منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 07 - 2020, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 27881 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس التائب أبا كراجون


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولد الشهيد اباكراجون بقرية البتانون محافظة المنوفيه
ولا يعرف عن حياته الاولى الا قليل
حيث انه ولد فى النصف الثانى من القرن الثالث الميلادى
و كان انسان غير مسيحى
وعابد للاوثان وكان اولا لصا
فاتفق مع شبان فى اللصوصية على السرقة
فمضوا الى قلاية راهب فوجدوه ساهرا فى الصلاة
فانتظروا الى ان ينتهى من الصلاة ويرقد
ولكنه ظل واقفا يصلى ولم ينام فانحلت قلوبهم ثم رجعوا عن تفكيرهم الشرير
فلما كان باكر خرج الشيخ الراهب اليهم فخروا تحت قدميه ساجدين
والقوا سيوفهم فوعظهم وعلمهم ثم ترهبو عنده
اما القديس اباكراجون
فقد اجهد نفسه فى عبادات نفسانية وجسمانية كثيرة
فكان يقول لنفسه اجتهد يا اباكراجون
لانك اضعت الكثير من حياتك في اللهو والشر وكنت تلهث وراء سراب من اللذات والشهوات
أجتهد بالنسك وتذرع بالاحتمال فى الزهد والصوم المتواصل
حتى تعوض ما فقدته فى حياتك لئلا تصرف عمرك باطلا
وقد تنبا له الراهب الشيخ وبشره انه لابد ان يستشهد على اسم المسيح
وقد تم قوله اذا بعد ست سنوات اثار الشيطان حرب على الكنيسة
فظهر ملاك الرب للقديس وقال له واخبره ان يذهب الى والى نقيوس ليعترف بالسيد المسيح لكى ينال اكليل الشهادة
فودع القديس اباه الروحى واخذ بركته ومضى الى نيقيوس واعترف باسم السيد المسيح امام الوالى
فعذبه عذابا عظيما ومشط لحمه بامشاط حديدية
ودلك جراحه بعقاقير ثم اخده معه الى الاسكندرية وهناك عذبوه اذا علقوه فى صارى سفينة خمس دفعات والحبال تتقطع ثم وضعوه فى جوال فى الجلد وطرحوه فى البحر
فاخرجه ملاك الرب من الماء وامره ان يمضى الى سمنود ومر فى طريق بلدة البنون فعرفه اهلها وكان كل من به مرض ياتى اليه فيشفى بصلاته
ولما وصل الى سمنود اجرى الله على يده جملة عجائب منها انه اقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت
فامن الوزير وزوجته وكل جنوده ونالوا اكليل الشهادة هو واهل بيته وجنوده وكان عددهم تسعمائة وخمس وثلاثين رجلا
اما القديس فعذبه الوالى عذابا كثيرا وضرب فيه بالدبابيس وكسروا ظهره
ولما ضجروا منه ارسلوه الى الاسكندرية فلما وصل الى تل برموده ظهر له السيد المسيح هناك وعزاه
وعرفه انه يتممم جهاده هناك ووعده بان كل من يستغيث باسمه يكمل له الجميع طلباته
وهناك امر الوالى بقطع رقبته ونال اكليل الشهادة و نال ثلاث أكاليل.
وظهر ملاك الرب لقس من اهل منوف فى رؤيا وعرفه موضع جسد القديس
فمضى واخذه وبعد انقضاء زمن االاضطهاد بنيت له كنيسة فى البتانون بلده ووضعوه جسده المقدس بها
وتعيد له الكنيسة فى تذكار شهادته فى الخامس والعشرون من شهر ابيب مع تذكار تكريس اول كنيسة باسم الشهيد العظيم فلوباتير مورقوريوس ابو سيفين
من كلمات رب المجد له
ظهر له رب المجد عندما كان بالاسكندرية ومعه رؤساء ملائكته وشجعه قائلا له
""يا حبيبى ومختارى اباكرجون لا تخف انا معك اقويك حتى تكمل جهادك فى هذا المكان
فطلب منه القديس ان لا يكون جسده فى بلده غريبة فجاوبه المخلص بتحنن قائلا
"لا تخف فانى ساكون معك وسوف ارسل ملاكى ليحمل جسدك فتصل بلدك بسلام
وسوف تبنى لك كنيسة هناك وكل من يدعوني بأسمك أستجيب له و كل من ينذر اويصلى الى باسمك وهو فى شده ساعوضه فى ساعه واحده طلبة سنين كثيرة
وكل من يهتم بكتابة سيرة شهادتك فانى اخلع عليه حلة المجد وكل المجد والكرامة تدوم فى كنيستك الى الابد

تذكار أستشهاده في 25 ابيب
 
قديم 10 - 07 - 2020, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 27882 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شنودة يتحدث عن الخلافات التى بين القديسين بولس وبطرس





 
قديم 10 - 07 - 2020, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 27883 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طريقة استشهاد رسل المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعقوب : استشهد بقطع الرأس بالسيف ( على يد الملك هيرودس ) لرفضه نكران ايمانه بالمسيح .

بطرس : صلب بشكل معكوس لرفضه نكران المسيح لتتحقق نبوءة السيد المسيح في يوحنا18:21

متى : استشهد في اثيوبيا وقد مات بالسيف تقطيعا لرفضه نكران المسيح .


يوحنا : تم القائه بالزيت المغلي و قد نجا بطريقة عجائبية ثم حكم عليه بالسجن بجزيرة بطموس المكان الذي كتب منه سفر الرؤيا

برثمالوس : استشهد بأرمينيا متأثرا بجراحه نتيجة الجلد لرفضه نكران المسيح .

اندراوس : استشهد صلبا في اليونان بعد ان جلده 7 جنود و صلب بعدها لاطالة فترة التعذيب و استمر يعظ و هو على الصليب حتى مات عليه و رافضا" نكران المسيح .

توما : استشهد طعنا بخنجرا في الهند و هو يبشر بالمسيح .

ميتاوس : استشهد بقطع الرأس بعد ان رجم و هو مصرا على ايمانه بالمسيح .

الرسول بولس : عذب كثيرا جدا و خير بين نكران المسيح و الحياة لكنه اختار الموت على اسم المسيح و قطع رأسه على يد الامبراطور نيرو .
م€ٹملحوظةم€‹ ان لم يقم المسيح من بين الاموات , لكان تلاميذ المسيح قد علمن بذلك و لما كان قد قدم أحد منهم حياته من أجل خدعة .

فحقيقة استعدادهم للموت بطريقة بشعة و رفضهم نكران ايمانهم بالمسيح له دليلا عظيما كتب بدماء و عذابات الرسل على انهم شهود حق على قيامة المسيح من بين الاموات


 
قديم 10 - 07 - 2020, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 27884 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معجزة رائعة انسان فى كندا علق صورة البابا كيرلس على الحيطة





 
قديم 10 - 07 - 2020, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 27885 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظه عن الحياة الأبدية لقداسة البابا شنوده الثالث مثلث الرحمات







 
قديم 10 - 07 - 2020, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 27886 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اسماء تلاميذ ربنا يسوع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل إسم من أسماء تلاميذ يسوع المسيح له معنى
1- ( سمعان أو بطرس ) : معناه صخرة
+ لأنه تمتع بإعلان الآب له عن شخص الإبن فآمن إنه إبن الله الحى ....
2- ( أندراوس ) : معناه قوة أو بسالة
+ إشا رة إلى إلتصاقه بالرب بنضوج و شجاعة .
3- ( فيلبس ) : معناه فم المصباح
+ إشارة إلى إشراقه بالنور خلال كلمات الرب الصادرة من فمه .
4- ( برثلماوس ) معناه إبن من يتعلق بالماء
+ إشارة إلى التمتع بالبنوة لله من خلال مياه المعمودية .
5 - ( متى ) معناه هبة أو عطية
+ و يشير إلى العطية التى قدمها الرب له بمغفرة خطاياه .
6 - ( توما ) : معناه أعماق
+ تشير إلى أن من له معرفة بسلطان إلهى يدخل إلى الأعماق .
7 - ( يعقوب إبن حلفى ) : معناه المتعقب أو المجاهد المتعلم
8 - ( تداوس ) : معناه من يحرس القلب أو الساهر بقلبه .
9 - ( سمعان القانوى ) : معناه الإستماع أو الطاعة .
10 و 11 - ( يعقوب و يوحنا إبنى زبدى ) : معناه إبنى الرعد
+ لأنهما صارا كمن فى السموات يحملان طبيعة الرعد السماوى .. و أيضا بسبب فصاحتهما .
12 - يهوذا الإسخريوطى : نسبة إلى قريته سوخ


 
قديم 10 - 07 - 2020, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 27887 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأحساس نعمة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ألبرت شفايتزر
هذه العبارة هي التي غيرت مجري حياتي
فقد ولدت عام 1875 في ألمانيا وعشت طفولة سعيدة وأحببت الموسيقى حتى أتقنت العزف على البيانو في سن الخامسة من عمري ، ثم عزفت على الأرغن وكنت أشعر بزهو كبير وأنا أجذب الانتباه في هذه السن الصغيرة بتميزي الشديد.
...
و في أحد الأيام تشاجرت مع زميلي جورج في المدرسة ، فأخذته بعيدا عن المدرسة وطرحته على الأرض وضربته بعنف ، فقد كنت أتمتع بصحة جيدة ، ولكني لن أنسى هذا اليوم أبدا، فقد نهض جورج من على الأرض وهو يقول لي ( أنت أقوى مني يا ألبرت ، أنت تأكل ما لذ وطاب وتشتري ما تريد وتذهب إلي أي مكان وتحاط برعاية الجميع أنت لم تعرف معنى الجوع….. من أنا حتى أفكر في الانتصار عليك ؟ أنا فقير وهزيل).
نفذت كلماته إلي أعماقي كالسهم ، ولأول مرة تأملت وجهه ، لأرى آثار المعاناة تبدو عليه ودمعة كبيرة تترقرق في عينيه…… ساعدته في ترتيب ملابسه ولاحظ هو التأثر الشديد على وجهي ، فطيب خاطري وكأنه هو الذي أساء إلي رجعت منزلي وأنا أفكر لأول مرة في الفقراء والمساكين والمرضى و الحزانى ، يومها لم يستطع ألبرت شفايتزر تناول عشاءه.
تخرج ألبرت من جامعة ستراسبورج وكتب في الفلسفة و الاجتماع والأدب وربح الكثير من الحفلات التي كان يدعى إليها للعزف على الأرغن والبيانو ، لكنه لم يكن مقتنعا بما يفعله و وجه صديقه البائس جورج لم يفارق ذهنه ، فماذا قدم لأخوته ؟
قرأ يوما مقالا في إحدى الصحف عن الأمراض المنتشرة في وسط أفريقيا والمرضى الذين يحتاجون لأطباء ودواء ورنت كلمات صديقه القديم في أذنيه ( أنت أقوى مني يا ألبرت )
فماذا فعل هو بهذه القوة؟ وكيف يخدمهم و هو الأديب ورجل الفلسفة ؟ظل الصراع يتصاعد داخله ، حتى قرر أن يلتحق بكلية الطب في باريس وهو في سن الـ33 ثم سافر إلي أفريقيا واشترى هناك كوخ صغير وضع فيه بعض صناديق الدواء والأجهزة الطبية وعمل ليلا ونهارا حتى أحبه الجميع ولقبوه بـ( الساحر )
و لكن كل عمل ناجح لابد له من مقاومين ، فقد صدر أمر بالقبض عليه وترحيله لفرنسا و دخوله السجن. وفي السجن كان ألبرت هو الطبيب الجسدي والنفسي لزملائه المسجونين ، ولما أفرج عنه أخذ يعزف في الحفلات الكبيرة ليجمع المال ويعود به إلي أفريقيا ( حبه الأول) وهناك بنى مستشفى بها 25 سرير لمرضى الجزام وكم كان سعيدا وسط أصدقائه الزنوج.
و في عام 1952 حصل الدكتور ألبرت شفايتزر على جائزة نوبل للسلام ، فهو الأديب الفنان والطبيب الإنسان. الأحساس نعمه...
وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟
ظ،يوحنا ظ،ظ§:ظ£
+ ليس شئ يقرب قلب الإنسان إلى الله مثل عمل الرحمة
(مار اسحق السرياني )
 
قديم 10 - 07 - 2020, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 27888 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإنجيل وعلامات الأزمنة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قراءة للإنجيل لكي نفهم الزمن الحاضر كما يعلمنا البابا فرنسيس وعلى خطى المجمع الفاتيكاني الثاني: إنه زمن الرحمة – يؤكد القديس يوحنا بولس الثاني – حتى وإن بدا أن إنسان اليوم يتصدى لهذه الكلمة
تصادف هذا العام الذكرى السنوية العشرين لإعلان قداسة الأخت فاوستينا كوفالسكا، رسولة الرحمة الإلهيّة والذكرى السنوية الأربعين على صدور الرسالة العامة "الغني بالمراحم" للبابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي سار بشكل نبوي درب الرحمة كما يكتب في نص الرسالة العامة: "وإنّا عملاً بتعليم المجمع الفاتيكاني الثاني، وتقديراً منا لحاجات عصرنا قد خصصنا رسالتنا العامة التي عنوانها "فادي الإنسان" بحقيقة الإنسان التي انجلت لنا بملئها وعمقها في السيد المسيح. وتدعونا في هذه الأيام الشاقة العصيبة حاجة أخرى، ليست أقلّ شأناً من تلك، إلى اكتشاف وجه الآب مجدداً في المسيح، "الآب الرحيم وإله كل عزاء"... ولهذا يجدر بنا الآن أن نعالج هذا السر معالجة يحملنا عليها ما توفّر للكنيسة ولأناس عصرنا من تجارب واختيارات مختلفة يقتضيها ما تختلج به قلوب كثير من الناس من أمان وآلام وآمال وهموم وتطلّعات" (الغني بالمراحم، عدد ظ،). وفي هذه الرسالة أيضًا يطلق القديس يوحنا بولس الثاني نداء ملحًّا لكي تظهر الكنيسة بشكل أكبر رحمة الله التي تشكّل ضرورةً ماسّة للإنسان ولعالمنا المعاصر. إنهم بحاجة ماسة اليها حتى وإن كانوا غالبًا ما يجهلون ذلك. لأنَّ الذهنية المعاصرة، وربما أكثر ممّا كانت عليه الذهنيّة القديمة، تناهض إله الرحمة، وتميل الى إلغاء حتّى فكرة الرحمة من الحياة، ونزعها من القلب البشرّي. إذ يبدو أن كلمة ومفهوم الرحمة يزعجان الإنسان.
وعلى خطى المجمع الفاتيكاني الثاني وخطى اسلافه يؤكّد البابا فرنسيس بقوّة على أن هذا الزمن هو زمن الرحمة. إعلان نادى به بشغف ملأ بالفرح قلوب العديد من الأشخاص ولكنّه أيضًا ولّد في البعض داخل الكنيسة الشك والارتياب وحتى العداوة. فنجد أنفسنا بالتالي في الوضع عينه الذي وصفته الاناجيل لألفي سنة خلت: تصبح كلمة رحمة مجرّد كلمة "مشبعة بالمشاعر الصالحة" وإنما فارغة بالنسبة لمن يشعر بالحاجة إليها، وكلمة عدوّة لـ "عدالتنا" التي تعرف فقط أن تتّهم وتدين بالمُجمل فيما أن عدالة الله تخلّص. أما بالنسبة للبابا بندكتس السادس عشر الرحمة في الواقع هي نواة رسالة الإنجيل، إنها اسم الله عينه والوجه الذي من خلاله أظهر نفسه في العهد القديم وبشكل كامل في يسوع المسيح تجسُّد المحبة الخالقة والمخلّصة. يخبرنا الإنجيليون أن أوّل من عارض يسوع هم الكتبة والفريسيون الذين لم يكن باستطاعتهم تحمّل تصرفات الرب الرحيمة مع الخطأة، لقد كانوا يرون الله كمجرّد ديان يقاصص الخطأة وكانوا يتّهمون يسوع بأنه يخالف الشريعة ويجدّف وأن به شيطان. يمكننا أن نفهم غضبهم: كانوا يعتبرون أنفسهم صالحين وقد شعروا بالتالي بانتقاد شديد. لقد كانوا يعتقدون أنهم يدافعون عن الله، ولكنَّ الله أصلحهم بكلمات قاسية.
إن أقسى الكلمات في الكتاب المقدّس هي اللعنات السبعة التي يوجّهها يسوع للكتبة والفريسيين ونقرأ في إنجيل القديس متى: "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم تُقفِلونَ مَلكوتَ السَّمَواتِ في وُجوهِ النَّاس، فَلا أَنتُم تَدخُلون، ولا الَّذينَ يُريدونَ الدُّخولَ تَدَعونَهم يَدخُلون. الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم تَجوبونَ البَحرَ والبَرَّ لِتَكسِبوا دَخيلاً واحِداً، فإِذا أَصبَحَ دَخيلاً، جَعلتُموه يَستَوجِبُ جَهَنَّمَ ضِعفَ ما أَنتُم تَستَحِقُّون... الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون فإِنَّكم تُؤَدُّونَ عُشْرَ النَّعْنَع والشُّمْرَةِ والكَمُّون، بَعدَما أَهمَلتُم أَهَمَّ ما في الشَّريعة: العَدلَ والرَّحمَةَ والأَمانة. فهذا ما كانَ يَجِبُ أَن تَعمَلوا بِه مِن دونِ أَن تُهمِلوا ذاك. الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم تُطَهِّرونَ ظاهِرَ الكَأسِ والصَّحْن، وداخِلُهما مُمتَلِئٌ مِن حَصيلَةِ النَّهْبِ والطَّمَع. الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم أَشبَهُ بِالقُبورِ المُكَلَّسَة، يَبدو ظاهِرُها جَميلاً، وأَمَّا داخِلُها فمُمتَلِئٌ من عِظامِ المَوتى وكُلِّ نَجاسَة. وكَذَلِك أَنتُم، تَبدونَ في ظاهِرِكُم لِلنَّاسِ أَبراراً، وأَمَّا باطِنُكُم فَمُمتَلِئٌ رِياءً وإِثماً... أَيُّها الحَيَّاتُ أَولادُ الأفاعي، كَيفَ لَكم أَن تَهرُبوا مِن عِقابِ جَهَنَّم؟ (متى ظ¢ظ£، ظ،ظ£- ظ£ظ£). وعندما سأل الكتبة والفريسيون يسوع لماذا يخالف تلاميذه سُنَّةَ الشُّيوخ، أجابهم يسوع: "لِمَ تُخالِفونَ أَنتُم وَصِيَّةَ اللهِ مِن أَجلِ سُنَّتِكم؟ ... لَقَد نَقَضتُم كلامَ اللهِ مِن أَجْلِ سُنَّتِكم. أَيُّها المُراؤُون، أَحسَنَ أَشَعْيا في نُبؤءتِه عَنكم إِذ قال: هذا الشَّعْبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. إِنَّهُم بالباطِلِ يَعبُدونَني فلَيسَ ما يُعلِّمونَ مِنَ المَذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيَّة" (متى ظ،ظ¥، ظ£- غ¹).
كذلك تثير فينا القلق كلمات يسوع التي سيقولها يومًا للذين يعتبرون أنفسهم مؤمنين: "لَيسَ مَن يَقولُ لي: يا ربّ، يا ربّ! يَدخُلُ مَلكوتَ السَّمَوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات. فَسَوفَ يقولُ لي كثيرٌ منَ النَّاسِ في ذلكَ اليَوم: "يا ربّ، يا ربّ، أَما بِاسْمِكَ تَنبَّأْنا؟ وبِاسمِكَ طرَدْنا الشِّياطين؟ وباسْمِكَ أَتَيْنا بِالمُعْجِزاتِ الكثيرة؟" فأَقولُ لَهم عَلانِيةً: "ما عرَفْتُكُم قَطّ. إِلَيْكُم عَنِّي أَيُّها الأَثَمَة!" (متى ظ§، ظ¢ظ،- ظ¢ظ£). في ذلك الوقت كانت الشرائع الدينية كثيرة ومفصلّة لكي تمنح الأمان لمن يتبعها ولكنها كانت قد فقدت الجوهري، وعندما تذمّر الفريسيون على يسوع لأنّه يأكل من الخطأة والعشارين، قال لهم يسوع: " لَيسَ الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بَلِ المَرْضى. فهَلاَّ تَتعلَّمونَ مَعْنى هذه الآية: "إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحَة"، فإِنِّي ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين" (متى غ¹، ظ،ظ¢- ظ،ظ£). لقد كان من عادة الفريسيين أن يطرحوا أسئلة على يسوع لكي يوقعوا به وأحيانًا ليمتحنوه وعندما سأله أحدهم ما هي الوَصِيَّةُ الكُبرى في الشَّريعة، أجابه يسوع بوضوح أنّ جوهر المسيحية هو المحبة: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ. تِلكَ هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى. والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ. بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَرتَبِطُ الشَّريعَةُ كُلُّها والأَنِبياء" (متى ظ¢ظ¢، ظ£ظ§- ظ¤ظ*).
نعرف جيّدًا أننا في النهاية سوف نُحاسب على الحب، ونعرف ايضًا أسئلة الامتحان في الدينونة الأخيرة: إنها أعمال الرحمة: "وإِذا جاءَ ابنُ الإِنسانِ في مَجْدِه، تُواكِبُه جَميعُ الملائِكة، يَجلِسُ على عَرشِ مَجدِه، وتُحشَرُ لَدَيهِ جَميعُ الأُمَم، فيَفصِلُ بَعضَهم عن بَعْضٍ، كما يَفصِلُ الرَّاعي الخِرافَ عنِ الجِداء. فيُقيمُ الخِرافَ عن يَمينِه والجِداءَ عن شِمالِه. ثُمَّ يَقولُ الملِكُ لِلَّذينَ عن يَمينِه: "تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم: لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ" (متى ظ¢ظ¥، ظ£ظ،- ظ£ظ¦). إن التجربة التي نتعرّض لها على الدوام هي تجربة حبس يسوع في مخططاتنا ولكنّه يذهب أبعد منها كما يذكّرنا في مثل السامري الصالح: رجل يُعتبر غير طاهر يقوم بعمل محبّة بعكس الكاهن واللاوي اللذان رأيا الرجل المضروب والملقى على قارعة الطريق ولم يتدخّلا. أما السامري فقد أشفق عليه وتوقّف واعتنى به. إن حكم الله يختلف عن أحكامنا. وأسمى كلمات التقدير والاحترام وجّهها يسوع لشخصين يبدوان في الظاهر بعيدين ولكنّهما اقتربا منه لا لنفسيهما وإنما من أجل شفاء ابنة وخادم؛ قال يسوع للمرأة الكنعانيّة: "ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة"، ولقائد المائة قال: "لَم أَجِدْ مِثلَ هذا الإِيمانِ في أَحَدٍ مِنَ إِسرائيل". إن الحب يتخطّى جميع الحدود والتصنيفات.
لا أحد منا يحب بأن يُنعت بالفرّيسي، ولكن داخل كلُّ فرد منا هناك معلّم شريعة يحكم على القريب ويشعر بأنه أفضل من ذلك العشار كما يخبرنا المثل؛ نحن بحاجة لمن يُصلحنا وأحيانًا أيضًا بطريقة قاسية لكي نتحرر من قساوتنا، فيسوع يقول لنا جميعًا: "إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات". إن برّ يسوع هو تلك الرحمة التي يبلغ بها الأمر إلى محبّة الأعداء. برُّ يسوع هو الخلاص. يدعونا الرب في الإنجيل لكي نقرأ علامات الأزمنة لكي نعرف متى سيأتي. مع المجمع الفاتيكاني الثاني تابعت الكنيسة مسيرتها في فهم حقيقة رحمة الله، والبابا فرنسيس يتابع هذا المسيرة كما أشار إلينا القديس يوحنا بولس الثاني: "لا وجود لمصدر رجاء للجنس البشري خارج رحمة الله!".
 
قديم 10 - 07 - 2020, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 27889 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة فيرونيكا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
9 تموزعيد القدّيسة فيرونيكا جولياني
سيرة حياة القديسة فيرونيكا وبعض كتابتها
“فيرونيكا” معناها “الأيقونة الحقيقية”
ولدت فيرونيكا في ظ¢ظ§ كانون الأوّل سنة ظ،ظ¦ظ¦ظ* في ميركاتيلّو، في وادي نهر ميتاورو، من فرانشيسكو جولياني وبينيديتّا مانشيني؛ وهي الصغرى بين شقيقات سبعة، اعتنقت ثلاثة أُخريات منهنَّ الحياة الرهبانيّة؛ وأُطلق عليها اسم أورسولا. وفي سنّ السابعة، فقدت والدتها وانتقل والدها إلى بياتشينسا كمُراقب للجمارك في دوقيّة بارما. وفي هذه المدينة، شعرت أورسولا بشكلٍ متزايد بالرغبة في تكريس حياتها للمسيح. وأصبحت الدعوة أكثر إلحاحًا، حتّى أنّها في السابعة عشرة من عمرها دخلت دير الراهبات الحبيسات للكلاريس الكبّوشيّات في مدينة كاستيلّو، حيث بقيت طوال حياتها. وهناك تسمّت باسم فيرونيكا، ومعناه “الإيقونة الحقيقيّة”، وهي بالفعل سوف تصبح إيقونة حقيقيّة للمسيح المصلوب. وبعد سنة أبرزت النذور الرهبانيّة: لقد بدأ بالنسبة إليها درب الاقتداء بالمسيح من خلال تكفيرات كثيرة، ومعاناة كبيرة وبعض الخبرات الصوفيّة المتّصلة بآلام يسوع: إكليل الشوك، والعرس الصوفيّ، والجرح في القلب والندبات
وفي عام ظ،ظ§ظ،ظ¦في السادسة والخمسين من عمرها، أصبحت رئيسة الدير وبقيَت في هذا المنصب حتّى وفاتها عام ظ،ظ§ظ¢ظ§، بعد نزاع أليم جدًّا دام ظ£ظ£ يومًا، بلغ ذروته في فرح عميق، لدرجة أنّ كلماتها الأخيرة كانت: “لقد وجدت المحبّة، والمحبّة جعلت نفسها مرئيّة!! هذا هو سبب مُعاناتي. أخبروا الجميع بهذا، أخبروا الجميع بهذا”
وفي يوم ظ© تموز، تركت الحياة الأرضيّة للقاء الله. كان لها من العمر ظ¦ظ§ سنة، قضت منها خمسين سنة في دير مدينة كاستيلّو. وأعلنها البابا غريغوريوس السادس عشر قدّيسة في ظ¢ظ¦أيارسنة ظ،ظ¨ظ£ظ©
كتبت فيرونيكا جولياني كثيرًا: رسائل وسَرد علاقات خاصّة وقصائد. بيد أنّ المصدر الرئيسي لصياغة تفكيرها، هي يوميّاتها، التي بدأت بها في عام ظ،ظ¦ظ©ظ£ اثنان وعشرون ألف صفحة مكتوبة بخطّ يدها، تُغطّي فترة أربعة وثلاثين عامًا من الحياة الحبيسة. تنساب الكتابة بِعفويّة متواصلة، فلا محوَ أو تصحيحات، ولا قواطِع وفواصِل أو توزيع للمادّة إلى فصول أو أجزاء وفقًا لِتصميم مُحدَّد سلفًا.
لم تكن فيرونيكا ترغب بتأليف عمل أدبيّ، بل على العكس، لقد أجبرها على كتابة خبراتها الأب جيرولامو باستيانيلّي، راهب الفيلبّينيّين، بالاتّفاق مع أسقف الأبرشية أنطونيو إوستاكي
للقدّيسة فيرونيكا روحانيّةٌ كريستولوجيّة عُرسيّة بارزة: خبرتُها في أن تكون محبوبة من المسيح، الزوج المُخلِص الصادق، وأن تريد التطابق مع محبّة تُشركها وتُفتِنها أكثر فأكثر. فكلُّ شيء يُفسَّر بالنسبة إليها من خلال المحبّة، ما ينشر فيها صفاءً عميقًا. كلّ شيء يُعاش بِالاتّحاد مع المسيح، وبدافع محبّته، وبفرح إمكاننا إظهار كلّ المحبّة التي يقدر عليها مخلوق تجاهه
إنّ المسيح الذي تتَّحِد به فيرونيكا بعمق هو المسيح المتألِّم في آلامه وموته وقيامته؛ إنّه يسوع في تقديم نفسه ذبيحة إلى الآب كي يُخلّصنا. ينجم عن هذه الخبرة أيضًا المحبّة الشديدة والمتألّمة للكنيسة، في الشكل المزدوج للصلاة والتقدمة
فالقدّيسة تعيش في هذا المنظور: تُصلّي وتتألّم وتبحث عن ”الفقر المقدّس“ كَـ ”تخلية الذات وفقدنها“، وفقدان الذات كي تكون فعلاً كالمسيح، الذي بذل كلّ ذاته
في كلّ صفحة من صفحات كتاباتها توكل فيرونيكا أحدًا ما إلى الربّ، مُقيّمةً صلواتها التشفعيّة بِتقديم ذاتها في كلّ ألم. فقلبها يتّسع لجميع “احتياجات الكنيسة المقدّسة”، وهي تعيش بِقلق في رغبة خلاص ”كلّ الكون العالم“ وتصرخ فيرونيكا “أيّها الخطأة، أيّتها الخاطئات… تعالوا جميعكم جميعكنّ إلى قلب يسوع؛ تعالوا إلى غَسل دمه الثمين… إنّه ينتظركم بذراعَين مفتوحتين لِيُعانقكم”
وإذ تُحيي الأخوات في الدير محبّة متّقدة، تمنحها الاهتمام والتفهُّم والغفران؛ وتقدِّم صلواتها وتضحياتها للبابا وأسقفها والكهنة وجميع الناس المُحتاجين، بمن فيهم نفوس المَطهَر
وهي تُلخِّص مهمّتها التأمّليّة بهذه الكلمات: “لا يمكننا التنقّل في العالم واعظاتٍ من أجل هداية النفوس، لكنّنا مُجبَرات على الصلاة باستمرار من أجل كافّة أرواح الذين أساءوا إلى الله… خصوصًا بِمُعاناتنا، أي بِمبدأ حياة مصلوبة” وتُدرك قدّيستنا هذه المهمّة كـ ”وقوفٍ بين“ البشر والله، بين الخطأة والمسيح المصلوب
لقد عاشت فيرونيكا المشاركة بالمحبّة المتألّمة لِيسوع بطريقة عميقة، وهي على يقين من أنّ “التألّم الفَرح” هو “مفتاح المحبّة” وهي توضِح أنّ يسوع تألّم من أجل خطايا البشر، ولكن أيضًا للمعاناة التي سيضطرّ المؤمنون إلى تحمّلها على مرّ القرون، في زمن الكنيسة، بسبب إيمانهم القويّ والمُلتزم تحديدًا
وتكتب: “لقد أراه أبوه السرمديّ وأسمعه في تلك اللحظة كلَّ معاناةٍ كان عليهم أن يعانوها مُختاروه، أعزّ النفوس عليه، أي تلك التي من شأنها الاستفادة من دمه وكلّ آلامه” كما يقول الرسول بولس عن نفسه: “إنّي أفرح الآن بالآلام التي أُعانيها من أجلكم، وأُتِمُّ في جسدي ما نقص من مضايق المسيح، من أجل جسده الذي هو الكنيسة” (الرسالة إلى أهل كولوسّي ظ¢ظ¤،ظ،) وتوصّلت فيرونيكا لأن تطلب من يسوع أن تُصلَب معه: فتكتب “وفي لحظة، رأيت أنّ شُعاعات ساطعة خرجت من جراحه الخمس؛ وأتت كلُّها صوبي
ورأيت هذه الشعاعات تصير كشعلات صغيرة. كانت هناك في أربع منها المسامير؛ وفي واحدة الحربة، كالذهب مشتعلة بكاملها: واخترقت قلبي، من جهة لأخرى… ومرّت المسامير يديَّ ورجليّ. شعرت بألمٍ كبير؛ ولكن في الألم نفسه، كنت أرى وأشعر بنفسي متحوّلةً كليًّا إلى الله”
اقتنعت القدّيسة بالمشاركة منذ الآن في ملكوت الله، ولكنّها تبتهل في الوقت نفسه إلى جميع قدّيسي الوطن المُبارك كي يساعدوها في بذل ذاتها على الدرب الأرضيّ، بانتظار السعادة الأبديّة؛ هذا هو الطموح الثابت في حياتها وبالمقارنة مع وعظ تلك الأزمنة، الذي غالبًا ما كان يركِّز على “خلاص النفس” بِعبارات فرديّة، تُظهِر فيرونيكا حِسًّا “تضامنيًّا” قويًّا، في الشركة مع جميع الإخوة والأخوات في طريقهم نحو السماء، وتعيش وتصلّي وتتألّم من أجل الجميع
أمّا الأشياء الأخرى، الأرضيّة، وإن كانت محطّ تقدير بالمعنى الفرنسيسكانيّ كَهبة من الخالق، فهي دائمًا نسبيّة، وخاضعة بالكامل لـ “ذوق” الله وتحت سِمة الفقر الجذريّ. توضِّح في الشركة المقدّسة بذلَها الكنسيّ، والعلاقة بين الكنيسة الحاجّة والكنيسة السماويّة. فتكتب: “جميع القدّيسين هم هنالك في السماء بفضل استحقاقات يسوع وآلامه؛ لكنّهم تعاونوا مع ربّنا في كلّ ما قام به، بحيث أنّ حياتهم كانت كلّها مُرتّبة، تنظِّمها أعماله نفسها”
نجد في كتابات فيرونيكا العديد من الاستشهادات المأخوذة من الكتاب المقدّس، بشكلٍ غير مباشر أحيانًا، ولكن دائمًا في الوقت الملائم: فهي تكشف عن ألفتها بالكتابات المقدّسة، التي تقتات منها خبرتها الروحيّة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ الأوقات القويّة لتجربة فيرونيكا الصوفيّة لا تنفصل أبدًا عن الأحداث الخلاصيّة التي تحتفل بها الليتورجيا، حيث لإعلان كلمة الله والاستماع مكانٌ خاصّ. فالكتاب المقدّس يُنير خبرة فيرونيكا وينقّيها ويُثبِّتها، فيجعلها خبرة كنسيّة.
لكنّ خبرتها الخاصّة تحديدًا، المرتكزة إلى الكتاب المقدّس بِقوّة غير اعتياديّة، تقود من ناحية أُخرى إلى قراءة أعمق و“روحانيّة” أكثر للنصّ نفسه، فتدخل عمقه الخفيّ. إنّها لا تعبِّر بكلمات الكتاب المقدّس فحسب، بل تعيش أيضًا من هذه الكلمات، فتصبح حياة فيها
تستشهد قديستنا كثيرًا، على سبيل المثال، بِقول بولس الرسول: “إذا كان الله معنا، فمَن علينا؟” (الرسالة إلى أهل روما ظ£ظ،،ظ¨) . وفيها يصبح استيعاب هذا النصّ البولسيّ، وثقتها الكبيرة هذه وفرحها العميق، أمرًا واقعًا في شخصها: تكتب “ارتبطت نفسي مع الإرادة الإلهيّة وأنا ترسَّختُ وثبتُّ حقًّا في إرادة الله، كان يبدو لي أنّني لن أبتعد عن إرادة الله هذه وَعدتُّ إلى نفسي بهذه الكلمات بالضبط: لا شيء يمكنه أن يفصلني عن إرادة الله، لا ضيق، ولا ألم، ولا شقاء، ولا ازدراء، ولا تجارب، ولا مخلوقات، ولا شياطين، ولا ظُلُمات، ولا حتّى الموت نفسه لأنّني، في الحياة وفي الموت، أريد كلّ شيء، وفي كلّ شيء، إرادة الله”
وهكذا نحن في اليقين أيضًا بأنّ الموت ليس صاحب الكلمة الأخيرة، فنثبت في مشيئة الله و في الواقع، في الحياة إلى الأبد
تبدو فيرونيكا، على وجه الخصوص، شاهدة شجاعة على جمال وقدرة المحبّة الإلهيّة، التي تجذبها وتنفذ إليها، وتُضرم نارها فيها. إنّها المحبّة المصلوبة التي انطبعت في جسدها، كما في جسد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، مع ندبات يسوع. “يهمس إليّ المسيح المصلوب: يا عروستي، عزيزةٌ عليَّ التكفيرات التي تقومين بها من أجل الذين هم خارج نعمتي… ثمّ سحب ذراعه من عن الصليب وأومأ إليَّ أن أدنو إلى جنبه… ووجدت نفسي بين ذراعَي المصلوب. لا استطيع أن أُخبركم بِما شعرت به في تلك اللحظة: كان بودّي لو أبقى دومًا في جنبه الأقدس” إنّها أيضًا صورة عن دربها الروحيّ، وعن حياتها الداخليّة: البقاء في حضن المصلوب، والبقاء بالتالي في محبّة المسيح للآخرين. وعاشت فيرونيكا مع العذراء مريم أيضًا علاقة حميميّة عميقة، تشهد لها الكلمات التي سمعتها يومًا ما من السيدّة العذراء والتي دوّنتها في يوميّاتها: “أنا أرحْتُكِ في صدري، فحصلت على الاتّحاد بنفسي التي حملَتك وطارت بكِ إلى لدن الله”
 
قديم 10 - 07 - 2020, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 27890 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,009

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Do anything for Christ out of love and gratitude


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
All those who loved Christ and responded to His love were wounded by God’s love, His concern and condescension. God’s generosity and bounty to man were such that He made man worthy of becoming like to God. The hearts of the saints were incurably wounded in the sense that love, desire and attraction towards God were planted in all their hearts.

If you are fully aware of who you are and know that God has called you, while He could have thrown you away, and, indeed, that He has called you as an equal member, as a coheir of Christ, then you are captured by this generosity, by this reality and your soul fills with gratitude. In response to that, you feel inclined to do anything for Christ with ten times more force than others, who are worthy, do.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025