20 - 05 - 2012, 12:46 AM | رقم المشاركة : ( 271 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ» (يوحنا32:8). كثيراً ما يقتبس الناس هذه الآية ناسين أنها مرتبطةٌ بوعد مشروط، فالعدد الذي يسبقه يقول: «قَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي». ثم يليه الوعد، «وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». وبعبارة أخرى فإن قوة الحقّ المُحرِّرة تعتمد على مواصلة ثباتك في كلمته. لا يكفي أن نعرف الحقّ بالمعنى العقلي، بل ينبغي أن نطيعه ونمارسه، وبينما نحيا بحسب تعاليم الكتاب المقدس، نتحرر من شرور لا حصر لها. وما أن نطيع دعوة الإنجيل، نتحرّر من الذنب ومن الدينونة وندخُل إلى حرّية أولاد الله. ثم نتحرّر من سيادة الخطيئة ولا تعود لها اليد العليا في حياتنا. نتحرّر من الناموس، بمعنى أننا لا نصبح بلا ناموس بل نخضع لناموس المسيح، ومن تلك اللحظة فصاعداً نكون مدفوعين للقداسة بمحبة المخلّص بدلاً الخوف من العقاب. إننا نتمتّع بالحرية من الخوف لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف. لقد أصبح الله الآن أبانا السماوي المُحِّب وليس القاضي الصارم، إذ تحرّرنا من عبودية الشيطان ولم يعُد يقودنا فيما بعد. لقد تحرّرنا من الفجور الجنسيّ لأننا نجونا من الفساد الذي يسود في العالم بالشهوة. إننا أحرار من التعاليم الكاذبة. فكلمة الله حقّ، والروح القدس يرشد شعبه إلى الحقّ كلّه معلّماً إيّاه أن يميّز الحقّ من الكذب، والذين يثبتون في كلمته يتحررون من الخرافات ومن سيادة الأرواح الشريرة. يا له من تحرُّر، هذا التحرُّر من سُلطة قُوى الشيطان. لقد تحرَّرنا من خوف الموت ولن يعُد مَلِك الرُعب. الموت يُحضِر النفس إلى حضرة الرَّب، الموت ربح. نتحرّر من عبودية العادات، من محبة المال ومن اليأس والقنوط. ومن الآن فصاعداً تصبح لغة قلوبنا: تحت عند قدميك أيها الرَّب يسوع، هذا هو مكاني، هناك تعلّمت دروساً جميلة، الحقّ الذي حرّرني، تحرّرت من ذاتي، أيها الرب يسوع، تحرّرت من طُرق البشر، وقيود الفكر التي ربطتني يوماً، سوف لا تعود أبداً. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:51 AM | رقم المشاركة : ( 272 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ… كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا» (متى37:23). لقد دُعي هذا النداء ضياع الفرصة الدينية، الأمر الذي يعني أنه أُنعِم على الناس بزيارة عجيبة، بفرصة مجيدة، لكنهم فشلوا في انتهاز هذه الفرصة. هذا ما حصل لأورشليم. لقد سار إبن الله المتجسّد في شوارعها المُغبرَّة، وأبنيتها ذات اللون الحجري التي كأنما نظرت بازدراء إلى خالق الكون وحافظه. إستمع الناس إلى كلماته التي لا مثيل لها، وشاهدوه يصنع معجزات لم يصنعها إنسان من قبل، لكنهم لم يُقدِّروه ولم يقبلوه. فلو فعلوا ذلك لكانت الأمور أفضل بكثير بالنسبة لهم، ولكانت أوضاعهم كتلك التي وصِفت في المزمور13:81-16، «لَوْ سَمِعَ لِي شَعْبِي وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي سَرِيعاً كُنْتُ أُخْضِعُ أَعْدَاءَهُمْ وَعَلَى مُضَايِقِيهِمْ كُنْتُ أَرُدُّ يَدِي. مُبْغِضُو الرَّبِّ يَتَذَلَّلُونَ لَهُ وَيَكُونُ وَقْتُهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. وَكَانَ أَطْعَمَهُ مِنْ شَحْمِ الْحِنْطَةِ وَمِنَ الصَّخْرَةِ كُنْتُ أُشْبِعُكَ عَسَلاً». وصف إشعياء ما قد يمكن أن يكون، «لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ. وَكَانَ كَالرَّمْلِ نَسْلُكَ وَذُرِّيَّةُ أَحْشَائِكَ كَأَحْشَائِهِ. لاَ يَنْقَطِعُ وَلاَ يُبَادُ إسْمُهُ مِنْ أَمَامِي» (إشعياء18:48، 19). كتب برِت هارت، «من بين كلُّ كلمات اللسان أو القلم كانت «ربما قد تكون» الأسوأ». فكِّر في الذين رفضوا دعوة الإنجيل. لقد مرّ بهم يسوع الناصري لكنهم غفلوا عنه، وأصبحوا يعيشون الآن حياة فارغة ويواجهون عذاباً أبدياً، أو فكِّر في أولئك المؤمنين الذين سمعوا دعوة المسيح لبعض مجالات الخدمة لكنهم لم يتجاوبوا معها، لأنه لم تكن لديهم فكرة عن البركات الحاضرة والمكافآت الأبدية التي خسروها. صحيح أن الفُرص تقرع بابك مرّة واحدة أحياناً، ومع أنها تزخر بكنوز مختارة، لكنها قد تبدو حينذاك أنها تتعارض مع خططك الشخصية أو تتطلَّب منك تضحية شخصية، إلا أنها مع ذلك تمثِّل أفضل ما عند الله لنا. لكن ولأسباب خاصة بنا نسمح للفرصة أن تفوتنا، نرفض أفضل ما لديه ونرضى بما هو دون الأفضل، وهو يقول لنا طوال الوقت «أريد لكنك لا تريد». |
||||
20 - 05 - 2012, 12:52 AM | رقم المشاركة : ( 273 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ» (رومية18:1). في أوقات محددة من التاريخ البشري، سكَب الله دينونته على الإنسان وذلك ليُظهر استياءه الشديد من بعض الخطايا التي ارتكبها، ومن الواضح أنه لا يُميت الناس عند كل مرة تُرتكب فيها هذه الخطايا، لأنه لو فعل ذلك لانخفض عدد سكان الأرض إنخفاضاً حادّاً، لكنه سجَّل مناسبات منفردة لتحذير الناس بأن مثل هذه الشرور والآثام لن تمر دون عقاب، فإذا لم يتعامل معها في الوقت المناسب فإنه سيتعامل معها في الأبدية بكل تأكيد. عندما نظر الله إلى العالم ورأى أن الأرض قد فسدت وامتلأت بالعنف، أرسل طوفاناً كارثياً لتدمير العالم (تكوين13:6)، وقد نجا ثمانية أشخاص فقط. ثم في وقت لاحق أصبحت مدينتا سدوم وعمورة مركز اللِّواط (تكوين1:19-13)، وكانت سدوم مذنبة أيضاً بالكبرياء والشبع من الخبز والرخاء والسلام (حزقيال49:16). لقد كشف الله عن غضبه من السماء بأن أمطَر ناراً وكبريتاً على هاتين المدينتين ممّا أدى إلى انقراضهما. «مَاتَ نَادَابُ وَأَبِيهُو أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَرِيبَةً» (عدد4:3). كان عليهما أن يستعملا ناراً من على المذبح (لاويين12:16) لكنهما قرّرا أن يقتربا إلى الرَّب بطريقة أخرى، وبضربهما بالموت الفوري حذّر الرّب الأجيال القادمة من محاولة الإقتراب إليه بأية طريقة أخرى غير الطريقة التي عيّنها هو. لقد فشل نبوخذنصر ملك بابل في الإعتراف بإذاً العليّ الذي يتحكَّم في شؤون البشر، وبدلاً من ذلك إدعى لنفسه بالفضل كله على جميع مجد بابل، فعاقبه الله بالجنون، فطُرد الملك من بين الناس ليعيش كحيوان الحقل فأكل العشب كالثيران وكان جسمه مُبتلاً بندى السماء ونما شعره مثل ريش النسور وأظافره مثل مخالب الطيور (دانيال33:4). تظاهر حنانيا وسفيرا بأنهما ضحَّيا بكُلِّ أملاكهما من أجل الرب لكنهما أخفَيا جزءاً من المال لأنفسهما (أعمال1:5-11)، فماتا كلاهما فجأة كتحذير لعدم الإخلاص في العبادة والخدمة. بعد وقت لاحق قبِلَ هيرودس العبادة بدل أن يعطي المجد للّه. لقد أكله الدود ومات (أعمال22:12-23). يجب على الناس الخطاة ألاّ يفترضوا أن الله صامت ومتقاعس، ولأنه لا يعاقب على الخطيئة دائماً على الفور فهذا لا يعني أنه لن يعاقب عليها في نهاية المطاف. ففي أوقات منفردة عبر السنوات، أصدر حكمه وكشف عن العقوبات التي تتبعه. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:56 AM | رقم المشاركة : ( 274 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِقْتَنِ الْحَقَّ وَلاَ تَبِعْهُ» (أمثال23:23). غالباً ما يكون هناك ثمن يجب دفعه من أجل الحصول على حق الله، وأننا يجب أن نكون على استعداد لدفع الثمن مهما كان، وعندما نحصل على الحقّ ينبغي ألاّ نتخلى عنه. يجب ألّا يُؤخذ هذا العدد بحرفية صارمة بأن نشتري كتباً مقدسة وكتباً مسيحية، ولا نبيعها تحت أي ظرف من الظروف. فشراء الحقّ هنا يعني تقديم تضحيات كبيرة لتحقيق حصولنا على معرفة المبادئ الإلهية، وقد يعني ذلك عداءً من طرف العائلة أو خسارة وظيفة أو إنفصالاً عن إرتباطات دينية أو خسارة مادية أو حتى إعتداءً جسدياً. إنَّ بيع الحقّ يعني إمّا التنازل عنه أو التخلي عنه كلياً. على أنه ينبغي ألّا نكون أبداً مستعدين لعمل ذلك. كتَب آرنوت في كتابه «الكنيسة في البيت»: «إنه قانون عام، في الطبيعة البشرية، بأن ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة، وما نحصل عليه بنضال شاقّ نحتفظ به بحزم أكبر، سواء أكان ذلك ثروتنا أو إيماننا، وأولئك الناس الذين حصلوا على ثروة كبيرة دون عناء أو تعب، غالباً ما يُبذِّرونها ويموتون في الفقر، ومن النادر أن يُبذِّر الإنسان ثروة قد كسِبها بجهود ضخمة. الشيء نفسه ينطبق على المؤمن الذي خاض طريقه إلى الإيمان، فإذا كان ذلك من خلال النار والماء فلن يتخلى بسهولة عن تَرِكَتِه الوفيرة». لقد أدار قدّيسون عديدون على مرّ الأجيال ظهورهم لعائلاتهم وللشهرة والثروة لكي يدخلوا من الباب الضّيق ويسيروا في الطريق الكَرِب، ومثل الرسول بولس، حسبوا كل شيء آخر خسارة لأجل فضل معرفة المسيح يسوع ربُّنا، ومثل راحاب، تخلّوا عن أصنام الوثنية واعترفوا بيهوه الإله الحقيقي وحده، حتى لو بدا الأمر وكأنه خيانة شعبهم، ومثل دانيال، رفضوا بيع الحقّ حتى لو كان ذلك يعني إلقاءهم في جبِّ الأسود المتعطّشة للدماء. إننا نعيش في زمن إنقضى فيه روح الإستشهاد إلى حد ما. يُفضّل الناس المساومة على إيمانهم بدل التألّم من أجله، فقد أصبح صوت النبي مفقوداً وصار الإيمان ضعيفاً، والقناعة المتعلقة بالحق مُدانة وكأنها تصلُّب في الرأي، ومن أجل إظهار روح الوحدة يكون الناس على استعداد للتضحية بعقائد أساسية، وبذلك فهم يبيعون الحقّ ولا يشترونه. لكن سيكون لدى الله دائماً خِيار النفوس الذين يقدِّرون كنز الحقّ المخفي لدرجة أنهم على إستعداد لبيع كل ما لديهم لشرائه، وبعد شرائه فلن يكونوا مستعدين لبيعه بأي ثمن. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:57 AM | رقم المشاركة : ( 275 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ» (مزمور99:119، 100). عندما نقرأ هذه الآيات لأول مرة فإنها تبدو عبارة عن كلمات غير ناضجة من متبجِّح أو من ناضجٍ مغرور، وقد نفاجأ في الواقع عندما نجد مثل هذا التفاخر في الكتاب المقدس، وعلى ما يبدو أنهم مسيحيون ذوو مستوى مُتَدن. لكن عندما ندرس هذه الآيات دراسة متعمقة، نجد المفتاح الذي يزيل الصعوبة، فكاتب المزامير يورد سبباً لفهمه الفائق فيقول: «لأن شهاداتك هي لهجي»، وبعبارة أخرى، فهو يقول أن لديه فهماً أكثر من كل معلّميه الذين لا يعرفون الكتب، ويفهم أكثر من القدماء الذين كانت معرفتهم عَلمانية بحتة، وهو لا يقارن نفسه بمؤمنين آخرين، بل بأُناس هذا العالم فقط، وبالطبع هو على حقّ! فإن أَوضَعْ مؤمن يستطيع أن يرى وهو جاثٍ على ركبتيه أكثر ممّا يستطيع أن يراه أعظم شخص مثقَّف متشامخ غير مؤمن. دعونا نتأمل في بعض التوضيحات التالية: يؤكّد أحد قادة الحكومات لشعبه أن السلام سوف يسود العالم إذا تم إتِّباع مسار معيّن للعمل، وفي قرية نائية يستمع مزارع مؤمن إلى الخطاب من المذياع، فهو يعرف أن السلام لن يكون إلى أن يُقيم رئيس السلام ملكوته على الأرض، وفقط في ذلك الوقت يُطرِّقون سيوفهم سِككاً ولا يتعلّمون الحرب فيما بعد. إن لدى ذلك المزارع فهماً أكثر مما لدى السياسي. أما الآن، نُعرِّفك على العالِم المشهور الذي يعلّم بأن الكون كما نعرفه وُجد دون وساطة إلهية. يجلس في فصله طالب حديث الإيمان بالمسيح، هذا الطالب «بِالإِيمَانِ يَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ» (عبرانيين3:11). إنَّ لدى هذا الطالب بصيرة ليست لدى ذلك العالِم، ثم مرة أخرى نفكّر بالطبيب النفسي الذي يسعى إلى تفسير السلوك البشري ولكنه ليس على استعداد لقبول حقيقة الخطيئة الموروثة. إن المؤمن الذي يعرف كلمة الله يدرك أن كل إنسان يرث الشرّ والطبيعة الفاسدة، وأن فشله في إدراك ذلك سيؤدّي إلى حلول لا قيمة لها لمشاكل الإنسان. لذا لم يكن كاتب المزامير متبجحاً في التباهي عندما قال أنه كان أكثر فهماً من جميع معلّميه. إن لدى من يسلكون بالإيمان رؤية أفضل من الذين يسلكون بالعيان، والذين يلهجون بشهادات الله يرون حقائق محجوبة عن الحكماء الفطنين. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:58 AM | رقم المشاركة : ( 276 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو» (مزمور12:116، 13). إن فيما يتعلَّق بمسألة خلاص نفوسنا ليس هناك مِن شيء يمكننا عمله لكي نستحق الخلاص أو نكسبه، ولا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نستدينَ من الله أو نسدّد له الدَّين لأن الخلاص عطية النعمة. إن الرد المناسب لعطية الله المجانية للحياة الأبدية هو أن نتناول كأس الخلاص، أي قبوله بالإيمان، ثم ينبغي علينا أن ندعو بإسم الرَّب أي، نشكره ونسبّحه لأجل عطيّته التي لا يُعبَّر عنها. وحتى بعد أن خلُصنا ليس هناك ما يمكننا القيام به لسداد الرَّب على كل حسناته لأجلنا. فَ «لو كانت كلَّ مملكة الطبيعة لي فإنها تكون تقدمة صغيرة للغاية»، ولكن هناك رداًّ مناسباً يمكننا أن نتّخذه، وهو أكثر شيء معقولية يمكننا أن نقوم به، «ما أعجب النعمة الإلهية التي تطلب روحي وحياتي وتطلبني كُلِّي». إذا كان المسيح قد قدّم جسده لأجلنا، فأقل ما يمكننا عمله أن نعطيه أجسادنا. قال بيلكنجتون الأوغندي، «إذا كان مَلكاً، فله الحقّ في كل شيء»، وقال س.ت. ستاد «عندما تحقّقت من أن يسوع المسيح مات من أجلي، لم يُعد من الصعب التخلّي عن كل شيء لأجله». وصَلَّى بوردن، من جامعة ييل، قائلاً: «أيها الرَّب يسوع، إني أكفُّ يدي عن كل ما يتعلَّق بحياتي، وأُتوّجك على عرش قلبي». لقد صلَّت بيتي سكوت ستام، قائلة: «أُعطي نفسي وحياتي وكُلّي لك تماماً إلى الأبد». وقد قال تشارلز سبيرجن، «في ذلك اليوم حين سلّمت نفسي لمخلّصي، قدَّمتُ له جسدي ونفسي وروحي، قدَّمتُ له كل ما أملك وكل ما سأملك في هذا الزمن وفي الأبدية، قدَّمتُ له كل مواهبي وقوّتي وعلمي وعينيّ وأذنيَّ، ضميري وأطرافي وعواطفي وأحكامي وكل رجولتي وما ينتج عنها، وكل طاقة جديدة وكل مقدرة قد أحصل عليها». أخيراً يذكّرنا إسحق واتس أنه «لا يمكن لقطرات حزنٍ من سداد دين المحبة الذي عليّ»، ثم أضاف، «أيها الرَّب، أقدّم لك حياتي، هذا كل ما يمكنني عمله». إنَّ آلام يسوع، ويداه وقدماه الداميتين، وجروحاته ودموعه تتطلَّب منا ردّنا المناسب: تقدمة حياتنا من أجله. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:59 AM | رقم المشاركة : ( 277 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَتَأَوهَ دَاوُدُ وَقَالَ: «مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» (أخبار الأيام الأول17:11). كانت بيت لحم مسقط رأس داود، فقد عرف كل شوارعها وأزقّتها وسوقها والبئر العمومية، لكن في ذلك الحين كانت تحتلها حامية من جيش الفلسطينيين، فيما كان داود يتحصَّن في مغارة عدُلام. ولمّا سمعه ثلاثة من رجاله يتلهّف إلى جرعة ماء من بئر بيت لحم، اقتحموا صفوف الأعداء وأحضروا له الماء. لقد تأثر داود بهذا العمل الشجاع والحب والتفاني حتى أنه لم يستطع أن يشرب الماء، بل سَكبَه مُراقاً للرَّب. يمكننا أن نتخيَّل داود هنا كصورة عن الرَّب يسوع، تماماً كما كانت بيت لحم بلدة داود، هكذا «للرَّب الأرض وملؤها». كان ينبغي أن يكون داود جالساً على العرش ولكن بدلاً من ذلك كان في كهف، وبالمثِل كان ينبغي أن يُتوَّج ربُّنا من العالم لكن بدلاً من ذلك كان مرفوضاً ومنفياً، ثم يمكننا تشبيه عطش داود للماء بعطش الرَّب يسوع لنفوس الناس في كل أنحاء العالم، إنه يتوق لأن ينتعش برؤية خلائقه يخلصون من الخطيئة ومن ذواتهم ومن العالم. إنَّ رجال داود الشجعان الثلاثة يشبهون جنود المسيح البواسل الذين تنازلوا عن إعتبارات راحتهم الشخصية وأمنهم لكي يحقّقوا رغبة قائدهم، إنهم يحملون الأخبار السّارة إلى جميع العالم، ثم يُقدِّمون الذين ربحوهم للرّب كذبيحة محبة وتكريس. إنَّ رَدّ داود العاطفي يشير إلى رَدّ يسوع حين يرى خرافه تجتمع حوله من كل قبيلة وأُمّة، إنَّه «مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ» (إشعياء11:53). في حالة داود، لم يكن من الضروري أن يأمر رجاله أو يُقنِعهم أو يَتملَّقهم، لأن كل ما احتاجوه هو بعضٌ من التلميح، فرحبوا به بوصفه أمراً من قائدهم. إذاً ماذا نفعل نحن عندما ندرك شوق قلب المسيح إلى الذين اشتراهم بدمه الثمين؟ هل علينا أن نكتفي بالضغوط الكثيرة والدعوات المِنبريَّة؟ ألا يكفي بأن نسمعه يطلب «من نُرسل، من يذهب من أجلنا؟» هل يقال عنّا أننا غير مستعدّين لنفعل لقائدنا كما فعل رجال داود الذين كانوا على إستعداد لأجله؟ هل أقول له: «أَقَلُّ توقٍ لك هو أمرٌ لي؟» |
||||
20 - 05 - 2012, 01:00 AM | رقم المشاركة : ( 278 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«ادْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!» (متى13:7، 14) عندما تنظر إلى عالم الدين اليوم تجد العديد من الديانات، الطوائف والفِرق. ولكن هنالك ديانتان فقط كما يقترح النص لهذا اليوم. على ناحية واحدة الباب الواسع والرحب الذي يؤدّي إلى الهلاك. وعلى الناحية الثانية الباب الضيّق والطريق الكرب الذي يسير فيه القلائل ويؤدّي إلى الحياة. من الممكن تصنيف جميع الديانات تحت هذا الباب أو ذاك. الصفة التي تفرّق بين الإثنين هي: تقول الواحدة ما يجب على الإنسان أن يعمل لينال الخلاص أو ليستحق الخلاص، ويقول الآخر ما عمله الله ليدبّر الخلاص للإنسان. الإيمان المسيحي الحقيقي فريد في دعوته ليقبل الناس حياة أبدية كعطية عن طريق الإيمان. جميع الديانات الأخرى تقول أن الإنسان يجب أن يحصل على خلاصه بالأعمال أو بالأخلاق. يخبرنا الإنجيل كيف تممّ المسيح العمل الضروري لفدائنا. الديانات الأخرى تخبر الناس ما ينبغي أن يعملوا ليفتدوا أنفسهم. الفرق هو ما بين العمل وما قد عُمل. الفكرة المنتشرة هي أن الصالحين يذهبون إلى السماء والأشرار إلى جهنم. لكن الكتاب المقدس يعلّم أنه لا يوجد مَن هو صالح، وكل من يذهب إلى السماء هم الخطاة الذين خلصوا بنعمة الله. إنجيل المسيح يلغي التفاخر، يقول للإنسان أنه لا يمكنه أن يقوم بأية أعمال تجعله مستحقّاً أن يكسب نعمة لأنه ميت بالخطايا والآثام. جميع الديانات الأخرى تغذّي كبرياء الإنسان بالإشارة إلى أن هناك ما يمكنه أن يعمل ليخلّص نفسه أو ليساهم في خلاصه. جميع الديانات الكاذبة هي «طريق تظهر للإنسان مستقيمة «لكنها أيضاً هي الطُرق التي تنتهي بالموت (أمثال12:14). الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح يبدو «سهلاً» للإنسان لكن هذه هي الطريق التي تؤدّي إلى الحياة. في الديانات الكاذبة يسوع لا شيء أو فقط شيئ ما. في الإيمان المسيحي الحقيقي يسوع هو كل شيء. لا يوجد في الديانات الأخرى تأكيد حقيقي على الخلاص لأن الشخص لا يعرف أبداً إن عمل ما يكفي من الأعمال الصالحة أو من الأنواع الصحيحة. يستطيع المؤمن بيسوع أن يعرف أنه مخلّص لأن الخلاص لا يعتمد على أعماله لكن على أعمال المسيح لأجله. ديانتان فقط- الواحدة ديانة نواميس والأخرى ديانة نعمة. الواحدة بالأعمال، الأخرى بالإيمان. الواحدة بالعمل، الأخرى بالإيمان. الواحدة بالمحاولة، الأخرى بالثقة. تؤدّي الأولى إلى الدينونة والموت والثانية إلى التبرير والحياة. |
||||
20 - 05 - 2012, 01:07 AM | رقم المشاركة : ( 279 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَليْهِ يَدَيْهِ فَسَمِعَ لهُ بَنُو إِسْرَائِيل وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى» (تثنية9:34). ثمة أمر واحد مُهمٌ نتبصَّرُه من هذه الآية وهو أن موسى عَيَّنَ يشوع خلفاً له عندما علِمَ أن خدمته قد اقتربت من نهايتها وبذلك عرضَ مثالاً جيداً للآخرين الذين هم في مواقع قيادة روحية. قد يعتقد البعض أن هذا أمرٌ بديهيٌ جداً للتشديد عليه، لكن الحقيقة هي أنه غالباً ما نلمسُ فشلاً ذريعاً في تدريب خلفاء وتسليمهم العمل، على أنه يبدو أن هناك مقاومة فطرية للفكرة التي مفادها أنه من الممكن إستبدالنا. أحياناً هذه هي المشكلة التي تواجه أحد الشيوخ في الشركة المحلية. ربما يكون قد خدم هذا الشيخ بأمانة لسنين طويلة، لكن يأتي اليوم الذي لن يستطيع فيه مزاولة رعاية القطيع، ومع ذلك فمن الصعب عليه تدريب شخصاً أصغر منه سناً ليقوم مقامه، ربما يرى في الشباب تهديداً لمركزه، أو قد يقارن ما بين عدم خبرتهم وبين نضوجه ويستنتج أنهم غير مناسبين، على أنه يسهل عليه أن ينسى كيف كان في وقت ما قليل الخبرة وكيف وصل إلى نضوجه الحالي بتدريبه ليقوم بعمل الناظر. يمكن أن تكون هذه أيضاً مشكلة قائمة في حقل التبشير، يَعلَم المُرسَل أن عليه تدريب أفراداً مَحَلّيين ليتسلّموا مواقع القيادة، لكنه يبحث عن مبرِّر يُبرِّر فيه عدم قدرتهم على القيام بالعمل بشكلٍ جيدٍ مثله وبأنهم يرتكبون أخطاء كثيرة، وأن الحضور في الإجتماعات سيقلّ إن لم يقُم هو بالوعظ كله، على أي حال إنهم لا يعرفون كيف يقودون. إن الرَّد على كل هذه الحجج هو أنه ينبغي أن يَنظُر إلى نفسه بإعتباره إنسان إستهلكت قواه. يجب أن يدرِّب أفراداً مَحَلّيين ويفوّضهم بالسُّلطة إلى أن يتخلَّى تدريجياً عن المسؤولية في ذلك المجال بالذات. توجد دائماً مجالات شاغرة في أماكن أخرى، وبذا لن يضطرّ إلى أن يكون عاطلاً عن العمل. عندما إستُبدِل موسى بيشوع، كان ذلك إنتقالٌ سهل، لم ينشأ فراغ في القيادة، ولم يتأثر عمل الله بأية صدمة. هذه هي الطريقة التي يجب أن تُسلَك. ينبغي على جميع خُدَام الله أن يفرحوا لرؤية الشباب يرتقون لمواقع قيادية، يجب أن يعتبروه إمتيازاً عظيماً ليشركوا هؤلاء التلاميذ معرفتهم وخبراتهم، ومن ثمّ يسلّموهم العمل قبل أن تختطفهم يد المنون. ينبغي أن يتحلّوا بموقف عدم الأنانية الذي أظهره موسى في مناسبة أخرى حيث قال: «ليت كل شعب الرَّب أنبياء». |
||||
20 - 05 - 2012, 01:08 AM | رقم المشاركة : ( 280 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ» (رؤيا15:20). إن موضوع جَهنَّم يُولِّد في قلب البشر مقاومة شديدة، ويُعبَّر عن هذه المقاومة بالتساؤل: «كيف يمكن لإله المحبة أن يُبقي جَهنّماً أبدية؟» لو كان بولس يجيب على هذا السؤال لاستهل حديثه بِ «بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ الله؟» أو «لِيَكُنِ الله صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا». بما يعني: أنه ليس للمخلوق الحقّ في التشكيك بالخالق. فإذا كان الله يُبقي جَهنّم أبدية، فإن لديه أسباباً وجيهة للقيام بذلك، وليس لنا الحقّ في التشكيك بمحبته أو عدله، ومع هذا فقد أُعطينا معلومات كافية في الكتاب المقدس للدفاع عن الله في هذا الأمر. بادئ ذي بدء، نحن نعلم أن الله لم يخلق جَهنَّم للإنسان، بل للشيطان وملائكته (متى41:25)، ونعلم أيضاً أنه «لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ» (بطرس الثانية9:3)، فإذا ذهب أي شخص إلى جَهنّم فإن هذا يُحزن قلب الرَّب حزناً عظيماً. إن خطيئة الإنسان هي سبب المشكلة، وقداسة وبرّ وعدل الله يطالِب بعقاب الخطيئة، والمرسوم الإلهي يقول: «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» (حزقيال4:18). هذا ليس إعتباطاً من جهة الله، بل هو الموقف الوحيد الذي يستطيع الإله القدّوس أن يتَّخذه تجاه الخطيئة. كان بإمكان الله أن يُنهي المسألة هناك. فلقد أخطأ الإنسان لذلك يجب أن يموت، لكن محبة الله تدخّلت لكي لا يَهلِك الإنسان إلى الأبد، وذهب إلى أقصى الحدود ليُعدَّ طريق الخلاص، أرسل إبنه الفريد ليموت بديلاً عن الإنسان الخاطئ دافعاً العقاب عنه، وكانت هذه نعمة عجيبة من قِبَل المخلّص كي يحمل خطايا الإنسان في جسده على الصليب. والآن فإن الله يقدّم حياة أبدية مجانية لكل من يتوب عن خطاياه ويؤمن بالرَّب يسوع المسيح، وهو لن يُخلِّص أي إنسان ضد إرادته، بل على الإنسان أن يختار طريق الحياة. بصراحة، لا يوجد شيء آخر يمكن للّه أن يفعله، لقد عمل أكثر ممّا يمكن توقُّعه، فإذا رفض الإنسان رحمته المجانية فلن يوجد بديل عنها. إن جَهنَّم هي الإختيار المتعَّمد لأولئك الذين يرفضون السماء. إذاً إتهام الله ولومه على إبقاء جَهنَّم إلى الأبد إتهامٌ غير عادل. فقد أفرغ السماء من أفضل من فيها لكي لا يختبر أبداً أسوأ من على الأرض عذاب بحيرة النار |
||||
|