12 - 04 - 2013, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 2911 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر القيامة
تحتفل الخليقة بأجمعها، المنظورة وغير المنظورة، بعيد قيامة السيد، وهدفها أجمع أن تشارك بتجسد الكلمة ابن الله، ومن التجسد للاشتراك بالقيامة، وهكذا تتم غلبة العدو الكبير أي الموت. القيامة هي غاية كل الخليقة، وكي يشترك الإنسان فيها حقيقةً عليه أن يشترك في حياة المسيح وصولاً إلى قيامته المجيدة. كيف انتصر السيد المسيح على الموت والجحيم كإنسان؟ كيف حوله إلى حياة أبدية؟ كيف تحول الظلام إلى نور؟ كيف تحول الألم إلى فرح؟ كيف خَلُص الإنسان، المسبي من الخطيئة، وصعد إلى السماء؟ كلّه بالقيامة. كل ذلك تم بقوة، لأن المسيح الإله الإنسان بقي بلا خطيئة، وكل قوته وجدت في كونه بلا خطيئة وفي ثقته وطاعته لله الآب، وحتى في لحظة الموت قَبِلَ إرادة الله الآب، وبهذا الموت المحيي الذي تم “بموت الصليب” أدان الخطيئة بجسده وداس الموت بالموت. فتح لنا المسيح بقيامته طريق الحياة الأبدية ولكل واحد منا، لذرية آدم، وهذا يمكن أن يحدث لكل منا إن صار طريق الرب طريقنا، وإن لم يحدث هذا فلن نكون من أهل القيامة ولن نصبح بالنعمة قديسين وسيتمجد مع يسوع كل هؤلاء الذين تعبوا وجاهدوا وتخلصوا من أهوائهم المسببة للخطيئة فالموت، وعاشوا القيامة الأولى على الأرض أي بالتوبة التي هي قيامة النفس من عبودية الخطيئة. اللهم، اجعلنا من أبناء قيامتك، انزع من نفوسنا أشواك الكبرياء والنميمة والكره، ارفعنا فوق صليبك فنتذوق لذة المحبة ونعي ما هو غفرانك وما الحرية فيك. |
||||
12 - 04 - 2013, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 2912 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح قام…
تُعيّد الخليقة اليوم بأجمعها لاشتراكها بنور القيامة، عاكسة هذا النور من صورتها، أما المؤمنون فيعملوا على نقل هذا النور إلى منازلهم، الكنيسة الصغيرة، هذا النور هو المسيح القائم، “نور العالم”، فدعونا ندخل إلى هذا الفرح جميعاً، فرح القيامة، لأن السيد “كريم جوّاد، يقبل الأخير مثل الأول، …، يرحم الأخير ويُرضي الأول، يُعطي ذاك ويهب هذا. يقبل الأعمال ويُسّر بالنية. يُكرّم الفعل ويمدح النيَّة” (عظة الفصح للقديس يوحنا الذهبي الفم). وهكذا نعرف سرّ الحياة في المسيح بأنه داس الجحيم وغلب الموت. نور القيامة لعل ما يخفيه الغد سيجعلنا ننسى هذه الأيام المباركة، لأن نور القيامة الذي حملناه معنا ناقلينَ إياه ليدخل حياتنا أبقيناه ممزوجاً بآلام حياتنا وأتعابها، الموت هُزم، بقيامة المسيح، ومازلنا مصرّين أن نحمله بأيدينا لتكون حياتنا ممتلئة برائحة الموت وأتعاب كثيرة، المسيح غلب الموت وأعطانا هذه الإمكانية، فلماذا نصّر أن نبقي حياتنا ممتلئة بأفكار الموت لا الحياة؟ أيُّ تعبٍ نتعرض له فلنضربه بالقيامة ليزول ولنتركه معلّقاً على صليب المسيح ليغلبه السيد بقيامته وبغلبته للموت، فمع نور القيامة سينجلي أي ظلام أو ألم. فصحنا في فصحنا الخاص نتذكر تضحية كلمة الله الإله المتجسد على الجلجلة، المسيح هو حمل الله الذي تحدث عنه أشعياء النبي قديماً (أشعياء 53)، والمسيح بصلبه يموت عن خطايانا، والكنيسة في كل قداس إلهي بعد الاستحالة تقدم المسيح للمؤمنين “لمغفرة الخطايا ولحياة أبدية” وهذا هو الفصح الشخصي. أتمنى لكم فصحاً مجيداً ملؤه فرح قيامة السيد منيراً حياتكم بنور هذه القيامة لأن بواسطة هذا النور والفرح نعرف محبة الخليقة وبالتالي القيامة الحقيقية. المسيح قام… حقاً قام |
||||
12 - 04 - 2013, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 2913 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الشعانين “أوصنا مبارك الآتي باسم الرب” منذ بداية الصوم الأربعيني ونحن نجاهد للوصول إلى نقاوة الذهن والقلب بالصوم والصلاة وبمشاركتنا بسر الشكر الإلهي، ولكن غايتنا ليست هذه فقط، بل يجب أن تقودنا هذه الفترة للاشتراك بموت الصليب والقيامة.القيامة العامة قيامة لعازر هي صورة مسبقة لقيامة المسيح، وكرّست الكنيسة منذ البداية يوم السبت تذكاراً لكل الموتى، لكن هذا اليوم، سبت لعازر، يُحتفل به كيوم قيامة، كي تجهّزنا، قيامة لعازر، لفهم قيامة المسيح من بين الأموات وغلبته للعدو أي الجحيم. يمثل لعازر بشخصه كل إنسان، وتعتبر بيت عنيا، حيث بيت لعازر، مكان سُكنى كل إنسان أي المسكونة أجمع. لنتبع المسيح نحو أورشليم حتى وصوله لقبر لعازر ولنسمع منه الكلام القوي المؤثر: “لعازر هلّم خارجاً”، عندها نفهم الآن أن لعازر قام بقوة الله وبسبب محبته للبشر، لأنه بالمحبة يمكننا غلبة الموت، الله محبة والمحبة هي الحياة “المسيح هو الحق وفرح الكل والنور والحياة وقيامة العالم” (قنداق سبت لعازر). مباركٌ الآتي تُصوّر لنا أيقونة الشعانين السيد المسيح راكباً على “جحش ابن أتان” يمشي على سعف النخل والزيتون والأزهار كي يدخل إلى الآلام الطوعية، وبدخوله هذا نصل إلى أسبوع الآلام، فالأيام القادمة هي مقدّسة لأن لها هدفاً محدداً وهو أن تعلّمنا الهدف الأخروي للفصح، كلُّنا نعتبر الأسبوع العظيم جزء من الحياة في الفردوس، والفصح عبوراً إلى ملكوت الله الأبدي الذي بدأ بدخول السيد إلى الآلام طوعاً، فالأيام التي سنعيشها في الأسبوع العظيم ليست كي نتذكرها كذكرى بل لنعيشها فهي تحدث حقيقة. “اليوم…” ما المقصود بمعنى “اليوم”؟ بالتأكيد يمكن تطبيقها على أمور حدثت بالماضي ونعيشها كأنها وقعت اليوم، وتلعب الكنيسة دور قوة لهذه الذاكرة والتي تحول الأحداث الماضية إلى حقائق أبدية دهرية، فيتوقف الزمن عن شكله كحاضر ومستقبل ونحياه كحاضر مستمر لا يتوقف “إن هذا اليوم الحاضر قد يشرق للعالم الآلام الموقرة كأنوار مخلصة” (الكاثسما الأولى سحر الاثنين العظيم). هذا التدبير الإلهي نحياه بالكامل في القداس الإلهي: “ونحن بما أننا ذاكرون هذه الوصية الخلاصيّة وكل ما جرى من أجلنا… والمجيء الثاني المجيد” (قداس القديس يوحنا الذهبي الفم). في هذا اليوم مساءً سندخل في الزمن الليتورجي للأسبوع العظيم. “ها هو ذا الختن..” كل البشرية بأشكالها مدعوة للدخول، الخاطئة والشريرة والتي بلا رجاء. نؤمن وننتظر القيامة، موت المسيح جعل الموت لا حول له، وننتظره بفرح ورجاء. عندما نتعمّد على اسم الثالوث فنحن نتعمّد بموت المسيح ومن تلك اللحظة نشترك بحياته عند خروجه من القبر، وبالمشاركة في جسد المسيح ودمه، غذاء الأبدية، نشترك بالحياة الأبدية. دخل المسيح إلى قلوبنا كي يلدنا من جديد ويُقيمنا من الموت، محبته هي السبب الوحيد لخلق الإنسان من العدم وعلى صورته. ومحبته هذه تمر عبر صلبه وموته لتتحول إلى القيامة، فلنتوجه نحوه باقين بقرب صليبه ولنحمل صليبنا لنعيّد لقيامته وقيامتنا أيضاً. |
||||
13 - 04 - 2013, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 2914 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تنظروا الى التجربة بعين اليأس
احِبّائِى..اعْلَم ان كَثِيْرِيْن مِنْكُم يَلُوْمُنِى وَلَعَل بَعْضَكُم يَنْظُر لِى نَظَرَات عِتَاب قَاسَى.. تَفْتَكِرُون انّى تَرَكْتُكُم..نَسِيْتُكُم وَلَكِن لَا ..لَا يَا ابْنَائِى... فَحُبِّى لَكُم اكْبَر وَاعْظَم مِن ان اسَبِّب لَكُم الْم او حُزْن ... فَكَيْف لِى ان اقُوْم بِهَذَا وَانَا احَبَّكُم.. وُارِيْد ان اقُوْل ان مَن يُحِب لَا يَتَأَلَّم.. انْظُرُوَا الِى عَلَى الْصُّلْيب فِى قِمّة الَّمَى كَانَت سَعَادَتِى.. لِان بِتَحملى مَسَامِير يَدَى فُتِحَت لَكُم احْضَانّى الى الابَد ابْنَائِى..لِمَ تَنْظُرُوْن الى التجربة وَالَالَم عَلَى انَّه عَلَامَة نُقْصَان مَحَبَّتِى او فُقْدَان سَعَادَتَكُم الَا تَعْلَمُوَا انَّنِى ان لَم امُنُحُكُم الْسَّعَادَه لَكَان عَلَيْكُم ان تُتكَبُدُوا احْزَان وَالِّم اقْسَى؟؟ لا تنظروا الى التجربة بعين الْيَأْس.. بَل بِالْعَكْس فأَخْوتِكُم الَّذِيْن سَافَرُوَا الى سُعَدَاء هُنَا مَعِى وَقَد نَالُو اكَالِيْل الْشَّهَادَه..وَعَادُوْا الى بَيْتِهِم وَانْتُم هُنَا يَا مَن تَقُوْلُوْا انّى نَسِيْتُكُم انّى اسْعَى لِان اكْبَر اكْلِيْلَكُم.. لِان اتْمِم جِهَادَكُم |
||||
13 - 04 - 2013, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 2915 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لحظة ضعف
اسمعك تقول .. ان نسيت الام الرضيع فانا لا انساك الى متى تحجب وجهك عني ؟ الى متى يرتفع عدوي علي ؟ اراك تُلطم .. وانت خالق البشر يُبصق عليك .. وانت لم ترفض احد تُجلد .. وانت فتيلة مدخنة لم تطفئ وقصبة مرضوضة لم تكسر تُلبس إكليل شوك .. وانت مانح الحياة والشفاء للجميع تُصلب وتموت .. وانت ملك الملوك ورب الارباب اسمعك تقول تعالوا اليا يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم . أرى طريقك من بعيد وكأن هناك حاجز بيني وبينك حاجز بنيته انا بيديَّ كل ما ترفع انت منه حجرا .. اضع انا بدلا منه عشرة وكأنه لا أمـل اااااه يــــــــاربــي اشعر بثقل هذا العالم كله فوق راسي وحدى ضاع المهرب مني وليـس مــــــن يسـأل عن نفسي اريد ان ارتمي في حضنك وأبكي ولكن حتى الدموع لا اجدها وكأنها آبت ان تخرج أبت ان تريحيني ولو قليلا فأين المخرج . أين الـراحـة ؟؟ إن كانت بعيدة عنك ولكن ثقتي فيك يا يسوع حبيبي .. يامن بجلدته شفينا يامن تجرح ولكن تعصب يامن يسحق..ويداه تشفيان بيده الحنينه يمسح دمعى لانك مريح النفوس المتعبه امين. |
||||
13 - 04 - 2013, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 2916 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
راجع ليك يا الهى بكل ذنوبى
اشكرك يا رب لانك سترتنا واخفيت اخطأنا عن من نحب لوكانوا عرفوا ما بنا ما احتملونا وما بقوا معنا كل هذا الزمان ان كنت اخجل من ذاتى فكم وكم ان عرف من حولى سقطاتى نشكرك الهى من اجل محبتك وسترك لنا راجع ليك يا الهى بكل حمولى واتعابى راجع ليك يا الهى بكل ذنوبى واثامى راجع ليك يا الهى ودموعى تغسلنى وتملانى امان لانك رجائى راجع ليك يا الهى وواثق ان ليا مكان راجع ليك يا الهى مثل رضيع لامه |
||||
13 - 04 - 2013, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 2917 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوحنا السلمي
الحياة النسكية “هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة” تقيم الكنيسة في الأحد الرابع من الصوم تذكاراً للقديس يوحنا السلمي، كاتب سلم الفضائل، الذي تشكل حياته النسكية عقبة لحياة الإنسان المعاصر، إذ كيف يمكن لإنسان أن يتحمّل حياةً كلُّها صوم وجهادات نسكية؟ هذه صعوبة كبيرة تعترض الإنسان المعاصر فيرفضها هروباً منها. لكن بالنهاية بواسطتها يتمكن الإنسان المؤمن أن يقتني نعمة الروح القدس. الحياة النسكية ليست إلا تجاوز للأنا وتطبيق لوصايا الله والحياة بالمسيح. الحياة الأرثوذكسية هي نسكية. الكلام بأن النسك لا يمكنه أن يفيد الإنسان المعاصر ليس صحيح بسببين: الأول، في التعليم الأرثوذكسي لا يوجد فرق بين حياة الراهب والعلماني أو متزوج وأعذب وإنما الفرق موجود بين أناس يملكون الروح القدس أو لا يملكون. ثانياً، لأن نوعية الحياة الموجودة في الكتاب المقدس وكما عاشها الآباء القديسون هي نسكية فالدعوات “ادخلوا من الطريق الضيق”، “ملكوت السموات يغتصب اغتصاباً”، “أميتوا أعضاءكم الأرضية”، هي للجميع بدون تحديد أشخاص أو طريقة عيشهم أو مكان سكناهم بل هي موجهة لكل إنسان معمّد “على اسم الثالوث”، فبالتالي الحياة النسكية مفيدة للخلاص و هي طريق مشترك للجميع. النسك هدف أم وسيلة؟ بما أن الكمال لا يمكن تحقيقه بعمل أو محاولات بشرية بل هو هبة من الروح القدس، لذلك لا يمكن اعتبار أي جهاد أو تعب روحي هدف ولكن وسيلة للحصول على هذه الهبة. فالجهاد في الكنيسة الأرثوذكسية ليس حالة عقيمة بلا فائدة أو وضع نفسي أو انحراف عن الحياة الطبيعية للإنسان إنما هو محبة وتواضع وطاعة للكنيسة. واقع الإنسان المعاصر يُبعده عن الفهم الصحيح للنسك والجهاد، بسبب كثرة الملذات، وهذا أحياناً يصيب حياة بعض الرهبان فيبتعدوا عن عيش الحياة النسكية المطلوبة منهم. لذلك، وعبر التاريخ، تضع الكنيسة تمارين وتدريبات جهادية هي حياة القديسين لنتعلم منهم الطرق الجهادية وأساليبها لتساعدنا على تحويل الرغبات البشرية إلى الإرادة الإلهية، وتقويتنا على معرفة ضعفنا وغلبته. حفظ وصايا الله هو ما يجب أن يميز الإنسان المسيحي وهو هدفه. وبدون حفظ هذه الوصايا وعيشها بتعب وجهاد لن نستطيع تنظيف ذواتنا من الخطيئة ولا أن نقدّسها بالمسيح. هناك البعض يظنون أنهم يعيشون بشكل صحيح رغم أنهم لا يصونوا وصايا الله، وآخرون يصونوها منتظرين الأجر من الله، لكن كلُّهم مخطئون وخارج الحقيقة، لأننا نتعب مجاهدين لنصون وصايا الله دون هدف الأجر لكن بهدف حب الله وهو بحبه هذا سيغدق علينا خلاصه، فملكوت السموات ليس أجر نأخذه بعد تعب ما ولكن هبة محبة الله. كما نكرّم القديسين كذلك علينا أن نكرّم طريقة حياتهم ولنتعلم منها محبة الله. ولنتعلم اليوم من حياة القديس يوحنا السلمي أن الارتقاء في الحياة الروحية للوصول إلى اقتناء مواهب الروح القدس يحتاج إلى جهاد مستمر وتعب، فالصوم والصلاة والتعب الروحي سببه محبة المسيح وهدفه اقتناء الروح القدس. |
||||
13 - 04 - 2013, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 2918 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
زمن صعب نعيش، يا إخوة، في زمن صعب نحتاج فيه إلى المعونة الإلهية كي نعبره بسلام. يقول الكثيرون أن النهاية قَرُبَت فالقلاقل والحروب تزداد، ومن أهم علامات النهاية هذه هي ضعف الإيمان وازدياد الهرطقة، أي ازدياد قوة الشيطان. ضَربُ الإيمان بوجود الله هدف كبير للشيطان لإضعاف الكنيسة والمسيحية، وهذا ما يسمى بالإلحاد، أما الإلحاد اليوم فهو مختلف عن ما سبق، أي الإيمان بوجود الله ولكن مع إبقائه في السماء بعيداً عن الأرض حيث يعيش الملحد فيها كما يشاء. إذا نظرنا من حولنا وتساءلنا: هل يمكن أن تنمو الساعة التي في يد الإنسان هكذا لوحدها؟ هل يمكن للبيت الذي نسكن فيه أن يوجد من ذاته؟ هل يمكن للسيارة التي نملك أن تظهر من ذاتها؟ طبعاً لا، إذ لا بد من صانع لها،. وعندما يكون الجواب نعم عندها يمكن القول أن الكون خُلق صدفة أو من ذاته بدون الله. وكما أن للساعة والبيت والسيارة …الخ صانع كذلك للكون خالق وهو الله. ولكن من هو الله؟ كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي “الله محبة” ظهرت محبته للإنسان عندما تجسد ابنه لخلاص البشر، ويحزن الله عندما يرى الإنسان مبتعداً عنه، كان بإمكانه معاقبته ولكن بدل ذلك أرسل ابنه الوحيد إلى العالم آخذاً جسداً من مريم العذراء لخلاصنا. ابتدأ الخلاص من يوم البشارة عندما أرسل الله الملاك جبرائيل يبشر العذراء بولادة الابن بالجسد لخلاص العالم. فنادها الملاك قائلاً “افرحي”، وما يلفت النظر في الدور الرابع: “افرحي يا من بها يقوم الظفر، افرحي يا من بها تسقط الأعداء”، أي بشفاعة العذراء نستطيع غلبة الأعداء أي الشيطان، وهنا لنتصور مقدار النعمة التي أعطاها الله للعذراء حتى تساعدنا في حماية إيماننا وتقويته. يسأل بعض الملحدون أو قليلو الإيمان: بعض التراتيل وخاصة “إني أنا عبدك…” كتبت منذ سنة 626م فلماذا أعود الآن وأرتلها فهي لذاك العصر؟ مريم العذراء، التي نتوجه لها بالترتيل، لم تمت وهي في ملكوت السموات تسمع صوت المتضرعين لها كي تتشفع أمام السيد ليحميهم ويقيهم من كل شرّ، أما أزمات وحاجات المؤمنين فهي دائماً موجودة ما دام الشرير مستمراً في محاربتهم. مجمل مقاطع أبيات المديح تُركز على مديح والدة الإله وطلب الشفاعة والحماية لأنها سور حماية “إنك يا عذراء يا والدة الإله سورٌ للعذارى ولكل المبادرين نحوك”، يقول البعض كيف تحمي العذراء ومتى فعلت هذا؟، هذا أمر ضخم لتعداده والتحدث بقصصه، لأنه يوجد عندنا الكثير من القصص والعجائب على مباركة العذراء لحياتنا، هي تحمينا بشفاعتها عند ابنها الذي أَخَصّها بمكانة رفيعة في ملكوت السموات. ما أريد الحديث عنه هو كيف يستطيع المؤمن جعل طلبه مسموعاً أكثر عند والدة الإله؟ طبعاً الأمر مرتبط بطريقة الصلاة، وذلك بأن لا تكون ذات طابع أناني، أي لماذا أتذكر العذراء وقت الحاجة؟، هذا جميل ولكن ليكون بداية تواصل مستمر معها، هذا الاتصال يغذيه مقدار جدية المؤمن في جعل إيمانه حقيقة معاشة لا كلام سطحي تتحكم فيه الحاجات البشرية. للوصول لهذه الحالة من الإيمان على الإنسان أن يبقى ملتصق بالكنيسة والصلاة والمناولة المقدسة وممارسة الأسرار والسعي للتطهر من الخطيئة بالاعتراف والتنقية من الأهواء عندها يصبح كلامه مسموعاً وطلباته الروحية مستجابة وسريعاً ويصبح تواصله مستمراً فيصرخ هللويا من أعماق قلبه شاكراً ومسبّحاً: “تقبلي هذا القربان وأنقذي الكل من جميع المصائب وخلصي من العقوبة المزمعة الهاتفين نحوك: هللويا”. |
||||
13 - 04 - 2013, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 2919 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد السجود للصليب
“من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلّصها” “من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”، من وراء هذه الكلمات يدعونا السيد إلى الحرية. الحرية من عبودية ذاتنا وأهوائنا وكبريائنا. على الإنسان أن يتعب جداً للحصول على الغنى الروحي، فالبعض يبتعد عن الزنى أو السرقة أو الجشع أو أي شيء سيء، فيظنون أنهم بذلك يرتاحون، ولكنهم لم يعالجوا أسباب الخطيئة فيبقى في داخلهم مثلاً الكبرياء الذي يخرج منه الكثير من الخطايا. شاهد أحد الإخوة المصلّين رؤية بأن قوة سماوية نقلته نحو السماء وشاهد أورشليم السماوية ببهائها الغير الموصوف، ولكن في الوقت ذاته شعر بعزة نفس وكبرياء بما شاهد فسقط في وادي شديد الظلام والسوء. المهم أن نذهب وراء الخطيئة إلى الأهواء لننزعها حتى نشفى.محاربة الذات كيف يمكن للواحد منا أن يحارب ذاته؟ الجواب سهل وواضح، يمكننا أن نحارب أنفسنا عندما نرفض طلباتها ورغباتها الصغيرة ثم الكبيرة. ينصح الآباء القديسون أن نبدأ بالأمور الصغيرة ولا نهملها، يقول القديس أفرام السرياني: “كيف يمكننا إطفاء النار الكبيرة ونحن لا نستطيع إطفاء الصغيرة؟، أتريد أن تتخلص من الأهواء الكبيرة؟ تعلّم أن تتغلب على الصغير منها”. أنواع البشر هناك ثلاثة أنواع من البشر: الجسدانيون، الذين يريدون أن يحيوا راضين ذواتهم ولو اضطرهم الأمر أن يؤذوا الآخرين، النفسانيون، الذين يريدون أن يحيوا من أجل ذواتهم ومن أجل الآخرين، الروحانيون، الذين يريدون أن يعيشوا كما يشاء الله ولو كان هذا متعباً. الفئة الأولى هي أدنى من مستوى الإنسان الطبيعي، أما الفئة الثانية فتشمل الناس العاديون، أما الفئة الثالثة فتشمل الناس الفوق الطبيعة، أي حياتهم من حياة المسيح الممتلئة صلباناً وأتعاباً. صليب المسيح الصليب هو رأس الحكمة البشرية من لله، التي تخلص العالم من اليأس والجهل والتمزّق والخصام. عندما أرتفع السيد على الصليب صلب خطايانا وأصنامنا، شفانا من ضعفنا ومن أهوائنا، أنار ظلمتنا، علّمنا رفض الخطيئة الذي به سنسلك طريق الحرية. كلام السيد اليوم ليس إلا دعوة شخصية، لنفكر بها ولنرفع صليبنا مرتلين: “صليبك يا سيد، أعطى الحياة والقيامة لشعبك”. أما الرافضين لرفع الصليب فلن يستطيعوا الهرب من عبودية الأهواء والفساد الجسدي. “لان من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياةً أبديةً” (غلا8:6)، “لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون” (رو13:8). |
||||
13 - 04 - 2013, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 2920 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“افرحي يا شجرة لذيذة الثمر يغتذي منها المؤمنون” اليوم، يا إخوة، وصلنا إلى الدور الثالث من المديح، أبيات المديح هي شعر كنسي روحي رائع، وهو مهم لسببين: الأول أن أهميته استمرت لسنوات طويلة وما زال يُردد حتى يومنا هذا، أما الشعر العالمي فتختلف أهميته من زمن لآخر فالشعر الذي كُتب منذ خمسين سنة لا يردده أناس اليوم إلا في ما نَدَر فكيف تكون الأشعار التي كُتبت منذ أكثر من ألف سنة؟، الثاني يعود لفحواه ومضمونه، فالموضوع الأساسي في المديح هو تدبير الله الخلاصي بتجسد ابنه، الشخص الثاني من الثالوث القدوس، من مريم عذراء. أبيات المديح هي تكرار للصورة الأولى في حدث لقاء العذراء بالملاك المبشر في الناصرة، فجاء حاملاً بشارة الفرح، وكل بيت شعري من افرحي لهو موضوع بذاته، سأكتفي اليوم بالحديث عن “افرحي يا شجرة لذيذة الثمر يغتذي منها المؤمنون”يستخدم ناظم التسبيح صورة الشجرة لهدف معين، نحن نعرف أنه بالعالم يوجد نوعين من الأشجار، الأول الطبيعي المنظور المخلوق من الله الذي نستظل به ونأكل من ثمره ونستخدم خشبه في التدفئة وينقي الأجواء من الكربون ليعطي الأوكسجين الضروري للحياة أما جذوره فهي تثبت التراب وتغذي أغصان الشجر وأوراقه وثماره، والثاني، الشجرة الروحية هي الإنسان ولكن جذورها ليست في الأرض بل في السماء، هي جذور للحياة الأبدية تعطي أعمال صالحة، هذه الجذور هي السيد المسيح التي نقول عنها في أرمس كاطافاسيات الميلاد “أيها المسيح المسبح لقد خرج قضيبٌ من أصل يسَّى” وحيث ترى هذه الجذور ترى ثماراً صالحة وفضائل يقول بولس الرسول عن هذه الثمار: “وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف” (غلا 22:5-23). المسيحيون هم أشجار مثمرة، بستان هذه الأشجار هو الكنيسة، لأنها ممتلئة بأشجار كثيرة مثمرة ولكننا نرى في وسطها شجرة كبيرة ورائعة هي والدة الإله، يشبه ناظم التسبيح مريم العذراء بشجرة مزروعة وسط الفردوس “افرحي يا شجرة لذيذة الثمر، يغتذي منها المؤمنون” فكلمة افرحي لأن منها أتى الثمر الثمين، المسيح، “الخبز السماوي وغذاء العالم كله” (صلاة التقدمة، التهيئة قبل القداس). لنتساءل الآن: هل أنا شجرة مثمرة؟ وليفحص كل واحد ذاته، هل المحبة موجودة؟ طبعاً لا في حال وجود البغض والكراهية والأنانية والخصومات. هل السلام موجود؟ طبعاً لا في حال وجود حروب واضطرابات ونزاعات. هل الفرح موجود؟ طبعاً لا في حال وجود اضطراب وخوف وقلق. هل العفة والتواضع والصبر موجودون؟ طبعاً لا في حال وجود عدم الانتباه على الذات وضبط الأهواء. إذاً هل نحن شجر بلا ثمر؟ نعم مادمنا لا نفعل سوى الشر والبغض والتكبر. الأشجار الطبيعية تأتي بثمر، أما نحن فبأي ثمر نأتي؟؟ لنرى ماذا يطلب يوحنا المعمدان من الفريسيين “اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة” (متى 8:3) والشجر الذي لا يأتي بثمار سيعاقب وسيلقى بالنار “فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار” (متى 10:3). فلنصلي لوالدة الإله متضرعين وصارخين لتتشفع بنا و تساعدنا بأن نكون أشجاراً مثمرة، مستعطفة ابنها الوحيد يسوع المسيح أن يرحمنا. |
||||