20 - 05 - 2012, 12:27 AM | رقم المشاركة : ( 261 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ» (مزمور37:119). إن أول ما يخطر على فكري عندما أقرأ هذا العدد هو جهاز التلفاز، إذ أن هذا العدد مطابق تماماً لما في التلفاز، فإن معظم برامجه باطلة، وهي تصوّر عالماً غير موجود وحياة بعيدة عن الواقع كل البُعد. إن التلفاز يسرق الوقت الثمين، إذ يَهدِر المشاهدون أمامه ساعات طِوال لا يمكن إستعادتها، وبصفة عامة فقد سبّب التلفاز تدنياًّ شديداً جداً في قراءة الكتاب المقدس، وبالتالي أبعَد صوت الله وخفَضَ الحرارة الروحية عند المشاهدين دون أن يدركوا ذلك. إن الآثار الضّارة للتلفاز على الأطفال معروفة جيداً، إذ تُفسَد أخلاقهم لأن العُنف يُمجَّد، ويُظهَر الجنس على أنه ساحرٌ، ويُروَّجُ للخلاعة، فيتضرّر الأطفال ثقافياً إذ لا يجدون الوقت أو الرغبة للقراءة والكتابة، ويتمَّ تحديد قيَمهم بما يشاهدونه على الشاشة، ويتشكّل كل تفكيرهم بالدعاية المعادية للمسيحية، ناهيك عن الفكاهة القذرة التي تُعرَض على الشاشة، ومعظم ما يتبقّى من البرامج يمتلئ بالعبارات الدنيئة. إن الدعايات ليست سخيفة فقط بل وهدّامة للأخلاق أيضاً، وعلى ما يبدو فإنه لا يمكن بيع أي شيء دون إشراك رهط من عاهرات هوليوود اللواتي يعرِضن أجزاء بائنة من أجسادهن مستخدمات لغة الجسد لإثارة الشهوة. كان التلفاز عند الكثير من العائلات سبباً في تحطيم التواصل، حيث يكون أفراد العائلة مشدودين إلى البرامج لدرجة أنهم لا يشاركون بأحاديث بنّاءة مع بعضهم البعض. أمّا في حقل الموسيقى، فغالباً ما تكون الكلمات مرفوضة للغاية. يمجّدون الشهوة ويعتبرون الزِّنا واللوطية أسلوب حياة مقبول، ويجعلون من الرجل العنيف بطلاً. فإذا ما اعترض أحدهم بالقول أن هنالك برامج مسيحية عديدة تُبَثُّ على التلفاز، أجيب بالقول إن هذه ما هي إلاّ طبقة سكَّر تغطّي أقراص السُّم. فالحقيقة الواضحة هي أن التأثير الكلّي للتلفاز مدمّرٌ للحياة الروحية. إشترى أحد المؤمنين جهاز تلفاز وطلب نقله إلى بيته، عندما وصلت شاحنة النقل إلى البيت، لاحظ إعلاناً على جانب السيارة، «إن التلفاز يأتي بالعالم إلى غرفة جلوسكم»، وهذا كل ما كان يحتاج إليه، فطلب إعادة الجهاز إلى المتجر. إن من يجلس مشدوداً إلى شاشة التلفاز لا يصنع تاريخاً لِلّه بتاتاً، إنها واحدة من الأسباب الرئيسية في التراجع الروحي في أيامنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:28 AM | رقم المشاركة : ( 262 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى» (يشوع3:1). لقد مَنحَ الله أرض كنعان لشعب إسرائيل، وكانت لهم بوعد إلهي، لكن كان عليهم أن يتملَّكوها، وكان عليهم إحتلالها، وكان حُكم المُلكية «كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ». لقد منحنا الله وعوداً عظيمة وثمينة، والكتاب يزخر بها، لكن علينا أن نأخذها بالإيمان، وفقط عند ذلك تكون لنا بمثابة حقّ. خذ مثلاً الوعود المتعلقة بالخلاص، فقد كرَّر الرَّب وعوده بأنه سيَهبُ حياة أبدية للذين يتوبون عن خطاياهم ويقبلون يسوع المسيح رباًّ ومخلّصاً، ومع هذا فالوعد لا يفيدنا بشيء إلا أن نطالب به بوضع ثقتنا بمخلّص الخطاة. دعونا نتقدّم خطوة أبعد! يمكن للشخص أن يؤمن حقاً بالرَّب يسوع المسيح، ومع هذا لا يتمتع بضمان الخلاص. فمثلاً، قد يظنَّ أن بقوله أنه مخلّص يكون مجردَّ افتراض، وهكذا يستمر في الشك تغلِّفه الظلمة. إن كلمة الله تَعِد بأن كل من يؤمن بإسم ابن الله تكون له حياة أبدية (يوحنا الأولى13:5)، لكن ينبغي أن يُؤخذ هذا بالإيمان كي يتمتّع به المؤمن. إن الله يحب أن نثق به، ويُسَرّ عندما نُطالبه بكلمته، ويُكرَّم عندما نطالب بالوعود غير المحتملة ونحسَب أنها قد تحقّقت. كان نابليون يتفحّص ذات يوم جنوده عندما شَمصَ فرسه بعنف شديد وكاد الإمبراطور أن يسقط، فأسرع أحد الجنود إلى الأمام وأمسك بلجام الفرس وهدّأه. مع إدراك الإمبراطور التام بأن الذي ساعده كان جندياً بسيطاً إلا أن نابليون قال له: «شكراً جزيلاً أيها القائد!». صدّقه الجندي وسأله، «في أية فرقة يا سيدي؟» في وقت لاحق عندما أعاد الجندي قصّ هذا الحادث على زملائه، سخروا من ثقته وتفكيره أنه أصبح قائداً، لكن كلامه كان صحيحاً حقاًّ، لأن هذا ما قاله الإمبراطور وقد طالب بترقيته على الفور. إن حالة المؤمن شبيهة إلى حدٍ ما بهذا الحدث، فيمكنه أن يصبح قائداً أو أن يبقى جندياً، يمكنه أن يتمتّع بالغنى الذي في المسيح يسوع أو أن يحيا في فقر فعلي، «يمكننا ان نحصل من الله بقدر ما نرغب لأن المسيح وضع في يدنا مفتاح غرفة الكنز، ويوصينا أن نأخذ بقدر ما نريد. فلو دخل أحدهم إلى خزانة أحد المصارف وقيل له أن يأخذ لنفسه كل ما يشاء، لكنه خرج من الخزانة حاملاً قرشاً واحداً فقط، فعلى من يقع خطأ كونه ظلَّ فقيراً؟ وعلى من يقع الخطأ إذا حصل المؤمنون بشكل عام على جزء ضئيل من غنى الرَّب المجّاني؟» (ماكلارين). |
||||
20 - 05 - 2012, 12:32 AM | رقم المشاركة : ( 263 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هَذَا حَبِيبِي وَهَذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ» (نشيد الأنشاد16:5). إن المحبة المُكرَّسة الوفية والراسخة التي تحلَّت بها البنت الشونمية نحو حبيبها تصوِّر نوع الحب الذي ينبغي أن يكون عندنا نحو حبيب نفوسنا الأزلي. لاحظ التفاصيل التالية: أوّلاً، لقد أحبّت كل شيء فيه، إنها تمتدح محاسنَ مظهره العام، رأسه وشعره وعينيه وخدّيه وشفتيه ويديه وجسده وساقيه ومحيّاه وفمه (10:5-16). نحن بالطبع لا نفكِّر بملامح الرَّب يسوع الجسدية بل يجب أن نمتدح أخلاقه الفاضلة بالتفصيل. لقد فكَّرت فيه ليل نهار، سواء كانت تعمل في الكروم أو أثناء راحتها في المساء أو حتى عندما كانت تحلُم، لقد كان الشخص الذي شَغلَ رؤيتها واحتلَّ عقلها. إنه لأمر جيد بالنسبة لنا إذا كان حُبنا للرَّب يسوع بهذه الضخامة بحيث يملأ قلوبنا من الصباح وحتى المساء. إن عيناها ترنوان إليه وحده، قد يحاول آخرون إمتداحها لإستمالتها وكسب ودّها بكلمات الإعجاب المثيرة، لكنها تُعيد توجيه الإمتداح وتُطبِّقه على محبوبها، وهكذا عندما يحاول صوت العالم أن يغوينا، علينا أن نقول، «يا بهاء الدنيا ومجدها، سحِرك يُنثَرُ عبثاً، سمعتُ قصة أحلى، ووجدتُ ربحاً أصدَق، حيث المسيح يهيء مكاناً، هناك يمكث محبوبي، هناك أتفرّس في يسوع، هناك أسكن مع الله». يمكنها أن تتكلّم عنه بكل سهولة، ينطق فمها بِفَيض من قلبها، شفتاها قلم كاتب ماهر. من ناحية مثالية يجب أن نكون قادرين على الحديث عن ربّنا بسهولة أكبر وأبلغ من أي موضوع آخر، لكن للأسف لا يكون الأمر على هذا النحو دائماً. لقد أدركت تماماً عدم جدارتها واعتذرت عن مظهرها الرث وكونها إعتيادية، وعن عدم استجابتها له. فعندما نفكِّر بخطيئتنا وتعرُّضنا للضلال وبعصياننا، يكون لدينا سبب إضافي للتساؤل إن كان المسيح لا يزال يهتم بنا بعد. إن سعادتها الكبيرة أن تكون معه، إنها تتوق بفارغ الصبر للوقت الذي يأتي فيه ليطلبها عروساً له. فبأي شوقٍ عظيم ينبغي أن نتطلَّع نحن إلى مجيء العريس السماوي لكيما نكون معه في الأبدية؟ في إثناء ذلك، بدا قلبها أسيراً عاجزاً واعترفت أنها كانت مريضة حباً، ولم تشعر بأنها تستطيع أن تتحمّل أكثر. دعونا نطمحَ ليكون عندنا قلوب أسيرة بيسوع وملْأى بفيض حبِّه. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:33 AM | رقم المشاركة : ( 264 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ» (فيلبي13:3). إن الرسول بولس لم يحسب أنه قد وصل ولا نحن أيضاً قد وصلنا، فنحن جميعاً في حاجة إلى التغيير. لقد قال ليو شاو شي «ينبغي أن يعتبر الناس أنفسهم أنهم بحاجة وقادرون على أن يتغيروا، ولا يجب أن يروا أنفسهم وكأنهم غير قابلين للتغيير، أو أنهم كاملين أو غير قابلين للإصلاح، وإلا فلا يمكن للناس تحقيق تقدُّم». إن المشكلة هي أن معظمنا يقاوم التغيير في النفس، فنحن حريصون على رؤية الآخرين يتغيّرون، وشخصيتهم المراوغة تزعجنا ونتمنّى لو يتم إصلاحهم. أما فيما يتعلَّق بخصوصياتنا فإما أن نتغافل عنها أو نرضى في إدامتها، نريد إزالة القذى من عين شخص آخر، لكننا معجبون بالخشبة التي في عيننا. ثم إن أخطاءهم وإخفاقاتهم بشعة بينما أخطاؤنا وإخفاقاتنا محببّة لدينا. تكمن المشكلة في إرادتنا، فيمكن أن نتغيّر إذا رغبنا في ذلك حقاًّ. أما إذا واجهنا الحقيقة بأن في شخصيتنا سمات غير مرغوب فيها، نكون قد بدأنا بأن نصبح أشخاصاً أفضل. لكن كيف يمكن لنا أن نعرف ما هي التغييرات المطلوبة؟ إحدى الطرق هي أن نسمح لكلمة الله بأن تكون لنا كمرآة، وبينما نقرأها وندرسها نرى ما ينبغي أن نكون عليه وإلى أي مدى نحن لا نرقى إلى المستوى. عندما تدين الكلمة شيئاً نحن مذنبين فيه، يجب علينا أن نواجه الواقع بشجاعة ونصمّم على أن نعمل شيئاً حيال ذلك. ثمة طريقة أخرى نعرف بها أننا لسنا مشابهين للمسيح هي بإصغائنا بإنتباه لأقربائنا وأصدقائنا، فأحياناً تكون إقتراحاتهم ناعمة كالحرير وأحياناً أخرى تأتي كالمطرقة، وسواء أكانت الملاحظات مُبطَّنة أو صريحة، ينبغي أن نفهم الرسالة ونقبلها شاكرين. في الواقع إن مراعاة النقد البنّاء الموجَّه من الأصدقاء شيء جيدٌ جداً التعوُّد عليه. فمثلاً يمكننا القول «أرجو أن تشعر بالحرية التامة لو تخبرني بالصفات غير المرغوب فيها في شخصيتي أو بالطرق التي تبدر مني وتسبب إزعاجاً للغير». الصديق الحقيقي إنما يفعل هذا بالضبط. من المحزن أن نفكِّر في الناس الذين يعيشون حياتهم ويجعلون من أنفسهم آفة للكنيسة والبيت والمجتمع لعدم وجود من هو مستعد لأن يكون صريحاً معهم أو ليس لديهم إستعداد للتغيير. فإذا تحملنا بعض الوقت والعناء لمعرفة النواحي التي نُغضِب الآخرين من خلالها بطريقة خاطئة، وإذ اتخذنا خطوات إيجابية لنتخلّص من تلك النواحي، فسنكون أشخاصاً أفضل ليتعايش الآخرون معنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:34 AM | رقم المشاركة : ( 265 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ.» (يعقوب11:4) كلمة «النميمة» ليست موجودة في رسالة يعقوب، لكن الفكرة متضمّنة بالتأكيد في كلمات مثل ذم الشخص في غيابه، الذم، والهمس. وليس من أدنى شك أن هذه الممارسات جميعها يدينها بنفس المقياس. النميمة هي نشر معلومات عن شخص آخر لتظهره في صورة سيئة. وبطريقة أخرى فإن هذه المعلومات دنيئة وفظة. وهناك عادة عنصر السرية والخصوصية، فالشخص الذي ينقل الكلام لا يشاء أن يُقتبس. كانت بعض النسوة يتحدّثن. قالت إحداهن، «أخبرتني نعمى أنك قلتِ لها ما أخبْرتُكِ عنها وقد سبق وطلبت منك ألا تخبريها.» أجابت المرأة الأخرى، «إن نعمى امرأة دنيئة، فقد طلبْتُ إليها ألا ّتخبرك أنني أفضيت إليها بما قُلتِ لي عنها.» فأجابت المرأة الأولى، «حسناً، لقد وعدت نعمى ألاّ أقول لك أنها أخبَرَتني-لذلك أرجوك ألا تخبريها أنني قلت لك.» هنالك القلائل في العالم الذين لم يقولوا شيئاً سلبياً عن شخص آخر. أعرف القليلين منهم وأنا معجب بهم فوق حد الوصف. وقد قال لي أحدهم أنه إن لم يستطع أن يقول شيئاً صالحاً عن شخص آخر فلن يقول شيئاً. وقال لي آخر أنه يبحث دائماً في المؤمنين الآخرين عما يذكّره بالرب يسوع. وقد ابتدأ ثالث يقول أموراً سلبية عن شخص آخر فقاطع نفسه في منتصف كلامه وقال، «لا، لن يكون هذا بنّّاء.» (ومنذ ذلك الحين يقتلني حب الاستطلاع) سمع بولس أن هنالك نزاعاً بين الكورنثيّين. وقد واجههم بالحقيقة قائلاً أنه سمع من عائلة خُلوي (كورنثوس الأولى11:1). وواضح أن عائلة خلوي لم تكن تنشر النميمة. كانوا يشاركون المعلومات لكي يعملوا على حل المشكلة. كتب الرسول أيضاً كلمات قاسية ضد هِيمِينَايُسُ وَالإِسْكَنْدَرُ وَفِيلِيتُسُ (تيموثاوس الأولى20:1، تيموثاوس الثانية17:2)، لأنهم كانوا يسيئون لسمعة المسيح. كذلك حذّر تيموثاوس من هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ وديماس (تيموثاوس الثانية15:1، 10:4) الذين كما يظهر قد وضعوا أياديهم على المحراث لكنهم التفتوا إلى الخلف. لم يكن هذا نميمة. كانت هذه أخباراً مهمّة للمؤمنين المنشغلين في صراع مألوف. قيل عن أحد الوعّاظ أنه كان يحمل كتاباً أسوَد ويستلّه في كل مرّة يأتيه شخص بقصة ما على آخر ويقول له أنه سيدوّن كل كلمة ويطلب إليه أن يضع توقيعه على الخبر لكي يتمكّن من إيصال المعلومة إلى من يخصّه الأمر. ويُقال أنه قد فتح كتابه مئات المرات لكنه لم يكتب فيه أي ملحوظة. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:38 AM | رقم المشاركة : ( 266 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِخَيْرِكَ» (تثنية13:10). لاحِظ الكلمة الأخيرة في آية اليوم «لخيرك». إن جميع وصايا الرَّب هي لخيرنا، وكثيرٌ من الناس لا يدركون هذا، فهم يعتقدون أن الله قاضٍ يقوم بفرض شرائع وأنظمة تحرّم الناس من متعة الحياة، لكن الأمر ليس كذلك، بل هو معنِيٌّ برفاهنا وسرورنا، وأن الغاية من الشرائع إنما هي لتتميم ذلك الهدف. دعونا نأخذ أمثلة قليلة من الوصايا العشر على سبيل المثال. لماذا يقول الله أنه يجب أن لا يكون لنا آلهة أخرى؟ لأنه يعلم أن الإنسان يصبح مثل من يَعبدهُ والآلهة الكاذبة تؤدي إلى الفساد. لماذا يقول أنه يجب ألّا نصنع تمثالاً منحوتاً؟ لأن الوثنية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالشياطين «إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ» (كورنثوس الأولى20:10)، وهدف الشياطين هو دائماً التدمير. لماذا خصَّص الله يوماً للراحة من السبعة أيام؟ لأنه خلق الإنسان ويَعلم أن بناء جسمه يحتاج إلى الراحة من العمل، والشعوب التي حاولت فَرض سبعة أيام عمل في الأسبوع وجدت أن الإنتاج في تراجع ممّا اضطرّها للتخلّي عن التجربة. لماذا يوصي الله الأولاد بإطاعة والديهم؟ لأن ذلك يُنقذ الأولاد من حياة التهوُّر والشغب وحتى من موت مُبكِّر. لماذا يمنع الله الزِّنا؟ لأنه يعلم أن الزِّنا يهدم البيت والأسرة، فضلاً عن عدم سعادة المتورّطين فيه. لماذا يمنع الله القتل؟ لأنه يؤدي إلى الشعور بالذَّنب والندم، وأحياناً إلى السجن أو عقوبة الإعدام. ثم لماذا يدين الله الطمع؟ لأن الخطيئة تبدأ في الفكر، فإذا خبأتها هناك، ففي نهاية المطاف تقترفها، وما لم نتمكَّن من السيطرة على المنبع فلن نكون قادرين على السيطرة على التيّار الذي يتدفَّق منه. هذا هو الحال مع غيرها من الخطايا، كالنُّطقِ بإسم إذاً باطلاً، السرقة، شهادة الزور وإلخ. نحن بوجه عام لا يمكننا الإفلات منها، إنها تتعب نفوسنا وأرواحنا وأجسادنا، وكل خطيئة تحدد وتقوم بفعلٍ إنعكاسي مؤلم، وتسلب من الخاطئ السلام والفرح والإرتياح، لأننا إنما نحصد ما نزرع. قبل سنوات كتب أحدهم كتاباً بعنوان «شرائع الله اللطيفة». وهي حقاً لطيفة لأنها مُصَمَّمة لخيرنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:44 AM | رقم المشاركة : ( 267 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟ وَإِنْ كُنْتَ مُنْبَطِحاً فِي أَرْضِ السَّلاَمِ فَكَيْفَ تَعْمَلُ فِي كِبْرِيَاءِ الأُرْدُن؟» (إرميا5:12). إن هذه الآية مفيدة لتشكِّل تحدّياً لنا عندما نميل إلى الإستسلام بسرعة وسهولة. فإذا كنّا لا نستطيع مواجهة صعوبات صغيرة فكيف نتوقّع أن نواجه صعوبات أكبر؟ وإذا كنا نضطرب تحت ضربات الحياة الصغيرة فكيف سنتحمّل ضربات المطارق؟ نسمع عن مؤمنين يحردون ويعبسون لأن شخصاً ما قد أساء إليهم. ويقدِّم آخرون استقالتهم لأن أحداً ما قد انتقدهم، ويَتَجَّهم آخرون لأن فكرتهم لم تحظَ بأصوات كافية، ويولول آخرون بأوجاع جسدية طفيفة كدُبٍّ جريح، وثمة من يتساءل: ماذا سيفعلون لو كانوا مصابين بمرضٍ عُضال؟ إذا كان صاحب العمل لا يستطيع معالجة مشاكل العمل اليومية، فلن يكون بإمكانه مواجهة المشاكل الكبيرة. نحتاج جميعنا لأن يكون عندنا ذهن عملي، ولا نقصد بهذا أن نكون قساة وعديمي الحساسية، بل نعني بالحرِّي أنه ينبغي أن نكون قادرين على الإنحناء في وجه اللكمات. نحن بحاجة إلى المرونة لكي نتعافى ونواصل. ربما تواجِه أزمَة اليوم التي تبدو لك ضخمة لِلحظة، تفكر بالإستسلام، لكن بعد مرور سنة لن يكون الأمر مُهِمّاً البتة، وهذا هو الوقت الذي ينبغي عليك أن تقول فيه مع المرنِّم «لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشاً وَبِإِلَهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَاراً» (مزمور29:18). إن الكاتب المجهول للرسالة إلى العبرانيين يقدِّم ملاحظة مهمّة لأولئك الذين يشجعهم على الثبات، فيقول: «لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ» (عبرانيين4:12)، وبعبارة أخرى لم تدفعوا الثمن النهائي-الإستشهاد. فإذا كان المؤمنون اليوم ينهارون بسبب كسر صحن، أو ضياع قطّة أو فشل علاقة حب، فماذا كانوا يفعلون لو واجهوا الإستشهاد؟ قد يستسلم معظمنا لو تُرِك الأمر لمشاعرنا، لكن في الحرب المسيحية عليك ألّا تستسلم. إنهض عن الأرض، أنفُض عنك الغبار وتقدّم نحو الصراع. إن النصر في المناوشات الصغيرة يساعد في كسب المعارك الكبيرة. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:44 AM | رقم المشاركة : ( 268 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِخَيْرِكَ» (تثنية13:10). لاحِظ الكلمة الأخيرة في آية اليوم «لخيرك». إن جميع وصايا الرَّب هي لخيرنا، وكثيرٌ من الناس لا يدركون هذا، فهم يعتقدون أن الله قاضٍ يقوم بفرض شرائع وأنظمة تحرّم الناس من متعة الحياة، لكن الأمر ليس كذلك، بل هو معنِيٌّ برفاهنا وسرورنا، وأن الغاية من الشرائع إنما هي لتتميم ذلك الهدف. دعونا نأخذ أمثلة قليلة من الوصايا العشر على سبيل المثال. لماذا يقول الله أنه يجب أن لا يكون لنا آلهة أخرى؟ لأنه يعلم أن الإنسان يصبح مثل من يَعبدهُ والآلهة الكاذبة تؤدي إلى الفساد. لماذا يقول أنه يجب ألّا نصنع تمثالاً منحوتاً؟ لأن الوثنية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالشياطين «إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ» (كورنثوس الأولى20:10)، وهدف الشياطين هو دائماً التدمير. لماذا خصَّص الله يوماً للراحة من السبعة أيام؟ لأنه خلق الإنسان ويَعلم أن بناء جسمه يحتاج إلى الراحة من العمل، والشعوب التي حاولت فَرض سبعة أيام عمل في الأسبوع وجدت أن الإنتاج في تراجع ممّا اضطرّها للتخلّي عن التجربة. لماذا يوصي الله الأولاد بإطاعة والديهم؟ لأن ذلك يُنقذ الأولاد من حياة التهوُّر والشغب وحتى من موت مُبكِّر. لماذا يمنع الله الزِّنا؟ لأنه يعلم أن الزِّنا يهدم البيت والأسرة، فضلاً عن عدم سعادة المتورّطين فيه. لماذا يمنع الله القتل؟ لأنه يؤدي إلى الشعور بالذَّنب والندم، وأحياناً إلى السجن أو عقوبة الإعدام. ثم لماذا يدين الله الطمع؟ لأن الخطيئة تبدأ في الفكر، فإذا خبأتها هناك، ففي نهاية المطاف تقترفها، وما لم نتمكَّن من السيطرة على المنبع فلن نكون قادرين على السيطرة على التيّار الذي يتدفَّق منه. هذا هو الحال مع غيرها من الخطايا، كالنُّطقِ بإسم إذاً باطلاً، السرقة، شهادة الزور وإلخ. نحن بوجه عام لا يمكننا الإفلات منها، إنها تتعب نفوسنا وأرواحنا وأجسادنا، وكل خطيئة تحدد وتقوم بفعلٍ إنعكاسي مؤلم، وتسلب من الخاطئ السلام والفرح والإرتياح، لأننا إنما نحصد ما نزرع. قبل سنوات كتب أحدهم كتاباً بعنوان «شرائع الله اللطيفة». وهي حقاً لطيفة لأنها مُصَمَّمة لخيرنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:45 AM | رقم المشاركة : ( 269 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يَا هَؤُلاَءِ جَمِيعُكُمُ الْقَادِحِينَ نَاراً الْمُتَنَطِّقِينَ بِشَرَارٍ أسْلُكُوا بِنُورِ نَارِكُمْ وَبِالشَّرَارِ الَّذِي أَوْقَدْتُمُوهُ. مِنْ يَدِي صَارَ لَكُمْ هَذَا. فِي الْوَجَعِ تَضْطَجِعُونَ» (إشعياء11:50). ثمة صواب وخطأ في فعل كل شيء، وهذا يصِحّ بالتأكيد في مسألة طلب الإرشاد، وعدد اليوم يصف الطريق الخطأ، فهو يصوِّر شخصاً يشعل ناراً، ثم يستخدم النار والشرار معاً ليضيئا طريقه. لاحظ أنه لا يوجد إي ذِكرٍ لإستشارة الرَّب، ولا ما يشير إلى أن الإنسان جعل من الأمر موضوع صلاة، فهو يثق ثقة تامة بأنه يعرف أفضل وسيلة، وفي استقلاله المغرور يعتمد على فهمه، وبحسب أقوال هانلي، فإنه سّيد مصيره وقبطان حياته. لكن لاحظ النتيجة! «مِنْ يَدِي صَارَ لَكُمْ هَذَا. فِي الْوَجَعِ تَضْطَجِعُونَ». إن الشخص الذي يرشد نفسه سينتهي به الأمر إلى المشاكل، وكل عنيد ومتصلّب الرأي سيندم يوماً ما، وسيختبر أن طريق الله هي الأفضل. في الآية السابقة (10) يعطينا الطريقة الصحيحة للحصول على الإرشاد، فيقول: «مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ سَامِعٌ لِصَوْتِ عَبْدهِ؟ مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى إسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلَهِهِ». لاحظ ثلاثة أمور عن هذا الشخص: أولاً، وقبل كل شيء، إنه يخاف الرّب بمعنى أنه يخشى ألاّ يرضيه أو أن يسير مستقلاً عنه. ثانياً، يطيع صوت خادم الله، الرَّب يسوع. ثالثاً، إنه مستعد للإعتراف بأنه يسير في الظلمة وبلا نور. ويعترفِ بأنه لا يعرف أي طريق يسلك. ماذا ينبغي أن يفعل شخص كهذا؟ يجب أن يتّكل على إسم الرَّب ويعتمد على إلهه. بكلمات أخرى ينبغي أن يعترف بجهله ويطلب من الله أن يقوده ويعتمد على الإرشاد الإلهي إعتماداً تاماًّ. إلهنا إله الحكمة المطلقة والمحبة، يعرف ما هو الأفضل لنا ويخطّط لكُل ما هو لخيرنا فقط. إنه يعرف ويحب ويرعى ولا شيء يخفي هذا الحقّ. إنه يعمل كل ما هو أفضل لكل من يترك له الإختيار. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:46 AM | رقم المشاركة : ( 270 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ إبْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ حَجَراً؟» (متى9:7). إن هذا السؤال يقتضي جواباً سلبياً، فليس من المعتاد أن يعطي الأب لإبنه حجراً بدل الخبز، وبالتأكيد لن يفعل هذا أبونا السماوي. بيد أن الحقيقة المؤلمة هي أننا نعمل هذا الشيء بالضبط في بعض الأحيان. يأتي الناس إلينا وعندهم حاجات روحية عميقة. ربما لا نكون حسّاسين بما فيه الكفاية لما يزعجهم، أو ربما نبعدهم عنّا بأن نقدم لهم دواء سطحياًّ بدلاً من المشاركة بإخبارهم عن الرَّب يسوع. يقدّم الدكتور ستانلي جونز مثلاً في هذه القصة الشخصية، (ما يقتضي رجلاً عظيماً ليروي قصة تكشف عن فشل شخصي)، «عندما كان أعضاء الكونغرس (في دولة الهند) ينعمون بنفوذهم الجديد، كانوا يستغلّون هذا النفوذ لمصلحتهم الشخصية بدلاً من مصلحة الدولة. لم يَعُد جواهر لال نهرو يتحمّل ذلك أكثر، فقال إنه يفكّر بالإستقالة من رئاسة الحكومة ويعتزل ليستعيد روحه الداخلية. إلتقيت به في ذلك الوقت وفي نهاية المقابلة قدّمت له زجاجة من حبوب الأعشاب التي تحوي كل الفيتامينات المعروفة. تناول الزجاجة من يدي شاكراً وأضاف قائلاً: مشكلتي ليست جسدية، مشيراً إلى كونها روحية. وبدل أن أقدّم له النعمة، قدّمت له أعشاباً. طلب خبزاً فأعطيته حجراً. أعلَم أن الجواب كان عندي، لكنني لم أكن أعلم كيف أقوله، كنت أخشى أن أُسيء إلى هذا الرجل العظيم. كان ينبغي علي أن أتذكّر الشعار الموضوع على أحد المعابد والذي يقول: «لا يوجد مكان لا يصلح ليسوع المسيح». تذكّرت تردّدي الذي ساد. لقد قدّمت له حبوباً من الأعشاب في الوقت الذي كان فيه بحاجة إلى النعمة. النعمة والقوة الّلتان ستشفيانه في القلب، وبعدئذ يستطيع القول، «لقد شفيت في القلب، فليأت العالم الآن، عالم المشاكل المستحيلة. فأنا مستعد لها». أخشى أن يكون إختبار الدكتور جونز مألوف جداً للكثيرين منا. نصادف أشخاصاً ذوي حاجات روحية عميقة، يتفوّهون بكلمة تهيء لنا باباً واسعاً لكي نقدّم المسيح لهم، لكننا نفشل في أن ننتهز الفرصة. فإمّا أن نقترح علاجاً هو عبارة عن ضمّادة صغيرة لمن عنده جرح روحي أو ننتقل إلى موضوع آخر ذي قيمة تافهة. صلاة: أيها الرَّب، ساعدني لأغتنم كل فرصة لأشهد لأجلك، لأدخل من كل باب مفتوح، أعِنّي لأتغلّب على تردّدي في تقديم الخبز والنعمة حيث الحاجة إليهما. |
||||
|