13 - 04 - 2013, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 2921 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد المخلّع – الرحمة
محبة الله “يا بنيّ مغفورة لك خطاياك” عمل المسيح وتعليمه في هذا العالم، كالعجائب والتعليم بالأمثال، ووجوده في عالمنا هذا هو عمل محبة، وتؤكد ذلك أعجوبة المخلّع، التي تشدد بوضوح على ألوهية المسيح وذلك عندما قدَّم للمخلّع مغفرة الخطايا. هو جاء يطلب الشفاء من مرضه الجسدي لكنه نال حل الخطايا.الحرية والرحمة تُحدث الخطيئة، التي هي الاستخدام السيء للحرية، فجوة بين الله والإنسان ولا يمكن سدّها إلا برحمة الله فتكون الجسر الذي يعيد ربطهما. التخلص من الخطيئة وأسبابها هو إعادة فتح باب محبة الله فينا. نطلب رحمة الله بدون انقطاع “يا رب ارحم”، وخصوصاً في صلواتنا الكنسية، ولكن تكون مأساة الإنسان عندما لا يعترف أن لديه تراجع روحي، فلا يعود بحاجة لهذه الرحمة، فيعرف خطاياه لا بجوهرها بل بنتائجها (أعمال وأقوال خاطئة)، كأن يكذب ولا يبحث عن سبب الكذب (كبرياء، أنانية، غيرة، حقد،…) فيعمل – مستنداً على كبريائه – حركات مشينة تُبعد الروح القدس من قلبه. في هذه الحالة، حالة ابتعاد الروح القدس عنا، علينا أن نعرف بأن: 1. بأنه لا يبتعد عنا، بل يبقى بقربنا، حتى ولو غادرنا قليلاً بسبب كبريائنا. 2. هو ينتظر، وبمحبة كاملة، تلك اللحظة التي سنُطّهر فيها قلبنا كي يسكن فيه. 3. هو ينفّذ، في الحال، طلب قلبنا ليأتي كاشفاً وجه السيد المنير فينا وبالوقت ذاته كي يطهرنا من كل خطيئة. لكن حتى تتم سُكنى الروح القدس فينا علينا أن نتهيأ لذلك، فإذا لم نعمل ونبادر فلن يُقدم الله بأي حركة، وإذا شعرنا وقتاً ما بمغادرة محبة الله لنا، فهذا لا يعني أن الله تخلّى عنّا بل نحن السبب، لأننا لم نكن مستعدّين لاستقبال محبة الله فينا، وبعداستعدادنا بالتعب والجهاد علينا أن نطلب بصلاتنا، وبتوبة، رحمة الله. مغفرة الخطيئة ننال في الكنيسة مغفرة الخطيئة من خلال سر التوبة والاعتراف، سمع المخلع صوت السيد بكلمات تغفر له خطاياه “يا بنيّ مغفورة لك خطاياك” نسمعها أيضاً عندما نمارس سر التوبة والاعتراف بتواضع وتوبة. إن كانت الخطيئة هي الموت الروحي فإن التوبة ومغفرة الخطايا هي حياة وقيامة. إن كانت الخطيئة تسلب الإنسان عقله وتجعله مظلماً فإن مغفرة الخطايا تجعله “شخص” لأن الإنسان يصبح شخصاً عندما يلتصق بالثالوث القدوس. فدعونا نتغير بالجهاد في الإيمان ممارسين الرياضات الروحية في المحبة والصلاة والصوم والتواضع… طالبين رحمة الله وغفرانه لنكبر بدون توقف “ينمو نموا من الله” (كو19:2) حتى نصل لنحقق مثال الله. |
||||
13 - 04 - 2013, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 2922 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا نتألم ونحن لم نفعل شيئاً؟
قد يتسأل البعض لماذا نتألم ونحن لم نفعل شيئاً؟ لما نُظلم ونحن أبرياء؟ ولماذا يعيش الأطفال أيتام؟ والنساء أرامل ... والأمهات ثكلى أولادهن..! كل ذلك ... لأن نيران الاضهاد مازالت تلاحق ثوب المسيح أينما ذهب ولكن كل ما تفعله تلك النيران أنها تُعلن اقتراب ملكوت الله لذلك قال العلامة أوريجانوس عل لسان المسيح ( القريب مني قريب من النار .. ولكن البعيد عني بعيد عن الملكوت ) نعم .... كانت كلمات المسيح حباً فجازوه عنها صلباً كانت نظراته بلسم فسقوه خلاً كانت لمساته شفاء فطعنوه كرهاً كانت صلاته لهم غفران فجلدوه حسداً وغيظاً هذا هو يسوع ... وهذا هو الشيطان الشيطان يسعى لكتمان صوت يسوع في أعماقنا لئلا يهتز العالم المحتضر فيُشفى من كان شرائه بالدماء لايخشى سفك الدماء دماؤه هي وديعته التي تغتسل في دم المسيح شوقاً في انتظار الانسكاب الاخير على مذبح الحب نعم .... فكما كانت جلدات المسيح شفاء للبشرية هكذا ألم المسيحيين إلهام واجتذاب لغير المؤمنين ومجد للكنيسة عند استعلان ربنا يسوع المسيح فالعبادة الحق تدفع الكنيسة لتخبر عن المسيح لتشهد له ... لتعترف به وهذا ما يسبب لها الألم لأن العالم لا يريد نوراً يفتضحه.....!! ( مقتطفات من كلمات أبونا سيرافيم البراموسي) |
||||
13 - 04 - 2013, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 2923 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدور الثاني من المديح
كل دور من أدوار المديح له خصوصية تميزه عن آخر، وما يميز الدور الثاني أنه يركز على ميلاد السيد من والدة الإله، على حين ركز الدور الأول على البشارة. كلنا نعرف أن المديح رُتِّل لأول مرة قبل أربعة عشرة قرناً، في626 م، في مدينة القسطنطينية، وقت حصار البربر لها، براً وبحراً، مهددين أهلها الذين لم يفقدوا رجاءهم وشجاعتهم، عندها قام البطريرك سيرجيوس بالطواف حول أسوار المدينة بأيقونة والدة الإله طالباً حمايتها ومشجعاً الجنود الرابضين على أسوارها وأهلها. فاستجابت العذراء وقامت بأعجوبتها، وتحركت رياح عاتية رفعت أمواج البحر عالياً وغرّقت سفن البربر فأصابهم الذعر وهربوا. وعندما رأى المسيحيون هذه الأعجوبة تجمّعوا في الكنيسة مع البطريرك ورتلوا “إني أنا عبدك..” في 8 آب سنة 626م. كلمة “افرحي” تسيطر على المديح وتتكرر أكثر من 144 مرة، وللوقوف أمام كل واحدة أمر يطول بنا، لذلك سنقف اليوم عند ما سمعناه في بداية الدور الثاني “افرحي يا حظيرة الأغنام الناطقة” ولنبحث عن القصد من الأغنام الناطقة والحظيرة. كلنا نعرف أن الأغنام هي حيوانات أليفة، مفيدة ومطيعة، وهكذا يجب أن يكون كل مسيحي!، يتشبّه بصفاتها، أي أن يكون شخص مُسالم ومُحب يبتعد قدر ما يستطيع عن المشاكل والمهاترات والصراعات. وكما أن الخروف حيوان أليف ليس لديه أي رغبة بالشر ولا يملك أي أداة هجومية تؤذي، على المؤمن أن يتعلم منها ليكون ابن سلام لا يؤذي، فلا يخاف منه أحد بل الجميع يريد أن يقترب منه وبدون خوف، وكما أن هذه الخراف مفيدة بما تقدمه من شراب وطعام لتكون ضحية من أجل الآخر، كذلك على المسيحي أن يكون مفيد لكل المجتمع من حوله وأن يكون لديه أعمال صالحة، وكما أنها تطيع الراعي وتتبعه حيث يذهب وتقترب منه عندما يناديها، هكذا على المؤمن المسيحي أن يطيع الراعي الصالح ويتبعه في تعاليمه ويذهب إليه حيث يكون، لأنه كما يوجد لقطيع الغنم راعٍ كذلك يوجد للكنيسة راعٍ صالحٍ هو يسوع المسيح. المسيح يحب قطيعه أكثر من راعي الغنم، لأنه لا يوجد ولا راعي غنم يضحي بحياته من أجل أغنامه لا بل على العكس يستغلها من أجل مربح ما، أما المسيح فمات على الصليب كي يعطي الحياة الأبدية للمؤمنين به وكي ينقذ “الأغنام الناطقة” من الجحيم والخطيئة. تكلمنا عن الأغنام الناطقة وراعيها ولن ننسى الحظيرة التي يجتمع فيها كل الأغنام مساءً، والكنيسة هي حظيرتنا، والذين بداخلها يشعرون بالأمان والسلام وكل شيء جيد، أما الأغنام التي هي خارج هذه الحظيرة فهي معرّضة لهجمات الذئاب، وعندما يبتعد الإنسان عن الكنيسة وعن ممارسة أسرارها وصلواتها وخصوصاً الاعتراف والمناولة المقدسة عندها سيكون عرضة أن تلتهمه الذئب الكبير أي الشيطان وأن يلتهمه أيضاً الذئاب الأخرى من الملحدين والهراطقة. كما أن الحظيرة هي الكنيسة كذلك هي العذراء، أُمْ الراعي الصالح، هي موجودة بقلب الكنيسة تحمي بشفاعتها كل مؤمن طالب ومحتاج لذلك نشبهها بالحظيرة أي الكنيسة. فلنصلي أن نكون أغنام للمسيح لا جداء “ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار” (متى 32:25-33)، لأن الجداء تصعد الصخور وتركض يميناً ويساراً وتعيش بدون ترتيب أو نظام، فلنكن متواضعين وهادئين وذوو أخلاق، متقبّلين بركة الراعي الصالح. فلتكن لنا العذراء سنداً في وقت الضيق وملجأ أمان بعد أتعاب النهار ومصدر تعزية لتقوينا بآلامنا ومصاعبنا وشفيعة لدى ابنها السيد أن نكون مستنيرين بنوره ثابتين في إيماننا بالكنيسة الأرثوذكسية كي نقف بوجه كل من يريد أن يختطفنا من الحظيرة أي الكنيسة وأحضان العذراء كي لا نخسر الملكوت السماوي. أمين. |
||||
13 - 04 - 2013, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 2924 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
” إني أنا عبدك يا والدة الإله اكتب لك راية الغلبة يا جندية محامية” تفرح اليوم، يا إخوة، كل الخليقة وكل البشرية بوالدة الإله “افرحي يا من بها تتجدد الخليقة” (الدور الأول). اليوم تفرح السموات وتبتهج كل الطغمات الملائكية لأن كل البشرية تكرّم والدة الإله الأسمى من الشاروبيم والسيرافيم. اليوم تفرح والدة الإله عندما ترى أبناءها المسيحيين يملؤون الكنائس كي يسبحوها صارخين “افرحي يا عروساً لا عروس لها” لأنها الملجأ الآمن. اليوم الطبيعة تفرح مبتهجة فتزهر مقدمة كل جمالها للــ “الوردة العادمة الذبول” (ذكصا الأودية الأولى). اليوم يجتمع كل الشعب صارخاً من أعماق قلبه، بصلاة المديح، للعذراء كي تحميه من كل خطر لأنها “منقذة من الشدائد” ومن كل شر.نعبّر عن هذا الفرح بالصلاة والتسبيح نحو تلك المرأة المميزة التي حملت في بطنها ابن الله، لنطلب منها الفرح الذي ملكته عندما سكن فيها الله، فنقول لها “افرحي لأنك تحملين الضابط الكل”. نقول لها افرحي لأنها كانت عجيبة المسيح الأولى على الأرض “افرحي يا مقدمة عجائب المسيح”، وذلك بانحداره من العلى إلى الأرض وسكن فيها ليصبح الخالق طفلاً “افرحي يا من بها صار الخالق طفلاً”. نتوجه بإعلاننا هذا الفرح للخليقة جمعاء، فنخبر البشرية ونطمئنها بأن العذراء صارت لنا أماً شفيعةً حارةً وحاميةً تنير أذهان المؤمنين بالرؤية الصحيحة للخلاص “افرحي يا من تنير أذهان المؤمنين”، وعند التجارب وضعف الإيمان تقف بجانبنا ولو لم ننطق بكلمات كثيرة “افرحي يا إيمان المحتاجي الصمت”. كل الدور الأول للمديح يَنصَّب على ولادة المسيح من مريم فنناديها لتفرح بهذا لأنها أصبحت “بطن قابل للإله”، ولنقول لذاتنا أنكِ مُحتاجةٌ هذه السكنى الإلهية حتى تتطهري وتخلصي، تطلب الأمر من مريم العذراء أن تكون مطيعة للنداء الإلهي ومستعدة بالطهارة لهذا النداء ليكون حبلها من الروح القدس “حبلك هو من الروح القدس”. هل يا ترى نطيع وصايا الله؟ هل نملك شيئاً من هذه الطهارة حتى نستحق سكنى الله فينا؟ إذا كانت الإجابة لا فعلينا أن نبدأ مدركين أنه بطاعة وصايا الله وبالتطهر من خطايانا، بممارسة سر التوبة والاعتراف، نصبح مستعدين لهذا اللقاء والاتحاد مع الله، بسر الافخارستيا، فنصرخ من أعماقنا “هللوييا”. |
||||
13 - 04 - 2013, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 2925 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح مركز حياتنا تعيّد الكنيسة في الأحد الأول من الصوم للأرثوذكسية، ويسمى أحد الأرثوذكسية، وبه ترفع الأيقونات المقدسة معلنة الإيمان المستقيم، هذه الاستقامة ترتبط بالإيمان في الحياة الحاضرة والحياة الثانية، والتي بدورها ترتبط بالرجاء بيسوع المسيح.“يا معلّم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل” في هذا اليوم نعيّد لرفع الأيقونات المقدسة، وعيد الأيقونة هو عيد الإنسان الذي هو على صورة الله. وفيه نشهد أن الكنيسة مكان للحياة الفصحية، يسعى أبناؤها للوصول للفصح، الغير المنتهي، ويكون ذلك من خلال عيش الافخارستيا، فتدعوا الكنيسة بالصلاة كل البشرية أن تأخذ مكاناً في محبة الله الغير المحدودة. وفي هذا العيش نشهد أن لدى الإنسان دعوة ونعمة تأخذه من هذا العالم، أي يعيش فيه وهو ليس منه، وتعطيه قوة كي يتغير نحو الأفضل، ونشهد أيضاً أن الله هو فرح وحرية وحياة الإنسان، الذي بدوره يعرف الله بالمحبة، مُتْحِداً ذاته وقلبه مع المسيح أي “قلب الكنيسة” كما يقول نيقولاوس كباسيلاس. الكنيسة جسد المسيح عند التكلم عن الأرثوذكسية فحُكماً سنتطّرق للإيمان والحياة مع الله، لكن هل من الممكن وصف الشركة في سر الله، في العيش مع الله، بأنها ممكنة رغم سقوط الإنسان وخطاياه؟. طبعاً ممكن، لأن محاولة العيش والشركة مع الله تحتاج إلى نقاوة، وبالعيش في الكنيسة يمكن الحصول على النقاوة وبالتالي الوصول لهذه الشركة المرجوة. يقول الأب جورج فلورفسكي: “يتعذر علينا تحديد تعريف للكنيسة، لأنه لا يوجد تعريف عقائدي ومباشر وواضح، فلا يمكن إيجاد هذا التعريف في الكتاب المقدس، ولا عند الآباء، ولا في قوانين المجامع المسكونية. باستثناء الاستشهاد بعبارة دستور الإيمان التي تتعلَّق بالكنيسة وإضافة بعض التفاسير بعبارة دستور الإيمان التي تتعلَّق بالكنيسة، بالتالي الكنيسة ليست شيء يمكن تعريفه أو دراسته بل أن نعيشه”. الكنيسة، وفق القديس يوحنا الذهبي الفم، هي “الله والإنسان”. المسيح هو الذي يجمعنا في الكنيسة لأنه يدخلنا في جسده، وهو الكنيسة، وبذلك تصبح المكان الروحي لاجتماعنا. وبالتالي لا يمكن أن توجد كنيسة بدون يسوع الحقيقي، ولا يمكن أن تقوم على مجموعة فكرية حتى لو كان اسمها “مسيحية”. الكنيسة هي المسيح ذاته، المسيح بالكامل، بالتالي ليست جسد المسيحيين بل جسد المسيح. تتجسد حقيقة كون الكنيسة جسد المسيح في نهاية القداس الإلهي عند اشتراك الجماعة المسيحية بجسد المسيح ودمه من الكأس المقدسة، ليصبح المسيح هو المركز الأساسي الذي ترتكز عليه في كل شيء، ونمثل هذه المركزية عندما يحضّر الكاهن الذبيحة الإلهية قبل القداس الإلهي فيضع الحمل في الوسط ومن يمينه قطعة لمريم العذراء وعلى يساره كل طغمات الملائكة والقديسين وفي الأمام يذكر الأحياء والأموات ليشكلوا كلهم أعضاء بجسد المسيح متحدين في القداس الإلهي. هكذا تتحقق شركة المؤمنين مع المسيح في الكأس المقدسة. حياة المسيح تفرض شركتنا مع المسيح أي الكنسية أمر واحد بأن تكون حياة المسيح هي حياتنا. وهذا يتحقق بعد جهاد طويل عندما لا نحيا نحن بل يحيا المسيح فينا. كل هذا الجهاد في الكنيسة يسمى بالتأله أو القداسة. وهذا ما يجب أن نسعى اليه في الكنيسة. الدينونة من الملاحظ، الأمر الأهم، أن الإنسان يرغب أن ينحرف عن طريقه القويم وبالتالي أصبحت خطيئة العالم عندما لم يعد يريد المسيح مركزاً له. قبول هذا الأمر، وخصوصاً إذا دخل حياة الإنسان في أعماقها ومن كل الجهات، يُبعده عن هدفه الأساسي في السعي للقداسة. إذاً الدينونة في عالمنا الحالي أننا نحوله ليصبح عالماً غريباً لا تستطيع الكنيسة الأرثوذكسية أن تعيش به، ليكون لا عالماً حيادياً بل عالماً يريد أن يغير من جوهر الكنيسة ويحولها إلى شكل مختلف. تعال وانظر السؤال المهم هو: ماذا سيحدث في أيامنا؟ الحاجة الأساسية هي في عيش الإسخاتولوجية الأرثوذكسية في عالمنا المعاصر بشكل حقيقي. ولكن كيف سنعيش الأرثوذكسية في عالمنا الحالي مع كل ما يجري فيه؟. يدعونا إنجيل اليوم: “تعال وانظر” وإن كان قدومنا هذا مترافق مع تواضع ونقاوة وعيش وسط الكنيسة في حياتها الليتورجية، عندها ستقودنا الكنيسة للوحدة والنمو والتجدد بالمسيح وأن نصرخ، كما في إنجيل اليوم، مع ناثنائيل: “يا معلّم أنت ابن الله”. |
||||
13 - 04 - 2013, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 2926 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي” “أمر غريب! كيف يحتقر الإنسان أخيه الإنسان، مع ذلك يسامحه السيد على كل شيء. وللأسف، كنتيجة، انحرف عن الطريق الصحيح وأصبح بلا رحمة وقسي قلبه وبردت المحبة فيه، فيفقد الشعور بمحبة الله وبالنتيجة يخسر إيمانه” (القديس سلوان الأثوسي). يرتبط هذا القول للقديس سلوان الأثوسي مع المقطع الإنجيلي لأحد الغفران، لأنه إذا أردنا أن يسامحنا الله على خطايانا علينا نحن أن نغفر خطايا الآخرين، وعندها تخلق المغفرة في داخلنا، التي يقدمها الله للإنسان، واجب واضح أن نعامل أخينا الإنسان بنفس المحبة والغفران. محبة الله نحيا هذه الدعوة، التي يدعونا إليها الإنجيل، في كل قداس إلهي، فنتذكر بأنه علينا أن نبتعد عن كل أمر يجعلنا غرباء عن الآخرين وخاصةً الكراهية، فقبل المناولة المقدسة، وعند قبلة المحبة، يجب أن نفرغ قلوبنا من: الحقد، النفاق، الخداع. المحبة الحقيقية يجب أن تكون بلا حدود وعندها تقلب العداوة إلى صداقة ومنها إلى المحبة الصافية. هذا الأمر ليس بالسهل، لأن الله وحده يستطيع القيام بفعل المسامحة بشكل دائم وكامل، لذلك لنطلب منه السلام والتخلص من العداوة والبغض وأن يقودنا للمحبة الحارة المقدسة حتى نستطيع القيام بالمسامحة بشكل أفضل. إذاً الشرط الأساسي للمشاركة بالقداس الإلهي والمناولة أن يتسامح المشاركون مع من يتخاصمون. وإلا التقدمة التي يقدمها كل منهم تكون غير نقية. ويذكر الكاهن في قداس باسيليوس الكبير هاتين المجموعتين من البشر: “الذين يحبوننا والذين يبغضوننا”، بصلاتنا هذه نصل كلنا إلى أعلى ذروة للمحبة مع الآخرين، نحو الله، وخاصة بمناداتنا في الصلاة الربانية: “واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه”. أنحب المسيح؟ لكن الأمور لا تسير وفق ما نريد أو كما يجب!!. فنشعر أننا لا نستطيع ممارسة المحبة كما يجب. كلنا بحاجة إلى المحبة. لكن كيف سنقدمها للذين يضمرون لنا الشر؟ عندها سنصرخ: “فليسامحهم شخص آخر، أنا لا أستطيع”، وبالأكثر نقول “فليسامحه الله”، وضمنها المعنى “أنني لم أستطع المسامحة فليسامحه الله”. لكن يجب أن نسامح بقدر ما نستطيع وبحيث لا يبقى بقلبنا شيء نتمسك به على أخينا. فنأتي إلى القداس الإلهي مرتلين: “لنحب بعضنا بعضاً لكي بعزم واحد نعترف مقرّين”. أمام المائدة المقدسة الواحدة نقول أننا نحب المسيح ولكن نشعر بالغربة بيننا كأعداء يهرب الواحد من الآخر. عند انتهاء القداس الإلهي لنغادر الكنيسة محبين بعضنا بعضاً، مسامحين بعضنا بعضاً، متفهمين بعضنا بعضاً، ولا ننسى أن الطريق إلى الملكوت السماوي لن يكون بدون أخينا الإنسان. دخولنا حديقة الفضائل تفتح لنا الكنيسة بصلاة غروب مساء أحد الغفران حديقة الفضائل، فتقدم لنا، في هذا المساء، التوبة كطريقة حياة، وبها تأتي المسامحة من الله ومن الآخر، فأعيش لا أنا وحيداً بل مع المسيح والآخر وأطلب منهم المسامحة أيضاً. دعونا نسجد اليوم أمام أيقونة السيد والسيدة والقديسين وأمام الأسقف والآباء والإخوة ولنطلب منهم المسامحة، لأن خطايانا كثيرة، وعلينا طلب المسامحة. فليسامح كل منا الآخر، وتبدأ هذه المسامحة عندما نحمل على أكتافنا أثقال بعضنا، والحمل الأثقل هو شخصية الآخر أي الشخص كما هو وليس فقط ما يقوم به أو لا يقوم. وإن احتاج الأمر لنتحمّل الآخر كما تحمّل المسيح صليبه، كآلة عذاب وألم وموت، ودعونا أن لا يغادر أحدنا هذا العالم بدون مسامحة، لأن من وراء المسامحة هناك المحبة بالتالي الخلاص. |
||||
13 - 04 - 2013, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 2927 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإخوة والمحبة “بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه” يتميز إنجيل اليوم بأنه يعطينا صورة عن الدينونة، ورغم ذلك فهو لا يحدثنا بشكل أساسي عن الموت بل عن الخلاص والتبرير أي عن الحياة.لم يسأل الله الخطاة أو الأبرار عن صلواتهم وعباداتهم، إنما يسأل أولاً عن مقياس إنسانية المؤمن “لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسيتموني، مريضا فزرتموني، محبوسا فأتيتم إليّ” (متى 35:25-36). القراءة المتأنية للمقطع الإنجيلي توضح أن الدينونة ستكون أساساً على حياتنا وطريقة عيشنا مع الآخر، لا ترى الكنيسة هذه الحياة، مع الآخر، خارج العلاقة الأخوية التي يربطها ويشددها المسيح لتكون حياة مسيحية، مبنية على الإتحاد بالمسيح بواسطة نعمة الروح القدس. المؤمن الصالح والكامل في المجتمع هو الذي يتبع عظات وتعاليم أباء الكنيسة بدون تردد أو انقطاع، يقول بولس الرسول: “كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح” (1كو11:1)، والقديس يوحنا الذهبي الفم يسأل: “كيف من الممكن أن نكون متمثلين بالمسيح؟” ويجيب: “يكون أن نهتم بكل مَنْ حولنا وأن لا نطلب شيئاً لنفسنا”. من هو أخي؟ لا يمكن، داخل الكنيسة، تحديد معنىً للأخ ضمن أطر محددة وثابتة فالأمر واسع جداً. الأخ هو كل إنسان، ويمكن القول أنه كل أخ يجمعنا به المسيح ونراه فيه، وبالتالي عندما نحبه نحب المسيح، لأن كل إنسان هو على صورة الله. مفهوم الأخ داخل الكنيسة يعطينا إمكانية الخروج من ذاتنا والانفتاح أكثر نحو الآخر، ويعطينا أن نعمل بمحبة متجاوزين الخوف من الجحيم لنعبر إلى مكان الشركة الفردوسية. المسيحي لا يرى في وجه الأخر الشر الذي يحول الحياة والعالم إلى موت، لكنه يرى حتى في وجه “الإخوة الصغار” الحياة الحقيقة، المسيح والقيامة. لذلك عندما يتكلم القديس يوحنا الذهبي الفم عن الأخ فهو يتحدث عن “سر الأخ”، أما القديس افرام السرياني فيقول، في مقالته عن المحبة، عن الذي يبتعد عن المحبة أنه: “معطوب العقل، صديق للشيطان”. إذاً الحياة بدون محبة و بدون شركة مع الآخر تفسد الإنسان وتجعله غريباً مقطوعاً عن الجسد الواحد، وحالة القداسة الحقيقية للإنسان هي عمل شركوي أخوي. المحبة داخل المحبة المسيحية يختفي معنى الأخ، فيجب أن لا نحب كواجب. المحبة هي ما تتنفسه المسيحية وهي الشكل الطبيعي لوجودها، المحبة تعطي إمكانية معرفة المسيح الحقيقية، هي القوة التي تقرّب الإنسان المحب لله. المحبة هي كمال كل الناموس. المحبة تأتي من الله “لأن الله محبة” (1يو8:4)، والله لا يمكن تحديده ضمن إطار وحدود لذلك محبته أيضاً لا يمكن أن تحد بشيء. المحبة اليوم الغربة عن الآخر، التي أصبحت مسيطرة على جوانب حياتنا الاجتماعية، هي صفة العالم الآتي، وتكشف هوية إنسان الغد الذي يريد أن يعيش حياته بدون الله، بدون حب وبدون إرادة للعيش ضمن جماعة شركوية. المخرج الوحيد هو الحياة والعمل الكنسي، أي الحياة بالمسيح من خلال أسرار الكنيسة، لأن حياتنا في الكنسية الأرثوذكسية هي امتداد لحياتنا الليتورجية فيها، وإذا كانت غير مرتبطة مباشرة بالليتورجيا وليست تمجيد وشكر لله لا يمكن تسميتها أرثوذكسية، بل تكون عبارة عن مظاهر خارجية وواجبات اجتماعية لا معنى لها، وتصبح “لمحاكمة ولدينونة لا للخلاص”. يعيش المسيحي وسط عالم كلّه حزن وألم، يسيطر عليه الشيطان، كل ذلك يشكل عائق لعيش المحبة بشكلها الصحيح، بالتالي مغبوط الإنسان المجاهد في المحبة. الإنسان الذي يساعد نفس ما أن تخرج من ظلامها وحزنها وألمها يمتلئ من الفرح الحقيقي، ومن جهة أخرى الإنسان الذي يرى أخيه في حاجة وفي أزمة ما ولا يساعده، إن كان باستطاعته!، فهو يرتكب خطيئة وذنب كبير، بالتالي عدم محبة أخينا الإنسان سيبقيننا خارج الملكوت. لذلك لنوجّه أنفسنا نحو محبة الله ولنصلي للروح القدس أن يعلّمنا معنى المحبة الحقيقية. |
||||
13 - 04 - 2013, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 2928 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربي أنت فرحي قلبي يرنم لك ترنيمة فرح، ونفسىي تنشدو لك نشيد الخلاص نعم يا رب، كياني مستريح لوجودك، قلبي فرح بك، نفسي مطمئنة لخلاصك، أعلم جيدا كم تصون عهدك، أعرف منذ الصبا أنك لن تنساني ولن تغفل عيناك عني، موقن يا رب أنك أبداً لن تسلمني إلى الموت ومن المستحيل أن تتركني فريسة للعدو... إلهي إلهي كن قائدي في مسيرة عمري لأهندي أدخل بي إلى معركة الصليب، واهباً إياي الغلبة والنصرة على قوات الظلام هب لي نعمة التمتع بمشاركتك آلامك وشرف حمل صليبك الذي وإن كان للعالم حماقة وعثرة، فهو لي قوة الله وحكمته، أيها القائد الحقيقي، علمني الحكمة فلا أتكل على ذراع بشر، بل على عملك في حياتي والعالم والناس، اِمْلك يا رب في قلبي، وأقِمْ ملكوتك في داخلي، كي لا يكون للعدو موضع في كياني! فيفرح قلبي ويهتف فمي ويعرد لساني بترنيمة فرح أبدي. آمين |
||||
13 - 04 - 2013, 07:52 PM | رقم المشاركة : ( 2929 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوالي الروماني أمام المسيح الملك
ليست مملكتي من هذا العالم المظاهر خادعة في هذه المرة أيضاً! يبدو للعيان أن ناصرياً مسكيناً كادحاً رث الثياب ضعيف البنية متّهم بأخطر تهمة وهي "اهانة الجلالة" القيصرية الامبراطورية أي طيباريوس سيّد "الدنيا (وهي روما الوثنية) والمعمور" يقف ذليلاً مكبّلاً –هكذا يبدو- أمام أو "بين يدي" الوالي الروماني الشامخ وهو "المندوب السامي" لقيصر أي الحاكم بيلاطوس. وفي الواقع يتألق سموّ الناصريّ ويأفل نجم الروماني منذ أول اللقاء. ويدوّن التاريخ غلبة الضعيف وانتصار الفقير ونهاية روما الوثنية الى غير رجعة واعتناق أهل الامبراطورية للمسيح الملك المتوّج بالشوك والمعتلي الصليب عرشاً. بونطيوس بيلاطوس في الانجيل الطاهر والتاريخ هذه المرّة أيضاً، تأتي الوثائق التاريخية لتثبت صحّة الكتاب المقدّس وملاءمته للمعطيات الكونية من تاريخية وجغرافية وطوبوغرافية وثقافية وروحانية. الشخصية التي نحن في صددها هي الوالي الروماني بونطيوس بيلاطوس (ومن الاخطاء الشائعة تسميته "بيلاطس البنطي" كأنه من اقليم بونطوس، بما أن بونطيوس اسمه الشخصي). أمّا لقب "بيلاطوس" فمن لفظة "بيلوم" اي "الرمح" أو "حامل الرمح"، وهو لقب شرف أنعمت به الامبراطورية على بونطيوس أو على أحد آبائه أو أجداده، كما يكتب ارنست رينان، في مؤلّفه "أصول المسيحية"، "حياة يسوع"، مستشهداً بابلوطرخس حياة رومولوس، 29، وبالشاعر فرجيايوس في "الانياذة" 21، 121. ويذكر بيلاطوس كل من فيلون الفيلسوف اليهودي الاسكندري والمؤرخ اليهودي الروماني فلافيوس يوسيفوس (في "العاديات") والروماني الوثني المؤرخ "تاشيتوس" أو "تاقيثوس" في كتاب "الحوليات" (15، 44). وهذا ما يكتبه بالحرف الواحد: "المسيحيون: يأتيهم هذا الاسم من كريستوس (اي السميح) الذي أسلمه الوالي بونطيوس بيلاطوس للعذاب (أي الصلب) في عهد (الامبراطور) طيباريوس. تم قمع تلك البدعة البغيضة الى حين، ولكنها عادت الى الانتشار ليس فقط في يهوذا حيث نشأ هذا الوباء بل أيضا في روما– الى حيث تتوافد الموبقات المخزيات، وحيث وجدت (تلك البدعة) أتباعاً". ويؤكّد علم الاثار ما ورد في العهد الجديد. فقد كشفت الحفريات سنة 1961 لفوج من العلماء الايطاليين وعلى رأسهم الدكتور "فروفا" قطعة صخرية منقوشاً عليها: "طيباري... بونطيوس بيلاطوس والي اليهودية"، وذلك في المسرح الروماني في قيصرية البحر. "والفضل ما شهدت به الاعداء!" لا يوافق أحد مع "تاقيثوس" في أن المسيحية "بدعة بغيضة"، وان كانت هنالك –حتى في ايامنا– حالات من سوء الفهم للمسيحية، يزيلها الحوار البنّاء واللقاء الاخوي والبحث الموضوعي. ولكن ضغينة المؤرخ الروماني تحوي اعترافاً فريداً مفاده ان رجُلاً متهماً بأشنع الجرائم، أعزل، محكوم عليه بالاعدام ذاع صيته وملك القلوب والعقول بتواضعه ولطفه وتعاطف البشرية معه، ليس فقط في بلاد كنعان المحتلة بل في قلب العاصمة روما! بونطيوس بيلاطوس: حكم الامبراطور والتاريخ: عاقبة الظلم والقساوة والجبن والانتهازية! عُزل بيلاطوس نهائياً سنة 36 للحساب الميلادي بعد أن عاث في البشرية فساداً مدة عشر سنين، وقد يكون فعل أيضاً شيئاً من الخير أو أحسن الادارة أحياناً. وقبل أن يحكم عليه منبر التاريخ، وهو الوالي الذي "جلس" على "البيما" أي المنبر، أصدر المسيح الملك دينونة عليه مقسطة أي عادلة: "ان الذي أسلمني اليك (أي يهوذا الاسخريوطي ورؤساء الكهنة العبرانيين والكتبة) يقترف خطيئة أكبر من خطيئتك!" خطيئتك يا بيلاطوس الجبن والانتهازية والرضوخ للابتزاز العبري الملخّص بالعبارة المستفزة: "ان أنت أطلقت هذا (أي يسوع)، فأنت عدو لقيصر". خطيئتك الحكم بالاعدام على بريء خوفاً على كرسيك، وأنك من أنصار "ديمومة الكراسي" على حساب حياة البشر وحقوق الشعوب! خطيئتك انك جبان! خطيئتك انك مستهتر بالمرأة ولاسيّما زوجتك (وأحسب اسمها "كلاوديا") مع انها نبّهتك وحذّرتك: "أيّاك وهذا الصدّيق" أي يسوع! من يسمع لامرأة عندما لا يحتاج اليها؟ وكانت زوجتك قد أضافت: "انني تألمت كثيراً في الحلم من أجله!"- ومن يشعر مع المرأة عندما تتوجّع؟ ومن يصدّقها عندما تتأوه؟ جريمتك، يا "حامل الرمح" القساوة والظلم، حتى الاعدام. رفعت الرمح مختالاً، وجلدتني وحمّلتني الصليب! حكم التاريخ يؤيّد الدينونة التي لفظها السيد المسيح وكان بونطيوس بيلاطوس قد خلط دماء جليليين بدماء ذبائحهم، وقد أخذ من مال الهيكل السليماني الهيرودسي ليبني قناة مياه! ومرة أخرى، عاقب بشراسة سامريين توجهوا الى جبل جرزيم بحثاً عن أواني مقدسة. وبعد عزله (سنة 36م) أنهى حياته من غير مجد، امّا منتحراً أو محكوماً عليه بالاعدام في زمن نيرون. وتذهب بعض المصادر المنحولة الى انه اعتنق المسيح وتاب عن فعلته. بونطيوس بيلاطوس: ملك السخرية وسيّد المستهترين المقهقيهن! لن تتردد ايها الوالي في أن تستهزيء بالعبرانيين المستكبرين اذ وصفت الناصري المصلوب بأنه "ملك اليهود"، رغم أنوفهم، وأمرت بتعليق ذلك ال "تيتلوس" اي العنوان على رقعة كبيرة مكتوبة بالحبر الاحمر (وهو اللون الذي تعشقه) في لغات أي السنة الدولة وهي اللاتينية والثقافة أي اليونانية ولسان الشعب المقهور اي الارامية! ونتصوّرك تتقهقه ملء شدقيك على غضبهم وقهرهم. ولا ننسى ما تفضّل به جنودك من ألوان السخرية والاستهزاء عندما ألبسوا مسيحنا الملك ثوباً ارجوانياً ووضعوا على رأسه اكليلاً من شوك وجعلوه يمسك بقصبة بدل الصولجان. ويقول بعض علماء الكتاب المقدس ما يلي في تفسيرهم أو نقلهم للنص اليوناني الاصلي لهذه الاية في يوحنا 19 : 13 : "أخرج بيثلاطوس يسوع ثم جلس (في اليونانية "اكاثيسن") على كرسي القضاء"، ان الفعل اليوناني "اكاثيسن" يعني "جلس" ويعني "أجلس" أي أن بيلاطوس، من باب السخرية، أجلس يسوع على كرسي القضاء لكي يتندر عليه ويستهزيء منه! وما كان يدري ان الناصري المتهم هو الذي "سيأتي بمجد عظيم ليدين الاحياء والاموات، الذي لا فناء لملكه"!. "ليست مملكتي من هذا العالم!" صحيح ان هذه الكلمات السيدية قيلت لبيلاطوس ولكنها موجّهة الى كل منا، بداية بالشعب العبري الذي تصور "ميلخ هاماشياح" أي "المسيح الملك" امبرطوراً دنيوياً عنصرياً سياسياً اقتصادياً عسكرياً مخدوماً مرفهاً متمتعاً، يخضع تحت قدميه وتحت قدمي العبرانيين معشر الشعوب الوثنية –التي تكتب فيها بعض المصادر انها وُجدت عبيداً واماءً للشعب العبري المتفوّق. يملك السيد المسيح بالمحبة وباللطف وبالروحانيات وكلها تثمر السلام، انه "رئيس السلام" المشير الفريد، الذي به نؤمن، بتولاً ابناً للبتول، فقيراً في الجسد غنياً في الروح، ضعيفاً في وهنه البشري قوياً في المقدرة التي اتته المعجزات وأيدته بالروح! لتجتمعن حول السيد المسيح وحول والدته الطهور المصطفاة على نساء العالمين أفئدتنا، وهي ترفع لواء الحب لا الحرب والتواضع لا الكبرياء والصدق لا الرياء والوئام لا الخصام! |
||||
13 - 04 - 2013, 08:06 PM | رقم المشاركة : ( 2930 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحب بلا حدود دراسة الحالة الأولى: السامري الصالح (لو 10/25-37) كان الرومان يسحقون اليهود في زمن يسوع. فأدّى هذا الأمر، مع دعوتهم كشعب الله المختار، إلى أن يشيد كثير من اليهود جداراً اجتماعيّاً وثقافيّاً بينهم وبين الوثنيّين، خصوصاً السامريّين. ونرى اليوم عدوانيّة مشابهة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين. سافر يسوع إلى أورشليم عبر منطقةٍ محظورة. وكانت رحمته تجاه عدم استقبال السامريّين له مثلاً مدهشاً لتلاميذه على «أحبّوا أعداءكم» (لو 9/ 51-56) ولوقا وحده يذكر هذا. يمثّل السامريّون بالنسبة إلى لوقا كلّ غير اليهود الّذين انفتحوا على رسالة يسوع ولبّوا دعوته. المثل (لو 10/25-37) - خلفيّة القصّة (آيات 25-28) أجاب يسوع، بحسب أسلوبه التعليميّ المعتاد، على سؤال معلّم الشريحة بإعادة طرح السؤال عليه. ثمّ سأل معلّم الشريعة: «مَن هو قريبي؟» وكان يريد تعريفاً أخلاقيّاً وينتظر أن تُحدَّد له الحدود. وبدأ المشهد (آية 30) يمرّ الطريق بين أورشليم وأريحا بوادي قِلت، وهو أخدود عميق متعرّج كان يعجّ بقطّاع الطرق حتّى القرن الماضي. وكما هو الحال دوماً، فإنّ قصص يسوع حقيقيّة ومأخوذة من الحياة الواقعيّة. الاختيار: الشريعة أم المحبّة؟ اختار يسوع عمداً شخصيّتين دينيّتين، الكاهن واللاوي، مرّا من هناك. كانت مشكلتهما تكمن في شريعة اللاويّين: إذا مسّ ميتاً يصبحا نجسين، ولا يجوز لهما بعد ذلك أن يقوما بواجباتهما المقدّسة في الهيكل. فتمسّكا بشريعة الطهارة وأسرعا في طريقهما، لكنّهما خالفا وصيّة التوراة في محبّة الآخرين. لقد أعطيت لحفظ الأمور الشرعويّة والدينيّة الأولويّة على القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وربّما خافوا أن يكون الجريح جزءاً من فخٍّ نصبه قطّاع الطرق. من ناحيةٍ أخرى، «أشفق» السامريّ، وفعل كما يفعل الله حين يمر، وغامر بحياته ليخلّص الآخر (ربّما كان «الضحيّة» فخّاً). يروي لوقا القصّة بشغف وبتفاصيل دقيقة. فالسامريّ لم يقدّم الإسعافات الأوّليّة وحسب، تضميد الجروح وأخذ الضحيّة إلى فندق، بل اعتنى بأمره طوال الليل ودفع للفندقيّ كي يعتني به. ما الّذي يستطيع الإنسان أن يفعله «لعدوّه؟» دخول السامريّين إلى الملكوت قبل الأبرار سأل يسوع معلّم الشريعة: «أيّ واحدٍ من هؤلاء الثلاثة كان في رأيك قريب الّذي وقع في أيدي اللصوص؟» ولن يجِب معلّم الشريعة. فأيّ إهانةٍ أشدّ من أن نقول لواحدٍ إنّ الله دعا ألدّ أعدائه كي يدخل الملكوت بالتساوي معه؟ إنّ هذه القصّة تهاجم كلّ أحكامنا الدينيّة والسياسيّة المسبقة. كانت رسالة يسوع هي مصالحة الشعب الّذي انقسم بفعل إرثه التاريخيّ والثقافيّ والسياسيّ. وقد أخبر يسوع تلاميذه بأنّه عليهم متابعة رسالته وأن ينتقلوا من الأماكن اليهوديّة الاعتياديّة إلى السامرة كمرحلة أولى من أجل نشر الإنجيل «حتّى أقاصي الأرض» (أع 1/8). دراسة الحالة الثانية: امرأة خاطئة تدهن رجلي يسوع (لو 7/36-50) خلفيّة القصّة نجد هذه القصّة في الأناجيل الأربعة. في مرقس (14/3) تدهن المرأة رأسه، علامةً على طبيعة يسوع الملكيّة، ويفسّر يسوع عملها على أنّه يخبر عن موته. في رواية لوقا، تدهن رجليه بالطيب والدموع، ويُضاف مثل المدينين ليكون في قلب القصّة، فأصبحت دراسةً للتوبة والمسامحة والنعمة الإلهيّة المقدّمة لكلّ هو مستعدّ لاستقبالها. وبدأ المشهد إذا كانت المرأة «الخاطئة» هي البطل في هذه القصّة، فالخائن هو سمعان الفرّيسيّ، وهو شخصيّة أرثوذكسيّة (ذات إيمانٍ قويم) في ذلك الزمان. لا نعلم لماذا دعا سمعان يسوع إلى الطعام، لكنّه رحّب به ببرود وأهمل غالبيّة أساسيّات عادات الضيافة وواجباتها. المثل (لو 7/36-50) - الضيف غير المدعو يسمّي لوقا المرأة «خاطئة». ويوحي شعرها غير المربوط بأنّها زانية. وأيّاً كان السبب، فإنّها لم تكن مدعوّة. ويصف لوقا بطريقةٍ تصويريّة كيف أتت من خلف يسوع باكية، فغسلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها وسكبت عليهما عطراً ثميناً. وافترض سمعان أنّه من واجب يسوع، وهو معلّم دين مثله، أن ينتبه إلى مَن يمسّه لتفادي النجاسة الطقسيّة، خصوصاً قبل تناول الطعام. وإذ لم يحجم يسوع عن الاتّصال الجسديّ بالخاطئة، ازدراه سمعان: لو كان يسوع نبيّاً لتمكّن تلقائيّاً من معرفة الحياة الشخصيّة لهذه المرأة. فالتقطه يسوع عند هذه النقطة وبدأ يروي له مثل المدينين القصير اللاذع. مثلُ المدينَين كان هناك رجلان، استلف الأوّل من دائنه خمس مئة دينار والآخر خمسين (الدينار هو أجرة عمل يومٍ واحد). وإذ لم يتمكّنا من السداد، عفاهما الدائن الطيّب من دَينهما. حينها، سأل يسوع سمعان: «أيّهما يكون أكثر حبّاً له؟» فأجاب الفرّيسيّ: «أظنّ الّذي أعفاه من الأكثر». فبدأ يسوع بعدها بالمقارنة بينه وبين هذه المرأة. فالتعليم اليهوديّ يسمّي الخطيئة غالباً دين. وفي اللغة الآراميّة، كلمة «أحبّ» تعني أيضاً «شكر». لذلك فإنّ أفعال الضيافة الّتي بدرت منها كانت علامة قويّة على شكرها لغفران خطاياها الكثيرة، واستعادتها احترامها لنفسها، ولبداية حياةٍ جديدة. بينما يشير تفكير سمعان إلى أنّ توبته ومسامحته كانت أضعف. فمحبّتها كانت البرهان (وليس الشرط) على الغفران الّذي أتت لتعبّر عنه. فحيث «لم يرَ سمعان سوى خاطئة، رأى يسوع خاطئة مغفور لها وعائدة إلى الصلاح». كنيسة شاملة لنتخيّل شجاعة هذه المرأة الّتي حضّرت نفسها لتهدم الحرمات الاجتماعيّة والدينيّة لترتمي عند قدمي يسوع! لقد عبر الله بتجسّده حواجز كهذه ليضمّنا بذراعي حبّه. على الكنيسة ألاّ تجعل الناس ينقطعون عن يسوع أو تحبسهم في بيئة طقسيّة محدّدة. إنّ القدّيس أوغسطينُس يثنينا عن وضع خطٍّ بين الّذين في الكنيسة والّذين خارجها، وهو يزيل كلّ الشروط الّتي تحدّد مَن يخلص ومَن لا يخلص. فالله الّذي يعرف قلوبنا يستطيع وحده أن يطلق هذا الحكم. ويقول القدّيس أوغسطينُس إنّ مهمّتنا هي أن نحافظ على شعلة المحبّة والنعمة مشتعلة بتوهّجٍ بأشدّ ما يمكن في مركز الكنيسة بحيث يشعّ نورها وتنتشر حرارتها حتّى الأطراف. إنّ يسوع هو ربّ الكنيسة، وعلى الكنيسة في كلّ جيلٍ أن تفتح قلبها كي تستقبل الّذين في الخارج. على أبواب الكنيسة أن تظلّ على الدوام مفتوحة إلى الخارج. لوقا وكنيسة اليوم يتعرّض بعض المسيحيّين على الدوام إلى خطر أن يتحوّلوا إلى «أهل الكتاب» الّذين يعتبرون الكلمة الأخيرة موجودة في الكتاب المقدّس لا في شخص يسوع، كلمة الله المتجسِّد وسيّد الكتب المقدّسة. وكذلك يتعرّض مسيحيّون آخرون إلى خطر أن يجعلوا الكنيسة، كمؤسّسة لها قوانينها وطقوسها، السلطة النهائيّة لهم بدل المسيح ربّ الكنيسة «وحجر الزاوية ... الّذي به يتماسك البناء كلّه» (أف 2/20-21). إنّ مثل السامري الصالح ولقاء يسوع مع المرأة في أثناء تناول الطعام يشيرا إلى خطر خلط الإيمان بالنمطيّة «لتصحيح» المعتقدات والممارسات، وجعل الدين يولّد الشرعويّة. فالمحافظة على القوانين ليس كافياً بالنسبة إلى المسيحيّين، لأنّ الشريعة تسامت بفعل النعمة، والكلمة الأخيرة الآن هي مع يسوع المسيح. |
||||