![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2811 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل هناك كذب مُباح في المسيحية؟ ![]() سنوات مع إيميلات الناس سؤال: ماذا عن الكذب عند الضرورة القصوى وهل يمكن ان ينطبق علية قول داود النبى اقع في يد الله ولا اقع فى يد الناس الإجابة: لا! الكذب هو كذب! لا يوجد له أسماء ولا ألوان ولا أنواع.. ولا يوجد في المسيحية ما قد يوجد في أديان أخرى من مواضيع "الكذب المباح"، أو "المعاريض" التي فيها يقول الشخص أمرًا، وهو يعني في قلبه أمر آخر، ويجعل السامع يفهم الكلام على محمل غير سليم، ولا حتى "التقية" التي هي إخفاء مُعْتَقَدٍ ما خِشية الضرر المادي أو المعنوي.. كل هذا لا علاقة له بالمسيحية في شيء.. "بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 15). لا تستهِن بخطية الكذب.. اقرأ ما يقوله الكتاب عن المرفوضين من دخول الملكوت الأبدي: "وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي»" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 8).. انظر جيدًا كلمة "جميع الكذبة".. أي بكل أنواعهم وأصنافهم ومستوياتهم.. بل الأكثر من هذا يستمر فيقول عن الذين في جهنم: "لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 15).. يقول: "كل مَنْ يحب ويصنع كذبًا".. الذي يحب الكذب، ويصنعه غير مقبول لدى الله.. وعندما نقول الكذب بأنواعه، فهناك أنواع كثيرة من الكذب.. منها صانعوا الشائعات ومروجوها، ونقل الكلام بصورة غير صحيحة، والمبالغة، والنفاق والمحاباة، والرياء، وأنصاف الحقائق.. إلخ. هناك آيات كثيرة أيضًا عن موضوع الكذب، نذكر منها: "اِبْتَعِدْ عَنْ كَلاَمِ الْكَذِبِ" (سفر الخروج 23: 7) "تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ" (سفر المزامير 5: 6) "لِتُبْكَمْ شِفَاهُ الْكَذِبِ" (سفر المزامير 31: 18) "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي جَعَلَ الرَّبَّ مُتَّكَلَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْغَطَارِيسِ وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِب" (سفر المزامير 40: 4) "خَطِيَّةُ أَفْوَاهِهِمْ هِيَ كَلاَمُ شِفَاهِهِمْ. وَلْيُؤْخَذُوا بِكِبْرِيَائِهِمْ، وَمِنَ اللَّعْنَةِ وَمِنَ الْكَذِب الَّذِي يُحَدِّثُونَ بِهِ." (سفر المزامير 59: 12) "أَفْوَاهَ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ تُسَدُّ" (سفر المزامير 63: 11) "لاَ يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ" (سفر المزامير 101: 7) "طَرِيقَ الْكَذِبِ أَبْعِدْ عَنِّي، وَبِشَرِيعَتِكَ ارْحَمْنِي" (سفر المزامير 119: 29) "أَبْغَضْتُ الْكَذِبَ وَكَرِهْتُهُ، أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُهَا" (سفر المزامير 119: 163) "يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي مِنْ شِفَاهِ الْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ" (سفر المزامير 120: 2) "الَّذِينَ يُكَلِّمُونَكَ بِالْمَكْرِ نَاطِقِينَ بِالْكَذِبِ، هُمْ أَعْدَاؤُكَ" (سفر المزامير 139: 20) "لأَنَّ حَنَكِي يَلْهَجُ بِالصِّدْقِ، وَمَكْرَهَةُ شَفَتَيَّ الْكَذِبُ" (سفر الأمثال 8: 7) "شَفَةُ الصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ،، وَلِسَانُ الْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ الْعَيْنِ" (سفر الأمثال 12: 19) ""أَبْعِدْ عَنِّي الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ" (سفر الأمثال 30: 8) "لا تفتر الكذب على أخيك ولا تختلقه على صديقك" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 13) "لا تبتغ أن تكذب بشيء فان تعوُّد الكذب ليس للخير" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 14) "الكذب عار قبيح في الإنسان وهو لا يزال في أفواه فاقدي الأدب" (سفر يشوع بن سيراخ 20: 26) "السارق خير ممن يألف الكذب لكن كليهما يرثان الهلاك" (سفر يشوع بن سيراخ 20: 27) وتستطيع أن تبحث بنفسك في خانة البحث في الكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت عن المزيد من الآيات عن موضوع الكذب.. أما عن كلامك بخصوص الكذب في الضرورة القصوى كما تقول.. فيوضح الكتاب أن آخرة الكذب الضرر: "خُبْزُ الْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى" (سفر الأمثال 20: 17). بل الأصعب من ذلك أن الشيطان يعتبر أبو الكذاب! "ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ" (إنجيل يوحنا 8: 44). وعلى الجانب الآخر نرى الله كُلِّي القدرة والعظمة هو "اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ" (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 2). هناك نقطة قد يثيرها البعض، وهي عدم إجابة السيد المسيح على موعد نهاية العالم عندما سأله التلاميذ في قوله: "«مَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ" (إنجيل مرقس 13: 32). وقد قمنا بشرح الآية سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا، فاضغط على الرابط في نص الآية لقراءة الرد. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2812 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أقع في يد الله ولا أقع في يد إنسان وأما بخصوص الآية التي ذكرتها على لسان داود النبي: أقع في يد الله ولا أقع في يد الناس، فنصها الأصلي هو: "فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ" (سفر صموئيل الثاني 24: 14). للأسف هذا خطأ مزدوج وقع فيه السائل العزيز:- فمن جانب، لا يصح الاعتماد على آية واحدة فقط من الكتاب المقدس، بدون النظر للظروف التي قيلَت فيها، ومعناها المقصود، ومَنْ قائلها، وما هي روح الكتاب المقدس كله، والآيات الأخرى التي تتحدث عن نفس الموضوع.. ومن الجانب الآخر، الآية نفسها التي عرضها السائل، ليس معناها أن نقوم بعمل خطية لنقع في يد الله، أخف وطأة من أن نقع في يد إنسان! فهذا شرح غير سليم، وكان السائل العزيز سيفهمه بسهولة إذا لم يعتمد على آية واحدة فقط من الكتاب المقدس، وإذا قرأ الجزء الذي فيه الآية كاملًا.. فهل "اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ" (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 2) هو نفسه الذي يسمح به؟!! حاشا! هذه الآيات كانت تتحدث عن بعض عقوبات الله التي كانت مطروحة أمام النبي داود، عندما عرضها عليها النبي الرائي جاد، وأعطاه ثلاثة اختيارات كعقوبات، منها الحرب، أو المجاعة، أو الوباء.. واختار داود الوباء؛ فالحرب تجعلنا نسقط في يد أعدائنا. والمجاعة ستجعلنا نتذلل لهم ليعطونا ما نأكلهُ. أمّا الوباء فنحن فيه في يد الرب ومراحم الرب كثيرة. كما يقول بولس الرسول باندهاش لفهم البعض الخاطئ: "أَنُخْطِئُ لأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؟ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟!" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 15، 2)، وفي نفس الرسالة تعرض لهذا الأمر في قوله: ""أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا، وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ»؟ الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 8).. فهل مراحم الله التي نسعى إليها، نحصل عليها عن طريق الخطية؟! غير معقول يا صديقي.. * خيرٌ لي أن لا افعل ثم أقع في أيديكما من أن أخطا أمام الرب: بل على العكس من هذا.. يجب على الإنسان أن يهرب من الخطية ويتحمل أن يقع في يد إنسان عن طريق احتماله وصدقه، بدلًا من أن يهرب من يد الإنسان إذا كذب، ولكنه يقع في يد الله.. ونرى هذا جليًا في قصة العفيفة سوسنَّة في سفر دانيال النبي، التي قالت للشيخان اللذان أرادا أن يُخطئا معها: "فتنهدت سوسنة وقالت لقد ضاق بي الأمر من كل جهة؛ فإني إن فعلت هذا فهو لي موت وان لم افعل فلا أنجو من أيديكما.. ولكن خير لي أن لا افعل ثم أقع في أيديكما من أن أخطا أمام الرب" (تتمة سفر دانيال 2: 22، 23).. فقد فضَّلت أن يتهمها الشيخان في شرفها اتهامًا باطلًا، من أن تخطئ معهم في السر وتظل في نظر الناس شريفة.. ونفس الحال رأيناه في قصة العفيف يوسف.. والأكثر من هذا نراه في قول الكتاب: "مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 31). وتفسير هذا في قوله: "فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 11: 22). أي أننا يجب أن نحتمل ونظل في بِرنا وإتباعنا لوصايا الله، ولو أدى الأمر لأن يكون هنا أُناس ضدنا.. على أن نُخطئ ونقع في يد الله.. فالوقوع في يد الله ونحن أبرار، يجعلنا مؤهلين لرحمته وللطفه.. أما الوقوع في يد الله ونحن خطاة، في هذه الحالة يكون الوقوع في يد الله هو مخيف، ونقع في إطار الدينونة بسبب خطايانا.. وبنفس المنطق يقول الكتاب: "وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (إنجيل متى 10: 28).. أخيرًا نختتم بقول الكتاب: "لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 25). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2813 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() طريقة الصلاة لقداسة البابا شنودة الثالث ![]() المتواضع يتميز بالخشوع في صلاته.. إنه يشعر بضآلته، وهو يكلم ملك الملوك ورب الأرباب (رؤ19: 16) خالق السموات والأرض. وهكذا يقول له: من أنا يا رب حتى أتحدث إليك؟! ومن أنا حتى تميل بإذنك وتسمعني؟! إن كان إبراهيم أبو الآباء والأنبياء -حينما تحدث إليك- قال "عزمت أن أكلم المولى، وأنا تراب ورماد" (تك18: 27)، فماذا أقول أنا؟! أنا الذي لست شيئًا.. من أنا حتى أكلمك، أنت الذي يقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة، الشاروبيم والسارافيم."ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة". كيف أحشر نفسي وسط طغمات القديسين وأتحدث إليك؟! المتواضع يبدأ صلاته بالسجود والركوع، وبتمجيد الله. وإن وقف يصلي، يرفع يديه إلى فوق، ويحفظ حواسه جيدًا حتى لا تنشغل بشئ أثناء صلاته، مما يتعارض مع مهابته لله. إن سفر الرؤيا يرينا صورة عجيبة من المهابة والخشوع. فيما يخرّ الأربعة والعشرون قسيسًا قدام الجالس على العرش، ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين. ويطرحون أكاليلهم قائلين: أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة.." (رؤ4: 10، 11). فإن كان أولئك السماويون لابسو الأكاليل التي من ذهب يفعلون هكذا في خشوعهم أمام الله، فكم خشوع يجب علينا نحن الأرضيين؟! حقًا، إنه تنازل من الله أن يقبلنا مصلين، وأن ينصت إلينا ونحن نصلي. لذلك فالمتواضع يقول في صلاته: "لتدخل طلبتي إلى حضرتك" (مز119).. مجرد دخول صلواتنا إلى حضرة الله، أمر لا نستحقه. ففي اتضاع قلب، نطلب من الله أن يقبل صلواتنا، وأن يسمعنا.، . لأنه ليست كل الصلوات مقبولة. كصلاة الفريسي التي كانت بكبرياء قلب، وكصلوات أولئك الذين قال لهم الرب في سفر إشعياء النبي "حين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا" (أش1: 15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2814 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصلاة ![]() كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث الصلاة هى فتح القلب لله، لكي يتحدث معه المؤمن حديثا ممزوجا بالحب وبالصراحة. هى عرض النفس أمام الله. الصلاة هى صلة، صلة بين الإنسان والله. فهي إذن ليست مجرد حديث، إنما قلب يتصل بقلب. الصلاة هى شعور بالوجود في حضرة الله. هى شركة مع الروح القدس، والتصاق بالله.. الصلاة هى طعام الملائكة والروحيين، بها يتغذون ويذوقون الرب " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). الصلاة هى ارتواء نفس عطشانة إلى الله "اشتاقت نفسي إليك كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه" (مز 42: 1)، " باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز 63: 5). الصلاة هى تسليم الحياة لله ليديرها بنفسه " لتكن مشيئتك". الصلاة هى اعتراف بعدم كفاية جهدنا، وعدم كفاية ذكائنا، ولذلك نلتجئ إلى قوة أعلى منا ونجد فيها رعايتنا.. الصلاة هى إلغاء لاستقلالنا عن الله.. هى التقاء مع الله: نصعد إليه، وينزل إلينا.. هى تحويل النفس إلى سماء والى عرش الله.. ليست الصلاة فرضا ولا أمرًا ولا مجرد وصية ولا مجرد تقوى وعبادة.. إنها رغبة وشوق.. وإلا كانت ثقيلة نمارسها بتغصب من أجل الطاعة!! الصلاة ليست مجرد طلب. فقد يصلى الإنسان ولا يطلب شيئًا إنما يتأمل جمال الله وصفاته المحببة إلى النفس.. هكذا صلاة التسبيح والتمجيد.. أسمى من الطلب.. لا يستطيع أن يتمتع بالصلاة كما ينبغي، من له طلب آخر غير الله وحده. الصلاة هى موت كامل عن العالم، ونسيان كلى للذات، حيث لا يكون في الفكر سوى الله وحده.. الصلاة هى السلم الواصل بين السماء والأرض. هى جسر نعبر به إلى السماويات، حيث لا عالم هناك.. إنها مفتاح السماء.. إنها مجموعة من مشاعر، تتجسد في كلمات.. وقد توجد صلاة بلا كلام، بلا ألفاظ.. خفقة القلب صلاة.. ودمعة العين صلاة.. وإحساس النفس بوجود الله صلاة.. في ظل كل هذه المعاني، أتراك حقا تصلى..؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2815 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنا في عين الله (2)
![]() يعيش الإنسان في هذا العالم غير مدركاً، أو بالأحرى يتجاهل ذلك، أن الله يراه من فوق في كل لحظة من حياته، وأنه يهتم به ويراقبه حتى ينضج، ليرى هل سيحقق الهدف الذي خلقه من أجله؟. الله يريدنا أبناءً للملكوت لذلك يراقبنا بعينين كلهما رجاء وأمل منتظراً أن نتصرف كأبناء له لا كغرباء عنه، هذه المراقبة تكون على صعيدين: كيف نعيش حياتنا الخاصة، وأين الله منها؟؟ كيف نتعامل مع الأخر قريبنا، وأين الله فيها؟؟ أنا لن أجيب على هذه السؤالين بل سأذهب إلى أبعد من ذلك وسأذهب على قرب الله وأنظر معه إلى البشر في حياتهم وسأحاول أن أجيب عن الله (مجازياً) عن هذين السؤالين: فوجدت أن الله يراني من علاه: استيقظ كل يوم، أقوم بأعمالي الاعتيادية، أبحث عن التسلية والترفيه والاسترخاء والراحة محاولاً أن أقضي نهاري بشكل يرضي ميولي ورغباتي، يراها برضا إن كانت بعيدة عن الخطيئة، بالوقت ذاته يراقب جهادي ضد أهوائي التي تدفعني لارتكاب الخطيئة، وضد الشيطان الذي يستغل كل ضعف فيا كي يدفعني للوقوع في الكبرياء وحب الذات وفي الكثير من الأهواء التي تشكل جذراً أساسياً للخطيئة. فيتسأل لماذا لا أنتبه لهذه الأمور؟ ولماذا لا تعنيني؟ مع أنها هي الأساسية في خلاصي من سطوت الشيطان، وثم يسأل لماذا لا أطلب معونته إلا بعد الوقوع في الشر!! ؟؟ كان الأحرى بي أن أطلب كل يوم وهو سيدافع عني و سيقويني في لحظات ضعفي، ولكنه رغم نسياني وتجاهلي وأحياناً رفضي له فهو يساعدني. هو لا يراني عضواً في جسده أي في الكنيسة بل يراني لا مبالياً بها معتبراً إياها عالماً بعيداً عن عالمي الخاص لا بل يراني محارباً إياها أو فارضاً عليها آرائي وأنها برأي لا تسير بشكل صحيح لأنها لا تنفذ أفكاري ولا تطبق ما أراه. هو يراني لا أسأل سوى عن حياتي وكيف سأجني المال وسأحصل على الشهادات وأبني وأنجح ناسياً أن أذكره هو خالقي، ناسياً أنه يدعوني لبنوته كي أكوناً أبناً من أبناء ملكوت السماء لا يعرف الموت أبداً. هو يراني كيف أتعامل مع الآخرين فيرى التسلط والكبرياء والتصارع من سيكون الأفضل في نظر الآخر ومن سيكون بالمرتبة الأولى ومهما كان الثمن ولو كان بقهر القلوب أو باستغلال الخطيئة من كذب وقتل ورياء. فياترى كيف يراني الله أبناً أم غريباً؟؟؟؟؟؟ وأنا أسألك يا رب: أبعد تنظر إلى وتنتظرني أن آتي إليك؟؟؟؟ أتبكي علي أم تترجى عودتي؟؟؟؟ هل ستصرخ في وجهي وتقول كفاك غربة عني يا بني، أم ستنتظرني على قارعة الطريق بشوق لعودة ابنك من غربته؟؟؟؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2816 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من هو "أنا والآخر"
![]() "أين أنا منك؟" هذا السؤال الذي يبدو غامضًا - لأنه لم يوضح من هو "أنا"، ومن هو "الآخر" - يشير إلى سمة مميزة في الإنسان، ألا وهي الموقف. فكما قال أحدهم "الإنسان موقف" مما يعني أن الذي يميز الإنسان عن المخلوقات الأخرى هو قدرته على إدراك الأشياء التي من حوله، واتخاذه موقفًا منها. فعندما أدرك الإنسان الشمس، مثلاً، أخذ منها موقفًا هو العبادة، ولما زاد إدراكه لها واكتشف أنها لا تحمل أية قوة إلهية بدأ يغير موقفه منها تدريجيًا... وكلما ازداد فهمه وإدراكه لها تغيّر موقفه، إلى أن صار اليوم سيدًا يسخِّر الشمس أوالطاقة الشمسية لخدمته. وهكذا كان موقف الإنسان من أي شيء رآه وأدركه كالحيوانات، والأنهار، والأشجار، والأمطار، والسحب، إلخ... إلى أن وصل إلى إدراك وجود إله وذلك بمحاولاته الدؤوبة للوصول إليه؛ بالبحث خلف سر الوجود، وبالإحساس الداخلي بوجود كائن أعلى وأعظم يشده إليه، في نفس الوقت الذي كان الله فيه يعلن عن نفسه سواء من خلال الطبيعة أو الإنسان. ولأن الإنسان بمفرده كان عاجزًا عن الوصول إلى الله بحكم محدوديته فضلاً عن عدم طهارته، لذلك كان لا بد لله أن يتخذ المبادرة لأنه هو القادر على ذلك. فهو يملك الحكمة والقوة والشوق للإنسان. وهكذا كان قمة إعلان الله للإنسان في الإنسان يسوع المسيح. هذا الإعلان الكامل من الله عن شخصه، كان لا بد وأن يواجَه تلقائيًا بموقف من الإنسان، سواء سلبًا أو إيجابًا، والذين ينحون إلى الاتجاه السلبي، يتخذونه بواحد من أسلوبين: إما إنكار وجود الله تمامًا، أو الاعتراف بوجوده وإهماله في نفس الوقت (أي لا يكون الله لهم مركز الحياة)، وهكذا نستطيع أن نجد أن الإنسان - قصد أو لم يقصد - لا بد وأن يكون له موقف من الله الذي خلقه. لذلك عليك أن تسأل ذاتك هذا السؤال: ما هو موقفي من الله؟ وقبل أن تجيب عن السؤال أود أن أقدّم لك بعض النقاط فقد تجعلك تغير مفهومك عن الله وبالتالي تغير موقفك. 1- الله وحريتي كإنسان لقد رفض الكثيرون الله بدعوى أنه يقيّد حرية الإنسان... يلغي كيانه ويصبح هو المرجع الوحيد له. فالماركسية تقول: "إن الإنسان المتعب المقيّد الخانع يقذف كل آماله في الحرية والوجود إلى شخص آخر يتخيله أنه هو الله ويصبح عبدًا لذلك الإله الذي لم يحقق له حريته وإرادته في الأرض ليحققها له بعد الموت". ولقد رفض ماركس الإله المتجبر الطاغي المسيطر على الإنسان الذي يحدّ من حريته، يحييه متى شاء، ويميته متى شاء... يحدد له موعدًا لكل حدث في حياته... يجعله يستكين للفقر والجهل والمرض لأنها كلها من عند الله، وكأن قدرة الله الكلية تعني حتمًا الطغيان. ولكني أستطيع أن أقول إن كمال اقتدار الله يتجلى في سيطرته على قدرته أن يستخدم هذه القدرة لإيجاد المخلوق ثم يتخلى عنها ليهب المخلوق وجودًا ذاتيًا وحرية. فعندما أوجد الله الإنسان خلقه على صورته كشبهه في الإرادة والحرية. إن الله عندما خلق الإنسان تقبَّل أن تنتصب حرية تجاه حريته وأن تُرفض إذا شاءت إلى أبعد حدود الرفض. فالحرية معناها إمكانية الطاعة وإمكانية التمرد أيضًا. إن صورة الله المفروضة على البشر بقوة السلاح أو سطوة المال، لا بالاهتداء الشخصي والحرية المطلقة للإنسان، جعلت الإنسان يرفض هذا الإله المتجبر الطاغي. يقول أحد الفلاسفة الوجوديين: "الله موجود، إذًا فالإنسان عبد. الإنسان ذكي عادل حرّ، إذًا فالله غير موجود". لكن المسيحية تعطي للإنسان ملء قامته، إنها تدعوه ليكون شريكًا في الطبيعة الإلهية باستخدامه حريته وإرادته. إن إلهنا ليس إله أموات بل إله أحياء، إنه يقول في القديم: "إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا". من هذا يتضح لنا أن هدف الله، ليس هو أن يستعبدني بل أن يمدني بوجوده. وقد حدث هذا في المسيح الذي جاء ليعيدنا إلى صورة وشبه الله كما خلقنا، وليذكّرنا بهذه الحقيقة دائمًا كلما تأملنا في شخصه وفي حياته. إن جهنم هي المظهر السلبي لحرية الإنسان التي وهبها الله له. إنها اختيار رفض الله. هذا الاحترام الإلهي لحرية الإنسان يحدد بالضبط طبيعة الإيمان، فالإيمان يقين لكنه يقين حرّ، ذلك لأن الله يريد أن يُقْبِل الناس إليه تلقائيًا، لذلك فعوض أن يفرض وجوده علينا كما تفرض الحقائق الحسية أو العلمية ذاتها فرضًا، يحتجب لكي يتسنى لنا أن نُقْبِل إليه بحرية الحب... فالإيمان هو عمل اختيار حرّ. 2- الله وقراراتي اليومية ولكي أدرك علاقة الله بالقرارات اليومية التي اتخذها في حياتي تتداعى إلى الذهن فكرة الوكالة. فالوكالة هي حق قانوني يعطيه المالك إلى شخص آخر لا يملكه يُدعى الوكيل، به يملك التصرف في ممتلكات المالك في حدود نوعية الوكالة التي وهبها له. ويوجد نوعان من الوكالة: وكالة عامة، يتصرف بها الوكيل في كل ممتلكات المالك. ووكالة خاصة، حيث يتصرف الوكيل في جزء محدود من ممتلكات المالك ينص عليه في عقد الوكالة، "منزل، سيارة، إلخ...". وبالرجوع إلى قصة خلق الإنسان نجد أن الله خلق آدم وجعله وكيلاً عامًا، ثم خان آدم هذه الوكالة بسقوطه في الخطيئة فلم يعد هناك من البشر من هو مستحق لهذه الوكالة العامة، وبذلك أصبح كل إنسان وكيلاً عن جزء مما يمتلكه الله وهو الخاص بهذا الإنسان من ثروة ومواهب وإلخ... فكل ما يملكه الإنسان هو وكيل عام عنه، وفي نفس الوقت ما يملكه هو جزء من ملكية الله العامة، فيُعتبر وكيلاً خاصًا في هذا الجزء. ومن أهم بنود عقد الوكالة ما يلي: أ- أن تكون تصرفات الوكيل نافذة فالوكيل لا يملك ولكنه يأخذ صورة المالك... له الحق أن يبيع، ويشتري، ويؤجر، ويرهن، ويتعامل باسمه الشخصي، وتكون تصرفاته نافذة كأن المالك هو الذي قام بها تمامًا. وهكذا نرى أن الله لا يتدخّل في قراراتي اليومية لكنه يملك في النهاية حق محاسبتي كوكيل له. هو في كل وقت معي لكن القرار قراري. ب- أن يكون الوكيل أمينًا وهنا نقف قليلاً لندرك معنى الأمانة. ليس معنى أن أكون أمينًا لله هو أن ألغي أفكاري الخاصة. إن وجود الله في حياتي وأمانتي له لا يلغيان تفكيري بل يقدسانه، فليس الهدف هو عمل غسيل مخ لي، لكن الإنسان بثقافته وتكوينه الفكري يظل كما هو. وهذا ما فعله الله مع كل من تعامل معه، فهو لم يلغِ فكر إسحق نيوتن، أو جاليليو، أو لويس باستير، ولكنه قدس أفكارهم، وهكذا أيضًا لا يلغي الله نظرتنا للمال والجنس والمجتمع لكنه يقدسها. إن وجود شخص الله في حياتي لا يلغيني، ولكن يطهرني ويقدسني. ليس معنى أن أكون أمينًا لله هو ألا تكون لي شخصيتي المتميّزة؛ فكون الله يعمل في فكري، ليس معناه أن يجعلنا نسخة واحدة متكررة، فالله ليس في ذهنه صورة واحدة أو قالب واحد يريد صب الجميع فيه، لكنه يتعامل مع كل فرد على حدة، فلا يوجد إنسان مثل الآخر. إننا نخطئ كثيرًا إذا نظرنا إلى نموذج ما وقلنا هذا هو المسيحي الحق. إن المبادئ الأخلاقية أو المسيحية تختلف طرق تطبيقها من مكان لآخر، ومن زمن لآخر، ومن شخص لآخر. فلا يوجد اثنان يتطابقان تمامًا في علاقتهما بالله، لأن الله لا يعاملنا كقطيع أو جماعة، ولكن يعاملنا كأفراد متفرّدين، وعلى ذلك فالقرارات اليومية لا يتدخل فيها الله بصورة مباشرة ليملي قرارًا أو يمنع صدور آخر. ولأن الإنسان مهما فعل أو بذل من جهد لا يمكن أن يصل إلى الكمال في الأمانة، لذلك دبّر الله له الحل في آدم جديد وهبه وكالة عامة حتى أن كل الذين قبلوه قبلهم الله أيضًا، ومن خلاله صار للإنسان القدرة على أن يتصالح مع الله ثانية، وذلك بالإيمان في المسيح الذي جمعهما معًا في ذاته. 3- الله وتمتعي بالقوة والقدرة إن قبولي لله في حياتي وبناء علاقة شخصية معه يجعلانني أتمتع بأشياء كثيرة ومتعددة. فوجوده في حياتي يهبني قوة وقدرة لا يمكنهما أن يتحققا لي إن لم يكن هو بشخصه معي... هذه القوة تزداد عمقًا في علاقتي معه، فكلما ازددت عمقًا في علاقتي مع الله كان تمتعي بالقوة والمقدرة أكبر وأكثر. ونحن كثيرًا ما نتحدث عن الله عندما نتحدث في الروحانيات وننسى أن الله يهتمّ جدًا بأن يكون أولاده ناجحين في مجتمعهم وأسرهم وعلاقاتهم. إن الله يستطيع أن يرفعك فوق المصاعب والمشاكل التي تواجهك. إن وجود المسيح في حياتك يعطيك معنى القوة والقدرة اللتين تجدهما في الله في كل مناحي الحياة. فهو يملأ بالقوة، وعند اليأس يعطي رجاء، وفي الفشل صمودًا، وفي النجاح تواضعًا. إن الإله الذي أودّ أن تدركه ليس الإله المتجبّر الطاغي الذي يحدّ حريتك ويستمتع بهذا، بل هو الإله الذي يتلذّذ بحريتك، ويستمتع بالثقة فيك، ويجعلك وكيلاً عنه في كل قراراتك اليومية... الذي يشتاق أن يملأك بالقوة والقدرة... والذي يتلهّف ليسمع منك. أين أنا منك يارب ؟! يسوع المسيح يحبكم جميعاً |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2817 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مكافحة الآفات الروحية نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف دير السريان ![]() توجد آفات كثيرة للنبات، يتحتم علي الفلاح مقاومتها ومكافحتها حتي يحصل علي زرع جيد وثمر وفير، ومن هذه الآفات؛ الديدان والجراد والحشرات الضارة والفئران وأمراض النبات وغير ذلك، لو تواني الفلاح في مقاومة إحدي هذه الآفات، التهمت الزرع والثمر وضاع تعبه سُديً. نفس الأمر ينطبق علي الحياة الروحية لأن لها آفات كثيرة تريد تدميرها، أول أعداء الفضيلة هو الشيطان الذي يتحتم علينا مقاومته بشدة حسب نصيحة معلمنا يعقوب الرسول (قاوموا إبليس فيهرب منكم) " يع 4: 7 " ومعلمنا بطرس يقول (قاوموه راسخين في الإيمان) " 1 بط 5: 9". كذلك الخطية بكل أنواعها يجب مقاومتها بكل شدة، ومعلمنا بولس يوبخنا قائلًا (لم تقاوموا بعد حتي الدم مجاهدين ضد الخطية) " عب 12: 4". ومعلمنا بطرس ينصحنا كاب حنون قائلًا (أيها الأحباء أطلب إليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة) " 1 بط 2: 11 ط. والشهوات الجسدية أو أعمال السد وضحها معلمنا بولس الرسول وأظهر خطرها بقوله (أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنا. عهارة. نجاسة. دعارة. عبادة الأوثان. سحر. عداوة. خصام. غيرة. سخط. تخرب. شقاق. بدع. حسد. قتل. سُكر. بطر. وأمثال هذه... . الذين يفعلون هذه العادات السيئة التي تعيق النمو الروحي مثل الكسل والاستهتار واللامبالاة – هذه الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم، كما تقول عروس النشيد (خذوا (إبعدوا) لنا الثعالب، الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم، وكرومنا قد أزهرت) " نش 2: 15 " وقد كررت كلمة الثعالب مرتين كتنبيه علي خطورتها علي كروم حياتنا لو أهملناها ترتع وتكبر في داخلنا وتفسد ثمار جهادنا. مقاومة الشيطان عدو كل برً وعدو خلاصنا، ومكافحة الخطية ومسبباتها وإقتلاع العادات الردية من حياتنا، أمور ضرورية لنموها الروحي حتي نثمر ثمر البر وثمر الروح الذي هو (محبة. فرح. سلام. طول أناة. لطف. صلاح. إيمان. وداعة. تعفف.) " غل5: 22". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2818 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحي يتكلم ؟ ![]() في الحقيقة والواقع الاختباري، أن صوت الله، صوت قوة [ صوت الرب بالقوة صوت الرب بالجلال ] (مزمور 29: 4)، فهو يدوي وصوته لنا عبر الأزمان يتخلل حياتنا كلها، لأنه يُنادي لكل إنسان، لكن عادة الإنسان أنه ثقيل الأُذن لا يسمع ولا يصغي بقلبه حتى يعود لله ويُشفى ليدخل في سرّ الارتباط بوحدة القلب مع الله الحي، فهو – في الحقيقة – لا يستطيع أن يهدأ إلى نفسه وينصت لصوت الرب إلهه من حوله وفي مراحل حياته منذ الطفولة إلى الكهولة، لذلك يظل يشتكي دائماً: لماذا لا يُسمعنا الله صوته حتى أسمع له كقول الأنبياء [ فاسمع لصوت الرب إلهك واعمل بوصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم ] (تثنية 27: 10)، لأعترف وأقول [ سمعت لصوت الرب إلهي وعملت حسب كل ما أوصيتني ] (تثنية 26: 14)، فأنا لا أستطيع أن أصغي لوصاياه لأُطيعها وأحيا بها، لأني لا أعرفه ولا أسمعه، ولذلك ليس عندي القناعة الكافية لكي أعيش الوصية أو أُصدق الكتاب المقدس، فأين هو الله الذي تحدث إلى الأنبياء والرسل، وأين هذا الذي قال عنه الرسول: الذي رأيناه وسمعناه !!! في الحقيقية يا إخوتي أنا عن نفسي لا أستطيع أن أقول لأحد أين الله منه وأين هو من الله، كما إني لا أقدر أن أقول لأحد ما هي الطريقة التي تستطيع أن تسمع بها صوت الرب إلهك، لأن الله لا يُستحضر، أو يستطيع أحد أن يأتي به لا من السماء ولا من تحت الأرض، ليس لأحد سلطاناً عليه قط، فهو قدوس عالي فوق كل علو نعرفه، يفوق كل قدراتنا وتصوراتنا الخاصة، سلطانه سلطان مطلق وملكه ملك أزلي أبدي، وطبعه مجيد وكله نور فائق لا يوصف، وهذا ليس فقط على أساس المعرفة التي استقيناها جميعاً من خبرة القديسين والآباء الذين التقوا به من خلال إعلانه عن نفسه وشهادته لذاته سواء في الكتاب المقدس أو مع جميع القديسين، لأنها هي خبرة يجتازها كل رجال الله الأتقياء الذين طلبوه بكل قلبهم وأعلن لهم ذاته بالرؤيا والاختبار بسرّ فائق داخلهم، وهذا على مر الدهور كلها وإلي اليوم بل وليوم مجيئه العظيم المخوف المملوء مجداً. فالله لا يُرى فقط من الخارج بطريقة خارقة للطبيعة وفائقة للغاية – وهو أضعف الإيمان وتعتبر حالات نادرة لهدف خاص – بل يُرى في الأساس من الداخل، ليس عن تخيلات وتصورات ذهن مريض بالأمراض النفسية أو العصبية أو حتى الدماغية التي تصور للإنسان أنه يرى أشياء وتُعلن له إعلانات وغالباً كلها وهمية مشوشة بسبب ذهنه هو وليس بإعلان الله الخاص عن ذاته !!! وهذا ما نراه عند الكثيرين وعلى الأخص من يدَّعون النبوة ويقولون أشياء خارج التعليم الكتابي ويتكلمون عن معجزات انخدعوا أنها من الله، والبسطاء عادة ينخدعون في هذه الرؤى والمعجزات ويتورطون في تصديقها حتى أنها تُأثر على حياتهم سلباً وتضلهم عن الطريق المستقيم، وكما هو مكتوب: [ توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت ] (أمثال 14: 12) لكن رؤية الله وسماع صوته، هو في الواقع لقاء خاص على المستوى الشخصي غرضه الدخول في سرّ الشركة مع شخص حي يشد الإنسان إليه ويجذبه بقوة المحبة المتدفقة منه: [ لأن محبة المسيح تحصرنا ] (2كورنثوس 5: 14)، [ المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية، لهيبها لهيب نار لظى الرب ] (نشيد 8: 6)، وبناءً على ذلك فأن هذا يُظهر الفرق الواضح ما بين الوهم والخيال والتصور، وبين الواقع الحي المُعاش، لأن لقاء الله ليس لقاء تصوري عادي، مثلما تتوارد الأفكار أو نلتقي بأشخاص التاريخ عن طريق قراءتنا عنهم وتصورهم في مخيلتنا، أو حتى على مستوى لقاء الإنسان للإنسان في المجتمع والتعارف العادي على أي إنسان...
عموماً يا إخوتي أن أصوات الكثيرين اليوم: ماذا أفعل لكي يأتي إليَّ الله، أو أذهب أنا إليه !!!، فيا إخوتي انتبهوا جداً، لأن كثيرين ظنوا أن الله يُريد شيئاً من الإنسان ليفعله كي يستحضر الله، وهذا يجعلنا كلنا نصل لطريق مسدود، لأن الرب قال على فم صموئيل النبي: [ هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب، هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش ] (1صموئيل 15: 22)، لذلك قال إرميا النبي: [ نضطجع في خزينا ويُغطينا خجلنا لأننا إلى الرب إلهنا أخطأنا نحن وآباؤنا منذ صبانا إلى هذا اليوم، ولم نسمع لصوت الرب إلهنا ] (إرميا 3: 25) ولذلك يقول الكتاب: [ الكلمة قريبة منك جداً، في فمك وفي قلبك لتعمل بها ] (تثنية 30: 14)، [ الْبِرُّ الَّذِي بِالإِيمَانِ فَيَقُولُ هَكَذَا: «لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟». أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» (أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ). لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ» (أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا). لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى»... لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ ] (رومية 10: 6 – 11)
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2819 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ابعد عن كل ما يغضب الله في المستقبل..
![]() من كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث ابعد عن كل ما يغضب الله في المستقبل.. لئلا تصيبك نكسة في الصلح، فترجع كما كنت.. إن صالحت الله، فلا تعد وتنضم إلي أعدائه. بل ابعد عن كل مجالات الخطية.. لأنه كثيرًا ما يشتاق القلب إلي الله، ثم يبرد إشتياقه بتأثير اَخر مضاد. فالإنسان سريع التأثر، وما أسهل أن تتقلب الطبيعة من الضد إلي الضد، إن كانت لم تثبت بعد في الله ثباتًا كاملًا.. واعلم أن الصلح مع الله، ليس هو مجرد كلمة "أخطأت". فقد قالها كثيرون ولم ينتفعوا بها.. إنما الصلح مع الله، هو حياة تتميز بإرضاء الله. هو سلوك عملي يسعي لإرضاء الله وكسب محبته. وهو لا يقتصر علي الناحية السلبية فقط، أي عدم الدخول في خصومة جديدة مع الله. إنما من الناحية الإيجابية، يتحول الصلح إلي حب.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 2820 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مُصالحة السماء والأرض من كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة" (2كو5: 18). أول شيء نتذكره في ميلاد الرب هو عمق محبته للناس. فمن أجل محبته لهم سعي لخلاصهم. ومن أجل محبته لهم أخلي ذاته، وأخذ شكل العبد، ونزل من السماء، وتجسد وصار في الهيئة كإنسان (في2: 7، 8). إن التجسد والفداء، أساسهما محبة الله للناس. فهو من أجل محبته لنا، جاء إلينا. ومن أجل محبته لنا، مات عنا. لهذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم... حتى بذل ابنه الوحيد..." (يو3: 16). أنظروا ماذا يقول: "هكذا أحب... حتى بذل". نحن إذن في تجسده، نذكر محبته التي دفعته إلى التجسد. واعترافًا منا بهذه المحبة، نتغنى بها في بدء كل يوم، إذ نقول للرب في صلاة باكر: "أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر، وكل الخليقة تهللت بمجيئك". قبل ميلاد السيد المسيح، كان هناك خصومه بين الله والناس. فجاء السيد المسيح لكي يصالحنا مع الله، أو جاء لكي نصطلح معه هو. قبل مجيئه كانت هناك خصومة بين السماء والأرض. ومرت فترة طويلة كانت فيها شبه قطيعة بين السمائيين والأرضيين: لا رؤي، ولا أحلام مقدسة، ولا أنبياء، ولا كلام من الله للناس، ولا ظهورات مقدسة... ولا أية صلة واضحة...!! كانت الأرض بعيدة عن السماء طوال تلك الفترة... كانت خطايا الناس كليالي الشتاء: باردة ومظلمة وطويلة. وكانت تحجب وجه الله عنهم. وكانت الخصومة بينهم وبين الله، يمثلها في الهيكل الحاجز المتوسط الذي لا يستطيع أحد من الشعب أن يجتازه إلى قدس الأقداس... وزادت خطايا الناس، واحتدم غضب الله عليهم، واستمر القطيعة. ولم يحاول البشر أن يصطلحوا مع الله. ثم جاء السيد المسيح، فأقام صلحًا بين السماء والأرض، وأرجع الصلة بينهما. وبدأت تباشير الصلح تظهر. ورجعت العلاقات كما كانت من قبل وأكثر... ولكي أوضح الأمر لكم أقول: تصوروا أن دولتين متخاصمتين، قد رجع الصلح بينهما، فماذا تكون النتيجة: طبعًا ترجع العلاقات كما كانت: يعود التمثيل السياسي بينهما، وإرسال السفراء والقناصل... وفي ظل المودة الجديدة تبرم اتفاقية اقتصادية، اتفاقية ثقافية، اتفاقية عسكرية... المهم أنه توجد علاقة وصلة. كذلك لنفرض أن شخصين متخاصمين قد اصطلحا، في ظل الصلح نري العلاقات قد بدأت ترجع، تعود التحيات والابتسامات والزيارات والأحاديث، وتعود المودة... هكذا حدث بين السماء والأرض. وبدأت تباشير الصلح تظهر بمجيء السيد المسيح إلى الأرض أو في خطوات وممهدات مجيئه.. |
||||