منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 05 - 2020, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 26821 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعبيص بنيامين رقم 2

1 أخ 4: 9، 10

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لا يخبرنا الكتاب المقدس شيئاً كثيراً عن يعبيص. كل ما نعرفه مدوّن في عددين لا غير من الأصحاح الرابع من سفر أخبار الأيام الأول. وهذا أقل شيء يمكن أن يقال عن إنسان هام. لذلك لا نستطيع أن نكتب عنه إلاّ من خلال ذينك العددين ومما يمكن أن يستوحى منهما.
نستطيع أن نرى وجه شبه كبير بين يعبيص وبنيامين (بن أوني) ابن راحيل (تكوين35: 16-18).
معنى اسميهما واحد
كيفية ولادتهما واحدة
كلاهما ولد بحزن
كلاهما ولد بتعب
كلاهما ولد بألم
إلاّ أن "كسم" يعبيص لم يكن كاسمه إلاّ من حيث ترتيب أحرفه ـ لذلك قال عنه الكتاب أنه كان أشرف من أخوته. فهو كان من رجال:
ي ـ يهوذا

"وهؤلاء لأبي عيطم يزرعيل ويشما ويدباش واسم أختهم هصللفوني. وفنوئيل أبو جدور وعازر أو حوشة. هؤلاء بنو حور بكر أفراتة أبي بيت لحم. وكان لأشحور أبي تقوع امرتأن حلاة ونعرة. وولدت له نعرة أخزّام وحافر والتيماني والاخشتاري. هؤلاء بنو نعرة. وبنو حلاة صرث وصوحر واثنان. وقوص ولد عانوب وهصوبيبة وعشائر اخرحيل بن هارم". أسماء تسبب صداعاً شديداً في رأس قارئها. لكن.. ما أن يصل القارئ إلى العدد التاسع حتى تنفرج الأزمة. وهنا يبرز اسم يعبيص في قائمة أسماء رجال يهوذا وكأنه
وردة عطرة بين أشواك
سوسنة فواحة بين حجارة
واحة خضراء في قلب صحراء
نسمة باردة في جو حار
قمر ساطع بين غيوم سوداء
طود شامخ بين سهول ووديان
مارد جبار بين أقزام صعاليك
لذلك لم يكتفِ الكاتب بذكر اسمه كغيره من الأسماء بل كرّس له ثلاثة أسطر على الأقل. فيعبيص كان متفوّقاً في عشيرته، بارزاً بين أخوته.. لأنه كان أيضاً رجل:
ع ـ علم

يقول الكتّاب اليهود عن يعبيص أنه كان ناموسياً متعمّقاً في دقائق الشريعة. ويخبرنا كاتب سفر أخبار الأيام الأول في الأصحاح الثاني والعدد الخامس والخمسين أن إحدى مدن يهوذا كانت تدعى "يعبيص" وكان تسكنها الفئة المتعلمة والطبقة المثقفة من الناس، أي عشائر الكتبة. وهذا يقودنا طبعاً إلى التفكير بأن المدينة ربما دعيت بذلك الاسم تكريماً لرجل العلم العظيم يعبيص ـ كدت أقول الدكتور يعبيص. وهل هو بالأمر السهل أن يطلق اسم رجل على مدينة بكاملها؟ إذا أردنا أن نخلّد اليوم إنساناً عظيماً نطلق اسمه على شارع أو حي أو مؤسسة وليس على مدينة. أما يعبيص فقط أطلق اسمه على مدينة. أهو امتياز ليعبيص الرجل أو ليعبيص المدينة؟ لستن أدري! المهم عندي أن رجل العلم ـ لا سيّما العلم عن الله ـ يستحقّ كل تقدير وإكبار وتكريم.
ب ـ بأس

قال البعض أن يعبيص كان رجل حرب. وقد طلب إلى الربّ أن يباركه ويوسّع تخومه ويجعل يده معه ضدّ أعدائه الكنعانيين الذين كانوا في الأرض. والظاهر من استجابة الله لصلاته أنه قاد المعركة بنفسه حتى دحر الأعداء وسجل له ولشعبه انتصاراً رائعاً. وقال آخرون أنه كان رجل عمل وقد نذر أن يضع نفسه تحت تصرّف الله إذا ما استجاب له الربّ سؤله. فسواء كان هذا أم ذاك، نستطيع أن نتأكّد أن يعبيص كان رجل بأس وجهاد. وكل ما كان يفعله كان يفعله بكلّ قوته.
فلا تأجيل
ولا كسل
ولا إهمال
ليتنا نتعلّم من يعبيص، لأننا في معركة أشدّ ضراوة من معركته. ثم كان رجل:
ي ـ يقين

أي أنه كان رجل إيمان. وقد تغلّب إيمانه على اسمه
ولد حزيناً لكنه لم يستسلم للحزن
ولد تعباً لكنه لم يستسلم للتعب
ولد ضعيفاً لكنه لم يستسلم للضعف
"فكل شيء مستطاع للمؤمن"
وهل يتعامل الله مع الإنسان ـ أي إنسان ـ على أساس غير أساس الإيمان؟
ألا نرى إيمانه عندما "دعا.. إله إسرائيل"؟
ألا نرى إيمانه في عهده ووعده؟
ألا نرى إيمانه في كرهه للخطية والشر؟
ثم نرى أن أكثر ما شرّفه هو كونه رجل:
ص ـ صلاة

"ودعا يعبيص إله إسرائيل"
سأل كثيراً ونال كثيراً لأن "طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها"
ويمكننا أن نلخّص صلاته بما يلي:
إنها صلاة مختصرة
إنها صلاة مركّزة
طلب البركة
طلب النصر
طلب العون
طلب القوة
طلب الإرشاد
طلب الحماية
"فآتاه الله بما سأل".
 
قديم 19 - 05 - 2020, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 26822 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من فتاة يتيمة إلى ملكة عظيمة


سفر استير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كل من يطالع سفر استير يلاحظ قبل كلّ شيء أن اسم "الله" غير مذكور فيه. فهو من هذه الناحية يشبه سفر نشيد الإنشاد إلى حدّ بعيد. ولكن على الرغم من ذلك يمكن القارئ أن يرى الله من خلال أسطر ذلك السفر. كما أنه يستطيع أن يرى سيادة الله وعنايته بأولاده وأن "كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده". (رومية 8: 28).
1- نشأتها ـ ولدت استير في بلاد فارس من أبوين كان قد سبيا أصلاً مع المسبيين إلى بابل.

لكنها في وقت مبكّر من حياتها خسرت والديها وأصبحت يتيمة، غير أن الله دبّر أن يتبنّاها ابن عمها مردخاي الذي كان يخاف الله (3: 2). والذي يخاف الله
لا خوف فيه
لا خوف منه
لا خوف عليه
فكان لها أباً وأماً ومربياً. فترعرعت الفتاة في كنفه على محبة الله ومخافته وطاعته.
ثمة كتابة على ناووس منسوبة إلى استير تشير إلى تقواها واتّكالها على الربّ ـ كتابة بشكل صلاة تقول:
أحمدك يا الله لأنّك خلقتني
أنا أعلم أن خطاياي تستوجب العقاب، لكنني أرجو الرحمة على يديك.
لأنني حينا أدعوك تكون معي. وحضرتك القدسية تحفظني من كل الشرور.
اللهمّ لا تطرحني من قدام وجهك الإلهي. فالذين تحبّهم لن يذوقوا عذابات الجحيم.
قدني أيها الآب الرحيم إلى حياة الحياة حتى أمتلئ من ثمار الفردوس السماوي.
استير
ولأنها أحبّت الله أحبّت شعبها وأبناء جلدتها أيضاً (8: 6) "لأن الذي يحبّ الله يجب أخاه أيضاً". وهذا يتّفق مع الوصيّة العظمى التي تقول: "تحبّ الربّ إلهك من كل قلبك.. وقريبك كنفسك". ولهذا نحن لا نستغرب لماذا باركها الله وجعلها بركةً للكثيرين.
2- اسمها ـ ذكر اسمها في سفرها 58 مرة، ونظراً للدور الذي لعبته في شوشن بل في كلّ الإمبراطورية التي كانت تعتبر من أعظم الإمبراطوريات في ذلك العصر.

في الواقع كان لها اسمان: هدسّة واستير. الأول هو اسمها العبراني ويعني الآس، وهو نبات جميل المنظر، عطري الرائحة، وأوراقه دائمة الاخضرار. والحق يقال أن حياة هذه الفتاة كانت كشذى الآس الفوّاح، أو على حدّ قول الرسول بولس، كانت "رائحة المسيح الذكية" تفوح منها. والثاني هو اسمها الفارسي الذي يعتقد بأن الملك أحشويرش خلعه عليها. ويعني نجم أو كوكب نسبة إلى كوكب الزهرة اللاّمع الوضاء. وبالفعل فقد لمع اسم فتاتنا استير كنجم ساطع في سماء العهد القديم. وقد استمدّت نور حياتها من مصدر كلّ نور والساكن في نور لا يدنى منه ـ الله.
غير أن أحدهم يقول أن اسم استير معناه "يختفي" لأنها كانت مختفية في بيت ولي أمرها لمدة من الزمن، وأيضاً لأنها أخفت جنسيتها إلى أن سنحت لها الفرصة لإظهارها. على كل حال، يمكننا القول أن استير كانت اسماً على مسمّى على غرار
إبراهيم الذي صار أباً لجمهور غفير
وسارة التي صارت أميرةً ورئيسة
وداود الذي صار حسب قلب الله
وبطرس الذي صخرة في إيمانه
وبرنابا الذي صار ابن التعزية والوعظ
ويسوع الذي صار مخلّصاً لجميع الناس
3- جمالها ـ نحن نعيش اليوم في عصر يقيم للجمال وزناً كبيراً.

فهناك صالونات للتجميل
وهناك ملكات للجمال
وهناك كعارض للجمال
وهناك طبّ للتجميل
وكأنّ الناس ألّهوا الجمال وعبدوه على نحو ما فعل الأقدمون حين عبدوا فينوس آلهة الحبّ والجمال. لكنّ هذا النوع من الجمال محصور في الجسم دون الروح، ولذا كان سبب شرّ ووبال على الكثيرين والكثيرات من الرجال والنساء. أما استير فكان جمالها جمال الروح أولاً ثم جمال الجسم، أي جمال القلب والقالب. كان جمالها كجمال يوسف الصدّيق.
كجمال موسى الكليم
كجمال داود الملك
ويصحّ أن يُقال عنها ما قيل عن ماري ملكة الاسكتلنديين "إن جميع الكتّاب المعاصرين متّفقون على أنها كانت على أوفر قسط من الجمال والأناقة يمكن أن يصل إليه جسم إنسان. وما من إنسان رآها إلاّ وأثارت إعجابه وتقديره". لكنّها وضعت جمالها الطبيعي، لا الاصطناعيّ، بين يديّ الله، فكان بركةً عوض اللعنة وخيراً عوض الشرّ. نعم كانت جميلةً إنما جمالها الأعظم، على حدّ قول متى هنري، كان في حكمتها وفضيلتها. فما أحسن وما أجمل أن يضع المؤمن كلّ ما عنده بين يديّ الله وتحت تصرّفه، وهو بدوره يحوّل كلّ شيء لخيرنا الروحي والزمني والجسدي.
4- طاعتها ـ هنا سرّ البركة والعظمة.

سئلت والدة جورج واشنطن عن سرّ عظمة وانتصارات ابنها، فأجابت: "علّمته الطاعة".
لقد تعلّمت استير الطاعة: طاعة الله أولاً ثم طاعة ابن عمّها (2: 10و20). ومما لا ريب فيه أن هذه الصفة في حياة استير كانت العامل الأساسي في ارتقائها عرش الملك.
ألا يذكّرنا هذا بالربّ يسوع الذي أطاع حتى الموت ومت الصليب ولذلك رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كلّ اسم؟
ألا يذكّرنا هذا بإبراهيم الذي لما دعي أطاع طاعةً عمياء ولذلك باركه الله وجعله بركةً للشعوب.
ألا يذكّرنا هذا بيوسف الذي لأجل طاعته لله وأبيه ارتفع إلى رئاسة الوزارة في مصر بعد أن دبّر أخوته مكايد لقتلة وباعوه بأقل من ثمن العبد؟
ألا يذكّرنا هذا بنوح الذي فعل كلّ ما أمره به الله؟
ألا يذكّرنا هذا بموسى الذي أطاع الله فترك مصر غير خائفٍ من غضب الملك؟
قيل لشاول الملك قديماً " الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش". فالله ينتظر منا أن نسمع منه ونخضع له ونعمل بأمره ووصاياه، لأننا في المسيح صرنا أولاد الطاعة لكي نحيا حياة الطاعة.
5- غيرتها ـ كانت فتاتنا الشجاعة ذات غيرةٍ ملتهبة واندفاع نادر.

كانت تحسّ بثقل مسؤوليتها نحو شعبها وجنسها سيّما وأن شعبها كان آنذاك في خطر عظيم بسبب مؤامرة حيكت ضدّه. فعندما فكّرت بهم وبحالتهم وما ينتظرهم تحرّكت أحشاؤها في داخلها وصرخت: "كيف أستطيع أن أرى هلاك جنسي؟". (استير 8: 6).
يا ليت الله يعطينا هذا النوع من المحبة الجارفة لخلاص النفوس!!
لم تكتفِ استير بالتعبير عن شعورها بواسطة الكلام بل وضعت كلامها موضع التنفيذ فقامت بما يلي: أولاً، خاطرت بحياتها من أجل قضية أمتها وكانت على استعداد لأن تموت في سبيل حياة شعبها. ولا زالت كلماتها "إذا هلكتُ هلكتُ" ترنّ في آذاننا وقلوبنا.
إن كلّ من ذاب قلبه محبةً للنفوس، على استعداد لأن يضحّي بنفسه من أجل الآخرين. قال بولس معبّراً عن رغبة قلبه من نحو أبناء قومه: "كنت أودّ لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد". وقال موسى مخاطباً الله من جهة شعبه "والآن أن غفرت خطيّتهم.. وإلاّ فامحُ اسمي من سفرك الذي كتبت".
ثانياً، تعاونت مع ابن عمّها وجميع شعبها في شوشن على الصوم والصلاة لعلّ الله يليّن قلب الملك ويعطيها سؤلها (استير 4: 16). إن هكذا صلاة وصوماً لهما كل القوة والفاعلية عند الرب. ألم يقل سيدنا "إن اتّفق اثنان منكم على الأرض في أيّ شيء يطلبانه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السموات"؟
ألم يقل يعقوب أخو الربّ "طلبة البارّ تقتدر كثيراً في فعلها"؟ (يع 5: 16).
استير صلّت وحصلت على ما أرادت. وكأن الله قال لها "بحسب إيمانك ليكن لكِ".
وأخيراً، تذللت أمام الملك وتضرّعت إليه لكي يزيل شرّ هامان الذي دبّره ضدّ بني قومها وقد طلبت ذلك بكلّ لجاجةٍ من الملك (7: 3؛ 8: 3).

فكان أن استجاب جلالته لطلبتها وأعطاها سؤلها.
إن كان هذا هو شأن الملوك الأرضيين فماذا عسانا نقول عن ملك الملوك؟ ـ عن الآب السماوي الذي يعطينا كلّ ما نسأله باسم ابنه الحبيب؟ "الله الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كلّ شيء؟".
ليتنا نتمثّل باستير وبشخصيتها الفذّة وبإيمانها وجرأتها وغيرتها وطاعتها وتفانيها في سبيل الآخرين.
 
قديم 19 - 05 - 2020, 02:24 PM   رقم المشاركة : ( 26823 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دانيال الذي عرف كيف يفتح ويغلق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سفر دانيال

إذا أردت أن تعرف مقدار عظمة إنسان
لا تسل عن ماله وثروته
لا تسل عن علمه وثقافته
لا تسل عن مقامه ومكانته
لا تسل عن أصله ونسبته.. بل سل عن إيمانه
فالرجل العظيم هو رجل الإيمان حتى ولو كان إيمانه بمقدار حبّة خردل.
سرّ عظمة جورج مولر ـ الإيمان
بالإيمان امتدّت يداه إلى ينابيع الغنى فارتوى وأروى
سرّ عظمة مارتن لوثر ـ الإيمان
بالإيمان حقق نصراً عظيماً فخلُص وخلّص
سرّ عظمة إبراهيم ـ الإيمان
بالإيمان تغرّب وتجرّب. وبالإيمان تبارك وبارك
سرّ عظمة أخنوخ ـ الإيمان
بالإيمان سار مع الله.. وأرضى الله.. فنقله الله
وكذلك هو سرّ عظمة دانيال ـ التلميذ الذي كان الربّ يحبّه في العهد القديم. لذلك لا غرابة إن رأينا دانيال مع الرعيل الأول من رجال الإيمان الذين شرّفهم الوحي بتدوين أسمائهم على لائحة الشرف المعروضة في الفصل الحادي عشر من الرسالة إلى العبرانيين. فمع أنه لم يذكر باسمه، غير أنّ الوحي عناه هو بالذات حين قال:
"بالإيمان سدّوا أفواه أسود.. "
فهو عملاق من عمالقة الإيمان
وبطل من أبطال الاتّكال
وكوكب من كواكب الثقة
وطود من أطواد اليقين
وإليك الآن أيها القارئ مظاهر الإيمان في حياة هذا الشاب البطل.
1- دانيال صَبَر: لقد صبر صامتاً صامداً أمام الأحداث التي قُدّر له أن يجتازها.

لم يتذمّر، ولم يتأفّف، ولم يشكَ بل وضع يده على فمه لأنّ الربّ قد فعل. وكان يؤمن أنّ الربّ الذي لم يتركه لن يتركه أبداً..
اختبر الذلّ بعد المجد ـ سموّ الأمير صار أسيراً ذليلاً
اختبر التّعب بعد الرّاحة ـ سار مع لا يقلّ عن 1500 كيلومتراً
اختبر الجوع بعد الشبع ـ عومل كأحد المسبيين الأسرى
اختبر الحزن بعد الفرح ـ لقد سخروا منه وهزؤوا به
اختبر الفراق وما أمرّه ـ ترك أهله وأحبّاءه ومعارفه ووطنه
اختبر العداء بعد الصّداقة ـ فكم من مؤامرة حيكت ضدّه
لكنّ دانيال صبر على الرّغم من هذه جميعها. لماذا؟
لأنه آمن بصحّة كلمة الله.. لأن الله قال بتشتيت شعبه إن لم يطيعوه،
لأنّه أدرك أن كلّ الأشياء تعمل معاً للخير.. فلولا بابل لما عرفنا دانيال،
لأنه عرف كيف يأخذ إلهه معه.. عكس الكثيرين من الشبان اليوم.
2- دانيال صمّم: لم تكن حياته على الهامش كبعض المؤمنين الذين تتقاذفهم التيارات بل كان رجل عزمٍ وتصميم.

كان صاحب مبدأ وعقيدة لا يحيد عنهما. فقد صمّم أن يكون أميناً للربّ (والأمانة من الإيمان). تعهّد بذلك مرة وإلى الأبد. ولولا تصميمه هذا لانجرف مع التيار. فما أكثر المغريات في بابل لا سيّما لشاب في مقتبل العمر كدانيال.. إلاّ أنه نبذها نبذ النواة وضرب بها كلّها عرض الحائط.
لم تغره بابل بأبراجها العالية، وهياكلها العظيمة، وتماثيلها الفخمة، وملاهيها ومسارحها وجنائنها المعلّقة، وأنهارها السلسبيلة.
لم تغره مباهج الأمور الدنيوية بما فيها من جاه ومال وسلطان.
لم تغره الأكثريّة.. بل آثر أن يكون بجانب الحقّ ولو كان مع الأقليّة.
لم يغره مديح الناس.. بل كان يفضّل الموت على أن يخون الربّ.
لم يغره طعام الملك ومشروبه.. لأنهما كانا ضدّ شريعة إلهه.
لم يغره مسكنه الجديد ولا اسمه الجديد ولا عمله الجديد ولا لغته الجديدة.
آثر الانفصال عن العالم وما فيه ليكون على اتّصال دائم بإلهه وأميناً له. وقد صمّم أن يكون أميناً أيضاً لرفاقه. كان يدرك أن الفتيان الثلاثة مرتبطون به، وأن نهجهم في الحياة سيكون على غرار نهجه سيّما وأنّه كان أكبرهم وقائدهم. لهذا اتّخذ موقفاً جازماً وحازماً إزاء الخطية والعالم. نعم لقد أظهر أمام رفاقه:
شجاعةً نادرة
وإيماناً رائعاً
ومحبةً عظيمةً
وكانت النتيجة أن رفاقه تحدّوا الملك بعد أن تحدّاهم الملك.
3- دانيال صلّى: كان يصلّي ثلاث مراتٍ يومياً سواء وُجدت أزمات أم لا..

وكان إذا صلّى يهزّ عرش الله من قوّة الإيمان.
صلاة التصميم: لا شكّ أنه عندما جعل في قلبه أن لا يتنجّس بأطايب الملك.. صلّى شيئاً كهذا: "أتعهّد يا إلهي أن لا أخالف شريعتك وإرادتك ولو كلّفني ذلك حياتي". وقد نفّذ تصميمه هذا ولم يخشَ أمر الملك.
صلاة طلب المعرفة: طلب من الملك وقتاً لكي يتمكّن من تعريفه السرّ. وذهب وأخبر رفاقه بالأمر. فجثا الفتيان الأربعة على ركبهم وأمسك كلّ منهم بقائمة من قوائم العرش الأربع وراحوا يهزّونه من حرارة صلواتهم، وإيمانهم بالإله القيوم. وما كان من الربّ إلاّ أن استجاب وكشف السرّ لدانيال المحبوب.
صلاة لأجل أصدقائه: أصدر الملك أمره بطرح الفتيان الثلاثة في أتون النار. ومع أن دانيال كان في "باب الملك" لكنه لم يتوسّط لرفاقه عند الملك. ولماذا يذهب إلى الملك وهناك ملك الملوك؟ هم دخلوا أتون النار وهو دخل أتون الصلاة. وأستطيع أن أرى دانيال رافعاً يديه إلى السماء ويقول "يا ربّ قف إلى جانبهم ونجّهم". وإذا بالربّ ينـزل ليتمشّى بينهم وينقذهم من موتٍ أكيد".
صلاة التحدّي: حاك أعداؤه مؤامرةً ضدّه لكي يقضوا عليه. وظنّوا أنهم نجحوا في خطّتهم. لكنّ دانيال الذي كان قلبه ثابتاً على الربّ، لم يعبأ بهم. فراح وفتح نوافذه وقلبه نحو أورشليم.. وصلّى.. فكان نصيبه مع الأسود. لكنّ الربّ نجّاه وأنقذ حياته. وهل نسي الربّ أمناءه؟
إن الذي يعرف كيف يفتح نوافذ الصلاة يستطيع أن يغلق أفواه الأسود.
 
قديم 19 - 05 - 2020, 02:35 PM   رقم المشاركة : ( 26824 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





إنجيل القدّيس يوحنّا 11 / 17 -27
لَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ وجَدَ أَنَّ لَعَازَرَ قَدْ دُفِنَ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّام. وكَانَتْ بَيْتَ عَنْيَا قَرِيبَةً نَحْوَ مِيلَينِ مِنْ أُورَشَلِيم.
وكَانَ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ قَدْ جَاؤُوا إِلى مَرْتَا ومَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا بِأَخِيهِمَا.
فَلَّمَا سَمِعَتْ مَرْتَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ، خَرَجَتْ لِمُلاقَاتِهِ. أَمَّا مَرْيَمُ فَبَقِيَتْ جَالِسَةً في البَيْت.
فَقَالَتْ مَرْتَا لِيَسُوع: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخي، ولكِنِّي أَعْلَمُ الآنَ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ مَا تَسْأَلُ الله، يُعْطِيكَ إِيَّاهُ الله!».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «سَيَقُومُ أَخُوكِ!».
قَالَتْ لَهُ مَرْتَا: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ في القِيَامَة، في اليَوْمِ الأَخير». قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا.
وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد. أَتُؤْمِنينَ بِهذَا؟».
قَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنَا أُؤْمِنُ أَنَّكَ أَنْتَ المَسِيحُ ظ±بْنُ ظ±لله، الآتِي إِلى العَالَم».
التأمل: “أَنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا…”
أحضرت أمام قاضٍ إبنته بتهمة القيادة بسرعة زائدة، وكان الجميع ينتظر حكمه حتى رجال القانون!! ماذا عساه أن يفعل؟ هل يطبق القانون على ابنته؟؟ وكانت المفاجأة أنه فرض عليها أكبر غرامة ممكنة مما أدهش الجميع، معارضيه قبل مؤيديه.. ثم كانت المفاجأة الأكبر أنه نزل عن كرسي القضاء فأخرج مالاً من محفظته ودفع الغرامة عنها!! وهكذا حكم بالعدالة بحسب القانون ودفع الغرامة بحسب قلبه الوالدي..
الموت عدلٌ والقيامة رحمة.. سبب الموت هو طبيعتنا المحدودة، أما سبب القيامة فهو رحمة الرب الغير محدودة.. ثمن الخطيئة الموت (العدالة) والمسيح دفع عنا تلك الغرامة على الصليب (الرحمة).
“أُولئِكَ الَّذِينَ عَاقِبَتُهُمُ الهَلاك، أُولئِكَ الَّذينَ إِلهُهُم بَطْنُهُم، ومَجْدُهُم في عَارِهِم، وفي أُمُورِ الأَرْضِ هُمُّهُم”(فيلبي 3 / 19). هذه هي بذرة الموت متأصلة في داخلنا، في البطن، في العار، في الارض….

ولكن الذين ينعمون برحمة الله لن يذوقوا الموت أبداً.. من لبس “عواطف الحنان واللطف والتواضع والوداعة والصبر..”(قولسي 3 / 12) يكون قد “اختارهم الرب وقدسهم وأحبهم..” وأصبحوا أبناء القيامة..
أعطنا يا رب نعمة الإيمان بك، كي “نحتمل بَعضُنَا بعضاً ونصفح عن بَعضنا كما صفحت أنت عنا.. ألبسنا يا رب ثوب المحبة ليكون لنا رباط الكمال الذي يتخطى حدود الموت.. ويسود السلام على قلوبنا ذاك السلام الذي إليه دعينا لنصير معك جسداً واحداً لأنك أنت هو القيامة والحياة” (من وحي رسالة القديس بولس الى قولسي 3 / 13 – 15)
 
قديم 19 - 05 - 2020, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 26825 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أُثْبُتُوا هـكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء







الأربعاء من الأسبوع السادس من زمن الفصح
إِذًا، يَا إِخْوَتِي، الَّذِينَ أُحِبُّهُم وأَشْتَاقُ إِلَيْهِم، وأَنْتُم فَرَحِي وإِكْلِيلي، أُثْبُتُوا هـكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء. أَطْلُبُ إِلى أَفُودِيَةَ، وأَطْلُبُ إِلى سُنْتِكَة، أَنْ تَكُونَا على رأْيٍ واحِدٍ في الرَّبّ. وأَسأَلُكَ أَنْتَ أَيْضًا، أَيُّهَا الرَّفِيقُ الصَّادِق، سِيزِيغُس، أَنْ تُسَاعِدَهُمَا، فقَدْ نَاضَلَتَا مَعِي في الإِنْجِيل، صُحْبَةَ إِكْلِمَنْدُس، وسَائِرِ مُعَاوِنِيَّ، الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُم في سِفْرِ الـحَيَاة. إِفْرَحُوا دائِمًا في الرَّبّ، وأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا. لِيُعْرَفْ حِلْمُكُم عِنْدَ جَمِيعِ النَّاس: إِنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفُوقُ كُلَّ إِدْرَاك، يَحْفَظُ قُلُوبَكُم وأَفْكَارَكُم في الـمَسِيحِ يَسُوع!
قراءات النّهار: فيليبّي 4: 1-7 / يوحنّا 11: 32- 46
التأمّل:
“أُثْبُتُوا هـكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء”!
هل نعي معنى هذه الدعوة؟ هل نعي كيفيّة الثبات في الربّ؟
الربّ طبعاً هو الطريق والحقّ والحياة (يوحنا 14: 6) ولكنّه أيضاً من وضع أمامنا السبيل للثبات فيه حين كلّف مار بطرس وخلفاءه برعايتنا (يوحنا 21: 14-17) كي لا نضلّ أو نبتعد عن دربه إن أضعفنا انتماءنا للكنيسة أو حجّمناه إلى مجرّد عقدٍ اجتماعيّ وشكليّ!
الرّسوخ في الكنيسة هو السبيل الوحيد للحصول على السلام الّذي وصفه مار بولس بالقول: “سلامُ اللهِ الَّذي يَفُوقُ كُلَّ إِدْرَاك، يَحْفَظُ قُلُوبَكُم وأَفْكَارَكُم في الـمَسِيحِ يَسُوع”!


 
قديم 19 - 05 - 2020, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 26826 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا أبى، باركنى


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بينما اسعى ان اشارك ايمانى وخلاصك


مع الناس فى عائلتى الذين لم يدعوا يسوع كربهم

ولم يسلموا حياتهم إليه بعد.


ساعدنى ألا ابعدهم اكثر،

لكن ان اساعدهم ليروا كل الطرق التى باركت بها حياتى.


باسم يسوع اصلى. آمين.
 
قديم 19 - 05 - 2020, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 26827 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

✨تـسـتـطـيـع أن تـمـلـگ الـدنـيـا ومـا فـيـهـا ..
بـخـمـسـة حـروف فـقـط ** أس ل و ب **

✨و تـسـتـطـيـع أن تـسـرق قـلـوب الـبـشـر ..
بـخـمـسـة حـروف فـقـط ** أ خ ل ا ق **

✨و تـسـتـطـيـع أن تـريـّح قـلـبـگ ..
بـخـمـسـة حـروف فـقـط ** ت س ا م ح **




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 19 - 05 - 2020, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 26828 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تأملات فى سيرة القديسة الشهيدة العفيفة دميانة†

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بالطبع كلنا نعرف قصة القديسة دميانة والأربعين عذراء الشهيدات
سواء من السنكسار أو من الكتب التى تحكى قصتها أو من الفيلم الفيديو... ولكن يجب ألا نغفل عن حقائق هامة فى حياتها:
أولا: أنها فتاة من أسرة كبيرة غنية تستطيع أن تتمتع بكل مباهج الحياة ولكنها إختارت حياة الفقر المادى لكى تشعر بالغنى الروحى .
ثانيا: أنها الإبنة الوحيدة للوالى مرقس والى البرلس والزعفرانة أى أنها ليس لها أخوات بالجسد ولكنها وجدت لها أخوات روحانيا

ثالثا: أنها منذ طفوليتها وهى تعيش فى علاقة حميمة مع الله ولا يشغل بالها سوى حبيبها خالقها وفاديها رب المجد يسوع المسيح.
رابعا: إيمانها الثابت الراسخ الذى لا يتزعزع بالرب يسوع.
خامسا: شجاعتها وغيرتها على الإيمان المسيحى فحينما ضعف والدها وبخر للأصنام وبخته بكلمات الكتاب المقدس وأرجعته عن الحياة فى الظلمة فإعترف بالسيد المسيح أمام الإمبراطور دقلديانوس ونال إكليل الشهادة.
سادسا: لم يكن هدف القديسة دميانة هو إرجاع والدها للإيمان فقط ولكنها كانت تعلم أنه إذا ضعف مرقس أبيها وهو واليا على البرلس والزعفرانة وأيضا على ولاية الفرما التى أسندها إليه الإمبراطور دقلديانوس نتيجة إعجابه لمرقس وأمانته .. فسوف يرتد الكثير من الشعب عن الإيمان المسيحى حيث أنها أنقذت المسيحية فى هذه المناطق .
سابعا: حكمتها حيث أنها حينما شاهدت الجنود محيطة بالقصر ومعهم آلات التعذيب أسرعت إلى العذارى وأخبرتهن بأن الجنود قد أتوا لعذابهن على إسم المسيح وخيرتهن ما بين الإستشهاد والهروب حيث أنه ليس من الحكمة أن تحمل العذارى طاقة فوق طاقتهن .. ولكن نجد أن العذارى قرروا إكمال الطريق معها .
ثامنا: عمق محبتها للسيد المسيح مما جعلها تحتمل الكثير من ألوان وصنوف العذابات من أجل إسمه.
تاسعا: أنقذت المسيحية فى شمال الدلتا عن طريق تحملها للعذابات وهى بنت الوالى الذى سبق وضعف وبخر للأوثان وبعد ذلك رجع على أيديها فإذا ضعفت القديسة دميانة أمام العذابات كانت ستبقى الكارثة الكبرى : ( إبنة الوالى التى أرجعته للإيمان ها هى ضعفت)ولكن حاشا لقديستنا الحبيبة التى سجلت إنتصارات على طول الخط.
عاشرا: أكملت جهادها بسلام ونالت إكليل الشهادة وهنا نتذكر قول معلمنا بولس الرسول : جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعى وحفظت الإيمان وأخيرا وضع لى إكليل البر.
صلاة:
ربى يسوع ...
يا من جذبت تلك النفوس إليك
إجذبنا يا رب إليك إجذبنا ورائك فنجرى
أعطنا يا رب أن نعيش لك وحدك ولا يفصلنا عن محبتك شىء
أعطنا يا رب أن نجاهد ولا نمل من الجهاد والحروب ناظرين إلى المكافأة التى وعدتنا بها إياها.
أعطنا يارب أن نحيا الحياة التى تريدنا أن نحياها.
إقبلنا يا رب إليك كمرضى محتاجين لشفاء.
كعطاش محتاجين لماء الحياة .
كمتعبين محتاجين إلى الراحة.
يا ربى أعطنا أن نتعلم من القديسة دميانة الحكمة والطهارة والشجاعة والغيرة على إيماننا والشهادة لإسمك القدوس.
يا رب إحسبنا مع أصحاب الساعة الحادية عشر وإجعل لنا نصيب وميراث مع كافة قديسيك . أمين
 
قديم 19 - 05 - 2020, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 26829 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معلومات عن القديسة دميانة بطلة الأقباط


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

- من قديسات القرون الأولى فى المسيحية وهى أول راهبة فى التاريخ وارتبط اسمها بقصة الأربعين عذراء.

- وُلدت من أبوين مسيحيين تقيين فى أواخر القرن الثالث، وكان أبوها مرقس واليًا على البرلس.

- تقدم أحد الأمراء إلى والدها يطلب يدها، وكانت معروفة بتقواها ومحبتها للعبادة مع جمالها وغناها وأدبها، وعرض الوالد الأمر عليها، فأجابته: "لماذا تريد زواجى وأنا أود أن أعيش معك ؟ هل تريدنى أن أتركك ؟

- فى سن الثامنة عشر كشفت عن عزمها على حياة البتولية، فرحب والدها بهذا الاتجاه، ولتحقيق هذه الرغبة بنى لها قصرًا فى جهة الزعفران بناء على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة، واجتمع حولها أربعون من العذارى اللاتى نذرن البتولية.

-عاشت القديسة مع صاحباتها حياة نُسكية رائعة، امتزج الصوم بالصلاة مع التسبيح الذى حوَّل القصر إلى سماء يُسمع فيها صوت التهليل المستمر.

- أمام اضطهاد دقلديانوس الحاكم الرومانى، ترك والدها المسيحية وعاد للوثنية ولكن دميانة واجهته فتاب مرة أخرى.

- بعد أيام علم دقلديانوس أن دميانة هى السبب فى رجوع والدها مرقس إلى الإيمان المسيحى، فأرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب، للانتقام منها ومن العذارى اللاتى يعشن معها.

- تروى كتب التراث المسيحى أن القديسة سجنت وعذبت ولكن جسدها لم يتأثر لأن الملائكة كانت تشفيها، حتى جاءت الأوامر بضربها بالسيف فاستشهدت هى والأربعين عذراء.

- يقام للقديسة دميانة مولد فى ديرها ببلقاس وتتلى لها المدائح وتقدم لها النذور وتشفع لأهل الكتاب.


 
قديم 19 - 05 - 2020, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 26830 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهيدة العفيفة القديسة دميانة والأربعين عذراء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نشأة الشهيدة دميانــــة

هى إبنة مرقس والى البرلس على مدينة الزعفرانة بوادى السيسبان ( وهى حاليا منطقة دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس)وتم عمادها بدير الميمة واحتفل بعمادها 3 أيــام دعا فيها الفقراء والمساكين 0

كانت دميانة هى الإبنة الوحيدة لوالدها مرقس ـ رباها أبوها أحسن تربية وعلموها القراءة والكتابة فى الكتب فكانت دائما تختلى بنفسها وتقرأ الكتاب المقدس 0

رغبتها فى التكريس

عندما بلغت دميانة 15 سنة من العمر أراد أبوها مرقس أن يزوجها لأحد أكابر مدينته ، ولكنها رفضت الزواج لأنها نذرت نفسها عروسة للمسيح وأرادت أن تعيش حياة البتولية ، وطلبت دميانة من أبيها بناء قصر لكى تتعبد فيه هى وزميلاتها الأربعين عذراء نذروا أنفسهم للبتولية مع دميانة 0 دخلت دميانة القصر ومعها الأربعين عذراء والصلاة ليلا ونهارا 0 مرقس أبوها تم نقله الى ولاية الفرما بعيدا عن دميانة 0

الملك دقلديانوس يضطهد المسيحية

أمر الملك دقلديانوس ملك الرومان ومدينة الإسكندرية والخمس مدن الغربية بعبادة الأصنام : فصنع 70 تمثال صنم من الفضة والذهب 35 تمثال ذكورا و 35 تمثال إناثا وأحضر 140 كاهن أصنام كاهن يحمل الصنم وكاهن آخر يبخر بالشورية بمعنى كاهنان لكل صنم × 70 صنم = 140 كاهن 0 وأمر الملك دقلديانوس كل واحد يبخر للأصنام وحضر هذا الموكب 30ألف أمير 0 مرقس فى البداية يرفض السجود للأصنام ولكن الملك هدده بإبنته دميانة وأخيرا مرقس ينكر المسيح ويبخر للأصنام فلما وصل الخبر لإبنته دميانة أن أبوها أنكر المسيح تركت ال 40 عذراء بالقصر ( الدير ) وذهبت إلى والدها مسيرة تزيد عن 3 أيــام ففرح مرقس أبوها عندما رآها ولكنه وبخته وقالت له ياريت كنت شفتك ميت أحسن من أنك حى وتنكر المسيح ووبخته كثيرا وقالت له أنك علمتنى طريق المسيح وأنت الآن تنكره 0 وعدها مرقس بأن يرجع للمسيح مرة أخرى أمام الملك والولاة وتاب مرقس وفعلا نال اكليل الشهادة على يد الملك دقلديانوس الذى كان يحبه ولكن الملك حزن عليه بعد قتله لأنه كان أمينا وأحسن والى فى المملكة 0

الملك علم أن وراء توبة مرقس هى إبنته دميانة فأرسل جنودا وضباطا لدميانة لإقناعها وأن تبخر للأصنام ولكنها رفضت هى والأربعين عذراء 0

عذابـــات دميانـــــــة

أولا : رفعها على الهنبازين وأمر بعصرها بين أربعة رجال أقوياء إثنين مقابل إثنين ورموها فى السجن ولكن رئيس الملائكة ميخائيل أشرق نورا بالسجن وأعطاها السلام ولمس جسدها بأجنحته النورانية وتم شفاؤها تماما 0 فآمن آلاف الناس بالمسيحوتم قتلهم ونالوا جميعا اكليل الشهادة 0

ثانيا : تمشيط جسدها بأمواس حادة وتدليكه بالخل والجير الغير مطفى وتم جلدهاوجاء رئيس الملائكة ميخائيل وشفاها0

ثالثا : ضربها بمرزاب حديد : من أقدامها حتى رأسها ووضعوا عليها شحم خنزير وزيت وزفت وأشعلوا النيران فى جسدها ولكن رئيس الملائكة ميخائيل يشفيها 0

رابعا : تقوير رأسها وقلع عينيها : قوروا رأسها وسكبوا رصاص وزيت وزفت مغلى ثم قاموا بقلع عينيها وسلخوا جلدها وللوقت نزل عليها طير حمام أبيض من السماء وصار يرفرف على رأسها وعينيها بأجنحته وللوقت تم شفاؤها والحاضرين يؤمنوا بالمسيح وينالوا جميعا اكليل الشهادة 0

خامسا : تقطيع أعضائها وإلقائها للوحوش : فمكثت مرمية للوحوش يوما وليلة ولم يقربها الوحوش والعذارى الأربعين سائرين حولها يبكون 0

ظهـــور المخلص لها وإقامتها من الموت

نزل رعدا قويا من السماء وزلزال عظيم حتى أن الحاضرين وقعوا كالأموات ونزل رب المجد يسوع المسيح الإله على مركبة الشاروبيم ومعه أمنا العذراء ريم جالسة عن يمينه ورؤساء الملائكة يسبحون تسابيح وصرخ المخلص نحو أعضاء ولحم القديسة الطاهرة دميانة قائلا : لك أقول قومى أيتها الإبنة المباركة دميانة من غير فساد بمعنى من غير جراح فقامت فى الحال وسجدت للمسيح له المجد فوعدها المسيح بثلاثة أكاليـل : اكليل للبتولية واكليل لتعبها فى الآلام واكليل الشهادة بسفك دمها الطاهر هى والأربعين عذراء 0 ووعدها رب المجد بأن هذا المكان وهو دير الشهيدة دميانة الحالى ببرارى بلقاس محافظة الدقهلية ها يكون بركة إلى الأبد ويبنى لها كنيسة على اسمها ويتقاطر كل الخلائق من كل مكان لبيعتها الطاهرة 0

استشهاد القديسة دميانــــة


تم استشهاد القديسة العفيفة دميانة بقطع رقبتها بحد السيف هى والأربعين عذراء فى 13 طوبة فى القرن الرابع الميلادى بركاتها تكون معنا آمين 0

ويحتفل دير الشهيدة دميانة بعيد تكريس كنيستها يوم 12 بشنس الموافق 20 مايو من كل عام حيث تقام احتفالات وزفة الأيقونة فى المدة من 12 مايو حتى 20 مايو من كل عام برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشــوى مطران الإيبارشية كرسى دمياط وكفر الشيخ ودير الشهيدة دميانة وسكرتير المجمع المقدس والنائب البابوى لإيبارشية المحلة الكبرى 0 ويحضر هذا الإحتفال محافظ الدقهلية ومحافظ دمياط ومحافظ كفر الشيخ ومحافظ الغربية ويحضره آلاف من الناس من كل مكان وتنصب الخيام فى أرض الدير الشاسعة 0

السيرة
نشأتها وُلدت من أبوين مسيحيين تقيين في أواخر القرن الثالث، كان أبوها مرقس واليًا على البرلس والزعفران بوادي السيسبان. إذ بلغت العام الأول من عمرها تعمدت في دير الميمة جنوب مدينة الزعفران، وأقام والدها مأدبة فاخرة للفقراء والمحتاجين لمدة ثلاثة أيام، بعد فترة انتقلت والدتها. أمير يطلب يدها تقدم أحد الأمراء إلى والدها يطلب يدها، وكانت معروفة بتقواها ومحبتها للعبادة مع جمالها وغناها وأدبها.

عرض الوالد الأمر عليها، فأجابته: "لماذا تريد زواجي وأنا أود أن أعيش معك؟ هل تريدني أن أتركك؟" تعجب والدها لإجابتها هذه، فأرجأ الحديث عن الزواج. لاحظ على ابنته أنها عشقت الكتاب المقدس وارتوت به، وكانت تلجأ إلى حجرتها الخاصة تسكب دموع الحب الغزيرة أمام الله مخلصها، كما لاحظ تعلقها الشديد بالكنيسة مع كثرة أصوامها وصلواتها، وحضور كثير من الفتيات صديقاتها إليها يقضين وقتهن معها في حياة نسكية تتسم بكثرة الصلوات مع التسابيح المستمرة.
بناء قصر لها في سن الثامنة عشر كشفت عن عزمها على حياة البتولية، فرحب والدها بهذا الاتجاه. ولتحقيق هذه الرغبة بنى لها قصرًا في جهة الزعفران بناءً على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة، واجتمع حولها أربعون من العذارى اللواتي نذرن البتولية. فرحت البتول الطاهرة دميانة لمحبة والدها لها التي فاقت المحبة العاطفية المجردة، إذ قدم ابنته الوحيدة ذبيحة حب لله. عاشت القديسة مع صاحباتها حياة نُسكية رائعة.
امتزج الصوم بالصلاة مع التسبيح الذي حوَّل القصر إلى سماء يُسمع فيها صوت التهليل المستمر. سقوط والدها في أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ضعف أبوها مرقس وبخر للأوثان. فما أن سمعت دميانة هذا الخبر حتى خرجت من عزلتها لتقابل والدها. طلبت القديسة دميانة من صديقاتها العذارى أن يصمن ويُصلين لأجل خلاص والدها حتى يرجع عن ضلاله. التقت القديسة بوالدها، وفي شجاعةٍ وبحزمٍ قالت له: "كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك الإله الحقيقي".
كما قالت له: "اعلم يا والدي أنك إذا تماديت في هذا الطغيان لست أعرفك وسأكون بريئة منك هنا وأمام عرش الديان حيث لا يكون لك نصيب في الميراث الأبدي الذي أعده الله لمحبيه وحافظي عهده". صارت تبكته بمرارة عن جحده لمسيحه مهما كانت الظروف. وسألته ألا يخاف الموت، بل يخاف من يُهلك النفس والجسد معًا، وألا يجامل الإمبراطور على حساب إيمانه وأبديته.

مع حزمها الشديد وصراحتها الكاملة كانت دموع محبتها تنهار بلا توقف، وهي تقول له: "إن أصررت على جحدك للإله الحقيقي، فأنت لست بأبي ولا أنا ابنتك!" قيام مرقس من السقوط ألّهبت هذه الكلمات والدموع قلب مرقس، فبكى بكاءً مرًا وندم على ما ارتكبه. في توبة صادقة بروح التواضع المملوء رجاءً قال لها: "مباركة هي هذه الساعة التي رأيتك فيها يا ابنتي. فقد انتشلتيني من الهوة العميقة التي ترديت فيها. وتجددت حياتي استعدادًا لملاقاة ربى العظيم الذي أؤمن أنه يقبلني إليه".

وبروح الرجاء شكر الله الذي أيقظ قلبه قائلاً: "أشكرك يا إلهي لأنك نزعت ظلمة الكفر عن قلبي. الفخ انكسر ونحن نجونا..." فتركها للوقت وذهب إلى إنطاكية لمقابلة دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان، وندم عما أتاه من تبخير للأصنام. تعجّب الإمبراطور لتحوّل هذا الوالي المتسم بالطاعة، والذي ترك إيمانه وبخر للأوثان أنه يجاهر بإيمانه بكل قوة.
وبخ مرقس الإمبراطور على جحده الإيمان، وحثه على الرجوع إلى الإيمان الحيّ. لم يتسرع الإمبراطور في معاقبته بل استخدم محاولات كثيرة لجذبه إليه، وإذ لم يتراجع مرقس ثارت ثائرة الطاغية، وأمر بقطع رأسه. وكان ذلك في الخامس من أبيب، في عيد الرسل. انتشر الخبر في كل الولاية وتهلل قلب ابنته القديسة دميانة، فقد نجا والدها من الهلاك الأبدي ليُشارك مسيحه أمجاده. وفي نفس الوقت حزن الإمبراطور على مرقس، إذ كان موضع اعتزازه وتقديره.

بعد أيام علم دقلديانوس أن ابنته دميانة هي السبب في رجوع مرقس إلى الإيمان المسيحي، فأرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب، للانتقام منها ومن العذارى اللواتي يعشن معها. شاهدت القديسة الجند قد عسكروا حول القصر وأعدوا آلات التعذيب، فجمعت العذارى وبروح النصرة أعلنت أن الإمبراطور قد أعد كل شيء ليُرعبهم، لكن وقت الإكليل قد حضر، فمن أرادت التمتع به فلِتنتظر، وأما الخائفة فلتهرب من الباب الخلفي. فلم يوجد بينهن عذراء واحدة تخشى الموت.

بفرحٍ شديدٍ قُلن أنهم متمسكات بمسيحهن ولن يهربن. شركة آلام مع المسيح التقى القائد بالقديسة وأخبرها بأن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة ويقدم لها كنوزًا كثيرة ويُقيمها أميرة عظيمة. أما هي فأجابته: "أما تستحي أن تدعو الأصنام آلهة، فليس إله سوى رب السماء والأرض. وأنا ومن معي مستعدات أن نموت من أجل اسمه". اغتاظ القائد وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهنبازين لكي تُعصر. وكانت العذارى يبكين وهنّ ينظرن إليها تُعصر. أُلقيت في السجن وهي أشبه بميتة، فحضر رئيس الملائكة ميخائيل في منتصف الليل ومسح كل جراحاتها. في الصباح دخل الجند السجن لينقلوا خبر موتها للقائد، فكانت دهشتهم أنهم لم يجدوا أثرًا للجراحات في جسمها.
أعلنوا ذلك للقائد، فثار جدًا وهو يقول: "دميانة ساحرة! لابد من إبطال سحرها!" إذ رأتها الجماهير صرخوا قائلين: "إننا نؤمن بإله دميانة"، وأمر القائد بقتلهم. ازداد القائد حنقًا ووضع في قلبه أن ينتقم من القديسة بمضاعفة العذابات، حاسبًا أنها قد ضلَّلت الكثيرين. أمر بتمشيط جسمها بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير، أما هي فكانت متهللة.
إذ حسبت نفسها غير أهلٍ لمشاركة السيد المسيح آلامه. أُلقيت في السجن، وفي اليوم الثاني ذهب القائد بنفسه إلى السجن حاسبًا أنه سيجدها جثة هامدة، لكنه انهار حين وجدها سليمة تمامًا، فقد ظهر لها رئيس الملائكة ميخائيل وشفاها. في ثورة عارمة بدأ يُعذبها بطرق كثيرة ككسر جمجمتها وقلع عينيها وسلخ جلدها، لكن حمامة بيضاء نزلت من السماء وحلّقت فوقها فصارت القديسة معافاة. كلما حاول القائد تعذيبها كان الرب يتمجد فيها. أخيرًا أمر بضربها بالسيف هي ومن معها من العذارى، فنلن جميعًا أكاليل الشهادة.
وقبل أن يهوي السيف على رقبة القديسة دميانة قالت: "إني أعترف بالسيد المسيح، وعلى اسمه أموت، وبه أحيا إلى الأبد". وكان ذلك في 13 طوبة. مازال جسد الشهيدة دميانة في كنيستها التي شيدتها لها الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، والكائنة قرب بلقاس في شمال الدلتا.
قام البابا الكسندروس بتدشينها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس. ملحق بالكنيسة دير القديسة دميانة، كما بنيت كنائس كثيرة باسمها في القطر المصري.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025