منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 03 - 2013, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 2711 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخلاص في الكتاب المقدس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
- خلاص الله في مجرى التاريخ، وفي الأزمنة الأخيرة:
فكرة أن الله يخلص المؤمنين به مشتركة في كلّ الأديان. والعهد القديم يركز عليها فنجد كثير من الأشخاص يحملون اسم "الله يخلص" مثل: يشوع، وأشعيا، وإليشع، وهوشع... ويصبغ الاختبار التاريخي هذه الفكرة بلون خاص، لأنها مرت ككل المفاهيم الأساسية بمراحل تطور ونمو.
أ ) الاختبار التاريخي:
يظل دائماً حدث "الخروج" هو الحدث الأهم الّذي اختبر فيه الشعب الخلاص من العبودية (خروج14)، و(مزمور106/8)، و(أشعيا 63/ 8-9). ولكن الله يُنقذ شعب إسرائيل من مواقف حرجة، عن طريق إرسال نبي أو قائد يقودهم للنصر، فيختبر الشعب من خلال النصر خلاص الله (مل18/ 30-35). فنجد الله يخلص بني يعقوب من خلال يوسف، وقبل ذلك يخلص نوح من الطوفان، (تكوين 7/23) راجع أيضاً: شاول، وداود النبي، وجدعون، وشمشون، وإستير... “توكلوا على الله فهو ينقذهم...” وبالتالي اختبر الشعب من خلال التاريخ "الله المخلص" الّذي لا يتركه أبداً.
ب) وعود أخر الأزمنة:
هناك ثقة من الشعب أن الله سيتدخل دائما عندما يمرون بأزمة، ولكن لأن الشعب مرّ في تاريخه بحروب كثيرة كان أقواها السبي البابلي بدأت فكرة الله الّذي سيرسل "المخلص" تظهر رويداً رويداً حتى أصبحت “رجاء كلّ الشعب”، وكأن الشعب كله أصبح في انتظار لهذا "المخلص"، راجع: (ميخا 7/7)، و( صفنيا3/15)، و(أشعيا33/ 22 ، 45/15،21)، و(باروك 45/22). ويظهر ذلك من خلال التنبؤات المتعلقة بالأيام الأخيرة، فتصف خلاص إسرائيل بطرق شتى وأساليب مختلفة مثل: العودة إلى الأرض (إرميا 31/7). وإرسال المسيا المنتظر (إرميا 23/ 6). وصورة الرعية والراعي الواحد (حزقيال 34/ 22). وإفاضة الروح على الشعب (حزقيال 36/ 29). كما توجد رسائل عزاء تتكلم عن الخلاص (أشعيا 43/ 4، 45/ 22).
ج) ثقة المصلي في الله المخلص:
يؤمن المصلي بأن الله مخلص من ليس له رجاء (يهوديت 9/11)، وذلك لأنه إله خلاص (مزمور 51/16 ، 79/9). ولذلك تقوم كلّ الصلاة على كلمة “يارب ارحم/ يارب خلّص” (مزمور 118). ولأن ثقة الشعب في الله ليست ثقة وهميّة بل مؤسسه على الاختبار التاريخي نجد أن بعض المزامير تتكلم عن الخلاص وكأنه شيء حدث ( مزمور 96/2)، بينما تعبر مزامير أخرى عن رجاء الأمم بفرح. وخلاصة القول إن الشعب الإسرائيلي مشى شيئاً فشيئاً نحو رجاء العهد الجديد.
ثانياً : الخلاص في العهد الجديد:
1- الخلاص عن اليهود أيام المسيح:
سيطرة فكرة المسيا المنتظر على الشعب بعد انقسام المملكة أي بعد موت سليمان، ولاسيما بعد الحروب والصراعات التي دخلها الشعب الإسرائيلي مع الأمم المجاورة، وبعد خبرة السبي المؤلمة، ولكن ظهر مع العودة من السبي ثلاث أحزاب في إسرائيل هم:الفريسيون، والغيوريون[1]، والصدقيون، والأثينيون[2].
2- يسوع المسيح مخلص البشر:
يظهر يسوع كالمخلص من خلال أعماله وتعاليمه التي تختلف عن أقوال وتعاليم بقيّة الأنبياء، لا سيما لأن يسوع لم يطلب الإيمان فقط ولكن الإيمان بشخصه. ورغم أن المسيح لم يطلق لقب المسيا على ذاته (لما يحوط باللقب من لبث سياسيّ) إلاّ أنه نادى “بالغفران” وبحب الله الشامل وغير المشروط للجميع ولا سيما للخطأة.
وللخلاص الّذي يقدمه المسيح وجهان الأوّل: “انتهاز الفرصة المقدمة” (لوقا13/3،5). والثاني: “الدخول من الباب الضيق” (لوقا 13/23). فالتجرد شرط أساسي للحصول على هذا الخلاص (متى 10/39) ، (لوقا9/14)، (يوحنا12/25). وقد قدم المسيح ذاته كتحقيق لهذا (عبرانيين5/17) ، (يوحنا12/17). وخلاصة القول أن من يحتفظ بحياته لا ينال الخلاص ولكن من ينهج نهج المسيح فيقدم حياته يخلص.
3- إنجيل الخلاص:
وعت الكنيسة منذ البداية أنها “جماعة خلاص”، وذلك انطلاقا من إيمانها بالمسيح القائم والممجد، بالمسيح "المخلص". ومن ثمَّ ربطت دائماً بين الخلاص والإيمان بالمسيح. واعتبرت أن الخلاص لم يعد بعد المسيح موضوع انتظار بل موضوع إيمان، يعاش في الواقع (1بطرس1/3).، (فليبي2/9)، وهذا ما شدد عليه القديس بطرس عندما تكلم في عظته عن أن لا خلاص بدون الإيمان بالمسيح الّذي تجسد ومات وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، حيث “ليس بغيره خلاص” (أعمال4/12)، وحيث أن الله هو الّذي رفع المسيح وجعله رئيساً ومخلصاً (أعمال5/32).
وعندما أرسل المسيح رسله ليبشروا بإنجيل الخلاص نادوا قائلين: “آمنوا باسمه فتنالون الخلاص”. ولكن يجب أن نوضح أن الخلاص لا يُمكن أن يفرض بل يقدم مجانا وينتظر أن يقبل.
الخلاصة: على الكنيسة أن تتذكر دائماً أنها نالت الخلاص من المسيح، وأنه مهمتها ورسالتها تكمن في تقديم هذا الخلاص للآخرين، عن طريق التأكيد على أن المسيح هو المخلص، وهو الخلاص بذاته.
وخلاصة القول أن المسيح لم يكن فقط المخلص بل الكاشف الأعظم عن "سر الله"، هذا السر العظيم في المحبة والذي يظهر من خلال حب المسيح وتعاليمه وخلاصه من الخطيئة، وهنا يجب الإشارة إلى أن خلاص الله أشمل من الخطيئة، فالخطيئة حدث عرضي، أي أن الخطيئة ليست هي الدافع للخلاص بل المحبّة.
فالله الّذي خلق الإنسان خلقه لينعم بالتأله، ولكن التأله هو هبة تعطى وليس هبة تغتصب، حيث أن الإنسان غير قادر بذاته على أن يحقق ذاته أو غاية وجوده "التأله"، أي الاشتراك في حياة الله، ومن هنا ينشأ موضوع الصليب.
· لصليب المسيح علاقة بمشيئة الآب (عبرانيين10/7).
· لصليب المسيح قيمة ذبائحيّة
· لصليب المسيح علاقة بقيامته (فيلبي2).
فإرادة الله هي إدخال الإنسان في حياته، وكأن الإنسان مخلوق متجه نحو الله، وكماله متعلق لا محالة بأمانته لهذا الاتجاه. وبالتالي فالسبب التجسد هو "الحب" وليس "الخطيئة".
وهنا يجدر الإشارة إلى أن الفكر الوثني يعتبر أن اتجاه الإنسان إلى الله يهدف إلى إرضاء هذا الإله، أما المسيحي يتقدم نحو الله لأن الله لمسه (صاحب المبادرة)، ولأنه أحبه ولأنه يكتشف أن الله كماله مرتبط بجوابه الحر على هذا الحب المقدم والمجاني والذي ينتظر الجواب. (أفسس5/2،25)، (غلاطية2/20)، (2كورنثوس8/9)، (يوحنا13).
والصليب لا يفهم إلاّ إذا اقترن بالمحبة الكاملة، حيث أن الصليب ليس هدفاً في حد ذاته إنما هو وسيلة لإشراك الإنسان في حياة الله (2بطرس1/3).
والقديس بولس يؤكد أن المسيح هو آدم الجديد، وأن هدف الله من التجسد والفداء والصليب هو أن يصير الإنسان كلّ إنسان على شاكلة الابن، ومن ثمّ فالمسيح هو الوسيط الوحيد للخلاص، من حيث أنه الغاية الأخيرة لكل إنسان "الله اختارنا في المسيح قبل إنشاء العالم"، أي "التطعيم" كما يقول القديس بولس.
إذن الخطيئة لا تفسر الفداء ولكن تجعل التجسد فدائياً.
تدبير الله هو تدبير حياة: حياة لا تفرض على الإنسان بل يختارها الإنسان حرّاً (تثنيّة30/19-20)، الحياة هي الهدف من التجسد (يوحنا10/10)، والحياة هي “البنوّة الإلهيّة”، أي الاشتراك في حياة الله ذاتها، وذلك كنعمة وهبة.
تدبير الله هو تدبير محبّة: الله أراد من البشر أن يغدو أبناء له بمحبّة فيّاضة، وكان تجسد الابن هو الوسيلة التي يتم من خلالها هذا الهدف “التبني”. (أفسس1/3-1، 5/30)، و(كولوسي1/18).
وبالتالي فالإنسان ليس مفعولاً به في عمليّة الخلاص بل فاعل مشترك مع الله، يشترك في حياة الله وأبوته وسيادته، من خلال عمله في التدبير الإلهي.
 
قديم 23 - 03 - 2013, 07:53 PM   رقم المشاركة : ( 2712 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعض النظريات الخاصة بالفداء والصليب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1- نظرية اورجينوس القرن 3:
يقول إن الشيطان كان مسيطراً على بعض السيطرة على الإنسان، بسبب الخطيئة التي قام بها آدم الإنسان الأول، أي أن الإنسان أصبح تحت سيطرة الشيطان بعد الخطيئة، صار ملكا للشيطان. ومن هنا نشأ الصراع بين الله والشر، فأراد الشيطان أن يمد سيطرته على المسيح أثناء الصليب، حيث ضعف المسيح، لكن المسيح هزمه “بالحيلة”.
ومن عيوب هذه النظرية:
أ ) أنها تضع الشيطان مساوياً لله.
ب) تجعل من الإنسان لعبة في يد الصراع الإلهي الشيطاني.
ج) تجعل المسيح ينتصر بالحيلة.
2- نظرية التعويض لإنسلم:
·مقدمة كبرى: الإنسان أخطأ تجاه الله
·مقدمة صغرى: الله غير محدود وبالتالي الخطيئة تجاهه غير محدودة.
النتيجة: الإنسان محدود ولا يقدر على التعويض، فيظهر المسيح الإنسان الكامل والإله الكامل ليحل المشكلة فيقدم القصاص غير المحدود لله (فيرضي عدالته) ويحيا المحبّة تجاه البشر (فيرضى محبة الله).
ومن عيوب هذه النظرية:
أ ) تقدم الله كقصاص لا يهمه سوى إرضاء عدله المجروح.
ب) تقدم الله بصورة من يقبل القصاص من شخص برئ، صورة عنيفة لا تتفق من الصورة التي يقدمها الوحي عن الله المحبة.
ج)ّ تقدم نوع من الازدواجيّة في الله، فعدله يريد القصاص ومحبّته تريد الغفران.
تأكيدات هامة حول الفداء والصليب:
· يسوع لم يسعى للموت ولم يأتي إليه، وبالتالي فالله لم يرد موت المسيح على الصليب. فمشيئة الله هي أن يعلن المسيح بشرى الملكوت السارة، وكان الصليب هو النتيجة أو الثمن لهذه الرسالة.
· لله مطلق الحرِّيَّة، غير ملتزم بأحداث التاريخ، وقد اختار الله بملء حريته “الخلاص”، بواسطة المسيح.
· رسالة الأنبياء والرسل هي عيش الرسالة التي يحملونها إلى الآخرين أولاً. وقد أراد الله أن يكون لأفعال وأقوال المسيح قدرة خلاصيّة خاصة، والمسيح أثناء قيامه بهذه المهمّة اصطدم بأصحاب الضَّمير الفريسي ذلك الضَّمير الّذي لا يدخل ولا يدع الداخلين يدخلون، مما دفع هؤلاء الذين يملكون السلطة والسيطرة إلى السعي للتخلص من المسيح ذلك النور الّذي يفضح ظلامهم.
·لم يكن لدى المسيح أي عقدة استشهاد، ويظهر ذلك في صراع المسيح أثناء صلاته ورفضه الشديد للموت “إن أردت أن تعبر عني هذا الكأس”.
ماذا حقق لنا المسيح بصلبه؟
1. التحرر من الخطيئة والموت: عاش المسيح حياة "البار"، وكانت تعاليمه دعوّة للناس إلى الحقيقة، ورفض الناس له لم يجعله يبتعد عن هذا الهدف ولم يثني عزيمته، بل جعله يتقدم بكل حرية ساعياً نحو الخلاص الشامل للجميع، وتوحي كلّ آلامه توحي ظاهرياً كأنه فشل وأخفق في رسالته.
فيسوع يقبل كلّ ما ترفضه الحكمة البشرية وذلك لأن حبه كاملا ولأن الله وحده هو القادر على أن يحوّل الشّرّ إلى الخير ويستخرج من الكراهية المحبة والنعمة. والقيامة هي أكبر تأكيد لهذا، من حيث أنها عبور وانتصار على الخطيئة وعلى الموت وعلى قوى الشيطان. والمسيح أنتصر على الخطيئة من خلال اتحاده بالله، ومن خلال طاعته لله.
2. التكفير عن الخطيئة: عواقب الخطيئة لا تبقى خارج حدود الإنسان الخاطئ، ومن هنا تنبع حاجة الإنسان إلى التطهير “اغسلني فأبيض أكثر من الثلج”، ويفهم المسيحيون موت المسيح كتكفير عن الخطيئة لأن المسيح كان بدون خطيئة. وهنا تجدر الإشارة بان الخطيئة هي خلل في النظام الخُلقي، وتشكيك في صلاح الله، ومن ثمّ فللخطيئة بعد جماعي يتخطى الفعل الفردي، ولأن المسيح عاش البرارة الكاملة والطاعة الكاملة لمشيئة الآب دشن طريق الإنسان الجديد المطهر من الخطيئة والقادر على إقامة علاقة بنوية مع الله.
3. الحب المحوّل: حياة يسوع هي حياة "الحب" الكامل (يوحنا15/13)، الحب بطبيعة حاله هو يغير من يحياه، ومحبة المسيح، لأنها كاملة، ذي قدرة تغيرية. والمؤمن يختبر في شخص المسيح ذلك البار الّذي أطاع طاعة كاملة، وبالتالي يختبر أنه (الإنسان) كلما اقترب من الله اختبر البنوّة "أن يكون أبناً لله"، ويرى المسيحيون في المسيح هذا التحقيق الكامل لأنه أظهر الحب المجرد عن الذات، والمسيحي يكون أمينا لمسيحيته بقدر اقترابه من هذا النموذج.
 
قديم 23 - 03 - 2013, 07:54 PM   رقم المشاركة : ( 2713 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا مات المسيح؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1- القراءة التاريخيّة:
مات المسيح لأنه تصدى بجرأة لا تعرف التخاذل للاستغلال الديني (الحُكم الديني التسلطي) المتمثل في شيوخ الكهنة واليهود. وكان أمام المسيح اختيارات منها:
· التسليم بالأمر الواقع؛ حفاظاً على سلامته.
· السعي إلى الاستيلاء على الحكم الديني.
· التصدي للظلم والزيف مهما كانت النتائج.
وقد اختار المسيح الاختيار الثالث متحملاً كلّ نتائجه مهما كانت، وذلك انطلاقاً من أمانته للآب السماوي، ومن أمانته لرسالته "الشهادة للحق"، ومن الجدير بالذكر أن المسيح فعل هذا بدون عنف وبدون حقد أو كراهيّة.
ولقد وعيّ المسيح بأن أمانته ستقوده حتماً إلى الموت على الصليب، ومن هنا نفهم كلامه عن موته وصلبه وقيامته. وقد كانت القيامة “النصرة” التامة لرسالته هذه.
2- القراءة الإيمانيّة:
المسيح بموته توج حياته، وأظهر حقيقة الله وحقيقة الإنسان، وأدخل الإنسان في علاقة محيّيّة ملؤها المحبّة مع خالقه، وهذا يتضح من:
+ قال البعض: إن الإنسان إله ساقط يتذكر السموات يحن إليها يرغب فيها، ولكنه مرتبط بالأرض ومنجذب أيضاً إليها. والواقع البشري (المأسوي) يؤكد على أن الإنسان كائن محدود الوجود غير محدود الرغبات، يحيا فيصرع دائم، وغالباً ما يصلان إلى التمرد تجاه الله، واعتباره منافساً وخصماً له، وأن حريته مرتبطة بترك هذا الإله. إلاّ كلّ هذا “التمرد” لا يلغي حنينه (الإنسان) إلى الله، فهو يكتشف، في نهاية الأمر، رغبته الملحة نحو الخالق نحو مصدره.
+ أنتهج المسيح نهجاً مغايراً للواقع الإنساني الساقط (فلبي2/4-11) “يسوع لم يعتبر مساواته لله غنيمة...”، وبالتالي كان منفتحاً تماماً على الله، ومتجرداً كليّاً عن ذاته. وكان موته تتويجاً لمنهجه (الانفتاح الكليّ على الله). فنجد أن المسيح رفض سراب السلطة والملك، ووهم التملك والمال... ولأن حياته كانت متجهة كليا نحو الله ، كانت متجهة كليّا نحو الآخرين.
ويمكننا القول أن الله بالمسيح أعاد تنقيّة الفكر البشري (من فكرة أن الله منافس للإنسان)، وبالمسيح أكد أنه محبة، بالمسيح أعلن أن به يمكننا عمل أي شيء وبدونه لا نستطيع عمل شيئاً.
وكان الصليب والموت ثمناً وتأكيداً لمحبة المسيح، وكانت القيامة رداً من قبل الله، وانتصاراً للمسيح وتأكيداً على صدق رسالته.
موقف التلاميذ الإيماني:
يسوع هو كلمة الله المتجسدة، هذه حقيقة إيمانيّة، إلاّ أن هناك بعض التساؤلات الخاصة بيسوع (كإله تام وإنسان تام)، وتساؤلات عن موته (لماذا الصليب؟)، وتساؤلات عن قيامته (كيف قام؟)...
+ الموت:
يُعرَّف الموت علميّاً بأنه توقف جذع المخ، وفلسفياً بأنه خروج الروح عن الجسد (جثة)، إيمانياً بأنه انفصال الإنسان عن الله بالخطيئة. وعندما نتكلم عن موت المسيح نقصد الموت الجسدي، هذا الموت الّذي أكد به المسيح أنه إنسان كمال وبالتالي كان لموته بُعداً خلاصياً “موت فدائي” (راجع: 1كو15/3)، وخلاصنا هو ثمرة محبّة الله لنا.
+ المسيح والقبر الخالي: (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة 640-655).
ليس القبر الخالي في حد ذاته برهاناً مباشراً فمن الممكن تفسير اختفاء جسد المسيح من القبر على نحو آخر(راجع: يوحنا20/13). ومع ذلك فإن القبر الفارغ كان للجميع علامة جوهريّة. واكتشاف التلاميذ له كان الخطوة الأولى للوقوف على واقع القيامة نفسه. تلك حال النسوة القديسات أولاً(راجع: لوقا 24/3،22-23)، ثم حال بطرس (راجع: لوقا24/12). و “التلميذ الّذي كان يسوع يحبه” (يوحنا20/2)، رأى وآمن (يوحنا20/8). وهذا يعني أنه عندما رأى خلو القبر وغياب يسوع عرف أنه قام.

+ خلاصات موجزة:
1.المسيح وهو البار مات من أجل خطايانا. وكان موته تأكيد لحقيقة التجسد (فابن الله المتجسد هو الّذي مات بالحقيقة وقام؛ ولذلك لم يرى فساداً (أعمال13/37)).
2.خلاصنا هو ثمرة محبّة الله لنا.
3.المسيح قدم نفسه بحريته واختياره، وهذه التقدمة حققها مسبقاً أثناء العشاء الأخير مع تلاميذه.
4.أقامه الله من بين الأموات لأنه أطاع فكانت القيامة انتصار وتأكيد لرسالة وحياه المسيح كلها. والعهد الجديد يؤكد على أنه لا موت بلا قيامة ولا معنى للقيامة بدون الموت.
5.الإيمان بالقيامة يتناول حدثاً يثبته تاريخياً التلاميذ الذين لقوا القائم بالحقيقة، ولكنه حدث يسمو سرّياً في كونه دخول الناسوت في مجد الله.
6.القبر الفارغ واللفائف المطروحة تعني في ذاتها أن جسد المسيح أفلت من قيود الموت والفساد بقدرة الله.
7.المسيح “البكر من بين الأموات” (كورنثوس1/18)، هو مبدأ قيامتنا الخاصة، منذ الآن بتبرير نفسنا (راجع: رومية6/4)، وفي الزمن الآتي بإحياء جسدنا (راجع: رومية8/11).

+ يسوع نزل إلى الجحيم:
الجحيم هو مقرّ الأموات، بما أن موت وقيامة المسيح هما مصدر خلاص شامل وجامع (ليس آلياً أو مفروضاً على الكلّ)، فقد استفاد منه أيضاً من كانوا في الجحيم لا سيما من كانوا في انتظار للخلاص.
وقضيّة نزول المسيح للجحيم هي قضيّة إيمانيّة. والعهد الجديد يؤكدها ويشهد لها لسببين: الأوّل، ليوضح انتصار المسيح الكلي على الشّرّ والموت “بموته داس الموت”. والثاني، ليؤكد أن المسيح يملئ الكلّ، ويملك على الكلّ.
ففي موت المسيح التقى الآب كلّ البشرية بما في ذلك البشريّة البعيدة عنه. ولا يُمكن أن ننسى أن الفداء بالنسبة للمؤمنين هو انفتاح أبواب الجحيم وسيادة الرب (متى16/18)، والكنيسة هي أداة توصيل هذا الخلاص (ببطرس3/18).
وخلاصة القول أن المسيح عرف الموت كسائر البشر لكن الفرق يكمن في أنه لم ينزل الجحيم محكوماً عليه بل “مخلصاً” ، ومعلناً البُشرى للنفوس المحتجزة فيه. وبالتالي فالنزول إلى الجحيم هو ملء خطة الله الخلاصيّة، حيث تغلب المسيح على الموت والشرير وإعلان الخلاص.
 
قديم 23 - 03 - 2013, 07:55 PM   رقم المشاركة : ( 2714 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة المسيح
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيامة المسيح هي حجر الزاويّة لكل الإيمان المسيحي، لأنه بدون قيامة لا إيمان ولا كنيسة ولا مسيح. وقيامة المسيح هي “حدث فريد” تماماً يختلف كلّ الاختلاف عن إقامة اللعازر من الأموات أو ابن أرملة نايين...
1- قيامة المسيح والتاريخ:
هل قيامة المسيح حدث تاريخي؟ سؤال يطرح نفسه دائماً والإجابة عليه لا تتم إلاّ من خلال “نعم” و “لا”
أ ) “لا”
+ لأن قيامة المسيح هي خروج عن التاريخ، خروج يصعب وصفه خاصة لنا نحن الذين نحيّ في داخل التاريخ.
+ لأنه لا توجد براهين محسوسة ملوسة حول القيامة (وهذا لا يعني عدم وجود براهين على الاطلاق.
ب) “نعم”:
+ لأن هناك شهادات تاريخية لأناس عاشوا حدث القيامة وشهدوا عنه.
+ لأن القائم نفسه ظهر عدة مرات “الترائيات”، وهي ذي قيمة موضوعيّة من حيث
أن القائم هو المبادر دائماً فيها.

+ مرور التلاميذ بثلاث مراحل:
- عاشوا وعايشوا المسيح قبل موته في حياته.
- عاشوا المحنة بعد الفبض على المعلم، محنة اليأس التام والاحباط الشديد.
- عاشوا واختبروا المسيح القائم وتحوّلوا بفضل هذه الظهورات إلى شهود للقيامة.
وخلاصة القول أن المسيح حسب شهادات التلاميذ قام قيامة حقيقية ، قام بجسده الّذي كان لديه قبل القيامة إلاّ أن هذا الجسد له صفات مختلفة (جسد نوراني)، وأكدوا أن ما شاهدوه لم يكن شبحا أو وهماً بل هو الرب، وقدوا حياتهم لهذه الشهادة فواجهوا الموت والسيف ولم يتنازلوا عنها مطلقاً.

2- معنى وتأثير قيامة المسيح:
القيامة إثبات لكل ما عمل المسيح وعلّم به. إثبات لجميع حقائق الإيمان حتى الأكثر صعوبة منها على الإدراك البشري. وبالتالي فهي البرهان النهائي على حقيقة المسيح “كالمخلص”. وهي إيضاً إتمام لكل مواعيد العهد القديم (يوحنا8/8). وهي لذلك مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالميلاد، لأن في الميلاد (التجسد) دخل الله حياة البشر، وفي القيامة دخل البشر حياة الله (التبرير)، أي عادوا إلى النعمة التي فقدت بالخطيئة، أي اصبحوا “ابناء الله” بالتبني في المسيح الابن الحقيقي.
ومن هنا التأكيد على أن قيامة المسيح هي مبدأ وينبوع قيامتنا الآتية “فهو بكر الراقدين” (2كرونثوس15). فالمؤمنين بالمسيح القائم يختبرون القيامة الآن وهنا، حيث المسيح القائم يحيا في قلوبهم، وبه يتذوقون القيامة أي “حياة الله”.
 
قديم 23 - 03 - 2013, 07:57 PM   رقم المشاركة : ( 2715 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصعود
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصعود هو استمرار لسرّ المسيح الممجد بالقيامة، ومن هنا يأتي الارتباط الوثيق بين الصعود والقيامة (راجع: أعمال 2/23-36). القديس لوقا يتحدث عن أن المسيح صعد إلى السموات بعد أربعين يوماً (40يوم) في أخر إنجيله وأول إصحاح من سفر أعمال الرسل، “رفع يديه وباركهم، وارتفع عنهم إلى السماء” (لوقا24/50-53).، “يسوع بقيّ يترأى لتلاميذه مدة أربعين يوماً، ويكلمهم عن شؤون ملكوت الله” (أعمال1/3-10).
وعدد أربعين هو عدد رمزي يشير إلى مدة طويلة تمهد لحدث عظيم، وهو يذكرنا بالمدة التي قضاها اليهود في البريّة قبل أن يدخلوا أرض الموعد. أي أن شعب الله الجديد إختبر الرب القائم أربعين يوماً فبل أن يحلذ عليه روح الرب. ومن هنا نفهم أن المسيح القائم كان يعلّم تلاميذه، أي يعدهم كما أعد الرب الشعب القديم ويهيأهم لعطية الروح، وبالتالي لحمل الرسالة؛ لأنه حيث عطيّة الروح فهناك رسالة وحيث هنك رسالة فهناك عطيّة الروح.
والقديس مرقس يذكر “السحابة” (مرقس9/7)، وكلمة سحابة هي كلمة ذات خلفيّة كتابيّة لأنها تعني “حضور الرب”، لأن الله لا يرى بأعين الجسدن فيرمز له بالسحاب. ودخول المسيح في المسيح في السحاب يعني دخوله في مجد الآب.
إذن السحابة تعني الله لا يرى
لكنه موجود

السماء:
· ليست مكان، فهي تعني السمو والعلو، وتدل على مجد الرب يسوع.
· ليست الفضاء الخارجي المحيط بالأرض، إنها لفظ يشير إلى الله، وتعتي الدخول في مجد الآب.
· الجلوس عن يمين الآب؟ مت 26: 54 وتعني أن يسوع بالقيامة يشترك في سلطة الآب يو17:5 ؛ في 2: 4-11.

 
قديم 23 - 03 - 2013, 08:01 PM   رقم المشاركة : ( 2716 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف نقرأ نصَّـاً من الكتاب المقدَّس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
2. نُصلي إلى الروح القدس الذي ألهَمَ كاتب الكلمة المقدسة أن يمنحنا نعمة فهمها وعيشها.
3. نقرأ النص كأننا للمرة الأولى نقرأه، بتمهّل وتأنٍ وإصغاء. وندوِّن انفعالاتنا الأولى حوله (إعجاب، تساؤل، ضيق، ..)
4. نقرأ الحواشي ونستفسر عن الكلمات الغامضة بالاستعانة بالفهارس وكتب ذات الاختصاص. (فلو مرّت في قراءتنا كلمة "كفرناحوم" نبحث عما تدل: إنها مدينة.. أين تقع على الخارطة؟ هل هناك مميزات خاصة بها... ما معنى مجوس؟ من هو ملكصادق؟ الأرقام هل لها مدلولات؟ ..)
5. ننتبه إلى سياق النص. ونتساءل: هل هو مرتبط بما قبله وبما بعده؟ هل هناك هدف من هذا الارتباط أو عدمه.
6. نعيد قراءة النص وننتبه إلى الكلمات أو العبارات التي تتكرّر أو تأتلف أو تختلف، إن وجدت...
7. نُفعِّل المخيلة والحواس، في حال تحمّل النص ذلك، فنُشاهد الأحداث والأشخاص والحركات والألبسة والأصوات والرائحة،.. هناك من يُسر، وهناك من يعارض، .. ..
8. ننتبه إلى الأماكن والتنقلات (فإنجيل لوقا مثلاً يركز على صعود يسوع شيئاً فشيئاً إلى أورشليم 18/31.. هل له هدف من ذلك. ويوحنا يكتب: كان "لا بدَّ" ليسوع المرور بالسامرة حين التقى السامرية4/4.. هل هذه اللزومية جغرافية أم لاهوتية؟)
9. ننتبه إلى الزمان أيضاً (ما معنى "اقترب فصح اليهود" في يوحنا 2/13، 11/55..؟ هل للأيام السبعة في بداية سفر التكوين مدلولات كوزمولوجية أم لاهوتية؟ وهل عبارة "وفي اليوم الثالث" التي تبدأ نص عرس قانا الجليل (يو2/1) تود أن تشير إلى زمن ما، أم إلى معنىً فصحياً، حيث قام يسوع في اليوم الثالث، أي أن هناك "خطف خلفاً" Flash Back.. أي على ضوء الخاتمة تُعاد قراءة تسلسل الأحداث.. على ضوء قيامة يسوع نفهم كل حياته وتعاليمه وشخصيّته.
10. نبحث في أي زمن وضع هذا النص؟.. من هو الكاتب؟.. في أي ظرف كان؟.. وإلى من يتوجّه؟ (لو قرأنا مثلا نصاً من نصوص أشعيا (ابتداءً من الفصل40 أي أشعيا الثاني)، وعلمنا أن هذه النصوص وضعت في زمن السبي، وبحثنا عن ما هو السبي، فهمنا النص بشكل أعمق.
لو انتبهنا أن نصوص معمودية يسوع من يوحنا وضعت في زمن بدأت فيه الكنيسة الأولى تعميد مؤمنيها، استنتجنا أن الكاتب الملهم يصوَّر مشهدين في نص واحد، معمودية يسوع، ومعمودية من يؤمن به.
وإن لم نكن قد قرأنا مسبقاً شيئاً عن السفر الذي نقرأ منه النص، ولا نعرف أي شيء عنه وعن كاتبه والغاية من كتابته وإلى من يتوجَّه، علينا أقله قراءة المقدمة الموجودة قبل كل سفر.
11. يمكننا، إن أردنا التعمَّق أكثر، أن نقرأ النصوص التي يدلُّ إليها هامش النص المختار، ونقارنها مع نصنا. مثلاً، لو قرأنا نص متى3/1-12 نجد في الهامش مراجع مشابهة (أو موازية) لبعض فقرات النص الذي نقرأه: مرقس1/1-8، أشعيا 40/3، أرميا 15/7،..
12. نحاول تحديد أهداف النص بشكل مختصر.. ماذا يريد النص أن يقول؟
13. نحاول تطبيق معاني التأملات على حياتنا.. ماذا يريد أن يقول النص لنا بشكل شخصي؟ ما يسمى في لغة التربية المسيحية "التأوين" Actualisation.. أي نحاول أن نجعل في "الآن" ما كان في ذلك الزمان. وبمعنى آخر "إعادة قراءة" النص أو الحدث أو المعنى على ضوء الحاضر. هذا الأمر في غاية الأهمية على المستويين اللاهوتي والروحي. فيسوع نفسه قام بهذا "التأوين" فأعاد قراءة الكتب والأنبياء لتلميذي عماوس (لو 24/13-00) مظهراً أهمية فصحه بالموت والقيامة.. وعند "كسر الخبز انفتحت أعينهما" كما يقول النص. لقد أكثر يسوع الاستعارات من العهد القديم معيداً قراءتها على نفسه: "آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا.. أنا خبز الحياة".. "ولن يعطى هذا الشعب إلا آية يونان"... عملياً كيف نقوم بهذا "التأوين"؟.. هل في شخصيات النص (أو أحداثه) من يشبهني، أو أريد أن أتشبّه به، ولو قليلاً؟ يمكننا تفعيل الرمزية في ذلك، .. هل هناك كلمة أو عبارة كانت لها وقع خاص في قلبي؟ يمكننا ترك النص جانباً والتأمل في هذه العبارة أو الكلمة. مثلاً: "وجدنا المسيح".. "يا معلم ارحمني".. "تحنَّن علينا وأغثنا".. "أنت الصخرة".. "ترك كلَّ شيء وتبعه"..
14. نستـنـتج مقصداً مناسباً لحياتنا، أو لكلٍ مقصده. بذلك نقرن التأمّـل بالعمل.
15. نصلّي من وحي التأمّل السابق، ونشكر الرب، نقوم بمراجعة سريعة للتأمّل السابق، ونختم برسم إشارة الصليب.

 
قديم 24 - 03 - 2013, 08:36 AM   رقم المشاركة : ( 2717 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+++ لابد من وقفة مع النفس +++
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فيقف الإنسان مع نفسه في تأمل وصمت ليتطلع للرب ويطلب إرشاده حتى يميز بين ما أراد الله له وما صنعه هو بنفسه .
إنها وقفة تُعلن للإنسان في وضوح وبقوة الفارق بين : ما يعيشه وما ينبغي أن يكونه .
← فلقد أساء الإنسان إلي نفسهحين أهان جسده وأسلمه للهوان .
← فلقد أساء الإنسان إلي العالمالذي خلقه الله فأبدعه وسلمه له ليسود
عليه ويحفظه .
← وأساء الإنسانحين أدخل الخطية إلي العالم وعاش في مذلة العبودية
لها بعد أن كان سيداً تخضع كل الأشياء تحت قدميه .
← وأساء الإنسانحين إرتضى حياة النجاسة وتلذذ بها بدلاً من حياة
النقاء والقداسة ، ولوّث العالم بشهواته ورغباته وانحرافاته.
← وأساء الإنسان إلي الله ، الله الذي أحبه فخلقه علي صورته وشبهه
وتمنى له أن يبقى مثله نوراً ليس فيه ظلمة .
← لـــــــــــــــــــــــــــذا فــإنإدراك الإنسان لحقيقة ما فعله بنفسه وبالعالم الذي يعيش فيه نتيجة إنفصاله عن الله رد قوي وقاطع عن سبب كل ما يحيا فيه
من معاناة وكآبة وضياع .
ولـن يـعـيـــش الإنسـان راحــته واطـمـئـنـانــه وسـلامـه وســعادتــه .

* إلا إذا * :
عاد لصورته الأولي التي أرادها الرب له وخلقه عليها وحفظ نفسه وإمتنع عن كل ما يلوّث ويدّنس من أمور قد لا يهبط الحيوان لمستواها ..........

( أسرع لي يا مخلص بفتح الأحضان الأبوية لأني أفنيتُ عمري في اللذات والشهوات وقد مضى مني النهار وفات فالآن اتكل علي غني رأفتك التي لا تفرغ )من " قطع صلاة الغروب " ، فيحتاج كل إنسان أن يجلس في هدوء ويراجعُ نفسه فيعرف مكسبه وما حقق أو خسارته وما فقد ويصحح مساره باستمرار ، فمهما كان وضع الإنسان وعمقه الروحي فهو دوماً في أشد الحاجة إلي تلك الفرص التي يخلو فيها مع النفس ليصبح قادراً علي مراجعة وتحديد موقعه فيُدرك أين هو ؟وإلي أين ينبغي أن يكون وجهته .
إن أوقات السكون ضرورة لكل إنسان حتى تتاح فرص الحوار الداخلي فيعرف حقيقة ذاته وما يجري حوله ويسعى كي يُعدّل إتجاهاته ويتقدم بنفسه .
لـــــــــــــــــذا الحوار الأمين مع النفس أكثر فاعلية من المناقشة والمجادلة مع الآخرين ، إذ يحسُّ الإنسان في مرات عديدة أن كلمات الذين حوله توجيه مفروض مما قد يولد في الداخل مقاومةٌ تجعل ذلك التوجيه غير مرغوب فيه ومرفوضاً .
ومهما كانت الكلمات رقيقة هادئة لكنها طالما كانت تُغاّيرُ ما بداخل الشخص وما يسلك فيه فعادةً ما يعتبرها نوعاً من الضغط لتغيير أسلوبه في الحياة والتدخل في شئونه الخاصة وحريته .
بالطبع إن الاختلاء بالنفس في جلسة هادئة ومراجعتها بالحوار والأسئلة وإدراك الموقف خلال المواجهة الأمينة ...............

تـــــــــــــــــــــــــــــــؤدي إلــــــــــــــــــــــــي :

الشعور بالحاجة إلي التغيير وإتخاذ القرار والتحرك ومحاولة التقدم بتعديل الاتجاه والسعي لطلب المعونة والإرشاد



وقـــــد فـــعــل ذلـــك
+الابن الأصغر في جلسة مع نفسه وهو يرعي الخنازير
" فَرَجَعَإِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ : كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا " لو17:15.
+ زكا فوق الجميزة " فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْيَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ " لو4:19.
+ الخاطئة في بيت الفريسي وكسر قارورة الطيب .
...........الراهب يحنس المحرقي
 
قديم 24 - 03 - 2013, 08:53 AM   رقم المشاركة : ( 2718 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+++ أبغض الخطيـــــــة وأهرب منها !!! +++
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان القديس يوحنا ذهبي الفم في القسطنطينية وكانت الجماهير تتهافت لسماع عظاته المملؤة نعمة وقوة روحية فقد كانت كلماته تتدفق بفصاحة ساحرة وسحر لا يُقاوم ، فكان فمه ينثر ذهباً بل ما هو أثمن من الذهب ! لذلك أحبته الجماهير ولكن الملكة كانت تكرهه والملك كان يــــــخـــــــافــــــــــــــــــــــــــه
لـــمــاذا ؟لأن ذهبي الفم لم يخشي الملكة ولم يخف بطش الملك فوبخ جهاراً خطايا الملكة وخطايا حاشيتها فغضبت وغضب الملك معها وفي ثورة الغضب قال الملك : أودُّ أن أضرب هذا الرجل ضربة تهتز من هولها الجبال ، فأنتقم منه نقمةٌ لم يُسطّرَ مُثلها التاريخ ! فسمعت الحاشية كلام الملك فدوى فيما بينها حديث كالرعد ضد الأســقــف الشجــــاع :-
لـيُـنـفـيّإلي الصحراء الفقراء فتشويه حرارة الشمس ويحرقه الظمأ!
لـيـزج
به في أعماق السجون ويُكبل بالأغلال فترعبه الظلمة
ويقتله الخوف !

لـتـُصادرأمواله وأملاكه فيذوق مرارة الجوع ويتلظى بنار الفقر !
لـتُـفـصل
رأسه عن جسده فلا يعود يتمتع بالحياة ولا يعود
يبتسم للنور !

وهكذا رددت القاعة صدى أصوات القلوب العمياء وصراخ النفوس المريضة وإذا برجل في طرف القاعة كان يكره يوحنا ذهبي الفم أكثر من جميعهم فتقدم في صوت خافت يقول : مهلاً أيها الناقمون فإنكم لا تستطيعون الإساءة إلي الرجل بمشوراتكم الباطلة .
أتـنـفـونـهُإلي الصحراء ؟ إنفوه ، فإنه سيجد نفسه في الصحراء قريبا
من الله يتمتع بعشرته ويسعدُ به أكثر .
أتـضعـونهًفي السجن مكبلاً بالقيود والسلاسل ؟ قيدوه ولكن روحه
ستكون طليقة تنطلق بالتسبيح لربها وتعيش في نور وسط
الظلام .
أتـصادرونأمواله ؟ صادروها فلن تسيئوا إليه بل إلي الفقراء
والمساكين فليس للرجل من ماله أكثر مما لهم .
أتـحـكمـونعليه بالقتل ؟ أقتلوه فإنكم تساعدونه علي الوصول إلي
السماء عن أقرب طريق !
ثم إلتفت الرجل إلي الملك وقال له : أما إذا شئت يا سيدي أن تنتقم لنفسك حقاً من هذا الرجل فليس أمامك سوى وسيلة واحدة هي أنُ تكِّرههُ وبالأحرى أن تُغريه علي إرتكاب الخطية ، فإن يوحنا لا يخاف في الدنيا شيئاً إلا الخطية !
ليكن لنا درساً من هذا يلازمنا حياتنا ، فإن عدوة الحياة وعدوتك اللدودة اللعينة المُهلكة هيالـــــــــــخــــــــــــــــطـــــــيـــــــــــ ـــــــــــــة .
* لــذا
أبــغــض الـخـطـية. . وأهـرب مـنــهـا !
فـقـد
لا تكون مغلوباً من الخطية ولكن خطية ما تحيط بك ومحبوبة لديك وتحاربك وتسبيك وأنت بطبيعتك وبغرائزك تميل إليها وهذا الصراع كثيراً ما يجعلك تشعر بالحرمان من السلام .
إنك في حرب ولكنك في حاجة لأن تعرف أن الحرب مع الخطية شئ والوقوع فيها شئ آخر ، فمتى عرفت أن تجاهد إلي النهاية معتمداً علي نعمة الله فلا تلين ولا تميل فإنك ستجد نفسك ليس منتصراً فقط بل وسعيداً مرنما مع الرسول بولس
" يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا "رو 37:8.

← ولــكــنقد أحياناً أن بعض النفوس تمُلُّ الجهاد فتتهاون ومع الوقت تشعر بأن هذه ليست شيئاً وتلك مسألة تافهة فتسلك ليس بتدقيق كما يليق بقديسين بل بغير تدقيق ، ومن غير شعور بالمّرة بأن هذا نقص فى حياتنا وكَاّنَ ذلك يهمنا في بدء حياتنا الروحية أما الآن فقد كبرنا وتقدمنا والحقيقة أننا تأخرنا ثم يدهشنا بعد ذلك أننا لسنا سعداء في حياتنا وفي شركتنا مع الله لأنها شركة ضعيفة ، أضعفها الإهمال والتهاون وعدم التدقيق في المسيرة والسلوك .
...... الراهب يحنس المحرقي
 
قديم 24 - 03 - 2013, 09:05 AM   رقم المشاركة : ( 2719 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بشفاعه الصليب فى عيده
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جئت اليك اليوم ياربى كى احتفل معك بعيد الصليب
وادرك معنى الصليب بالنسبه لك وادركه ايضا بالنسبه لى
فالصليب فى حياتى هو الرجاء بل هو الحياة
الصليب هو الشفاعه الكفاريه لكل انسان عاش حياة التوبه
الصليب هو العبارة التى نقلتنا من الجحيم الى النعيم
الصليب هو رمز النصرة على الشيطان بكرم فدائك لبنى البشر
الصليب هو محور إيمانا ومركز عقيدتنا
ربى المحبوب
فى إحتفالى اليوم بعيد الصليب دعنى اشكرك من عمق القلب
لانك بالصليب أعلنت لنا حب لايصدقه عقل بشرى
ولانك بالصليب حولتنا من عبيد الى ابناء
وبالصليب ايضا اعطيتنا روح الغلبه والنصرة
فعلى ماذا ولا ماذا اشكرك يارب
وإن مكثت العمر اشكرك فلن يوفيك
اشكرك يارب .. اشكرك ياالهى
ولكنى بعد ان شكرتك فمى لابد وان اشكرك بعملى
نعم يارب انت تريد ان ترى افعال تفرحك اكثر من الاقوال
فحين أسامح اخى فى البشريه احسبه لى شكر
وحين اعطف على مسكين احسبه لى شكر
وحين ادعو بالبركه لكل من يسىء لى احسبه لى شكر
وحين احاول ان اكون سفيرة حسنه لااسمك احسبه لى شكر
وحين اجاهد فى كل عمل خير احسبه لى شكر
وحين اعيش حياة الزهد وانكار الذات احسبه لى شكر
اشكرك يارب من عمق قلبى
اشكرك لانك انعمت لى بنعمه الوجود وبنعمه الفداء
اشكرك لانك انعمت واغدقت عليا من خيرك
اشكرك لانك لم تحوجنى الى غيرك
اشكرك لانك دائما تعوضنى عمن انتقصته منى
الف حمد والف شكر لك يارب
ربى والهى وابويا الحبيب
فى عيد الصليب وبشفاعه الصليب والدم
إن سمحت مشيئتك الصالحه لاتتركنا فى محنتنا وحدنا
ربى لاتحرم مصر من عين الرأفه منك
ربى لاتحرم شعبك من سلامك وامانك
ربى لاتفرط فى بناتك وشبابك للدياب المسعورة
ربى لاتترك شيوخك واطفالك ونسائك بدون مسانتدك
ربى لاتبعد عن المعترفين والتائبين من قوتك
ربى ولا تتركنا يتامى ونحن قليلين الحيله
ربى ولاتحرمنا من رضاك وإن كنا مخطئين
ربى ولا تحاسبنا على مانفعله بصغر النفس او ضعف البشريه
ربى ولا تشمت بنا اعدئنا ولا تنصرهم علينا
اتوسل اليك ياربى بشفاعه الصليب فى يوم عيدة
ان لاترد صلاتى ولا تستهون بقلبى المشتاق الى يمينك
لانى تذوقتك واختبارتك وعرفتك
ان الله عظيم ورؤوف وطيب القلب
ولهذا اطرح قلبى امامك بحديثى اليك واعلم انك لاتردنى فارغه
اشكرك يارب اشكرك يامن صلبت من اجلنا
لانك الله تستحق المجد والسجود
لان لك المجد والعزة من الازل والى الابد
اميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــن
 
قديم 25 - 03 - 2013, 07:58 PM   رقم المشاركة : ( 2720 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعارك لأجل المبادئ الذاتية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لم يشهد التاريخ البشري عصراً كعصرنا الحاضر، تتطاحن فيه الاتجاهات، وتتضارب فيه المذاهب والمبادئ. وكلٌّ ينادي بأفضلية طريقه وتفوّق مذهبه، طاعناً ما يخالف رأيه من عقائد الآخرين. وذلك إما عن طريق النقد الحر الصريح، أو بالوسائط السلبية المتحفّظة. وأحياناً يشتدّ التحدي وتزداد المهاجمات، فيضطرّ الفرقاء الالتجاء إلى وسائط لا شرعية، تخرجهم من دائرة المنطق السليم والآداب المفروضة.

من المؤسف حقاً، أن المسيحية في بعض الأماكن انزلقت أيضاً إلى هذا المستوى واشتركت في نفس العراك. حتى أننا أحياناً نستخدم ما يستخدمه أهل العالم، من عبارات التحدّي، ووسائط التشهير، واساليب العنف والتهديد.
والحق يُقال، أن المسيحية الحقة لا يحتاج نشرها وتطبيقها لمثل هذه الوسائل، إذ أنها لم تقم على السيف والعنف والكراهية، بل على المحبة والعطف والحنان. فكيف يجوز لنا إذاً، أن ندافع عن مسيحيتنا بطرق لا مسيحية؟!
وقد صدق في هذا قول الشاعر، مخاطباً المُدافع عن المسيحية بوسائط العنف والقوة، مظهراً له خروجه عن المبدأ المسيحي بقوله:
يا فاتح القدس خلِّ السيف ناحية ليس الصليب حديداً كان بل خشبا
فيسوعنا الأسد الغالب المنتصر، قد لُقِّب بالحمل الوديع المتواضع. وهو الذي تنبّأ عنه إشعياء قائلاً: "هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ".
فيسوعنا، بالصليب - رمز الصبر والتحمل فكان هذا أصلاً لنا - جرّد الرياسات والسلاطين ظافراً بهم فيه! ودعوته الصريحة هي: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي". فحمل الصليب يتطلب أولاً إنكار الذات! وإنكار الذات يسهّل علينا حمل الصليب دون تكلّف أو عناء، لنتبع خطوات من أخلى نفسه... وأطاع حتى الموت موت الصليب.
فتعال معي، عزيزي القارئ، نطرح جانباً التهديدات والتحديات والمهاترات الضعيفة، لنظهر تفوّق مبادئنا المسيحية بالنتائج الحياتية المسلكية، علماً منا أن العقيدة الصحيحة تُظهر ذاتها بالأعمال الصالحة. فكما أن الشجرة الردية لا تقدر أن تصنع ثمراً جيداً، هكذا الشجرة الجيدة لا تقدر أن تصنع أثماراً درية، فمن ثمارهم تعرفونهم! لذا "يَقُولُ قَائِلٌ: أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ. أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي".
فالمسيحية الصحيحة تتمثّل في وجهين:
1- وجه يمثّل العلاقة الروحية القلبية بين الإنسان المؤمن والله مصدر القداسة والكمال؛ هذه العلاقة التي لا يستطيع أحد استكشافها ومراقبتها، كما لا يستطيع سبر غورها وإدراك مداها سوى الله وصاحب العلاقة نفسه.
2- أما الوجه الثاني فيتمثّل بالأثمار الحياتية والنتائج المسلكية، التي تعكس سريرة الإنسان وما يضمره في قرارة إنسانه الباطني. هذا الوجه يقرر في نظر الآخرين سلامة مبادئنا، وصدق إيماننا، ومدى مستوانا الروحي.
قد نجتاز أحياناً في حالات مرة وقاسية، نفقد فيها وعْينا الروحي واتزاننا الإيماني. فنتحدر من المستوى السامي الذي رفعنا الله إليه، لنتصرف بما يمليه علينا الجسد بنزعاته وميوله، التي لا تتفق مع مشيئة الله، ولا تتناسب مع مقامنا الرفيع. هذه حالات اضطراب غير طبيعية.
يجب أن ندرك سريعاً خطورة استمرارها في حياتنا، ونستعين بإلهنا القدير لينقذنا منها قبل أن تشوّه شهادتنا المسيحية وتحطم مستقبلنا الروحي.
والأوقات الثمينة التي نضيعها عبثاً بالدفاع عن نفوسنا، ورد التهم الموجهة إلينا باطلاً من البشر، أولى بنا أن نحوّلها لفرص صلاة وتعبّد، نطرح خلالها صعوباتنا وتجاربنا بين يدي إلهنا الحبيب متمسكين بنصيحة الرسول: "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ". والأثمار المسلكية الصالحة التي يظهرها الله في حياتنا، تجعل الذي يشتمون سيرتنا الصالحة في المسيح يخزون فيما يفترون... بينما سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبنا وافكارنا في المسيح يسوع.
أين مركز الذات في حياتك؟

هل على الصليب ويسوع على جبل التجلي؟!
أم ذاتك على جبل التجلي ويسوع على الصليب؟!
ننتظر قدومك دائماً في وعدك
لنا لتأتي وتأخذنا
حيث تكون أنت نكون نحن
والنصر لمن يثبت الى المنتهى
في المسيح
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025