10 - 04 - 2013, 08:00 PM | رقم المشاركة : ( 2871 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وظيفة المسيح الثلاثية تطرقنا في الدرس الماضية الى كون المسيح وسيط بين الإنسان والله وبين الله والإنسان. ووساطة المسيح هي بالحقيقة أحد وظائفه التي تصف عمله. السيد المسيح عمل ويعمل وسيعمل، بحسب وظائفه المختلفة. وظيفة المسيح الثلاثية هو مصطلح يُستعمل لوصف أعمال المسيح المختلفة كنبي وكاهن وملك. قبل أن ننسب كل وظيفة للمسيح وكيفية تحقيقه لها، لنتعرف سوياً على هذه الوظائف بحسب الكتاب المقدس بصورة بسيطة ومختصرة:
فمن ناحية النبوة، كان المسيح نبي بل هو نفسه كان موضوع النبوة. فشخصه وعمله هما النقطة الأساسية لنبوة العهد القديم. أقوال المسيح كانت نبوية لأكثر من بُعد ففيه أعلن تحقيق النبوات وفيه أيضاً أعلن عن نبوات المستقبل. والمسيح لم يعلن كلمة الله فحسب بل هو نفسه كلمة الله. من ناحية الكهنوت فالمسيح قام بدور الكاهن بل وبدور رئيس الكهنة أيضاً. قدم المسيح الذبيحة لمرة واحدة والى الأبد، فهو الذبيحة وهو مقدمها (كاهنها) أيضاً. من ناحية المُلك، فالمسيح هو الملك على المؤمنين بكونه الملك الروحي الذي يملك على شعبه (المؤمنين) وله سلطان الخلاص والفداء. كانت هذه الوظائف في العهد القديم يقوم بكل منها شخص منفصل. لكن هذه الوظائف الثلاثة تملثت بشكل سام في شخص يسوع المسيح ولكي نفهم عمل المسيح بشكل تام علينا ان لا ننظر لكل وظيفة بشكل منفصل بل علينا ان ننظر إليه وهو يعمل بهذه الوظائف الثلاثة جميعا. الخلاصة المسيح له ثلاثة وظائف رسمية. المسيح هو النبي بل هو موضوع وتحقيق نبوة العهد القديم. المسيح كاهن فهو الذبيحه وهو مقدمها. المسيح هو الملك فهو الممسوح ملكاً للملوك ورباً للأرباب. من المهم أن ننظر لأعمال المسيح من خلال وظائف المختلف جميعاً لكي نفهم أعماله ومعانيها. |
||||
10 - 04 - 2013, 08:02 PM | رقم المشاركة : ( 2872 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع المسيح الوسيط مصطلح الوسيط يُعنى به الشخص الذي يقف بين شخصين او جماعتين في حالة حدوث نزاع راغباً المصالحة بينهم. وهذا المصطلح ينطبق تماماً على السيد المسيح بكونه الوسيط بين الله والإنسان. فبحسب التعبيرات الكتابية فأن البشر في عداوة ضد الله بسبب تمردنا ورفضنا طاعة ناموس الله ولهذا السبب أصبحنا تحت غضب وعدل الله. وهنا يأتي دور المسيح ليُحقق المصالحة بيننا وبين الله، إذ عين الله ابنه وأرسله لكي يكون وسيطنا. جاء المسيح بكامل العظمة الألهية فهو الله المتجسد الذي أخذ الطبيعة البشرية وبارادته أخضع نفسه لمتطلبات ناموس الله. مصالحة المسيح تختلف عن المصالحة البشرية، فالمسيح لم تكن مصالحته محاولة لإقناع الآب ان ينحي غضبه بل بالاحرى في مشورة الله الازلية كان هناك إتفاق تام بين الآب والابن بأن يأتي الابن كوسيط لنا بيننا. وساطة المسيح كانت ناجحة لانه حقق السلام بين الطرفين إذ أعلن الرسول أن لنا سلاماً مع الله بواسطة المصالحة التي قام بها المسيح: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح". الخلاصة الوسيط هو الشخص الذي يعمل من أجل تحقيق المصالحة بين أطراف متنافرة. المسيح قام بدور الوسيط لمصالحتنا مع الله. الابن والآب كانا على إتفاق منذ الأزل ان يكون المسيح وسيطنا. عمل المسيح كوسيط يسمو عن أي وساطة بشرية. |
||||
10 - 04 - 2013, 08:06 PM | رقم المشاركة : ( 2873 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صعود المسيح تخبرنا كلمة الله في الكتاب المقدس أن المسيح بعد صلبه وقيامته صعد الى السماء على مرأى من تلاميذه ورسله وعدد من الجموع. صعود المسيح إشارة الى دخول المسيح لمجده الذي أخلاه. صعود المسيح وخروجه عن عالمنا يصوره لنا لوقا بأن سحابة أخذته عن أعين الذين كانوا يشخصون إرتفاع المسيح البهي الذي فيه إعلان لمجد الله المشرق. صعود المسيح هو إشارة الى ذهابه الى مكان خاص لاجل مهمة خاصة، إذ ذهب الى يمين الآب لكي يُتوج ويُثبت كملك. كذلك صعد المسيح لكي يدخل قدس أقداس السماء مواصلاً عمله كرئيس كهنتنا الأعظم. جلوس المسيح عن يمين القوة فيه يمارس المسيح أيضاً دوره كديان العالم, فهو ديان شعوب وأمم الأرض كلها. هذه الصورة ينقلها لنا الشهيد إستفانوس في أعمال الرسل 7، إذ شخص إستفانوس الى السماء وهو ممتلى من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله. فقال ها أنا أنظر السموات مفتوحة وإبن الإنسان قائماً عن يمين الله. سكب الله روحه القدوس في الكنيسة بعد صعود المسيح، ليطبق عمل المسيح في الخلاص على المؤمنين. الخلاصة صعد المسيح بعد صلبه وقيامته تاركاً عالمنا ومعطياً لنا الروح القدس. في صعود المسيح دخل المسيح في مجده مُجدداً. في صعود المسيح غاية وغرض، إذ إنه توج كملك الملوك ليملك على كنيسته وليمارس دوره كرئيس الكهنة السماوي. في جلوس المسيح عن يمين الآب أخذ كرسي السلطان لكي يشفع فينا ولكي يدين كل من لم يؤمن به. |
||||
10 - 04 - 2013, 08:06 PM | رقم المشاركة : ( 2874 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مجد المسيح يميل الإعتقاد البشري الى تصوير المجد بالنتائج والإنتصارات والنجاح والشهرة الشخصية. المجد بلغة الله ليس له علاقة بسلطان او غنى أو جمال مادي. مجد الله هو عظمة الله الفائقة وجمال روحه اللامع المشرق. هذا المجد لم يكن دائماً ظاهراً في فترة خدمة المسيح لانه كما يُخبرنا الرسول البولس إن المسيح أخلى نفسه (فيلبي 2: 7) اخذاً صورة عبد كشبه الناس. وهذا يعني المسيح كان يملك المجد لكنه أختار أن يخلي نفسه منه في فترة مُعينة لغرض مُعين. فالعهد الجديد مليئ بالإشارات لمجد المسيح وأوضحها هذه التي أختار فيها المسيح أن يظهر مجده لغيره، فأظهر مجده لتلاميذه في بداية خدمته (يوحنا 2: 11) وعندما صعد بالتلاميذ للجبل وصارت ثيابه بيضاء كالنور (متى 17: 3) الخ من الشواهد الكتابية التي توضح إعلان المسيح عن مجده. ومن المهم التمييز بين مجد المسيح المشع المنور وبين إنعكاس نور الله في موسى في العهد القديم. فموسى أصبح نوراً لان مجد الله شع عليه وهو أصبح يعكس هذا النور. أما المسيح فهو أصل وسبب هذا المجد وبالتالي سبب ومصدر هذا النور (المجد). الخلاصة المجد الإلهي يختلف عن معنى المجد البشري الذي يُصور بالغنى والشهرة والإنجازات الشخصية. مجد الله هو جمال روح المشرق النابع من عظمته. المسيح له كامل المجد الإلهي لكنه اختار ان يخلي مجده في بعض من فترة خدمته. المسيح أختار ان يظهر نوره ومجده في بعض الحوادث. مجد المسيح هو مجد الله وليس إنعكاسه كما حدث مع موسى في العهد القديم. |
||||
10 - 04 - 2013, 08:08 PM | رقم المشاركة : ( 2875 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معمودية المسيح قبل أن يبدأ المسيح خدمته كان يوحنا المعمدان يتجول كارزاً بإقتراب ملكوت الله. معمودية يوحنا المعمدان كانت شئ جديد في الوسط اليهودي حتى إعتبر بعض رجال الدين اليهودي بأن معموديته للتوبة هي هرطقة وإهانة للطقوس اليهودية. إذا تمعنا في معمودية يوحنا سنرى بينها وبين معمودية العهد الجديد إرتباط بشكل وثيق. معمودية يوحنا المعمدان تنتمي للعهد القديم لان المسيح والعهد الجديد لم يبدأ الا بعد تعميد المسيح وإنتهاء خدمة يوحنا المعمدان. كان المسيح راغباً في الخضوع لمعمودية يوحنا المعمدان بل وأصر عليها بالرغم من إعتراضات يوحنا بعدم إستحقاقه ان يُعمد المسيح. لكن لان الرب يسوع كان يقوم بدوره كالمسيا قبل ان يخضع لكل متطلبات الناموس. عندما دخل المسيح نهر الأردن لكي يستقبل معمودية يوحنا المعمدان كان هذا إعلاناً لبدأ المسيح لخدمته على الأرض بالجسد. فلم يُعمد المسيح فقط بل مُسِحَ من الروح القدس بمثابة الرسامة بإعتباره المسيح. الخلاصة معمودية يوحنا المعمدان كان إستعداداً لمجئ المسيح وإعلاناً لإقتراب ملكوت الله. قبل الرب يسوع الخضوع للمعمودية ليس إغتسالاً من خطاياه لانه بار وكامل لكن تلبية لجميع شروط المسيا المخلص وخضوعه للناموس. معمودية المسيح ومسحه من الروح القدس كان إعلان ورسم لبداية المسيح لخدمته. |
||||
10 - 04 - 2013, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 2876 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع المسيح الأبن الوحيد يعلمنا الله من خلال الكتاب المقدس بأن يسوع المسيح هو الابن الوحيد للآب (يوحنا 1: 14). ولاشك ان يسوع المسيح فريد في بنوته مع الآب وما من أحد آخر ولدة بمعنى ولادة الابن. معنى الولادة هو إنبثاق الابن ازلياً من الآب، ليس كشئ مخلوق بل بإعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس. وهذا هو الحد الفاصل لصد هرطقة آريوس التي ظهرت في القرن الرابع والتي دعى فيها آريوس الى أن بنوة المسيح جعلته أعلى من الملائكة لكنه مخلوق وذو بداية وهو شئ مخالف للتعليم الكتابي ولما علمته الكنيسة من فجرها بأن الابن مولود وليس مخلوق. محاججة هرطقة آريوس كانت تعتمد على تفسير كلمة "مولود" بأنها إشارة الى خلق الابن. لكن من يرجع للعهد الجديد يرى إنه كُتب باللغة اليونانية لكن معظم الصيغ الفكرية والمفاهيم كانت تحمل المعنى العبري التي تم التعبير عنها بإستخدام كلمات يونانية. اما من جهة آخرى فالكنيسة دعمت إيمانها بأزلية وإلوهية المسيحي من خلال الإعتماد والنظر للعهد الجديد ككل وليس بعزل المفردات وتفسير الكلمات بمعزل عن المعنى والصورة العامة. الخلاصة يعلمنا الله من خلال الكتاب المقدس بأن يسوع المسيح هو الابن الوحيد للآب. بنوة المسيح فريدة ومعناها أيضاً فريد، فالابن انبثق ازلياً من الآب بإعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس. صححت الكنيسة المفاهيم الخاطئة لآريوس وهرطقته التي بصورة غير صحيحة الى معنى ولادة الابن من الآب. مجمع نيقية أكد على إن الابن مولود غير مخلوق رداً على آريوس في القرن الرابع. |
||||
10 - 04 - 2013, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 2877 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاد المسيح العذراوي الإيمان بالميلاد العذراوي هو الإيمان بأن ميلاد المسيح كان نتيجة حبل معجزي حملت فيه القديسة العذراء مريم بطفلها يسوع بقوة الروح القدس وبدون تدخل بشري. ميلاد المسيح العذراوي يُخبر الكثير عن طبيعة المسيح التي تطرقنا إليها في الدروس الأخيرة، فهو إنسان مولود من إمرأة كواحد منا، وهو إله إختار أن يدخل عالمنا بهذه الطريقة التي تشير إلى إلوهيته وقدرته على عمل الغير ممكن. فلوقا يُخبرنا إن مريم العذراء إضطربت عندما سمعت إعلان جبرائيل وتسألت "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟" فكان رد جبرائيل حاسم لطريقة فهمنا لميلاد المسيح بقوله "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله". ومن الجدير بالذكر أن جملة "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك" تعني وبكل وضوح عمل وتدخل الروح القدس المباشر في عملية ميلاد المسيح العذراوي. معجزة ميلاد المسيح العذراوي شئ خارق للطبيعة وشئ بلا شك حير كثيرين، لكن الكتاب المقدس أعلن عن هذا الميلاد بنبوات سابقة وبتأكيدات معاصرة للحدث أن الله اختار أن يدخل عالمنا بهذه الطريقة (راجع الشواهد الكتابية أدناه). الخلاصة الميلاد العذراوي هو الإيمان بأن العذراء مريم حبلت بالمسيح بحمل عذراوي كان نتيجة تدخل من الله بروحه القدوس وبدون أي تدخل بشري. ميلاد المسيح العذراوي يُخبر الكثير عن طبيعة المسيح ناسوتاً ولاهوتاً مشيراً وبقوة الى إلوهية المسيح وإختيار الله أن يدخل عالمنا بهذه الطريقة. الكتاب المقدس أعلن بنبؤات في العهد القديم وأكد على تحقيقها في العهد الجديد، بأن ميلاد المسيح هو عذراوي وبتدخل مباشر من الروح القدس لا غير. |
||||
10 - 04 - 2013, 08:12 PM | رقم المشاركة : ( 2878 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح بلا خطية عقيدة المسيح بلا خطية هي عقيدة تشير الى أن ناسوت المسيح كامل ولم يفعل خطيئة بل أطاع الناموس بالكامل. من المهم أن نؤكد على إن الكمال هنا بطبيعة الحال يُقصد به كمال الناسوت وليس كمال اللاهوت لانه من غير الضروري المحاججة على كمال الله، المسيح كامل بلاهوته وناسوته. ذكرنا في الدروس السابقة بعض الهرطقات والردود التي قدمتها الكنيسة ضدها، وأنه لجدير بالذكر أن عقيدة كمال المسيح وعدم عمله لخطية عقيدة لم تلقى أي إعتراض او أي مغالطات من أي هراطقة عبر التاريخ، فالكل أتفق على أن ناسوت المسيح كامل ولم يفعل أي خطيئة. أن يكون المسيح بلا خطية هو شئ يحمل أبعاد كثيرة، فهو المثال والنموذج الذي نسعى لاجله، لكنه في نفس الوقت شئ جوهري وأساسي في تحقيق الفداء الذي يستوجب أن يكون المسيح كامل وبلا دنس أو عيب. حياة المسيح كانت حياة كاملة فلم يكسر المسيح أي وصية لناموس الأعمال، بل أطاع حتى الختان والمعمودية وحتى بعمل المشيئة الإلهية. وبعدم إرتكاب المسيح أية خطية أهل نفسه أن يكون الذبيحة الكاملة من أجل خطايانا، إذ أوفى المسيح الناموس بالكامل ليكون بديلاً عنا في تلقيه لعقوبة خطايانا ولكي نحصل نحن على بركات عهد الله. لم يمت المسيح من أجل خطايانا فقط بل عاش أجل حياة الطاعة الكاملة المطلوبة لأجل خلاصنا. الخلاصة عقيدة كمال المسيح وكونه بلا عيب ودنس عقيدة تشير لناسوت المسيح الكامل الذي لم يفعل خطيئة بل أطاع الناموس بالكامل. كون المسيح بلا خطيئة شئ مهم لنا كنموذج وضروري لإتمام عمل الفداء. بطاعة المسيح الكاملة وكماله وخلوه من الخطية حصلنا نحن على البر الذي نحتاجة من أجل خلاصنا. |
||||
11 - 04 - 2013, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 2879 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما الذي منع الناس عن الإيمان...؟
وما منع االناس أن يؤمنوا بربهم!؟ سكنت أرملة فقيرة على شاطئ البحر، وكان ولدها البحار قد سافر منذ سنة إلى البلاد البعيدة، ولم يعد. فكانت الأم تنتظره يومياً لعله يعود، رغم قول الجيران لها أن تقطع الأمل من عودته، لأنه لو كان ما يزال حياً، لكاتبها. وأصرت الأم على موقفها، قائلة أنها لا تصدق خبر وفاته، بل سترقبه حتى يعود إليها. وكما كانت هذه الأم تنتظر عودة ولدها، هكذا الله ينتظر رجوع كل الناس إليه. ولكن يا للعجب، فكثير من الناس يريدون الإيمان ولا يقدرون على ذلك، ويعيشون في قبضة الشك! وثقل الكابوس الضاغط عليهم! فما هو سبب عدم الإيمان وإحجامنا عن الرجوع إلى ربنا؟ يوجد أناس، يتهجمون على الله، ويضعون الحق عليه بقولهم أنه لو أراد لجعلهم مؤمنين. إنهم أغبياء، لأن الحق ليس على الله، بل على كل فرد، فالله يريد أن يقبل الجميع خلاصه. ولكن في حياة الإنسان توجد موانع تسبب عدم الإيمان فيه. فاسمح لنا أن نبحث بعض هذه الموانع التي تصد قدرة الإنسان عن الإيمان بالله. يقول البعض: «نحن ضعفاء. من منا يقدر أن يتصل بالله ويدركه؟» فلو كان هذا القول حقاً، لمتنا وهلكنا جميعاً، لأننا نجسون. ولكن منذ المسيح كفّر عن خطايا البشر، فلا يهلك أحدهم لأجل خطاياه وضعفه بل لروحه المتكبر العنيد. فإن الإنسان بطبيعته متمسك بالبر الذاتي طامع أن يبين قدرته ولا يريد الاهتداء، لقبول نعمة ربه. كما صرّح شاب في إحدى مناقشاته عن الإيمان: لا أريد قبول هدية بل أصمم أن أربح السماء باجتهاداتي. ولم يدرك الشاب حقيقة قلبه الشرير، لأنه لا خلاص بلا مخلّص ولا نعمة بدون انكسار الكبرياء أمام المنعم. وإن لم تستطع الإيمان، فذلك لا بد أن يكون بسبب خطية معينة في حياتك. والروح القدس يذكرك بها مرة بعد أخرى، حتى تنكسر وتعترف أنك أنت الخاطئ. ولربما كذبت، ولا تقدر أن تنسى كذبتك. حدث مرة أن شاباً خدم في محل تجاري، وطلب منه سيده أن ينظف كل المحل بعد انتهاء العمل، فزعل لأنه كان على موعد مع خطيبته. ولما ابتدأ بتنظيفه بسرعة وبلا وعي منه، حطم الباب الزجاجي بالمكنسة فتساقطت أجزاؤه في مدخل المتجر قطعاً مهشمة. ولما سأله صاحب المحل في اليوم الثاني عما حدث، قال: «الهواء ضرب الباب فانكسر». ولكنه بعد هذه الكذبة، أخذ ضميره يؤنبه ويدفعه للاعتراف جهراً. وظلت هذه الكذبة رابضة على صدره مدة عشر سنوات كاملة، حتى اعترف بها أخيراً لصاحب المحل. ومنذ هذه اللحظة ابتدأ الفرح في قلبه ونهض لإيمان حي. وفي أحد المصانع كانت تحدث سرقات مستمرة، وقد اشترك أحد الموظفين بالسرقة. ولكن ضميره استيقظ قائلاً له: «اعترف باشتراكك في السرقة». ولكن صوتاً آخر في نفسه كان يقول: «لا، إن اعترفت تفقد ثقة الرئيس». وعاش هذا الموظف سنوات طويلة في هذا الانقسام النفسي. والتقى مرة بصديق مؤمن، كلّمه عن المسيح الحق والخلاص الحاضر لأجله. فسمع فجأة صوتاً عالياً في قلبه يقول: «اعترف الآن بذنبك قبل فوات الأوان». فعاد الموظف إلى بيته وكتب اعترافه إلى صاحب المحل بدموع الندامة والتوبة. فحصل على جواب من رئيسه الذي أعجبه إعجاباً كبيراً حيث كتب له: «شكراً لاعترافك قد سامحتك، وأعتبرك شخصاً أميناً، وأتكل عليك اتكالاً كاملاً. وإن عدت للعمل عندي فأرحب بك، كأنه لم يحدث شيء من قبل». ومن هذه اللحظة تحرر الموظف وابتدأ الإيمان في قلبه، وثبت في غفران ربه. وربما تكون شهوة الجسد هي المانع لإيمانك، لأن كل تلاعب بجسدك يمنعك من الإيمان الحي. وأنت تعلم من صميم قلبك أن الارتباطات النجسة تعارض سرورك. التجئ إلى المخلص من كل خطية، لأن امنياتك الصالحة لا تحررك حقاً. ولكن إن التجأت إلى المسيح تسمع صوته: «إِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» (يوحنا ٨: ٣٦). وتختبر عندئذ الحق الأزلي، إنه قد غفر ذنبك. ولربما تكون محبة المال في حياتك، هي المانع للإيمان. لأن الميل للممتلكات والحرص على النقود يقسي قلبك قساوة شديدة. وقد قال مرة أحد الأثرياء لقسيس: «صلّ معي، لأتأكد من خلاص نفسي». وبحثوا قبل الصلاة عن طريقة لحصول هذا الخلاص، فظهر بسرعة أن هذا الفتى كان مقيداً بالبخل، ولم يرد الحل من هذه القيود المذهبة. فحبه للمال وطموحه للممتلكات منعت عنه الإيمان، فبقي بدون فرح صحيح. إن البخل والحسد هما أصل كل الشر. فسائل نفسك، هل أنا رب على مالي؟ أو أن مالي هو ربي؟ فإن أدركت أنك صرت عبداً للمال، فالتجئ إلى المسيح، ليحررك من قيودك. لأنك وأنت مقيد بها، لا تقدر على الإيمان. وقال المسيح: «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ» (متّى ٦: ٢٤). فإذا عرفت خطأك فنقترح عليك أن تسلم للرب يسوع ارتباطاتك، وتعترف أمامه بسيئاتك. فيفتح باب الإيمان لك، ويساعدك لمسير مستقيم. إن المسيح يحررك من عبودية الخطية وسلطتها الشنيعة ويطهرك ويقدسك تماماً. فعندئذ تعرف ألا شيء يفصلك عن الله. فتذهب إلى القدوس وتعرف أنه المحبة. وتشكره مسلّماً له حياتك ثابتاً في شركته إلى الأبد. تب وآمن ببشرى الخلاص المعطى لك بالمسيح...آمين أشكرك أحبك كثيرأ يسوع المسيح يحبكم جميعاً |
||||
11 - 04 - 2013, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 2880 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما الذي منع الناس عن الإيمان...؟
وما منع االناس أن يؤمنوا بربهم!؟ سكنت أرملة فقيرة على شاطئ البحر، وكان ولدها البحار قد سافر منذ سنة إلى البلاد البعيدة، ولم يعد. فكانت الأم تنتظره يومياً لعله يعود، رغم قول الجيران لها أن تقطع الأمل من عودته، لأنه لو كان ما يزال حياً، لكاتبها. وأصرت الأم على موقفها، قائلة أنها لا تصدق خبر وفاته، بل سترقبه حتى يعود إليها. وكما كانت هذه الأم تنتظر عودة ولدها، هكذا الله ينتظر رجوع كل الناس إليه. ولكن يا للعجب، فكثير من الناس يريدون الإيمان ولا يقدرون على ذلك، ويعيشون في قبضة الشك! وثقل الكابوس الضاغط عليهم! فما هو سبب عدم الإيمان وإحجامنا عن الرجوع إلى ربنا؟ يوجد أناس، يتهجمون على الله، ويضعون الحق عليه بقولهم أنه لو أراد لجعلهم مؤمنين. إنهم أغبياء، لأن الحق ليس على الله، بل على كل فرد، فالله يريد أن يقبل الجميع خلاصه. ولكن في حياة الإنسان توجد موانع تسبب عدم الإيمان فيه. فاسمح لنا أن نبحث بعض هذه الموانع التي تصد قدرة الإنسان عن الإيمان بالله. يقول البعض: «نحن ضعفاء. من منا يقدر أن يتصل بالله ويدركه؟» فلو كان هذا القول حقاً، لمتنا وهلكنا جميعاً، لأننا نجسون. ولكن منذ المسيح كفّر عن خطايا البشر، فلا يهلك أحدهم لأجل خطاياه وضعفه بل لروحه المتكبر العنيد. فإن الإنسان بطبيعته متمسك بالبر الذاتي طامع أن يبين قدرته ولا يريد الاهتداء، لقبول نعمة ربه. كما صرّح شاب في إحدى مناقشاته عن الإيمان: لا أريد قبول هدية بل أصمم أن أربح السماء باجتهاداتي. ولم يدرك الشاب حقيقة قلبه الشرير، لأنه لا خلاص بلا مخلّص ولا نعمة بدون انكسار الكبرياء أمام المنعم. وإن لم تستطع الإيمان، فذلك لا بد أن يكون بسبب خطية معينة في حياتك. والروح القدس يذكرك بها مرة بعد أخرى، حتى تنكسر وتعترف أنك أنت الخاطئ. ولربما كذبت، ولا تقدر أن تنسى كذبتك. حدث مرة أن شاباً خدم في محل تجاري، وطلب منه سيده أن ينظف كل المحل بعد انتهاء العمل، فزعل لأنه كان على موعد مع خطيبته. ولما ابتدأ بتنظيفه بسرعة وبلا وعي منه، حطم الباب الزجاجي بالمكنسة فتساقطت أجزاؤه في مدخل المتجر قطعاً مهشمة. ولما سأله صاحب المحل في اليوم الثاني عما حدث، قال: «الهواء ضرب الباب فانكسر». ولكنه بعد هذه الكذبة، أخذ ضميره يؤنبه ويدفعه للاعتراف جهراً. وظلت هذه الكذبة رابضة على صدره مدة عشر سنوات كاملة، حتى اعترف بها أخيراً لصاحب المحل. ومنذ هذه اللحظة ابتدأ الفرح في قلبه ونهض لإيمان حي. وفي أحد المصانع كانت تحدث سرقات مستمرة، وقد اشترك أحد الموظفين بالسرقة. ولكن ضميره استيقظ قائلاً له: «اعترف باشتراكك في السرقة». ولكن صوتاً آخر في نفسه كان يقول: «لا، إن اعترفت تفقد ثقة الرئيس». وعاش هذا الموظف سنوات طويلة في هذا الانقسام النفسي. والتقى مرة بصديق مؤمن، كلّمه عن المسيح الحق والخلاص الحاضر لأجله. فسمع فجأة صوتاً عالياً في قلبه يقول: «اعترف الآن بذنبك قبل فوات الأوان». فعاد الموظف إلى بيته وكتب اعترافه إلى صاحب المحل بدموع الندامة والتوبة. فحصل على جواب من رئيسه الذي أعجبه إعجاباً كبيراً حيث كتب له: «شكراً لاعترافك قد سامحتك، وأعتبرك شخصاً أميناً، وأتكل عليك اتكالاً كاملاً. وإن عدت للعمل عندي فأرحب بك، كأنه لم يحدث شيء من قبل». ومن هذه اللحظة تحرر الموظف وابتدأ الإيمان في قلبه، وثبت في غفران ربه. وربما تكون شهوة الجسد هي المانع لإيمانك، لأن كل تلاعب بجسدك يمنعك من الإيمان الحي. وأنت تعلم من صميم قلبك أن الارتباطات النجسة تعارض سرورك. التجئ إلى المخلص من كل خطية، لأن امنياتك الصالحة لا تحررك حقاً. ولكن إن التجأت إلى المسيح تسمع صوته: «إِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» (يوحنا ٨: ٣٦). وتختبر عندئذ الحق الأزلي، إنه قد غفر ذنبك. ولربما تكون محبة المال في حياتك، هي المانع للإيمان. لأن الميل للممتلكات والحرص على النقود يقسي قلبك قساوة شديدة. وقد قال مرة أحد الأثرياء لقسيس: «صلّ معي، لأتأكد من خلاص نفسي». وبحثوا قبل الصلاة عن طريقة لحصول هذا الخلاص، فظهر بسرعة أن هذا الفتى كان مقيداً بالبخل، ولم يرد الحل من هذه القيود المذهبة. فحبه للمال وطموحه للممتلكات منعت عنه الإيمان، فبقي بدون فرح صحيح. إن البخل والحسد هما أصل كل الشر. فسائل نفسك، هل أنا رب على مالي؟ أو أن مالي هو ربي؟ فإن أدركت أنك صرت عبداً للمال، فالتجئ إلى المسيح، ليحررك من قيودك. لأنك وأنت مقيد بها، لا تقدر على الإيمان. وقال المسيح: «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ» (متّى ٦: ٢٤). فإذا عرفت خطأك فنقترح عليك أن تسلم للرب يسوع ارتباطاتك، وتعترف أمامه بسيئاتك. فيفتح باب الإيمان لك، ويساعدك لمسير مستقيم. إن المسيح يحررك من عبودية الخطية وسلطتها الشنيعة ويطهرك ويقدسك تماماً. فعندئذ تعرف ألا شيء يفصلك عن الله. فتذهب إلى القدوس وتعرف أنه المحبة. وتشكره مسلّماً له حياتك ثابتاً في شركته إلى الأبد. تب وآمن ببشرى الخلاص المعطى لك بالمسيح...آمين أشكرك أحبك كثيرأ يسوع المسيح يحبكم جميعاً |
||||