13 - 04 - 2013, 08:06 PM | رقم المشاركة : ( 2931 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحب بلا حدود دراسة الحالة الأولى: السامري الصالح (لو 10/25-37) كان الرومان يسحقون اليهود في زمن يسوع. فأدّى هذا الأمر، مع دعوتهم كشعب الله المختار، إلى أن يشيد كثير من اليهود جداراً اجتماعيّاً وثقافيّاً بينهم وبين الوثنيّين، خصوصاً السامريّين. ونرى اليوم عدوانيّة مشابهة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين. سافر يسوع إلى أورشليم عبر منطقةٍ محظورة. وكانت رحمته تجاه عدم استقبال السامريّين له مثلاً مدهشاً لتلاميذه على «أحبّوا أعداءكم» (لو 9/ 51-56) ولوقا وحده يذكر هذا. يمثّل السامريّون بالنسبة إلى لوقا كلّ غير اليهود الّذين انفتحوا على رسالة يسوع ولبّوا دعوته. المثل (لو 10/25-37) - خلفيّة القصّة (آيات 25-28) أجاب يسوع، بحسب أسلوبه التعليميّ المعتاد، على سؤال معلّم الشريحة بإعادة طرح السؤال عليه. ثمّ سأل معلّم الشريعة: «مَن هو قريبي؟» وكان يريد تعريفاً أخلاقيّاً وينتظر أن تُحدَّد له الحدود. وبدأ المشهد (آية 30) يمرّ الطريق بين أورشليم وأريحا بوادي قِلت، وهو أخدود عميق متعرّج كان يعجّ بقطّاع الطرق حتّى القرن الماضي. وكما هو الحال دوماً، فإنّ قصص يسوع حقيقيّة ومأخوذة من الحياة الواقعيّة. الاختيار: الشريعة أم المحبّة؟ اختار يسوع عمداً شخصيّتين دينيّتين، الكاهن واللاوي، مرّا من هناك. كانت مشكلتهما تكمن في شريعة اللاويّين: إذا مسّ ميتاً يصبحا نجسين، ولا يجوز لهما بعد ذلك أن يقوما بواجباتهما المقدّسة في الهيكل. فتمسّكا بشريعة الطهارة وأسرعا في طريقهما، لكنّهما خالفا وصيّة التوراة في محبّة الآخرين. لقد أعطيت لحفظ الأمور الشرعويّة والدينيّة الأولويّة على القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وربّما خافوا أن يكون الجريح جزءاً من فخٍّ نصبه قطّاع الطرق. من ناحيةٍ أخرى، «أشفق» السامريّ، وفعل كما يفعل الله حين يمر، وغامر بحياته ليخلّص الآخر (ربّما كان «الضحيّة» فخّاً). يروي لوقا القصّة بشغف وبتفاصيل دقيقة. فالسامريّ لم يقدّم الإسعافات الأوّليّة وحسب، تضميد الجروح وأخذ الضحيّة إلى فندق، بل اعتنى بأمره طوال الليل ودفع للفندقيّ كي يعتني به. ما الّذي يستطيع الإنسان أن يفعله «لعدوّه؟» دخول السامريّين إلى الملكوت قبل الأبرار سأل يسوع معلّم الشريعة: «أيّ واحدٍ من هؤلاء الثلاثة كان في رأيك قريب الّذي وقع في أيدي اللصوص؟» ولن يجِب معلّم الشريعة. فأيّ إهانةٍ أشدّ من أن نقول لواحدٍ إنّ الله دعا ألدّ أعدائه كي يدخل الملكوت بالتساوي معه؟ إنّ هذه القصّة تهاجم كلّ أحكامنا الدينيّة والسياسيّة المسبقة. كانت رسالة يسوع هي مصالحة الشعب الّذي انقسم بفعل إرثه التاريخيّ والثقافيّ والسياسيّ. وقد أخبر يسوع تلاميذه بأنّه عليهم متابعة رسالته وأن ينتقلوا من الأماكن اليهوديّة الاعتياديّة إلى السامرة كمرحلة أولى من أجل نشر الإنجيل «حتّى أقاصي الأرض» (أع 1/8). دراسة الحالة الثانية: امرأة خاطئة تدهن رجلي يسوع (لو 7/36-50) خلفيّة القصّة نجد هذه القصّة في الأناجيل الأربعة. في مرقس (14/3) تدهن المرأة رأسه، علامةً على طبيعة يسوع الملكيّة، ويفسّر يسوع عملها على أنّه يخبر عن موته. في رواية لوقا، تدهن رجليه بالطيب والدموع، ويُضاف مثل المدينين ليكون في قلب القصّة، فأصبحت دراسةً للتوبة والمسامحة والنعمة الإلهيّة المقدّمة لكلّ هو مستعدّ لاستقبالها. وبدأ المشهد إذا كانت المرأة «الخاطئة» هي البطل في هذه القصّة، فالخائن هو سمعان الفرّيسيّ، وهو شخصيّة أرثوذكسيّة (ذات إيمانٍ قويم) في ذلك الزمان. لا نعلم لماذا دعا سمعان يسوع إلى الطعام، لكنّه رحّب به ببرود وأهمل غالبيّة أساسيّات عادات الضيافة وواجباتها. المثل (لو 7/36-50) - الضيف غير المدعو يسمّي لوقا المرأة «خاطئة». ويوحي شعرها غير المربوط بأنّها زانية. وأيّاً كان السبب، فإنّها لم تكن مدعوّة. ويصف لوقا بطريقةٍ تصويريّة كيف أتت من خلف يسوع باكية، فغسلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها وسكبت عليهما عطراً ثميناً. وافترض سمعان أنّه من واجب يسوع، وهو معلّم دين مثله، أن ينتبه إلى مَن يمسّه لتفادي النجاسة الطقسيّة، خصوصاً قبل تناول الطعام. وإذ لم يحجم يسوع عن الاتّصال الجسديّ بالخاطئة، ازدراه سمعان: لو كان يسوع نبيّاً لتمكّن تلقائيّاً من معرفة الحياة الشخصيّة لهذه المرأة. فالتقطه يسوع عند هذه النقطة وبدأ يروي له مثل المدينين القصير اللاذع. مثلُ المدينَين كان هناك رجلان، استلف الأوّل من دائنه خمس مئة دينار والآخر خمسين (الدينار هو أجرة عمل يومٍ واحد). وإذ لم يتمكّنا من السداد، عفاهما الدائن الطيّب من دَينهما. حينها، سأل يسوع سمعان: «أيّهما يكون أكثر حبّاً له؟» فأجاب الفرّيسيّ: «أظنّ الّذي أعفاه من الأكثر». فبدأ يسوع بعدها بالمقارنة بينه وبين هذه المرأة. فالتعليم اليهوديّ يسمّي الخطيئة غالباً دين. وفي اللغة الآراميّة، كلمة «أحبّ» تعني أيضاً «شكر». لذلك فإنّ أفعال الضيافة الّتي بدرت منها كانت علامة قويّة على شكرها لغفران خطاياها الكثيرة، واستعادتها احترامها لنفسها، ولبداية حياةٍ جديدة. بينما يشير تفكير سمعان إلى أنّ توبته ومسامحته كانت أضعف. فمحبّتها كانت البرهان (وليس الشرط) على الغفران الّذي أتت لتعبّر عنه. فحيث «لم يرَ سمعان سوى خاطئة، رأى يسوع خاطئة مغفور لها وعائدة إلى الصلاح». كنيسة شاملة لنتخيّل شجاعة هذه المرأة الّتي حضّرت نفسها لتهدم الحرمات الاجتماعيّة والدينيّة لترتمي عند قدمي يسوع! لقد عبر الله بتجسّده حواجز كهذه ليضمّنا بذراعي حبّه. على الكنيسة ألاّ تجعل الناس ينقطعون عن يسوع أو تحبسهم في بيئة طقسيّة محدّدة. إنّ القدّيس أوغسطينُس يثنينا عن وضع خطٍّ بين الّذين في الكنيسة والّذين خارجها، وهو يزيل كلّ الشروط الّتي تحدّد مَن يخلص ومَن لا يخلص. فالله الّذي يعرف قلوبنا يستطيع وحده أن يطلق هذا الحكم. ويقول القدّيس أوغسطينُس إنّ مهمّتنا هي أن نحافظ على شعلة المحبّة والنعمة مشتعلة بتوهّجٍ بأشدّ ما يمكن في مركز الكنيسة بحيث يشعّ نورها وتنتشر حرارتها حتّى الأطراف. إنّ يسوع هو ربّ الكنيسة، وعلى الكنيسة في كلّ جيلٍ أن تفتح قلبها كي تستقبل الّذين في الخارج. على أبواب الكنيسة أن تظلّ على الدوام مفتوحة إلى الخارج. لوقا وكنيسة اليوم يتعرّض بعض المسيحيّين على الدوام إلى خطر أن يتحوّلوا إلى «أهل الكتاب» الّذين يعتبرون الكلمة الأخيرة موجودة في الكتاب المقدّس لا في شخص يسوع، كلمة الله المتجسِّد وسيّد الكتب المقدّسة. وكذلك يتعرّض مسيحيّون آخرون إلى خطر أن يجعلوا الكنيسة، كمؤسّسة لها قوانينها وطقوسها، السلطة النهائيّة لهم بدل المسيح ربّ الكنيسة «وحجر الزاوية ... الّذي به يتماسك البناء كلّه» (أف 2/20-21). إنّ مثل السامري الصالح ولقاء يسوع مع المرأة في أثناء تناول الطعام يشيرا إلى خطر خلط الإيمان بالنمطيّة «لتصحيح» المعتقدات والممارسات، وجعل الدين يولّد الشرعويّة. فالمحافظة على القوانين ليس كافياً بالنسبة إلى المسيحيّين، لأنّ الشريعة تسامت بفعل النعمة، والكلمة الأخيرة الآن هي مع يسوع المسيح. |
||||
13 - 04 - 2013, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 2932 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخطّط الله لعالمنا المتنوِّع مقدّمة لوقا (لو 1/1-4) يفتتح إنجيل لوقا كلامه بجملةٍ فريدة ومدوّية، مكتوبة بأسلوب الخطابة التقليديّ، وغايتها المصادقة على كاتبها. ففي مقدّمته، وهي فريدة في إنجيل لوقا، يهدي عمله رسميّاً إلى «صاحب العزّة» ثاوفيلُس، وهو مواطن رومانيّ نبيل، وربّما كان مسؤولاً عن نشر الكتاب. المشيئة الإلهيّة: الخلاص الشامل يفتتح أعمال الرسل كلامه بإهداءٍ مشابه إلى ثاوفيلُس (أع 1/1-2). وتأريخ لوقا هو أكثر من سردٍ لتسلسل أحداث. فهي مصاغة بعناية ولها عقدة موحّدة. ومفهوم لوقا للمشيئة الإلهيّة هي جوهر جميع الأحداث الّتي يرويها، وهي تشكّل وحدة أعمال الرسل. كانت الكنيسة والمجمع مؤسّستان منفصلتان في زمن كتابة لوقا، وهو في أواخر القرن الأوّل، ولكنّ مؤسِّسَ المسيحيّة يهوديّ. كيف كان ارتباط اليهوديّة بالمسيحيّة؟ بالنسبة إلى لوقا، أقام العلاقة موضوع «الوعد» و«إتمامه». غاية لوقا: الدفاع عن مسيحيّةٍ لأجل العالم الواسع المسيحيّة هي الإتمام الصحيح لأشواق العهد القديم ولعالم الدين هو موضوع ملائم لتلبية الاحتياجات الروحيّة لعالم الإمبراطوريّة. كان هذا الموضوع مركزيّاً في دفاع لوقا عن المسيحيّة للعالم الرومانيّ. إنّ إحدى غايات عمل لوقا كانت تقديم دفاعٍ سياسيّ عن المسيحيّة في العالم الرومانيّ، وتصحيح الانطباعات الخاطئة والإشاعات المفترية عن المسيحيّة. في أعمال الرسل، كان المسيحيّون يوضحون هويّتهم على الدوام ويستطيعون طلب دعم روما. وقد دحض لوقا كلّ اللوم في شأن أيّة بلبلةٍ مدنيّة ربطها اليهود بيسوع وبالرسالة المسيحيّة. وفي الآن نفسه، أعطى القارئ انطباعاً بأنّ المسيحيّة هي الخلف الصحيح لإسرائيل. لوقا المؤرِّخ يريد لوقا أن نأخذه على محمل الجدّ كمؤرِّخ. فمقدّمته تستعمل نفس الأسلوب الّذي يستعمله كبار المؤرّخين اليونان كهيرودوتُس وديونيسيوس. ويستعمل لوقا أيضاً الاستمراريّة والاعتماد بثقةٍ كاملة على شهادة مَن عرفوا يسوع لتبرير الرسالة المسيحيّة. ويعلن لوقا أنّ عمله جدير بالثقة لأنّه يعتمد على معلوماتٍ من شهود عيان، وقد تحقّق من الأحداث عن كثب وقام بأبحاثه وكتاباته بدقّة. يسوع والوثنيّين حين دوّن لوقا سلالة يسوع، رجع إلى آدم مؤسّس الجنس البشريّ لا إلى إبراهيم، أبا الشعب اليهوديّ. وأراد لوقا أن يبيّن أنّ قضيّة يوحنّا المعمدان – التوبة والغفران – تتخطّى الديانة اليهوديّة لتشمل كلّ الإنسانيّة. ويشير لوقا إلى أنّ يسوع تكلّم لصالح الوثنيّين الّذين يعتبرهم اليهود المتشدّدون أنجاساً. إذا قارنّا ما أشار لوقا إليه في شأن وعد يسوع بأنّه: «سَيَجيءُ النّـاسُ مِنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ، ومِن الشَّمالِ والجُنوبِ، ويَجلِسونَ إلى المائِدَةِ في مَلكوتِ اللهِ.» (لو 13/19) مع (متّى 8/11) نرى أنّ لوقا توسّعيّ أكثر. فقد حان وقت استقبال الوثنيّين. يسوع يسمح بالرسالة الوثنيّة (لو 10/1-20) في إنجيل متّى، يقول يسوع لتلاميذه الاثني عشر أن يحدّدوا رسالتهم بشعبهم (متّى 10/5)، بينما يشير لوقا إلى تعيين الوظيفة الرسوليّة للتلاميذ الـ 70 (72). ويعطيهم يسوع نفس التعليمات الّتي أعطاها للاثني عشر، كما أنّ لوقا يزيد من الأخطار الّتي سيواجهها الـ 70 (72). فلماذا روى الحكاية نفسها مرّتين؟ لابدّ من وجود سبب هام لأنّ لوقا يهمل عادةً التكرار. في سفر التكوين، هناك تعداد للأمم: 70 في النصّ العبريّ و72 في النصّ اليونانيّ. وحين اختار موسى شيوخاً ليساعدوه، اختار واحداً لكلّ أمّة في العالم. فمن الواضح أنّ لوقا أراد تبرير رسالة الكنيسة إلى الوثنيّين من خلال إظهار أنّ يسوع فوّض رسالةً للأمم غير اليهوديّة كما فوّض رسالة لإسرائيل (مرموز إليها برسالة الاثني عشر لأسباط إسرائيل الاثني عشر). لاحظ مرحلتي الرسالة، الأولى لليهود والثانية للوثنيّين! ونجد هذا أيضاً في معالجة لوقا لمثل الوليمة (لو 14/15-24) حيث يمثّل الّذين على الطرقات والأسيجة خارج المدينة الوثنيّين. إنّهم مدعوّون إلى الوليمة بعد رفض رؤساء اليهود للدعوة. لاحظ أيضاً رسالة المرسلين الفريدة عند لوقا: «السلام على هذا البيت!» إنّه أكثر من تحيّة تقليديّة: «شالوم». فلوقا يرى الإنجيل «بشرى سلام» (لو 2/14؛ 7/50). ورفاهية الإنسانيّة الحقيقيّة (شالوم في العبريّة يشمل كلّ رفاهيّتنا) تكمن في اتّباع ملكوت الله. لوقا وكنيسة اليوم إنّ اهتمام لوقا بالإطار السياسيّ لرسالة يسوع والعلاقة بين الكنيسة والمجتمع يناسبنا بوجهٍ خاص. كان لوقا يكتب في زمن اضطراب بعد ثورة اليهود الكارثيّة 68-70 للميلاد، الّذي نتج عنه عنف ضدّ الأمّة اليهوديّة وانفصال للروابط بين الكنيسة واليهوديّة. وآمن لوقا بأنّه إذا كان على الكنيسة أن تبقى على قيد الحياة، عليها أن تقيم السلام مع العالم وأن تتعايش مع المجتمع. في عالمنا غير المستقر والعنيف سياسيّاً واجتماعيّاً، فإنّ إنجيل السلام هو تقدمة لا تقدَّر بثمن. وكما اكتشفنا اليوم، ينبغي أن يتأسّس السلام على العدالة واحترام الآخرين وحقوقهم وأن يتفادى على الدوام الميل إلى الهيمنة وفرض المصالح الشخصيّة |
||||
13 - 04 - 2013, 08:08 PM | رقم المشاركة : ( 2933 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لوقا وكتاباته النظرة العامّة للوقا يأخذنا لوقا في رحلةٍ من أورشليم إلى روما، من إعلان ولادة مسيح اليهود الّتي طال انتظارها في الهيكل، قلب أورشليم، إلى إعلان الإنجيل للأمم الوثنيّة في روما محور العالم. ولا يضع لوقا انتشار المسيحيّة الجغرافيّ وحسب، بل تحوّلها من بدعةٍ مسيحانيّة داخل الديانة اليهوديّة إلى إيمانٍ عالميّ يشمل شعوب جميع الأعراق والأمم. من اليهوديّة إلى الوثنيّين يبدأ إنجيل لوقا مع استقبال سمعان الشيخ للطفل يسوع. إنّ انتشار الرسالة المسيحيّة لتشمل الوثنيّين لم يتمّ بدون نزاعٍ داخليّ. إذا قرأنا بين سطور غالبيّة كتابات العهد الجديد نجد هذا الصراع واضحاً بيّناً من أجل الانتقال إلى ما وراء حدود اليهوديّة في إطار محيطٍ رحبٍ متعدّد الثقافات للعالم اليونانيّ الرومانيّ. منظور لوقا وصف جميع الإنجيليّين كيف أنّ يسوع لم يحصر عمله ضمن إطار الشعب اليهوديّ، وكيف أنّه تحدّى الأبعاد الطقسيّة للشريعة اليهوديّة الّتي تنبذ الوثنيّين من حياة إسرائيل الاجتماعيّة والدينيّة. ونرى هذا في لقاء يسوع مع المرأة السوريّة الفينيقيّة (مر 7/24-30) وقائد المائة الرومانيّ (متّى 8/5-13؛ لو 7/1-10) والمرأة السامريّة عند البئر (يو 4/1-42). لقد استبق يسوع رسالة الكنيسة في أن تؤدّي الشهادة بعيداً عن إطار إسرائيل، «وحتّى أقاصي الأرض» (أع 1/8). وقد حمل لوقا منظوره الشخصيّ إلى مصادره باعتباره من أصلٍ وثنيّ. إنجيل لوقا هو أساساً بشرى للعالم الوثنيّ ولجميع الغرباء: المنبوذين بسبب الفقر أو المرض أو الجنس أو أسلوب الحياة من المشاركة الكاملة في حياة شعب الله المختار. شخصيّة لوقا سافر لوقا مع بولس في بعض رحلاته التبشيريّة: «أبحرنا ... مكثنا ...» (أع 16/11 الخ). في الرسالة إلى أهل كولوسّي يُدعى لوقا "الطبيب الحبيب". لقول «ثقب الإبرة» يستعمل اسم إبرة الجرّاح لا إبرة ربّة المنزل كما في الأناجيل الأخرى. تبيّن طريقة الكتابة أنّ لوقا مثقّف وهو يتعامل مع مهمّته بطريقة الباحث (لو 1/3). ويبيّن، خصوصاً في أعمال الرسل، المجتمع الرومانيّ وشريعته ونظامه وعدالته وثقافته. كان لوقا ضليعاً أيضاً في النسخة اليونانيّة للكتب المقدّسة اليهوديّة. يوجّه لوقا كتاب أعمال الرسل إلى المدعو «ثاوفيلُس» وهو وجيه رومانيّ، ويظهر أنّ لوقا يخاطب مستمعين وثنيّين. وهو لا ينتظر أن يعرف مستمعوه الممارسات اليهوديّة. فالكلمات العبريّة معطاة بمكافئها اليونانيّ. وخلافاً لمتّى، لا يستعمل لوقا النصوص المقدّسة العبريّة كمصدرٍ لشواهده في إظهار أنّ يسوع هو المسيح. أهميّة كتابات لوقا لكنيسة اليوم توتّر مع المجتمع كان المسيحيّون أقلّيّة تعيش في ضيقٍ ومضطهدة حتّى السلام القسطنطينيّ في السنة 313. كانت الحكومة الإمبراطوريّة مستنيرة بعض الشيء في مواقفها تجاه التنوّع الدينيّ. ومع ذلك، كانت المسيحيّة مصنّفة على أنّها ديانة غير شرعيّة. كان الإمبراطور هو الّذي يحكم الإمبراطوريّة الرومانيّة، وكان يُنظَرُ إليه على أنّه إله ويُسمّى الرب. وأعلن المسيحيّون أنّ يسوع هو وحده الرب، وبالتالي، كان يُنظَرُ إليهم على أنّهم مخرّبون. التوتّر داخل الكنيسة الأولى حين انتشرت الكنيسة، ظهرت القضايا الساخنة: "إلى أيّ مدى ينبغي تطبيق شريعة موسى وقانون اللاويّين المقدّس في العالم المتنوّع الثقافات؟" وازداد التوتّر بين الّذين يفسّرون شريعة العهد القديم بحرفيّة والّذين كانوا مستعدّين لتفسير النصوص مجازيّاً أو رمزيّاً. واختلف أسلوب إعلان البشارة بحسب المكان والزمان والثقافة. وكان هناك توتّر بين هذه التعابير الثقافيّة المختلفة. ركّز لوقا على دور الروح القدس الّذي يقود الكنيسة، فهو يدفعها مع قضايا الخلافات العميقة هذه ويقذفها إلى عالم الإمبراطوريّة الرومانيّة المتعدّد الثقافات. خُلُقيَّة مميّزة لأيّامنا يعطينا أعمال رسل لوقا نظرة جذّابة في شأن طريقة تفكير الجيل الأوّل والثاني للمسيحيّين في العمل، وأسلوب الحياة المسيحيّ في مجتمعٍ يحمل قيماً خُلُقيَّة ودينيّة مختلفة. كانت القضايا السياسيّة والاجتماعيّة – كما وردت عن الإمبراطوريّة الرومانيّة: التمييز العنصريّ تجاه النساء، الفقراء والمحرومين – ذات أهميّة واضحة بالنسبة إلى لوقا. كان هناك توتّر بين قبول البنى الاجتماعيّة لذلك الزمان والبحث عن تقديم قيمٍ مسيحيّة مميّزة يجب الالتزام بها فوق هذه المؤسّسات. ومثالاً على ذلك «قانون الأخلاق البيتيّة المسيحيّة» (أف 5/21-6/9). لوقا وكنيسة اليوم يعيش مسيحيّو القرن الحادي والعشرين في مجتمعٍ متعدّد المعتقدات حيث لا ينبغي على المسيحيّة أن تتأرجح. وهذا يشبه وضع الكنيسة قبل السلام القسطنطينيّ في السنة 313. ويطمئننا لوقا بأنّ «الله يتمّم مشيئته» للعالم كلّه وأنّ مخطّطه لن يخفق. إنّ لاهوت لوقا عمليّ بشكلٍ واضح. وكما كان يجيب على مسائل جماعته، علينا أن نسعى كي نفهم المهام الّتي تواجه الكنيسة اليوم في عصر "ما بعد المسيحيّة". |
||||
13 - 04 - 2013, 08:20 PM | رقم المشاركة : ( 2934 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا رقم ٣٨ سنة فى قصة المقعد -٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠ فى أحد المخلع نجد إنساناً له 38 سنة جالس على البركة ولم يُشفى لأن ملاكاً كان ينزل ويحرك الماء فمن نزل أولا كان يُشفى من أي مرض إعتراه وقال هذا الرجل أنه ليس له إنسان يلقيه فى البركة متى تحرك الماء لأنه بينما يأتي لينزل ينزل قدامه آخر هنا يهمنا الرقم ٣٨ بالذات ما مدلول هذا الرقم قلنا من قبل ان هناك فى تفسير الآيات --- تفسير حرفى بمعنى أنه بالفعل له ٣٨ سنه مشلولاً أو مقعداً --- وهناك تفسير رمزى ------------------------- هنا ونقول أن كمال الناموس يرمز له بالرقم ( ٤٠ ) أي ٤ رمز للعالم : أربع جهات الأرض شمال ، جنوب ، شرق ، غرب ولذلك المقعد الذى نقبوا له أصدقائه السقف ودلوه منه أمام يسوع بسبب شدة الجمع كانوا أربعة أصدقاء ويدل هنا رقم ( ٤ ) على أن العالم فشل فى شفاء هذا الرجل فأتوا به أمام يسوع. وقيل أيضاً أنه سيجمع مختاريه من الأربع رياح الأرض أي من كل العالم --- و( ١٠ ) رمز الكمال فى الوصايا ( الوصايا العشرة ) ولذلك : صام السيد المسيح عنا ٤٠ يوماً و ٤٠ ليلة لأنه ينوب عن كل العالم نائباً عن البشرية كلها --- وموسى النبي صام (٤٠) يوما لإستلام لوحي الشريعة ولأنه ينوب عن كل بنى إسرائيل. وهكذا سنجد رقم (٤٠) كثيراً جداً يوضح أنه يرمز لكمال الناموس -- ولأن الناموس كان يُعمل بلا محبة بلا روح - تقضية واجب - لأجل إتمام الوصية فقط مثال لذلك : ------------ كان الغني يفعل كل مايحلو له من الخطايا وفى آخر النهار يذهب للكاهن ويقدم الخروف ويضع يده على رأسه معترفاً بخطأه وبالتالي ماعليه شئ وغفرت الخطية أي نفذ الناموس بدون الحب بدون الروح بدون فهم المعنى والمغزى من هذا -- فرقم الحب هو ( ٢ ) ---------------------- --المرأه أعطت فلسين فى الخزانة وهى كل معيشتها لأنها تحب فأعطت من أعوازها -- وهكذا سنجد أمثلة كثيرة على رقم (٢) ((((((( فإذا كان الناموس يُنفذ بلا محبة )))) (((((( فهناك عجز فى الناموس )))))))))) فالناموس (٤٠) بلا محبة (٢) فهناك عجز(٣٨) !!!!!!!!!! وبالتالى فإن رقم ( ٣٨ ) هنا يمثل عجز الناموس والذى جعله غير قادر على الشفاء -- فجاء السيد المسيح وهو الله المتجسد والله محبه فأعطاه المحبة التى تنقصه (٢) فأكمل له عجز الناموس. فشفاه وأقامه هنا ونقدم الشكر للقديس أوغسطينوس الذى قدم لنا هذا التفسير للرقم العجيب (٣٨) و.... للحديث بقية القمص ايليا الانبا بولا / فرنسا |
||||
13 - 04 - 2013, 08:29 PM | رقم المشاركة : ( 2935 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبك لأنك أحببتني أحبك لأنك أحببتني حب يُحار فيه أهل الدنيا كلها وأُحبك لأنك اقتربت مني وأنا لست أهلاً لكَ فيُحار فكري في نفسي أمام عُجُب اتضاعك الساكن في الأعالي النور البهي ظهر وسط خليقته بوداعة يُنادي الكل لمحفل عُرس مجده قريب من الخطاة محباً للفقراء والجياع يُشبعهم خيرات محرر الأسير، منجي الهالكين، والعريان بالبرّ يكسيه القلب المعتل يُشفي، والمائت الذي أنتن يُحييه بالمراحم تأدب شعبك، المستغيث تعينه بكلمة، والضعيف تسنده بقوة وكل من يستند عليك لا يخزى لذلك أُناجيك سيدي أفحص داخلي وفتش أعماقي فالقلب نجيس من يقدر أن يعرفه وأن وجدت ميلاً باطلاً أرحمني واهدني طريقاً أبدياً فأنت طريقي وحياة نفسي يا ربي ومُخلصي |
||||
16 - 04 - 2013, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 2936 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخلاص الخلاص هو أهم موضوع يتناوله الكتاب المقدس في أسفاره المختلفة وفي معانيه المتنوعة. الخلاص بمعناه البسيط هو الإنقاذ من وضع خطير يهدد المصير. مصطلح الخلاص نستخدمه أيضاً في حياتنا لوصف حال شخص يشفى من المرض او ينجو من حادث. الكتاب المقدس يستخدم مصطلح الخلاص للإشارة الى فدائنا من الخطيئة ومصالحتنا مع الله. ومعنى الخلاص هنا هو النجاة من دينونة الله بسبب خطيتنا. الكتاب المقدس يعلن لنا أيضاً من قبل ولادة المسيح بأنه المخلص وبإن مهمته ان يخلص شعبه من خطاياه. يعلن الكتاب المقدس بكل وضوح انه سيكون هناك يوم للدينونة يدان فيه البشر امام الله وهذا اليوم بالنسبة لكثيرين سيكون يوم هلاك، اما بالنسبة للمؤنين سيكون يوم خلاص من الدينونة وهذه هو الخلاص الذي يقدمه لنا المسيح، اي الخلاص من الدينونة. الخلاص في الكتاب المقدس يأتي في صيغتين، صيغة الحاضر وصيغة المستقبل. في الصيغة الإولى إشارة الى تقديسنا وحياتنا المستمرة في المسيح والثانية للإشارة الى الخلاص من يوم الدينونة في المستقبل. من المهم أيضاً ذكر ان الخلاص هو عمل إلهي ينجزه ويطبقه الله بنفسه. الخلاصة الخلاص معناه النجاة من وضع خطير يهدد المصير. الخلاص في الكتاب المقدس هو ان نخلص من دينونة الخطية. الخلاص هو عمل الهي ينفذه الله بنفسه. |
||||
16 - 04 - 2013, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 2937 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
امتلئوا بالروح
في الحقيقة أن الروح القدس صار فينا يسكن بالسرّ حسب الإيمان الحي والإعلان الإنجيلي، وبسبب ذلك نؤمر من جهة الله والإنجيل بحسب الوصية التي قالها الرسول الملهم بالروح القدس، أن نمتلئ بالروح لنعمل بوصية يسوع في واقعنا اليومي المُعاش، فندخل في ناموس روح الحياة في المسيح يسوع، اي في هذه الحالة نمتلئ ببر الله، وتكون أعمالنا ثمر الروح فينا، أي على مستوى الواقع العملي تكون أعمالنا الصالحة نتيجة استجابتنا لسكناه فينا بطاعته والخضوع لقيادته [ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم ابناء الله ] (رومية 8: 14)
|
||||
16 - 04 - 2013, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 2938 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا فم الذهب والاستشهاد وعندما نقترِب من فِكر القديس يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية عن الاستشهاد نجده يعتبِر أنَّ الاستعداد القلبي للاستشهاد يُحسب شهادة.. أكَّد القديس فم الذهب على الانتفاع من سِيَر الشُّهداء بقوله ”إنَّ شهادِة الشُهداء وسِيرتهم أمامنا هي في حد ذاتها عِظة للإنسان، وعون للكنيسة كلها، وتثبيت للإيمان المسيحي وغلبة لأوهام الموت، وعيِّنة للقيامة، وتوبيخ للشيطان، وتعليم للفلسفة الحقيقية، واحتقار أباطيل الدنيا، والدليل الأكيد للسمو بمطالِب النَّفْس، وراحة وعزاء للنَّفْس الحزينة، ومُحرِك للصلوات، ودخول في مجال القُوَّة، وباختصار أنَّ سيرِة الشُّهداء هي مُلهمة لكل الأمور الصالِحة“. تطلَّع القديس إلى الشُهداء كقدوة ومِثال لنا فيقول: ”عندما تتصور كيف احتقر الشُهداء الموت، مهما كنت جبانًا أو كسلانًا، فلابد أن تُسلتهم أفكارًا عالية ومجيدة، وتحتقِر كل التوافِه ومسرات الأرض، وتشتاق أن يكون لك سيرة سماوية، ومهما كانت أوجاعك التي تحسها في جسدك إلاَّ أنَّ تصوُّر آلام الشُهداء سيدخل فيك إحساس قوي بالصبر والرضا، ومهما كان إحساسك بالفقر والعَوَز والضيقة، فبمجرد أن تتأمَّل في عذابات الشُهداء التي احتملوها، ستشعر بالعزاء والاكتفاء، وتكون لك آلامهم بمثابِة الدواء الشافي، من أجل ذلك فإني أشجع دائِمًا إقامِة تِذكارات الشُهداء، وقد أحببتهم جميعًا وكأني أحتضِنهم في صدري“. وعن دالِّة الشُهداء يقول ”لنترجى الشُّهداء ونتوسل إليهم أن يشفعوا فينا إذ أنَّ لهم دالَّة كبيرة للشفاعة فينا، بل وقد صارت دالَّتهُم بعد الموت أعظم بكثير مما كانت من قبل“. ربط القديس فم الذهب بين المحبَّة والاستشهاد، ففي مديح لشُهداء رومية يقول: ”ليست المحبة أقل قدرًا من الاستشهاد في شيء، فالمحبة هي رأس كل الصالِحات، لأنَّ المحبة بدون الاستشهاد تصنع تلاميذ للمسيح، لكن الاستشهاد خُلوًا من المحبة ما يقوى على صُنع تلاميذ“.. . ومن أقواله المأثورة ”أنَّ الذي لا يُحِب أخاه، حتى ولو نال الاستشهاد فما ينتفِع كثيرًا“. وعن غلبِة الشهيد وقُوَّة الشِهادة يقول ”صفان من المُحاربين، صف الشُهداء وصف الطُّغاة، وبينما الطُّغاة يمتشِقون السلاح، يتجرد منه الشُّهداء، والانتصار معقود للمُتجردين وليس للمُمتشقين“. |
||||
16 - 04 - 2013, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 2939 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عطايا من الله للبشر بقلم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث إنَّ العطاء من صفات اللَّه وإحساناته إلينا. فهو باستمرار يعطي. وبعطائه يعطينا أيضًا درسًا في العطاء. وهو يعطينا ما نعطيه لغيرنا. ويعطينا أيضًا موهبة العطاء. ولنبدأ حاليًا في قصة العطاء بين اللَّه والبشر.............. أول عطاء لنا هو نعمة الوجود، إذ خلقنا من العدم. خلق التراب أولًا ثم خلقنا من التراب وأعطانا نفسًا عاقلة ناطقة... مَن مِنَّا يشكر اللَّه على هذه النعمة كلها؟! قد يقول البعض هذا شيء طبيعي. ونحن نشكر اللَّه الذي أعطانا هذا الوجود وهذه الطبيعة، إنه من كرم اللَّه ومن محبته أنه أنعم على العدم بالوجود. ومن عطاء اللَّه أنه مهَّد للإنسان كل سُبل الراحة قبل خلقه، خلق له أولًا الطبيعة التي تريحه: النور والماء والنبات... رفع له السماء سقفًا، ومهَّد له الأرض لكي يمشي عليها. من أجله ألجم البحر، وأخضع له طبيعة الحيوان، ولم يدعه معوزًا شيئًا بل خلق له الشمس تمنحه النور بالنهار، والقمر والنجوم لإضاءة الليل... خلق له الطعام الذي يأكله، والطيور التي تغني في أذنيه، والطبيعة التي تمتعه بمناظرها. ومنحه أيضًا كل الطاقات التي تساعده على الحياة. وعندما خلق اللَّه الإنسان، خلقه في منتهى الجمال، وفي منتهى النقاء والبساطة والطهارة التي كانت تُضفي عليه جمالًا آخر. وكان جسمه قويًا في صحته. كان خاليًا من كل الأمراض الجسدية والأمراض النفسية. كان كاملًا جسدًا ونفسًا وروحًا. بل أن كلمة المرض لم يكن لها وجود في القاموس اللغوي للبشر ولا في الحياة العملية. ومن كرم اللَّه أيضًا أنه أعطى الإنسان منذ خلقه سلطانًا على كل المخلوقات الحيَّة على الأرض وقتذاك: أعطاه سلطانًا على كل حيوانات الأرض، وكل طيور السماء، وكل أسماك البحر، وهذا السلطان كما كان لأبينا آدم وأمنا حواء، كان لأبينا نوح وأولاده. فإن كان الإنسان قد فقد سلطانه فإن ذلك لم يحدث إلاَّ بعد الخطية. ففي حياة الإنسان الأول ما كان يأكل لحوم الحيوانات، وما كان يصيدها، وما كان يحبسها في أقفاص بقصد الفرجة عليها. لذلك كله لم تكن هناك عداوة بينه وبينها فهي أيضًا ما كانت تفترسه، وما كانت تؤذيه. وكانت الخليقة كلها أسرة واحدة يرأسها آدم. ومن كرم اللَّه ومحبته منح الإنسان البركــــــــــــــــــــــــــة: فبارك أبوينا الأولين آدم وحواء، وبارك أبانا نوحًا وبنيه. وبعد ذلك بارك أبرام (إبراهيم) أب الأباء... وفيما بعد أرسل البركة، ومن أفواه الوالدين... وأبونا نوح كان بركة للعالم كله. لولاه لفنى العالم وقت الطوفان... ولكن اللَّه أبقاه لنا بركة وإمتدادًا للبشرية. وأعطى الرب للإنسان مواهب كثيرة، وأعطى الرب للإنسان وصايا ترشده كيف يسلك في الحياة، وأول تلك الوصايا كتابةً كانت ما قدَّمه موسى النبي للناس. وقبل موسى النبي أعطى اللَّه لكل فرد الضميـــــــــــــــــــــــــر وبه يعرف الخير والشر، فلمَّا قُتل هابيل البار عاقب اللَّه أخاه على قتله بينما وصية موسى النبي التي وردت في الوصايا العشر "لا تقتل" كانت بعد مقتل هابيل بحوالي ألف وربعمائة عام. وكذلك الشرور التي بسببها حكم اللَّه بالطوفان على الأشرار. اعتبرت شرورًا لأنها كانت ضد الضمير قبل أن يُرسِل اللَّه أية وصية للتوبة... إننا نشكر اللَّه من أجل الضمائر التي وضعها فينا منذ البدء. وأعطانا اللَّه أيضًا نعمة الصــــــــــــــــــلاة لكي تكون لنا صلة به، نتحدث بها إلى جلاله الأقدس. وهذا من فرط تواضعه ومحبته أن يسمح لنا نحن التراب والرماد أن نُحدثه مباشرة. وهذا أيضًا لون من محبته الإلهية للبشر أن يحدِّثوه عن احتياجاتهم لكي يُرسلها إليهم. و هناك مواهب خاصة أعطاها اللَّه للبعض. مِثلما أعطى سليمان موهبة الحكمة حتى تلقَّب بسليمان الحكيم. وأعطى شمشون موهبة القوة حتى تلقَّب بشمشون الجبار. وأعطى موسى موهبة النبوة وأصبح لقبه موسى النبي. وأعطى البعض موهبة القيادة... وأعطى الكثيرين مواهب مُتعدِّدة: وما أكثر الذين وهبهم الرب موهبة الذكاء. فمنهم مَن كان ذكاؤه في العلوم حتى وصلوا بذكائهم إلى علوم الفضاء وصعدوا إلى القمر ومنهم مَن كان ذكاؤه في الطب أو الكيمياء وغير ذلك من العلوم. ومن الناس مَن وهبهم اللَّه سرعة البديهة، ومنهم مَن أعطاهم اللَّه مواهب الفن بكافة تفاصيله وكل مَن نالوا موهبة من اللَّه،لا يجوز لهم أن يفتخروا بها، بل أن يرجعوها إلى اللَّه الذي منحهم إيَّاها. ومن أعظم المواهب التي أنعم بها اللَّه على البشر عمل النعمـــــــــــــــــــــــــــــــــة فيه ــــــــــــــــــــــــ .. وبهذه النعمة يمكنهم أن يقودوا الغير إلى فعل الخير. هؤلاء هُم الخدام الأنقياء الأقوياء في إرشاد الناس. وإذا بنعمة اللّه تعمل فيهم، وتعمل معهم، وتعمل بهم. وهذه النعمة تعطيهم الفهم السليم، وتقودهم إليه. النعمة يعيطها اللَّه للإنسان لكي يحيا في حياة البر والفضيلة. فإذا لم يخضع إلى عمل النعمة فيه وأخطأ واستمر في خطئه، فإنَّ النعمة تعمل فيه لكي يتوب، وكثيرًا ما يفشل الإنسان في أن يتوب إلاَّ بقوة اللَّه العاملة معه التي تقود ضميره إلى التوبة، وتقود قلبه إلى كراهية الخطية وإلى الندم على أفعاله السابقة، والرغبة في تغيير أسلوب حياته وسلوكه. ومن أهم عطايا اللَّه للإنسان استمرار حياته بعد الموت. وذلك عن طريق القيامة، التي يكون لنا بها حياة أخرى هى الحياة الأبدية التي لا موت بعدها. وما أعمق المتعة التي يعيطها اللَّه لنا في الحياة الأخرى، وما قد وعده اللَّه فيها بما لن تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر... هذه بلا شك قمـــــــــــــــــــــــــــة عطايـــــــا اللَّه. أمَّا على الأرض فمن عطايا اللَّه التي نشكـــــــــره من كل قلوبنا عليها، فإنها الرعاية والحماية التي يحيطنا بها سواء كانت رعايته لنا عن طريق الملائكة القديسين الذين يُرسلهم لحمايتنا أو عن طريق الأبرار من البشر الذين يُكلِّفهــــــــــــــــــــــم اللَّه لعمل الخير من أجلنا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ أخيـرًا إننا لا نستطيع أن نُحصي عطايا اللَّه. وما ذكرناه ما هو إلاَّ مُجرَّد أمثلة. ويكفي الوعود التي وعدنا اللَّه بها في الأبدية وكل هذا يستدعي مِنَّا الشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـر، ولا يصح أن ننكر عطايا اللَّه. فالذين ينكرون فهم لهم عيون ولكنها لا تُبصـــــــــــــــــــــر. |
||||
16 - 04 - 2013, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 2940 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا جاء يسوع إلى هذا العالم؟! لكي ينقذ البشرية ولكن مما؟ من الخطيئة دون ريب من الأثم الذي يعيسه الجنس البشري ابتداء من آدم، فلتذكر أن أحد ولدي آدم قتل شقيقه عبثاً!!!، لا لأي شيء آخر، لا لشيء كما يفعل الناس في زمننا هذا وكما فعلوا دائماً.... - ما هو الأساس الذي قامت عليه تعاليمه ؟ - من أي تعاليم أخرى نبتت؟ - من كان الذي قد انشا تلك التعاليم؟ الإجابة عن هذه الاسئلة تقتضي منا تحليل جوانب نشوء هذه التعاليم كلها ودراسة شخصية واضعها. وقبل ان نصف تعاليم يسوع وحياته دعونا نتعرف على وطنه الأم إنها (الناصرة) الواقعة في جبال الجليل. |
||||