منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 03 - 2013, 06:51 PM   رقم المشاركة : ( 2771 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لنتعلّم الإعتراف من زكّا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يحتوي إنجيل اليوم على كل عناصر التوبة العملية والإعتراف لزكا العشار الخاطئ، وأيضاً على الخلاص والتبرير التي يمنحهما الله. زكا طلب أن يرى المسيح على حين المسيح طلب أن يخلّص زكا. لم يصعد زكا ببساط جسدياً على الشجرة ولكن روحيا صعد إلى الله، تواضع فاعترف فخلص.
ماهي التوبة؟
التوبة هي حالة النفس الداخلية التي تشعر بخطاياها. بمعرفة حالة النفس هذه سنقول: التوبة هي أن لا يقع التائب بنفس الخطايا، بكلام آخر التوبة ليست تغيير شكلي أو خارجي للخطايا التي اعتدنا الوقوع بها، هي موقف النفس من الخطأ، هي تغيير جذري وتجديد شخصي للإنسان.
تذكر الخطايا يقود النفس للتوبة الحقيقية أي التواضع والندم. الخطوة الأول نحو التوبة هي التواضع، المتواضع سيتوب أولاً عن خطاياه أمام نفسه. من التواضع ينبع الندم والتأكيد على أن الإنسان الذي يشعر بخطاياه يحزن عليها. تذكّر الخطايا والندم يولّد الألم الحقيقي للتوبة، بالعموم حيث يوجد انهيار داخلي هناك يوجد توبة حقيقية فيشكل هذا الإنهيار الداخلي بداية التوبة للذي لديه إحساس بالخطيئة.

كيف تعالج داخلياً وخارجياً تحطم وانهيار النفس؟ برياضات روحية مختلفة: الصوم والسهر والصلاة والندم والدموع. هذه الدموع مليئة بالغبطة، والحزن البهي مليئ بالفرح. وكما أن الدودة تولد من وسط الخشب وتأكل من قلب الخشبة كذلك الخطيئة تؤكل من الحزن الذي يقود للتوبة. أعمال الرحمة والصبر هما طرق مميزة للتعبير خارجياً عن القلوب الرحومة.
هل الأعمال الصالحة تمحي وتزيل الخطايا؟ طبعا لا، إنما لديهم القدرة على إيقاف حالة الوقوع بالخطيئة، إذاً كيف نزيل الخطيئة؟؟
بسر الإعتراف
ما هو سر الإعتراف؟ هو ذاك السر الذي من خلاله يسامح الله الخطايا لأولئك الذين يعترفون بخطاياهم أمام الكاهن بصراحة وتوبة، البعض يقولون أنهم يعترفون بخطاياهم أما الأيقونة إن كانت بالكنيسة أو حتى بالبيت فيشعرون بأن خطاياهم قد غُفرت. يجب أن نميز بين صلاة الإعتراف أو الحل من الخطايا وبين ذكر وتعداد خطايانا. زكا العشار لم يقل صلاة الإعتراف وهو على الشجرة عندما شاهد السيد ولكن في البيت وأمام الجميع، هذه هي التوبة هذا هو الإعتراف الصحيح.
عندما يشعر انسان بثقل خطاياه المختلفة يجب أن لا يخجل ولكن أن يذهب للكنيسة هناك سيجد الطبيب والدواء للشفاء. الله لم يُحدر ملائكة أو روؤساء ملائكة من السماء ليكونوا آباء روحيين، من نفس الرعية اختار الرعاة حتى يُعطوا صلاة الغفران وهم عالمون بخطاياهم.
ضرورة الإعتراف
كي يتناول الإنسان عن استحقاق يجب عليه قبلها أن يعترف، أن يقوم بحمّام داخلي لنفسه، الإهتمام الأساسي لكل واحد دائماً هي نظافة نفسه الداخلية وخاصة قبل المناولة المقدسة. الإعتراف هو حمّام النفس، هو الميناء الذي يلجئ إليه كل إنسان مضطّرب، بدونه لا يستطيع المناولة باستحقاق، وإن تناول تصبح المناولة نار تحرقه.
كم مرة يجب أن يعترف الإنسان؟ بلا حدود يقول السيد في الكتاب المقدس. القيمة الحقيقية ليست أن نعترف مرات عديدة وباستمرار ولكن أن نعترف كل مرة بصراحة وصدق كي نشفى من أمراضنا الروحية وأن نبقى حاملين نعمة الله في داخلنا دوماً.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 06:53 PM   رقم المشاركة : ( 2772 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أعمى أريحا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المقطع الإنجيلي اليوم يُظهر لنا عظمة أهمية الصلاة وخاصة الحارة، صرخة الأعمى كانت مليئة بالألم فلم يتوقف عن الصراخ رغم محاولتهم اسكاته لا بل زاد صراخاً “يا ابن داوود ارحمني” وما النتيجة؟ النتيجة العظيمة هي انتصار للصلاة وشفاء للأعمى، الذي أصبح الأن يرى كل شيء بوضوح فيرى الطبيب العظيم والمخلص يسوع المسيح، فنال البركة أن يرى شخص المسيح الذي هو “النور الحقيقي”.
بحرارة وإلحاح
نقطتان أساسيتان تشدنا في صلاة الأعمى: في حرارتها وفي الصبر لجعلها بإلحاح.
ونتعلم أن الإنسان في لحظات الصلاة عليه أن ينشدّ داخلياً في لحظة صلاته أمام الله، وكلنا يعرف أن حرارة الصلاة لا تكون بشدة الصوت لكن بحالة قلبنا وبحرارة وجودنا، لذلك الكثير من الأوقات أكثر الصلوات حرارة ممكن أن تكون بصمت وبالذهن ولا نسمع كلمة واحدة، كما يفعل الأباء الهدوئيون الذين يصلون ليلاً نهار بصلاة القلب من أجل العالم كله.
من المؤكد أن الصلاة المشتركة لها أهميتها ولا غنى عنها ولكن الصلاة هي تنفس النفس والتي يجب أن تستمر دائما، حتى خارج الكنيسة وفي كل مكان، بكل غيرة ومثابرة وإلحاح وإصرار.


القديسون هم أصدقاء الله يشعرون بحضور الله في أقسى الظروف وأصعبها، يونان النبي من جوف الحوت صرخ لله، الفتية الثلاثة من وسط النار رنموا لله كل ذلك حتى تلتمس قلوبهم النور الحقيقي، وعندما يحدث هذا يتابعون الصراخ بصلاة حارة لله “يا ربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني” أو”يا رب اليك صرخت فاستمع لي”.
الصحة هبة
تعرّف الكنيسة الصحة بأنها هدية من الله للإنسان، هي كنز سماوي وهبة من خالق الحياة للخليقة حتى يتحقق بنعمته هدف الحياة. “لا غنى خير من عافية الجسم ولا سرور يفوق فرح القلب” يقول الحكيم سيراخ (16:30)، كذلك الكنيسة كثيراً ما تصلي من أجل صحة المؤمنين لاسيما عن طريق صلاة الزيت المقدس التي تدهن به المؤمنين من أجل صحة النفس والجسد، هي لا تهمل صحة الجسد بل تحدده بأنه هبه من الله يجب الإهتمام به.
يعلّم أباء الكنيسة بأن الصحة الحقيقية تتعلق بكامل الإنسان وبكامل وجوده، الصحة ليست غياب المرض أو عدم وجود عاهة في الجسد أو عدم وجود مرض في النفس، إنما هي التناغم الكامل بين قدرات الإنسان الروحية والنفسية والجسدية. هي الصحة التي وهبها الله كي يحققها آدم والتي حدد أبعادها الله، ببقاء الإنسان معه في الفردوس، والتي خسرها آدم بسقوطه رافضاً إرادة الله غير طائعاً لوصاياه لأنه انفصل عنه.
خسر أدم بمسؤوليته الصحة التامة الروحية والجسدية ودخل إليه الموت والمرض وجرّ معه كل الخليقة. المرض والموت ليسا الحالة الطبيعية للإنسان بل هو فوق الطبيعة الممنوحة من الله منذ البداية والناتجين عن الخطيئة.
ولكن العلاج أو الشفاء، بالإضافة أنه حدث لا يمكن الشك فيه، يُظهر محبة الله للإنسان الواقع في تعاسة المرض، عندما نرى ماوراء بعض الأحداث التاريخية وعمق معناها، رؤيتنا لحالة الأعمى ولو ذهنياً يعتبر رمز للإنسانية التعيسة الحزينة، وللمجتمع الغارق في الشر والخطيئة والفساد، وللإنسان الفاسد الذي يشعر نفسه وحيداً وغير آمن وبدون سلام، رغم ذلك يقف الأعمى أمامنا كمثال لأنه وجد الخلاص الجسدي والروحي أمام السيد، رغم أن الناس من حوله صرخوا بوجهه ومنعوه إلا أنه أصر وألح في الصراخ: “يا ابن داوود رحمني” هم طردوه لكنه بقي مُصرّاً أن يكون بقرب المسيح مصدر الشفاء والأمان والسلام.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 2773 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخطيئة: برص النفس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يتساءل الانسان: ما هي ردة فعلنا تجاه الخلاص الذي منحنا إياه السيد؟ أو ما هو الشيء الذي يبعدنا عن السيد ويجعلنا أناس غير صالحين؟ طبعاً الخطيئة، التي هي الشكل البشع لبرص النفس.
جوهر الخطيئة
جذور أصل الخطيئة موجود في الحرية البشرية، الشر ليس سوى عدم طاعة الله، الإنسان مجبول من الله كي يميل للفضيلة، وعندما يخطئ يتجاوز طبيعته لأن الله لم يخلق الإنسان كي يشعر بالحاجة للخطيئة، للخطيئة مركز في وسط شخص الإنسان، كل فسادها تنبع من فساد نفس الإنسان.
الجسد قابل للفساد أما النفس فهي غير قابلة للفساد. يمكن للخطيئة أن تفسدها كما يفعل البرص للجسد، ويمكنه أن يضعفها ويجعلها نتنة، وهذا الفساد يقودها للإرتباط برابط لا ينفك مع الموت الأبدي.الجسد ليس مسؤول عن حدوث الخطيئة بل النفس، ليس لأن الجسد هو عدو النفس ولكنه يطيعها، كما آلة العود والعازف أو السفينة و القبطان. إذا الخطيئة هي قرار خاطئ للنفس والتي تأتي بشكل مضاد لناموس وصايا الله.

الخطيئة هي مرض
هذه هي حقيقة الإنسان الخاطئ فهو عضو مريض في جسد الكنيسة، بالنسبة للجسد هناك الكثير من الأمراض التي لا علاج لها أما الروحية فلا يوجد مرض روحي بلا علاج. بالعموم الخطيئة تنقل الإنسان من الحياة للموت، الخطيئة هي مرض النفس كي نتطهر منها نحتاج لسر التوبة، سر الإعتراف، فالخطيئة تقود للموت الروحي والشخص الخاطئ هو قاتل لنفسه، بالتأكيد عندما لا نتوب ولا نعترف نكون مجرمين وقاتلين لنفسنا.
النفس عندما تموت روحياً لا تنحل كما الجسد في التراب لكن تصبح كل الأهواء وخاصة الجسدية وحشية، عندما تفقد جوهرها، أي مخافة الله، تسقط ميته، والشيطان الذي ربطها بالأهواء يكون الحارس لجسدها المائت. الخطايا هي أسوء من الدود الذين يحلّون الجسد اما هم فيقتلون الروح.
لا يوجد سعادة من الخطيئة لا بل تقود الخطيئة إلى الألم. تملأ النفس بالغباء وتقتل الضمير، لذلك لا يوجد سعادة من وراء الخطيئة ولكن تعاسة باستمرار. ومن الخطيئة يعاقب الانسان نفسه بتأنيب الضمير المستمر. ونتمنى أن يقوده هذا التأنيب للدواء الروحي الذين هما التوبة والاعتراف.
الخطايا
جذر الخطيئة هي الشهوة، وكما أن الدخان يعمي العينين من الرؤية كذلك الشهوة تعمي النوس. لذلك يجب أن لا نعاقب الخطيئة فقط بل والشهوة، وبالتأكيد لا يوجد فروقات بين الخطايا ولكن الفرق في مسبب الخطيئة. هل يوجد خطايا صغير وكبيرة؟ كلاهما تجاوز لناموس الله، لا يكفي أن لا نسرق ونخطأ ولكن الذي لا يعمل الخير يعاقب.
الشخص الذي لا يرحم هوشخص واقع في الظلام ولا نور فيه، أما القاتل فيعتبر مرافق للشيطان. الإدانة هي من أكبر الخطايا، وحتى أن يترافق أحدنا مع أناس خطأة هي خطيئة كبيرة حتى لو لم يفعل شيء من الخطأ. الذي ينشر الخطيئة بين الناس يخاصم الله، الحكم في الخطيئة يعود لله. الغضب الإدانة والحسد هي أهواء النفس، الضغينة والحقد هي خطيئة أكبر من الزنى، المجد الباطل يفرغ الإنسان من الداخل، اللسان وكل الخطايا: السكر والحلفان والطمع والجشع والأنانية والقتل والشراهة واللواط و… هي جذور عدم احترام بنوة الله، وننتهي بالإدانة التي تُفسد ذاك الذي يُدين بدون حق.
الأبرص السامري الصالح لديه إيمان حقيقي وقلب طاهر لذلك نال الخلاص. التسع الباقون نالوا فقط الشفاء. باعترافنا بخطاينا للكاهن سنشفى روحياً وسنخلص.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 2774 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ملكوت السموات


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعد معمودية السيد وتجربته في الصحراء وتسليم يوحنا المعمدان ابتدأ السيد بعمله علناً، مكمّلاً عمل يوحنا المعمدان، فبدأ الإله المتجسد أن يعظ بنفس كلمات ذاك الذي عمّده، دعى يوحنا الشعب للتوبة، وكذلك علّم السيد المسيح باقتراب ملكوت السموات وضرورة التوبة "يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالانجيل" (مر14:1-15). وصية السيد لتلاميذه كانت أن يعظو بالتوبة وعنهم أخذت الكنيسة الوصية منذ ألفي عام "وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم" (لو 47:24).
انجيل ملكوت السموات
التوبة هي عظة المسيح لكل الشعب، هو لم يكتفي بالوعظ بل رافقه بصنع العجائب، كل هذه العجائب هي "علامات" واثباتات على تحقيق ملكوت الله على الأرض، وهناك علامات أخرى على تحقيق الملكوت كأن لا يكون للشيطان حكم عليها وأن لا تقوى الخطيئة وأن لا يحكم الموت، يمكننا تحقيقه بأن نكون مواطنين فيه، وكي يصبح إنسان ما مواطن لملكوت السموات يجب أن يتوب وأن يغير طريقة حياته السيئة أي أن يكون لديه "فكر المسيح" (1كو16:2) وأن يصبح تلميذ وصديق للمسيح.

ملكوت السموات هي أعجوبة، وكونها اعجوبة تُعاش من الصغار ومتواضعي القلوب وليس بالضرورة من حكماء العالم، لذلك تُكتشف، وفقط، من ذوات القلوب النظيفة. ملكوت السموات على الأرض هو يسوع المسيح، لثلاث سنوات بُذرت كلمة الله في النفوس وملكوت الله ينمو ويثمر كبذر مزروع في نفوس المؤمنين، مثل أي بذر ينمو ليصبح شجرة مثمرة وكأي خميرة تخمّر الطعام كلّه.
يعطي ملكوت السموات الحياة للعالم، وهو يدخل بدون مراقبة إلى العالم "لا يأتي ملكوت الله بمراقبة" (لو20:17) أي ليس بطريقة واضحة للجميع، مع الزمن سيصبح شجرة ضخمة تستضيف عليها كل طيور السماء وفي ظلّها ستحوي كل أمم الأرض. خارج الملكوت يمكن أن نرى الأشخاص السيئين ولكن ستأتيهم الساعة ويحترقون.
أمثال ملكوت السموات
منذ زمن يوحنا المعمدان حتى الأن، يُكتسب ملكوت السموات بالجهد ويسكنه كل الذين يجاهدون "ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (متى12:11). تحدث يسوع المسيح عن هذا الملكوت الذي بداخلنا "لأن ها ملكوت الله بداخلكم" (لو21:17) ومن حولنا بامثال. الأمثال هي قصة يرويها الإله المتجسد كي يعرض تعليمه بطريقة تصويرية، البعض يفهمها والبعض الآخر لا، ربما سيتوبون يوما ما، "ما عسى أن يكون هذا المثل فقال لكم قد أعطي أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما للباقين فبأمثال حتى إنهم مبصرين ولا يبصرون وسامعين ولا يفهمون" (لو9:8-10). أُغلقت عيونهم وصمت أذانهم بسبب قساوة قلوبهم وعدم توبتهم واصبحوا بخطر أن لا يخلصوا، كل الأمثال توضح بشكل جلي بأن يسوع منذ البداية وعظ "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" وحتى نهاية تحقيقها تتطلب فترة زمنية طويلة. في البداية سيعظ العالم كلّه عن ملكوت الله حتى يسمع به كل الأمم بعدها ستكون النهاية.
الزمن من قيامة السيد حتى مجيئه الثاني سيكون زمن "شهادة يسوع المسيح" (رؤ2:1) لأعضاء الكنيسة وزمن التجارب للقديسين، في نهاية هذا الزمن سيكون العشاء الأخير للسيد والذي سيشارك فيه اناس من كل الأمم وبدون تمييز، لباسهم لهذا العشاء سيكون إيمانهم بيسوع المسيح، سيرثون هذا الملكوت، بعد المجيء الثاني، كل المؤمنين "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (مت34:25) وملكوت الله هذا "لا يكون لملكه نهاية" (لو33:1).
ملكوت الله ونحن
ملكوت الله هو أكبر هدية من الله للإنسان، وكي نربحه علينا أن نشتهيه ونتعب من أجله. اولاً نحتاج للتوبة والإعتراف لأن أساس ملكوت الله هي التوبة، ثم المناولة المقدسة التي هي بذور القيامة فينا. كل شيء من بعد قيامة السيد هو هبة وهدية ولكن يجب أن نكسب هذه الهبة.
يُعطى ملكوت الله لهؤلاء للذين يحبون المسيح وصورته على الأرض، أخيه الإنسان، بدون حدود أو شروط، وهم الأبرار و الأطفال في قلوبهم والذين يتجاوزون تجارب الحياة بصبر والذين يحملون أتعابهم كصليب حياتهم والذين يضحون بكل شيء من أجل المسيح. لأن الخوف موجود: لأن كثيرون هم المدعوون وقليلون هم المنتخبون (متى14:21). فلنعد كالأطفال ولنقم بأعمال تليق بالتوبة.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 07:08 PM   رقم المشاركة : ( 2775 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الظهور الإلهي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تتجلى أهمية عيد اليوم كونه يجمع بين حدثين مهمين وهما معمودية السيد وظهور الثالوث القدوس. يسوع المسيح “رئيس الحياة” (أع 15:3) أعتمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن، الذي تصفه طروبارية تقدمة عيد الظهور “نهر الأردن انكفأ راجعاً” ويوحنا فرح بالروح لمعمودية السيد ولظهور الثالوث القدوس.
لماذا اعتمد المسيح؟
اعتمد ليتمم كل بر وكل ماهو مخطط ومرتب من الله. والنبؤات منذ الولادة ومروراً بالمعمودية وكل الأحداث اللاحقة تحققت وفق ترتيب الله، تتميم البرّ بحسب القديس يوحنا الذهبي الفم ليس فقط تحقيق النبؤات في شخص يسوع المسيح بل في تنازله وإفراغ ذاته، المسيح صار انساناً كي يخلّص الإنسان المتألم.

معمودية المسيح من يوحنا المعمدان وجهت أنظار الشعب كلها نحوها لضرورتها وأنها ليست فقط للخطأة، ومن الشعب اليهودي لكل الأممين الآتين من العبادات الوثنية، هي مسحة ليس لنظافة الجسد بل تنقية الروح من الخطايا.
معمودية يوحنا “معمودية توبة لمغفرة الخطايا” هو قال: “أنا أعمدكم بالماء ومعموديتي هي معمودية توبة” وبكلام آخر يقول عن معمودية المسيح أنه سيعمدكم بالروح القدس والنار (متى11:3). المعمد يعترف بخطاياه وعند خروجه من الماء يتركها فيه. معمودية يوحنا أفضل من معمودية اليهود ولكنها أقل أهمية من معمودية المسيح. المسيح اعتمد وخرج من الماء فوراً لأن ليس لديه خطايا كي يعترف بها، هو اعتمد “لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برّ” (متى15:3) والبر يعني تحقيق النبؤات.
“ظهرت السجدة للثالوث”
في معمودية السيد ظهر الكشف الإلهي للثالوث لذلك يدعى باسم الظهور الإلهي أي صوت الله الآب وانحدار الروح القدس على الأبن المتجسد، والمعمّد يطرد الشياطين الموجودة في الماء ويقدسها. الله بشخص يسوع المسيح يُظهر كلمته للبشر على الأرض، هو غلب الأرواح الشريرة في الماء ودحرها لما صعد على الصليب وقام من بين الأموات، هذه الأرواح الشريرة لطالما أعاقتا الإنسان والعالم من تحقيق هدفهما أي تمجيد وعبادة للإله الحقيقي وبعبارة أخرى السجود للثالوث القدوس.
عند دخولنا لكنيسة فيها رسوم جدارية نعيش ظهوراً حقيقاً من خلال تصوير كل حركة قام بها السيد على الأرض وأهمها انحداره “طأطأ السموات ونزل” (مز9:18) بالإضافة لأيقونات القديسين التي تصور القداسة المتجسدة بنعمة الروح القدس، والكل على الأرض ومن في السماء يشاركون القداس الإلهي الذي نعيش به قمة وذروة الظهور الإلهي.
ماهو عمل الكنيسة أو السر الذي يفتح لنا باب الملكوت؟
المعمودية
في يوم معمودية السيد انفتحت السموات ويحدث الأمر ذاته يوم معموديتنا، بهذه الطريقة يدعونا الله لنكون مواطيني السماء هو يحثّنا أن لا تكون لدينا ارتباطات أرضية. المعمودية تخلصنا من الخطيئة والموت وتهبنا مواهب الروح القدس. نصبح أولاد لله على الأرض وشركاء ابنه في ملكوت السموات. يقول الذهبي الفم: “بعد المعمودية لا نخطئ كأناس عاديين لكن كأبناء لله، لذلك العقاب أكبر”
إذاً الذي يدخلنا إلى ملكوت السموات هو الروح القدس أما المسيح فهو الطريق والحق والحياة بهم نذهب إلى ملكوت السموات، فلنسعى أن نكون أبناء السماء.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 07:16 PM   رقم المشاركة : ( 2776 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عالمٌ يتسم بالألم

اصنعوا العجائب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عالمنا اليوم، يا إخوة، عالمٌ يتسم بالألم. سمته الأساسية أن الألم فيه بات كبيراً، بالمقابل بتنا بحاجةٍ لأن نشفى من هذا الألم. ولكن هل يتم الشفاء منه هكذا بكل سهولة؟!. في عالمنا اليوم يطلب البعض العجائب، لا بل كُلنا نطلب عجيبةً: أن نتخلص من أزمةٍ ما، أو من مرضٍ ما. ولكن، هل العجيبة هي سحرٌ إلهيٌ يؤديه الله لنا متى أردنا؟!. لا، يا إخوة، العجيبة هي تعاون بين العملٌ إلهيٌ مع البشر. إن أنت طلبت من الله هكذا من دون عناءٍ عجيبةً ما أو طلباً ما، لا نعرف إلى أي مدىً يجيبك. كثيرون منا يتكلمون مع الله وقليلون جداً جداً منا يستطيعون أن يسمعوا صوته.
إذا سألنا: ما هي متطلبات حدوث العجيبة؟ أو ما هي شروط العجيبة؟. أنا سأصنفها في ثلاثة شروط:

· الشرط الأول: صلاة الإيمان. يقول الرب: "كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت 22:21) أي اسأل نفسك أي نوع من الصلاة تصلي. إن أنت تصلي فقط لتطلب!، إن أنت تصلي وفي قلبك شك أن الله سيجيبك أم لا!، سيفعل هذا أم لا؟!، سيشفيك أم لا؟!، فإنّ هذا شكٌ بقدرة الله ليس إلا قلة إيمان، انصلي طالبين أن تتحقق مشيئته ولنرمي ذواتنا في أحضانه، وعندما تكون صلاتنا حية مع الله تكون صحيحة، وتصبح حياتنا كلها صلاة. صلاة الإيمان تعطي نقاوة داخلية للإنسان. هذه النقاوة تستدعي الروح القدس كي يسكن فينا جميعاً. سكنى الروح القدس يجعل هذا الطلب عند الله أمراً سهلاً، أي تدفع بالعجيبة أن تحدث.
· الشرط الثاني: التوبة بدموع. أي الذي لا يتوب عن خطاياه ولا يشعر بأنه خاطئ، كيف سيجاوبه الله عن أي أمر؟!. هذا أمرٌ لن يحدث. كلنا أو بعضٌ منا عنده حالاتٌ "الاستفشارية" كما نقول في لغتنا، "مستفشر" في الله، يفعل ما يشاء، ويقول: "بأن العالم هكذا يريد، سنسرق، سنكذب، هكذا هي الشطارة، …". عن أي عجيبةٍ تسأل وأنت تفعل كل هذه الأمور، وفي النهاية تلوم الله لأنه لم يجيبك أو لم يمنحك الشفاء أو أحد أخصائك. التوبة بدموعٍ تعطي قلبك الانسحاق. هذا الانسحاق يعطي قلبك طهارة. هذه الطهارة تستدعي الروح القدس ليسكن فيك وعندها تأتي العجيبة نتيجة.
· الشرط الثالث: أن تكون العجيبة وسط الكنيسة. كل العجائب التي هي خارج الكنيسة 99% هي من الشيطان أو من الشرير. لأن الله يفعل عبر الأسرار الكنسية لكي يقدسنا. أنتم أتيتم إلى الكنيسة اليوم لكي تشتركوا في القداس الإلهي وتشتركوا في جسد المسيح ودمه. هذا الاشتراك يستدعي حلول الروح القدس علينا جميعاً وعلى القرابين. حلول الروح القدس هذا سيسكن فيكم بالصلاة والمناولة ويجعل إمكانيةً كبيرةً للعجيبة أن تحدث.
أتعرفون ما هي العجيبة الحقيقية؟!. العجيبة الحقيقة أن نكون قديسين، أن تصبح أنت قديساً، عندها تملك العجيبة الحقيقية. أما شفاء مرض، أزمة، …، هذه ليست بعجيبة هي حدث طبيعي عند الله. اطلبوا هذه العجيبة، أي القداسة، عندها ستنالون كل خير من الله.
تريد أن يجاوبك الله عن كل ما تطلب. اسأل نفسك هل تصلي بإيمان. اسأل نفسك هل لديك توبة بدموع. اسأل نفسك أتأتي، أتشارك في الكنيسة. إذا كان جوابك نعم، فبالحقيقة، كل ما ستطلب ستنال. آمين.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 07:18 PM   رقم المشاركة : ( 2777 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اقتناء الروح القدس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما يوقفني في حياة القديس سلوان حديثه عن التواضع وعلاقة هذا التواضع بالروح القدس، أي كيف يمكن لإنسانٍ أن يقتني الروح القدس وهو متكبر؟!. يقول القديس سلوان: الإنسان الذي يغادره التواضع يغادره الروح القدس. وأنتم تعرفون أنّ لا قداسة في هذه الكنيسة وفي هذا العالم بدون الروح القدس، أي أنت إن أردت أن تصبح إنساناً صالحاً بعين الله، طاهراً ونقياً يحلُّ فيك الروح القدس عليك أن تتواضع. في عالمنا هذا هل نتواضع؟! هل نعيش في هذا العالم ونحن نحاول أن نسعى لنقتني روح التواضع؟!
البعض يقولون: "نعم يا أبونا نحن نتواضع ولا نتكبر". هناك الكثير من الأسئلة الحساسة والدقيقة. مثلاً، أب وأم يريدون أن يأخذ أبناءهم علامات مرتفعة وتامة. السؤال الحساس هنا: لماذا يريدونهم أن يأخذوا هكذا علامات؟! هل ليفتخروا بهم أمام ذويهم؟! أم كي يتقدم أبناؤهم بالعلم ويصبحوا أناساً مهمين ويعملون في هذا المجتمع بطريقة أو بأخرى؟!. هذا السؤال الحساس الصغير يجعلنا نعرف إن كان عندهم التواضع أم لم يكن. إنسانٌ آخر عند حديثه أمام الناس، مع أقربائه، مع أصدقائه، مع جيرانه، مع الذين يعملون معه، دوماً كلمة الأنا موجودة: "أنا عملت. أنا في حياتي صنعت كذا وكذا". هكذا روح وضَعت الأنا مكان الروح القدس هي لا تعرف التواضع. هناك أمثلة حياتية كثيرة نطرد فيها الروح القدس بتكبرنا.

يا أخوة، التكبر هو مرضٌ روحيٌ يلغي الروح القدس من حياتنا. لنسعى جاهدين بانتباه: كيف نتكلم، كيف نتصرف، كيف نربي أولادنا،….. لتكون كلها بروح التواضع، عندما نقف لا نقف ليرانا كل الناس. لا نسعى لنأكل قبل كل الناس. لا يجوز أن نلغي الآخر كي نوجد نحن. إن أنت ألغيت الآخر لتوجِد ذاتك، أي أوجدت الأنا التي فيك ظاهرةً عندها سيغادرك الروح القدس، وعندها لا قداسة. إن لم تقتن الروح القدس لا قداسة لك، عندها لا شراكة لك مع الله، أي أن الإنسان الذي يشارك حياته بالروح القدس يتشارك مع الله في السماوات. هذه حياتنا على الأرض. نحن المسيحيون لا موت لنا. إن مات الجسد الروح باقية، ولكن أين ستبقى؟! هل ستبقى في حضن الله؟! أم ستغادره إلى أماكن بعيدة حيث النار لا تطفأ؟!. الإنسان المسيحي يسعى جاهداً أن يحيا حياةً أبدية. حياته الأبدية تبتدأ من الآن عندما يسعى مجاهداً إلى اقتناء الروح القدس. وأكبر مثال لنا هو القديس سلوان، الذي سعى في حياته، بعد أن كان إنساناً يعيش في هذا العالم بتخبطاته وخطاياه، فعرف الروح القدس ولم يستطع أن يتركه يغادره. تجربة مرّ بها لسنوات عديدة غادره الروح القدس، شعر بألم، شعر بفراغ، شعر بحزن داخلي، ولكن بجهاد، بصلاة، بصوم، بقراءات مقدسة، بمحبة، بتواضع، بخدمة الآخرين، استطاع أن يعاود اقتناء الروح القدس.
نحن جميعنا، فلنفترض أننا لا نقتني الروح القدس، كيف نستطيع أن نحصل عليه؟. أهم شيء أن نضع في ذهننا التواضع. القاعدة الأولى: إن لم نتواضع، كما يقول القديس سلوان، لن نستطيع اقتناء الروح القدس. مهما علت المراتب والمكانات و… إلخ، الإنسان غير المتواضع لن يستطيع اقتناء الروح القدس، لأن الروح القدس لا يسكن في إنسان متكبر والأنا ساكنةٌ فيه. ثانياً، علينا أن نجاهد، نصلي، نصوم، نحب الآخرين، نخدمهم، نقدم ونضحي لعائلتنا وللذين حولنا، وألا نكذب أو نخطئ ونطبق وصايا الله. عندها يكون الروح القدس ساكنٌ فينا. غير ذلك عبثاً نعيش في هذا العالم. نأكل ونشرب ونموت كمثل الكثيرين الذين يأكلون ويشربون ويموتون. هل تريد أن تكون حياتك عبثاً؟! أرجوك لا. اقتن الروح القدس. اقتن التواضع.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 07:24 PM   رقم المشاركة : ( 2778 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد جميع القديسين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



(متى 32:10-33، 37-38، 27:19-30)
مجاهدي الإيمان
وصيتان مهمتان يقدمهما المقطع الإنجيلي اليوم، يشكلان حجر الزاوية للمسيحية. الأولى هي الاعتراف الجريء بالإيمان بشجاعة وصراحة وبدون خوف أو مصلحة شخصية، الموقف الشجاع للتعبير عن الإيمان الصحيح في حياتنا الحالية يؤهلنا أن نكون أشخاص يحملون قضية روحية خلاصية، نتيجة هذا الإيمان سنحملها معنا لما بعد الموت وذلك في ملكوت السموات، والوصية الثانية أن نحب المسيح فوق كل شي وكل شخص في العالم، وحتى فوق حياتنا الشخصية.
عندما يطلب المسيح منا إشهار إيماننا بإلوهيته أو بأي عنصر إيماني خاص بيسوع المسيح وكنيسته، لا يطلبه شيئاً لنفسه بل يطلب أن يُظهر الإنسان نفسه واحداً بالله، هذا الإتحاد مع الكلمة المتجسد ليس صفة شخصية أو أمر نخفيه بل هو ختم يجب أن يختم به كل شكل من أشكال حياتنا كي يأخذ شكلاً روحياً، المسيحي لا يعيش حياة دينية فقط بل يجاهد أن ينير نور الإيمان في حياة أخيه الإنسان فيصبح مبشّراً بهذا النور.


اليوم تكرم الكنيسة رهط القديسين الذين يزينونها بنور قداستهم، هم أتموا وصايا الله بمحبتهم الكبرى نحو المسيح المخلص، رفعوا اسمه فوق كل الأمم وخدموا إنجيل الحقيقة، هم استمدوا القوة من المسيح وبه استطاعوا نشر الإيمان المسيحي في كل المسكونة اعترفوا بالإيمان أمام كل العالم وباتوا صخرة إنجيلية للكنيسة.
صرخ بطرس الرسول، بدون خوف، في وجه قيافا وحنّان رئيس الكهنة معترفاً بيسوع المسيح: "هذَا هُوَ: الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. ولَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أع 11:4-12)
يعني اعتراف الإيمان الترفع عن الماديات والأرضيات وجعل المسيح سيد الحياة، وهذا ما تعنيه الآية التالية: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقُّني" على الإنسان أن يكرّم أباه وأمه والأهل أن يحبوا أولادهم، ولا يمكن للزواج أن يقوم إن لم يُحب الرجل امرأته والمرأة رجلها، ولكن هل كل أنواع الحب صحيحة؟ طبعاً لا لأن البعض منها يخالف وصايا الله، فعلى الولد أن يكرّم ويحترم أباه وأمه ما داموا يصونون وصايا الله، ولكن إن خالف الأهل وصايا الله ودفعوا أبنائهم لذلك، على الأولاد أن لا ينصاعوا لهم، ولهذا يضع المسيح محبة الله فوق كل شيء، المحبة التي تلغي المسيح من حياتنا هي ليست محبة بل رفضاً لله، فكل أمور حياتنا يجب أن تقاس بمدى حبنا لله.
اليوم وبسبب الانفصام بين كلام المؤمن وأفعاله يأتي وصف المسيح بأنه: "أنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يو6:14) ليقول أن الإيمان بيسوع المسيح كمخلص يقتضي أفعالاً لبلورة هذا الإيمان ويجب أن يترافق الإيمان مع الحياة اليومية حتى ننال الحياة.
 
قديم 30 - 03 - 2013, 07:36 PM   رقم المشاركة : ( 2779 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رفع الصليب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بقوة الصليب الكريم استطاع الملك قسطنطين (285-337)م أن ينتصر على أعدائه وصار الإمبراطور الوحيد في الشرق والغرب، في وقتها عمل ثلاثة أعمال عظيمة: الأول أوقف الاضطهاد ضد المسيحيين والثاني أنشأ مدينة القسطنطينية ونقل العاصمة من روما إليها، وأخيراً أرسل أمه القديسة هيلانة إلى أورشليم كي تبحث عن عود الصليب الكريم.
ذهبت القديسة مع حشد ملوكي للبحث عن الصليب الذي صلب عليه السيد، مخلص العالم، وعندما وجدته أراد الشعب كله أن يسجد للصليب الكريم لذلك قام أسقف أورشليم آنذاك الأسقف مكاريوس برفع الصليب عالياً على الأمفون (المنبر الذي يقرأ منه الإنجيل ومنه يتم الوعظ) وسط الكنيسة، عندها سجد المؤمنون للصليب قائلين “يا رب ارحم”.

لاحقاً قام الفرس بحرب ضد الإمبراطورية البيزنطية، حوالي سنة 614م، وقاموا بسلب الصليب المكرم مع الكثير من الكنوز، ولكن هذا لم يستمر طويلاً لأن الملك هراقليوس (610-641)م، تغلب على الفرس وأعاد الصليب المكرم إلى أورشليم سنة 630م، ثم أخذ جزء منه إلى القسطنطينية ورفعه وسط كنيسة الحكمة المقدسة وسجد الشعب صارخاً: “يا رب ارحم” ووسط هذين الحدثين حدد آباء الكنيسة أن نعيّد لرفع الصليب في 14 من شهر أيلول وأن نصرخ عند السجود: “يا رب ارحم”.
حول الصليب المكرم، يوم صلب السيد المسيح عليه، اجتمع الكثير من الناس وهم على ثلاثة مجموعات:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأولى: هي مجموعة اليهود الذين صرخوا “اصلبه، اصلبه، اصلبه” بصرختهم هذه عبّروا عن كرههم للمسيح وعدم قبولهم له في حياتهم، وهذا ما يقع فيه الكثير من المسيحيين إذ يرفضون السيد أن يكون في حياتهم اليومية ويرفضون وصاياه التي تمنعهم عن السرقة والكذب والقتل والزنى وأي خطيئة أخرى فيريدون أن يصرخوا مع هؤلاء اليهود “اصلبه، اصلبه”، ولكن رفضهم هذا يتحول إلى كره للمسيح ولكنيسته، وهي حالة كل البشر الذين اعموا بسبب من أهوائهم فأخذوا يطالبون بموت المسيح بحجة أنهم يدافعون عن إلههم وعن شعبهم.
الثانية: هي الفئة المتمثلة ببلاطس الذي رأى أن المسيح بريء ولا يستحق الموت ولكنه خوفاً من الشعب من حوله أرسله للموت، وهو كالكثير منا، الذين يؤمنون بالمسيح ولكن خوفاً من الناس الذين من حولهم أو خجلاً منهم يرسلون المسيح إلى الموت أي يعصون الوصايا لا ضعفاً بل خوفاً وخجلاً من أن يعتبروا مخبولون من الناس حولهم. فبعض السارقون يذهبون للسرقة بسبب الفرصة التي تتاح لهم، حسب موقعه في وظيفة ما، وإن لم يستغلوها يعتبروا أغبياء من كل من حولهم من الناس، فيستغلون الفرصة، أي يسرقون، فيرسلون بذلك المسيح إلى الموت.
الثالثة: الفئة المتمثلة برسل وتلاميذ ووالدة المسيح الذين أخذوا يبكون على صلب السيد، هم يمثلون الكنيسة، فيرون ظلم العالم وفساده ولكنهم يصبرون معتمدين على صرخة المسيح: “اغفر لهم يا أبت لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون” فالكنيسة الصابرة هي التي ستكون جماعة القيامة، لأن الذي يقبل الصليب ولا يرفضه في حياته يصبح من هؤلاء الذين قاموا بعد موت الصليب لحياة أبدية.
أخي، الصليب أمام عينيك مرفوع فما عليك إلا أن تقرر مع أي جماعة ستقف، مع اليهود الصارخين “اصلبه، اصلبه” أم مع بيلاطس الذي أرسل المسيح للموت أم الكنيسة الصابرة التي ستنال فرح القيامة لا محال؟؟؟
لك الحرية و لك القرار وأنت ستحصد النتيجة!!!
 
قديم 31 - 03 - 2013, 02:41 PM   رقم المشاركة : ( 2780 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرق في التجربة بين آدم والمسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1- آدم وهو أحد مخلوقات الله، بدأ حياته بأن منحه الله صورته ومثاله منذ خلقه.. بينما السيد المسيح، وهو إبن الله الوحيد، وبهاء مجده ورسم جوهره
(عب 1: 3)
بدأ خدمته في رسالة تجسده بأن أخلى ذاته وأخذ شكل العبد ووجد في الهيئة كإنسان"
(فى 2: 7، 8).


2- بدأ آدم حياته في جنة فيها كل أنواع الخيرات هي جنة عدن (تك 2)
أما السيد المسيح فبدأ خدمته في برية قاحلة، في قفر، على الجبل.. كما كان ميلاده بقر.


3- بدأت تجربة الشيطان للإنسان الأول بأن أغراه بالأكل. وهكذا فعل مع السيد المسيح. غير أن الإنسان الأول قبل إغراء الشيطان وأكل، وهو غير جائع. أما السيد المسيح فرفض الأكل وهو في قمة الجوع..

4- الإنسان الأول أكل من شجرة محرمة، وقد سمع عقوبة من الله بخصوص أكلها. أما السيد المسيح فرفض الأكل من خبز هو محلل للجميع.

5- الإنسان الأول أطاع الشيطان في مشورته، من أول تجربة. أما السيد المسيح فرفض كل مشورات الشيطان، ثلاث مرات على الجبل، ومرات عديدة فيما بعد
(لو 4: 13)، بالإضافة إلى تجارب أخرى خلال الأربعين يومًا
(مر1: 13).

7- الإنسان الأول وقع في الكبرياء، وحينما اقتنع أنه سيصير مثل الله
(تك 3: 5). أما السيد- هو الله الظاهر في الجسد
(1تى 3: 16)

. فقد أخلى ذاته. وسلك باتضاع أمام يوحنا المعمدان، حينما تقدم ليقبل معمودية التوبة، وهو غير محتاج إلى توبة. كما أنه تواضع أيضًا إذ سمح للشيطان أن تجربة، وأن يختار ميدان المعركة معه كما يشاء..

8- الإنسان الأول اشتهى سلطاننًا ليس له. أما السيد المسيح فقد تنازل عن استخدام سلطانه الخاص، ورفض أن يستخدم لاهوتيه من أجل راحة ناسوته، ومن أجل نشر رسالته بالمعجزات..

9- الإنسان الأول - في تجربته. سقط في الخطية، واستحق حكم الموت. أما السيد المسيح فاستطاع أن "يكمل كل بر"
(مت 3: 15)

استطاع أيضًا أن يخلص الإنسان من الموت ومن الهلاك.

10- الإنسان سلك بطريقة جسدية، فيها أكمل شهوة الجسد في الأكل،
. أما السيد المسيح، فإنه سلك بطريقة روحية، تتغذى بكل كلمة تخرج من فم الله
(مت 4: 4).


11- الإنسان الأول جعل هدفه ذاته وكيف تزيد. فكانت النتيجة أنه فقد كل شئ. أما السيد المسيح، فلم يهدف إلى علو الذات. بل سلك بإخلاء الذات. وهكذا أعاد للإنسان ما فقده.

12- الإنسان الأول، بسقوط في التجربة، أدخل إلى العالم الموت والفساد، كما قال القديس بولس الرسول: "كأمنا بإنسان واحد، دخلت الخطية إلى العلم، وبالخطية الموت. وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس.."
(رو 5: 12).


أما السيد المسيح فبانتصار في كل تجربة وبقدسية حياته البشرية التي بلا خطية، وليست تحت حكم الموت، استطاع أن يفدى البشرية كلها، وينقذها من الموت، ويهبها التبرير، منقذًا إياها من الفساد.

من
كتاب التجربة على الجبل
البابا شنوده الثالث

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024