منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14 - 09 - 2020, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 29111 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




انجيل القديس لوقا 10 / 25 – 37 ” وقامَ أحَدُ عُلَماءِ الشَّريعةِ، فقالَ لَهُ ليُحرِجَهُ يا مُعَلِّمُ، ماذا أعمَلُ حتى أرِثَ الحياةَ الأبدِيَّةَ فأجابَهُ يَسوعُ ماذا تَقولُ الشَّريعةُ وكيفَ تُفسِّرُهُ .فقالَ الرَّجُلُ أحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وبِكُلِّ نَفسِكَ، وبِكُلِّ قُوَّتِكَ، وبِكُلِّ فِكرِكَ، وأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ. فقالَ لَهُ يَسوعُ بالصَّوابِ أجبتَ. ا‏عمَلْ هذا فتَحيا. فأرادَ مُعلِّمُ الشَّريعَةِ أنْ يُبرِّرَ نَفسَهُ، فقالَ لِـيَسوعَ ومَنْ هوَ قَريبـي ؟ فأجابَهُ يَسوعُ كانَ رَجُلّ نازِلاً مِنْ أُورُشليمَ إلى أريحا، فوقَعَ بأيدي اللُّصوصِ، فعَرَّوهُ وضَرَبوهُ، ثُمَّ تَرَكوهُ بَينَ حيٍّ ومَيْتٍ. وا‏تَّفَقَ أنَّ كاهِنًا نزَلَ في تلِكَ الطَّريقِ، فلمَّا رآهُ مالَ عَنهُ ومَشى في طريقِهِ. وكذلِكَ أحَدُ اللاّويّـينَ، جاءَ المكانَ فرَآهُ فمالَ عَنهُ ومَشى في طريقِهِ. ولكِنَّ سامِريّا مُسافِرًا مَرَّ بِهِ، فلمَّا رَآهُ أشْفَقَ علَيهِ. فدَنا مِنهُ وسكَبَ زَيتًا وخَمرًا على جِراحِهِ وضَمَّدَها، ثُمَّ حَمَلهُ على دابَّتِهِ وجاءَ بِهِ إلى فُندُق وا‏عتَنى بأمرِهِ. وفي الغَدِ أخرَجَ السامِريُّ دينارَينِ، ودَفعَهُما إلى صاحِبِ الفُندُقِ وقالَ لَهُ ا‏عتَنِ بأمرِهِ، ومَهما أنفَقْتَ زيادَةً على ذلِكَ أُوفيكَ عِندَ عودَتي. فأيُّ واحدٍ مِنْ هَؤلاءِ الثلاثةِ كانَ في رأيِكَ قريبَ الذي وقَعَ بأيدي اللُصوصِ. فأجابَهُ مُعَلِّمُ الشَّريعةِ الذي عامَلَهُ بالرَحمَةِ. فقالَ لَهُ يَسوعُ ا‏ذهَبْ أنتَ وا‏عمَلْ مِثلَهُ.

التأمل: “وأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ…”
يقول أوريجانوس أن:
الإنسان النازل يمثِّل البشرية…
وأورشليم تمثِّل الفردوس…
وأريحا هي العالم…

واللصوص هم القوَّة العدوانيَّة…
الكاهن يمثل الناموس…
واللاوي يمثل الأنبياء…
والسامري هو المسيح…
الجراحات هي العصيان…

والدابة ترمز الى جسد المسيح الذي يحمل آلامنا…
والفندق المفتوح لكل من يريد الدخول فيه هو الكنيسة…
والديناران يمثِّلان الآب والابن…
وصاحب الفندق هو رئيس الكنيسة الذي يدبِّرها…
ووعد السامري بالعودة هو تصوُّر لمجيء المسيح الثاني…

يكشف لنا إنجيل اليوم حقيقة الانسان الجريح نتيجة وجوده في العالم ليس إلا. كل إنسان هو جريح في مكانٍ ما. كل إنسان يشعر في وقتٍ ما أنه ملقى على الارض، معرّى من كرامته، معتدى عليه، مسلوب الإرادة، متروك للقدر حتى يلاقي الموت في ساعة التخلي، أو يلتقي بسامري يطيّب جراحه بزيت اللطافة والرحمة، ويطهرها بخمر التأديب الأبوي الحاني..
هذا الانسان الجريح الذي هو “كلنا” وليس البعض منا، لا تشفيه البيانات والاستنكارات والتنظير عن بعد بل المبادرة الفورية الى تضميد جراحه، ونقله الى المكان الذي يؤمن له الراحة أي الكنيسة المفتوحة لاستقبال الجميع دون استثناء..
كلنا قد يسأل: “ماذا أعمل؟” إما للتهرب من المسؤولية، أو الشعور بالعجز، أو الشعور بالاحباط أو الفراغ… لكن لا أحد منا قادرٌ أن يكون سامرياً صالحاً ما لم ينال من أبي المراحم شبعاً من الرحمة يفيض بها على غيره،لن يتمتَّع أحد بالشبع من الرحمة ما لم يقبل السيِّد المسيح نفسه بكونه ملء الحياة ومصدرها وواهبها لكل من يطلبها..
“تُرى من نزل من السماء إلا الذي صعد إلى السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء (يو 3: 13)”؟ “هذا الذي رأى الإنسان بين حيّ وميِّت، لم يستطع أحد أشقَّائه أن يشفيه…
فاقترب منه بقبوله الآلام معنا واقترابه منَّا وسكب رحمته علينا، فصار قريبنا”(أوريجانوس).
ضمِّد جراحنا يا رب واستر برحمتك ضعفنا، لأن الخطيئة أفقدتنا السلام الداخلي والفرح وتحولت حياتنا إلى أحزانٍ ومآسٍ تجدد نفسها.أيها الطبيب السماوي يا قريب المتألمين والمسحوقين رد لنا بهجة الحياة. آمين



 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 29112 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ظهور مريمي رسالة من لورد


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لورد أو شارع باك أو بونمان أو بالفوازان أو لا ساليت: هذه هي أسماء المزارات التي بُنيت في مواقع الظهورات المريمية. لكن ما هي الرسائل التي بعثت بها مريم العذراء هناك؟ تدعوكم أليتيا إلى فهم معانيها العميقة. اليوم، نبدأ برسالة لورد.


“أنا الحبل بلا دنس“. في 25 آذار 1858، أي يوم الظهور السادس عشر، كشفت مريم بهذه الكلمات عن اسمها لبرناديت، بعد أن سألتها عنه في مناسبات عدة. من خلال الكشف عن هذا الاسم، أكّدت مريم العقيدة التي أعلنها البابا بيوس التاسع قبل أربع سنوات. لكن هذا الاسم هو أكثر من مجرد اسم لقب، فهو تتويج للظهورات الثمانية عشر التي مُنحت لبرناديت بين 11 شباط و16 تموز 1858 مع مهمّة. إن مريم الطاهرة هي امرأة مستعدة تمامًا لعمل الله فيها.

حبلت بلا دنس، ولا تظهر أي عائق أمام القوة المحوِّلة للمحبة. وبالتالي، هي أمّنا وأختنا في هذه الرحلة البشرية القاسية أحيانًا، ومثالنا في الاصغاء إلى الكلمة المتجسدة. وتتمثل مهمتها في نقل محبة الله إلى الجميع دون عوائق، ونحن نتلقّى هذه المهمة أيضًا؛ فمن خلال نعمة المعمودية، يمنحنا الله الخلاص الذي وعدنا به، والله يفي دائمًا بوعوده.



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

روح العنصرة

إن لورد هو مكان اللقاء، ورسالة لورد تتحدث عن اللقاء والأخّوة. في البداية، حدث لق13اء في مسابييل، لكن اللقاءات مستمرة حتى اليوم، لأن لورد لا تتمثل بمريم فقط، بل ببرناديت أيضًا؛ فهو لقاء مع امرأتين. اليوم، بات اللقاء بين المرضى والطاقم الطبي، وبين الأجيال، وبين رجال الدين والعلمانيين، وبين الأمم والثقافات، بحيث تتحول بابل دائمًا إلى روح العنصرة.

يأخذ هذا اللقاء بُعدًا مهمًا: وهو الرحمة. إنها من أجمل مشاعر الإنسان ورمز الله. في سفر الخروج، قال الله لموسى: إنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ (خر 3:7). هنا، تتجلى رحمة الله في الاهتمام بالأصغر والأضعف. تحدثت مريم إلى برناديت بلهجة البيغورديين، ما يعني أن كل شخص يمكنه سماع مريم ورسالتها في ثقافته الخاصة، إذ لا يتعلق الأمر بالترجمة، بل بالثقافة. ماذا تعني لورد بالنسبة إلى تاميلي أو كوري أو إيطالي أو كونغولي؟ إنه تحدٍّ نواجهه كل يوم.

إن وجود قساوسة من جنسيات ومجتمعات دينية مختلفة ومن قارات عدة هو علامة على عالمية رسالة لورد، بالإضافة إلى تنوع أصول الحج. أعتقد أن رسالة لورد لا تزال نبوية حتى هذا اليوم، ما يعني أن هذه الرسالة تخبرنا عن الله وأن الله يتكلم من خلالها؛ فلورد ليست سوى الإنجيل الحي، ورسالتها نبوية بالنسبة إلى الكنيسة والمجتمع. ويجب الحذر من اعتبار أن لورد هي فقط للكاثوليك؛ فمريم وبرناديت لديهما ما يقولانه لعالم اليوم.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في مجتمع يتّسم بالفردانية، تريد لورد الاستجابة عبر الأخوّة. وفي مجتمع يتّسم بالنجاح المادي، تريد الاستجابة عبر ثمن وقيمة الفقر. هنا، لدى الفقراء والمرضى المركز الأول. وفي مجتمع يتّسم بعبادة الجسد، تريد الاستجابة عبر كرامة كل حياة. وفي مجتمع يتّسم بانعدام الثقة، تريد الاستجابة عبر الثقة. وفي مجتمع يتّسم بالعزلة والوحدة، تريد الاستجابة عبر الوحدة والفرح البسيط.

طلبت مريم أن نأتي إلى هنا في مسيرة، ما يستحضر كنيسة متحرّكة وكنيسة حج ورحلة حجّنا على هذه الأرض. إن المسيحي هو الشخص غير القادر على التوقف عن السير، معتقدًا أنه قد أصاب الهدف أو أنه لن يصل إليه أبدًا.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وكانت رحلات الحج الأولى هي المسيرات الأولى. تتمتع لورد بالقدرة على جمع الحشود في الكنيسة من أجل المسيرات الإفخارستية (منذ عام 1888) والمريمية (منذ عام 1872) والقداديس العالمية. في مجتمع يتّسم بالعقلانية، تريد لورد الاستجابة عبر قبول ما لا يمكن تفسيره. منذ عام 1858، تم الإعلان عن شفاءات لا يمكن تفسيرها سبعين مرة بحسب المعرفة الطبية الحالية. لا يخرج أحد من زيارة لورد دون التأثر بالابتسامة التي توجّهها مريم إلى برناديت والتي تلامس قلب كل من يجرؤ على الجلوس أمام المغارة وإثبات الحقيقة في قلبه. عندها، سيعرف أن مريم تشفي وتحمي، لأنها تتحوّل نحو ربها؛ فهي الحبل بلا دنس.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة Pascal Deloche | GoDong


مشاركة967



أليتيا | سبتمبر 13, 2020
لورد أو شارع باك أو بونمان أو بالفوازان أو لا ساليت: هذه هي أسماء المزارات التي بُنيت في مواقع الظهورات المريمية. لكن ما هي الرسائل التي بعثت بها مريم العذراء هناك؟ تدعوكم أليتيا إلى فهم معانيها العميقة. اليوم، نبدأ برسالة لورد.


“أنا الحبل بلا دنس“. في 25 آذار 1858، أي يوم الظهور السادس عشر، كشفت مريم بهذه الكلمات عن اسمها لبرناديت، بعد أن سألتها عنه في مناسبات عدة. من خلال الكشف عن هذا الاسم، أكّدت مريم العقيدة التي أعلنها البابا بيوس التاسع قبل أربع سنوات. لكن هذا الاسم هو أكثر من مجرد اسم لقب، فهو تتويج للظهورات الثمانية عشر التي مُنحت لبرناديت بين 11 شباط و16 تموز 1858 مع مهمّة. إن مريم الطاهرة هي امرأة مستعدة تمامًا لعمل الله فيها.

حبلت بلا دنس، ولا تظهر أي عائق أمام القوة المحوِّلة للمحبة. وبالتالي، هي أمّنا وأختنا في هذه الرحلة البشرية القاسية أحيانًا، ومثالنا في الاصغاء إلى الكلمة المتجسدة. وتتمثل مهمتها في نقل محبة الله إلى الجميع دون عوائق، ونحن نتلقّى هذه المهمة أيضًا؛ فمن خلال نعمة المعمودية، يمنحنا الله الخلاص الذي وعدنا به، والله يفي دائمًا بوعوده.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

روح العنصرة

إن لورد هو مكان اللقاء، ورسالة لورد تتحدث عن اللقاء والأخّوة. في البداية، حدث لق13اء في مسابييل، لكن اللقاءات مستمرة حتى اليوم، لأن لورد لا تتمثل بمريم فقط، بل ببرناديت أيضًا؛ فهو لقاء مع امرأتين. اليوم، بات اللقاء بين المرضى والطاقم الطبي، وبين الأجيال، وبين رجال الدين والعلمانيين، وبين الأمم والثقافات، بحيث تتحول بابل دائمًا إلى روح العنصرة.

يأخذ هذا اللقاء بُعدًا مهمًا: وهو الرحمة. إنها من أجمل مشاعر الإنسان ورمز الله. في سفر الخروج، قال الله لموسى: إنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ (خر 3:7). هنا، تتجلى رحمة الله في الاهتمام بالأصغر والأضعف. تحدثت مريم إلى برناديت بلهجة البيغورديين، ما يعني أن كل شخص يمكنه سماع مريم ورسالتها في ثقافته الخاصة، إذ لا يتعلق الأمر بالترجمة، بل بالثقافة. ماذا تعني لورد بالنسبة إلى تاميلي أو كوري أو إيطالي أو كونغولي؟ إنه تحدٍّ نواجهه كل يوم.

إن وجود قساوسة من جنسيات ومجتمعات دينية مختلفة ومن قارات عدة هو علامة على عالمية رسالة لورد، بالإضافة إلى تنوع أصول الحج. أعتقد أن رسالة لورد لا تزال نبوية حتى هذا اليوم، ما يعني أن هذه الرسالة تخبرنا عن الله وأن الله يتكلم من خلالها؛ فلورد ليست سوى الإنجيل الحي، ورسالتها نبوية بالنسبة إلى الكنيسة والمجتمع. ويجب الحذر من اعتبار أن لورد هي فقط للكاثوليك؛ فمريم وبرناديت لديهما ما يقولانه لعالم اليوم.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في مجتمع يتّسم بالفردانية، تريد لورد الاستجابة عبر الأخوّة. وفي مجتمع يتّسم بالنجاح المادي، تريد الاستجابة عبر ثمن وقيمة الفقر. هنا، لدى الفقراء والمرضى المركز الأول. وفي مجتمع يتّسم بعبادة الجسد، تريد الاستجابة عبر كرامة كل حياة. وفي مجتمع يتّسم بانعدام الثقة، تريد الاستجابة عبر الثقة. وفي مجتمع يتّسم بالعزلة والوحدة، تريد الاستجابة عبر الوحدة والفرح البسيط.

طلبت مريم أن نأتي إلى هنا في مسيرة، ما يستحضر كنيسة متحرّكة وكنيسة حج ورحلة حجّنا على هذه الأرض. إن المسيحي هو الشخص غير القادر على التوقف عن السير، معتقدًا أنه قد أصاب الهدف أو أنه لن يصل إليه أبدًا.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وكانت رحلات الحج الأولى هي المسيرات الأولى. تتمتع لورد بالقدرة على جمع الحشود في الكنيسة من أجل المسيرات الإفخارستية (منذ عام 1888) والمريمية (منذ عام 1872) والقداديس العالمية. في مجتمع يتّسم بالعقلانية، تريد لورد الاستجابة عبر قبول ما لا يمكن تفسيره. منذ عام 1858، تم الإعلان عن شفاءات لا يمكن تفسيرها سبعين مرة بحسب المعرفة الطبية الحالية. لا يخرج أحد من زيارة لورد دون التأثر بالابتسامة التي توجّهها مريم إلى برناديت والتي تلامس قلب كل من يجرؤ على الجلوس أمام المغارة وإثبات الحقيقة في قلبه. عندها، سيعرف أن مريم تشفي وتحمي، لأنها تتحوّل نحو ربها؛ فهي الحبل بلا دنس.
 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 29113 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ


لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الظ±سْتِجَابَةِ لَهُم؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إنجيل القدّيس لوقا 18 / 1 – 8
مثل القاضي الظالم
قَال الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَثَلاً في أَنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلا يَمَلُّوا،
قَال: «كانَ في إِحْدَى المُدُنِ قَاضٍ لا يَخَافُ اللهَ وَلا يَهَابُ النَّاس.
وَكانَ في تِلْكَ المَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَة: أَنْصِفْني مِنْ خَصْمي!
وظَلَّ يَرْفُضُ طَلَبَها مُدَّةً مِنَ الزَّمَن، ولكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ في نَفْسِهِ: حَتَّى ولَوكُنْتُ لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاس،
فَلأَنَّ هذِهِ الأَرْمَلةَ تُزْعِجُني سَأُنْصِفُها، لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأْتِي إِلى غَيْرِ نِهَايةٍ فَتُوجِعَ رَأْسِي!».
ثُمَّ قالَ الرَّبّ: «إِسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْم.
أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الظ±سْتِجَابَةِ لَهُم؟
أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ سَيُنْصِفُهُم سَرِيعًا. ولكِنْ مَتَى جَاءَ ظ±بْنُ الإِنْسَان، أَتُراهُ يَجِدُ عَلَى الأَرْضِ إِيْمَانًا؟».
التأمل:”أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الظ±سْتِجَابَةِ لَهُم؟”
انطلاقا من المثل أعلاه نكتشف سر استجابة الله لصلاة المؤمنين حسب إرادته:
– المرأة أرملة، ليس لديها رجل، يعني ان لا قوة لديها، وحيدة من دون حماية ولا رعاية.
– عندها خصم قوي وعنيد، غير مبال بحالتها، لا بل استغل غياب زوجها، ليأكل حقها ويغتصب رزقها.
– لا حل عندها سوى الطلب من القاضي الظالم أن ينصفها.
– الكل تركها، تواجه خصما قويا لوحدها، نلاحظ غياب اخوتها وكل أهلها، وأخوة زوجها وكل أهله.
– لم تتراجع عن الطلب من قاضي الظلم إنصافها ولم تيأس منه، رغم غلاظة قلبه وعدم انسانيته.
– كانت مستعدة ان تأتي اليه الى غير نهاية.
– نالت ما تريد لانها أصرت، صبرت، فانتصرت.
– سر نجاحها تمحور حول فكرة وحيدة وهي ان حياتها كلها تعتمد على استجابة قاضي الظلم لها.
وعملت متكلة على نفسها، هذا هو سر الصلاة وسر استجابة الله لنا.
يقول القديس أغسطينوس: “صلوا كما لو أن كل شيء يعتمد على الله. واعملوا كما لو أن كل شيء يعتمد عليكم”.
علمنا يا رب ان الصلاة تعني وثوب القلب، علمنا انها نظرة بسيطة نحو السماء، صرخة تقدير وحب تشمل كل ظروف حياتنا في الحزن والفرح، في الشدة والضيق والفشل، كما في لحظات الفرج والنجاح والانتصار.آمين


 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 29114 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انجيل القديس لوقا 10 / 25 – 37 ” وقامَ أحَدُ عُلَماءِ الشَّريعةِ، فقالَ لَهُ ليُحرِجَهُ يا مُعَلِّمُ، ماذا أعمَلُ حتى أرِثَ الحياةَ الأبدِيَّةَ فأجابَهُ يَسوعُ ماذا تَقولُ الشَّريعةُ وكيفَ تُفسِّرُهُ .فقالَ الرَّجُلُ أحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وبِكُلِّ نَفسِكَ، وبِكُلِّ قُوَّتِكَ، وبِكُلِّ فِكرِكَ، وأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ. فقالَ لَهُ يَسوعُ بالصَّوابِ أجبتَ. ا‏عمَلْ هذا فتَحيا. فأرادَ مُعلِّمُ الشَّريعَةِ أنْ يُبرِّرَ نَفسَهُ، فقالَ لِـيَسوعَ ومَنْ هوَ قَريبـي ؟ فأجابَهُ يَسوعُ كانَ رَجُلّ نازِلاً مِنْ أُورُشليمَ إلى أريحا، فوقَعَ بأيدي اللُّصوصِ، فعَرَّوهُ وضَرَبوهُ، ثُمَّ تَرَكوهُ بَينَ حيٍّ ومَيْتٍ. وا‏تَّفَقَ أنَّ كاهِنًا نزَلَ في تلِكَ الطَّريقِ، فلمَّا رآهُ مالَ عَنهُ ومَشى في طريقِهِ. وكذلِكَ أحَدُ اللاّويّـينَ، جاءَ المكانَ فرَآهُ فمالَ عَنهُ ومَشى في طريقِهِ. ولكِنَّ سامِريّا مُسافِرًا مَرَّ بِهِ، فلمَّا رَآهُ أشْفَقَ علَيهِ. فدَنا مِنهُ وسكَبَ زَيتًا وخَمرًا على جِراحِهِ وضَمَّدَها، ثُمَّ حَمَلهُ على دابَّتِهِ وجاءَ بِهِ إلى فُندُق وا‏عتَنى بأمرِهِ. وفي الغَدِ أخرَجَ السامِريُّ دينارَينِ، ودَفعَهُما إلى صاحِبِ الفُندُقِ وقالَ لَهُ ا‏عتَنِ بأمرِهِ، ومَهما أنفَقْتَ زيادَةً على ذلِكَ أُوفيكَ عِندَ عودَتي. فأيُّ واحدٍ مِنْ هَؤلاءِ الثلاثةِ كانَ في رأيِكَ قريبَ الذي وقَعَ بأيدي اللُصوصِ. فأجابَهُ مُعَلِّمُ الشَّريعةِ الذي عامَلَهُ بالرَحمَةِ. فقالَ لَهُ يَسوعُ ا‏ذهَبْ أنتَ وا‏عمَلْ مِثلَهُ. ”
التأمل: “وأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ…”
يقول أوريجانوس أن:
الإنسان النازل يمثِّل البشرية…
وأورشليم تمثِّل الفردوس…
وأريحا هي العالم…

واللصوص هم القوَّة العدوانيَّة…
الكاهن يمثل الناموس…
واللاوي يمثل الأنبياء…
والسامري هو المسيح…
الجراحات هي العصيان…

والدابة ترمز الى جسد المسيح الذي يحمل آلامنا…
والفندق المفتوح لكل من يريد الدخول فيه هو الكنيسة…
والديناران يمثِّلان الآب والابن…
وصاحب الفندق هو رئيس الكنيسة الذي يدبِّرها…
ووعد السامري بالعودة هو تصوُّر لمجيء المسيح الثاني…

يكشف لنا إنجيل اليوم حقيقة الانسان الجريح نتيجة وجوده في العالم ليس إلا. كل إنسان هو جريح في مكانٍ ما. كل إنسان يشعر في وقتٍ ما أنه ملقى على الارض، معرّى من كرامته، معتدى عليه، مسلوب الإرادة، متروك للقدر حتى يلاقي الموت في ساعة التخلي، أو يلتقي بسامري يطيّب جراحه بزيت اللطافة والرحمة، ويطهرها بخمر التأديب الأبوي الحاني..
هذا الانسان الجريح الذي هو “كلنا” وليس البعض منا، لا تشفيه البيانات والاستنكارات والتنظير عن بعد بل المبادرة الفورية الى تضميد جراحه، ونقله الى المكان الذي يؤمن له الراحة أي الكنيسة المفتوحة لاستقبال الجميع دون استثناء..
كلنا قد يسأل: “ماذا أعمل؟” إما للتهرب من المسؤولية، أو الشعور بالعجز، أو الشعور بالاحباط أو الفراغ… لكن لا أحد منا قادرٌ أن يكون سامرياً صالحاً ما لم ينال من أبي المراحم شبعاً من الرحمة يفيض بها على غيره،لن يتمتَّع أحد بالشبع من الرحمة ما لم يقبل السيِّد المسيح نفسه بكونه ملء الحياة ومصدرها وواهبها لكل من يطلبها..
“تُرى من نزل من السماء إلا الذي صعد إلى السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء (يو 3: 13)”؟ “هذا الذي رأى الإنسان بين حيّ وميِّت، لم يستطع أحد أشقَّائه أن يشفيه… فاقترب منه بقبوله الآلام معنا واقترابه منَّا وسكب رحمته علينا، فصار قريبنا”(أوريجانوس).
ضمِّد جراحنا يا رب واستر برحمتك ضعفنا، لأن الخطيئة أفقدتنا السلام الداخلي والفرح وتحولت حياتنا إلى أحزانٍ ومآسٍ تجدد نفسها.أيها الطبيب السماوي يا قريب المتألمين والمسحوقين رد لنا بهجة الحياة. آمين


 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 29115 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب،


فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله







إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الـهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الـمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الـحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء!”. فَأَيْنَ الـحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هـذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هـذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الـحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس.
قراءات النّهار: 1 قور 1: 18-25/ يوحنا 12: 20-32
التأمّل:
“أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، … فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله”!
في تغريدة للبابا فرنسيس بتاريخ ظ£ظ* آب ظ¢ظ*ظ¢ظ* ورد التالي: “بالنسبة لبطرس وللتلاميذ الآخرين – كما بالنسبة إلينا نحن أيضاً – الصّليب هو عار، في حين أنّ يسوع يعتبر عاراً الهروب من الصّليب والّذي يعني التخلّي عن مشيئة الآب وعن الرّسالة التي أوكلت إليه من أجل خلاصنا”!
يضعنا هذا أمام مسؤوليّة كبيرة كي نعدّل في النظرة السلبيّة إلى الصّليب الّذي تحوّل إلى أداة خلاصنا وترجم الله عبره محبّته اللامشروطة للإنسانيّة!
الأهمّ ألّا نتحوّل من حاملين لصليب المسيح إلى صالبين لمن هم على صورته إلى أسأنا الشهادة له ولخلاصه!


 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 29116 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد ارتفاع الصليب المقدّس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.



فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».

فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.

فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ظ±بْنُ الإِنْسَان.

أَلحَقَّ ظ±لحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.

مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.

نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!

يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ظ±سْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».

وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».

أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.

وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».

إن احتفالنا بعيد ارتفاع الصليب المقدّس في ظ،ظ¤ أيلول هو استمراريّة لتقليد كنسيّ طويل جدّاً. في ظ،ظ¤ أيلول من سنة ظ£ظ£ظ¥ اجتمع حشد غفير من المؤمنين والحجّاج والرهبان والأساقفة في أورشليم، وقد جاؤوا من جميع أنحاء الأمبراطوريّة الرومانيّة، ليحتفلوا بتكريس كنيسة عظيمة أمر الأمبراطور قسطنطين ببنائها حيث صلب السيّد المسيح ودُفن.
وقد استمرّ الإحتفال بهذه الذكرى في التاريخ عينه في القرون التالية: تروي المؤرّخة إيجيريا في مذكّرات رحلات حجّها الى الأراضي المقدّسة أن أكثر من خمسين أسقفاً كانوا يجتمعون مع آلاف الحجّاج كلّ سنة للإحتفال لمدّة ثمانية أيّام بهذه الذكرى.
كان الحجّاج والمؤمنون الأورشليميّون يحتفلون في تلك الفترة باكتشاف خشبة عود الصليب، وكانوا يقومون برتبة رفع الصليب المقدّس (من هنا اسم العيد حتّى يومنا هذا)، وبما أن مكان الصلب كان يعتبر محور الكون كلّه، لأن منه جاء الخلاص للعالم بأسره، جرت العادة أن يبارك بطريرك أورشليم بالصليب أربعة إتّجاهات العالم، وهو ما تقوم به جميع الكنائس اليوم في رتبة عيد الصليب.
وكان الحجّاج يحملون معهم قوارير يملأونها زيتاً، يباركونها بلمسها عود الصليب ويحملونها الى بيوتهم للتبرّك، فصارت عادة تبريك الزّيت، ومع مرّ الأيام استبدل تبريك الزيت بتبريك المياه، التي تقوم بها العديد من الكنائس، ومن بينها الكنيسة المارونيّة، في رتبة قدّاس عيد ارتفاع الصليب المقدّس، وصارت روما تحتفل بالعيد أيضاً حين كانت الكنيسة تحت رعاية البابا سرجيوس، قبل العام ظ§ظ*ظ*.
اعتمدت كنيسة القسطنطينيّة هذا العيد في العام ظ¦ظ،ظ¢، وتمّ نقل أجزاء من الصليب المقدّس اليها والى مراكز الكنائس الأخرى. في سنة ظ¦ظ،ظ¤، إحتلّ الفرس أورشليم، ودمّروها وأشعلوا فيها النّار، ووضعوا يدهم على خشبة الصليب، ولكن الإمبراطور هرقل قام بمواجهتهم واسترجع المدينة المقدّسة من بين أيديهم وأجبرهم على إعادة الصليب المقدّس، الّذي أعيد وضعه في كنيسة القبر المقدّس في ظ¢ظ، آذار من سنة ظ¦ظ£ظ*.
إنّما عيد الصليب الّذي نحتفل به نحن أبناء اليوم ليس هو مجرّد تكرار لتقليد تاريخيّ كنسيّ عريق وراسخ في القدم فحسب، بل هو مشاركتنا نحن المؤمنين اليوم بالإيمان الواحد الّذي يجمعنا بالإخوة الّذين سبقونا وأوصلوا إلينا معنى إكرام الصليب المقدّس. وهو من ناحية أخرى عيش لمعنى الصليب في حياتنا، ليس الصليب علامة الألم والعذاب والموت، إنّما علامة الإنتصار الّذي أعطانا إيّاه المسيح بانتصاره هو على الموت، وبانتصار الرّجاء على اليأس.

“ما من حبّ أعظم من أن يهب الإنسان نفسه في سبيل أحبّائه”، عبارة قالها الرّب وطبّقها من أجلنا حبّاً بنا ورغبة بخلاصنا، هي عمل حبّ وفعل تضحية ولا أعظم، حقّقها الرّب مجّاناً لأنّه يحبّنا. الصليب بالنسبة لنا هو ضمانة حبّ الله المجّانيّ لكلّ واحد منّا، ولا بدّ أن يصير علامة حبّنا للآخرين وخدمتنا لهم وتضحيتنا من أجلهم. إن لم نضع منطق التضحية والخدمة وبذل الذات موضع التطبيق، يصبح الصليب عقيماً في حياتنا، لا يعطي ثمار الخلاص لإخوتنا الّذين هم في العالم.
الصليب هو حبّ الله الآب لنا، آب تألّم هو أيضاً من أجلنا، إذ بذل ابنه الوحيد حبّاً بنا. بالصليب نختبر بنّوتنا للآب السماوي ونوقن أنّه هو أبونا. علامة الصليب التي نكرّمها في كنائسنا، ونضعها فوق أبوابنا وفي صدر بيوتنا وعلى صدرنا فوق قلبنا، هي العلامة التي أعلم من خلالها أنّني ابن ملك سماويّ أحبّني، أراد أن يجعلني إبناً له بالتبنّي، وأن يشركني في ملكوت حبّه الأبديّ.
هو رمز الحبّ الّذي يضحيّ، يبذل أثمن ما يملك في سبيل الحبيب: الصليب هو علامة حبّ الآب لنا، الّذي لم يبخل على العالم بابنه في سبيل الخلاص. هو علامة التضحية التي يتعلّم من خلالها كلّ والد ووالدة حسّ التضحية ومعنى أن يكرّسا وجودهما وحياتهما في سبيل أولادهم.

في منطق أبينا السماويّ تجد التربية المسيحيّة معناها وغايتها، منه نتعلّم أن تكون حياتنا كلّها مكرّسة لتربية أولادنا، لا من الناحية الجسديّة والثقافيّة فقط، بل من الناحية الروحيّة بالمرتبة الأولى. كلّ عطيّة لنا هي من الله، الّذي لم يكتفِ بأن يعطينا الغذاء والمعرفة، بل أعطانا بالمقام الأوّل أن نحيا بُعدنا الرّوحي، فلا يكون وجودنا مقتصرًا على وجود ماديّ جسديّ مائت، بل أعطانا أن نعي اختلافنا عن المخلوقات الأخرى من ناحية كوننا مخلوقين على صورة الله ومثاله. من خلال الوحي والأنبياء والمرسلين أفهمنا الله قيمتنا، ورغم خطيئتنا بقي وفيّاً، الى أن أرسل ابنه الوحيد متجسّداً، ليقاسي الموت من أجل خلاصنا، هكذا بقي لنا الصليب علامة حبّ الآب لنا، وضمانة قيمة وجودنا، لا ككائنات حيوانيّة، بل كمخلوق يأخذ ملء كرامته من حقيقة وجوده كابن لله، مخلوق على صورته ومُفتدى بدم الإبن.
لقد صار الصليب علامة هذه القيمة، وتعبيراً عن حبّ الله لنا.

فكيف نربّي نحن الّذين آمنوا بالصليب أولادنا؟ هل نقدّم لهم منطق الآب السماويّ؟

هل نجعلهم يعون قيمتهم كأبناء لله أم أنّهم يكبرون واهمين أن الحياة هي اللّهو واللّذة والمادّة؟

هل نضع وجودنا في خدمتهم كرسالة وكمسؤوليّة من الله، كما أن الله وضع كلمته في خدمة خلاصنا وأحبّنا فلم يبخل علينا بابنه؟

هل نعلّمهم قيمة الصليب كفعل محبّة وبذل الذّات في سبيل المحتاج والمتألّم أم نربّيهم على الفرديّة والأنانيّة وعدم الإكتراث بالآخر؟

هل نحيا الصليب في حياتنا أم نجعله مجرّد أداة زينة في أعناقنا؟

هل نجعل الصليب يثمر خلاصاً للإنسانيّة في أيّامنا وبواسطتنا، أم صار مجرّد لحظة تاريخيّة تذكّرنا بحدث قديم إنتهى وعبر؟

والصليب هو علامة حبّ الإبن الّذي وهبنا الخلاص.
 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 29117 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنْ كانَتِ الحَـبَّةُ مِنَ الحِنطَةِ

لا تقَعُ في الأرضِ وتَموتُ، تَبقى وَحدَها.

وإذا ماتَت أخرَجَت حَبّا كثيرًا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



انجيل القديس يوحنا 12 / 20 – 32 “وكانَ بَعضُ اليونانيّـينَ يُرافِقونَ الذينَ صَعِدوا إلى أُورُشليمَ لِلعبادَةِ في أيّامِ العيدِ. فجاؤُوا إلى فيلُبُّسَ، وكانَ مِنْ بَيتِ صيدا في الجليلِ. وقالوا لَه يا سيِّدُ، نُريدُ أنْ نرى يَسوعَ. فذَهَبَ فيلبُّسُ وأخبَرَ أندراوُسَ، وذهَبَ فيلبُّسُ وأندراوُسُ وأخبَرا يَسوعَ. فأجابَهُما يَسوعُ جاءَتِ السّاعةُ التي فيها يتَمَجَّدُ ا‏بنُ الإنسانِ. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنْ كانَتِ الحَـبَّةُ مِنَ الحِنطَةِ لا تقَعُ في الأرضِ وتَموتُ، تَبقى وَحدَها. وإذا ماتَت أخرَجَت حَبّا كثيرًا. مَنْ أحبَّ نَفسَهُ خَسِرَها، ومَنْ أنكَرَ نَفسَهُ في هذا العالَمِ حَفِظَها للحَياةِ الأبديَّةِ. من أرادَ أنْ يَخدُمَني، فليَتْبَعْني، وحَيثُ أكونُ أنا يكونُ خادِمي. ومَنْ خَدَمَني أكرَمَهُ الآبُ. الآنَ نَفسي مُضطَرِبَةٌ، فماذا أقولُ هَلْ أقولُ يا أبـي، نَجِّني مِنْ هذِهِ السّاعةِ ولكنِّي لِهذا جِئتُ. يا أبـي، مَجِّدِ ا‏سمَكَ فقالَ صوتّ مِنَ السَّماءِ مَجَّدتُهُ وسأمَجِّدُهُ. فسَمِعَهُ الحاضِرونَ، فقالوا هذا دَوِيُّ رَعدٍ وقالَ بَعضُهُم كَلَّمَهُ مَلاكٌ. فقالَ يَسوعُ ما كانَ هذا الصوتُ لأجلي، بل لأجلِكُم. اليومَ دَينونَةُ هذا العالَمِ. واليومَ يُطرَدُ سيِّدُ هذا العالَمِ. أَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الْجَمِيع ”
التأمل: “إنْ كانَتِ الحَـبَّةُ مِنَ الحِنطَةِ لا تقَعُ في الأرضِ وتَموتُ، تَبقى وَحدَها. وإذا ماتَت أخرَجَت حَبّا كثيرًا”
يا سيِّدُ، نُريدُ أنْ نرى يَسوعَ… هكذا “طلب بَعضُ اليونانيّـين” من فيلبس، وانتظروا أن يعود ويرشدهم إلى المكان الذي يجلس فيه ويستقبلهم…
أظن أنهم انتظروا كثيراً!!! لأن فيلبس أخبر أندراوس، فهو كان في حيرة من أمره، فقد سمعه مرةً يقول أن طيور السماء وثعالب الارض تملك مكاناً تلجأ إليه، وهو لا يملك حجراً يتكىء عليه!!!

وعندما سمع فيلبس وأندراوس جواب يسوع أظن أنه فكّر كثيراً قبل العودة إلى اليونانيين، هذا إذا عاد!! وإذا رجع ماذا سيخبرهم؟ أين يمكنهم رؤية المعلم؟
أجابهما يسوع بكل صراحة:” من يريد رؤيتي فليأتي إلى الصليب، سأكون معلقاً هناك في انتظاره”… هل عرف فيلبس وأندراوس عنوان يسوع؟؟

طلب التلميذان موعداً من يسوع فأجابهما: “جاءَتِ السّاعةُ التي فيها يتَمَجَّدُ ا‏بنُ الإنسانِ” كأنه يقول أن “ساعتي هي الصليب، فيها وعليها أضبط الاوقات والمواعيد، فالصليب مسكني وعرش مجدي، عرش مجد ابن الانسان والإنسانية…”
طلبا موعداً فأجابهما:”إنْ كانَتِ الحَـبَّةُ مِنَ الحِنطَةِ لا تقَعُ في الأرضِ وتَموتُ، تَبقى وَحدَها” كأنه يقول لهما:” من أراد رؤيتي فليسلك طريق الحب ليجده ومتى وجده وجدني لأني أنا هو”
أنا تلك الحبة من الحنطة التي دفنت في وقت الزرع لتعطي الثمار الوفيرة زمن الحصاد…
أنا الحياة التي ذاقت الموت لتحمل الحياة للمائتين…
تجدوني هناك على صليب كل جلجلة أضحي بنفسي من أجل أحبائي…
تجدوني بالفتاة التي انسلخت عن أهلها، تاركة وراءها كل شيء لتربح الامومة، وتعطي نعمة الحياة لاطفالها، ومن ثم تذوب هي لينموا هم.

تجدوني بالشاب الذي يعمل ليلاً نهاراً ليقيم له منزلاً ويؤسس عائلةً، فيصبح والداً يضحي بذاته، يخسر أنانيته، ينكر نفسه.. فيربح الحياة له ولاولاده.
تجدوني بالجندي الذي يحمل “دمه على كفيه” ليروي تراب بلاده فتنبت الحرية بعد أن يدوس المستحيل لحمايتها…

تجدوني بالمعلمة التي تحنو على تلميذٍ خسر والدته، فتغمره كل صباح وترسم على وجهه ابتسامة مشرقة تنير ظلمة واقعه المرير، وتهيئه ليمشي واثقاً دروب المستقبل المشرق…
تجدوني بالطبيب الذي يقوم من فراشه راضياً بعد منتصف الليل ويسرع لنجدة مريض شارف على الموت، يعالجه ويعود إلى فراشه دون أن يأخذ أجراً، فيغفو مطمئناً على صحته، وما هي إلا دقائق حتى يستيقظ ويسرع لنجدة مريض آخر…

تجدوني بالراهبة التي تمسح دموع إمرأة مسنّة، انتظرت عودة أبنائها لرؤيتها يوم العيد..
تجدوني بالكاهن الذي يحمل صليبه كل يوم ويصعد جلجلة العالم ويجعل من نفسه ذبيحة لخلاصهم….

أظنّ أن فيلبس وأندراوس سمّرا نظرهما في يسوع وهو “يُرفع عَنِ الأَرض، ليجذُب إِليه الْجَمِيع” وربما لازال من يبحث عن يسوع خارج الصليب ينتظر خارجاً!!!
أيها الرب يسوع يا من اخترت الصليب بارادتك، علمنا أن نحمله ونزهد بنفوسنا كل يوم ونتبعك،أعطنا القوة لنحتمله بطيبة خاطر ونصبر على الاعباء الثقيلة والمحن الكثيرة. ساعدنا أن نموت عن ذاتنا لنحيا فيك.آمين



 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 29118 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أُبذُلُوا الـجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ واختِيَارَهُ لَكُم






اليوم الأوّل بعد عيد الصليب
مِنْ سِمعَانَ بُطرُسَ، عَبْدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ورَسُولِهِ، إِلى الـَّذِينَ نالُوا مِثْلَنَا الإِيْمَانِ الثَّمِين، مِنْ فَضْلِ برِّ إِلَهِنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الـمَسِيح: فَلْتَفِضْ عَلَيْكُمُ النِّعْمَةُ والسَّلامُ بِمَعْرِفَتِكُم للهِ ولِيَسُوعَ ربِّنَا! فإِنَّ قُدْرَتَهُ الإِلـهِيَّةَ وهَبَتْنَا كُلَّ ما يَؤُولُ إِلى الـحَيَاةِ والتَّقْوى، بِمَعْرِفَتِنَا لِمَنْ دعَانَا بِمَجْدِهِ وقوَّتِه. فَوهَبَنَا بِهِمَا أَثْمَنَ الوُعُودِ وأَعْظَمَهَا، حتَّى إِذا ما تَخَلَّصْتُم مِمَّا في العالَم مِنَ فَسَادِ الشَّهْوَة، تَصِيرُونَ شُرَكاءَ في الطَّبِيعَةِ الإِلـهِيَّة. فَمِنْ أَجْلِ هَذَا عَيْنِه، أُبْذُلُوا كُلَّ الـجَهْدِ لِكَي تَزِيدُوا عَلى إِيْمَانِكُمُ الفَضِيلَة، وعلى الفَضِيلَةِ الـمَعْرِفَة، وعلى الـمَعْرِفَةِ العَفَاف، وعَلى العَفَافِ الثَّبَات، وعَلى الثَّبَاتِ التَّقْوَى، وعَلى التَّقْوَى الـحُبَّ الأَخَوِيّ، وعَلى الـحُبِّ الأَخَوِيِّ الـمَحَبَّة. فإِنْ كَانَتْ فِيكُم هـذهِ كُلُّهَا وكانَتْ وافِرَة، فإِنَّهَا لَنْ تَدَعَكُم بَطَّالِينَ بِغَيرِ ثَمَر، في معرِفَتِكُم لِرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح. ومَنْ لَم تَكُنْ فِيه، فَهُوَ أَعْمَى قَصِيرُ النَّظَر، وقَد نَسِيَ أَنَّهُ تَطهَّرَ مِنْ خَطاياهُ القَدِيْمَة. لذلِكَ، أَيُّهَا الإِخوَة، أُبذُلُوا الـجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ واختِيَارَهُ لَكُم. فإِنَّكُم، إِنْ فَعَلْتُم هـذَا، لَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا. وهكـذَا يُعْطى لَكُم بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا الـمَلَكُوتَ الأَبَدِيّ، مَلَكوتَ رَبِّنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الـمَسِيح.
قراءات النّهار: 2 بطرس 1: 1-11 / يوحنا 3: 11-21
التأمّل:
“أُبذُلُوا الـجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ واختِيَارَهُ لَكُم”!
ليس من السهل الثبات في دعوتنا مع كل ما قد يعترضنا من صعاب في دروب الحياة!
ولكن الربّ يسوع لم يعدنا بدربٍ سهل وقد أنبأنا في عدّة مناسبات بصعوبة دعوتنا للكمال وللقداسة!
من هنا، نفهم دعوة مار بطرس لنا كي “نبذل الجهد لكي نثبت” وهذا الجهد يتطلّب منّا التعمّق أكثر في فهم مشيئة الربّ يسوع عبر الإصغاء لكلامه وعبر وضعه موضع التطبيق في حياتنا اليوميّة وفي علاقتنا مع الآخرين!


 
قديم 14 - 09 - 2020, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 29119 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثلاث معجزات خارقة لأيقونة فلاديمير حمت فيها موسكو


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أيقونة فلاديمير أم الرب، هي واحدة من أقدم الأيقونات وأكثرها تكريماً في روسيا. من القرن الثاني عشر تم حفظها في فلاديمير، حتى بعد أن استولى التتر على فلاديمير عام 1238 نجت الأيقونة.
طول الايقونة ظ،ظ*ظ¤ سم وعرضها ظ¦ظ© سم، تشير بعض المراجع من القرن الثاني عشر، أنّ البَطرِيَركُ لوقا القِسطَنطينيُّ قام بِإِهدائِها إلى أَميرِ مِنطَقَةِ كييف يورى دولجورووكي حوالي سنة ظ،ظ،ظ£ظ*م، ووُضِعَتْ في دَيرِ مَدينةِ فيشجورود مَكانِ إِقامَةِ الأَميرَةِ أولجا سابقًا. كاتب الأيقونة مجهول ويعتقد أنّه يوناني، ويقدّر المؤرّخون أنّها تعود للقرن الثاني عشر حيث رسمت قبل إرسالها إلى روسيا بوقت قليل.
عام 1919، تمّ الكشف على هذه الأيقونة، وتبيّن أنها خضت لعمليات ترميم عدّة، غير إنّ وجه العذراء ويسوع بقيا سالمين.
تظهر الأيقونة أنّ العذراء تميل إلى يسوع، ويقال في الليتورجية الروسية أنّ الأيقونة تعود للقديس لوقا الإنجيلي، نقلت من أورشليم إلى القسطنطينية حوالي عام 450 م.
بعد فترة وجيزة من انتصار القوات الروسية بقيادة الدون دميتري على التتر في معركة كوليكوفو عام 1395 ، هاجم تامرلان العظيم روسيا مهددًا بالاستيلاء على موسكو. أمر فاسيلي الأول من موسكو ، ابن ديمتري ، بإحضار أيقونة فلاديمير إلى موسكو للدفاع الروحي عن المدينة. في هذه المرحلة ، كان جيش تامرلان على بعد 350 كم فقط من موسكو ، بالقرب من بلدة إليتس .يقال إنه في اللحظة عينها التي تم إحضار ايقونة فلاديمير أم الله إلى موسكو، شاهد تامركلان رؤيا فيها أم الله طالبة منه ترك الأراضي الروسية وقام بهذا الأمر فوراً. فجأة فرّ جيش التتر من روسيا.
كانت المرة التالية التي تم فيها إحضار والدة الإله فلاديمير إلى موسكو في عام 1480، كانت قصة مماثلة: وصل جيش التتر ، بقيادة أحمد خان بن كوشوك إلى روسيا لأن إيفان الثالث من روسيا توقف عن دفع الجزية، بعد الوصول إلى نهر أوغرا ، هرب جيش التتر مرة أخرى.
يؤمن الأرثوذكس الروس أنّ ايقونة فلاديمير والدة الإله هي التي حمت موسكو عندما هاجم خان محمد الأول جيراي من شبه جزيرة القرم منطقة موسكو عام 1521. كان الكهنة في موسكو على وشك نقل الأيقونة خارج المدينة ، لكن راهبة كانت لديها رؤيا لسرجيوس من رادونيج، هو نفسه صلّى من أجل خلاص موسكو وطلب إبقاء والدة الإله داخل الكرملين. بقيت الأيقونة ، وبعد ذلك قرر جيش محمد الأول الذي يبلغ قوامه 100 ألف جندي عدم مهاجمة موسكو وبدلاً من ذلك انسحب مرة أخرى .

وبحسب موقع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، تجمع إيقونة فلاديمير بين أيقونَتين نموذجَين مُهمَّين لإيقونات والدة الإله:
– النموذج الأوّل يُسمّى “الهادية والمُرشِدة” وهي ترجمة الكلمة اليونانيّة Hodigitria أي التي تُشير إلى الطريق. والطريق طبعًا هو الرب يسوع المسيح كما قال عن نفسه:” “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (ظ©:ظ،ظ¤).
– النموذج الثاني يُعرف بالعذراء الراحمة Eleousa ، حيث نرى مريم العذراء تَحتضن الرّبّ يسوع، في تعبير واضح عن أمومة والدة الإله وشفاعتها.

– ميزة الجمال في هذه الأيقونة:
لا ينفصل اللاهوت في الأيقونة عن الخطوط والألوان. فمهما يعظم شأن الإبداع الفني، يبقى الجمال الإلهيّ هو الهدف، إذ تأتي النواحي الفنيّة ترجمةً للاّهوت، وهذا ظاهر بقوّة في إيقونة فلاديمير العجائبيّة. فجمالها مردّه فيما تُمثِلّه، أي جمال الخالق بين يديّ أجمل امرأة في هذا الكون.
عندما كُشف على الإيقونة في عام ظ،ظ©ظ،ظ©م، تبيّن أنّها خَضعت لعمليّات ترميم متتالية باستثناء الوجهين (والدة الإله والرّبّ يسوع) اللذين بقيا على حالهما. ويلاحظ العلماء تآكل الألوان في جزء كبير من جراء لمس المؤمنين.
جمال وجه العذراء في هذه الإيقونة يَتخَطّى المقاييس الأرضيّة للجمال البشري. إنّه جمال تألّه الإنسان بالنور غير المخلوق.
فوجهها يدل على مجدٍ لا يُعطى إلّا من فوق، أي من العُلى، حيثُ تَسقط كلّ المعايير الأرضيّة الترابيّة التي تظهر في الصور والمنحوتات. صحيح أنّه وجه إنساني ولكنّه أضحى سماويًا ومتألهًا ونورانيًّا.
يدخل الناظر إلى إيقونة فلاديمير في سِرِّ جمال الخالق، ويَسمع في صَلاته صدى عِظةَ القدّيس غريغوريوس بالاماس في رقاد السيّدة حيث يصَف جمال العذراء مريم بالجمال الإلهيّ الذي يَتَخَطّى السماء والأرض والناس والملائكة، ويَنقل المؤمن من الأرضيّات إلى أبعد من السماوات.
من هنا، يجمع معظم أصحاب الاختصاص على أنّ إيقونة فلاديمير تَتربّع على عرش الجمال في فَنّ الإيقونة، حتّى إنّ دارسيها لا يتماسكون من الإنحناء لبهائها.
ويعبّر كلّ من نظر إليها بشوق عن الانطباع الفريد الذي تَتركه في الإنسان مَدى حياته، حيث إنَّها تُخاطب كيانه بنسيمٍ صارخ يشعل القلب والعقل معاً.

– عناصر هذه الأيقونة:
ظ،– الرّبّ يسوع المسيح:
هو بعيد كلّ البعد عن الطفل العادي المعروف ب Bambino Gesu أي الطفل يسوع.
على العكس تمامًا، هو الكلمة المُتجسّد الآتي بالخلاص لكلّ البشر، ويسمّى “عمّانوئيل” أي الله معنا. وجه يسوع الرصين يترجم المجد الإلهيّ وعظمته، وهو يلبس ثوب البالغين في أيّامه المسمّى Himation. أمّا لون الثوب الناريّ المُنقوش بالذهب الصافي فهو دَلالةً على أنّه الشمس التي لا تغيب.

ظ¢- مريم العذراء والدة الإله:
ترتدي والدة الإله مِن الخارج منديلاً يغطّي الرأس والكتفَين معروف بالمافوريون Maphorion (من اللاتينيّة mafors وهو المعطف الرهبانيّ). يبدو لون المافوريون أسود من مرور الزمن والترميم ولكنّه إمّا في الأساس أحمر أو أزرق داكن. وهو أيضًا موشّى بالذهب، ما يذكَّرنا بالمزمور القائل: “منسوجة بذهب ملابسها” (مزمور ظ،ظ£:ظ¤ظ¥).
أمّا النجوم الثلاث فهي تشير إلى بتوليّة مريم العذراء قَبل الولادة وأثناءها وبعدها.
وللنجمة أيضًا دلالة أخرى في تاريخ الفن التصويريّ، فهي تَرمز عند الملوك والحكّام إلى السمو والعلى والقوّة والسيادة.
ولكنّ كلّ هذه الصفات أخذت معنى آخر جديدًا في العذراء مريم. فرغم أنَّها أضحت والدة الإله، بَقيت مريم مِثال التواضع وإفراغ الذات والوداعة والخِدمة، وهنا بالتحديد تَكمن قداستها.

3- الخطوط والألوان والتعابير:
تَتّبع إيقونة فلاديمير في هندستها مُثلّثاً داخليًّا مستطيلًا.
رأس الهرم يَقع فوق رأس العذراء، ليجمع في أطرافه ظهر الرّبّ يسوع المسيح والكتف الأيسر لوالدة الإله.
في هذا المُثلّث بعضَ الحركيّة التي تَكسر الجمود. فرأس العذراء مُنحَنٍ نحو الرّبّ يسوع والكتف الأيمن مُنخَفِض بالنسبة إلى الكتف الأيسر.
أمَّا مركز الثقل في هذه الإيقونة فيتمحور مِن الرأس إلى مستوى القلب عند العذراء، ويمتّد إلى عُنُق السيّد الذي سينفخ الروح القدس في المسكونة جمعاء.
ويظهر هنا هو بعض الاختلاف في تصوير كلّ من وجهَي الرَّبّ يسوع ووالدة الإله، إن مِن ناحية الألوان المستعملة وبريقها، أو مِن ناحية التعبير. وهذا الاختلاف المقصود يكشف العمق اللاهوتيّ الذي ترتكز عليه الإيقونة، فيوضِح دور الرّبّ يسوع والعذراء مريم ومكانتهما في الإيمان المسيحيّ.
فالألوان في وجه مريم يغلب عليها الطابع الأخضر- الزيتوني الدافئ والداكن، ويميل قليلاً إلى اللون الزهري الوردي. الانتقال بين هذه الألوان يجري بخفرٍ شديد. بينما الألوان في وجه الرّب يسوع المسيح هي أقوى وأشد. يبدو الفرق يبدو واضحًا في منطقة التقاء الوجهين.
وهذا كلّه ليؤكّد للمؤمن أن الرّبّ يسوع المسيح هو المُخلّص، ودور مريم مُستمد مِن أهميّة مخلّصها الذي تحمله بين ذراعيها.
فعلى ضوء كلّ هذا، نكتشف أن الطفل المحمول بين ذراعي أمّه، والذي قد يوحي في بادئ الأمر أنّه أقل أهميّة مِن والدته نِسبة للمساحة التي يَحتلّها في الإيقونة، هو في الحقيقة الإله المخلّص الفادي.
وهنا يكمن سِرّ التجسّد وما تمثّله هذه الإيقونة.
وجه مريم، في الطرف الأعلى مِن المثلّث، مرسوم بشكل مطوّل والأنف يَتبع الحركيّة ذاتها، العينان كبيرتان ولونهما أسود تُحيط بِهما رُموش مقوّسة ويعلوهما حاجبان مرتفعان قليلاً.
أمّا الفم فصغير ومُبَسَّط.
نظرات مريم المُتّجهة نحونا قد توحي في اللحظة الأولى بعلامات حزن، لنعود فنكتشف صلاةً وصمتًا وتسبيحًا وتأملًّا وتسليمًا.
في هذا الصمت يكمن السِرِّ الكبير.
نظرات مريم في الإيقونة تتخطّى نظرة أم لولدها، فهي بالحقيقة نظرات إيمان وتأمّل بمَن عَشقه قلبها ونشأت على عشقه طول أيّام حياتها ألا وهو إلهها وربّها.
كما تُتَرجِم هذه النظرات أيضاً شكرها وامتنانها للمخلّص الذي حملته في قلبها وصلاتها قَبل أن تَحمِله في أحشائها.
أوّلاً، كانت مريم الإنسانة الأكثر صَمتًا، ويُوضح لنا لوقا الإنجيلي ذلك في أكثر من مكانٍ قائلاً: “وكانت أمّه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها” (ظ¥ظ،:ظ¢).
ثانيًّا تُخاطبنا الليتورجيّا الأرثوذكسيّة في صَمتِنا أمام التدبير الإلهيّ فتقول:
“نحن نَصمت أمام سِرِّ تَدبيركَ يا الله، يا من أنت في أعلى السماوات وقد نزلت لخلاصنا، فجُلِدتَ ولُطِمتَ، وبُصِقَ عليك وَوُضِعَ على رأسك إكليلًا من الشوك، عوُرِّيتَ وصُلِبتَ، وطُعِنتَ ومُتَّ، ولَكنَّك قُمتَ مُنتَصِراً في اليوم الثالث”.
وقد عَبَّر قدّيسون كثيرون عن ذلك قائلين:
“بقدر ما نقترب مِن السِرِّ الإلهيّ، بقدر ما يكثر الصمت وتختفي الكلمات”. وهذا ما عنى به تمامًا القدّيس إسحق السرياني بقوله: “الصمت هو لغة الدهر الآتي”.
في المقابل عينا يسوع كبيرتان وتوحيان للناظر إليهما مع الفم العريض بكلامٍ كثير.
فيسوع بدأ بشارته في الجليل يدعو الناس إلى التوّبة ويُخبرهم باقتراب ملكوت السماوات.
التصاق يسوع بمريم في هذه الإيقونة له معناه العميق.
فنراها تحتضنه بيدها اليمنى احتضان الأم لابنها، ونرى أيضًا احتضانًا ثانيًا بيدها اليسرى، ولكن يَتبعه إشارة إلى المؤمنين أن ما تَحمله بين ذراعيها هو الإله والمُخلِّص.
ويُبادلها يسوع نظرات الحبّ، ويده اليمنى على صَدرها مع إشارة واضحة لما قاله الرّب على الصليب ليوحنّا الإنجيليّ التلميذ الحبيب: “هذه هي أمُك”. فهو يخاطب بذلك كلّ مؤمن حبيب، ويده اليسرى تُحيط بعنقها دلالةً على أنَّه تَجسّد وهذه هي والدته.
في وجه مريم وتعابيره وفي الألوان الرصينة التي تُغلِّف الإيقونة ترجمة للألم الذي ستذوقه والدة الإله عند اضطهاد الرّبّ يسوع وصَلبه وموته، ويُذكرنا بما قاله سمعان الشيخ لها: “وأنتِ أيضًا يَجوزُ في نَفسكِ سيفٌ” )لوقاظ£ظ¥:ظ¢)، ولكنَّه يُوحي في الوقت نفسه بالهدوء والتسليم الكامل للمشيئة الإلهيّة.
فكما يسوع يستريح على صدرها تستريح هي أيضًا بحضوره، فتحني له رأسها تعظيمًا وإكرامًا لتدخل فرح القيامة مرورًا بالصليب.
وهل لنا نحن مكان آخر نذهب إليه طالبين السلام والطمأنينة؟
وإذا أحسنّا التعمّق بهذه الإيقونة صامتين وفاتحين قلوبنا إلى الله، أمكننا سماع تنهّدات وتهليلات كلّ مَن سبقنا في النظر إليها مِن المؤمنين على مر العصور السابقة.
فما يجمع والدة الإله بيسوع المسيح هنا هو المثال الحقيقي الذي يجب أن نقتدي به في حياتنا لننمو عليه ونَبلغ الملكوت.


 
قديم 14 - 09 - 2020, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 29120 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,953

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ذكر إسمها و لا يتذكر إسُمه


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المكان : مستشفي في إحدي العواصم
البطل : رجل مُسن يعاني الزهايمر

قصة حقيقية يرويها طبيب بإحدي المستشفيات :

إذ يقول عن مريض لديه : عنده 65 سنة
يُعاني من فترة أثر الإصابة بجلطة دماغية
تركت لديه أثر في ذاكرته و تركيزه أدت إلي الزهايمر
تم الكشف عليه و كتبنا له تقرير لدكتور العصبيه

سألته ما إسمك !!!!
قال لست أتذكر تماماً

تابعت ورقة الكشف و عرفت إسمه منها

هرعت أنادي : هل من أي مرافق للحالة ؟!؟!؟

لم يرد أي أحد ندائي !!!!

سألته هل من أي شخص معك كي ما تخرج بصحبته ؟

جاوبني بصوت خافت ..... نعم سيدي إنها مريم !!!!! زوجتي

و بدء ينادي بصوت عالي : مريم .. مريم .. مريم
و قام يمشي لوحده

أحسست بالخوف أن يتوه عن زوجته
و بدأت أنا الأخر أنادي معه على زوجته

لكن لا صدي لأي نداء !!!!!


بدء المريض يتوتر أكتر و ينادي بخوف شديد
و بكاء كمثل الطفل اللي فقد أمه

و ينادي بصوت مرتفع أكثر ف أكثر يا مريم يا مريم

و شرعت أنا أيضاً أبحث عنها كي ما أخفف من حده توتره

و فجأة ظهرت

إرتسمت علي وجهي ملامح الغضب الشديد
و قولت لها ليه مشيتي كان هيجنن عليكي

فقالت في خجل : آسفة جداً كنت أحضر أوراق له من السيارة

و سريعاً دخلت عليه

و هنا كان تأثيري الأكثر بالموقف
يبكي بشدة مثل الطفل

سبتيني ليه
سبتيني ليه

قالت له انا أسفة يا حبيبي
كنت أحضر ورق يخصك

( و تقبل رأسه و يده و تحضنه بشدة )
و هو مسترسلاً في البكاء لا تتركيني وحدي تاني
أنا مليش حد غيرك فى الدنيا

و هي انا مش هسيبك أبدا أنت نور عنيا

و إتسند عليها و خرجوا ...


كل علاقة تُبني على الوفاء و الإخلاص تنبض بالحياة حتي آخر لحظة

لهذا




" إذا ليسا بعد إثنين بل جسد واحد.
فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان متى 19 :6 "
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025