق ببساطة ببعض الكلمات، أو بطريقة الكتابة. ولكن لا يمكن المس بمضمون النص.

لا يوجد نص أصلي، ولكن من الممكن إيجاد نسخ قريبة جداً من النصوص الأصلية. أقسام نُقلت خلال القرون الثلاثة الأولى من تاريخ الكنيسة، والنسخ الموجودة في مكتبة الفاتيكان ومركز الدراسات البيبلية الفرنسيسكاني في القدس، وفي متاحف كثيرة.
 
قديم 17 - 04 - 2013, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 2953 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربي فيك أنت ثقتي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كم أحياه وأعيش مرارته كل أيام حياتي
§ كل مرّة تألمت وعانيت من الظلم والعدوان،
§ كل مرة تعرضت للاضطهاد، فلا مسيحية بلا صليب، وكل مرة تعذبت فلا مسيحية بدون آلام وعزاء، وكل مرة شعرت بالضيق والألم.
§ كل مرة خنقني شعوري بالخوف، ومخالب العدوان تنهش لا حقوقي المشروعة فحسب، ولا كرامتي المهدرة وحدها بل جسدي وعرضي وحياتي بمجملها.
§ كل مرة شعرت بالعدو يحاصرني ويحيط بي ويصوب نحوي سهامه وينصب لي الفخاخ؟ فارتجف القلب فيّ وهو لا يعرف من أين تنطلق السهام وكيف ستخترقه وهززت رأسي مضطرباً في أسىً وبؤس وجزع؛
§ كل مرة شعرت بالظلام يحيط بي والهاوية تكاد تُطبق فاها وتبتلعني وأنا أرى العدو رافعا رايات النصر فأشعر بالمزيد من الفشل واليأس والإحباط، بينما منكسة في الأرض رأسي، وممرغة في الوحل راياتي التي تحمل اسمك؛
§ كل مرة فكرت فيها بقبول نصيحة الأهل والأصدقاء بالهرب وهجر الأوطان وترك كل شيء والتخلي عن كل مسئولية، أو على الأقل غسل اليدين لإعلان براءتي وقبول دور الضحية المستسلمة وسلوك سلوك الذبيح المهزوم.
ربي وإلهي سامح ضعف إيماني واعن هشاشة قلبي
لقد تعلّمت اليوم درساً من أبي داود
§ أنه برغم شر ومكائد المنافقين
§ برغم قوتهم الجبارة وأسلحتهم الفتّاكة
§ برغم قوة منطق القوة
§ برغم واقعية منطق الواقع
§ فإن يدك أيها الرب قوية ونجدتك قريبة من طالبيك
§ عيناك مفتوحتان ترقبان
§ وأذناك مرهفتين تسمعان
§ ويداك ممتدين تسعفان
§ ورجلاك مسرعتين تبادران
§ وعدلك حاضر للتدخل في الوقت المناسب منصفا الأبرار، معاقباً للأشرار، مجازياً كل واحد حسب أعماله.
أنحتاج يا سيدي أن تزرع في قلبي هذا الإحساس الدائم بوجودك وجودك.
علّمنّي أن أدرك أن
· وجودك في حياتي قوة تفوق كل قوة
· وأن طبعك العدل لن تهمل صرخة المظلوم
· وأن نعمتك تفوق كل قياس
آمـــــين
 
قديم 17 - 04 - 2013, 02:41 PM   رقم المشاركة : ( 2954 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تعامل المسيح مع صاحب نظرية: ينبغي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
}فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع و تبعوه مشاة من المدن.فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم و شفى مرضاهم.و لما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى و يبتاعوا لهم طعاما.فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا اعطوهم انتم لياكلوا.فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة و سمكتان.فقال ائتوني بها الى هنا.فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء وبارك و كسر و اعطى الارغفة للتلاميذ و التلاميذ للجموع.فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة.و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد{.مت 14 / 13 – 21

}فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة{
السفينة رمزا للكنيسة في مواضع مختلفة في العهد الجديد، وفيها تجتمع جماعة المؤمنين مع المسيح ليتغلبا معا على أمواج بحر العالم، والتي تتمثل في الهموم والتجارب والتحديات التي تواجه قيم الانجيل :العدلوالرحمةوالايمان. أخذ المسيح تلاميذه وركبوا السفينة ليحصلوا على خلوة ، ليمثلوا في حضرة الآب، في موضع قفر بعيدا عن الضوضاء والتشويش (للصلاة). هكذا في الكنيسة نلتقي بالمكافحين من شعب الله من اجل العدالة الباحثين عن توبة شخصية وبالكنيسة نعلن أنا وأنت الثقة في الله وفي القريب.

}فسمع الجموع و تبعوه مشاة من المدن{.
هناك معلم يتبع الجموع ويجاريها طلبا في مزيد من راس المال الرمزي من صيت وشهرة ومجد زائل. وهناك معلم تتبعه الجموع حيثما مضى، سيرا على الاقدام يفتشون عنه. لابد انهم وجدوا عنده ضالتهم.

}فلما خرج يسوع {
يسوع دائما هو المبادر ، فكما خرج الابن من حضن الاب ليتجسد بيننا ، ها هو يخرج الآن من خلوته ، ليكون مع الجموع الباحثه عنه.}ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم{خرج المسيح من خلوته ليعلن حنان الله ورافته. }و شفى مرضاهم.{

}و لما صار المساء تقدم اليه تلاميذه{
وقت المساء ، زمن عدم وضوح الرؤية ، زمن اختلاط المفاهيم ، وازدياد القلق والاوهام .
}قائلين: الموضع خلاء و الوقت قد مضى {.
انها مقدمةسيبنون عليها اقتراحهم لحل المشكلة ، وكأن يسوع لم ينتبه الي مضي الوقت ، او لم يعِ انه في موضع قفر!!
}اصرف الجموع{
الاقتراح فيه شخصان يتوجب عليهما طاعة الامر وسرعة التفيذ وشكر المقترح على حكمته ، الطرفن هما: يسوع( المخاطب: انت) و الجمع ( الغائب: هم) أما دور ال( المتكلم: أنا ) فغير موجود!!
اي على يسوع ان يصرف الجموع
}لكي يمضوا الى القرى و يبتاعوا لهم طعاما{
وعلى الجموع ان تنصرف!!، اذ هذا الحل للمشكلة اتى بصيغة واجب على (انت وهم) ان يفعلا أما (انا) فيكفيني اني اكتشفت المشكلة واقترحت الحل الانسب!!
}لا حاجة لهم ان يمضوا، {
ولكن رد فعل يسوع غريب وغير متوقعيسوع ينبه تلاميذه انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، نعم فقد زحفت الجموع وراء يسوع مشيا على الاقدام طالبة ان تسمع كلمة الحياة. وقد وجدت فيها خبزا محييا، ولم يشتك احد من جوع ولا من عطش.
الامر الثاني في إجابة المسيح على تلاميذه، انه اراد ان يشركهم في الحل :}اعطوهم انتم لياكلوا {فكما ذكرنا مقترح التلاميذ لحل المشكله هو ينبغي علي المسيح ان يصرف الجموع وعلى الجموع ان تنصرف لتدبر امرها. وقد غابت الانا عن الساحة. وحال يسوع يقول لهم أنتم شركاء في الحل}اعطوهم انتم لياكلوا { . ينبغي ان يكتمل المثلث ( أنا وأنت وهو) أما التوقف عند اقتراحات خلت من مشاركة الأنا هذا امر لا يفضي الي حل المشكلات، ولا يعين على تخطي العقبات.
فالانسان قادر ان يقترح على الله نفسه اقتراحات ( مثل: لماذا لا يمنع الله الحرب ... وفي الوقت نفسه يكون صاحب الاقتراح فاقد كل رغبة في الغفران لأخية الذي أغضبه، أو ان يقترح على الله ان يزيل المرض من الأرض ... ويكون هو نفسه شريك بشكل او بآخر في تلوث الارض وتفاقم المرض. أو يصرخ بصلوات واقتراحات قوية المنطق طالبا من الله ان يرفع عنه ظلم الناس ... وهو لا يأبه بمن ظلم ولا يريد ان يعترف بمواقف ظلم فيها نفسه وآخرين ... الخ ويرى في اقتراحاته حكمة تفوق حكمة العلي له المجد. انها اقتراحات من الانا الهاربة من المشاركة الفعلية اي ان تكون هي جزء من الحل ،
يبدو صاحب الاقتراح منطقي وعملي!! وهو في الحقيقة غير ذلك فهو يبحث دائما عن حل بعيد عنه ، فذلك سهل. لذلك فالمعنى الاعمق لسر التجسد ان الله ذاته صار جزء من حل مشكلة الانسان.

}فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة و سمكتان{.
رغم صيغة النفي }ليس عندنا ههنا {التي توحي بعدم الجدوى ، إلا ان التلاميذ ذكروا ما عندهم رغم انه قليل!

}فقال ائتوني بها الى هنا{
الرب طلب القليل الذي بين ايدينا، لنقدمه بثقة تفوق الحسابات، لنشارك في التقدمة ولا نتوقف عند الاقتراحات.

}فامر الجموع ان يتكئوا على العشب {
عندما يأمر الرب علينا ان نطيعه، ليجلس الجميع على الارض ، ولترتفع التقدمة الي العلاء ، لتشخص العيون الي الخبزات ولتهتف القلوب سائلة بركة السماء بالمسيح وفيه ومعه . وحال المسيح يقول احبائي قد تعبتم طوال النهار وعملتم حسنا اذ اصغيتم الي ، الآن اجلسوا ودعوا الرب القدير يتمم عمله ويبارك ما بين ايديكم

}ثم اخذ الارغفة الخمسة و السمكتين {
و رفع نظره نحوالسماء ... هذا هو دور المسيح الرئيسي ودور كل تلميذ حقيقي ليسوع المسيح ، ان لا ينظر الي الارض فحسب ولا الي السماء فحسب بل يجمع الارض لتشخص الي السماء.
}وبارك { قدم ما عندك والرب يبارك لا تنس: الخوف يطرد البركة.
}و كسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع.{هنا مشاركة الطراف الثلاثة (أناوانتوهم) بعد التجسد لن ينزل الله خبزا من السماء كما فعل ايام موسى ، بل تجسد ليبارك ما عندنا ويمنحنا شرف المشاركة معه.
في القديم ارسل الله كتاب الشريعة وفي الجديد ارسل ابنه متجسدا ، في القديم انزل الطعام من السماء ( المن ) وفي الجديد بارك القليل الموجود بين ايدينا.

لقد تمت المعجزة ، وشبع جميع الجياع وفضل عنهم الطعام

}فاكل الجميع
و شبعوا
ثم رفعوا ما فضل من الكسر
اثنتي عشر قفة مملوءة.
و الاكلون كانوا نحو
خمسة الاف رجل
ما عدا النساء
و الاولاد{.
نلتقي في حياتنا اليومية بأشخاص يتبونون "نظرية ينبغي" ولا سيما ان كنا على وشك اتخاذ قرار ما او مكلفين بمسؤولية ما ، عندها سيغمرنا اصحاب هذه النظرية بالكثير من الاقتراحات مع الايحاء بالعولقب الوخيمة التي سنجنيها من جراء عدم الاخذ بنصائحهم!!
بالتأكيد لا اعني بهذا الكلام ان ادعو الاشخاص إلى عدم تقديم النصح الاخوي والمشورة ... ولكن
ادعو الي ان نتبنى منهج المسيح ذاته ... ان نصبح نحن جزء من الحل المقترح ، وان نبتعد ونتحرر من هذه الصيغة ( عليك انت وينبغي عليهم هم ) مع اغفال دور الفعلى واهمال المشاركه الحقيقية .
وراينا كيف تعامل المسيح مع التلاميذ حينما استخدموا هذه النظرية ، إنه اشركهم في الحل أعطوهم انتم... أي كونوا جزء من اقتراحكم ، جزء من الحل.
كما انه أنار أذهانهم الى الانطلاق من القوة الكامنة في تقدمة ما نملك وان كان قليل فهنا ياتي دور الرب وتعمل البركة.
صلاة
ربي
اجعلني دوما
غير خائف من ان ازج بنفسي
في مصاعب الحياة ،
من اجل مجدك ألا وهو
الانسان الحي بفرح الايمان.
 
قديم 17 - 04 - 2013, 02:45 PM   رقم المشاركة : ( 2955 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من شريعة سيناء إلى شريعة يسوع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


...... قيل لكم أما أنا فأقول لكم (متى 5- 7)

مقدمة
إنجيل متى هو إنجيل الكنيسة (الجماعة المؤمنة) كما يظهر لنا في الفصول 16- 17- 18. هذا الإنجيل هو المذكر الدائم للكنيسة. كُتِبَ في السنة 85 بعد الميلاد.
كان عند اليهود الكثير من الوصايا تقريباً 613 وصية. لذالك سألوا يسوع عن الوصية الأعظم بين الوصايا، عندها أجابهم يسوع أحب الله من كل قلبك وأحب قريبك كحبكَ لنفسك.
إنجيل متى هو الوحيد الذي يعطي صورة واضحة عن سر المعمودية كما يوضح لنا كيف يكون سر التوبة في الفصل (9) الآية (2). كيف كانت التوبة في عهد متى.
متى هوَّ أول من كتب للعالم اليهودي (أنطلق مما هو موجود). نجد في إنجيله (5) وعظات، وهنا تبرز مقارنة جميلة فكما أن موسى لديه (5) كتب كذلك متى لديه (5) وعظات.

- العظة الأولى: (وعظة الجبل)
مثلما كان موسى على الجبل، جبل سيناء، وتسلم كلام الله (الكلمات العشر). كذلك يسوع وقف على الجبل، لم يذكر الجبل سواء أكان جبل أورشليم أو سيناء أو الجبل الأخير جبل الإنجيل.
- العظة الثانية: (الفصل 10)
لدينا هنا إنجيل الرسالة (يسوع يرسل تلاميذه، ويعطي أعظم وصاياه).
- العظة الثالثة: (سر الله)
أو تدعى أيضاً أسرار الملكوت وهي موجودة في الفصل (13). وقد طرحت من قبل يسوع بأسلوب الأمثال، انطلاقا من مبدأ أن الفكرة الغير المنظورة يجب أن تصبح منظورة ولا تصبح الأمور أوضح إلا إذا كان الإنسان مستعد تماماً ليدخل في المثل وفي السر.
- العظة الرابعة: (عظة الجماعة المسيحية)
وهي موجودة في الفصل (18).
- العظة الخامسة: (وعظة النهاية)
ليس نهاية العالم. بل يتكلم عن نهاية عالم (بدون أل التعريف) وهي موجودة في الفصلين 24- 25. دمار أورشليم كان أساس هام لبداية الكنيسة (75 م). وعند دمار الهيكل بدأ تحرر المسيحية من اليهودية ومن الشريعة القديمة.
* في الآية (23) من الفصل (4) عندما يقول متى: "وكان يسير في الجليل كله، يُعلمُ في مجامعهم ويُعلِنُ بشارة الملكوت، ويشفي الشعب من كل مرضٍ وعلة." وكذلك في الآية (35) من الفصل (9) عندما يقول: "وكان يسوع يسيرُ في جميع المدنِ والقرى يُعلمُ في مجامعهم ويعلن بشارة الملكوت ويشفي الناسَ من كلِّ مرضٍ وعلة."، فإن متى يعطي تعميم وتلخيص لكل بشارة يسوع وأعماله وأقوالهُ.
* عندما يقول متى في (1:9- 2): "فركِبَ السفينة وعبرَ البحيرةَ وجاء إلى مدينتهِ. فإذا أناسٌ يأتونهُ بمُقعَدٍ مُلقىً على سرير. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمقعد: ثق يا بُني، غُفِرت لكَ خطاياكَ." علينا أن نفهم أن المعجزة هي تعليم مثلها مثل الكلام. وهنا يعلم متى بطريقة غير مباشرة قائلاً: أيتها الكنيسة أنتِ معكِ سلطان لمغفرة الخطايا. المعجزة ليست لتدل على ألوهية يسوع، إذ هناكَ الكثير من الأنبياء قاموا بالأعاجيب. ليست الكلمة هي التي تدل على يسوع بل يسوع هو الذي يعطي للكلمة معناها.
* علينا أن لا نخاف من أن نقول: (رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين) فصحيحٌ أن القديس بولس الرسول ليس هو من قام بكتابتها بخط يده بل مدرسته أي المدرسة البولسية التي خلفتهُ هي التي كتبتها، ولكنه الأمر نفسه فبولس ومدرسته واحد.
يقول القديس بولس أو المدرسة البولسية في الرسالة إلى العبرانيين: في الشريعة القديمة كانت تقدم 1000 أو حتى 2000 ذبيحة لله ولكن لماذا هذا العدد الكبير من الذبائح فيسوع ذبيحة واحدة، من حيث أنه مات مرةً واحدة، ولكنه عن كل الذبائح الأخرى. ولماذا كِثرَتْ الكهنة (24000 كاهن في العهد القديم لخدمة الله) خصوصاً أن الكاهن المسكين هو مجبر أن يقدم ذبيحة عن نفسه وعن الآخرين، أما يسوع فليس بحاجة إلى أن يقدم ذبيحة عن نفسه بل فقط عنا لذلك قدم نفسه كذبيحة. كما أن يسوع تألم معنا وبكى معنا ولم يستحي بنا.
لم يستطع المسيحيون أن يتخلوا عن هذه الأشياء (كِثرَتْ الكهنة والذبائح) إلى أن انتهى العالم بدمار أورشليم عندها فقط أدركوا أنه ما من رجوعٍ إلى الوراء أبداً.
لذلك علينا أن نقرأ إنجيلنا اليوم بهذه الطريقة طريقة الإنسان الجديد حتى نستطيع أن نرى كم هناك من العادات والتقاليد التي تقيدنا وتَحُدنا. مثلاً هناك سؤال كثيراً ما يُطرَحُ على الكهنة اليوم: أبونا ما قدرنا نقدس بالأربعين فينا نقدس بالخمسة والثلاثين؟

العظة الأولى: (العظة على الجبل: 5- 6- 7)
هذه العظة تعطينا أولاً دستور المسيحية. ليست العظة كلها دستور بل فقط القسم الأول منها (بدايتها). الطوبى أو هنيئاً أو ما أسعد هذه الكلمات هي دستور المسيحية فإذا كنا نعيش هذه التطويبات فهذا يعني أننا نعيش الإنجيل لأن الإنجيل ككل هو هذه التطويبات. التطويبات تعني أتريد أن تبحث عن السعادة هذه هي السعادة. هذه التطويبات أو هذه السعادة قد قلبت كل المفاهيم.
إنجيل متى يقول تماماً: طوبى للمساكين بالروح يعني طوبى لمن هم ليسوا متعلقين بشيءٍ أبداً لا بالبشر ولا بالمال ومثلما يقول المزمور: الاعتصام بالله خيرٌ من الاعتصام بالبشر أو حتى بالعظماء. لوقا أيضاً لا يمجد الفقراء وعندما يتكلم عن هؤلاء الفقراء فهو يقصد الأشخاص الذين أصبحوا فقراء لأنهم جُردوا وحرموا من أموالهم لأنهم مسيحيون لذلك يقول لهم لوقا هنيئاً لكم. وكونه أصبح هناك فقراء هذا يعني أن هناك أشخاصٌ آخرون اغتنوا. في التقليد السرياني مثلاًً، يقول (الشاه إيران) ليعقوب المقطع: أنكر إيمانك فأعطيك مالاً وأرفعُكَ كثيراً وقَبِلَ يعقوب ذلك واغتنى ولكنه ووجِهَ بامرأته وأمه فارتد.
هنيئاً للودعاء لا تعني أن يذلني الناس. هنيئاً للجياع والعِطاش إلى البر، العطش ليس إلى الخبز والماء بل إلى كلمة الله. وكلمة البر تعني دائماً العمل بوصايا الله ومشيئته ولذلك نقول عن يوسف خِطّيب مريم أنه كان باراً. طوبى للرحماء، فنحن في عالمٍ القتل والتدمير والخراب لذلك نحن بحاجة شديدة إلى الرحمةِ والرحماء.
إذاً هذا القسم الأول الصغير من العظة يخبرنا كيف يكون المسيحي الحقيقي ونحن ممنوعون من أن نكون كالآخرين في كل شيء. فإذا عشنا هكذا نستطيع أن نكون ملحاً ونوراً أما إذا لم نفعل أي لم نعش بحسب التطويبات فنحن لسنا ملحاً يطيب الطعام وإذا لم نكن محبة ولم يتجسد الإنجيل فينا فحن لسنا نور.
في القسم الثاني من العظة هناك مقابلة بين الشريعة القديمة والشريعة الجديدة. المسيح لم يلغي الشريعة القديمة، يسوع لا يلغي شيء أبداً بل يصححه فقط وإلا فإذا كان هناك شخصٌ معاق مثلاً فإن يسوع يلغيه. علينا أن نأخذ مبدأ في تفكيرنا أن لا شيءَ يُلغى، يقول لنا مار بولس: "كلُّ شيءٍ لكم شرطَ أن تكونوا للمسيح". فيسوع صحح الشريعة القديمة وكملها أي أعطاها كمالها. الشريعة القديمة مثلاً تقول لا تقتل أما يسوع فلم يقل فقط لا تقتل بل أعطاها كمالها قائلاً كل من قال كلمةً باطلة على أخيه فقد قتله وكل من يغضب على أخيه فهو يقتله. وهنا نرى يسوع يقول: قيل لكم (أي موسى) أما أنا فأقول لكم.
لباس الكهنة الذي يرتديه الكهنة اليوم في الاحتفال بالذبيحة الإلهية هو نفسه في العهد القديم كما نرى في سفر اللاويين. ولكن الكهنة اليوم ليسوا كهنة العهد القديم كما يُفترض. يسوع في كل مرة كان يتكلم كان يعمق الشريعة ويفتحها فكل شريعة مغلقة هيَّ ضد الشريعة لذلك كان يقال اللاتيني: أفضل وأكبر شريعة هيَّ أكثرها ظلم. إذا من الممنوع أن نقول مثلاً: الشريعة هكذا تقول وأنا سأعمل تماماً وبالحرف مثلما تقول الشريعة لأنه عندها سنتحول إلى مجرد أجهزة تحكم. يقول لنا يسوع هنا جملة رائعة وهامة جداً هي: " إذا كان بركم لا يفوق برَّ معلمي الشريعة والفريسيين فلن تدخلوا ملكوت السموات".
الشريعة القديمة كانت تقول عينٌ بعين وسنٌ بسن، ونحن حياتياً لا نزال نؤمن بنفس الشريعة القديمة. لكن في الحقيقة موسى يقصد القول بهذه الجملة أنه إذا أحدٌ ما، مثلاً، خلع لكَ سنك فاخلع لهُ سنه لا له كل فمه أو قلع لكَ عينك فاقلع له عينه لا رأسهُ. وفي الحقيقة هذا ما نفعله نحن إذ أننا عملياً مازلنا على مستوى العين بالعين والسن بالسن. هناك جملة نحن لا نفهمها اليوم هيَّ: (من ضربكَ على خدكَ الأيمن فحول له الأيسر) هذا لا يعني أن ندير له خدنا الآخر بل يعني من عاملك بالعنف فحاول معاملته باللطف. ولدينا مثل رائع عن ذلك بيسوع المسيح في إنجيل يوحنا: عندما صفعه خادم رئيس الكهنة رد عليه يسوع، فيسوع لا يريدنا أن نكون خانعين، فلو خاف الرسل في بداية رسالتهم لكانت المسيحية اليوم تقتص على بضعة أشخاصٍ أو جماعات ولكانت الكنيسة قد انتهت حتى قبل أن تبدأ.
يسوع لم يتحدث عن الأصنام والآلهة المتعددة لأنه لم يكن هناك سوى الإله الواحد في زمنهِ بل حتى كان من الممنوع على اليهود ذكر أسم الله (أي يهوه) بل كان يقال السيد أو السماء. لذلك عندما نقول، مثلاً، أبانا الذي في السماء فهذا يعني أبانا أنت يا الله. فيسوع تكلم بشكل أساسي عن الوصايا الثلاث الأولى.
من ثمَ يُعطي يسوع القاعدة للممارسات اليهودية التي انتقلت تلقائياً إلى المسيحية والإسلام أيضاً: الصدقة، الصلاة، والصوم. أنت تريد أن تعمل للناس تأخذ أجركَ من الناس، أنت تريد أن يراك الناس إذاً خذ أجركَ من الناس. كل ما نعمله لكي يرانا الناس هوَّ ضياعٌ للوقت بينما مع الرب فكل شيء يجب أن يتم في الخفية، إن أعطينا فبالخفية، إن صلينا فبالخفية، وإن صمنا فأيضاً بالخفية. فإن رآنا الناس نقوم بذلك فليكن ولكن لا يكن هدفنا ذلك. الحركات الخارجية ليست دائماً دليلاً على الإيمان. كما يقول المثل، الأفراح الكبرى في الداخل والأحزان الكبرى في الداخل والمحبة الكبرى أيضاً في الداخل. البساطة هي أهم شيء في الحياة المسيحية، عندما سؤلَ توما الأكويني: من أين أتيت بكل هذا العلم من أرسطو؟ قال لا بل هذا الصليب هوَّ معلمي.
ثم يختم متى فصلهُ بصورة الشجرة والثمرة وينهي كل هذا بالحديث عن البناء. عندما أقول أنا مسيحي فيجب أن أسأل نفسي ما الثمرة التي أملكها، لأن الشجرة تُعرف بثمرها.
في القسم الثاني من الإنجيل أي الفصلين 8- 9 لدينا (10) عظات. متى هوَّ أكبر معلم لأنه يعلم مؤمنين، هوَ يعلم تعليم مسيحي. يقول لنا يوحنا: لو أردنا أن نحصي كل العظات التي قالها يسوع فكل الدنيا لن تتسع. لذل أختار متى (10) عظات وكل عظة فيها تعليم.
الأبرص: من خلاله يظهر حنان الرب يسوع. علينا أن ننتبه هنا أن الأبرص ليس هوَّ من أتى ليسوع أولاً بل يسوع هو الذي ذهب إلى الأبرص في الغابة، فيسوع هو دائماً المبادر. من المعروف أنه في ذلك الوقت كان البرص يعيشون بعيداً عن بقية الناس الأصحاء لذلك كان من المستحيل أن يأتي الأبرص إلى يسوع أولاً.
حماة بطرس: دائماً المرأة تدل على الكنيسة (قامت تخدمهم). عظمة متى أنه لا يترك أي أشخاص جانبيين أبداً مثلاً إذا قرأنا مرقس نجد: "قالوا له حماة بطرس ..." أما عند متى فهناك يسوع والحماة فقط هوَّ وهيَّ. في المخلع أيضاً يسوع والمخلع فقط. لذلك دائماً عندما نقرأ متى نشعر أن أفكارنا مرتبة وأننا أمام يسوع فإما نقول نعم أو لا.
العاصفة: إذا كان لدينا إيمان لا نخاف وإذا كنا نخاف فليس لدينا إيمان.
طرد الشياطين: يسوع المسيح فتح الطريق إلى العالم الوثني. الشيطان يدل على عالم الشر فأنزلهُ في الماء أي أعاده إلى أصله.
الكسيح: التعليم الأول يقول أن يسوع يغفر الخطايا ويشفي المرضى ولكن التعليم الأساسي هو: أعطى البشر مثل هذا السلطان.
دعوة متى- الصوم.
إحياء صبية بنت يائيروس: صبية عمرها 12 سنة ستموت وكذلك امرأة نازفة منذ 12 سنة لا تستطيع الإنجاب. منابع الحياة ماتت. ماذا فعل يسوع؟ أعاد ينبوع الحياة: النازفة شفيت فأصبحت قادرة على إنجاب الأولاد، والصبية الصغيرة أصبح بإمكانها الزواج. رقم (12) هوَّ رقم الكمال.
الأعميان: يا ابن داوود أرحمني. أعميان لأنه عند متى حتى تكون الشهادة مقبولة يجب أن يكون هناك شاهدين.
وأخيراً الأخرس: آخر عجيبتان هامتان جداً فيسوع لم يكن يشفي أعميان بل يقول لهم أيضاً أنتم عميان لا ترون وأنت أخرس لست تتكلم بكلمة يسوع.
هذه هي أول عظة وقد ربطناها بأعمال يسوع.

الفصل 10: (خطبة الإرسال)
يسوع أرسل تلاميذه وقال لهم أنتم كالفرسان سريعون لذلك لا تتعلقوا بشيءٍ أبداً لأنه أمامكم طريق. اذهبوا إلى القرى والمدن ولكن انتبهوا أنا لن أكذبَ عليكم سوف تضطهدون. أنتم ستقلبون العالم كله كما سبق وبدأت أفعل فلا تتوقعوا أن يترككم الناس بشأنكم ويرضوا بكم.
نحن تعودنا أن نقرأ الإنجيل ولكن من وقتٍ لآخر علينا أن نشعُرَ بهذا الإنجيل وكأنه سيف.
إذاً أيها التلاميذ العالم سيضطهدكم وهناك موقفين إما الاعتراف أو الإنكار وهنا أيضاً تصح المقولة: عينٌ بعين وسنٌ بسن فإن عرفتموني عرفتكم وإن لم تعرفوني فلا أعرفكم وأنكركم أمام أبي.
لكن العظمة هنا، أن يسوع الذي أرسل التلاميذ إلى الرسالة ذهب قبلهم ليكون مثالاً لهم، وهكذا حتى نهاية الفصل 12 يسوع هو المثال أمام التلاميذ خصوصاً في العلاقة مع اليهود. لذلك على الكهنة والرهبان والراهبات أن ينتبهوا أنه من الممنوع العمل بكبرياء أو استبداد أو كصاحب سلطة فبقدر ما نكون ضعفاء نكون أقوياء.

خاتمة
هنا نقرأ نص جميل جداً يمكن لكل شخص يحمل مسؤولية أن يتأمل فيه:
"هوذا فتايَّ الذي اخترتهُ، حبيبي الذي بهِ رضيت، أّفيضُ روحي عليه فيعلن للشعوب إرادتي. لا يخاصمُ ولا يصيحُ وفي الشوارع لا يسمعُ أحدٌ صوتَهُ، قصبةً مرضوضة لا يكسرْ، شعلةً ذابلة لا يُطفئ، يُثابرُ حتى تنتصر إرادتي، عندها على اسمهِ يكون رجاء الشعوب." (متى 18:12- 21). هكذا يجب أن يكون الرسول يقول لنا يسوع.
 
قديم 17 - 04 - 2013, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 2956 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تعامل السيد المسيح مع صانع الاطر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلِّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: ((مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَالمُعْجزاتُ؟ أمَا هوَ اَبنُ النَّجّارِ؟ أُمٌُّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟)) ورَفَضوهُ. فقالَ لهُم يَسوعُ: ((لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ)). وما صنَعَ هُناكَ كثيرًا مِنَ المُعجِزاتِ لِعَدَمِ إيمانِهِم بهِ. مت13:53 58 -

كيف تعامل مع صانع الاطر
يسوع عاد الي بلدته ، واخذ يعلم هناك. كان الحضور من أقارب ومعارف وجيران واصدقاء يستمعون اليه. فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا
سألوا انفسهم وبعضهم البعض أسئلة استنكارية :
مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَالمُعْجزاتُ؟
أمَا هوَ اَبنُ النَّجّارِ؟
أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟
أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟
فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟

نتيجةالأسئلة : رفضوه
كمْ مِن مرّةاردتُ ان ينتبه الآخرون إلى نموي، أو ان يلاحظوا تغيّرا ايجابيا أحدثته في حياتي، أو ان يفرحوا بإنجاز حققته ...كم من مرة؟؟ وفي المقابل...
كمْ مِن مرّةصنعت إطارا لصديقي ولقريبي ورسمت حدوده بيدي وأمرته ان لايخرج من ذاك الاطار (البرواز) الضيق قدر ضيق خبرتي، وحدوده ضيقة بقدر ضيق حدود معرفتي بسر الانسان وسر الله ؟؟
كمْ مِن مرّةمنعني الحسد من ان أقر بنجاح الأخر دون ان اعزو ذلك النجاح إلى الظروف المواتية ، او الحظ غير العادل الذي حاباه وتجاوزني، جاحدا جهدا بذله؟
كمْ مِن مرّةشكّكت في امكانية تغيير واهتداء اخي او اختي في الانسانية ؟
كمْ مِن مرّةحرمت نفسي من التمتع بمعجزات الله لعدم ثقتي في أعماله من خلال البشر الضعفاء ومن خلان أولئك الذين سبق لي وسجنتهم في تلك الأطر العقيمة؟
كمْ مِن مرّة منعني من رؤية عمل الروح القدس النشط في حياة الأشخاص ؟
كمْ مِن مرّةرفضت الله ، مدعيا ان اعرف انه هو ليس هو ... بينما الله يقول لموسى انا هو الذي هو فلا يمكن انت وشعبك ان تحتويني في اسم او تضعني في اطار تصنعونه.
كمْ مِن مرّة منعني، رفض قبول تحرّر الاخر ونموه، من قبول النعمة بدعوى انني أعرف (انها نفس نوع ثمار شجرة معرفة الخير و الشر ) والنتيجة الطرد والحرمان والخزي.
كمْ مِن مرّة تجاهلت عن قصد وعن وعي تلك الطاقة الكامنة في كل شخص التي تطلب التغيير للأفضل.


كيف تعامل السيد المسيح مع صانع الاطر

فقالَ لهُم يَسوعُ: ((لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ)).
وما صنَعَ هُناكَ كثيرًا مِنَ المُعجِزاتِ لِعَدَمِ إيمانِهِم بهِ.
 
قديم 17 - 04 - 2013, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 2957 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسرار الملكوت-الأمثال




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مقدمة
سنحاول أن نتعمق أكثر فأكثر في نص إنجيلي من نصوص إنجيل متى واخترنا نص متى 13.
لدينا (5) عظات في إنجيل متى والآن فسنقرأ العظة التي سنسميها (الأمثال).
كلمة (مثل) هي كلمة قديمة جداً كانت تستخدم في مدينة أوغاريت (الموجودة حالياً قرب مدينة اللاذقية). هذه الكلمة مأخوذة من الكلمة (مِثْلْ) أي الفكرة غير المنظورة يجب أن تصبح منظورة ويجب أن نراها. مثلاً الفيلسوف اليوناني يريد أن يقول لنا أن الحياة تتكرر يوماً بعد يوم بنفس الروتين ولأن الناس قد لا يفهموه تماماً لذلك أعطاهم مثل عن شخص يدعى (سيزيف) وهو إنسان يحمل صخرة كبيرة جداً كل نهار من أسفل الوادي إلى رأس الجبل وفي الليل تعود الصخرة فتسقط إلى الوادي وهكذا يستمر هو في حملها وهي في سقوطها يوماً بعد يوم هكذا حتى نهاية حياة هذا الرجل.
إذاً في المثل نُعطي صورة لما ليس له صورة. والإنجيل طبعاً مليء بالأمثال. علينا أن ننتبه أن المثل لا يسهل الأمور أبداً إلا إذا كان الإنسان مستعد لأن يدخل في سر المثل.
هناك فرق كبير بين المعرفة والسر مثلاً في يوحنا فصل (3) يقول نيقوديموس، المتعلم على أيدي الكتبة والفريسيين، بفخرٍ ليسوع ذلك الإنسان العادي، غير المتعلم بمدارس الكتبة والفريسيين: نحن نعرف أنك جئت من الله. ولكنه في الحقيقة لا يعرف شيئاً فهو قد جاء إلى يسوع في الليل ومضى أيضاً في الليل. وإذا إلى دفن يسوع يقول الإنجيل تماماً: "يوسف الرامي الذي كان تلميذاً ونيقوديموس الذي جاء إلى يسوع ليلاً" أي أن نيقوديموس لم يكن تلميذاً. والليل عند يوحنا معروف جداً ودلالاتهُ واضحة، أي أن نيقوديموس جاء أعمى ومضى كما أتى بدون أي تغيير. لذلك نرى يسوع يقول لنيقوديموس: "أنت لا تعرف". إذاً كما يقول يسوع في إنجيل متى: "أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأظهرتها للأطفال" هنا كلمة (هذه) تعني المعرفة.
يجب أن ندرك أن حياتنا هي دخول في السر. ليس السر بمعناه الحرفي (جدار لا يمكن اختراقهُ) بل على العكس السر هو باب مفتوح وعلينا أن نستعد لندخلَ فيه دون أن نعرف إلى أين يؤدي. هذا ما يفسر قولنا أن القديسين يعرفون أكثر من العلماء ذلك لأنهم دخلوا في سر المسيح. مثلاً إبراهيم، أبو المؤمنين، فهو قد قبلَ أن يدخل في السر رغم أملاكه الكثيرة في أغنى مدن العالم (مدينة أور). بمجرد أن قال الرب له "أترك أرضك وبيتكَ وعشيرتكَ وتعالَ إلى حيث أريك" ترك كل شيءٍ وانطلق رغم عدم معرفته إلى أين يتوجه (إلى حيث أريك).
نفس الموقف تقريباً حدثَ مع يوسف، خِطّيب مريم، فهو أيضاً قَبِلَ أن يدخل في السر ودخولهُ في السر لا يعني أنه أعمى ولا يرى بل ذلك يعني أنه يرى أشياءَ لا يراها الآخرون. هذا هوَ المثل فإما أن ندخل في سره أو نبقى خارجاً ولا ثالثَ لهذا.

سنقرأ الآن نص متى 10:13- 17 الذي يتحدث عن غاية يسوع من الأمثال:

متى 10:13
"فدنا تلاميذُهُ وقالوا لهُ: لماذا تُكلمهم بالأمثال؟ فأجابهم: لأنكم أُعطيتُم أنتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات، وأما أولئكَ فلم يُعطَوا ذلك. لأن من كان له شيء، يُعطى فيفيض. ومن ليس له شيء، يُنتزعُ منه حتى الذي لهُ. وإنما أُكلمهم بالأمثال لأنهم ينظرونَ ولا يبصرون، ولأنهم يسمعونَ ولا يسمعون ولا هم يفهمون. وفيهم تتمُّ نبوءة أشعيا حيثُ قال:
تسمعون سماعاً ولا تفهمون
وتنظرون نظراً ولا تبصرون.
فقد غَلُظَ قلبُ هذا الشعب
وأصموا آذانَهم وأغمضوا عُيونَهم
لئلا يُبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم
ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا.
أفأشفيهم؟
وأما أنتم، فطوبى لعيونكم لأنها تُبصر، ولآذانكم لأنها تسمع. الحقَّ أقولُ لكم إن كثيراًَ من الأنبياء والصديقين تَمنوا أن يروا ما تبصرون فلم يروا، وأن يسمعوا ما تسمعون فلم يسمعوا."
عندما سأل التلاميذ يسوع لماذا تكلمهم بالأمثال لم يكن جوابه أبداً: لأنه أسهل. ويجب أن ننتبه هنا إلى أن أسهل طريقة لإلغاء الإنجيل هي بسرده على شكل قصة أو حكاية، وخصوصاً للأطفال في مركز التعليم. إذاً الأمثال هي الطريقة التي بها ندخل إلى أسرار الملكوت " لأنكم أُعطيتُم أنتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات، وأما أولئكَ فلم يُعطَوا ذلك.". وكما هو معروفٌ عن متى إنه في كل مرة يكون فيها شيء صعب الفهم فإنهُ يعود بنا إلى العهد القديم الذي هو كلام الله. فها هنا نراه يعود إلى العهد القديم وتحديداً إلى نبوءة أشعيا (( تسمعون سماعاً ولا تفهمون............
أفأشفيهم؟) حتى يدخل في سر كلام الله ومخططه الخلاصي. في كل مرة كان التلاميذ لا يفهمون بها كانوا يعودون إلى سماع كلمة الله حتى يتقبلوا السر لأنها وحدها كلمة الله تجعلنا نقبل السر "وفيهم تتمُّ نبوءة أشعيا".
عادةً البروتستانت يشددون كثيراً على القسم الأول من القداس أي سماع الكلمة ويهملون تقريباً القسم الثاني، أما نحن فنشدد على القسم الثاني أكثر من الأول وفي الحقيقة كلا الطرفين مخطئ لأنه كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني: "كلمة الله أو خبز الله هو الذي يوصلنا إلى خبز القربان." لذلك يجب أن نعطي انتباهاً أكبر لما تستطيع أن تفعله الكلمة في الإنسان. علينا أن ندع الكلمة تدخل فينا حتى ندخل في سر الإنجيل وطالما نحن لم ندخل في الكلمة بعمق لا نستطيع التأثير في الناس. (المقصود هنا بشكل خاص الكهنة والرهبان والراهبات).
من هنا تبرز أهمية التأمل اليومي "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب". كل معنى المثل يتركز بسؤال واحد هو: هل نحن مستعدين لأن نسمع ولأن نرى ليس بعيون الجسد فقط بل أيضاً بعيون القلب؟
سؤال هام يُطرح على ضمائرنا لماذا نحن نرفض المثل؟ ذلك لأن المثل يتحدانا، لأنه يفرض علينا جواب وكونه لم يطلب منا جواب فكأننا نسمع حكاية أو قصة.

متى 33:21 (مثل الكرامين)
الآية 39 "فأمسكوه وألقوه في خارج الكرم وقتلوه.": هنا نرى أن المقصود في هذه الآية هو نفسهُ يسوع المسيح.
الآية 40 جداً مهمة في هذا المثل "فماذا يفعل رب الكرم بأولئك الكرامين عند عودته؟":هنا نرى هجوم من يسوع علينا فإذا كنا حقيقةً نسمع كلمة الله فإن يسوع لن يدعنا مرتاحين أبداً معروفٌ عن يسوع أنه أكبر مبلبل في حياتنا. من يدعي أن حياته راحة ولا يوجد فيها أي مشاكل فإنهُ في الحقيقة يعبر عن علامة سيئة جداً وهي الموت. يسوع في هذه الآية يخاطب بشكل أساسي الكتبة والفريسيين.
الآية 41 "قالوا لهُ: يُهلك هؤلاء الأشرار شرَّ هلاك، ويؤجر الكرم كرامين آخرين يؤدون إليه الثمر في وقتهِ.": هنا الكتبة والفريسيين يجيبون يسوع عن سؤالهِ الذي طرحهُ. من هذه الآية نفهم أن جواب الفريسيين نفسهُ هو القاتل هو المدين لهم.
الآية 45 "فلما سمعَ عُظماءُ الكهنة والفريسيون أمثالهُ، أدركوا أنهُ يُعرضُ بهم في كلامهِ": إذاً المثل يدفعنا إلى الإصغاء والدخول في سر المسيح. ولا يكفي أن نسمع ونرى بل يجب أن نسمع ونرى من خلال القلب بشكل أساسي، فالموقف يصدر من القلب. وما دمنا لم نأخذ القرار بأن نقبل معنى المثل فنحن حقيقةً خارج المثل. إذاً فالمهم أن نسمع ونرى بالقلب بعكس هؤلاء الكتبة والفريسيين الذين يسمعون ويرون بعيون الجسد فقط.

مثل الزارع متى 1:13- 9
"في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت، وجلس بجانب البحر": في كل مرة نرى فيها كلمة (بيت) عند متى أو مرقس فليس المقصود بها الحواشي أي بيت بطرس أو يوحنا أو سواهما بل المقصود هو الكنيسة الأولى إذ كانوا يجتمعون في البيوت. فمثلاً عندما يتحدث الإنجيل عن التلميذ الحبيب مباشرةً نفهم أن المقصود هو يوحنا الحبيب وهذا خطأ لأن رؤيتنا في الحقيقة مقصورة وناقصة لأن التلميذ الحبيب هو أنا وأنت فنحن أيضاً مطالبون بأن نحب يسوع كما يحبنا هو. "وجلس بجانب البحر" لأن البحر هو علامة الشر والموت وإذا كان يسوع قد جلس بجانب البحر فذلك ليقف على حدود مملكته ليدافع عن المؤمنين. إذاً من الممنوع أن نقرأ قراءة بسيطة.
"فازدحمت عليه جموعٌ كثيرة": متى هنا يرى اثنين بالإضافة إلى يسوع هو يرى بقية التلاميذ وكذلك جموع جاءت لتسمع الكلمة.
يجب أن نأخذ مبدأ في حياتنا هو أن كل ما في الكتاب المقدس ينطلق من الواقع لكن لا يبقى على الواقع "انتزحوا إلى العمق". يجب أن ننتبه عند قراءة الإنجيل أنه يوجد ثلاث طبقات أو مستويات:
أولاً: مستوى يسوع:
من الممنوع أن يُلغى هذا المستوى أبداً لأننا سنعيش بفراغٍ كبير إذا أُلغيَّ فالمعنى الروحي يلتصق دائماً بالمعنى المادي.
ثانياً: على ضوء حياة الكنيسة:
بالاعتراف والتوبة والانتباه إلى المسيرة التي تعيشها الكنيسة. متى عندما كان يخبرنا عما كان يحدث في أيامه كان ينطلق من النبع الذي هو يسوع المسيح.
ثالثاً: على ضوء القيامة:
فالكلمة التي فهمها التلاميذ على أنها بسيطة، على ضوء القيامة أخذت بعداً سماوياً مثلاً، عندما قال نثنائيل ليسوع: "أنت ابن الله" كان معه حق لأنه كان يعتبره ملكاً وكل ملك في ذلك الوقت كان يُعتبرُ ابن الله ولكن بعد القيامة هذه الكلمة أخذت كامل أبعادها. في مثل الزارع يسوع كان جالساً في السفينة والجموع كانت على الشط فكانت الجموع في أمان وهو في وسط البحر الهائج وكأن يسوع يريد أن يسألنا هل نحن مستعدين للمخاطرة معه هل نحن مستعدين أن نذهب إليه هناك في البحر، نعم في الحقيقة الكنيسة اليوم ومنذ الأزل تعيش في عالم الشر لذلك قال يسوع لتلاميذه ولنا أيضاً: "أنتم في العالم ولكنكم لستم من العالم".
إذاً علينا أن ننتبه بجدية إلى هذه المستويات أو الطبقات الثلاثة عند قراءتنا للإنجيل.
"فكلمهم بأمثالٍ عن أمورٍ كثيرة":
في هذا الفصل يوجد (7) أمثال، وكما هو معروف عدد (7) هو عدد الكمال:
1- مثل الزارع.
2- مثل الزؤان.
3- مثل حبة الخردل.
4- مثل الخميرة.
5- مثل الشبكة.
6- مثل اللؤلؤة.
7- مثل الكنز.
يسوع بالأمثال يُدخلنا في مشروع الله الخلاصي منذ الأزل "بالأمثال أنطقُ فأعلِنُ ما كان خفياً منذ إنشاء العالم" (متى 35:13).
في مثل الزارع لدينا أربع أنواع من الحبوب. وفي تفسير المثل بالآية (18) "من يسمع كلام الملكوت ولا يفهمه فهو المزروع في جانب الطريق" هنا يسوع انتقل من الزرع إلى الأرض المزروع فيها أي نحن.
مثل الزؤان هو الرد على عقلية الكتبة والفريسيين الذين كانوا يعتبرون أنفسهم القديسيين أما البقية فهم لا. وكما كان معروفاً عن اليهود فإنهم مثلاً كانوا لا يسلمون على الوثنيين ولا يأكلون معهم، إذاً هم (الوثنيين) الزؤان ونحن (الكتبة والفريسيين) القمح. في الآية (28) من المثل "قالوا له أتريد أن نذهب لنجمع الزؤان" ولكن في الحقيقة من هو الزؤان؟ نحن نريد أن نجمع الزؤان ومن منا ليس فيه الإثنين القمح والزؤان. "فأجاب: لا لئلا تقلعوا القمح وأنتم تجمعون الزؤان". دائماً نظن أن الناس من حولنا زؤان ونحن القمح ولكن في الحقيقة هم القمح لأننا غالباً ما نتصرف على مبدأ (نحن ندين).
في مثل حبة الخردل، حبة الخردل هي صورة عن الكنيسة التي بدأت صغيرة صغيرة ولكن سيأتي وقت تصبح شجرة كبيرة جداً.
مثل الخميرة، مرات عديدة المؤمنون لا يستطيعون إعلان إيمانهم علناً ولكن هذا لا يهم لأنهم كالخميرة غير مرئية ولكن تعطي نتيجة.
مثل الشبكة يشبه إلى حد كبير مثل الزؤان.
أما مثلي اللؤلؤة والكنز، هنا لدينا الخيار هل نحن مستعدون أن نبيع كل شيء من أجل الكنز أو اللؤلؤة المعطاة لنا.

خاتمة
هذه كانت نظرة عامة على الأمثال وعلينا نحن أن نكتشف أين يلامسنا المثل ويفرض علينا موقف، كما علينا أن نحاول أن نفهم أن الأمثال كلها تُدخلُنا في سر المسيح.
 
قديم 17 - 04 - 2013, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 2958 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الضمير في الكتاب المقدس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يورد الكتاب المقدس لفظاً معيناً للدلالة على الضمير إلا على أثر اتصاله بالبيئة اليونانية. فإن لفظ Syneidésis لا يظهر بالفعل إلا في كتاب الجامعة 10/20 المعنى قراءة النفس:
"لا تلعن الملك ولو في فكرك
ولا تلعن الغني ولو في غرفة نومكَ
فإن طائر السماء ينقل الصوت
وذا الجناح يخبُر بالكلام".
وهذا اللفظ اليوناني للضمير غائب عن الإنجيل، إنما يستخدمه خاصة بولس الرسول. أما الحقيقة الفعلية المقصودة بلفظ ضمير فواردة على مدى الكتاب المقدس كلّه.
فكيف يتحدث الكتاب المقدس عن حقيقة الضمير؟
في العهد القديم، هي لفظة القلب والكليتان اللتان تنوبان مناب كلمة الضمير اليونانية الواردة في الأدب والفلسفة اليونانيتين. إليك بعض الأمثلة عن ذلك
أولاً - 2صم 24/10
"فخفق قلب داود من بعد إحصاء الشعب، وقال داود للرب: قد خطئت خطيئة كبيرة فيما صنعت، والآن يا رب اغفر إثم عبدك، لأني بحماقة كبيرة تصرّفت".
الشرح: علينا أن نتوقف عند كلمة قلب، ومناسبة الحدث هو أنهم كانوا يعتبرون الإحصاء كفراً لأنه ينال من امتيازات الله الذي بيده سجلات الذين يحيون أو يموتون (خر 32/32 – 33 وراجع خر 30/12)
ثانياً - 1صم 24/6
"وبعد ذلك خفق قلب داود لقطعه طَرَف رداء شاول. وقال لرجاله: "حاش لي بالرب أن أصنع هذا الأمر بسيدي مسيح الرب، وأرفع يدي، لأنه مسيح الرب".
الشرح: التشديد أيضاً على القلب. لقد ندم داود على ما فعل، لأن اللباس هو بديل الشخص (راجع 18/4) فمن مسَّ الرداء مسَّ الشخص.
ثالثاً - 1صم 25/31
" فلا يكن سفككَ للدَّمِ بلا سبب أو انتقامُ سيدي لنفسه صدمة ومعثرة قلبٍ لسيدي...".
الشرح: نلفت أيضاً الانتباه إلى كلمة معثرة قلب. هي قصة نابال وأبيجائيل زوجته. لم ينتقم داود من نابال ولم يكن فيه سوء، بل هو الله الذي انتقم له بموت نابال. وكان نابال قد أهان الملك داود، إلا أنه أبيجائيل قامت بواساطة السلام.
رابعاً - إر 11/20
"فيا رب القوات الحاكم بالبر
الفاحص الكلى والقلوب
سأرى انتقامي منهم،
لأني إليك أبحت بقضيتي".
إر 17/9 - 10
"القلب أخدع كل شيء
واخبثه فمن يعرفه؟
أنا الرب أفحص القلوب
وأمتحن الكلى...".
الشرح: الرب هو الذي يسبر أغوار القلوب والكُلى.
خامساً - مشكلة أيوب:
إن سِفر أيوب يطرح السؤال التالي: هل حكم الضمير مستمد من الحضور الإلهي؟
يصرخ أيوب أمام المستهزئين، بل أمام الله نفسه، مؤكداً نقاوة قلبه:
أي 27/6
"تمسكت ببرّي فلا أرضيه، لأن ضميري (قلبي في العبرية) لا يخجل على يومٍ من أيامي".
الشرح: ضميري مرتاح ولا يؤنبني شيء.
سادساً - الفريسيون:
وخلافاً لأيوب وبرّه، الذي يسعى إلى وضع قلبه مهما كان مستقيماً تحت إرادة الله التي يبحث عنها، فالفريسيون الذين يدينهم يسوع، يعكسون ضمير برّهم، في ممارسة مادية للشريعة. إن يسوع لا يلغي الشريعة، ولكنه يوضّح أن نقاء النية ينبغي أن يكون الضابط لممارستنا للشريعة (راجع متى 15/10 – 20، لو 11/34 – 36 ومتى 6/ 4 و6 و18).
وهكذا يعد يسوع الطريق لظهور الضمير الحر، انتظاراً لذلك اليوم الذي نرى فيه مع تعليم بولس، أن الشريعة ليست أمراً خارج الإنسان فقط، ولكنها ستستمد معناها وقوتها بفضل انسكاب الروح داخل القلوب.
سابعاً - الضمير في رسائل بولس الرسول:
لقد اقتبس القديس بولس لفظ Syneidésis اليوناني من لغة عصره الدينية. وكان بولس يعبّر بذلك على الأرجح عن الحُكم كرد فعل حر، يتطلبه مفهوم القلب في الكتاب المقدس.
فالانتقال من المفهوم السابق إلى هذا المفهوم واضح جداً، من القلب، إلى الضمير، في النصيحة التي يسديها بولس إلى طيموتاوس:
1 طيم 1/5
"وما غاية هذه الوصية إلا المحبة الناجمة عن قلبٍ طاهر وضميرٍ سليم وإيمانٍ لا رياءَ فيه".
فالقلب، والضمير، والإيمان تكون بصور متنوعة، مصدراً لفعل المحبة. فإذا كانت النية مستقيمة، وإن كان الإيمان يوفّر اقتناعاً راسخاً، فعندئذٍ يكون الضمير مرتاحاً.
روم 13/4 – 5
"... ولذلك لابُدَّ من الخضوع، لا خوفاً من الغضب وحسب، بل مراعاة للضمير أيضاً".
2قور 1/12
"فلا فخر لنا إلا بشهادة ضميرنا. إنه يشهد لنا بأننا بسـرنا في العالم ولا سيما بينكم سيرة القداسة والصدق اللذين من لدن الله، لا بحكمة البشر، بل بنعمة الله
إن المؤمن لا يطيع طاعة العبيد خشية من العقاب، بل بداعي ضميره وعلمه بأن السلطة من الله للخير العام. ولكن هذه الطاعة ليست عمياء، فإذا طلبت السلطة ما يخالف مشيئة الله، كالسجود للأصنام، لم يكن على المسيحي أن يمتثل ذلك الأمر.

ولا يستنتج من ذلك أن هذا الضمير مستقل بذاته، كما كان يعتقد الفلاسفة الرواقيون. فبحسب تعاليمهم، يكون الضمير حراً بمقتضى علمنا بقوانين الطبيعة. أمّا بالنسبة لبولس فإن حكم الضمير يخضع لحكم الله دائماً:
1قور 4/3 – 4
"أما أنا فلا يهمني كثيراً أن تدينوني أو تدينني محكمة بشرية، بل لا أدين نفسي، فضميري لا يؤنبني بشيء، على أني لست باراً بذلك، وإنما ديّاني الرب".
فأن تأكيدات بولس الصادرة عن ضمير خالص تكون عادة مصحوبة بالتنويه بالله، أو بشهادة الروح القدس. فالضمير من "شريعة الله"، وعندما يوصف "بالصالح" أو "بالطاهر" فمعنى ذلك أنه يستضيء أساساً بنور الإيمان الحقيقي.
الضمير نقطة التقاء بين نعمة الله وحرية الإنسان
بينما كانت الشريعة، بالنسبة إلى اليهود، تفرض الاختيار بين هذه اللحوم وتلك، بين هذا العيد أو ذاك، فإنه بالنسبة إلى المسيحي "كل شيءٍ طاهر" (روم 14/20)، "كل شيء يحل لي" (1قور 6/12 و10/23). فالإيمان قد وهب "العلم" (8/1) الذي يكشف عن طيبة كل المخلوقات. (راجع 1قور 3/21–23 و8/6 و10/25–26).
فالمسيحي ذو الضمير المستنير، يجد نفسه إذن متحرراً تجاه كل الفرائض الطقسية في الشريعة الموسوية:
"حيث يكون روح الرب، تكون الحرية" (2قور 3/17).
"وحريتي لا تقيّد بضمير غيري" (1قور 10/29). فقد ينشأ تنازع بالفعل بين الضمائر التي لم تتطور كلها بنفس الكيفية، وعلى نفس المستوى. ففي نظر بعض المؤمنين اللحوم المكرّسة للآلهة تظل غير نقية، فبسبب اعتقادهم هذا ينبغي لهم تحاشي أكلها: ذلك ما يأمر به ضميرهم. والمؤمن "القوي" (روم 15/1) ينبغي أن يعمل ما في وسعه حتى لا يجرح أخاه، الذي لا يزال ضعيفاً: "فلا تعرّضن للهلاك بطعامك من مات المسيح لأجله" (روم 14/15). "كل شيء طاهر، ولكن من السوء أن يأكل المرء شيئاً به عثار لغيره" (روم 14/20 و1قور 8/9–13). فعلى العلم أن يتخلى عن الأولوية لتتقدم المحبة الأخوية.
وعلى الضمير أيضاً أن يقيّدَ الحرية، نظراً لأن الحضور الإلهي يضفي عليها معناها. "كل شيء يحل لي"، هكذا كان بولس يردد قول القورنثيين، ولكنه يضيف: "ولكنني لا أدع شيئاً يغلب عليَّ" (1قور 6/12). والعلم والحرية هما أيضاً محدودان بفعل شخص يبدو لي أملاً أنه آخر غير نفسي، ولكن يتضح تدريجياً في الإيمان، أنه يكمّل "الأنا" في الحق.
وهكذا نجد بولس لا يقف عند قواعد مكتوبة لا تتغيّر، وإن ما يلزم ضميره، هو علاقته الرب وبأخوته، وإن ما يعترف به ليس إطاراً جامداً أو مفروضاً بشريعة مكتوبة، وإنما هو العلاقة المرنة، ولو أنها متطلبة، مع "كلمة" الرب ومع الآخرين. إلا أن "الكلمة" لا تجعل القوانين مفرغة من مضامينها، ولكنها ترفع عنها الطابع المطلق الذي قد تتخذه أحياناً في نظر بعض النفوس المترددة.
الشريعة المكتوبة في قلب الإنسان
لاحظ بولس أن الوثنيين الذين بلا شريعة (موحى بها)، إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة، كوّنوا شريعة لأنفسهم مع أنهم بلا شريعة، فيدلّون على أن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم، وتشهد لهم ضمائرهم وأفكارهم، فهي تارة تشكوهم وتارة تدافع عنهم (روم 2/14–15).
فمثلاً، عندما يعصي آدم الله، فإنه يشعر بعريه ويهرب من وجه الله (تك 3/8–10). وهذا ما يفترض أيضاً على حد قول بولس، أن تدبير الله مسجّل في قلب كل إنسان، حتى قبل أن يحدده الوحي نهائياً. فالإنسان يولد وهو في حوار مع الله، وهو أمام أي عمل، يتفاعل بحسب تدبير الله (الشريعة الطبيعية).
الضمير المتطهر بالعبادة: إن دم المسيح وقيامته فقط هما اللذان يتيحان للضمير أن يصبح طاهراً.
تستخدم الرسالة إلى العبرانيين كثيراً هذا اللفظ: "الضمير المتطهر بالعبادة" في معرض الحديث عن الذبائح في العهد القديم، التي لم تستطع "أن تجعل من يقوم بالشعائر كامل الضمير" (عب 9/9)... وبالعكس فإن "دم المسيح... يطهّر ضمائرنا من الأعمال الميتة، لنعبد الله الحي" (عب 9/14).
وفي النهاية، فإن دم المسيح وقيامته فقط هما اللذان يتيحان للضمير أن يصبح طاهراً.
خاتمة
الروح القدس الموهوب لنا يجعل ضميرنا دائماً حياً غير مائت، دائم الاستعداد لتمييز إرادة الله وطريق المسيح في حياتنا.

 
قديم 17 - 04 - 2013, 08:03 PM   رقم المشاركة : ( 2959 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تعامل السيد المسيح مع الحاكم بسم الله (14)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معه؟
دراسة في انجيل متى

}عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد{(1تي 3 : 16)،}و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا. {(يو 1 : 14)، وشابهنا في كل شيء}لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس{(في 2 : 7). وتعامل وتواصل مع شخصيات عديدة، منها من كان ذا وجهة نظر مغايرة، او كان ذا قلب غير مستقيم، أو طبع شرير أو متهور او حسود أو مجرِّب ...الخ. في الواقع، كل منا، خلال احداث حياته اليومية، عاش ويعيش هذه اللقاءات مع المختلفين عنه! لنترك للمسيح نفسه فرصة تدريبنا على حسنالتعامل مع الآخر ولا سيما المختلف}قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا{(لو 11 : 1)


( 14 )
كيف تعامل السيد المسيح مع الحاكم بسم الله

«في ذلك الوَقْتِ مَرَّ يسوعُ في السَّبْتِ مِن بَينِ الزُّروع، فجاعَتَلاميذُه، فأَخذوا يَقلَعونَ السُّنبُلَ ويَأكُلون. فرآهُمُ الفِرِّيسيُّونَ فقالوا لَه: ((ها إِنَّ تَلاميذَك يَفعَلونَ ما لايَحِلُّ فِعلُه في السَّبْت (( فقالَ لَهم: ((أَما قَرأتُم ما فَعَل داودُ حينَ جاعَ هوَ والَّذينَ معَه؟ كيف دَخَلَ بَيتَ الله، وكيفَ أَكلوا الخُبز المُقدَّس، وأَكْلُه لا يَحِلُّله ولا لِلَّذينَ معه، بل لِلكَهَنةِ وَحدَهم؟ أَوَما قَرأتُم في الشَّريعَةِ أَنَّ الكَهَنَةَ في السَّبتِ يَستَبيحونَحُرمَةَ السَّبْتِ في الهَيكَلِ ولا ذَنْبَ علَيهم؟ فأَقولُ لكم إِنَّ هَهُنا أَعظَمَ مِنَ الهَيكَل. وَلو فَهِمتُم مَعنى هذهِ الآية: إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحة،لَما حَكَمتُم على مَن لا ذَنْبَ علَيهِم. فَابنُ الإِنسانِ سَيِّدُ السَّبْت »(مت 12 / 1 – 8 )

من هو «الحاكم بسم الله»؟
الحاكم بسم الله هو مَنْ يعتقد أنه يعرف ما هو حلال وما هو حرام ، ما يحل فعله وما لا يحل! فيحكم بسم الله على أفعال الاخرين: «يَفعَلونَ ما لايَحِلُّ فِعلُه في السَّبْت».
قال الفريسيون ليسوع : «ها إِنَّ تَلاميذَك يَفعَلونَ ما لايَحِلُّ فِعلُه في السَّبْت»ما عاشه الفريسيون في هذا الموقف عاشه آدم وحواء «فقالتِ الحيَةُ لِلمَرأَة: " مَوتًا لا تَموتان، فاللهُ عالِمٌ أَنَّكُما في يَومِ تأكُلانِ مِنه تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ". ورَأَتِ المَرأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ طَيِّبَةٌ لِلأَكْلِ ومُتعَةٌ لِلعُيون وأَنَّ الشَّجَرَةَ مُنْيَةٌ لِلتَّعَقُّل. فأَخَذَت مِن ثَمَرِها وأَكَلَت وأَعْطَت أَيضاً زَوجَها الَّذي مَعَها فأَكَل. فآنفَتَحَت أَعيُنُهما فعَرَفا أَنَّهما عُريانان. » تك3: 3-7
ظلت هذه التجربة (تجربة إمتلاك المعرفة رغبة في التأله) قابعة على مر الأجيال تأتي في أشكال متباينة وترتدي أقنعة مزيفة وأعتقد انها ستظل لصيقة بالانسان مادام الانسان حيا !! إمتلاك مايكفي المعرفة لحيازة حق التحريم والتكفير واللوم (وهو أضعف مستويات الادانة وان كان اكثرها انتشارا)
تكمن خطورة هذه التجربة في أنها توهم الإنسان« تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ» أنه يستطيع ان يجلس مكان الله الديان العادل، كلي المعرفة والحكمة، العارف خفايا القلوب لا ظواهر الوجوه ورنين الكلمات. « لأَنَّنا نَعرِفُ أَنَّ الشَّريعةَ لم تُسَنَّ لِلبارّ، بل لِلأَثَمَةِ العُصاة، لِلْكافِرينَ الخاطِئِين، لِمُستَبيحي المُحَرَّماتِ ومُدَنِّسيها، لِقاتِلي آبائِهِم وأُمَّهاتِهِم، لِسَفَّاكي الدِّماءِ» (2 بط 1: 9 )

الحكمة هي أعظم عطية يطلبها الانسان من الله «إِكْليلُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ يُزهِرُ بِها السَّلامُ والعافِيَة» سي-1-18 في كُل ما يَقومُ به «وكانَ داوُدُ يَتَصَرَّفُ بِحِكمَةٍ في كُل ما يَقومُ به، وكانَ الرَّبّ معَه». (1 صمو: 18: 14) ولنا في هذا السياق سليمان الحكيم المثل الأجدر«وأَعْطى اللهُ سُلَيمان حِكمةً وفَهمًا واسِعًا جِدًّا ».(1 مل 5: 9) والمؤمن يبني حكمته منذ حداثته على مخافة الله «رَأسُ الحَكمَةِ مَخافةُ الرَّبِّ تُخلَقُ في الرَّحِمِ لِلمُؤمِنين» سي-1-14؛ إذن الحكمة ليست هي القدرة على إصدار الاحكام وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ بل هي حياة التقوى أي مخافة الله.
تتسم معرفة الإنسان بالنقص وذلك لحدود فرضت عليه : عيشه في زمان محدد وأيام معدودة ولفترة محدودة وبعدها الموت! «أصْلُالحِكمَةِمَخافَةُ الرَّبَ وفُروعُها طولُ الأيَّام» سي-1-20 ومكان محدد :« بل في المَكانِ الَّذي يَخْتارُه الرَّب إِلهُكَ لِيُحِلَّ فيه اسمَه تَذبَحُ الفِصْحَ في المساء، عِندَ مَغيبِ الشَّْمْس، في مِثْلِ الوَقتِ الَّذي خَرَجتَ فيه مِن مِصْر» تث-16-6
فالانسان دوما على الطريق يبحث عن المعرفة يقطع جيل مسافة من هذه الطريق ويأتي الجيل التالي ليقطع مسافة أخرى .
تتم السقطة متى أقنع إنسان نفسه بأنه وصل إلي نهاية الطريق وعرف المطلق « ورَأَتِ المَرأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ طَيِّبَةٌ لِلأَكْلِ ومُتعَةٌ لِلعُيون وأَنَّ الشَّجَرَةَ مُنْيَةٌ لِلتَّعَقُّل » عندها دون أن ينتبه أوعن وعي سيرضى بأن يجلس مكان الله على العرش الإلهي ليدين العالم من منطلق معرفته«فأَخَذَت مِن ثَمَرِها وأَكَلَت وأَعْطَت أَيضاً زَوجَها الَّذي مَعَها فأَكَل».!! فيسهل عليه أن يصنف الناس بين خاطئ وبار ويحدد الأفعال بين محروم ومحلول «فقالَ لهم: تَعلَمونَ أَنَّه حَرامٌ على اليَهودِيِّ أَن يُعاشِرَ أَجنَبِيًّا أَو يَدخُلَ مَنزِلَه. أمَّا أَنا فقَد بَيَّنَ اللهُ لي أَنَّه لا يَنبغي أَن أَدعُوَ أَحَدًا مِن النَّاسِ نَجِسًا أَو دَنِسًا. » (كول 10: 28) ولكن النتيجة الواقعية «فآنفَتَحَت أَعيُنُهما فعَرَفا أَنَّهما عُريانان»
هل معنى ذلك اننا لسنا بحاجة إلى الشريعة والنظم والقوانين ؟؟ بكل تاكيد نحن نحتاج كل ذلك ولذا اعطانا الله الشريعة ولكن القصد هنا لا تناول الشريعة بحد ذاتها بل مستخدميها الذين يجعلون منها سلّما لتألههم بدلا من كونها اداة تقديس الناس والمجتمع. لنتذكر كيف وصف الكتاب سليمان الحكيم«وأَعْطى اللهُ سُلَيمان حِكمةً وفَهمًا واسِعًا جِدًّا ورحابَةَ صَدرٍ كالرَّملِ الَّذي على شاطِئ البَحْر».(1 مل 5: 9) وكيف اوصى عزرا أن يقيم قضاة وحكاما ممن يعرفون شريعة الله ومن لا يعرف عليه ان يتعلم«وأَنتَ يا عَزْرا، بِحَسَبِ حِكمَةِ إلهِكَ الَّتي معَكَ، أَقِمْ قُضاةً وحُكَّاماً يَقْضونَ بَينَ كُلِّ الشَّعبِ الَّذي في عِبرِ النَّهْرِ، مِن كُلِّ مَن يَعرِفُ شَريعَةَ إِلهِكَ، ومَن لا يَعرِفُها فعَلِّموه إِيَّاها».عز 7: 25

كيف تعامل المسيح مع الحاكم بسم الله ؟

1- يفتح أعينهم ليكتشفوا عريهم
«أَما قَرأتُم ما فَعَل داودُ حينَ جاعَ هوَ والَّذينَ معَه؟»

2- يدعوهمالى استكمال معرفتهم الناقصة
« أَوَما قَرأتُم في الشَّريعَةِ أَنَّ الكَهَنَةَ في السَّبتِ يَستَبيحونَحُرمَةَ السَّبْتِ في الهَيكَلِ ولا ذَنْبَ علَيهم؟»
3- يحثهم إلى الفهم :
«وَلو فَهِمتُم مَعنى هذهِ الآية: إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحة»
4- يعلن سيادة ابن الانسان على الشريعة :
«فَابنُ الإِنسانِ سَيِّدُ السَّبْت»
« حَيثُما دَخَلَ الاْعتِدادُ بِالنَّفْسِ دَخَلَ العار ومعَ المُتواضِعينَ الحِكمَة».ام-11-2
«كَمالُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ، وبِثمارِها تُسكِرُهم» سي-1-16
 
قديم 17 - 04 - 2013, 08:17 PM   رقم المشاركة : ( 2960 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تعامل السيد المسيح مع المخالف الفرحان؟




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
« ومَضى يسوعُ في طَريقِه فَتبِعَهُ أَعمَيانِ يَصيحان: رُحْماكَ يا ابْنَداود فلَمَّا دَخَلَ البَيت دنا مِنه الأَعمَيان. فقالَ لهُما يسوع: أَتُؤمِنانِبِأَنِّي قادِرٌ على ذلِك؟ فقالا لَه: نَعَم، يا رَبّ. فلَمَسَ أَعْيُنَهما وقال: فَلْيَكُنْ لَكُما بِحَسَبِ إِيمانِكُما! فانفَتَحَت أَعينُهُما. فأَنذَرَهما يسوعُ بِلَهجَةٍ شَديدةٍ قال: إِيَّاكُما أَن يَعلَمَ أَحَدولكِنَّهما خَرَجا فَشَهراه في تِلكَ الأَرضِ كُلَّها».(مت 9: 27- 31)
عشنا في ظلام ، سنوات مرت ونحن نسمع وصف الآخرين للنور! نسأل :ما هو هذا النور ؟ وما هي الألوان ؟ ما هو اللون الأبيض وكيف يبدو اللون الأخضر؟ أهناك غير السواد لون ؟ ما هي الخطوات الواثقة على الطريق؟ فقد اعتدنا ان نمشي منقادين للغير او متحسسين جانب الطريق!!
نحن نحيا حياة البؤس ونطلب الرحمة من الله،
نحيا حياة التبعية ونطلب الحرية من الله ،
نحيا حياة الحزنونطلب الفرح من الله،
نلتمس رحمة ونفخر باسمه:
« إِفتَخِروا بِاَسمِه القُدُّوسولتفرَحْ قُلوبُ مُلتَمسِي الرَّبّ» (1 أخ 16: 10 ).
سمعنا ، فاعتمادنا على السمع ، انك يا يسوع هنا ، فشعرنا ان الرب الذي نحبه معنا وسلامه فرح قلوبنا« طوبى لِلَّذينَ يُحِبُّونَكِ! وطوبى لِلَّذينَ يَفرَحونَ بِسَلامِكِ!» (طو 13 : 14 ). دون سابق اتفاق ، هتفنا معا: رُحْماكَ يا ابْنَداود طالت أيام العناء! فيا رب « فَرِّحْنا بِقَدْرِ الأَيَّامِالَّتي فيها أَذلَلتنا والسِّنينَ الَّتي فيها السُّوءَ رأَينا.» (مز 90: 15 )

فقالَ لهُما يسوع: أَتُؤمِنانِبِأَنِّي قادِرٌ على ذلِك؟
يسوع يسألهما عن الإيمان الواثق في قدرته على منح النور والحرية والفرح.
فقالا لَه: نَعَم، يا رَبّ.
نعم انت قادر على ذلك فهلّم «وليُسر بِكَ ويَفرَحْ جَميعُالَّذينَ يَلتَمِسونَكَ ولْيَقُلْ دَومًا مُحِبّو خَلاصِكَ: اللهُ عَظيم» (مز 70 : 5 )

فلَمَسَ أَعْيُنَهما
يا أحبائي اقتربا مني ،
دعاني ألمس أعينكما ،
لندع النور يصل إليهما ،
وبريق الفرح يشرق منهما.
تعالوا واقبلوا هبة الحرية،
فمن أحرره انا فبالحقيقة صار حرا.

وقال: فَلْيَكُنْ لَكُما بِحَسَبِ إِيمانِكُما
نعم ، ليكن لكما حسب ايمانكم ، لا حسب البر الذي تعيشونه أو الوعود التي تعطونها. فقط حسب الإيمان. لا انطلاقا من ماض كنتما فيه عبيد الظلام، بل وفقا لحاضر صرتم فيه ابناء النور.

فانفَتَحَت أَعينُهُما
ما اروع عطاياك يا رب ،« مُباركٌ أَنتَ لِأَنَّكَفَرَحتَني فلم يكُنْ شيَءٌ مِمَّا تَوَقَّعته بل إِنَّكَ عامَلتنا بِحَسَبِرَحمَتِكَ الوافِرة.» (طو 8: 16 )أعطيتنا النور وفأدركنا الحرية ، وملأ الفرح حياتنا»وصَلَّت حَنَّةُ فقالَت: إِبتَهَجِ قَلْبي بِالرَّبّ وارتَفع رَأسي بِالرَّبّ واتَّسَعَ فَمي على أَعْدائيلأَنِّي قد فَرِحت بخَلاصِكَ«(1صمو 2: 1)

فأَنذَرَهما يسوعُ بِلَهجَةٍ شَديدةٍ قال: إِيَّاكُما أَن يَعلَمَ أَحَد
يسوع يدرك ان ساعته لم تأت بعد

ولكِنَّهما خَرَجا فَشَهراه في تِلكَ الأَرضِ كُلَّها
لم نستطع ان نلتزم بأمرك هنا يا يسوع « هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَهالرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه» ( مز 118 : 24 )
أصبح الفرح داخلنا طاقة جبارة كالعاصفة ، والفخر بخلاصك من له ان يتحكم فيه«فآعتَرَفَ طوبيتُ أَمامَهمبِأَنَّ اللهَ قد أَنعَمَ علَيه بِرَحمَتِه ففَتَحَ عَينَيه » (طو 11: 17)
سامحنا لأننا لم نستطع إخفاء الفرح ، ولم نتمكن من أخفاء حبنا لك ، فهل يمكن إخفاء الحب! نعم يا رب « لأَنَّكَ يا رَبُّ بِصُنعِكَفرحتَني ولأَعمالِ يَدَيكَ أُهَلِّل» ( مز 29 : 5 ) من يدرك النور بعد حياة الظلمة ولا يهلل؟
نحن خالفنا أمرك ، ولم نصغي لإنذارك ، لأننا لم نستطع . حقا لم نستطع رغم انك حذرتنا بلهجة شديدة ، إلا ان حبك وفرحك ونورك الذي عم حياتنا لايمكن ان يخفى!
هذه المرة ، خالفنا أوامرك ونحن غير نادمين
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024