منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 04 - 2013, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 2801 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد مرفع الجبن

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد مرفع الجبن هو الأحد الأخير في الفترة الأولى من التريودي أي فترة التهيئة للصوم، تُدخلنا الكنيسة بمساء الأحد في صلاة الغروب في روحانية الصوم الكبير، مازجة إياها بالحكمة الإلهية عبر تعاليم إنجيلية، و لذلك رتب أباء الكنيسة أن نقرأ في هذا الأحد المقطع الإنجيلي من عظة السيد على الجبل وفيه تعلمنا الكنيسة ثلاثة تعاليم روحية.
1. العدالة: يسود في العالم مفاهيم مختلفة عن الانتقام والثأر والقتل وعدم المسامحة، ونبع هذا كله إما الأنا أو الضعف البشري أو حتى من الشر. اللاعدالة هو الزيت الذي يُصب على نار الشر في الانسان. ناموس موس ينص على “العين بالعين” أما السيد فربط بين العدالة والمسامحة، فيعلّم السيد أن بمقدار ما أواجه ظلم الناس بليونة ومسامحة سيسامحني هو بدرجة أكبر بكثير.

2. طريقة الصوم: التعليم الثاني الذي يوضحه السيد هو الصوم، فالصوم بالنسبة للمسيح وسيلة روحية للجهاد، فيجب أن لا تكون بأسلوب قاسي و لا لين (رخو) لأن هدفه تدريب المؤمن ليكون قوياً في مجابهة الشر وبهذا يحقق الصوم معنىً وهدفاً.
3. رفض الطمع: التعليم الثالث للمسيح يتجلى بإدانته للجشع معتبراً إياه مرض روحي، وبالتالي يغيب السلام عن الإنسان الجشع، ويحذر منه السيد في انجيل لوقا: “انظروا وتحفظوا من الطمع” (لو15:12)، الكثير من الكنوز لا تُكتسب بالتعب بل بظلم الناس ونهب حقوقهم، فالإنسان الجشع لا يسعد بهذه الحياة، لأن لا شيء يشبعه، ولا في الحياة الأبدية، فلا يقيّم السيدُ الإنسانَ تبعاً لممتلكاته وكنوزه بل إلى قداسته لأن بمغادرته الحياة لن يأخذ معه أي كنز سوى كنوز قلبه من الفضائل.
ترشدنا الكنيسة بهذه التعاليم بوجود الحياة الروحية بالإضافة للحياة الطبيعية، فيا لسعادة هؤلاء الذين يشعرون أن بداخلهم روح ليست للموت.
صوم مبارك
 
قديم 02 - 04 - 2013, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 2802 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل يستعد الإنسان ليوم الدينونة؟ وكيف؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تؤمن كل الأديان بشكل عام ومشترك فيما بينهم بالدينونة العامة ونهاية العالم، فكما أن لهذا العالم بداية سيكون له نهاية أيضاً، لكن الديانة المسيحية تعطي هذه النهاية معنى روحي مختلف عن غيرها، وبالإضافة لأن نهاية العالم عقيدة في الديانة المسيحية فهي أمر يتكلم به العلماء، ويؤكده بولس الرسول: “لكن سيأتي كلصّ في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها” (2بط10:3).

يوضح لنا إنجيل الدينونة ذاك اليوم الذي سينتهي فيه العالم ويدان فيأتي السيد بمجد ليدين العالم، في المرة الأولى أتى السيد متواضعاً كطفل في مغارة ليسلّم وصاياه للإنسان ويعلمه المحبة المخفية وراء الصليب، اليوم سيأتي كديان ليمثل أمامه الأحياء والأموات فيفصلهم إلى أبرار وأشرار.

الدينونة ستكون وفق أعمال المحبة فالحياة المسيحية ليست حياة نظرية بل حياة عملية في عمقها “ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات” (متى21:7) ويقول بولس الرسول: “لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يُبرَّرون” (رو13:2)، ويقول يعقوب الرسول: “لكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت” (يع20:2)، هذا ما يميز الحياة المسيحية عن أي دين آخر بأنه يطابق بين الإيمان والحياة.
إخوتي، نتواجد اليوم في فترة التريودي بفترة التهيئة للصوم الأربعيني وكل تعليم الكنيسة ينصب على التنقية الداخلية للمؤمن وتجديدها، وخصوصاً بما يسمى سر الاعتراف، لنصل إلى القيامة المقدسة أنقياء القلب والعقل، وهذا النقاء يضمن لنا ملكوت السموات، فنسمع صوت الرب يقول: “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم” (متى34:259).
سؤالي اليوم:
هل يستعد الإنسان ليوم الدينونة؟ وكيف؟
برأيك ما عليك فعله حتى يضعك الرب من جهة الأبرار؟
صلواتكم
 
قديم 02 - 04 - 2013, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 2803 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظيمة التوبة الصادقة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رتبت الكنيسة في هذا الأحد أن نقرأ المقطع الإنجيلي الخاص بالفريسي والعشار وبه تدخلنا إلى كتاب التريودي في مرحلته التحضيرية للصوم الكبير.
يعلّمنا الفريسي عن حالة الكثيرين ممن يفتخرون بتواجدهم في الكنيسة ويعتبرون ذلك جزء من حياتهم ويوصفون كأبناء الكنيسة والله، في البحث عن هذه البنوة المطلوبة نجد أنها تتحقق في القلة وليس في الكثرة أي عند هؤلاء الذين يعيشون وصايا الله لا أن يحفظوها فقط، وعند الذين يسكن المسيح قلبهم لا فكرهم فقط، وعند الذين يملكون مواهب الروح القدس لا مواهب عالمية.

أما العشّار، المنبوذ من المجتمع بسبب وظيفته، فيعلّمنا أنه مدرك لحقيقته في العمق لا في الظاهر، وأنه يعرف ضعفاته ويسكبها أما الله ولا يخفيها عنه، وأنه يعلم التحدث مع الله مباشرة بالقلب لا من خلال كلام وأصوات كثيرة لا يسمعها الله كونها غير صادرة من قلب متقد بحرارة حب الله، ويعلّمنا أن التواضع هو الطريق لملكوت السموات أما التكبر في يؤدي إلى رفعة عالمية وحضيض سماوي، وأن نطلب الغفران من الله على خطايانا لا أن نقارن أنفسنا بأحد لنرفعها عن كل من حولنا فتسقط من عيني الرب.
شفائنا الوحيد من خطايانا يأتي من الله وذلك عبر سرّ الإعتراف الصادق المتواضع فجذر الشر هو التكبر وبالإعتراف نبتدأ الدخول في كسر هذا التكبر.
الكنيسة وعند دخولنا فترة التريودي تحضرنا بالطريقة الفضلى كي نبني أنفسنا روحياً وذلك بالتواضع والإعتراف.
برأيكم أي مسلكية هي الأفضل بين الفريسي والعشار؟ ولماذا؟
برأيكم أي مسلكية هي الأكثر شيوعاً، وكيف؟
صلواتكم
 
قديم 02 - 04 - 2013, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 2804 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القوة الروحية للإيمان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يؤكد الكتاب المقدس أن الله غير منظور، وفي صلواتنا نقول بأنه “حاضر في كل مكان”، فلا يمكن رؤية الله بالعين المجردة ولكن نستطيع أن نشعر بوجوده من خلال أعماله “السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه” (مز1:19).
كثير من المرات نصلي للرب ونطلب منه أن يخلّصنا من أزمة ما وأن يهبنا شيئاً نريده من قلبنا، لكن أحياناً كثيرة يقابل هذا الطلب بصمت من الله، لعله يريد أن يجرب إيماننا، وهذا ما فعله مع المرأة الكنعانية في انجيل اليوم، هي صرخت من كل قلبها من أجل ابنتها ولكن المسيح تظاهر بأنه لم يسمع! لكن المرأة لم تتوقف عن الطلب والصراخ بل أسرعت وركعت أمام أرجل المسيح وصرخت “يا سيّد أعني” عندها قال لها مجرباً مرة أخرى “ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب” ولكنها كانت مستحقة بجوابها وموقفها المتواضع أن يقول لها المسيح “يا امرأة عظيمٌ ايمانكِ” وعندما تأكد المسيح من إيمانها حقق لها طلبها “فشُفيت ابنتها من تلك الساعة”.
إذا تساءلنا من أين تأتي القوة الروحية للإيمان؟

أقترح بعضاً من الأفكار:
· الثقة بالله بأنه سيلبي ما يودينا للخلاص.
· العيش مع الله من خلال الليتورجيا الكنسية.
· فهم فكر الله من خلال قراءة الكتاب المقدس.
· ممارسة أسرار الكنيسة بانتظام وتواتر كي نبقى ملتصقين بنعمة الروح القدس.
· التواضع في الطلب.
· الصبر في معرفة الله، لأنه لا يمكن معرفته بفترة قصيرة من العمر.
· …
 
قديم 02 - 04 - 2013, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 2805 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

باب الفرح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لعل الحياة بكل همومها تجعل الإنسان كئيباً ومرهقاً ولا يجد وقتاً لنفسه، وإذا وقف ليبحث عن الفرح فأين يجده؟
هل للفرح مكان ندخله بعد فتح بابه فنصادفه هناك لنعيش معه برهة نسرقها من حياتنا ونعود من بعدها إلى واقعنا؟
طبعاً عملية البحث عن الفرح في مكان ما أو عند شخص ما هو أمر مستحيل لأن الفرح هو أمر نحياه في أعماقنا فيولّد فينا الرغبة في العيش أو حتى حب الحياة.
بالنسبة للإنسان باب الحياة الحقيقية هو الفرح وهو الذي يعطيها معنى ووجود، ولكن ما هو باب الفرح؟
لنحلل هذا الموضوع:

*يمكن أن يكون باب الفرح القناعة بمجريات ومحتويات الحياة وتطورها دون طلب أكثر
*يمكن أن يكون باب الفرح رضى الله بتطبيق وصاياه والعيش معه
*يمكن أن يكون باب الفرح المعمودية التي تدخلنا في الحياة مع ملء الفرح أي نعمة الروح القدس
*يمكن أن يكون باب الفرح رضى الذات بالإيجابيات المعاشة يومياً
*يمكن أن يكون باب الفرح (عند البعض) بتحقيق الرغبات الشخصية

برأيكم: ما هو باب الفرح للإنسان؟ من مما سبق أو أي شيء آخر ترونه وتزيدونه.
 
قديم 02 - 04 - 2013, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 2806 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نورٌ مشرق من مغارة بيت

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وسط ظلام وبرد وسكون ليل هذا العالم يظهر نورٌ مشرق من مغارة بيت لحم يدفئ هذا البرد وينير الظلام ويمحي سكون الليل بأصوات وتسابيح الملائكة بتجسد الكلمة "والكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يو14:1).
يتساءل البعض لماذا نعيّد هذا العيد وببهجة كبيرة؟ نحن نحتفل بهذا العيد لأن فيه تجسد الله الكلمة وانحدر الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس إلى العالم، وفيه صار الله إنساناً حتى يصير الإنسان إلهاً بالنعمة، نحتفل هكذا لأن الله أتى من السموات إلى الأرض كي يصعد الإنسان من الأرض نحو السماء، وفيه صار الله بيننا كي يخلص الجنس البشري وبه أُعيد بناء جسر التواصل مع الله وبواسطته صار الإنسان في مكانته الصحيحة في المجد المعد له، وبهذا العيد ظهر للإنسان إرادة الله، فنحتفل لأن المسيح تواضع جداً كي يرفعنا، وولد في الزمن كي نتخطى نحن هذا الزمن، أخذ الطبيعة البشرية كي يؤلهها لهذا نعيّد ونحتفل، كل هذه وأكثر تدفعنا كي نُعيّد عيد الميلاد ببهجة أكبر.

لكن "الآن دينونة هذا العالم" (يو31:12)، ودينونته هي أن النور أتى إلى العالم، لكن البشر أحبو الظلام أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. وهذا هي الدينونة الأساسية والرهيبة التي تحدث عنها المسيح أن نوره أصاب ظلام العالم أجمع، وعالمنا اليوم يشير بكل ما فيه من ظلام وحقد وشرّ أننا نسير نحو الظلام لأن الإنسانية تُصّر أن ترفض ذاك النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتٍ إلى العالم. جاءت دينونة هذا العالم بعد أن أنهى السيد المسيح عمله الخلاصي على الأرض وهو كان واضحاً بأن الذي يؤمن به لن يدان لأنه آمن، أما الذي لم يؤمن به سيدان لأنه لم يؤمن بشخص الإله المتجسد. بالتالي الدينونة انتقل قرارها للإنسان فيما إذا كان سيؤمن بشخص المسيح أم لا، بالنهاية المسيح هو دينونة هذا العالم ولكن بالوقت ذاته هو الحياة.
بالمقابل تصبح الكنيسة، جسد المسيح، دينونة العالم، بدون أن تكون من هذا العالم لكن موجودة فيه تدينه والتاريخ معاً، الكنيسة هي أرض الأحياء حيث لا يحكم الموت فيه فهي الصوت الآخر، بل الحقيقية الأخرى التي تعيش في هذا العالم كي تخلّصه، يقول الكثير أن الكنيسة ستدان أيضاً أي أن الكنيسة التي تدين العالم سيدينها العالم. السيد المسيح الذي هو رأس الكنيسة هو الأمس واليوم وإلى دهر الداهرين هو طريق الحياة والحقيقة هو نور العالم الحقيقي.
لذلك من الضروري اليوم ونور العالم يشرق من بيت لحم أن نسأل ذواتنا بأننا كأعضاء في جسد الكنيسة هل نحن من سكان السماء أم أصبحنا سكان هذا العالم بسبب تمسكنا بالعالميات والأرضيات فأضحت قلوبنا بلا رجاء في الخلاص.
الذي يريد أن يصون انجيل المسيح يجب أن يحيى بزهد وليس بجشع أن يعيش روحياً لا عالمياً.
أحبائي المؤمنين بصوت الملائكة وبكلام الرعاة الصادر من قلب نقي وطاهر أتوا لرؤية ومقابلة الإله المولود المتجسد، فلنتبعهم بتواضع كما كانوا ولنتب أمام المغارة ولنسجد ولنمجّد المخلص المتجسد، لكن هذا لن يتم إذا لم نتقدم نحوها روحياً متخلّين عن كبريائنا وخطايانا وأهوائنا ولنضع حياتنا كلها بجانب المسيح أي مع السلام والفرح وحياة ابدية.
ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير
 
قديم 02 - 04 - 2013, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 2807 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة أم انتقال؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قرأت في الآونة الأخيرة مقالات، وحتى بعض العظات، تتحدث عن قيامة العذراء من بين الأموات، لكن في كنيستنا الأرثوذكسية نميّز بين القيامة والانتقال، والقول بأن مريم قامت من بين الأموات ربما أتى من تسمية عيد رقادها بالفصح الصيفي لإضفاء نوع من الأهمية لهذا العيد، لكن موضوع قيامة العذراء غريب عن الكتاب المقدس وحتى عن التقليد الرسولي والمعروف أن العذراء لم تقم من بين الأموات كما فعل المسيح لكنها نُقلت إليه.
بادئ ذي بدء لا يحتوي الكتاب المقدس على عبارات حول قيامة العذراء من بين الأموات إنما يقول النبي داود في المزامير: “قم يا رب إلى راحتك أنت وتابوت قدسك” (مز8:132)، ويعتبر “تابوت قدسك” من أكثر ألقاب مريم العذراء المحببة، وأيضاً: “مقدِس مساكن العلي” (مز46:4) والمقصود بالمسكن المقدس هو والدة الإله فالمسيح القائم من بين الأموات أقام معه تابوته ومسكن قدسه.

تحدث آباء الكنيسة بشكل أساسي عن قيامة المسيح كموضوع عقائدي وأساسي في العبادة والإيمان، أما الموضوع المختص بوالدة الإله فأشاروا إلى انتقالها وتركوه لإيمان الشعب، لأنه ليس بموضوع عقائدي خلاصي، والمؤمن يتوجه للرب قائلاً: “أيدني ببرج الأقوال” وأن يحفظ إيمانه “وسوّرني بالمعاني” (من بيت سحر عيد الرقاد 15 آب)، فيعيش المؤمن ما تشتهي الملائكة أن تفعل “التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليه” (1بط12:1). لا يعتبر آباء الكنيسة موضوع انتقال العذراء إلى السماء أمراً عقائدياً، وترى الفارق بين قيامة المسيح وانتقال العذراء هو أن المسيح قد قام بقوته أما مريم فقد انتقلت بقوة قيامة المسيح، وإن تجرّأنا وقلنا أن والدة الإله قد قامت فهذا ليس بقوتها بل بقوة قيامة المسيح.
يقول القديس يوحنا الدمشقي: “كان يجب أن تقوم والدة الإله من القبر” و يقول القديس مكاريوس: “قامت في اليوم الثالث لتؤكد القيامة العامة التي نترجاها جميعاً”.
يبقى السؤال: مادام الرب سمح أن يكون لدينا بقايا قديسين غير منحلّة، مثل يد القديس يوحنا المعمدان، لماذا لم يسمح أن يكون لدينا جزء من جسد والدة الإله؟، لدينا فقط ثوب العذراء وزنارها، طبعاً السبب بأنه كيف يمكن للجسد الذي أعطى الدم واللحم للإله المتجسد أن يوضع تحت التراب ويصاب بالفساد؟، بل يجب أن يتمجّد بمجد من عند الله وكما يليق بالابن يليق بالأم، نرتل في الطروبارية الثانية للأودية الثامنة من القانون الثاني لعيد رقاد السيدة: “هو قد تقبل روحك الكلية القداسة وأحلّها في ذاته، كما يليق به بما أنه ابنٌ“.
في أيقونة رقاد والدة الإله نلاحظ المسيح وقد أمسك بذراعيه تلك الأم التي أمسكته أولاً وحملته في أحضانها وهو طفل، لذلك نرتل في الطروبارية الثانية من الأودية التاسعة للقانون الأول لعيد الرقاد: “إن قوات الملائكة انذهلوا لما شاهدوا في صهيون سيّدهم الخاص ضابطاً بيديه نفساً نسائية”. فمعطي الصالحات وملكوت السموات أعطانا والدة الإله أما نحن فقدّمنا له أم عذراء، قدّمنا جسد ودم فأخذنا جسد ودم إلهيين، قدّمنا إنساناً فحصلنا إله متجسد، قدّمنا الطهارة فحصلنا على الشفاعة والحماية، قدّمنا عذراء فحصلنا على أم للإله.
نرتل في خدمة مديح والدة الإله في الدور الثالث: “افرحي يا من تُشرقين رسم القيامة” بالتالي ليس من باب الصدفة أن نسمي عيد رقاد السيدة بـ “الفصح الصيفي”، بالفعل هو فصح صيفي بنعمة الله حتى أن قانون خدمة صلاة السحر للعيد تظهر علامات القيامة كما يُظهر ذلك قانون الفصح للسيد فنقول في أرمس الأودية الأولى للقانون الأول لعيد الرقاد: “أيتها البتول إن تذكارك الشريف الموقر المزيّن بالمجد الإلهي…” أي المزيَّن بمجد القيامة، ونرتل في الطروبارية الثانية للأودية الأولى للقانون الأول لعيد الرقاد: “أيتها النقية لقد حُزت جوائز الغلبة على الطبيعة بولادتك الإله ولكنك خضعت لنواميس الطبيعة مماثلة ابنك وخلقك ومن ثم نهضت بعد موتك لتكوني مع ابنك سرمداً”، إنما الصفة الأساسية لهذا الفصح بأنه مرتبط بفصح المسيح أي مريم قامت من الموت بقوة قيامة المسيح وليس بقوتها.
نُعيّد في 15 آب لرقاد والدة الإله ولانتقالها، أو ما نسميه قيامتها بنعمة المسيح القائم، فلم يضبطها قبرٌ، وهذا ما يشدد عليه قنداق العيد: “إن والدة الإله لا تغفل في الشفاعات والرجاء الغير المردود في النجدات، لم يضبطها قبرٌ ولا موت…” وأرمس الأودية التاسعة القانون الأول: “أيتها البتول الطاهرة، إن حدود الطبيعة قد غُلبت فيك، لأن المولد بتولي، والموت قد صار عربوناً للحياة، فيا من هي بعد الولادة بتولٌ، وبعد الموت حيّة، يا والدة الإله أنتِ تخلّصين ميراثك دائماً”، فبشفاعتها اللهم ارحمنا.
+++++++++++++++++++
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معلومة:

ثوب والدة الإله محفوظ في المتحف الوطني في جورجيا، وهو موجود في جورجيا منذ العصر الروماني خلال فترة محاربة الأيقونات في القرن الثامن أو بحسب المصادر الأخرى بعد سقوط القسطنطينية في القرن 15.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبعاد الثوب 1,50*1,80 ملّون ولكن مع الوقت اختفت الألوان، يعتبر الثوب بركة كبير لكل جورجيا نعيّد في 2 تموز لتذكار وضع الثوب في كنيسة فلاشرنس (وهي كنيسة موجودة في جوف الخليج الذي يقال له خليج القسطنطينية
 
قديم 02 - 04 - 2013, 07:01 PM   رقم المشاركة : ( 2808 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رقاد السيدة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرتبط معنى عيد رقاد والدة الإله بما يقوله المزمور ويؤكد عليه آباء الكنيسة: ” جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير” (مز9:45)، وفيه نحتفل بحدثين أولهما موت ودفن العذراء والثاني انتقال جسدها للسماء، ويسيطر هذان الحدثان على تسبيح وصلوات العيد.
تكرم الكنيسة الأرثوذكسية في العالم بشكل خاص والدة الإله وهذا التكريم يعود أصوله أو جذوره لفترة الرسل من تاريخ الكنيسة وشهدوا بذلك من خلال الأناجيل المقدسة ومنهم الإنجيلي لوقا: “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تُطوّبُني” (لو48:1)، ويعتبر هذا التطويب شهادة على تكريم شخص والدة الإله من العصر الرسولي.
بسبب تكريم شخص والدة الإله ظهرت أعياد كثيرة ومختلفة، متعلقة بها: مولد والدة الإله، دخولها للهيكل، البشارة، الرقاد. أما عيد الرقاد فقد بدأ التعييد به منذ القرن الخامس أما الذي حدد يوم 15 آب للعيد هو الإمبراطور مافريكو نهاية القرن السادس، ذُكر العيد لأول مرة في كلمة لكاتب مجهول حول إنجيل يوحنا والذي كُتب بين بداية ونهاية القرن الخامس، أي 400-500 م، ويحتوي النص على الأفكار اللاهوتية للكنيسة حول والدة الإله بحسب التقليد، وبالإضافة لهذا النص يوجد نصوص أخرى تتحدث عن العيد وأهمها النص المنحول ليوحنا حيث يشكل المصدر الأساسي لتراتيل العيد وللأحداث التي تدور في أيقونة الرقاد.

حافظ الإنجيلي لوقا على تعظيم لوالدة الإله وذلك عندما رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت للمسيح عندما سمعته يعلّم ويتكلم: “طوبى للبطن الذي حملك والثديين الذين رضعتهما” (لو28:11). يمكن أن تكون هذه التطويبة من كل امرأة أو رجل لا بل هي تعظيمة من الكنيسة ككل، وتمثل هذه المرأة كل الكنيسة بقولها للتطويبة والكنيسة تعظّم مريم لأنها ولدت المسيح. كان بإمكان المسيح أن يَخلق لنفسه جسداً كما فعل عند خلق العالم ولكنه فضّل أن يتكوّن هذا الجسد داخل أحشاء مريم العذراء، وكي يتم هذا يجب أن يختار الله أحشاء نقية، يقول نيقولاوس كابسيلاس أن الله اختارها، كي يأخذ جسداً، لأنها ستصلح ما قد خرّبه آدم وحواء، أي أن مريم العذراء قادت الطبيعة البشرية نحو الخلاص وإمكانية الكمال على حين آدم وحواء قادوها للسقوط والخطيئة. فباتت مريم هي المكان والأداة لولادة جسد المسيح أي لآدم جديد.
تكرم الكنيسة عيد رقاد السيدة، أي الموت الطبيعي، وتسمّيه انتقال العذراء إلى السموات. وهو موضوع كان مجال كبير للنقاش والحوار ولكنه منطقي لسببين: الأول وهو العلاقة الطبيعية بين والدة الإله وابنها الإله المتجسد وثانياً قيامة يسوع المسيح، لذلك وبحسب الكتب المنحولة عن الرقاد فقد خرج من جسد العذراء وحتى من قبرها في الجسمانية رائحة طيب زكي، ولثلاثة أيام بعد رقادها، وذلك قبل انتقالها بالجسد إلى السموات، سمّت الكنيسة هذا الانتقال بقيامة والدة الإله ومنها كل البشرية.
أصبح المسيح بقيامته من بين الأموات ووفق القديس بولس الرسول: “بكرٌ من الأموات” (كو18:1)، في حين ستكون قيامة البشرية في المجيء الثاني، عندما سيظهر المسيح ثانية، أما موت وانتقال والدة الإله إلى السموات بحسب مجريات الأحداث عند انتقالها: أي حضور المسيح والملائكة والرسل القديسين، بمعنى آخر الكنيسة، ليس إلا صورة عن يوم الدينونة.
لدينا، في النص المنحول ليوحنا عن رقاد السيدة، وجهة نظر لاهوتية عن والدة الإله وذلك بكونها وسيطة بين البشر وابنها يسوع المسيح، لذلك مبررٌ أن تُكرِّم الكنيسة والدة الإله بطريقة أسمى من الشيروبيم والسيرافيم وليس فقط أسمى من كل البشر، وكذلك نحن نكرّم والدة الإله ونحترم عيد رقادها بشكل كبير لأن يوم رقادها وانتقالها إلى السموات يشكّل تأكيد على إمكانية دخولنا إلى ملكوت الله وذلك بنعمة الله وبشفاعتها وحمايتها وجهادنا الشخصي.
أصبحت مريم العذراء والدة الإله لأن في أحشائها ولد يسوع المسيح بالطبيعة البشرية بحلول الروح القدس عليها، وهي أيضاً أُمُّنا جميعاً لأننا عندما نتناول جسد المسيح ودمه نصبح إخوة للمسيح وبالتالي تصبح العذراء أُمَّنا، وكأم لنا تحمينا من كل الشدائد عندما ندعو اسمها المقدس في الشفاعة.
 
قديم 02 - 04 - 2013, 07:01 PM   رقم المشاركة : ( 2809 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رقاد السيدة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرتبط معنى عيد رقاد والدة الإله بما يقوله المزمور ويؤكد عليه آباء الكنيسة: ” جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير” (مز9:45)، وفيه نحتفل بحدثين أولهما موت ودفن العذراء والثاني انتقال جسدها للسماء، ويسيطر هذان الحدثان على تسبيح وصلوات العيد.
تكرم الكنيسة الأرثوذكسية في العالم بشكل خاص والدة الإله وهذا التكريم يعود أصوله أو جذوره لفترة الرسل من تاريخ الكنيسة وشهدوا بذلك من خلال الأناجيل المقدسة ومنهم الإنجيلي لوقا: “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تُطوّبُني” (لو48:1)، ويعتبر هذا التطويب شهادة على تكريم شخص والدة الإله من العصر الرسولي.
بسبب تكريم شخص والدة الإله ظهرت أعياد كثيرة ومختلفة، متعلقة بها: مولد والدة الإله، دخولها للهيكل، البشارة، الرقاد. أما عيد الرقاد فقد بدأ التعييد به منذ القرن الخامس أما الذي حدد يوم 15 آب للعيد هو الإمبراطور مافريكو نهاية القرن السادس، ذُكر العيد لأول مرة في كلمة لكاتب مجهول حول إنجيل يوحنا والذي كُتب بين بداية ونهاية القرن الخامس، أي 400-500 م، ويحتوي النص على الأفكار اللاهوتية للكنيسة حول والدة الإله بحسب التقليد، وبالإضافة لهذا النص يوجد نصوص أخرى تتحدث عن العيد وأهمها النص المنحول ليوحنا حيث يشكل المصدر الأساسي لتراتيل العيد وللأحداث التي تدور في أيقونة الرقاد.

حافظ الإنجيلي لوقا على تعظيم لوالدة الإله وذلك عندما رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت للمسيح عندما سمعته يعلّم ويتكلم: “طوبى للبطن الذي حملك والثديين الذين رضعتهما” (لو28:11). يمكن أن تكون هذه التطويبة من كل امرأة أو رجل لا بل هي تعظيمة من الكنيسة ككل، وتمثل هذه المرأة كل الكنيسة بقولها للتطويبة والكنيسة تعظّم مريم لأنها ولدت المسيح. كان بإمكان المسيح أن يَخلق لنفسه جسداً كما فعل عند خلق العالم ولكنه فضّل أن يتكوّن هذا الجسد داخل أحشاء مريم العذراء، وكي يتم هذا يجب أن يختار الله أحشاء نقية، يقول نيقولاوس كابسيلاس أن الله اختارها، كي يأخذ جسداً، لأنها ستصلح ما قد خرّبه آدم وحواء، أي أن مريم العذراء قادت الطبيعة البشرية نحو الخلاص وإمكانية الكمال على حين آدم وحواء قادوها للسقوط والخطيئة. فباتت مريم هي المكان والأداة لولادة جسد المسيح أي لآدم جديد.
تكرم الكنيسة عيد رقاد السيدة، أي الموت الطبيعي، وتسمّيه انتقال العذراء إلى السموات. وهو موضوع كان مجال كبير للنقاش والحوار ولكنه منطقي لسببين: الأول وهو العلاقة الطبيعية بين والدة الإله وابنها الإله المتجسد وثانياً قيامة يسوع المسيح، لذلك وبحسب الكتب المنحولة عن الرقاد فقد خرج من جسد العذراء وحتى من قبرها في الجسمانية رائحة طيب زكي، ولثلاثة أيام بعد رقادها، وذلك قبل انتقالها بالجسد إلى السموات، سمّت الكنيسة هذا الانتقال بقيامة والدة الإله ومنها كل البشرية.
أصبح المسيح بقيامته من بين الأموات ووفق القديس بولس الرسول: “بكرٌ من الأموات” (كو18:1)، في حين ستكون قيامة البشرية في المجيء الثاني، عندما سيظهر المسيح ثانية، أما موت وانتقال والدة الإله إلى السموات بحسب مجريات الأحداث عند انتقالها: أي حضور المسيح والملائكة والرسل القديسين، بمعنى آخر الكنيسة، ليس إلا صورة عن يوم الدينونة.
لدينا، في النص المنحول ليوحنا عن رقاد السيدة، وجهة نظر لاهوتية عن والدة الإله وذلك بكونها وسيطة بين البشر وابنها يسوع المسيح، لذلك مبررٌ أن تُكرِّم الكنيسة والدة الإله بطريقة أسمى من الشيروبيم والسيرافيم وليس فقط أسمى من كل البشر، وكذلك نحن نكرّم والدة الإله ونحترم عيد رقادها بشكل كبير لأن يوم رقادها وانتقالها إلى السموات يشكّل تأكيد على إمكانية دخولنا إلى ملكوت الله وذلك بنعمة الله وبشفاعتها وحمايتها وجهادنا الشخصي.
أصبحت مريم العذراء والدة الإله لأن في أحشائها ولد يسوع المسيح بالطبيعة البشرية بحلول الروح القدس عليها، وهي أيضاً أُمُّنا جميعاً لأننا عندما نتناول جسد المسيح ودمه نصبح إخوة للمسيح وبالتالي تصبح العذراء أُمَّنا، وكأم لنا تحمينا من كل الشدائد عندما ندعو اسمها المقدس في الشفاعة.
 
قديم 02 - 04 - 2013, 07:04 PM   رقم المشاركة : ( 2810 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,817

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طرق الله معنا في الاحتياج
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

أحب أن أقول أن الله يستخدم معنا طريقتين فيما يتعلق بالاحتياج:

أولهما: تلبية الاحتياج.

ثانيهما: إسقاط الاحتياج.

في الأولي يلبي لنا الاحتياج من طعام وشراب وأمور أخري، وللرهبان في هذا المجال خبرات
لا حصر لها يروونها بفرح وتأثر، وذلك علي مدار تاريخ الرهبنة، فكيف يتخلّي الله عن
قوم تركوا العالم لأجله ولا يكفل لهم قوتهم...وفي الثانية يجعل الراهب يرتقي إلي الحد
الذي لا ينشغل فيه بطعام أو شراب، أو شيء من أمور هذا العالم الحاضر..
فقد كانت خبرة الآباء في الصوم قديمًا هي الانشغال بالطعام بما هو أهم، فكان الوقت
يمر في الصلاة والتأمل والعمل والتسبيح ليكتشف الراهب في نهاية اليوم
- وربما يومين- بأنه لم يأكل، ومن ثم يتناول البسيط من الطعام لسد
الرمق فقط.. وهكذا الحال بالنسبة للمقتنيات..

لقد عاش الأب عبد المسيح الحبشي في مغارة بالقرب من دير البرموس لمدة ثماني
وثلاثين سنة دون أن يكون لها باب أو شباك، وعندما عرض القمص أنطونيوس السرياني
(قداسة البابا شنودة) أن يصنع لها بابًا، استنكر الأب عبد المسيح قائلًا:
هل يصنع الذئب لمغارته بابًا!! أنا مثل الذئب.. فلا تخشوا علي من الذئاب..

كما عاشت القديسة مريم المصرية في البرية عارية.. وكذلك القديس
أنبا نفر السائح،
.. والراهبان اللذان تقابل معهما القديس مقاريوس عند البحيرة...

ونقرأ في تاريخ بلاديوس أنه قد جاء راهب إلي كنيسة القلالي، وكان يرتدي
غطاء رأس متدليًا علي كتفيه، فلما رآه أنبا اسحق قس القلالي، تبعه قائلًا:
"هنا يعيش رهبان، ولكنك رجل العالم فليس لك مكان للعيش هنا"..

إن تكدس صوان الملابس، أو أدراجنا بما يزيد عن الحاجة هو ضد الإيمان..
الإيمان بأن الله هو الذي يعولنا... أليست الحياة أفضل من الطعام...
أليس الجسد أفضل من اللباس.. فالذي وهب الحياة وهي غالية قادر
أيضًا أن يهب الطعام لأنه أبسط.. وكذلك الثياب للجسد... يقول القديس بولس:
"كفقراء ونحن نغني كثيرين.. كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء" (2كو10:6).

في كتاب عن الصلاة، وردت قصة عن راهب عجوز في جبل أثوس،
مرَّ به كاهن يزور الدير، فوجده ينقر بشاكوش صغير وقلم من الحديد في صخرة
صلدة، فلما سأله عما يصنع أجابه بأنه ينوي أن يحفر حفرة حتى يتجمع فيها
الماء متى نزل المطر، لأنه عطش في السنة الماضية!! وكان الرجل ضعيف البنية
والصخرة صعبة، وحتى إذا نجح في ذلك فكيف سيحتفظ بالماء داخلها لموسم كامل...

ولعل السطور القادمة تبلور وتلخص لنا ماهية الحياة الرهبانية، كما
عاشها الآباء الأول وسلموها لتلاميذهم، فقد ورد في
بستان الرهبان عن القديس بيصاريون:

"أنه كان كطيور السماء، وكأحد وحوش البرية، وكائنات الأرض الزاحفة،
أكمل حياته في سكينة بلاهم، ولم يهتم قط ببيت، ولا خزن طعامًا، ولا اقتني
ملبسًا أو كتابًا، بل كان بجملته حرًا من الآلام الجسدانية، راكبًا فوق قوة الإيمان
، صائرًا بالرجاء مثل أسير الأمور المنتظرة، طائفًا في البراري كالتائه،
عاريًا تحت الأهوية، وكان يصبر علي الضيقات مسرورًا"
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024