منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 07 - 2020, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 28181 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس مار أفرآم السريانى


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مار أفرآم السريانى
( 303 – 373 م )

بلغت رتبة مار أفرآم السريانى فى كتابته للشعر والتأملات العميقة التى فيه لم يصلها أحد فى المسيحية لهذا اجمع المؤرخين واللاهوتيين على أنه اعظم من كتب القصيدة والترنيمة الدينية في الشرق المسيحي ، ولفصاحة لسانه وبلاغتة الأدبية وقداسة سيرته الروحية لقب بالقاب عديدة منها : قيثارة الروح القدس وشمس السريان ، وهو من القديسين المشهورين فى مصر بالرغم من أنه غير مصرى .

حيـــــــاته
ولد مار أفرآم السريانى سنة 303 م بمدينة نصيبين فيما بين النهرين وكان أبويه وثنيين في أيام الملك البار قسطنطين واتفق له أن اجتمع بالقديس يعقوب مطران نصيبين الذي وعظه وعلمه حقائق الإيمان المسيحي فأمن أفرأم علي يديه وتعمد منه ولبث عنده وأخذ في التعبد الزائد حتى فاق أهل زمانه وصار يجادل الأمميين ويتغلب عليهم بالنعمة التي فيه ولما اجتمع مجمع نيقية صحب معلمه مار يعقوب إلى هناك
, وتتلمذ مار أفرآم السريانى للقديس يعقوب أسقف نصيبين وحضر معه مجمع نيقية سنة 325 م وعندما سقطت نصيبين فى أيدى الفرس عام 337 م هرب منها مار أفرآم واستقر فى مدينة الرها حيث تتلمذ هناك على يد راهب شيخ يسمى مار يوليان , ثم عمل مدرساً فى مدرسة الرها اللاهوتية الشهيرة وقد تبحر فى دراسة الكتب المقدسة وعلوم الكنيسة وكتب تفسيرات كثيرة لأسفار من الكتاب المقدس , وفى أثناء عمله بالتعليم بمدرسة الرها إنتشرت بدع كثيرة فقاوم هذه البدع التى كانت شائعة في ذاك الوقت وكانت هذه البدع تنشر تعاليمها من خلال أشعار تغنى وترنم فوجدت إنتشاراً بين الناس خاصة الشباب ولما كانت عنده موهبة شعرية وماهراً فى وضع نظمها كما أن خلفيته وثقافته أضفت على أشعارة نوعا من البساطه والعمق فعندما نظم هذه الأناشيد وجدها الناس عذبه سهله وشيقه وقد أحتوت أشعاره حقائق الإيمان الأرثوذكسى المستقيم ولقنها للفتيان والفتيات وكانت هذه وسيلة فعالة فى مقاومة آراء هؤلاء المبتدعين فى وسط الشعب .
مار أفرآم السريانى والقديس باسيليوس
وحدث في أحد الأيام والقديس قائم في الصلاة أن رأي عمودا من نور ممتدا من الأرض إلى السماء فلما تعجب من ذلك سمع صوتا يقول له : " هذا الذي رأيته هو القديس باسيليوس أسقف قيصرية " وسمع مار أفرآم السريانى عن القديس باسيليوس الكبير فإجتذبته شهرته وقرر زيارة قيصرية كبادوكية لكي يرى ذلك الشخص الذى استعلن له فى حلم على هيئة عمود من نارممتد من الأرض إلى السماء .
فذهب مار أفرآم إلى قيصرية بصحبة مترجم ولما دخل إلى الكنيسة ووقف في زاوية منها وبعد أن إستمع إلى عظة القديس باسيليوس فرأي القديس باسيليوس وهو مرتد بدلته الكهنوت موشاة بالذهب ، فشك في قداسته فأراه الرب حمامة بيضاء حلت علي رأسه ثم ألهم الرب القديس باسيليوس بوجود القديس أفرأم فأرسل القديس باسيليوس شماسه ليأتى إليه بمارأفرآم فاستدعاه باسمه فعجب الأنبا أفرأم كيف عرفه وسلما على بعضهما إذ أن االقديس باسيليوس عرفه بالروح وفى ماذا يفكر ففى نهاية القداس ولما التقيا تعانقا ثم خلع القديس باسيليوس ملابس الكهنوت الموشاة بالذهب والتى كان يقدس بها فظهرت ملابسة الحقيقية وهى مصنوعة من الخيش التى هى أفقر أنواع الأقمشة فى ذلك الوقت ويلبسها دائما الرهبان المتقشفين وأوضح للأنبا أفرآم أنه يلبس هذه الملابس العظيمة لكرامة الكهنوت .
وقد أراد القديس باسيليوس رسامة مار أفرآم السريانى قساً إلا أنه رفض فقام برسامته شماساً وأثناء الرسامة أعطى الروح القدس لكل منهما لسان ( لغة ) الآخر فصلى القديس باسيليوس بالسريانية ومارأفرآم باليونانية وقد شهد القديس باسيليوس فى كتباته أنه تعلم بعض أشياء مهمة ودقيقة من مار أفرام فى فهمه للوحى الإلهى وقد كانت حياته النسكية وزهده وتجرده من أهم الأسباب التى جعلت القديس باسيليوس يثق فى آرائه وتفسيراته

فضائل مار أفرآم السريانى
ثم رسمه القديس باسيليوس شماسا فزاد في نسكه وظهرت منه فضائل عظيمة تفوق الوصف . منها أن إحدى النساء المحتشمات استحت أن تعترف للقديس باسيليوس مشافهة . فكتبت خطاياها منذ صباها في قرطاس وأعطته القديس باسيليوس فلما تناوله وعرف ما فيه صلي من أجلها فابيض القرطاس إلا من خطية واحدة كانت عظيمة فبكت المرأة وتضرعت إليه أن يصلي عنها ليغفر لها الله خطيتها هذه فقال لها : " اذهبي إلى البرية حيث القديس أفرأم وهو يصلي من أجلك " فذهبت اليه وأعلمته بذلك فقال لها :" أنا رجل غير أهل لهذه الدرجة فعودي إلى القديس باسيلوس لأنه رئيس كهنة وأسرعي قبل خروجه من هذا العالم " . ولما رجعت المرأة وجدته قد تنيح وهو محمول علي رؤوس الكهنة فبكت وألقت القرطاس فوجدته قد صار أبيض .
وقد صنع القديس أفرأم آيات كثيرة و ، في أيامه ظهر ابن ديصان وكان كافرا فجادله هذا الأب حتى تغلب عليه وقد وضع مقالات وميامر كثيرة جدا ، ولما أكمل جهاده انتقل إلى الرب


مار أفرام فى مجمع نيقية 325 م
فى الربع الأول من القرن الرابع للميلاد كان أسقف "يعقوب" نصيبين الذي كان أحد المشاركين في مجمع نيقية المنعقد سنة 325 للميلاد، وكان أقرب تلامذته اليه مار افرام السرياني صحبه معه ليشارك فى مقررات مجمع نيقية .

مار أفرام
وتتحدث سيرة مار أفرام، كيف أنه كتب تفسيرات وشروحات للأسفار التوراتية، والأناجيل، وأنه دعي من قبل يعقوب للتدريس في المدرسة المذكورة. وفي سنة 363 ، انتقلت نصيبين الى أيدي الفرس، ولهذا غادرها مار أفرام وانتقل الى " آمد" في منطقة " بيت كرماي" " من سنة 363 يعلم في مدرسة الرها، وقد سميت أيضا" بمدرسة الفرس بعد أن سلمّت مدينة نصيبين الى الفرس سنة 363. وتعّده بعض المصادر مؤسسا" لهذه المدرسة، وقد بقي مار أفرام في الرها حتى وفاته سنة 373 .

والأرجح أن مار أفرام علّم في مدرسة دينية ببلده الأصلي نصيبين وقد اعتبرته الروايات مؤسس مدرسة الرها. ولكن من المستبعد أن يكون هذا صحيحا"، فثمة رواية أقدم عهدا" وأوثق مضمونا" عن الزمن الذي عاشه مار أفرام في الرها، نجدها في شعر يعقوب السروجي، الذي توفي سنة 521م، فهو يكّرس قصيدة كاملة في مدح مار أفرام، وفيها يبرز مار أفرام باعتباره معلما" للنساء، يكتب لهن أناشيد خاصة لينشدنها. ومار أفرام يعد من أكبر شعراء الكنيسة القديمة في أية لغة، وهو لا يقل أهمية من حيث عمق لاهوته، وان كانت مقاربته للاهوت تختلف بينّا" عن اللاهوتيين المعاصرين له، من أمثال أثناسيوس، او الآباء الكبادوقيين: باسيليوس، او غريغوريوس النازيانزي او النازانيزي.
وبديهي أن مار أفرام قد جمع من حوله على غرار برديعان ولوقيانوس، وديودورس، وثيودورس في أنطاكيا، حلقة من التلامذة. وقد بقيت لنا أسماء هؤلاء في وصية مار أفرام، التي يكون قد وضعها هو بنفسه أو أحد تلامذته.



زيارة مار أفرآم السريانى لبرارى مصر وأديرتها وشجرة مار أفرآم السريانى
وقد زار ما أفرآم البرارى المصرية وقضى فى أديرتها ثمانى سنوات إلا أن أخوتنا السوريين ينكرون هذه الزيارة إلا أن التقليد الكنسى فى أديرتنا القبطية يقول أنه توجد شجرة فى ديرالسريان من المتواتر أنها كانت عصا مار أفرآم السريانى وتخرج هذه الشجرة الغريبة نوعاً من الزهور يستخدمه رهبان الدير حتى الان فى صناعة مشروب لزوار الدير , ولا يوجد مثيل من نوع هذه الشجرة فى كل أرض مصر


وقد قيل ان القديس مارافرام أتى إلى برية شيهيت وقضى بها 8 سنوات فى القرن الرابع ، ومن فرط النسك الذى انهكه كان يتوكأ على عكاز ( عصا ) فظنه رهبان الأسقيط انه يتشبه بالشيوخ ، وبحسب ما أشار إليه أبوه الروحى غرس عكازه هذا فى الأرض ، ولأن الله أراد اظهار بره وتقواه ، فقد نما هذا العكاز الجاف وأزهر كعصا هررن قديما وأصبحت شجرة ضخمة ، وهى من فصيلة التمر الهندى ويشرب الكثيرون من زهرها وثمرها كبركة .
ولقد مضى عليها أكثر من ستة عشر قرناً ، ومازالت بحيويتها وخضرتها.

وهى بخلاف شجرة الطاعة التى للأنبا يحنس القصير والتى كانت عند ديره ( ضمن الأديرة القديمة التى تخربت ) وكانت من النبق وقطعت منذ عهد قريب .
وتوجد للقديس افرام السريانى بكنيسة العذراء السريان أعلى مقصورة اجساد القديسين أيقونة اثرية يرجع تاريخها إلى عام 773 ا م يظهر بها القديس ممسكا بفرع شجرة مثَمر مكتوب بجوارها عكازه - الذى أورق وبيده شورية ويلبس ملابس شماس .

** وقيل أن القديس مارافرام السريانى كان يظهر فى الدير بين الحين والآخر ليشجع الأباء على الجهاد فقد قال أحد الأباء انه كان نائما فى الليل عند شجرة القديس أفرام فشعر بشخص يوقظه قائلا له قم اذهب إلى قلايتك لأننا نريد أن نصلى ، وكان هو القديس افرام السريانى .
أيضا رآه مرة ذاهب فامسك به قائلا من أنت وعندما شدد السوآل اجابه : أنا أفرام السريانى الله يباركك .

أيضا يذكر أن أحد الرهبان ذهب إلى الكنيسة ذات ليلة فوجد بابها مغلقا وصوت صلاة القديس بالداخل ولما أنتهت الصلاة وفتح الباب رأى مجموعة منها ماهو نحيف ومنها الشيوخ . . بعدها لم يجدهم فقد كانوا الأباء السواح . .
** وقد سمعت من الأباء الشيوخ بالدير الكثير مثل هذه الأحاديث. فلكل دير قديسوه الذين يؤازرونه ويشجعون رهبانه على الجهاد فهناك صلة المحبة المستمرة بين الكنيسة المنتصرة فى السماء وكنيستنا المجاهدة على الأرض !


مار أفرآم والمجاعة
وفى عام 373 م حدثت مجاعة مهلكة شملت الرها كلها مما جعل مارافرآم يخلى نفسه من كل أعماله وتفرغ لإغاثة المنكوبين والمرضى فكان يطوف بدور الأغنياء ويجمع منهم الأموال لأجل إغاثتهم
قيثــــــــارة الروح القدس
وقد أطلق على مار أفرآم السريانى أسم قيثارة الروح القدس وسوف تلاحظ أنه كان فعلاُ قيثارة تغنى بها الروح القدس عندما تقرأ أقوال مار آفرأم عن الميلاد .
وقدأغنى مار أفرآم الكنيسة السريانية بأناشيده وقصائده التى بلغت من أهميتها درجة الكنيسة السريانية تستعملها فى خدماتها الطقسية قبل انتقاله وبلغت قصائده الشعرية بالسريانية إثنتي عشر ألفاً وقد ضاعت العديد من قصائدة وأشعاره إلا أن الذى بقى منها يشير على عمق فكر هذا الرجل وسوف تلاحظ انه لم يكن رجلاً فلسفياً ولكنه حصل على روح الإنجيل ووظفه فى أشعاره وقصائدة وأهازيجه فوضع فيها كل أمور الإيمان المسيحى عن الثالوث والتجسد والبتولية والتوبة والكهنوت والرهبنة وما بعد الموت وبسبب كثرة مؤلفاته وتفاسيره وقصائده الدينية سمى " الملفان " أى " المعلم " والمفسر وسمى أيضاً " قيثارة الروح القدس " ونبى السريان وقد ترجمت بعض مؤلفاته إلى اليونانية قبل انتقاله ثم إلى مختلف اللغات فيما بعد وهو يعتبر من أعظم آباء الكنيسة السريانية وترجمت مؤلفاته لمختلف لغات العالم و تعد من روائع الادب المسيحي السوري

نيــــــــــاحته
وفى يوم 9 يونيو عام 373م تنيح مار أفرآم فشيعته مدينة الرها كلها لأنه كان بمثابة الأب المحب لجميع الشعب
وتعيد له كنيستنا القبطية فى يوم 15 أبيب

 
قديم 21 - 07 - 2020, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 28182 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مار أفرام السرياني





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



من الأرض السوريه المباركه يخرج عظماء التاريخ ليقدموا للانسانيه المجد والخلود


مار افرام عينة فريدة من رجال الله القديسين، يدعوه السريان «قيثارة الروح القدس» و«ملفان الكنيسة الجامعة»، قدم للكنيسة أناشيد روحية حملت مع نقاوة الإيمان المستقيم روح العبادة التقية وعاطفة الحب المتأجج مع عذوبة الأسلوب وحلاوته، وقد جاءت حياته في مجملها مثل سيمفونية رائعة، تحمل ألحانها النسكية الحازمة مع اهتمام بخدمة الفقراء، وحزم في العقيدة والتعاليم الكنسية يرافقه تواضع شديد. إنه القديس أفرام، من أشهر الأدباء السريان، نُعت بـ «تاج الأمة السريانية معلم العلماء وقطب دائرة الشعراء، نبي السريان وعمود الكنيسة». قال عنه القديس يوحنا الذهبي الفم: «أفرام كنّارة الروح القدس.. ومرشد الشبان وهادي الضالين..»، وهو أحد آباء ومعلمي الكنيسة الذي تُجمع على قداسته جميع الطوائف المسيحية الرسولية.





ولد مار أفرام في مدينة نصيبين في مطلع القرن الرابع للميلاد شمال شرق سوريا


وقد ذكر في وصيته الأخيرة لتلاميذه: «لما كنت طفلاً رأيت في الرؤيا كرمة نابتة في لساني نمت وارتفعت في الفضاء وأينعت عناقيدها جمة وأوراقاً بلغت حدَّ الكثرة، وامتدت أفنانها وتبسطت حتى كادت تملأ الأرض جميعها وأقبلت طيور السماء فوقها وجعلت تلقط العنب من عناقيدها، وكلما التقطت منها ازدادت وكثرت»، وفسر مار أفرام هذا الحلم فقال: «إن العناقيد هي الأشعار، والخصل هي الأناشيد، مبارك من غرس الكرمة وكثر عناقيدها وخصلها».





ثم تتلمذ، في شرخ شبابه، لمار يعقوب أسقف نصيبين الذي رُسم عليها أسقفاً عام 309م، وكان ناسكاً فاضلاً، أخلص العبادة لله منفرداً في مغارة قربها، واختير ليكون أول أسقف عليها، ووصف بالعلم والغيرة على تهذيب رعيته في أصول الدين المبين وارتقاء معارج الفضيلة، واعتمد مار أفرام على يديه وهو ابن ثماني عشرة سنة فأحبه هذا كثيراً واتخذه تلميذاً وكاتباً في آنٍ واحد ورسمه شماساً وألبسه الثوب الرهباني. واصطحبه عام 325م إلى مجمع نيقية، وعلى إثر عودتهما من المجمع أسس مار يعقوب في نصيبين مدرسة سلّم زمام التعليم فيها إلى تلميذه مار أفرام. وبعد انتقال مار يعقوب إلى جوار ربه سنة 338م تسلّم مار أفرام إدارة المدرسة، وفيها نظم القصائد البديعة والأناشيد الشجية التي تُعرف بـ «النصيبينية»، وتعدُّ صوراً رائعة لحياة ذلك العصر في تلك المنطقة، ففيها يصف لنا ما قاسته مدينته في الحصارات والحروب، حيث كانت بحكم موقعها على حدود الدولتين الفارسية والرومانية، تتعرض لحروب طاحنة، فتخضع لسلطان الفرس حيناً والرومان أحياناً، وقد عاصر مار أفرام هذه المآسي في الأعوام 338 و350 و359 و363م، ويظهر بكتاباته ما كان يكنه قلبه الكبير وقلب كل مواطن صالح من إيمان بالله واتكال عليه تعالى، كما أنه يقوّم ويثمّن مواقف رجالات الكنيسة المشرّفة، بتشجيع رعيتهم أوقات الحروب للدفاع عن المدينة ببسالة باذلين في سبيل ذلك النفس والنفيس كما يقرض أساقفة نصيبين وهم مار يعقوب (+338م) وخلفاؤه بابويه (338ـ349م) وولغش (349ـ361م) وإبراهيم (361م).





وعندما سلمت نصيبين إلى الفرس سنة 363م هجرها مار أفرام وبرفقته نخبة طيبة من أساتذة مدرستها وتلامذتها جاؤوا إلى الرها التي كانت من أشهر مدن بلاد ما بين النهرين العليا ومركزاً للتجارة بين بلاد العرب وآسيا الوسطى، وتسمى اليوم أورفا وهي تحت الحكم التركي.





وكان مار أفرام تارة يتنسك في مغارة في جبلها المقدس، وتارة يتفرغ للتدريس في مدرستها الشهيرة التي كانت قد أسست في فجر المسيحية والتي تخرج منها برديصان الشاعر الكبير (154-202م)، ووافا الفيلسوف وأسونا العالم، فجدّدها مار أفرام وصحبه وازدهرت على أيديهم، ودامت حتى عام 489م. وكان تلامذتها ـ وأغلبهم من بلاد فارس ـ يتلقّون دروساً في شرح الكتاب المقدس بعهديه معتمدين بذلك على تفسير مار أفرام وهو أقدم من فسّر الكتاب المقدس عند السريان، كما كانوا يأخذون عنه العلوم اللاهوتية لإثبات حقائق الدين المبين ومناهضة تعاليم طيطيانس ومرقيون وبرديصان وماني وأريوس. فعُدت كتاباته مثالاً للتعاليم اللاهوتية في الكنيسة السريانية.





واهتمّت مدرسة الرها أيضاً بتدريس الفلسفة على مذهب أرسطو و تلقين طلابها العلوم اللغوية والأدبية باللغتين السريانية واليونانية.





وقيل أن مار أفرام قد زار الأنبا بشواي وغيره من النساك في مصر. كما زار بعدئذ القديس مار باسيليوس أسقف قيصرية قبدوقية (+379م)، ويستبعد بعض النقاد هاتين الزيارتين.





أما وفاته


فعندما حلّت المجاعة في الرها في شتاء عام 372 ـ 373م، ومات عدد غير يسير من أهلها أخذ مار أفرام يطوف دور الأغنياء ويحثّهم على أعمال الرحمة ويجمع منهم الصدقات ويوزّعها على الفقراء. كما أسس دوراً جمع فيها ثلاثمئة سرير وقيل ألفا وثلاثمئة سرير صارت ملجأ للعجزة، وكان يشرف بنفسه على الاعتناء بهم. وعلى إثر الجوع انتشر وباء الطاعون، فانبرى مار أفرام في تطبيب المرضى ومواساتهم حتى أصيب بدوره بداء الطاعون واحتمل صابراً آلامه المبرحة، وفاضت روحه الطاهرة في 9 حزيران عام 373م ودفن في مقبرة الغرباء في ظاهر مدينة الرها بناء على وصيته، وبني على ضريحه دير عرف بالدير السفلي ثم نقلت رفاته الطاهر إلى مقبرة الأساقفة في كنيسة الرها الكبرى، وقيل أنه نقل عام 1145م إلى أوروبا مع ذخائر بعض القديسين وعيّدت له الكنيسة شرقاً وغرباً.





وصيته





وفي الساعات الأخيرة من حياته المجيدة، وفي لحظات احتضاره الرهيبة، أملى على تلاميذه وصيته الأخيرة شعراً فاهتموا بتدوينها حالاً، وقد ترجمت إلى اليونانية بعد وفاته بمدة وجيزة، واستشهد بها القديس غريغوريوس النوسي (+396م) خمس مرات في تقريظه لمار أفرام السرياني. وقد اعترف مار أفرام بوصيته هذه بإيمانه، وبيّن تمسّكه بالعقيدة المسيحية، وحثّ تلاميذه على التشبه به. وجاء فيها ما تعريبه بتصرف:





«أنا أفرام مائت لا محالة وأدوّن وصيتي هذه لتبقى من بعدي ذكراً لكل إنسان، الويل لي فإن أيام حياتي قد أوشكت على الانتهاء، لقد نفد الزيت في السراج وقرب يوم الموت، إنَّ الأجير قضى ساعة عمله ودنا موعد رحيل الغريب وأوبته إلى وطنه.





ويلك يا أفرام من يوم الدينونة حيث إنك ستقف أمام منبر الابن ويحتاط بك من عرفك (في العالم السابق)، فتذوب خجلاً، أسألك يا يسوع ألا تدع سواك يدين أفرام لأن من كان ديَّانه الله لابد من أن ينعم عليه بالرحمة.





هلمّوا يا تلاميذي وأغمضوا أجفاني فأنا مائت لا محالة. يا تلاميذي: اتخذوا مني مثالاً لكم، إنني لم أشتم ولم أخاصم أحداً البتة، ولكني كنت على نزاع دائم مستمر مع الكفرة، ذلك أنَّ الحكيم لا يبغض أحداً، وإن أبغض فإنما يبغض الجاهل، أما الجاهل فلا يحب أحداً أبداً، وإن أحب فإنه يحب رفيقه الجاهل. إنني لم أرْتَبْ بالعقيدة ولم أشكك بحقائق الإيمان، لم أملك كيساً ولا مزوداً ولا عصا إتماماً لوصية الرب.





اقرئوني السلام يا أخوتي وسامحوني لأرحل عنكم [مطمئن البال]، اذكروني بصلواتكم وطلباتكم... استحلفكم يا أبناء الرها قسماً لا حل فيه ألا تحيدوا عن وصاياي ولا تبطلوا شرائعي، لا تدفنوا جسدي تحت المذبح ولا في الهيكل، ولا مع الشهداء. لا يضع أحدكم على جثماني ثوباً فاخراً بل واروا جسدي التراب بثوبي وقبعتي وذلك في مقبرة الغرباء لأني غريب نظيرهم وكل طير يأوي على شكله.





لا يجدر البكاء على الصالحين عند رقادهم... إنما يليق بكم أيها الأخوة أن تسكبوا الدموع على أمثالي ممن بدد حياته بالأباطيل.





أستودعكِ السلام أيتها الأرض، ولتحل النعمة على سكانك، صلاتي إلى الله أن يتوب الخطاة وينال التائبون برارا.





هلم بسلام يا ملاك الموت يا من تفصل النفس عن الجسد، هلم افصلهما عم بعضهما حتى يحين موعد البعث».





مؤلفاته





أدرك مار أفرام اللغة السريانية نقية صافية خالية من العجمة وسائر الشوائب، وغنية واسعة وأداة طيعة في التعبير عن مختلف الأهداف الفكرية، وشتّى الأغراض الكلامية، فكتب فيها تفاسيره نظماً ونثراً، ودبّج روائعه وبدائعه التي صارت مفخرة الأدب السرياني. وكان له القدح المعلى في تقدم مدرستي نصيبين والرها السريانيتين حيث وجدت اللغة السريانية لها مرتعاً خصباً فنمت وازدهرت.


ولشعر مار أفرام في مدينة نصيبين قيمة تاريخية فهو يدلنا على مقدار ما عانته المدينة من آلام حرب الفرس، وقد أخضع مار أفرام لفنه جميع الأوزان السريانية التي كانت معروفة في عصره، فنظم على المقاطع الخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة، وعُرف البحر السباعي باسمه، وأوزانه متعددة كالبسيط والمركب والمضاعف والأبجدي. وقد ميز أفرام بين نوعين من الشعر: المدراش والميمر.





مؤلفاته النثرية





تناول مار أفرام الكتاب المقدس بعهديه شرحاً وتفسيراً، وقد اعتمد الترجمة البسيطة، ولكثرة شروحه صرّح بعضهم قائلاً: «لو نفدت ترجمة الكتاب المقدس بالسريانية الأصلية لتيسر جمع نصوصها من تصانيف مار أفرام»، وقد اتبع بالتفسير طريقة مدرسة أنطاكية بشرح النص آية آية بالمعنى الحرفي بمفهوميه الحقيقي والمجازي، خلافاً لمدرسة الإسكندرية بمصر التي كانت تتبع التأويل والأسلوب الصوفي الرمزي، ولم يبقَ من تفاسيره هذه سوى شرح سفر التكوين وجزء من سفر الخروج، وشذور متفرقة من أسفار العهد القديم نجدها في مجموعة الراهب سويريوس (+861م).





ولأهمية مؤلفاته ترجمت إلى اليونانية في حياته أو في العقد الأول بعد وفاته، كما نقلت بعدئذ إلى لغات شتى، وقد نسب إليه كتاب وُسم بـ «غار الكنوز» وهو قصة آدم وحواء بعد أن طردا من الجنة، كما وضع عليه خطأ عظة في نهاية العالم ورد فيها ذكر غزوة الهون التي حصلت في تموز سنة 396م أي بعد وفاته بثلاث وعشرين سنة. وكذلك عزي إليه تأبين للقديس باسيليوس الكبير الذي مات بعد موت مار أفرام بست سنوات.





مؤلفاته المنظومة





يقسم الشعر عند السريان إلى نوعين، الميامر، والمداريش:





أ - المدراش:


في البداية كان المدراش عبارة عن جدل في ثوب شعري ثم استعمل للشعر الذي ينشد بوجه عام، ويتكون المدراش من عدة أبيات تتساوى في عدد مقاطعها أحياناً وتختلف في عدد المقاطع أحياناً أخرى، وهذه الأبيات يرتلها فرد وترد عليه فرقة (كورس) بعد كل بيت بردود معينة، وكل بيت من أبيات المدراش قائم بنفسه، وليس من الضروري أن تكون له صلة بالبيت السابق أو اللاحق له.





وللمداريش أوزان وأنغام شتى، ويعد أفرام من خيرة ناظمي المداريش وقد حذا فيها حذو داود النبي في مزاميره، فنظم أبياتها تارة على ترتيب الحروف الأبجدية وتارة على ترتيب اسم يسوع أو حروف اسمه (أ ف ر ا م). فالمداريش تعني «الأناشيد» وهي أبيات من الشعر تصاغ على أوزان مختلفة وألحان شتى بلغ عددها الخمسمئة دبجها مار أفرام، أما مستنبطها فهو برديصان.





واشتملت مداريشه مجموعتين في الجدل مكونتين من 56 مدراشاً، ومنها جدله ضد أتباع برديصان ومرقيون وماني وعنوانها «الرد على المارقين»، و«معارضات ضد الآريوسية»، وسبعة مداريش عن «اللؤلؤة» أي عن المسيح وسر خلق الإنسان، وخمسة مداريش في «الرد على يوليانوس» إمبراطور الروم الذي ارتد عن المسيحية إلى الوثنية، ومداريش جدلية أخرى كتبها في مدينة نصيبين في النصف الأخير من سنة 363م بعد وفاة الإمبراطور يوليانوس.





وهناك بعض المداريش وجدت غير كاملة مثل «ميلاد السيد المسيح» و«الصوم» و«عيد الفطير» و«الصلب» و«شهر نيسان» بمناسبة الفصح، وكلها مداريش دينية تستعمل لإحياء أعياد الكنيسة.





أما القصائد الشعرية التي كتبها مار أفرام فيبلغ عددها واحداً وعشرين قصيدة كتبها في مدينة نصيبين، زادها في الرها إلى ست وخمسين ثم زادها حتى بلغت سبعاً وسبعين قصيدة، كانت كلها عن نصيبين، لذلك أطلق عليها جميعاً اسم «نصيبيات» وهي قصائد تتناول موضوعات مختلفة عن تاريخ نصيبين في عصره.





ونظم مار أفرام أيضاً نوعاً آخر من القصائد سماه «السوغيثا» وزنها بسيط وتصلح في صياغة المآسي للمسرح الديني، وتبدأ السوغيثا عادة بمقدمة مكونة من فقرة أو أكثر يدخل بعدها الشاعر إلى لب الموضوع في أبيات يلقيها فرد، وقد تكون حواراً بين اثنين وترد الفرقة بالإنشاد بالتبادل بين نصفي الفرقة والفقرات الأساسية ينشدها اثنان من المجموعة يتقدمان للإنشاد.





ب – الميامر:


وهي شعر يقرأ ولا ينشد وهي الملاحم المسهبة التي تعد أبياتها أحياناً بالآلاف، تسرد فيها القصص الروحية وسير رجال الكتاب المقدس والكنيسة، وتكون أبياتها متساوية المقاطع غالباً، وهي من ذات المقاطع السبعة، وتكون عادة ذات دعامتين تتكون الأولى من ثلاثة مقاطع والثانية من أربعة.





وقد نظم مار أفرام الشعر واستعمله سلاحاً ماضياً في جدله وكتب به مراثيه وعلم به سامعيه المسائل الدينية المختلفة، واستخدمه كذلك في كتابة الطقوس الدينية، ومن الملاحم التي ثبتت صحة نسبتها إليه ملحمة عن موعظة يونان النبي في نينوى، وموعظة «التوبة»، وله أيضاً 11 ميمراً عن الحصارين الثالث والرابع لمدينة نصيبين.





والنظم قائم في كلا النوعين على اللحن لا على التفاعل، ومقيد بالنغم لا بالقافية، فيختلف في ذلك عن الشعر العربي ويقرب من الشعر المرسل، فهو في جوهره شعر غنائي ينشد على جميع الأوتار، متصاعداً من النبرة الخطابية إلى النفس الملحمي، ولذا فإنَّ أوزانه لا تحصى في حد ولا أبحره في عد، ذلك أن البيت لا يعتمد على تآلف المتحرك والساكن، ولا يتكون من الأسباب والأوتاد والفواصل، بل من تقاطع الكلم إلى أصوات متوازية تعادل التقاسيم الموسيقية، وقد تتراوح الأصوات بين المقطع الواحد والستة عشر مقطعاً، أو أكثر في البيت الواحد، تفصل بينها محطات وقف مما يجعل ضبط الأبحر متعذراً. ويذكر أنطون التكريتي (+840م) أن عدد البحور الشعرية لدى السريان هو ثمانية عشر بحراً بدءاً من ثلاث حركات حتى العشرين، ولكن ليس جميعها مستعملاً، ومن أشهرها ما جاء فيه البيت على خمسة مقاطع أو ستة أو سبعة أو ثمانية أو أحد عشر أو اثني عشر.





لقد نظم مار أفرام الشعر السرياني على البحر السباعي خاصة، وارتأى بعضهم أنه قد استنبطه فسمي أيضاً بالأفرامي أو أنه أخذه عمن سبقه من الشعراء الذين فُقد شعرهم، وتعد أبيات بعض قصائده بالآلاف، ويكون الوقف عادة في البحر السباعي بعد المقطع الثالث أو الرابع، ويدخل على هذا الوزن ثلاثة أشكال مختلفة فيكون إما ثلاث حركات وأربع أو أربع حركات وثلاث أو حركتين وثلاث ثم اثنتين.





ولم يعتمد مار أفرام القافية في نظمه، لأن السريان لم يدخلوها في شعرهم حتى صدر القرن التاسع متأثّرين بذلك بالعرب.





وتناول مار أفرام بشعره شتى المواضيع الدينية، العقائدية منها والروحية، فبجّل السيد المسيح، وطوّب أمه العذراء مريم، ومدح الأبرار والصالحين وغبط الزهاد والمتوحدين، ورثى النفس الخاطئة وحثّها على التوبة، وهجا الكفرة وكفرهم بشخص يوليان الامبراطور الجاحد، وقرّع البدع والمبتدعين خاصة ماني ومرقيون وبرديصان وآريوس، وأكثر من سرد الحكم في قصائده النفيسة، وأناشيده البديعة التي كانت تعبر عما احتواه قلبه الكبير من الإيمان، وما استوعبه عقله الجبار من الحكمة، وقد حازت مكانة القمة في الكنيسة السريانية فأدخلت الطقس البيعي وهو لا يزال على قيد الحياة، ذلك لأنها اعتبرت ذلك خير وازع للمؤمنين يدفعهم إلى العبادة، كما يشهد بذلك مار يعقوب السروجي بقصيدته التي نظمها فيه حيث يقول ما تعريبه: «إن مار أفرام كنارة الروح القدس ضارع موسى الكليم وأخته مريم بتلقينه العذارى والفتيات ولفيف المؤمنين أنغاماً محكمة بث فيها تعاليم الكنيسة الحقة وأحرز بواسطتها إكليل الظفر والانتصار على أعدائها».





وأورد البطريرك أفرام الأول برصوم في كتابه اللؤلؤ المنثور ما تبقى من منظومات مار أفرام ذاكراً بالتفصيل عددها ومواضيعها، حيث قال: «ولا نعرف عدد قصائده التي ضاع جانب منها، والمعروف منها: 15 قصيدة في الدنح، و1 في الشعانين، و15 في الفطير، و5 في آلام ربنا، و2 في القيامة وتناول الأسرار في أحد القيامة، و1 في أحد الجديد وقصيدة أولها: عظيمة هي قوة المسيح، و2 في حبل العذراء الطاهرة ومار أندراوس الرسول وتبشير بلاد الكلخ أو القلتين، و3 في أيوب، و2 في مار سرجيس ومار باخوس ومار ديميط، و20 في الشهداء، و5 في وفاة الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان الكاملين والأطفال وكل أحد، و7 في تركيب الإنسان والخلوة للعبادة والغربة والآخرة والنهاية والتواضع ومحبة الفضة، و11 في التعازي والآخرة، و7 في الطلبات وغيرها في الحكم والنصائح والإيمان والعلم والتوبة، و1 في قول أشعيا النبي: فلينزل المنافق لئلا يعاين مجد الله، و10 في الشكر على المائدة، و4 في يوليان الجاحد، و20 في مواضيع شتى، ونشر له السيد رحماني جزئين حوى أولهما 31 ميمراً وشذرات من ميامر أخرى في الشكر على المائدة وسقوط نيقوميدية ونقاوة القلب والندامة، وفي إنَّ الله ليس هو علة الآفات وعناية الله بنا والسهر والتوبة والظلم والنسك وأيوب الصديق ومجاهد الشيطان، ونقض برديصان وحصار نصيبين والتوبيخ وكيفية إغراء إبليس للناس على ركوب المعاصي، واشتمل الثاني على عدة ميامر أنشدها في احتباس الأمطار وله قصيدة خماسية نفيسة يخاطب فيها ذاته أولها: كم من مرة جعت، ووصية مشهورة منظومة، وإنما حشيت بزيادات ليست من الأصل بشيء، ودعاء منظوم».





وورد في أقدم كتب الألحان أن «السبرت» أي مراقي أو سلالم المداريش التي حبكها مار أفرام هي خمسمئة، ودبج هذا الملفان أيضاً جانباً من الأناشيد المعروفة بالقالات السهرية والعنيانات، بل نَسَبَ إليه تخشفتات وقتتسمات، واستشهد فيلكسينوي المنجي 523م بكتابين له سماهما «فنيقيث نقض اليهود والأضاليل» وذكره صاحب «تاريخ سعرت»، و«فنيقيث شهداء النصيبيين» وهو مجموعة من مداريشه كفناقيث الإيمان والبيعة والفطير والنصيبيين التي استشهد بها أنطون التكريتي، ونسب إليه قصيدة من أجود الأشعار في يوسف بن يعقوب ذات اثني عشر لحناً.





مار أفرام كاتباً في الأخلاق، ومبدعاً في الأفكار





ذهب بعض النقاد المعاصرين أن مار أفرام كان كاتباً في الأخلاق وواعظاً أكثر منه لاهوتياً – وهذا حسب رأي قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا عيواس بطريك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس صحيح، وذلك لقلة مؤونة البحث العقائدي في مياميره ونشائده، وإنما على حسب رأي قداسته: «طار لها صيت كان لذيوعها كافلاً، وقالوا ويبهرك منه توقد ذهنه وما حفلت به أشعاره من الاستعارات والصور الجريئة البارعة والرسوم الرائعة والرموز، وأدوار المخيلة التي تفنن فيها شأن سائر الشعراء الشرقيين – وهو أسلوب لا عهد لليونان والأتين به – ولكن حظها من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة يسير. وقال آخر وهو أكثر إنصافاً ما معناه، إنه ألّف للشعب والرهبان فلم يتعمق في النظريات اللاهوتية، غير أنه ألقى في عظاته الأدبية من شعلة الحمية ونار الحماسة ما بلغ به كنه القلوب، وكل ما دبجه حتى الذي بلغ فيه منتهى الإسهاب، كان في نظر قرائه الأقربين عنوان البيان وآية البراعة. أما القول بقلة حظه من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة فهو اعتساف وشطط يجرحه إجماع ذوي الأذواق السليمة على دفعه، وأما الإسهاب في المقال فهو طريقة قلما تعداها قدماء الكتاب السريانيين وغيرهم، وأصح ما يقال فيه أنَّ إدراك بعض أناشيده يستدعي كدَّ الذهن وجهد الفكر، وقد استوضح يوحنا الأثاربي (735م) العلامة يعقوب الرهاوي عن بعض معانيها، وحبذا لو كان بعض حذاق العلماء القريبيين من زمانه عمدوا إلى التعليق عليها وكشف مبهمها».





أشهر ما ترجم ونشر من آثاره





لقد زيّنت آثار مار أفرام مكتبات الشرق والغرب وهي تعتبر من نفائس المخطوطات في دنيا المكتبات ونظر العلم والفن، إذ يرجع تاريخ بعضها إلى القرون الخامس والسادس والسابع للميلاد. وتوجد في مكتبات معظم حواضر الشرق العربي الشهيرة، ومدينة الفاتيكان، والمتحف البريطاني، وأوكسفورد، وبرمنغهام، وكمبردج، وباريس، وشيكاغو وغيرها.





وقد نشر لمار أفرام في روما الأب بطرس مبارك اليسوعي ومن بعده المطران يوسف سمعان السمعاني والمطران أسطفان عواد ما بين عامي 1732 – 1746 ستة مجلدات كبيرة الحجم ضمت كل ما وجد في مكتبة الفاتيكان من مؤلفاته المنظومة والمنثورة، وهي ثلاثة مجلدات لما كتب بالسريانية وثلاثة لما كتب باليونانية منقولاً عن السريانية، وقد فقد الأصل وبقيت الترجمة. وضمت هذه المجلدات الستة الصحيح والمنحول من مؤلفات مار أفرام ونشرت مع ترجمتها اللاتينية. وقد أعاد طبعها الأب سليه في ستة مجلدات في باريس سنة 1860 بعد أن صححها ونقحها وضم إليها ترجمته أيضاً.





ونشر الأب بولس بيجان اللعازري في ليبسيك عام 1892 وصية مار أفرام الأخيرة التي نشرها بعدئذ البطريرك أفرام الثاني رحماني بالفرنسية في مجلة الآثار الشرقية، السنة الثانية، العدد السادس، لشهر حزيران 1927، ونشر له البطريرك أفرام الأول برصوم قصة بطرس الرسول وذلك في صدر المجلد الأول من تاريخ الرهاوي المجهول عن مصحف في باسبرينه مخطوط في القرن التاسع. ونشر له أوفربك في أكسفورد عام 1865 نقلاً عن مخطوطات المتحف البريطاني أربع منظومات وبعض رسائل وتفنيد هراطقة زمانه وختمها بوصيته. وغيرهم الكثيرين ممن ترجموا ونقلوا كتاباته ومؤلفاته.





ولأهمية مؤلفاته نقل بعض منها إلى اليونانية وهو حي، وقد نقلت بعض مؤلفاته إلى العربية منذ أجيال عديدة، فقد نقل إليها ابراهيم بن يوحنا الأنطاكي سنة 980م عدداً من مقالاته في الرهبنة، كما وصل إلينا منها إحدى وخمسون مقالة نقلت من اليونانية حوالي القرن الحادي عشر وأصلها السرياني مفقود، ونشر منها أربعون مقالة في مصر عام 1892.





ووصل إلينا من مؤلفاته أيضاً شروح «الدياطسرون» بالأرمنية وقد ضاع أصلها السرياني وحفظ نقلها الأرمني ونشره الرهبان الأرمن في مطبعتهم في البندقية عام 1893، كما نقلت مؤلفاته إلى القبطية والحبشية واللاتينية والإنكليزية والفرنسية والألمانية وغيرها من اللغات ونشر بها بعض منها.





من كتابات مار أفرام السرياني


أقوال مأثورة لمار أفرام من قصيدة له في العلم





- «اللهم امنح علماً من يحب العلم، واجعل الأستاذ الذي يحسن التعليم عظيماً في ملكوتك».


- «فاقتن لنفسك أيها الإنسان الاجتهاد فإنه كنز العلم العظيم، وتجنب الكسل لأنه من الخسائر ملآن».


- «اقتن الذهب بمقادير أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات وأما العلم فيورث الراحة والنعيم».


- «أكرم الشيوخ واجلس دائماً عند أقدامهم وأصغ إلى أقوالهم».


- «لتكن لك الكتب بمنزلة موائدك فتشبع منها لذة، ولتكن بمثابة فراشك فترقد سنة الراحة»

 
قديم 21 - 07 - 2020, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 28183 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السيرة التفصيلية لحياة القديس مار أفرام





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
















القديس مار افرام وجه حضاري كبير ومشرق للكنائس الناطقة بالسريانية ،وللكنيسة الجامعة .فالتراث الديني الوافر ،الذي خلفه في مجالات الطقوس واللاهوت والتصوف والروحانيات ،يؤلف كنزاً فريداً نعود إليه ،لما يحتويه من روح عميقة وأصالة ناصعة ،لا سيما في عصرنا ،حيث الكل يبحث عن هويته وخصوصيته القومية والفكرية .
حياته :
كانت نصيبين أيام أفرام ،مدينة حدودية من الدرجة الأولى ،تخضع لسيطرة الفرس الساسانيين تارة والرومان تارة .ومنذ أن أبرمت بينهما معاهدة الصلح سنة 297 ،جعلت نصيبين مركزا للتبادل التجاري .وهذا الوضع المتميز شجع الحركة الثقافية ،فالتقت حضارة ما بين النهرين بالتيارات الفكرية اليونانية ،كما كانت ملتقى للأديان.فكان فيها ،فرق وثنية متأصلة ،وجالية يهودية .

هناك العديد من تراجم حياة افرام ،منها القديم ومنها الحديث ،ومعظمها مشحون بالتناقضات والأساطير ،إلا أن النقد العلمي الدقيق توصل إلى معلومات أكيدة مقتبسة من كتابات افرام ،ومن تمحيص وغربلة النصوص التاريخية القديمة .بموجبها يكون قد أبصر افرام النور في مدينة نصيبين نحو سنة306 من والدين مسيحيين ((إني ولدت في طريق الحق ،ولو إن صباي لم يحس بذلك))(ضد البدع 26/10 )،وليس من أم مسيحية ديار بكرية وأب كاهن للصنم ابيزال كما يقال عادة(1).
تتلمذ ليعقوب أسقف نصيبين ،ونال منه العماد وعمره ثمانية عشر عاما،حسبما كانت تقتضيه التقاليد
الكنسية آنذاك .لم يكن افرام راهبا ناسكا بالمعنى الحصري المألوف ،إنما كان منتميا إلى جماعة العهد المنتشرين في ما بين النهرين ،المندمجين في النشاطات الراعوية.وإذ توسم فيه يعقوب ،أسقف المدينة ،توقد الذهن والتقوى والغيرة،رسمه شماسا إنجيليا دائميا(ضد البدع56/10 ).وعهد إليه التعليم الديني في مدرسة نصيبين ،ومن هنا أتاه اللقب الشارح والمرب.

راح افرام في المدرسة وخارجها يعّد البالغين ((الموعوظين))لاقتبال العماد ،شارحا لهم بأسلوب مشوق ومباشر حقائق الإيمان وقواعد الأخلاق المسيحية .وظل في مهمته حتى بعد وفاة يعقوب أي في زمن خلفائه بابو(338 ـ 343)،وولغاش (343 ـ 361 )،وابراهيم (361 ).وعندما غزا شابور الثاني مدينة نصيبين عام 363 وسقطت في يده ،غادرها افرام مع جمع غفير إلى الرها القريبة ،والتي كانت تحت سيطرة الرومان ،وكانت مركزا مسيحياً وثقافيا مهما .
في الرها اتبع مع المعلمين اللاجئين أسسا جديدة للتدريس بسبب الظروف التي صادفوها هناك .ففي هذه الفترة كان اتباع آريوس ومرقيون وماني والغنوصية وتلاميذ برديصان يُعيثون فساداً،وتستغل الجالية اليهودية الوضع لصالحها .فأخذ افرام ومعاونوه على أنفسهم مهمة الذود عن الإيمان القويم .وهذا الطابع الدفاعي ،الهجومي نستشفه من قراءتنا لميامره .
في الرها ألف ،ربما لأول مرة في تاريخ المسيحية ،جوقة ترتيل مؤلفة من الفتيات ((العذارى))علمهن خدمة الطقوس وتأدية التراتيل الشجية التي كان يكتبها ويضمنها حقائق الإيمان والآداب ،وكثير من هذه التراتيل لا يزال مستعملا في الكنائس الناطقة بالسريانية اثناء صلواتها الرسمية .يقول افرام:
((لقد لبستن المجد في الماء مثل إخوتكن ،ومعهم،من نفس الكأس قد نلتن الحياة الجديدة ،ونفس الخلاص حصل لكن ولهم،فلماذا لا تتعلمن أن تمجدن بصوت عال؟))
عندما حلت المجاعة بأهالي الرها عام372 ـ 373 إنبرى أفرام الشماس يدير عملية جمع المعونات لإسعاف المعوزين .فراح هو وتلاميذه يوزعون الطعام والثياب على الفقراء ،ويجدون مأوى للمشردين
وبسبب المجاعة الشديدة والبرد القارص انتشر مرض الطاعون في المنطقة .فأودى بحياة العديدين من ابناء المدينة ،واهتم افرام بأمر دفنهم في مقبرة الغرباء ،الكائنة في ظاهرها .وعلى أثر التعب والسهر تمرض افرام ومات في 9 حزيران373 .وقد أعلنه البابا بندكتس الخامس عشر في 5/10/1920 ملفان الكنيسة الجامعة .

لقد حيكت ،حول حياة افرام ،قصص وأمور نادرة ،بغية ابراز مكانته وشهرته،ينبغي تصنيفها أجناسا
أدبية “Literary Genre “.فلكي يعبر كاتب قديم عن قداسة بطله ،يجعله يجتاز تجربة أخلاقية عنيفة،ولإظهار شهرته وسعة علمه،يجعله يسافر ويلتقي بمشاهير رجال العلم والتقوى في زمانه .هذا الأسلوب كان مألوفا عند المؤرخين القدامى ،وحول هاتين النقطتين الرئيسيتين:القداسة والشهرة تدور معظم هذه القصص التي تعود في اعتقادي إلى القرنين الخامس والسادس .
تروي هذه القصص إن قيم الكنيسة المدعو أفرام ،اقترف منكرا مع إحدى الفتيات ،وانجبت منه
طفلا ،فنسبت الأمر إلى افرام الشماس .ولكن القديس أخذ الطفل إلى الكنيسة ،اثناء الصلاة واستحلفه أمام الجميع بأن يعلن من هو أبوه ،فما كان من الصبي سوى أن يصرخ:أبي هو افرام قيم الكنيسة .وهكذا ظهرت الحقيقة وعلا شأن مار افرام .وهناك قصص أخرى تدور حول نفس المحور.
ولإبراز شهرته وبيان مكانته الدينية ،تجعله هذه القصص يحضر مجمع نيقية المنعقد سنة325 برفقة يعقوب أسقف نصيبين .ويلتقي بالقديس باسيليوس أسقف قيصرية كبدوكيا(330 ـ379 ).

كذلك قضية سفره إلى مصر ،وزيارته لبيشوي أحد اقطاب الرهبنة المصرية ،ترمي هي الأخرى إلى تثبيته راهباً ،ناسكاً ومتصوفاً،في حين نعلم أن الحركة الرهبانية ،بشكلها الحصري والنظامي الموحد في كنيسة المشرق ،تعود إلى القرن السادس ـ السابع.
مهما كان الأمر ،فإن افرام ،طوال خمسين سنة،خدم الكنيسة السريانية واعظاً ومعلماً ومنشّطاً للطقوس وأدبياً غزير المادة ،وشاهداً صادقاً لكنيسته القريبة من أصولها السامية الصافية.

تآليفه :
ترك لنا افرام مؤلفات عديدة ،شُبّهت ببحر كبير يعسر البلوغ إلى حافاته .يقول القديس هيرونيمس (+430 ): ((أفرام شماس كنيسة الرها ،ألّف كتباً مثيرة في اللغة السريانية ،وقد بلغ من الشهرة والتوقير أن بعض الكنائس تتلو ما كتبه على الشعب ،في الكنائس بعد تلاوة منتخبات من الأسفار المقدسة ،وقد طالعت في اليونانية كتابه في الروح القدس مترجماً عن السريانية ،ووجدت فيه قمة الذكاء السامي في الترجمة أيضا (كتاب الرجال المشاهير115 ).
إن عادة اسناد نصوص مكتوبة إلى كتاب مشاهير كانت عادة جارية في العصور القديمة ،لذا نسبت إلى افرام نصوص دينية كثيرة ،ولا نذكر من مصنّفاته إلا ما أثبته النقد العلمي ،ونُشر بطريقة رصينة دقيقة .
تُقسم مؤلفات أفرام إلى منثورة ومنظومة .المنثورة عبارة عن تفاسير لمختلف أسفار الكتاب المقدس:
فله تفسير لسفر التكوين والخروج والأناجيل الموحدة ((دياطسرون))وأعمال الرسل ورسائل بولس ،
وقد قام بنشرها ريمون تونوولويس للوار واكينيان .أما المنظومة فهي:

1-الميامر: وهي مواعظ شعرية على بحر واحد ،تتناول العقيدة والأخلاق المسيحية .وقد نشر قسماً كبيراً منها المستشرق ادموند بيك في ((مجموعة الكتبة المسيحيين الشرقيينCSCO )) في لوفان ،بنصها السرياني مع ترجمة المانية أو لاتينية:الجزء الأول رقم305/306 سنة 1970،والجزء الثاني رقم311/312 سنة 1970 ،الجزء الثالث رقم 320/321 سنة1972 ،الجزء الرابع رقم 334/335 سنة 1973 ،وميامر في أسبوع الآلام رقم412/413 سنة 1979 وكان قد نشر ميامر عن الإيمان رقم 212/213 سنة 1961 ،وميامر في ربنا رقم 270/271 سنة1966 ،ونشر كرافن ميامر في المائدة في الشرق السرياني عدد 4 سنة 1959 .
وميامر في نيقوديمس نشره ش .رينو في الباترولوجيا الشرقية مجلد 37 جزء 2 سنة1975 .

2-المداريش :وهي ترانيم منظومة على أوزان الشعر المختلفة ،وملحّنة.فهي أشبه بموشّحات روحية من أناشيد عادية ،وتدور حول مواضيع كتابية وإيمانية وأخلاقية،وكانت جوقته الكنسية تنشد معظمها خلال الرتب الدينية والاحتفالات.
درس هذه الترانيم أدموند بيك في سلسلة ((مجموعة الكتبة المسيحيين الشرقيين))وهي على الترتيب التالي: الإيمان رقم154/155 سنة1955 ،ضد البدع رقم 169/170 سنة1957 ،والفردوس وضد جوليان رقم 174/175 سنة 1957.ترجم هذه الأناشيد إلى العربية الاب روفائيل مطر بعنوان: ((منظومة الفردوس ))،الكسليك1980 ضمن سلسلة أقدم النصوص المسيحية ،كما هناك ترجمة للمطران كوركيس كرمو ((أناشيد الفردوس))بغداد 1989،الميلاد والدنح رقم 186/187 سنة 1959 ،الكنيسة198/199 سنة1960 ،ترانيم نصيبينية رقم 218/219 سنة1961 ورقم240/241 سنة1963 ،البتولية223/224 سنة 1962 .وكان كرافن قد نشر قسماً منها في الشرق السرياني عدد 6 سنة 1961،الصوم رقم246/247 سنة 1964 و الفصح 248/249 سنة 1964

وقد ترجم الأب يشوع الخوري أناشيد الميلاد ،ونشرها مع نصّها السرياني ،الكسليك 1994 ،وكان قد نشر ((مختارات من أناشيد افرام))بيروت 1973 .نشر السمعاني وبيكل وموريس ولامي والرحماني واخرون جانباً كبيراً من كتابات افرام ،إلا إنها طبعات غير علمية.
لأفرام مؤلفات أخرى غير مثبتة في مخطوطات مكتبات لندن وبرلين وباريس والفاتيكان وغيرها .

أسلوبه :
أسلوب أفرام بسيط ومباشر ،ولغته صافية من الألفاظ اليونانية ،تفسيره لأسفار الكتاب المقدس قريب من الاتجاه الرابيني ،أي يأخذ بالمعنى الحرفي لينطلق إلى التطبيقات في الحياة اليومية .لذا يستخدم كثيراً أسلوب الرموز والصور والمقارنات.لاهوته بعيد عن المناظرات اللاهوتية ،وتستولي على القارئ الدهشة أمام غنى حساسية أفرام ،مثل سائر آباء الكنيسة ،بمدى حاجة المسيحيين،بكافة مستوياتهم ،
إلى تعليم رصين ومتين ،وإن مستقبلهم يتوقف أساساً على نوعية ثقافتهم،وجدّية عيشهم إيمانهم ،وقد
قام بهذه المهمة بثلاث طرق واضعاً مواهبه في خدمتهم :

1-الموعظة :وكانت أنجح وسيلة للتعليم والتأثير ،إذ كان المؤمنون يفدون إلى الكنيسة ،لا فقط ليصلّوا وإنما ليتعلّموا بعض الشيء عن إيمانهم وسبل عيشه، فراح أفرام يعطيهم دروساً في الصلاة وفي تأويل نصوص الكتاب المقدس ،والغالبية لا تملك نسخة منه ،ويشرح لهم عقيدة إيمانية أو عيداً دينياً أو يدحض تعليماً يراه غير سليم ،ويحذّرهم بشدة من المشاركة في احتفالات الوثنيين وسماع أساطيرهم.
2-تعليم الموعوظين:ما عدا الموعظة ،كانت وظيفته كشماس:تعليم الكبار المهتدين إلى المسيحية ،
واعدادهم لنيل العماد .وكان هذا النوع من التعليم يتطلّب مقدرة فريدة وسرعة بديهة،إذ أن هؤلاء المهتدين كانوا يحملون خلفيات دينية وفكرية مختلفة ،وكان عليه أن يجيب على جميع أسئلتهم.

3-مدرسة الرها :انصب اهتمام افرام على إعطاء طلاب المدرسة التي أسسها أولا في نصيبين ثم في الرها ،ثقافة عميقة .وقد أعطت المدرستان كنيسة ما بين النهرين كبار قادتها ومفكريها .
أطروحاته اللاهوتية :
هذا الاهتمام المتنوع بالتعليم الديني جعل لاهوت افرام عقائدياً ـ راعوياً .أما المواضيع الرئيسة التي تناولها ،فهي:وحدانية الله ،الثالوث الأقدس ،المسيح،مريم،الكنيسة وأسرارها،قيامة الأموات ،الخطيئة ،
الآداب المسيحية .وبالإمكان تأليف كتاب كامل عن كل موضوع من هذه المواضيع التي عالجها افرام
ولضيق المجال نعرض بإيجاز أهمها :

1-وحدانية الله والثالوث
يدافع افرام عن وحدانية الله ،ويرفض بشدة وجود إلهين أو أكثر على طريقة المانويين والوثنيين.
((لم يكرز المسيح ولم يعلم إلا بوجود إله واحد ،ولا يوجد كما يزعم مرقيون،إله عادل وآخر رحوم
لا يوجد سوى إله واحد أحد هو في آن معاً عادل ورحوم))(دياطسرون11،13؛11،23؛14،9؛15،6).
ولتحديد وحدانية الله يستعمل افرام لفظة الكائن الواجب الوجود ضد نظرية الكائنات الإلهية والعناصر عند الغنوصيين :الكائن واحد هو قد خلق كل شيء : ((داود لم يسّمِ الكائنات لأن الكائن واحد هو ،ولأن اسم الكائن يبطل اسماءها ((ضد البدع53/7 )،((الكائن واحد إسما وطبيعة))(ضد البدع53/9 )وهو الذي أوجد الكائنات (ضد البدع 53/10 )ولكن((إن الجوهر الواحد الذي لا يتغير ،بمحبته يقبل التغيير))(البتولية27/11 ).

نعرفه من خلال خليقته ((فالسماء والأرض وكل ما فيهما دلائل على وجود الخالق ونعمته ،كذلك الفردوس ينادي بأنه وهبه مجاناً(الكنيسة 48/10)،((الطبيعة والكتاب..شاهدان ممتدان… إلى كل مكان ،حاضران في آن ،يؤنبان الكافر الذي ينكر الخالق))(الفردوس 5/2 ).
إن افرام ،عندما يتكلم عن الله ،لا ينطلق من البراهين الفلسفية ،بل من خبرته الإيمانية وخبرة كنيسته لذا يؤكد بأن سر الله لا يمكن كشفه كشفا تاما إلا بواسطة الوحي.أما عن الثالوث الأقدس ،فيذكر صراحة التعبير الانجيلي ((الآب والابن والروح القدس )).والذي يقصده بالثالوث ليست ثلاثة آلهة مستقلة بل ((تعلمت وآمنت إنك واحد في وجودك ،سمعت وتحققت أنك الآب بوحيدك ،ونلت المعمودية بالثالوث باسم الروح القدس ))(ضد البدع 3/12 )،((ها هي ذي اسماء الآب والابن والروح القدس ،إنها علامة المسيحي ))(ضد البدع 27/3 ).
ويستخدم أفرام مثل الشمس ،المألوف لدى الآباء لإيضاح ذلك:القرص والحرارة والضوء هي ثلاث حقائق متميزة ،ولكن غير منفصلة من ذات الشمس (ضد البدع نشيد 4 والبتولية 52/3 ـ 4 ).
ولو صح القول وسمينا الأقاليم ثلاث طرق وجود ،أو ثلاثة اسماء لله الواحد،لما خنا فكرة افرام
(طالع ضد البدع3/4 ،51/7 ).يؤكد بأن الابن ((الكلمة))مساو للآب وليس أصغر منه ،وكذلك الروح القدس يسميه أحياناً ((روح يسوع ))،لربما لأنه يواصل حضوره بين الجماعة (الكنيسة).

2-مسيحانيته
لم يلجأ افرام إلى استعمال الألفاظ الفلسفية لشرح مسيحانيته لمستمعيه ،بل ظل في نفس الخط المعتدل الذي سلكه كتاب ((العهد الجديد)).فهو يؤكد بأن نصوص الإنجيل تظهر جليا المسيح التاريخي الكامل وليس مسيحا مجزءاً :إله من جهة وإنسان من جهة أخرى. ((هكذا في قانا(يوحنا2/1 ـ 12 )المسيح مدعو إلى حفلة الزفاف مع الآخرين وبنفس العنوان ،لأنه ظاهريا مثلهم ،
إلا أن المعجزة التي اجترحها ..برهنت على قوة الله (الحاضرة )فيه))(دياطسرون ارمني4/10 ).

المسيح في قناعة أفرام إنسان وإله في الوقت ذاته: ((لقد تاه العقل في أمرك أيها الغني ففي لاهوتك غوامض كثيرة ،وفي ناسوتك ظواهر فقيرة .فمن يسبر غورك أيها البحر الكبير الذي صغّر ذاته .
إن جئنا نراك إلها ،فها أنت إنسان ،وإن جئنا نراك إنسانا فها قد شعت علامة لاهوتك.فمن يقف على تغييراتك أيها الثابت ))(الميلاد 13/8 ـ9 ).

يؤكد أفرام على إنسانية المسيح الملموسة أمام المظهريين الذين كانوا ينكرون حقيقة جسد المسيح ،وكانوا يزعمون إنه مجرد خيال ((شبه لهم )).فبالنسبة إليه ،يسوع إنسان حقيقي مرتبط بوطن معين وقبيلة معروفة وأمه مريم وأبوه يوسف ،وكلاهما منتميان إلى قبيلة يهوذا (دياطسرون ارمني1/25 ).ولم يخف المسيح إنسانيته ولم ينكرها ،فقد ولد وله جسد ،واعتمد وجاع وعطش وتعب وبكى وتألم ومات (دياطسرون20/4 )،((لقد انحدر ولبس جسداً ضعيفاً))(الإيمان 29/2 ).((لقد مكث على الأرض ثلاثين سنة ،بالفقر ،لننشد له ،يا إخوتي أناشيد التسبيح على أنواعها لأنه ربنا (الميلاد18/4 )،((لقد أسلم ـ الله ـ إبنه عنا حتى نؤمن به ،لأن جسده بيننا وحقيقته عندنا ،جاء يهبنا مقاليد الفردوس))(الفردوس7/1 ).
بما أن المسيح هو كلمة الله ،فهو صورة الآب الحقة ومسار له ومولود منه ،وليس له من مشيئة أخرى سوى مشيئة الآب (الكنيسة27/9 )وهو وحده قادر على كشفه: ((بما أن المسيح هو ابن الله فهو وحده قادر أن يظهر لنا الآب))(دياطسرون ارمني8/1 ).وعن عمله يقول((ادخل الكل في المسيح الداخل كما كان قد خرج الكل بآدم الخارج))(الفصح 17/10 ).
ومن بين الألقاب الكثيرة التي يطلقها مار أفرام على المسيح ،والتي تعكس حياته وتعليمه ،نذكر:
الرب الطبيب،المعلم ،الراعي ،النبي ،الكاهن ،والملك.ويتوقف بارتياح على لقب الملك ،مظهراً نوعية ملكه الروحي ،وشموليته .(دياطسرون ارمني3 ،9 /4 ،14/16 ).

3-مريم أم المسيح وأمنا
ركز أفرام على دور مريم ،والدة المخلص ،حواء الجديدة ،البتول ،تابوت العهد،العروس… فجاءت الأناشيد التي خصها بها كثيرة ،يعبر فيها عن تعلقه واحترامه العميق لها ،لذلك عدّ بحق شاعرها .
خط افرام معتدل وبسيط وقلما نجد مغالاة ،فدور مريم لا يتخطى الدور الذي يذكره الإنجيل .فهو مثل سابقيه ،لا يعرف مصطلح ((والدة الله))الذي استعمله الاسكندريون ،منذ القرن الرابع ،وتبناه مجمع افسس عام431 ،إنما يسميها مباشرة((أم المسيح))وهذه التسمية لا تنقص من قيمتها ولا تنفي أن مولودها هو ابن الله. ((كوني عذراء ـ تقول مريم للمجوس ـ أنجبت إبنا هو ابن الله ،فاذهبوا وبشروا به ))(بيك ،سوغيثا 4/46 ).
في نظره ،الحبل بيسوع عجائبي ،ومريم بقيت عذراء بعد الولادة أيضاً: ((كانت مخطوبة حسب الطبيعة ،قبل مجيئك ،وحملت بخلاف الطبيعة بمجيئك ،أيها القدوس ،ومكثت عذراء إذ ولدتك بالقداسة (الميلاد 11/3 ).وهذه اشارة واضحة إلى أصل المسيح الإلهي وإلى بقاء مريم بتولا: ((أمك يارب ،لا يعرف المرء كيف يدعوها .بتولا؟ها هوذا ابنها حاضر .متزوجة؟
لم يمسها رجل .وإن كانت أمك لا تدرك ،فأنت من يقدر أن يدركك ؟.(الميلاد11/1 )((الحشا حملك من دون زواج ،ومن دون زرع البطن ولدك ))(الميلاد 15/6 ).

ينفرد أفرام بجعل الحبل بيسوع قد حصل عن طريق السماع ،لربما لعلاقة البشري بالسمع: ((بأذنها شعرت مريم بالخفي الذي جاءها مع صوت الملاك ،وحلت في أحشاءها القوة التي أتت إلى البشر ،فتسأل الموت والشيطان ما عسى أن يكون شأنه؟))(الكنيسة35/18 )،((مريم في الناصرة ،الأرض العطشى ،حبلت بالسيد عن طريق السمع))(البتولية23/5 ).في كل الأحوال يؤكد الكاتب أن المسيح في الرحم حبل به ومنه ولد (الميلاد1/15؛2/7 )وإنه الولد الوحيد الذي أنجبته ولم يكن لها أن تنجب آخرين ،كونها هيكل الروح القدس (دباطسرون ارمني2/6 ،5/7 ).مريم أم يسوع ،بكر البشرية الجديدة ،هي أمنا ،نحن إخوته الكثيرين ((من أعطى المعوزة أن تحبل وتلد واحدا كُثُراً))(الميلاد 5/9 ).
ومريم ممتلئة نعمة ،وخالية من أي دنس ((أنت ووالدتك فقط تفوقان الجميع جمالا ،فلا عيب فيك ،
يا رب ،ولا دنس في والدتك)).ترانيم نصيبينية(27/8 ).وهذه الصورة يشرحها أفرام من خلال عقده مقارنة متوازية بين حواء ومريم ،عصيان ،خطيئة ،قصاص ،موت ،طاعة ،مكافأة ،نعمة ،حياة ،إنه أسلوب تعليمي يظهر تناقض الحالتين ،ويدعو المؤمن إلى نبذ النموذج الأول ،واتباع النموذج الثاني لكي يحصل على الفرح والسعادة:
((ساذجتان بسيطتان حواء ومريم وضعتا بالمقارنة ….الواحدة علة موتنا والأخرى سبب حياتنا ))(الكنيسة35/1 كذلك البتولية23/9 )
((حواء أذنبت ،ومريم أوفت .فأدت الإبنة دين أمها وبها مزق الصك الذي صار في وجه كل الأجيال))(بيك ،سوغيثا1/26 )
((بعينيها رأت حواء جمال الشجرة ،فأرتسمت في مخيلتها مشورة الغدار،فبالتالي كانت الندامة ))
(الكنيسة35/17 ).
((لبست حواء ببتوليتها أوراق العار ،ولبست أمك ببتوليتها ثوب المجد الذي يكفي الجميع))
(الميلاد17/4 ).

((واضح أن مريم هي أرض النور ،بها استنار العالم وسكانه الذين كانوا قد اظلموا بحواء مصدر كل الشرور ))(الكنيسة37/3 )،((إليه تطلعت حواء ،لأن عري النساء قد عظم ،وهو وحده قادر أن يلبسهن بدلة المجد الذي خسرنه ))(الميلاد1/43 )،والنساء ((يشكرن مريم أمهن على المجد المعطى لهن بواسطتها ))(الميلاد22/23 ).
4-الكنيسة
في الترانيم النصيبينية(13 ـ 21 )التي قرظ فيها أفرام أساقفة نصيبين الذين عاصرهم ،يصف الكنيسة
بجسد المسيح الكبير وبعروسه المحبوبة(17/3 ).وهذه الصورة تدل على مدى الألفة والمحبة القائمتين بين المسيح والمؤمنين به .كنيسة تتسم بالشمولية: ((كنيسة الحقيقي ـ أي المسيح ـ العظيمة،حضنها كبير يكفي لأحتواء العهدين))(ضد البدع2/18 )ويسميها كنيسة الأمم (ضد البدع24/21)
كما يذكر أفرام صفات الكنيسة الأساسية :
واحدة ،مقدسة،رسولية،ويشير بوضوح إلى الخدم الكهنوتية الثلاث الأسقفية والكهنوت ـ لا يميز أحيانا بينهما ـ والشماسية ،كما يثني على خدمة العذارى المكرسات ،ربما لأنهن كن شماسات(21/5) الأسقف هو السلطة العليا في الجماعة(الكنيسة)المحلية ،وهو قائدها ورأسها ،فهو مثل يسوع ((الحبر الأعظم))(ترانيم33/6 ).
وهو صورة حية لرعيته: ((حسبما يكون الأسقف ،هكذا تكون رعيته))(19/2 )،((على الأسقف أن يكون أخا للكهنة،مربيا للشمامسة ،معلما للأطفال ،عكازا للشيوخ ،وحصنا للعذارى المكرسات لله))(21/5 ).ومهمته تقوم في التعليم وحفظ النظام وتوجيه وإدارة شؤون جماعته (13/1 ).إلا أنه لا ينبغي أن ينفرد بالقرارات ،بل عليه أن يختار مستشارين له (18/9 ).على الأرجح كان الأسقف محاطا بفريق من الشمامسة والكهنة من أجل تأمين حاجات الجميع من وعظ وتبشير وخدمة الأسرار.
أما العلمانيون فيسميهم أفرام ،أي غير مكرسين لخدمة معينة(الفصح2/9)،واللفظة((علماني))لا ترد عنده البتة ،ولا يوجد فصل فئوي بين الجماعة الواحدة ،كلهم مؤمنون.

قضية وحدة كنيسة المسيح كانت همّه الكبير .فقد كتب مداريش عديدة لاستنارة الذين يسميهم ب((الضالين))وليعود بهم إلى الحظيرة الواحدة: ((يا رب إجعل الوفاق بين الكنائس يتم في زماننا لتكون كنيسة واحدة حقا ،تجمع أبناءها في حضنها ، لترفع الشكر لصلاحك))(الإيمان52/15 )،
((لو كان جميع ابناء النور متحدين في الكنيسة ،لا زال إشعاعهم الموحد ،الظلام بقوة وحدتهم ))
(الإيمان39/2 ).

5-المعمودية
يرى أفرام ،في عماد يسوع ،أساس عماد المؤمنين وصورته (دياطسرون4/1 ـ 3 ): ((هوذا النار والروح في نهر الأردن ،وها هما في عمادنا أيضاً))(الإيمان10/17 ).الإيمان شرط أساسي للمعمودية ،
وفي بعض الحالات يعوض عن الماء كما في حالة اللص اليمين (لوقا 23/41 ـ 43 )(الإيمان48/1 )،لذا تمنح المعمودية بعد المعرفة التامة بالعقائد الإيمانية وممارستها عند أفرام ،كما في كتاب الديداكي ،يعود العماد إلى الاحتفال الفصحي ،فالصوم الكبير ينهي مرحلة الموعوظين بمنحهم نعمة العماد في سبت النور (البتولية7/2 )،ويترأس الاحتفال عادة الأسقف ،ويتم بالتغطيس ثلاثا باسم الآب والابن والروح القدس ((ها اسماء الآب والابن والروح القدس تتلى على المسحة والعماد))(ضد البدع27/3 )

وكان الكاهن أو الشماس يعمد الذكور البالغين في بيت المعمودية الملاصق للكنيسة ،والشماسة أو إحدى بنات العهد تعمد الاناث ،وكان الجسم كله يغطس في الماء المكرس.توجد مسحة واحدة
(البتولية7/8 )ويسميها علامة المسحة والمعمودية(ضد البدع27/3 )،وختم الروح :
((كذلك ختم الروح الخفي بالزيت يطبع على الأجساد ،يمسحون بالمعمودية ويوسمون))(البتولية7/6 )
((المعمودية السامية ،الجميلة ،الآب وسمها ،والابن خطبها ،والروح ختمها بوسمه الثلاثي))(الدنح2/6)
وهذه المسحة كانت تسبق الغطس (البتولية2/2؛8/2 ).

-يعتبر أفرام العماد ولادة ثانية بعد الولادة الإنسانية ،ومياه المعمودية بمثابة الرحم،وهذا التشبيه نجده عند غالبية الآباء المشارقة: ((تبارك من كثر محاسنكم من مياه المعمودية .صارت المعمودية أما تلد كل يوم روحانيين ،وتقيم اولادا جددا لله بقداسة .تبارك من ولدنا ثانية في حضن العماد ))(الدنح 3/1).
((إن مياه المعمودية هي بمثابة رحم يلد بقوة الروح القدس إنسانا جديدا مقدسا ))(ترانيم نصيبينية27/78،الميلاد 16/11 )،((ترسم فيهم صورة جديدة ،وتلدهم بأسماء مجددة))(البتولية7/5 ).
ومثلما الطفل المولود يرضع حليب أمه غذاء ينميه ويبقيه ،كذلك المعمد يتناول القربان المقدس

((طوبى للمولودين الجدد الذين يتناولون حالا الخبز الكامل بدل الحليب))(البتولية7/8 )
((طوبى لكم أيها الحملان الموسومون بعلامة المسيح لأنكم أصبحتم أهلا لتناول خبزه ودمه ،الراعي أصبح لكم بذاته مرعى))(الدنح3/21 ).
أما عن مفاعيل المعمودية ،فيذكر أفرام :الغفران ،الخلاص ،التطهير(البتولية6/2 ): ((إن الموت ـ الأدبي ـ يزول بالعماد الحقيقي لأن الشخص المعمد في المسيح،يلبس الحي الذي يحيي كل شيء ))(ترانيم نصيبينية 72/14 )،((المسيح شفى الإنسان بشكل شامل لما عمده بالروح القدس ))(ترانيم نصيبينية 46/84 )،((الذي من جسد فاسد ومائت ،يصير بدم المسيح وموته وقيامته ،جسدا حيا ،يحمل عربون الخلود))(ضد البدع17/5 ).

6-الافخارستيا
لم ترد لفظة ((الافخارستيا))في كتابات أفرام،إنما نجد عنده ألفاظاً أخرى تحمل ذات المدلول مثل:دم المسيح،الخبز ،السر ،القربان،الذبيحة.وكل هذه التعابير تشمل الذبيحة والتقدمة والاحتفال (الكنيسة25/14 ).أسسه يسوع نفسه بصفته الحبر الأعظم ،أما الذي يضمن استمراريته في الجماعة (الكنيسة)فهو الروح القدس والكاهن(الإيمان8/8 ، 40/10 ).والغاية من تأسيسه،خلاص الإنسان في وجوده الكامل: ((إن جسده ،بطريقة جديدة ،قد اختلط بجسدنا ،ودمه النقي قد امتزج بدمنا ،
وصوته ولج آذاننا ،وبهاؤه في عيوننا ،هو كله صار بحنانه في وجودنا))(البتولية37/2 ).((خبزه بدون جدل يؤكد قيامتنا .فإذا كان قد بارك الطعام ،فكم بالأحرى يبارك الذين يتناولونه))؟(دياطسرون5/16 ).

ويعتبر أفرام القربان المقدس مرتكز تدبير الخلاص ،لذلك يجد صورا ورموزا له في الكتاب المقدس ،في قرابين الاباء الأولين :هابيل وابراهيم واسحق ويعقوب والفصح اليهودي والخروج وأقوال الأنبياء ،وكذلك في عرس قانا والصيد العجائبي وتكثير الخبزات ،بالنسبة إلى العهد الجديد ((ترانيم نصيبينية 46/11،الإيمان10/10 ،البتولية 33/7 ).وحين يتكلم أفرام عن القربان المقدس ،يمزج النصوص الكتابية بالتقليد الليترجي لكنيسته ،فنجد عنده مثلا المصطلحات الطقسية التي لا نزال نستعملها اليوم في القداس مثل كسر ومزج ورسم:الكسر هو الفعل الذي يتم على الخبز والمزج على الكأس والوسم يدل على الاتحاد والقيامة والحياة.لأن القربان هو حقا رمز موت المسيح ودفنه وقيامته (الفصح 7/2،دياطسرون48/2 ).كما يستعمل لفظة ((مزج))في معنى لاهوتي عميق لاظهار نشاط الله في الخليقة. ((إن البكر لبس طبيعتنا وامتزج بالبشرية .أعطى ما كان له وأخذ ما كان لنا لكي يقدر بامتزاجه أن يعطينا نحن المائتين))(ضد البدع32/9 ).
لا يوجد عند أفرام المفهوم الغربي للاستحالة .أما المناولة ـ الشركة فتتم في الخبز والخمر:
((إن الجسد المكسور ها هوذا يقسم بيننا ،والكأس التي ناولها تلاميذه ها هي ذي شفاهنا تشرب منها))(دياطسرون48/2 ).وكان المؤمنون يتناولون في راحة اليد اليمنى ويشربون من الكأس ((إقبلوا القدس على راحة يدكم وتناولوا الحَياة في لسانكم))(ملحق القداس الكلداني،الموصل1901))ترتيلة2 لأفرام ص303 .((نملك الله في يدنا ،فلا يكن غضن في جسدنا))(ضد البدع47/12 )((إن السنبلة الحقيقية أعطت خبزاً سماويا غير متناه.الخبز الذي كسره البكر في البرية ،نفد وانتهى ولو كان قد كثره .وعاد فكسر خبزا جديدا لم يكن بمقدور الأجيال أن تستهلكه .الخبزات السبع التي كسرها انتهت ،كذلك الخبزات الخمس التي كان قد كثرها.

خبز واحد كسره غلب الخليقة ،لأنه بقدر ما يوزع ـ على المدعوين ـ بقدر ذلك يتضاعف .ملأ،
كذلك جرات كثيرة خمرا ،استقوا منها فنفذت الخمر ولو كان ملأها .أما الكأس التي ناولها تلاميذه،
ولو كانت بسيطة فقد كانت قدرتها بدون حد.كأس تحتوي على كل الخمور ،لكن السر الذي فيها هو نفسه ،وحيد الخبز الذي كسره بدون حد،ووحيدة الكأس التي مزجها بدون نهاية .
من يتناوله بطريقة جسدية ،بدون تمييز ،يتناوله عبثا ،وخبز الرحمان الذي يأخذه بوعي يكون دواء الحياة… الذي يأكل من قرابين قربت بأسم الشياطين ،يصبح شيطانيا بدون ريب ،والذي يتناول الخبز السماوي ،يغدو سماويا ،بدون شك ))(الميلاد 4/87 ـ 103 ).

7-حرية الإنسان والشر
يؤكد أفرام بأن الإنسان مركز الخليقة ،هو حر ،وحتى يعيش حريته ينبغي عليه أن يحارب الجهل والضلال (الفردوس15/5 ).والإنسان مسؤول في نهاية الأمر ،عن الشر في العالم: ((إن سبب الشر هو بكل وضوح،سوء استعمال الحرية .فآدم والشيطان بحريتهما ادخلا الشر من خلال الإرادة ))(ضد البدع 22/7 ).ويرفض القدر لأنه ينفي حكم الضمير والاجتهاد الخلقي وبالتالي قيمة أعمالنا وحريتنا(ضد البدع6/22 ـ23 ،11/3 ).

الإنسان قادر أن يتغلب على الشر إن شاء (الفردوس15/11 ،12/18 )وهو متفائل في قابلية الإنسان ،((إذا كانت نيتنا صافية،فالشر لا يوجد… والإنسان لا يستثمر سوى الخير الذي استلمه))(البتولية34/15 ).وينفرد أفرام بنظرته السليمة بخصوص الجسد البشري : ((لا يوجد أي شيء مضطرب ولا دنس بحد ذاته في جسد الإنسان ))(ضد البدع 19/1 ).
إننا نجد صدى لهذا المفهوم في مجمع الجاثليق سبر يشوع سنة596 ،إذ يقول صراحة((إننا نرفض ونقصي عن أي شركة معنا،كل من يعتقد ويقول أن الخطيئة موجودة في الطبيعة ،وإن الإنسان يخطأ لا إرادياً ،وكل من يقول أن الطبيعة آدم خلقت منذ البدء ،غير مائتة))(كتاب المجامع ص199 ).

وبعيد أفرام عن الثنائية اليونانية التي ترى في الجسد شرا ،((الجسد جبل بحكمة ،والنفس نفخت فيه بلطف ،من جر من إلى الخطيئة ؟إنها مشتركة لأن الحرية مشتركة ،لذا ينبغي أن يكلل الكل معا
(أي الإنسان الشامل)(ترانيم نصيبينية 69/4 ـ 5 ،44/3 ـ 4).
بإمكاننا مواصلة عرض المواضيع الأخرى التي تناولها أفرام ،ونؤلف خلاصة لاهوتية في العقائد والأخلاق المسيحية ،وبأصالتها المشرقية القريبة من الإنجيل والبعيدة عن التأثيرات الخارجية ،لكن ضيق المكان والزمان يحول دون القيام بذلك.

المراجع :
علاوة على كتابات أفرام المنشورة في مجموعة ((الكتبة المسيحيين الشرقيين ))وفي ((الباترولوجيا))
أعيد القارئ إلى المراجع التالية :
– ((مهرجان أفرام وحنين))،ويضم عدة مقالات،مطبعة المعارف ـ بغداد1974 ـ مطبوعات مجمع اللغة السريانية .
– مجلة ((ملتو))التي تصدرها جامعة الكسليك ـ لبنان،المجلد الرابع لسنة1973 ،عدد خاص بمار أفرام.
– مار أفرام،نظرات في شخصيته وآثاره ،بيروت 1973 ،يضم 6 محاضرات ألقيت في قصر الاونيسكو ببيروت بمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاته.
– كميل أفرام البستاني ،((مار أفرام،سيرته ،آثاره ،قيمته)) ـ بيروت1973 .
– زكا عيواص (البطريك)،سيرة مار أفرام السرياني ،ط2 ،دمشق 1984 .
– الأب يوحنا يشوع الخوري ،والأستاذ عبد المسيح قره باشي ،مختارات من أناشيد مار أفرام ،بيروت 1973 .
– ألبير أبونا ،أدب اللغة الآرامية ،بيروت 1971 .
– ألبير أبونا ،مار أفرام الملفان ،مجلة بين النهرين2 (1973 )ص201 ـ 220 .
– لويس ساكو،القديس أفرام ،لاهوت هو صدى للإنجيل ،مجلة ((الفكر المسيحي))نيسان 1987 ص129 ـ 135 .
– القديس مار أفرام السرياني ،سيرته ،أقواله ،أعداد القس اغسطينوس البرموسي،القاهرة1988 .
– القديس العظيم مار أفرام السرياني ،قيثارة الروح ،الراهب القمص سمعان السرياني،القاهرة 1988 .
– 1981 Roma ,Marietti,Patrologia,.B,Altaner
– 1922 Bon,Lileratur Syrichen der Geschichte ,.A, BAUMSTARK
– of Vision World Spiritual The ,Eye Luminous The ,.S ,BROCK
.1985 Kerala Ephrem .St
-.1983 Brescia ,Chiesa della Padri dei dizionario Breve ,.A ,HAMMAN
de docteur Ephrem .S de Biographie Petite ,.E .B .HIKARY
.1952 Beyrouth ,Universelle I’Eglise
-.1965 Roma ,Syriaca Patrologia ,I ,ORTIZDE URBINA
– Ephrem in Sudies historical and critical Literary ,.A ,VOOBUS
.1958 Stockholm ,Syrian the
-,Ephrem saint de Symbolique .pensee’ la ,Mansour Bou Tanios .1988 ,Kaslik


 
قديم 21 - 07 - 2020, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 28184 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمات تمجيد القديس مار افرام السرياني


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


السلام لمار افرام السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
السلام لمار افرام
مارافرام السريانى
أعنَّا أجمعين
وأمدح عظيم مختار علّلماه الإيمان بيقين
حبيب الرب المرهوب
رائحة طيب تفوح
وبقيت للطهر منار
يا مُعلَّم النُّساك
انتهرت العدو الشرير
يا لابس التواضع
وأخزيت عين الشرير
فى محبة رب الأنام
فى يقظة باستمرار
إلى آخِر الأزمان
الكل يقولون يا إله
وأرتل بالقيثارة من أبوين تقيين
للقديس مار يعقوب
ذاك الاسم الممدوح
غلبت قوى الأشرار
يا كوكب فى الأفلاك
يا مصباح يا منير
فى كل المجامع
وعشت كأسير
سَلَكَ حياته بسلام
والأصوام والأسهار
ليثبتنا فى الإيمان
كل المؤمنين
أُسبِّح بالمزمار ولد فى نصيبين
صرت تلميذ موهوب
صرت قيثارة الروح
السلام لك يا جبار
السلام لك يا ملاك
السلام لك يا قدير
السلام لك يا لامع
عملت كأجير
كان وديعًا كالحمام
كان دائم الصلوات
اذكرنا أمام الديان
تسبيح أسمَك فى أفواه
 
قديم 21 - 07 - 2020, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 28185 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تمجيد القديس مار افرام السرياني



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


(اليوم 15 أبيب - 22 يوليو) نياحة القديس الانبا افرام السريانى
أُسبِّح بالمزمار وأرتل بالقيثارة وأمدح عظيم مختار السلام لمار افرام
ولد فى نصيبين من أبوين تقيين علّلماه الإيمان بيقين السلام لمار افرام
صرت تلميذ موهوب للقديس مار يعقوب حبيب الرب المرهوب السلام لمار افرام
صرت قيثارة الروح ذاك الاسم الممدوح رائحة طيب تفوح السلام لمار افرام
السلام لك يا جبار غلبت قوى الأشرار وبقيت للطهر منار السلام لمار افرام
السلام لك يا ملاك يا كوكب فى الأفلاك يا مُعلَّم النُّساك السلام لمار افرام
السلام لك يا قدير يا مصباح يا منير انتهرت العدو الشرير السلام لمار افرام
السلام لك يا لامع فى كل المجامع يا لابس التواضع السلام لمار افرام
عملت كأجير وعشت كأسير وأخزيت عين الشرير السلام لمار افرام
كان وديعًا كالحمام سَلَكَ حياته بسلام فى محبة رب الأنام السلام لمار افرام
كان دائم الصلوات والأصوام والأسهار فى يقظة باستمرار السلام لمار افرام
اذكرنا أمام الديان ليثبتنا فى الإيمان إلى آخِر الأزمان السلام لمار افرام
تسبيح إسمك فى أفواه كل المؤمنين الكل يقولون يا إله مارافرام أعنا أجمعين


 
قديم 21 - 07 - 2020, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 28186 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تمجيد القديس العظيم مار افرام السرياني




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





 
قديم 21 - 07 - 2020, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 28187 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تمجيد القديس افرام السرياني

Bekhit Fahim-St.Ephraem El-Sorian -الشماس افرايم انسي




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





 
قديم 21 - 07 - 2020, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 28188 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تمجيد القديس مار افرام السرياني - مديح مار افرام السرياني




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





 
قديم 21 - 07 - 2020, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 28189 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موسيقى وكلمات تمجيد القديس مار افرام السرياني




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





 
قديم 22 - 07 - 2020, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 28190 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,991

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التسبيح تعبير عن فرحنا بالرب




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أن الحمد والشكر والتسبيح تعبير عن الشعور بالشكر على النعم التي يغدقها الله على الإنسان عرفاناً منه بالجميل والاعتراف بعظمته ومحبته لله ونحن عندما نتقدم فى الروح نقدم التسبيح لله لا من اجل عطاياه بل كانجذاب وتسبيح لذاته وعظمته وابوته ، هكذا نرى الكلمات تخرج من قلب متهلل بالروح فى التسبحة اليومية فى الكنيسة القبطية وكأننا صرنا مع جوقات الملائكة نسبح تسبحة الشاروبيم والسيرافيم قائلين{ قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض} اش 3:6. ونتغنى بطيبة الهنا وعدالته مز 6:145،7 وبعمله معنا عبر التاريخ لخلاصنا من الشيطان ونجتنا من بحر هذا العالم كما عبر بالشعب قديما البحر الاحمر ونسبحه مع داود النبى ومع الفتية لنجاتهم من اتون النار بحضوره معهم وبينهم ، ولسان حالنا قول داود النبى جزنا فى الماء والنار واخرجتنا الى الراحة .
ان حمدنا وتسبيحنا لله إنما يعنى تعظيمنا إياه (لو1: 46، أع 10: 46)، والإعتراف بسموه الذي لا يدانى منه ، ما دام هو الساكن في أعلى السموات والناظر الى المتواضعين ، وما دام هو القدوس. وينطلق الحمد من الشعور بقدسية الله، الذي يملأ النفس بهجة (مز 30: 5)، وهذا الإبتهاج والتسبيح يحملنا على الاتحاد العميق بالله. وينطلق الحمد من الاتصال بالله الحي، فيوقظ الإنسان كله (مز 57: 8، 108: 2- 6) ويقوده نحو تجديد حياته فهو بمثابة بعث لحياة جديدة وينقلنا من الموت الى الحياة الحقيقية .

ان التسبيح هو شركة فى عمل الملائكة فى السماء { باركوا الرب يا ملائكة الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور} (دا 3 : 58). والتسبيح مجال عملنا فى السماء ونقوم به منذ الان عرفانا وشكرا لقائد نصرتنا ومخلص نفوسنا ومنقذ حياتنا من الفساد { وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تاخذ السفر وتفتح ختومه لانك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامة. وجعلتنا لالهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الارض. ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات والوف الوف. قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. وكل خليقة مما في السماء وعلى الارض وتحت الارض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى ابد الابدين} رؤ 9:5-13.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025