22 - 03 - 2013, 12:15 PM | رقم المشاركة : ( 2701 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟
المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟ ليس المسيحي الحقيقي هو كل من يعتنق الديانة المسيحية، أو نال المعمودية المسيحية، ويذهب إلى الكنيسة، ويدفع "العشور". وإنما من هو المسيحي؟ أولاً: ابنٌ لله هو من أولاد الله، نتيجة لولادة ثانية، ولادة روحية، ولادة من فوق نتيجة للإيمان القلبي الحقيقي بيسوع المسيح الذي "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يوحنا 11:1-13). هذا ينطبق على جميع المؤمنين من أصغرهم إلى أكبرهم. لذلك حين كتب الرسول يوحنا إلى المؤمنين الصغار، أي الجُدد في الإيمان، قال لهم: "... أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [أي المولودين حديثاً]، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ" (1يوحنا 13:2). فالطفل الصغير هو ابنٌ لأبيه، تماماً مثل الابن البالغ في السن. وهذه الحقيقة تستحقّ التقدير، لذلك قال أيضاً في (1يوحنا 1:3-2) "اُنْظُرُوا [أي تأمّلوا جيداً] أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ". هذه الولادة يُعَبَّر عنها في الكتاب المقدس بأنها خليقة جديدة، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5). وهي أيضاً قيامة من الموت، أي الموت الروحي، فنحن كلنا كنا أموات بالذنوب والخطايا (أفسس1:2). ولكن "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (أفسس 4:2-5). ثانياً: قد نال غفران الخطايا إن أول ما يدركه المسيحي الحقيقي حين يعترف بخطاياه ويؤمن بيسوع المسيح، أي يقبله في قلبه، هو أنه قد تخلّص من حمل ثقيل، وهو غفران خطاياه. هذا الغفران الكامل هو من نصيب كل مؤمن حقيقي، لذلك قبل أن يوجِّه الرسول يوحنا كلامه للفئات الثلاث من المؤمنين - أي الآباء والأحداث والأطفال - قال للجميع: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [وهي تعني الأعزاء]، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (1يوحنا 12:2). هذه حقيقة يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح!!! ويؤكدها الروح القدس في أماكن كثيرة من كلمة الله، فيقول: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2)، وأيضاً "الَّذِي فِيهِ [أي في المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1). ويقول الروح القدس عن المسيح: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 43:10). ونجد في العهد القديم تشبيهات وعبارات مجازية عن كمال هذا الغفران فيقول داود في مزمور 12:103 "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا". وقال الرب على فم إشعياء: "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (إشعياء 25:43). وأيضاً "قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ" (إشعياء 22:44). وقال ميخا النبي: "وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (ميخا 19:7). كل هذه العبارات تملأ القلب فرحاً وسلاماً فيهتف المؤمن قائلاً: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 1:8). هللويا!!! ثالثاً: التبرير المسيحي الحقيقي قد أصبح باراً في نظر الله. هذا مقامه الجديد. والتبرير يعني أكثر من مجرد الغفران، فقد يصفح إنسان عن شخص سرق منه مبلغاً من المال، لكن لا يمكن أن يعتبره أنه لم يذنب إليه. الرسالة إلى رومية تعلمنا الكثير عن التبرير الإلهي، لأن هذا موضوعها الأساسي. في رومية 3 نتعلم أولاً أنه "بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ" (عدد 20). ولكنه يخبرنا أيضاً عن "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (عدد 22)، ثم يضيف قائلاً لنا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (عدد 24). وفي رومية 5:4 يقول: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا". ما أجمل عبارة "يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ" لمسمع كل مؤمن أدرك حقيقة أمره قبل الإيمان! وفي رومية 1:5 "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". هذا التبرير كان لازماً لنا لنتمتّع بسلام كامل مع الله. تصوّر ولداً كان سلوكه رديئاً ولكن شخصاً شريفاً جعله ابناً له. هل يمكن لهذا الابن أن يكون سعيداً إن كان أبوه ينظر إليه كشخص رديء مع أنه سامحه ؟ شكراً لله لأنه هو وحده الذي يستطيع أن يبرّر الفاجر. رابعاً: المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس. وهذا ينطبق على مؤمني العهد الجديد. وهذا نتعلّمه بوضوح مما جاء في يوحنا 39:7 "قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ". ولذلك قبل ذهابه إلى الصليب وعد المسيح تلاميذه أنه سيطلب من الآب ليعطيهم معزياً آخر، هو الروح القدس. وقال: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يوحنا 26:14). قبول الروح القدس، أي سكناه في المسيحي الحقيقي هو الختم الإلهي لكل مؤمن حقيقي في عصر الكنيسة، كما جاء في أفسس 13:1 "إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ". وهو العربون، أي الضمان لميراثنا. حقاً ما أكثر الفوائد والامتيازات للمسيحي الحقيقي، الناتجة عن سكنى الروح القدس فيه، مثل ما جاء في غلاطية 16:5 "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ"، وهو الذي ينتج فينا ثمر الروح "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 22:5-23). "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“ (رومية 26:8). ليتنا جميعاً نمتلئ بالروح لكي نحيا الحياة التي يريدها الرب لنا. خامساً: كل مسيحي حقيقي هو عضو في الكنيسة الكنيسة "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [أي جسد المسيح]، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أفسس 23:1). والكنيسة كما رأينا في الدراسات السابقة هي أيضاً بيت الله، وهيكل الروح القدس. كما أنها عروس المسيح، وهو أحبّها وأسلم نفسه لأجلها "لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أفسس 26:5-27). سادساً: المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ [أي وطننا، كما تقول الترجمة التفسيرية] هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21). والمسيحي في نفس الوقت مواطن على هذه الأرض، وعليه أن يخضع "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ" (رومية 1:13)، على أنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 29:5). وعلى المسيحي أن يكون نوراً في هذا العالم وأن لا ينسى أن وطنه الأبدي هو في السماء في بيت الآب. كل ما سبق ذكره في هذا المقال ينطبق على كل مسيحي حقيقي، كبيراً كان أم صغيراً، صاحب مواهب بارزة أم إنسان بسيط، فهو بكل تأكيد ابن لله، غُفرت خطاياه، تبرّر بالإيمان، يسكنه روح الله الذي به جميعنا اعتمدنا إلى جسد واحد، جسد المسيح. وطنه النهائي هو في السماء التي منها ينتظر مجيء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد إلى أبد الآبدين، آمين. والرب المجيد المعظم يحبنا جميعاً وهو الذي يعيننا في طلبنا لأجل الخلاص لنكن كاملين دائماً متحدين معه لننال الحياة الأبدية آمين |
||||
22 - 03 - 2013, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 2702 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ"
"إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا" (يعقوب 2:3). "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ" (يعقوب 26:1). كنت مرة في زيارة قسيس صديق لي فاستأذنته لاستعمال تليفونه للاتصال بعائلتي. وكان التليفون معلقاً على جدار المطبخ. وما أن توجّهت إليه لأطلب الرقم، حتى لاحظت شيئاً فريداً من نوعه. آية كتابية صغيرة مطبوعة على الآلة الكاتبة ومعلّقة على الجدار فوق جهاز الهاتف، وهي تقول: "اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ" (مزمور 3:141). فأدركت على الفور أننا بقوتنا نحن لا نقدر أن نلجم ألسنتنا وإنما نستطيع ذلك بمساعدة الرب. ثم أمضيت وقتاً ممتعاً مع كتابي المقدس وفهرسه أطالع فيه باهتمام ولذة كل ما له علاقة بـ "اللسان" و"الكلام" و"الأقوال". وقد دُهشت لعدد الآيات والمقاطع التي تتعلق بألسنتنا وبما يصدر عنها من كلمات تمسّ حياة المؤمن في الصميم. وإليكم بعضها: "هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ... وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ" (رؤيا 4:14-5). "مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (متى 34:12). "لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (متى 37:12). "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي" (مزمور 14:19). "اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ" (أمثال 21:18). وكنت فيما مضى قد جمعت طائفة من الأقوال الحكيمة عن اللسان والكلام، وإليكم بعضها: 1- ما أخف وزن اللسان، لكن ما أقلّ الذين يقدرون على ضبطه! 2- أعظم العظات هي تلك التي تُقدّم بصمت. 3- معظمنا يعرف كيف يسكت، لكن قليلين يعرفون متى. 4- لا يحتاج الإنسان أن يكون ذكياً حتى ينطق بالحكمة. 5- بعض الناس يظنون أن ارتفاع الصوت دليل على صحة الكلام. 6- اللسان الحاد يقص الحنجرة. 7- الكرامة هي المقدرة على تحكيم العقل على اللسان. 8- الأشخاص الهادئون ليسوا هم فقط الذين لا يتكلمون كثيراً. 9- عندما تدخل في حديث مع صديقك تأكد من أنه يأخذ حريته بين الحين والآخر. 10- إذا كان عملك يتحدّث عن نفسه فلا تقاطعه. 11- الإنسان الكثير الكلام والقليل الأفعال هو كحديقة ملأى بالأعشاب البرية. 12- كن حذراً بخصوص الأقوال التي تفوه بها بحيث تكون حلوة وناعمة ، فأنت لا تعرف متى ستأكل منها. وما أجمل أن نختم هذه التأملات بما قاله الرسول يعقوب بشأن اللسان: "وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّله. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا" (يعقوب 8:3-10). هل أنت محترس لكلامك؟ هل يظهر من كلامك أن الله يسيطر على لسانك؟ وهل ترغب في بلوغ درجة الكمال أو النضج الروحي؟ إذن دع الله يلجم لسانك. Jesus Christ loves you |
||||
22 - 03 - 2013, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 2703 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ"
"إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا" (يعقوب 2:3). "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ" (يعقوب 26:1). كنت مرة في زيارة قسيس صديق لي فاستأذنته لاستعمال تليفونه للاتصال بعائلتي. وكان التليفون معلقاً على جدار المطبخ. وما أن توجّهت إليه لأطلب الرقم، حتى لاحظت شيئاً فريداً من نوعه. آية كتابية صغيرة مطبوعة على الآلة الكاتبة ومعلّقة على الجدار فوق جهاز الهاتف، وهي تقول: "اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ" (مزمور 3:141). فأدركت على الفور أننا بقوتنا نحن لا نقدر أن نلجم ألسنتنا وإنما نستطيع ذلك بمساعدة الرب. ثم أمضيت وقتاً ممتعاً مع كتابي المقدس وفهرسه أطالع فيه باهتمام ولذة كل ما له علاقة بـ "اللسان" و"الكلام" و"الأقوال". وقد دُهشت لعدد الآيات والمقاطع التي تتعلق بألسنتنا وبما يصدر عنها من كلمات تمسّ حياة المؤمن في الصميم. وإليكم بعضها: "هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ... وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ" (رؤيا 4:14-5). "مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (متى 34:12). "لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (متى 37:12). "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي" (مزمور 14:19). "اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ" (أمثال 21:18). وكنت فيما مضى قد جمعت طائفة من الأقوال الحكيمة عن اللسان والكلام، وإليكم بعضها: 1- ما أخف وزن اللسان، لكن ما أقلّ الذين يقدرون على ضبطه! 2- أعظم العظات هي تلك التي تُقدّم بصمت. 3- معظمنا يعرف كيف يسكت، لكن قليلين يعرفون متى. 4- لا يحتاج الإنسان أن يكون ذكياً حتى ينطق بالحكمة. 5- بعض الناس يظنون أن ارتفاع الصوت دليل على صحة الكلام. 6- اللسان الحاد يقص الحنجرة. 7- الكرامة هي المقدرة على تحكيم العقل على اللسان. 8- الأشخاص الهادئون ليسوا هم فقط الذين لا يتكلمون كثيراً. 9- عندما تدخل في حديث مع صديقك تأكد من أنه يأخذ حريته بين الحين والآخر. 10- إذا كان عملك يتحدّث عن نفسه فلا تقاطعه. 11- الإنسان الكثير الكلام والقليل الأفعال هو كحديقة ملأى بالأعشاب البرية. 12- كن حذراً بخصوص الأقوال التي تفوه بها بحيث تكون حلوة وناعمة ، فأنت لا تعرف متى ستأكل منها. وما أجمل أن نختم هذه التأملات بما قاله الرسول يعقوب بشأن اللسان: "وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّله. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا" (يعقوب 8:3-10). هل أنت محترس لكلامك؟ هل يظهر من كلامك أن الله يسيطر على لسانك؟ وهل ترغب في بلوغ درجة الكمال أو النضج الروحي؟ إذن دع الله يلجم لسانك. Jesus Christ loves you |
||||
22 - 03 - 2013, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 2704 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعالى لى
يااللي عايش في مرارة حزن ونوح مش لاقي الفرحة ولا شفاء للجروح يسوع المسيح هو وحده الباب وهو ما زال مفتوح تعال اليه بتوبة قلبية تعال الى حمل الله المذبوح اصرخ اليه من القلب واحتمي في جنبه المجروح أسرع حالا اليه وقول له ارحمني انا الخاطي هو شافيك من الخطية اللي أتعبتك وخلتك مطروح ما تأجل وتقول بكرة او بعدين ...لأمش مسموح مش ضامن عمرك وفي كل لحظة ممكن تسلم الروح الرب بيقول لك تعال الآن تلاقي غفراني لك ممنوح خذ خلاص مجاني وتمتع بالحياة الابدية قبل ما عليك تروح سلم حياتك لي واخضع بتصير حياتك رائحة الناردين منها تفوح |
||||
22 - 03 - 2013, 12:21 PM | رقم المشاركة : ( 2705 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا يسمح الله بالتجارب الشديدة؟ الله يسمح بالتجربة بغرض معين يختلف من شخص إلى شخص. فبالنسبة لمارمرقس كان سبب التجربة كما قلنا هو خطة الله في حياة مارمرقس أن ينتقل هو وعائلته من القيروان إلى أورشليم حتى يصبح من التلاميذ وأحد رسل السيد المسيح السبعين لأن له رسالة معينة سيؤديها. أما بالنسبة لأيوب. فالشكوى التي اشتكاها الشيطان على أيوب والتي يشتكيها على كل أولاد الله، هي: "هل مجانًا يتقي أيوب الله؟"، "هل مجانًا يتقي الإنسان الله؟". يشتكي الشيطان على الإنسان للرب قائلًا: لقد أعطيته الصحة، والمال، والنجاح، والكرامة من الناس، فطبيعي أن يعبدك. هو يعبدك لأنك أعطيت له. يعبدك لأنك تغدق عليه العطاء. وإذا منعت عنه هذا العطاء أو حرمته منه، سترى ماذا سيفعل هذا الإنسان. والله يريد أن يكشف معدن الإنسان، يريد أن يذكيه أكثر ويريد أن يعطيه إكليلًا أكبر. فيسمح الله بهذه التجربة. يد الرب قد خرجت على أيوب كي ما تمتحن أيوب كي ما يتذكى أيوب، مثل أرشيف مارمرقس وغيره. جيد أن الإنسان عندما يدخل في ضيقة من هذا النوع، معناها أنا الرب يريد أن ينقيه ويصفيه "كفضة مصفاه" فالحياة لا تخلو من الشوائب. والتجارب هي الوسيلة التي ينقي بها الله الإنسان. † فلا يجب أن يأخذ الإنسان التجارب على أنها عدم محبة من الله ويظل يردد: الله لا يحبني. لماذا تركني؟ لماذا يسمح بهذا؟ ألست مواظبًا على الكنيسة؟ ألست أصلي؟ لا بد أن نفهم سياسة وحكمة ومقاصد الرب. من كتاب عظات عن القديس مرقس - القس مرقس ميلاد |
||||
22 - 03 - 2013, 12:23 PM | رقم المشاركة : ( 2706 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعمة التجارب وفائدتها الأرشيذياكون حبيب جرجس إنَّ الله تعالى يستعمل التجارب بمنزلة علاجٍ شافٍ، بها يجعلنا آنية طاهرة نقية. فلا يجب أنْ ننظر إليها كنقمة بل كنعمة من الله. بها يُصلِح نفوسنا. ويُرقِّى أخلاقنا ويُهذِّبها، ويُزكِّى أرواحنا، ويزيل كبرياءنا وفسادنا، يجعل ذاته سندنا الوحيد، ويرفع أرواحنا من الأرض إلى السماء. فإنَّنا لا نجد وقتاً ترتفع فيه أنفسنا عن العالم وتلتصق بالله أكثر من زمن التجارب. في تلك الأوقات تنحلّ القيود والسلاسل التي تُقيّدنا بالدنيا وتصعد عقولنا إلى فوق إلى السماء، وفي ذلك راحة كبرى للنفس، وتعزية تامة تَحِفّ وطأة المصائب. طوبى لمَنْ ينظر إلى التجارب هذه النظرة حيث يرى أنَّ يد الله الحنون هي التي أصابته فيقبل التجربة حباً به تعالى وإكراماً له، وتنتبه نفسه وترجع لاجئة بمصدر راحتها. لنعلم أنَّ كل تجربة أو ألم أو حزن أو كل ما يُصيبنا في العالم إنَّما هو موجة من أمواج بحر هذا العالم المتلاطم المضطرب الهائج بالعواصف والأنواء الكثيرة، ترفع بنا من البحر إلى شاطئ السلام وتُقرِّبنا إلى السماء. وترفعنا عن دنيا العالم وتُعلن لنا خداعه وغروره ولكن عدم مبالاتنا بهذه التجارب مما يُزيد آلامنا ويُضاعف ضيقاتنا. كما أنَّ المريض لا يستفيد من دواء الطبيب إذا لم يُراعِ إرشاده، كذلك أولئك الذين يستهينون بالتجارب فإنَّهم لا ينتفعون ممَّا يُصيبهم. وربما لا يجدون وقتاً ولا فرصة أخرى لتقويم نفوسهم. من أحسن علاجات النفس لاحتمال التجارب قول الرسول "لأنَّ خِفَّة ضِيقَتنا تُنشئ لنا فَأكثَر مَجْدٍ أبديّاً" 2كو (17:4) فهذا وحده يكفينا لنتعلَّم احتمال الآلام بصبرٍ جميل. لأنَّه إنْ كان المجد يكثُر للنفس باحتمالها التجارب، وإنْ كانت الضيقات واسطة لزيادة المجد، فما بالك أيَّتها النفس تتذمَّرين ممَّا يُزيد من مجدك ويُضاعف من راحتك الأبدية. تعزية كبرى أنْ تتأمل النفس بأنَّ الراحة الأبدية والسعادة الكاملة تُكال لنا بكؤوس أكبر وأوسع من كؤوس الأحزان التي نشربها في العالم. وأنَّ آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أنْ يُستعلن فينا. فلماذا يغيظك أيَّتها النفس وقوعك تحت رَحَىَ تجارب العالم مادامت هي تطحنك وتُصيرك دقيقاً نقياً. وبدخولك في نيران الألم تصيرين صالحة لأنْ تكونِ خبزاً طاهراً أمام الله وأنَّ دخولك الآتون لا يُقصد منه إلاَّ خروجك منه أيضاً صافية كالذهب الخالص. وإذا كانت يد الرب هي التي شاءت تأديبنا فمَنْ يرفض تأديبه! إنَّ تأديب الرب لنا بالأوجاع والضربات خير من أنْ يبتسم لنا العالم ويعزُّنا ويُسلِّمنا أخيراً إلى الهلاك. طوبى لرجل يُؤدِّبه الرب فلا ترفض تأديب القدير، . "لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّب يُؤدِّبُه ويَجلِد كل ابنٍ يَقبَلُه. إنْ كُنتُم تَحتَمِلُون التَّأدِيب يُعامِلكُم الله كالبَنِين. فأىُّ ابنٍ لا يُؤدِّبُه أَبُوه... ولَكِنَّ كل تَأدِيب في الحَاضِر لا يُرَى أنَّهُ للفَرحِ بَل للحَزَن. وأمَّا أَخِيراً فيُعطِى الذين يَتَدرَّبُون بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَم" عب (11، 7، 6:12) "كُلَّ الأَشْيَاء تَعْمَل معاً لِلخَيرِ للذين يُحِبُّونَ الله" رو (28:8). أيُّها المحزون والمُجَرَّب والمُتوَجِّع: لا تحزن ولا تبكِ بل اعلم أنَّ عين الله تُراقبك، وأنَّ عنده العزاء الكثير إذا اتَّكلت عليه من كل قلبك وسلَّمت إليه أمرك. إنَّ الفاخوري لا يترك آنيته في النار حتى تحترق. والصائغ لا يدع فضته وذهبه في البوتقة أكثر ممَّا ينبغى. فإنَّ الله لا يترك أصفياءه في آتون التجارب للأحزان، بل للتمحيص والتزكية. قال الرسول "لَمْ تُصِبكُم تَجْرِبَةٌ إلاَّ بَشَرِيَّةٌ ولكنَّ الله أَمينٌ الذي لا يَدَعكُم تُجَرَّبُون فَوقَ ما تَستَطِيعُون بَل سَيَجعَل مع التَّجرِبَة أَيضاً المَنفَذ لِتَستَطِيعُوا أنْ تَحتَمِلُوا" 1كو (13:10). إنَّنا نجد كثيرين من أقدس الناس وأكثرهم تقوى واقعين في تجارب يَندُر أنْ يُصاب بها غيرهم. ألا ترى كثيرين من الأتقياء لا تفارقهم الدموع فلا تتركهم البلايا بل هم حليفو الأوجاع. لا يخرجون من تجربة حتى تلقاهم أخرى، ولكن الله لا يترك الأحزان تفترسنا بل هو قال "لا أُهمِلُك ولا أَتْرُكُك" "كَثِيرَةٌ هي بَلايَا الصِّدِّيق ومِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيه الرَّب" مز (19:34) "إذَا اجْتَزْتَ في المِيَاه فَأَنَا مَعَكَ وفي الأَنْهَار فَلا تَغمُرُك. إذَا مَشَيْتَ في النَّار فَلا تُلْذَع والَّلهِيبُ لا يُحرِقُك" أش (2:43) "أمَّا خَلاصُ الصِّدِّيقين فَمِنْ قِبَل الرَّبِّ حِصنهُم في زَمَان الضِّيق. ويُعِينُهُم الرَّبُّ ويُنَجِّيهِم.. " مز (40، 39:37). مَنْ كان يظن أنَّ ذلك الغلام يوسف الذي أبغضه أخوته وطرحوه في الجب ثم بِيعَ عبداً ثم أُلقىَ في السجن في أرض مصر، كأنَّ العناية تركته. فإنَّه لمَّا جاء زمن افتقاده وانتهت مدة تجربته، خرج من السجن ليكون مُتسلِّطاً على كل أرض مصر. ومَنْ كان يتصور أنَّ ذلك الطفل موسى الذي ألقته أمه بجانب النهر يغلب فرعون وكل جنوده ويقود إسرائيل؟ هل خطر في بال أحد أنَّ إنساناً مثل يونان يُطرح في البحر ويدخل في جوف الحوت ثم يخرج سالماً؟ مَنْ كان ينتظر أنَّ دانيال الذي أُلقى في جب الأسود يخرج منه إلاَّ عظاماً؟ مَنْ كان يتصور أنَّ الفتية الثلاثة الذين أُلقوا في أتون النار يخرجون أحياء ولم تكن للنار قوة على أجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تأتِ عليهم. هذه عناية الله وحفظه للذين يتوكلون عليه في أزمنة الضيق، فإنَّه يُخرجهم من ضيقهم ظافرين منتصرين كاملين. إنَّ البحر الهادئ لا يُصَيِّر الملاَّح حاذقاً. والجندى الذي لا يشهد المعارك لا يكون جندياً مُدرباً. والجسم الذي لا يحتمل المشاق لا يكون قوياً. ولا تظهر النجوم وينجلى بهاؤها إلاَّ في الليالى الحوالك. والحبوب العطرية لا تفوح رائحتها إلاَّ إذا سُحِقَت وفُرِكَت والذهب الحقيقى لابد أنْ يُمحَص في البوتقة. والماس لابد أنْ يُقطع والحنطة لابد أنْ تُدق قبل أنْ تدخل إلى الإهراء. والقمح لابد أنْ يُطحن ويدخل النار قبل أنْ يصير صالحاً للطعام. والأوتار لا تُعطى صوتاً عذباً ما لم تُشد جيداً وتُضرب بالأصابع. ولا تتمكن الأشجار الصغيرة في الأرض إلاَّ إذا هزَّتها الرياح وكذلك الكرمة لا تنمو وتحمل العناقيد الكثيرة ما لم تُشذَّب وتُقلَّم بالمناجل. على هذا المثال يعظم انتصار شعب الله كلما ازدادت تجاربهم. يكثر مجدهم بازدياد آلامهم. ويعلون قدراً عند الله كلَّما أُخفضوا في أعين الناس وأعين أنفسهم. هؤلاء إذا حاربوا انتصروا، وإذا أُصيبوا بالشدائد غلبوا وخرجوا منها ظافرين. ويظهر أنَّ بلاياهم أوفق لحياتهم الروحية، وأنَّ أحزانهم الشديدة نافعة لعواطفهم السماوية حتى تظهر النعمة المستترة في قلوبهم عند المصائب، كما يخرج ماء الورد من الزهر عند وضعه في النار. قال أشعياء النبى عن المسيح أنَّه رجل أوجاع ومُختبر الحزن مع أنَّه لم يوجد في فمه غش فأخذ أسقامنا وحمل أمراضنا. قال عنه الرسول بولس "كَانَ يَنْبَغِى أنْ يُشْبِه إخوَتَه في كُلِّ شَئٍ، لِكَىْ يَكُونَ رَحِيماً، ورَئِيسَ كَهَنَةٍ أمِيناً في ما لله حتَّى يُكَفِّر خَطَايَا الشَّعْب. لأنَّه في ما هو قَد تَأَلَّم مُجَرَّباً يَقدِرُ أنْ يُعِين المُجَرَّبِين" عب (18، 17:2) "لأنْ لَيسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيرُ قَادِرٍ أنْ يَرْثَىِ لِضَعَفَاتِنَا، بَل مُجَرَّبٌ في كُلِّ شَئٍ مِثلُنَا، بِلا خَطيَّةٍ" عب (15:4) و"مَعَ كَونِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَة مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" عب (8:5) وقال "لأنَّهُ لاقَ بِذَاكَ الذي مِنْ أَجلِهِ الكُلَّ وبِهِ الكُلَّ، وهو آتٍ بِأَبنَاءٍ كَثِيرِينَ إلَى المَجدِ أنْ يُكَمِّلَ رَئيسَ خَلاصِهِمْ بِالآلامِ" عب (10:2) ومن هنا يظهر أنَّ لابد من الآلام للحصول على الكمال. لأنَّ الكمال لا ينحصر فقط في الصفات والأعمال الفاضلة كالرحمة والقداسة والمحبة ولكنَّه يستلزم الاتضاع والطاعة والصبر والاحتمال. وهذه الفضائل لا تتعلمها إلاَّ من طريق التجارب، ولا نبلغ إلى سرّ الكمال إلاَّ من هذا الباب. وإذا كان الله تعالى استحسن أنْ يجعل الأحزان والأوجاع مُكمِّلة للمؤمنين فلماذا نرفض نحن البشر هذه الآلام وفيها كمالنا!! إنَّ مخلصنا تألم وهو رأس الجسد فلابد أنَّ كل عضو في جسده يتألم مثله ويشرب الكأس التي شرب منها سيده ومُعلِّمه. لذلك نرى أنَّ كل رجال الله القديسين تألموا وأصيبوا بضيقات شديدة وتمرَّسوا بنوائب عديدة ولم يتكلموا إلاَّ بعد دخولهم نيران التجارب, ولا يوجد شيء أخطر على النفس من نجاحها وعدم مُصادفتها شيئاً من التجارب, فإنَّ ذلك يُعرِّضها للسقوط في الكبرياء ونسيان الله. قال بعضهم: دخلت معملاً للزجاج فرأيت كميات عظيمة من الزجاج الذائب الملتهب على هيئات مختلفة. ورأيت الصانع ينشل قطعة الزجاج من آتون ثم يضعها في آتون آخر وهكذا. فقلت له لماذا تضعها في هذه النيران الشديدة؟ فأجاب: أنَّ النار الأولى لم تكن حامية كفاية وكذلك الثانية أيضاً فإذا وضعناها في الثالثة جعلتها زجاجاً مكرراً. فأخذت أفكر في نفسى وأقول إنَّ هذا الإنسان يضع الزجاج في آتون بعد آخر حتى يتكرر ويكمل، فيا إلهى ضعنى في آتون بعد آخر وفي بوتقة بعد أخرى حتى تُصفَّى نفسى وأتطهَّر لأرى الله كما هو. فلا نعجب إذاً حين نرى آلام الناس الأتقياء، فقد عرفنا سرّ آلامهم. ولنقف بخوف وورع أمام هذه التأملات عالمين أنَّنا نشاهد ظل أحزان المسيح. وأنَّ أمثال هؤلاء إنَّما مدعوون إلى غاية فائقة ومفتقدون من الله بمحبة خاصة. وقد أُعِدَت لهم كنوز أفراح لا يُنطق بها، وتنتظرهم أكاليل مجد لا تزول ولا توصف. ينتج ممَّا تقدم أنَّ التجارب والآلام ليست هي القداسة ولكنَّها هي الواسطة إليها، وأنَّها قد تكون للخير أو للشر. فإنْ نظرنا إليها نظرة سماوية وخضعنا لها وقبلناها بالشكر والصبر والطاعة والمحبة واستفدنا منها كانت لنا أخيراً سبب فرح ورائحة حياة، وإلاَّ فهى رائحة موت. فلا ترفض أيها الحبيب تأديب القدير "لأنَّهُ هُو يَجرَحُ ويَعْصِبُ. يَسْحَقُ ويَدَاهُ تَشْفِيانِ" أي (18:5) "لا تَحْتَقِرْ تَأديبَ الرَّبِّ ولا تَكْرَه تَوْبيخَهُ. لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّبُّ يُؤَدِّبُه وكَأَبٍ بِابنٍ يُسَرُّ بِهِ" أم (12، 11:3) "إنْ كُنتُم تَحتَمِلُونَ التَأدِيبَ يُعامِلُكُم الله كَالبَنينَ. فَأىُّ ابْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟" عب (7:12) فمَنْ يقبل التأديب بطاعة ووداعة ويذرف دموعه بالشكر والحمد فهو ابن مطيع. وأمَّا الذي يكره الامتحان ولا يتحمل التأديب فهو عاصٍ مُتمرد. إنَّ الذين يتذمرون في الشدائد والضيقات يذوبون في أحزانهم إذ ليس أمامهم صخر الدهور الأبدى يستندون عليه، وهم لا يريدون أنْ يلتجئوا إلى ملجأهم الأمين. أمَّا أنت فاعرف أنَّ لك أباً في السماء كثير الرحمة، عظيم التحنن، وافر الشفقة، يزن المقادير المناسبة لأحزانك، وينظر إلى دموعك وتنهداتك، ويلتفت إلى شكوى آنيتك. اطرح ذاتك عند قدميه بالصبر والوداعة. خاضعاً لإرادته المقدسة. باركه في شدائدك. فتستحيل أحزانك أخيراً إلى سيول تعزيّات لا تخطر لك على بال، لأنَّ الله سيمسح كل دمعة من عينيك ويُلبسك أخيراً أكليل المجد والبهاء. |
||||
22 - 03 - 2013, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 2707 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعمة التجارب وفائدتها الأرشيذياكون حبيب جرجس إنَّ الله تعالى يستعمل التجارب بمنزلة علاجٍ شافٍ، بها يجعلنا آنية طاهرة نقية. فلا يجب أنْ ننظر إليها كنقمة بل كنعمة من الله. بها يُصلِح نفوسنا. ويُرقِّى أخلاقنا ويُهذِّبها، ويُزكِّى أرواحنا، ويزيل كبرياءنا وفسادنا، يجعل ذاته سندنا الوحيد، ويرفع أرواحنا من الأرض إلى السماء. فإنَّنا لا نجد وقتاً ترتفع فيه أنفسنا عن العالم وتلتصق بالله أكثر من زمن التجارب. في تلك الأوقات تنحلّ القيود والسلاسل التي تُقيّدنا بالدنيا وتصعد عقولنا إلى فوق إلى السماء، وفي ذلك راحة كبرى للنفس، وتعزية تامة تَحِفّ وطأة المصائب. طوبى لمَنْ ينظر إلى التجارب هذه النظرة حيث يرى أنَّ يد الله الحنون هي التي أصابته فيقبل التجربة حباً به تعالى وإكراماً له، وتنتبه نفسه وترجع لاجئة بمصدر راحتها. لنعلم أنَّ كل تجربة أو ألم أو حزن أو كل ما يُصيبنا في العالم إنَّما هو موجة من أمواج بحر هذا العالم المتلاطم المضطرب الهائج بالعواصف والأنواء الكثيرة، ترفع بنا من البحر إلى شاطئ السلام وتُقرِّبنا إلى السماء. وترفعنا عن دنيا العالم وتُعلن لنا خداعه وغروره ولكن عدم مبالاتنا بهذه التجارب مما يُزيد آلامنا ويُضاعف ضيقاتنا. كما أنَّ المريض لا يستفيد من دواء الطبيب إذا لم يُراعِ إرشاده، كذلك أولئك الذين يستهينون بالتجارب فإنَّهم لا ينتفعون ممَّا يُصيبهم. وربما لا يجدون وقتاً ولا فرصة أخرى لتقويم نفوسهم. من أحسن علاجات النفس لاحتمال التجارب قول الرسول "لأنَّ خِفَّة ضِيقَتنا تُنشئ لنا فَأكثَر مَجْدٍ أبديّاً" 2كو (17:4) فهذا وحده يكفينا لنتعلَّم احتمال الآلام بصبرٍ جميل. لأنَّه إنْ كان المجد يكثُر للنفس باحتمالها التجارب، وإنْ كانت الضيقات واسطة لزيادة المجد، فما بالك أيَّتها النفس تتذمَّرين ممَّا يُزيد من مجدك ويُضاعف من راحتك الأبدية. تعزية كبرى أنْ تتأمل النفس بأنَّ الراحة الأبدية والسعادة الكاملة تُكال لنا بكؤوس أكبر وأوسع من كؤوس الأحزان التي نشربها في العالم. وأنَّ آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أنْ يُستعلن فينا. فلماذا يغيظك أيَّتها النفس وقوعك تحت رَحَىَ تجارب العالم مادامت هي تطحنك وتُصيرك دقيقاً نقياً. وبدخولك في نيران الألم تصيرين صالحة لأنْ تكونِ خبزاً طاهراً أمام الله وأنَّ دخولك الآتون لا يُقصد منه إلاَّ خروجك منه أيضاً صافية كالذهب الخالص. وإذا كانت يد الرب هي التي شاءت تأديبنا فمَنْ يرفض تأديبه! إنَّ تأديب الرب لنا بالأوجاع والضربات خير من أنْ يبتسم لنا العالم ويعزُّنا ويُسلِّمنا أخيراً إلى الهلاك. طوبى لرجل يُؤدِّبه الرب فلا ترفض تأديب القدير، . "لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّب يُؤدِّبُه ويَجلِد كل ابنٍ يَقبَلُه. إنْ كُنتُم تَحتَمِلُون التَّأدِيب يُعامِلكُم الله كالبَنِين. فأىُّ ابنٍ لا يُؤدِّبُه أَبُوه... ولَكِنَّ كل تَأدِيب في الحَاضِر لا يُرَى أنَّهُ للفَرحِ بَل للحَزَن. وأمَّا أَخِيراً فيُعطِى الذين يَتَدرَّبُون بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَم" عب (11، 7، 6:12) "كُلَّ الأَشْيَاء تَعْمَل معاً لِلخَيرِ للذين يُحِبُّونَ الله" رو (28:8). أيُّها المحزون والمُجَرَّب والمُتوَجِّع: لا تحزن ولا تبكِ بل اعلم أنَّ عين الله تُراقبك، وأنَّ عنده العزاء الكثير إذا اتَّكلت عليه من كل قلبك وسلَّمت إليه أمرك. إنَّ الفاخوري لا يترك آنيته في النار حتى تحترق. والصائغ لا يدع فضته وذهبه في البوتقة أكثر ممَّا ينبغى. فإنَّ الله لا يترك أصفياءه في آتون التجارب للأحزان، بل للتمحيص والتزكية. قال الرسول "لَمْ تُصِبكُم تَجْرِبَةٌ إلاَّ بَشَرِيَّةٌ ولكنَّ الله أَمينٌ الذي لا يَدَعكُم تُجَرَّبُون فَوقَ ما تَستَطِيعُون بَل سَيَجعَل مع التَّجرِبَة أَيضاً المَنفَذ لِتَستَطِيعُوا أنْ تَحتَمِلُوا" 1كو (13:10). إنَّنا نجد كثيرين من أقدس الناس وأكثرهم تقوى واقعين في تجارب يَندُر أنْ يُصاب بها غيرهم. ألا ترى كثيرين من الأتقياء لا تفارقهم الدموع فلا تتركهم البلايا بل هم حليفو الأوجاع. لا يخرجون من تجربة حتى تلقاهم أخرى، ولكن الله لا يترك الأحزان تفترسنا بل هو قال "لا أُهمِلُك ولا أَتْرُكُك" "كَثِيرَةٌ هي بَلايَا الصِّدِّيق ومِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيه الرَّب" مز (19:34) "إذَا اجْتَزْتَ في المِيَاه فَأَنَا مَعَكَ وفي الأَنْهَار فَلا تَغمُرُك. إذَا مَشَيْتَ في النَّار فَلا تُلْذَع والَّلهِيبُ لا يُحرِقُك" أش (2:43) "أمَّا خَلاصُ الصِّدِّيقين فَمِنْ قِبَل الرَّبِّ حِصنهُم في زَمَان الضِّيق. ويُعِينُهُم الرَّبُّ ويُنَجِّيهِم.. " مز (40، 39:37). مَنْ كان يظن أنَّ ذلك الغلام يوسف الذي أبغضه أخوته وطرحوه في الجب ثم بِيعَ عبداً ثم أُلقىَ في السجن في أرض مصر، كأنَّ العناية تركته. فإنَّه لمَّا جاء زمن افتقاده وانتهت مدة تجربته، خرج من السجن ليكون مُتسلِّطاً على كل أرض مصر. ومَنْ كان يتصور أنَّ ذلك الطفل موسى الذي ألقته أمه بجانب النهر يغلب فرعون وكل جنوده ويقود إسرائيل؟ هل خطر في بال أحد أنَّ إنساناً مثل يونان يُطرح في البحر ويدخل في جوف الحوت ثم يخرج سالماً؟ مَنْ كان ينتظر أنَّ دانيال الذي أُلقى في جب الأسود يخرج منه إلاَّ عظاماً؟ مَنْ كان يتصور أنَّ الفتية الثلاثة الذين أُلقوا في أتون النار يخرجون أحياء ولم تكن للنار قوة على أجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تأتِ عليهم. هذه عناية الله وحفظه للذين يتوكلون عليه في أزمنة الضيق، فإنَّه يُخرجهم من ضيقهم ظافرين منتصرين كاملين. إنَّ البحر الهادئ لا يُصَيِّر الملاَّح حاذقاً. والجندى الذي لا يشهد المعارك لا يكون جندياً مُدرباً. والجسم الذي لا يحتمل المشاق لا يكون قوياً. ولا تظهر النجوم وينجلى بهاؤها إلاَّ في الليالى الحوالك. والحبوب العطرية لا تفوح رائحتها إلاَّ إذا سُحِقَت وفُرِكَت والذهب الحقيقى لابد أنْ يُمحَص في البوتقة. والماس لابد أنْ يُقطع والحنطة لابد أنْ تُدق قبل أنْ تدخل إلى الإهراء. والقمح لابد أنْ يُطحن ويدخل النار قبل أنْ يصير صالحاً للطعام. والأوتار لا تُعطى صوتاً عذباً ما لم تُشد جيداً وتُضرب بالأصابع. ولا تتمكن الأشجار الصغيرة في الأرض إلاَّ إذا هزَّتها الرياح وكذلك الكرمة لا تنمو وتحمل العناقيد الكثيرة ما لم تُشذَّب وتُقلَّم بالمناجل. على هذا المثال يعظم انتصار شعب الله كلما ازدادت تجاربهم. يكثر مجدهم بازدياد آلامهم. ويعلون قدراً عند الله كلَّما أُخفضوا في أعين الناس وأعين أنفسهم. هؤلاء إذا حاربوا انتصروا، وإذا أُصيبوا بالشدائد غلبوا وخرجوا منها ظافرين. ويظهر أنَّ بلاياهم أوفق لحياتهم الروحية، وأنَّ أحزانهم الشديدة نافعة لعواطفهم السماوية حتى تظهر النعمة المستترة في قلوبهم عند المصائب، كما يخرج ماء الورد من الزهر عند وضعه في النار. قال أشعياء النبى عن المسيح أنَّه رجل أوجاع ومُختبر الحزن مع أنَّه لم يوجد في فمه غش فأخذ أسقامنا وحمل أمراضنا. قال عنه الرسول بولس "كَانَ يَنْبَغِى أنْ يُشْبِه إخوَتَه في كُلِّ شَئٍ، لِكَىْ يَكُونَ رَحِيماً، ورَئِيسَ كَهَنَةٍ أمِيناً في ما لله حتَّى يُكَفِّر خَطَايَا الشَّعْب. لأنَّه في ما هو قَد تَأَلَّم مُجَرَّباً يَقدِرُ أنْ يُعِين المُجَرَّبِين" عب (18، 17:2) "لأنْ لَيسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيرُ قَادِرٍ أنْ يَرْثَىِ لِضَعَفَاتِنَا، بَل مُجَرَّبٌ في كُلِّ شَئٍ مِثلُنَا، بِلا خَطيَّةٍ" عب (15:4) و"مَعَ كَونِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَة مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" عب (8:5) وقال "لأنَّهُ لاقَ بِذَاكَ الذي مِنْ أَجلِهِ الكُلَّ وبِهِ الكُلَّ، وهو آتٍ بِأَبنَاءٍ كَثِيرِينَ إلَى المَجدِ أنْ يُكَمِّلَ رَئيسَ خَلاصِهِمْ بِالآلامِ" عب (10:2) ومن هنا يظهر أنَّ لابد من الآلام للحصول على الكمال. لأنَّ الكمال لا ينحصر فقط في الصفات والأعمال الفاضلة كالرحمة والقداسة والمحبة ولكنَّه يستلزم الاتضاع والطاعة والصبر والاحتمال. وهذه الفضائل لا تتعلمها إلاَّ من طريق التجارب، ولا نبلغ إلى سرّ الكمال إلاَّ من هذا الباب. وإذا كان الله تعالى استحسن أنْ يجعل الأحزان والأوجاع مُكمِّلة للمؤمنين فلماذا نرفض نحن البشر هذه الآلام وفيها كمالنا!! إنَّ مخلصنا تألم وهو رأس الجسد فلابد أنَّ كل عضو في جسده يتألم مثله ويشرب الكأس التي شرب منها سيده ومُعلِّمه. لذلك نرى أنَّ كل رجال الله القديسين تألموا وأصيبوا بضيقات شديدة وتمرَّسوا بنوائب عديدة ولم يتكلموا إلاَّ بعد دخولهم نيران التجارب, ولا يوجد شيء أخطر على النفس من نجاحها وعدم مُصادفتها شيئاً من التجارب, فإنَّ ذلك يُعرِّضها للسقوط في الكبرياء ونسيان الله. قال بعضهم: دخلت معملاً للزجاج فرأيت كميات عظيمة من الزجاج الذائب الملتهب على هيئات مختلفة. ورأيت الصانع ينشل قطعة الزجاج من آتون ثم يضعها في آتون آخر وهكذا. فقلت له لماذا تضعها في هذه النيران الشديدة؟ فأجاب: أنَّ النار الأولى لم تكن حامية كفاية وكذلك الثانية أيضاً فإذا وضعناها في الثالثة جعلتها زجاجاً مكرراً. فأخذت أفكر في نفسى وأقول إنَّ هذا الإنسان يضع الزجاج في آتون بعد آخر حتى يتكرر ويكمل، فيا إلهى ضعنى في آتون بعد آخر وفي بوتقة بعد أخرى حتى تُصفَّى نفسى وأتطهَّر لأرى الله كما هو. فلا نعجب إذاً حين نرى آلام الناس الأتقياء، فقد عرفنا سرّ آلامهم. ولنقف بخوف وورع أمام هذه التأملات عالمين أنَّنا نشاهد ظل أحزان المسيح. وأنَّ أمثال هؤلاء إنَّما مدعوون إلى غاية فائقة ومفتقدون من الله بمحبة خاصة. وقد أُعِدَت لهم كنوز أفراح لا يُنطق بها، وتنتظرهم أكاليل مجد لا تزول ولا توصف. ينتج ممَّا تقدم أنَّ التجارب والآلام ليست هي القداسة ولكنَّها هي الواسطة إليها، وأنَّها قد تكون للخير أو للشر. فإنْ نظرنا إليها نظرة سماوية وخضعنا لها وقبلناها بالشكر والصبر والطاعة والمحبة واستفدنا منها كانت لنا أخيراً سبب فرح ورائحة حياة، وإلاَّ فهى رائحة موت. فلا ترفض أيها الحبيب تأديب القدير "لأنَّهُ هُو يَجرَحُ ويَعْصِبُ. يَسْحَقُ ويَدَاهُ تَشْفِيانِ" أي (18:5) "لا تَحْتَقِرْ تَأديبَ الرَّبِّ ولا تَكْرَه تَوْبيخَهُ. لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّبُّ يُؤَدِّبُه وكَأَبٍ بِابنٍ يُسَرُّ بِهِ" أم (12، 11:3) "إنْ كُنتُم تَحتَمِلُونَ التَأدِيبَ يُعامِلُكُم الله كَالبَنينَ. فَأىُّ ابْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟" عب (7:12) فمَنْ يقبل التأديب بطاعة ووداعة ويذرف دموعه بالشكر والحمد فهو ابن مطيع. وأمَّا الذي يكره الامتحان ولا يتحمل التأديب فهو عاصٍ مُتمرد. إنَّ الذين يتذمرون في الشدائد والضيقات يذوبون في أحزانهم إذ ليس أمامهم صخر الدهور الأبدى يستندون عليه، وهم لا يريدون أنْ يلتجئوا إلى ملجأهم الأمين. أمَّا أنت فاعرف أنَّ لك أباً في السماء كثير الرحمة، عظيم التحنن، وافر الشفقة، يزن المقادير المناسبة لأحزانك، وينظر إلى دموعك وتنهداتك، ويلتفت إلى شكوى آنيتك. اطرح ذاتك عند قدميه بالصبر والوداعة. خاضعاً لإرادته المقدسة. باركه في شدائدك. فتستحيل أحزانك أخيراً إلى سيول تعزيّات لا تخطر لك على بال، لأنَّ الله سيمسح كل دمعة من عينيك ويُلبسك أخيراً أكليل المجد والبهاء. |
||||
22 - 03 - 2013, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 2708 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنصتا إليَّ... حاوراني منذ طفولتي القمص تادرس يعقوب ملطي من كتاب دعوني أنمو 1- التصرفات السابقة وما على شاكلتها لا تعني اتسام الجيل الجديد بالتمرد، والدليل على هذا أننا نجد هؤلاء المراهقين الذين يحملون مظهر التمّرد داخل الأسرة غالبًا ما يسلكون بروح الخضوع والطاعة للجماعة التي ينتمون إليها أو للصديق المحبوب لديهم، تجدهم في غاية اللطف والرقة خارج البيت... فلماذا يستخدمون هذا المسلك تجاه ألأسرة أو المجتمع؟ يمكننا القول بأن ما ندعوه "تمردًا" هو في حقيقته صراع داخلي من أجل الرغبة في النمو والشعور بالاستقلال والتمتع بالحرية وإبراز شخصياتهم. إنهم يصارعون بين هذه الرغبات الصادقة والأكيدة بينما لا تزال آثار الطفولة تعمل في داخلهم. يريدون التمتع بالحرية الكاملة دفعة واحدة مع عجزهم عن الالتزام الكامل من جانبهم بتحمل المسئولية. هذا الصراع ينعكس في صورة تصرفات يبدو فيها المراهقون كمن هم في تمرد ضد الأسرة والجماعة. ما يسلكه المراهقون في شكل تمرد أشبه بصرخات تنبع من القلب تطلب تأكيد الوالدين لهم بأنهم يحترمون نموهم ونضوجهم. فمن كلمات بعض المراهقين الصريحة التي تطالب بذلك (1): (محتاج أن أعرف أنكما تثقان فيّ وتصدقانني). (أريد أن أرى والدين أكثر انفتاحًا على أبنائهم، ويصيرون أصدقاءً لهم...). (أود أن تكون لهما ثقة أكبر فيّ، وأن يعرفا أنني لا أريد أن أكذب عليهما، وإنني أحبهما). (يوجد خمسون أمرًا أود أن أقولها لوالديّ: "دعوني أنمو""تكرر 49 مرة"). 2- تمرد المراهقين يحمل تأكيدًا لوجود عالم خاص بهم، له قيمه ومفاهيمه واتجاهاته وأفكاره ومشغولياته، بينما يريد البالغون أن يسحبوهم إلى عالم البالغين إما بالضغط أو السخرية أو الاستخفاف. نذكر على سبيل المثال: غالبًا ما تشعر الأم بشيء من المرارة حين تجد ابنتها تتسلل إلى حجرتها الخاصة وتطلب صديقتها تليفونيًا لتحدثها ربما لساعات طويلة في مشاكلها الخاصة حتى تلك التي تمس علاقتها بالأم، في الوقت الذي فيه تصر الفتاة على الالتزام بتدريب صمت في علاقتها مع والدتها، . ليت الأم تعالج ذلك بحكمة، فتدرك أن لابنتها عالمها الخاص الذي تنتمي غليه، يشبع مشاعرها وأحاسيسها، بينما تتطلع الأم كشخص ينتسب لجيل قديم له خبرات مُغايرة للجيل الجديد، وعاجز عن فهم ما للجيل الجديد. ما أحوجنا إلى الحكمة لنقتحم عالم أبنائنا خلال واقعه الذي يعيش فيه، بروح الحب الحقيقي القائم على التقدير المتبادل. 3- يحتاج أولادنا إلى إدراك مفهوم الطاعة، إنها لا تعني مذلة ولا كبتًا ولا فقدانًا للحرية الإنسانية خلال دكتاتورية البالغين، أي إصدار أوامر ونواه. الطاعة هي دخول في حوار حب مشترك، فيه يتبادل الكل الخبرات، ويحترم كل شخصية الآخر أيًا كانت سنه أو قدراته أو خبراته. الله خالق الكل إذ يطالبنا بالطاعة يفتح معنا باب الحوار، في حب فائق يرفع من شأن الإنسان، ويشعره بشخصيته وقدراته. قيل عن موسى النبي أن الله كان يتحدث معه كما يكلم الرجل صاحبه (خر11:33)؛ وفي مواضع كثيرة يطالبنا الله أن نتحاجج معه ونحاوره (إش5:3). الله يفتح باب الحوار مع الإنسان، بينما نحن نغلق أحيانًا باب الحوار الجاد مع أبنائنا. يقتطف Josh McDowell كلمات لبعض المراهقين (وآبائهم) بخصوص رغبتهم الجادة في قبول الآباء الحوار معهم، جاء فيها (2): (إنني محتاج أن تخلقا الجو الذي فيه أشارك بخبراتي ومشاعري وتجاوب فشلي وأنا مطمئن). (يُظهر المراهقون الحاجة الهائلة لإمكانية المشاركة بالمشاعر، خاصة تجارب فشلهم، مع والديهم. إنهم يقولون: "من فضلكم إسألوني عن إخباطي وإرتباكي فيما يخص حياتي الجنسية"... يحتاج الطفل أن يرى نعمة الله وغفرانه ويختبرهما في كل جوانب الحياة، خاصة الجنسية، أفضل طرق لتعليم أطفالنا ولمشاهدتهم نعمة الله عمليًا هو عن طريقنا نحن آبائهم). (عندما لا يشعر الأبناء بالحرية في الحديث مع آبائهم بخصوص الجنس، يثورون كطريقة يعبرون بها عن احتياجاتهم). (أريد أن أتحدث معكما عن الأمور التي فشلت فيها، وليس فقط فيما نجحت فيه. أريد منكما أن تخبراني أنكما تهتمان بي). (إنهما لا يعرفان من أنا، لأنهما لم يعطياني وقتًا لذلك). (إنى أحبكما. بالحقيقة أود أن نكون ملاصقين لبعضنا البعض في صراحة. إن استطعتما الإنصات إليّ أكثر من أن تقنعاني بقدرتكما، فإنني أشعر بالأكثر بالكمال. إنني أحبكما). 4- ليتنا ندرك أن الطاعة ليست خنوعًا. فالشاب الذي تدرب على محاورة والديه بدالة حب وجدية ووقار متبادل يتشرب منها روح القيادة. بهذا يتسلم الجيل الجديد القدرة على احتمال المسئولية وممارسة العمل القيادي بحكمة، بل وتسليم الأجيال التالية ذات الروح. بهذا يتخرج في مدرسة البيت الأبناء الذين يصيرون في المستقبل والدين ناضجين وكهنة وخدام ورؤساء في العمل بروح قيادي متفتح. أذكر في إحدى اجتماعات الشباب حضر شاب كان قد انتقل إلى الإسكندرية، وكان في مظهره يحمل عنفًا وحدَّة، يحاور بشدة ويجادل. في نهاية الاجتماع همس في أذني المتنيح القمص بيشوي كامل، قائلًا: "هذا الشاب يصلح يومًا ما أن يكون قائدًا في خدمة الشباب". تحقق هذا، وكان يجتذب الشباب بانفتاح قلبه لهم. 5- من أجل إيجاد جو من الاحترام والتقدير المتبادل يليق بالبالغين كما بالشباب أن يميزوا بين مستوى الذكاء في حياة الإنسان والنمو العقلي خلال الخبرات المستمرة. فالشاب غالبًا ما يشعر في سن المراهقة أنه قد نضج ذهنيًا، وصار في ذكائه لا يقل عن مستوى والديه إن لم يزد. ربما يكون هذا حقيقة واقعة، إذ نجد بعض الأبناء أكثر ذكًاء من والديهم. هذا ما يجب أن يعرفه الآباء حتى يكسبوا أبناءهم، لكن من الجانب الآخر يليق بالأبناء أن يدركوا أنهم، وإن كانوا قد بلغوا بعض النضوج في ذكائهم ونموهم العقلي، غير أن هذا النمو ينقصه الخبرات المستمرة، فيبقى الإنسان الحيّ ينمو في إدراكاته العقلية، ما دام في الجسد يدخل في خبرات جديدة، بهذا يحترم الأبناء خبرات والديهم، ويتوقعوا أن ينالوا هم أيضًا نموًا مستمرًا. 6- كثيرًا ما يشعر المراهقون أن والديهم قد بدأوا فعلًا في الحوار معهم طالبين صداقتهم، لكنهم يشعرون بأن هذا يتم عن ضعف وتحت الضرورة. فالمراهق (أو المراهقة) يرجع بذاكرته إلى الطفولة ليجد في تصرفات والديه دكتاتورية عنيفة. هذه الصورة يصعب على الآباء محوها من مخيلة أبنائهم المراهقين مهما غيّروا من طريقة تعاملهم معهم. لذا يليق بالآباء الحكماء أن يبدأوا الملاطفة والحوار في جو الصداقة منذ بدء حياة أطفالهم دون الانتظار حتى يبلغوا سن المراهقة. ليكن حب الحوار اللطيف نابعًا من أعماقهم الداخلية، وليس عن ضرورة بسبب خوفهم من انحراف أبنائهم المراهقين. يطالب المراهقون آباءهم أن يبدأوا الحديث معهم والحوار مبكرًا، إذ يقول أحدهم: (لم يعرف والديّ متى يبدأون تعليمي (3)). 7- يطال الآباء أبناءهم السلوك بروح الطاعة، متهمين إياهم بالتمرد، دون أن يدركوا هذا التمرد إنما قد تشَّربوه منهم. فالوالدان اللذان لا يمارسان الطاعة لله أو لوالديهما أو لمرشديهما أو لرؤسائهما في العمل يبثان ذات الروح في حياة أولادهما لا شعوريًا. لقد قيل: "بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد"، وأيضًا: "كما فعلت هكذا يُفعل بك". انسكاب الوالدين بروح الطاعة والخضوع أمام الله وطلب مشورته، واحترامهما لبعضهما البعض، وعدم مهاجمتهما للغير من الخلف... هذا السلوك له فاعليته على أولادهما، يتشرَّبونه منذ نعومة أظافرهم. 8- كثيرًا ما يتبع تمرد المراهقين على والديهم كثمرة طبيعية لجهل الآباء مواهب أبنائهم وقدراتهم، فيطالبونهم بغير ما يناسبهم. كأن يُصرّ الطبيب أن يلتحق ابنه بكلية الطب حتى وإن كانت مواهبه أو قدراته تنصب في حب الكتابة أو الموسيقى أو الهندسة أو الأعمال اليدوية... هذا الإقحام يبعث في الأبناء الشعور بالفشل، لهذا فهم يلجأون إلى التنفيس خلال التمرد. 9- النقد المستمر من جانب الآباء عوض التشجيع والمساندة، وإبراز الجوانب الطيبة فيهم، والافتخار بهم ومدحهم أمام الغير... يدفع الأبناء إلى إلى الدفاع عن أنفسهم بروح التمرد. |
||||
22 - 03 - 2013, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 2709 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حنانك يا رب الأكوان من أنا يا رب لتذكرني وما مدى قامتي تميل بأذنيك فلتسمعني؟ السماوات تحدث بمجدك والأفلاك ترتل لك، الليل قبل النهار، والشمس قبل القمر، يسبحونك ويخبرون بمجدك،... أنت الذي تناجيك النجوم وتهمس الكواكب بجلال عظمتك فمن أنا يا رب لتذكرني؟ أعطيتني سلطاناً على جميع أعمالك ونصبتني سيداً على خلائقك أقمت السماء لي سقفاً سخرت الشمس لي مناراً والقمر مصباحاً ليهدي دربي إليك فماذا كان ردي؟ أخطأت وسقطت فتعريت واختبأت، غفرت لي وأنهضتني وسترتني ولم تهملني أعطيتني الناموس عونا لتهتدي إليك خطاي أرسلت لي الأنبياء والرسل، وآخر الكل لم تبخل علىّ بابنك الذي أحبني فخلصني وحررني، أقدم لك يا سيدي مشورات حريتي واكتب أعمالي طاعة لناموسك وأقوالك فاقبل يا رب حياتي شهادة لك. يا من فداني ورد لي الحياة أقم ملكوتك في داخلي، وأعلن سماواتك في أحشائي، هبني أن احدث بخلاصك وبعمل حبك فيّ من خلال طاعتي وحياتي أيها العريس المشرق كشمس البر، اغرس أحكامك في قلبي فتشبع بك نفسي، هبني سلاما فلا ينزع العالم فرحك من أعماقي! هب لي قوةً نعمتك لأجاهد ضد إبليس وظلامه استرني من خطاياي الخفية والظاهرة، أحفظني من سهام العدو هب لي برّك فيمتلئ قلبي فرحاً ولساني تهليلاً. سيدي، رب الأكوان يا أشهى من كل عذوبة، اقبل يا رب حياتي.أمين |
||||
23 - 03 - 2013, 11:24 AM | رقم المشاركة : ( 2710 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح هو الله الظاهر في الجسد </SPAN>ما اعظم اعمالك يارب الجنود كلها بحكمه صنعت الست انت الذي اسست الارض علي المياة ونثرت السموات من فوقها فانت القابض علي اجنحه الرياح وباعث النور لما فوق السموات وما تحتها من مثلك يارب الجنود خلقت الشمس والاقمار والكواكب وكلها تعمل في وقتها كل شيء بك كان وبغيرك لم يكن شيء مما كان وقد تجلت اعمال السيد المسيح في ثلاثه صفات اولا : اعمال الهيه اظهرت مجد لا هوته ثانيا : اعمال اعجازيه اوضحت صحه انجيله ثالثا : اعمال اراديه بينت عظم محبته اولا : اعمال الهيه اظهرت مجد لاهوته هي : - ++++++++++++++++++++ 1 - علمه لجميع الاسرار 2 - غفرانه لخطايا الناس 3 - سلطانه المطلق بلا قيود 1 - علمه لجميع الاسرار ++++++++++ لما زاد حقد الكتبه والفرسين واليهود علي الرب يسوع له المجد فكانوا يكنون هذا الحقد في قلوبهم فكان يصرف حقدهم ويظهرهم امام الناس جهرا وبذلط يكشف للشعب انه هو وحدة عالم الاسرار لقد اظهر بذلك مجد لاهوته المتحد بناسوته( السرائر للرب الهنا والمعلنات لنا ولبنينا الي الابد لنعمل بجميع كلامات هذة الشريعه ) تث 29 : 29 2 - غفرانه لخطايا الناس +++++++++++ ليس من يغفر الخطايا الا الله وحدو - وهكذا يجدفون عليه قائلين كيف يتكلم هكذا بتجاديف من يغفر الخطايا الا الله وحدو - ولكن السيد له المجد كان يبرهن علي سلطانه لمغفرة الخطايا بالمعجزة القويه بقوله ( لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا علي مغفرة الخطايا ها انزا اقول للمفلوج قم واحمل فراشك وامشي فقام في الحال اليس هذا دليلا علي اظهار مجد لاهوته 3 - سلطانه المطلق بلا قيود ++++++++++++++ قال علماء اليهود كان يتكلم كمن له سلطان علي الطبيعه فاسكت الرياح وعلي الموت والحياة فاقام اللعازر - كان يقول للشيء كن فيكون ولا عجب فهو خالق الاكوان وكل شيء فيها بكلمته ثانيا : اعمال اعجازيه اوضحه صحه انجيله هي : +++++++++++++++++++++ 1 - اقامه الموتي من القبور 2 - اخراج الشياطين بكلمته 3 - شفاء المرضي بلمسته 1 - اقامه الموتي من القبور +++++++++++++ تري السيد الرب يسوع ينادي الميت من القبر بكلمه ( امر ) هلم خارجا مثل العازر - ابن ارمله ناين - بنت يايرس القائد الروماني 2 - اخراج الشياطين بكلمته +++++++++++++ جميع الشياطين والارواح النجسه تخرج وهي تقول ( نحن نعلم انك يسوع المسيح ابن الله جئت لتعزبنا ) 3 - شفاء المرض بلمسته ++++++++++++ كل ما قدم الي الرب من مرضي وبرص وعجزة بلمسه واحدة يعود الشفاء لهم الا يقوم هذا الاعجاز العظيم دليلا علي صحه انجيله اذا انه من المباديء المقررة ان المعجزة دليل النبوة الصادقه فان لم تأيد النبوة والرساله بالمعجزة لكان الشك في صدقها كبيرا وعدم تصديقها سهلا وميسورا ثالثا : اعمال اراديه بينت عظمه محبته وهي :- 1- تسليم نفسه لليهود والرومان 2 - قبول التعذيب وموت الصليب 3 - قيامته وصعودة الي السموات 1 - تسليم نفسه لليهود والرومان ++++++++++++++++ حينما احتار اليهود والرومان في البحث عن الرب يسوع فقال لهم من تطلبون فقال لهم انا هو وذلك لقرب موعد الفداء والخلاص وكذا قال لبيلاطس البنطي ( اليس لك علي سلطان ) ثم وضح ذلك لتلاميذة انه لهذا قد جاء فبارادته سلم نفسه 2 - قبول التعذيب وموت الصليب +++++++++++++++ كان ممكنا ان ياتي باثنتي عشر جيشا من الملائكه ولكن لكي تتم الكتب - واحتمل بارادته الجلد والبصق علي وجهه والمسامير والحربه واكليل الشوك وهو فوق الصليب عندما اكمل كل شيء قال ( ياابتاة بين يدك استودع روحي ) 3 - قيامته وصعودة الي السموات +++++++++++++++++ كما مات بارادته مسلم نفسه بمشيئته هكذا ايضا قام من الموت بارادته وصعد بارادته وحدة الرب يعطني القلوب اللحميه نعي ونعمل بكلامات انجيل الخلاص الذي كتب بمعرفه الرسل القديسين مسوقين ومؤيدين بالروح القدس الذي هو الحق وبه نخلص الرب يسوع المسيح هو طريق خلاصنا امين |
||||