منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 05 - 2020, 08:32 PM   رقم المشاركة : ( 26631 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

✨السلحفاة والطفل✨ ��



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها .. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء . فحاول أن يخرجها فأبت .. ضربها بالعصا�� فلم تأبه به .. صرخ فيها فزادت تمنعا .

��فدخل عليه أبوه وهوغاضب حانق وقال له : ماذا بك يا بني ؟ فحكى له مشكلته مع السلحفاة فابتسم الأب.�� وقال له دعها وتعال معي .
â*گثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان .. ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء . فابتسم الأب لطفله
â‌¤ وقال : يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك،ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك . وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة
��... فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم طاعتهم .. عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير .
كذلك البشر لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفء مشاعرك .. وصفاء قلبك .. ونقاء روحك��

 
قديم 07 - 05 - 2020, 08:36 PM   رقم المشاركة : ( 26632 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حته كده ع الماشي




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


��اكتشف أحد زعماء المافيا أن المحاسب لديه كان يختلس من أمواله عبر السنين ، حتى وصل ما اختلسه لِـ ( عشرة ملايين دولار ) ...
المحاسب كان أصماً أبكماً يتم التواصل معه عن طريق لغة الإشارة فقط ، و هذا كان السبب الأوحد لاختياره في هذا المنصب الحساس ، فالمحاسب الأصم لن يسمع شيئاً قد يشهد به أمام المحاكم ...
عندما قرر الزعيم أن يواجهه بما اكتشفه عنه ، أخذ معه خبيراً بِـ لغة الإشارة وقال له : قم بِـ سؤاله أين العشرة ملايين دولار التي اختلسها ...؟ سأله الخبير عن طريق لغة الإشارة ، فأجابه المحاسب بذات اللغة أنه لا يعرف عن ماذا يتحدث الزعيم ..
قال الخبير للزعيم : إنه يقول بأنه لا يعرف عن ماذا تتحدث يا سيدي ... أشهر الزعيم مسدسه و ألصقه بِـ جبهة المحاسب و قال للخبير : إسأله مرة أخرى ...
سأله الخبير ثانية بِـ لغة الإشارة : سوف يقتلك إن لم تخبره عن مكان النقود ... أجاب المحاسب بِـ لغة الإشارة : حسناً ... النقود تجدها في حقيبة سوداء مدفونة خلف مستودع السيارات الموجود في الحي الخلفي ...
سأل الزعيم خبير اللغة : ماذا قال لك ...؟
أجاب الخبير : انه يقول أنك جبان و مجرد حشرة ، و لا تملك الشجاعة لإطلاق النار عليه ... !
حينها أطلق الزعيم النار على المحاسب ... و انتهى الأمر لصالح خبير لغة الإشارة ... !
لذا : من الخطأ الفادح أن تضع ثقتك كلها في شخص ما ، لعلك تكتشف بعد حين أن تلك الثقة لم تكن في محلها ، تلك ما تسمى ب ( الثقة العمياء ) ... فيكون السقوط مدوياً ... و الخسارة فادحة .
 
قديم 08 - 05 - 2020, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 26633 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نبغي أن نميز بالحواس الروحانية


إرشاد النفوس ليس لكل إنسان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيها الأحباء المدعوين من الله للحياة الأبدية
اسمعوا خُلاصة كلمات التقوى، التي نستقيها من كلام الوحي الإلهي المكتوب بروح الحكمة والمشورة الأزلية،
الذي يُدبر النفس حسناً ويقود طالبي الرب في طريق البرّ بهدوء دون ضجة أو تعقيد أو الدخول في صراع نفسي مرير.
أنتم تعلمون من الطبيعة
أن المعدة تستقبل جميع الأطعمة، بالرغم من أنه يوجد طعام أطيب من غيره، والإنسان يُميزه بالحواس الخاصة به [النظر – الشم – التذوق]، هكذا بالمثل أيضاً يُميز الإنسان المولود من فوق – بالحواس الروحانية المتقدة بالنور الإلهي – ما بين صوت الله وعمل الروح القدس وبين صوت العالم وخداع الذات، وما بين الفرح الحقيقي الذي من الله والفرح النابع من العاطفة النفسانية الهائجة التي تزول بزوال المؤثر، وأيضاً ما بين الادعاء الكاذب وضلال الشياطين وعمل الأشرار وبين عمل الصدقين وخدمة الملائكة، فقلب الحكيم مملوء بمخافة الرب، بها يكشف كلام الكذب، والقلب الخبيث – بطبعه – يُسبب الغم، ولكن الرجل الناضج الخبير يعرف كيف يتعامل معهُ، وكثيرون انخدعوا باسم التقوى بسبب المظهر الخارجي، فتسرعوا وحكموا قبل الوقت حسب كلام الإنسانية المقنع وحكمة هذا الدهر، فسقطوا في الفخ، وضلوا عن الحق، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة لا تنتهي.
فالبعض أفسدهم
قدرتهم على أعمال النسك المجهدة، التي اعتمدوا عليها لخلاص نفوسهم، فوقعوا في فخ الكبرياء القاتل للنفس، وعاشوا بالعجرفة، والبعض أضلتهم كثرة المعرفة اللاهوتية التي عرفوها بمعزل عن الله، ولم تتحول في حياتهم لخبرة لقاء حي معه للامتلاء منه، والآخر ارتبك بكثرة الخدمة التي بلا روح إذ قد أفسدت قلبه وأبطلت عمل النعمة المُخلِّصة فيه كما في الآخرين، والبعض فرح ببذل المحبة التي يُقدمها ببساطة قلب بكل نشاط وعزم لا يلين، فأعطى كل وقته للخدمة وانشغل بها أكثر من المسيح الرب سيده العظيم الذي يخدمه، فتاه تحت مُسمى الخدمة وضل عن طريق التقوى وهو يظن أنه يسير باستقامة، ولذلك مكتوب: لاَ تَكُنْ بَارّاً كَثِيراً وَلاَ تَكُنْ حَكِيماً بِزِيَادَةٍ. لِمَاذَا تَخْرِبُ نَفْسَكَ؟ (جامعة 7: 16)
والبعض اعتمد على آراء أفكار قلبه
وفرح بها فتسرع في اختيار طريقه بلا حكمة ومعرفة مستنيرة بتدبير حسن: [كون النفس بلا معرفة ليس حسناً، والمستعجل برجليه يُخطئ (أمثال 19: 2)]، والبعض استفاق من غفلته لكنه لم يقوى على التراجع عن خطأ اختياره فاستمر فيه وساءت حالته، والبعض الآخر لم يُدرك ويحس بالخطأ الذي ارتكبه فسار في طريقه بلا مبالاة، وآخر سار تحت ألم الضغط العصبي بسبب الصراع بين تتميم الوصايا من الخراج وقلبه مملوء من كل إثم، فعاش في اضطراب نفسي عظيم، فمرة تجده حزيناً مكتئباً وفي أوقات أُخرى منفعلاً وفرحاً، لذلك مكتوب: يَثُورُ السَّيْفُ فِي مُدُنِهِمْ وَيُتْلِفُ عِصِيَّهَا (أبوابها) وَيَأْكُلُهُمْ مِنْ أَجْلِ آرَائِهِمْ (أي مَشُورَاتِهِمِ الْخَاطِئَةِ) (هوشع 11: 6)
فاطلبوا الحكمة بإخلاص،
بكل وداعة وتواضع قلب، وبطول أناة اصبروا في الصلاة إلى أن تأتيكم من عند أبي الأنوار، ولا تجهلوا مشيئة الله بل اعرفوها من كلمته، التي هي سراج نور مُضيء لكل إنسان يخضع لها، لأنه مُرشد مُخلص في الطريق، ميزانها المحبة ومقياسها التقوى، تُهذب الأتقياء، تُقوِّم النفوس، تضبط أفكار القلب وتُظهر نياته الخفية لتُفلِّح قلب الإنسان لتنغرس فيه وتُثمر ثمراً صالحاً، تُنير العقل، تطرد الخطايا وتحل من الآثام، تنقي القلب، وتُعِدْ النفس بالقداسة لتُعاين مجد الله الحي، باختصار: كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (2تيموثاوس 3: 16؛ عبرانيين 4: 12)
تعلَّم أيها القارئ العزيز،
أن تمتحن نفسك طول حياتك، ببساطة دون تكلف ولا تعقيد، على نور وصية الله وضوئها الكاشف لعيوب القلب والميول النفسية المضطربة، إذ أنها ترفع عنها ما يَضُرها وتوجهها لتختار ما هو صالح لبنيانها، لأن ليس كل شيء نافع لكل واحد حتى لو كان صالحاً جداً وشكلة روحاني عميق، بل وحسناً في عيون الجميع ونافع وفالح للبعض، فتباحث في الأمر قبل العمل به، واطلب النصيحة من القديسين عارفي الطريق المملوئين من روح الحكمة والمشورة الإلهية المشهود لهم بالتقوى والاستنارة ورجاحة العقل والتدبير الحسن المُريح للنفوس، لأنه مكتوب: حيث لا تدبير يسقط الشعب، أما الخلاص فبكثرة المُشيرين، مقاصد بغير مشورة تبطل وبكثرة المشيرين تقوم (أمثال 11: 14؛ 15: 22)، فقرار الإنسان يؤدي إلى إحدى الطريقين، الحياة أو الموت، وبالتالي الخير أو الشرّ.
ولننتبه ونحذر،
لأنه يوجد عينة مِنَ الناس من يعرف ويُعلِّم الكثيرين، لكنه لا يُفيد نفسه شيئاً بكون تعليمه نظري غير قابل للتطبيق البسيط في واقعية الحياة اليومية، ومنهم من يُرشد الآخرين بآرائه الشخصية التي تخص خبرته وحده ولا تنفع غيره أبداً، ومنهم من يدَّعي الحكمة في الكلام وهو ما زال طفلاً يحتاج للبن العقلي العديم الغش، بكونه لم ينضج بعد على مستوى رجال الله القديسين، والرب لم ينعم عليه بأي مواهب بعد، ولا هو من الحكمة في شيء، لأنه مثل النبتة الصغيرة التي تحتاج لرعاية خاصة ولم تنمو بعد لتصير شجرة مثمرة صالحة لإطعام الجائع، فكل شيء تحت السماء له وقت وميعاد خاص، فلا تثمر الشجرة قبل أوانها، ولا تنبت البذرة قبل دفنها في الأرض الطيبة ورعايتها بالماء والسماد اللازم.
فمن هو الناضج روحياً والحكيم
الذي يُعلِّم شعب الله الحي أعضاء جسد المسيح الرب، إلا الذي امتلئ بركة من الرب إذ ثبت في الإيمان وسلك بالقداسة وانتصر باسم رب الجنود الكامل الذي أحبه من كل قلبه فأطاع وصيته، وتربى وتهذب بكلمة الحياة فصارت حكمته دائمة الفائدة، وكل من يراه يمجد عمل الله ويستمع لمشورة الحكمة الخارجة من فمه بالروح القدس الناري المرشد الحقيقي للنفوس المشتاقة لحياة البر والتقوى.
سامع مشورة الحكماء حكيم، ومن يعرف حقيقة نفسه الخالدة يعرف الله
ومن يعرف الله يستحق أن يعبده بالروح والحق؛ كونوا مؤمنين بالله ولا تخيبوا من نعمته
ولا تسيروا وراء أفكار القلب الخادعة أو تصدقوا الغير أمناء الذين لم ينالوا موهبة الروح

 
قديم 08 - 05 - 2020, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 26634 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما بين الإنسانية الساقطة والإنسانية الجديدة في المسيح



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في واقع خبرتنا الشخصية من جهة التطبيق العملي
حينما نستمع للوصية المقدسة ونحاول أن نكون أمناء فيها
نطبقها في حياتنا الشخصية ونحيا بها عملياً، نجد أننا عاجزين تمام العجز عن أن نحيا بها في كمال الطاعة، ولذلك بلسان حالنا هذا نقول دائماً (على المستوى الشخصي بعد خبرة محاولات مستميتة): [لا أستطيع أن أعيش لله؛ أنا فاشل؛ أنا غير نافع في شيء؛ أنا ميت؛ الحياة مع الله شديدة الصعوبة؛ الشركة مع الله مستحيلة؛ الوصية ثقيلة ومن الصعب إننا نحيا بها، نحن لسنا ملائكة ونحيا في العالم، أو بنحاول بقدر الإمكان.. الخٍ]؛ وهكذا يستمر الكلام ببراهين وحجج كثيرة لا تنتهي أبداً، التي هي نتاج طبيعي لعزلة الإنسان عن الله الحياة.
وهذا كله دليل قاطع على قوة تسلط الموت
الذي لا نستطيع أن نفلت منه بقوانا الشخصية على وجه الإطلاق، لأننا كلنا صرنا أمواتاً بالخطايا والذنوب، لذلك يصرخ كل واحد من أعماقه (حينما يكون صادقاً مع نفسه) حتى ولو لم ينطقها بفمه علانية: "من ينقذني من جسد هذا الموت"، أي من جسم الخطايا (كولوسي 2: 11)، وليس القصد طبعاً أعضاء الجسد اللحمي هذا، بل إنسانيتي الساقطة تحت سلطان الخطية والموت التي تسمى بحسب المصطلح الكتابي "الإنسان العتيق" (رومية 6: 6).
فكم من إنسان صنع المستحيل لكي يتخلص من إنسانيته الساقطة ويُرضي الله
وحاول أن يلصق بها بعض الأعمال من جهة الشكل الخارجي، هذه الأعمال التي تتناسب مع الحياة الأبدية، لكنه – مثلما قال الرب في الإنجيل – عمل عملية لصق وترقيع، فوضع قطعة من ثوب جديد على الثوب العتيق فصار أردأ وأسوأ [وقال لهم أيضاً مثلاً: ليس أحد يضع رُقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد... فيصير الخرق أردأ] (لوقا 5: 36، مرقس 2: 21)
ومن هنا تأتي المشاكل النفسية والتمزق الداخلي في الإنسان،
فأيها الأحباء انتبهوا، لأن يوجد كثيرون يرشدون الناس (وهم في إنسانيتهم العتيقة الميتة) بأن يجتهدوا ويعيشوا حياة التغصب مع أنهم لم ينالوا قوة النعمة ولم يدخلوا بعد في حياة التجديد بالروح القدس، لذلك فحينما يحاول أي إنسان أن يضع رقعة جديدة على حياته العتيقة ليكون غير ذاته، بمعنى أنه من الخارج يلصق بنفسه أعمال البرّ والتقوى والحياة مع الله، ومن الداخل مملوء ومشحون من كل شهوة وطمع وكل أهواء الخطايا التي تعمل في أبناء المعصية، لأن ابن الظلمة لا يستطيع أن يحيا في النور، كما أن الظلمة والنور لا يجتمعان معاً، لذلك فأن كل محاولة تُبذل لجمعهما معاً تتسبب في مشاكل نفسية خطيرة لا حصر لها تصل لحد المرض، وذلك بسبب الصراع الغير متوافق بين أعمال البرّ الخارجية وأعمال الظلمة الداخلية التي لا تتفق معها على الإطلاق، لأنه من المستحيل جمع طريقين متضادين معاً: القلب الساعي في طريقين لا ينجح، والفاسد القلب يعثر فيهما (سيراخ 3: 28)
لذلك تأتي دعوة الله لنا (بالتوبة والإيمان) لا على أساس الأعمال الخارجية التي تخص الإنسان الطبيعي
وتتميم قليل أو كثير من وصايا وأعمال التقوى الظاهرة لرضا الله عن الإنسان، بل الدعوة تأتي على أساس التجديد الداخلي ليصير الإنسان – في باطنه أولاً – جديداً بالتمام في كل شيء، من الداخل كأساس ومن الخارج كانعكاس للداخل، لأن الرب بنفسه قال: فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل؛ ويعتق (يفك ويحرر) أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية؛ لذلك يقول الرسول: إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً. (يوحنا 10: 10؛ عبرانيين 2: 15؛ 2كورنثوس 5: 17)
وبكون الإنسان لا يستطيع أن يُجدد أو يُغير نفسه بذاته،
بمعنى الخلق الجديد لأنه مكتوب: هل يُغير الكوشي (أسود البشرة) جلده أو النمر رقطه (نقش الجلد)، فأنتم أيضاً تقدرون أن تصنعوا خيراً أيها المتعلمون الشرّ. (إرميا 13: 23)
فقد صار الإنسان مثل الميت الغير قادر أن يقوم من ذاته (كلعازر)،
لذلك هو في أشد الحاجة لقوة أخرى تُقيمه من الموت الذي تملك عليه وتسلط ودفنه في قبر شهوات الجسد التي أفسدت كيانه وثبتت فيه الموت أبدياً، لذلك يحتاج لنداء مملوء حياة يستطيع أن يُقيمه من الموت ويهبه حياة أُخرى جديدة كلياً، وهذا ما حدث حينما نادى الرب على لِعازر وقال لهُ [هلم خارجاً] فقام الميت في الحال.
فالرب أتى متجسداً – حسب التدبير – ليغرس فينا حياته الخاصة ويُقيمنا بقدرته هوَّ
وليس حسب قدراتنا نحن، لأنه لم يعد في الإنسان أي قُدرة أو إمكانية ليستطيع ولو يستند على أي شيء حتى يقوم من قبر الشهوة، ولا حتى على الناموس المقدس نفسه، أي وصايا الله وشرائعه المجيدة، لأنه لن يقدر إطلاقاً مهما ما حاول أو صنع أن يُرضي الله ويحيا معه، كما هو مكتوب: فالذين هم في الجسد (الإنسان العتيق – إنسانيتهم الساقطة) لا يستطيعون أن يرضوا الله. (رومية 8: 8)
لذلك فأن كل أعمال الإنسان مهما تعاظمت وتسامت لن تُرضي الله إطلاقاً،
لأنه ما زال تحت سلطان الموت ولم تدخل فيه الحياة الإلهية التي تقدر أن تُقيمه خليقة جديدة، لذلك والإنسان ساقط تحت هذا السلطان لا يستطيع أن يرى أو يشعر بقوة الله في داخله مثل الميت الذي لا يتفاعل مع الأحياء، وبالتالي ستصبح الوصية صعبة جداً، يستثقلها ولا يقدر على أن ينفذها في كمالها المتسع، وحتى الصلاة نفسها ستُصبح حمل ثقيل ووهق شديد لا يقدر على حمله مهما ما غصب نفسه، بل ولا يستطيع الاستمرار فيها بدون أن يُحارب ويُصارع مع نفسه كثيراً جداً ليستمر مُصلياً، وحتى لو نجح واستمر فأنه لا يقدر على سماع صوت الله ولا معرفة مشيئته في حياته الشخصية ولا يبصر نور وجهه أبداً مهما ما فعل حتى لو سلم جسده للموت، وربما يحاول أن يُرضي نفسه بالخدمة والكلام الكثير عن الله، ولكن في الواقع العملي المُعاش بحسب الخبرة، فأنه يهرب من مواجهة ذاته بالحقيقة ليدخل في سرّ الحياة الجديدة – واقعياً – الذي يظن أنه قادر أن يصنعها بنفسه وذاته، مما يزيد الأمر تعقيداً حتى تنشأ فجوة بينه وبين الله لا يستطيع أن يعبرها، وبالطبع لا يقدر على أن يُقيم شركة حقيقية مع القديسين في النور، بل يشعر أن هناك فرق شاسع بينه وبينهم، بل هِوة عظيمة لا يستطيع أن يعبُرها، ولا عجب لأنه ما زال في طبيعته القديمة المُظلمة الميتة، والقديسين في الطبيعة الجديدة النورانية المُمجدة بإشراقة بهاء نور المجد الإلهي.
لذلك يظل هناك انفصال كبير يستحيل إصلاحه من إنسان،
وهو مثل الفرق بين الميت والحي، والنور والظلمة، والهاوية والمجد، من المستحيل (في المطلق) جمعهما معاً أو المصالحة أو حتى عمل إصلاح أو حتى مجرد تقريب بسيط بينهما؛ لذلك فأن دعوة الله تتطلب اهتداء من نوع خاص، أي الوصول لطريق حياة التجديد وتبعية الرب فيها بإخلاص، لأن الرب نفسه قال للتلاميذ: أنتم الذين تبعتموني في التجديد. (متى 19: 28)
والتجديد هنا بالمعمودية أي الولادة الجديدة من الله،
هذه التي تُسمى الاستنارة، بمعنى أن يستنير الإنسان ويدخل في النور، ثم يتبع الله في التجديد، لأنه لا يكفي قط أن يعتمد الإنسان فقط، بل ينبغي أن يستمر يتبع المسيح الرب في التجديد بواسطة الإيمان، وذلك باستمرار ودوام طول أيام حياته على الأرض لأنه مكتوب: ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير (فعل مضارع مستمر: نتغير ونتجدد باستمرار وبلا توقف) إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح. (2كورنثوس 3: 18)
فالمعمودية هي الولادة الجديدة من فوق،
أي بداية الخلقة الجديدة والدخول في سرّ الحياة الأبدية وبداية المسيرة والطفولة الروحية وتذوق حرية مجد أولاد الله، ثم على امتداد الحياة بالنمو الروحي، تُدَّعم وتتقوى وتتجدد بالتوبة (الممزوجة بالإيمان والمحبة) المستمرة كقوة نعمة في حياة الإنسان المستنير، ومن هنا فقط تكون التوبة قوية ذات سلطان، ولها القدرة أن تنقل الإنسان من حالة الموت وتدخله للحياة (بالروح القدس)، تنقله باستمرار ودوام من الضعف للقوة، وازدياد إشراق نور النعمة المُخلِّصة، والثبات في الله الحي ليثمر لحساب مجده، وحتى لو الإنسان شعر في يومٍ ما بالكسل وغصب نفسه، فأنه يجد النعمة حاضرة لأنه في الأساس دخل في حياة التجديد المستمر بقوة النعمة المُخلِّصة.
 
قديم 08 - 05 - 2020, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 26635 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خلقتني إنساناً كمحب للبشر
كتبت فيَّ صورة سلطانك، ووضعت فيَّ موهبة النطق
باركت طبيعتي فيك


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بهذه الكلمات البسيطة المُلهمة في نور أصالة عمقها اللاهوتي
تنفتح أذهاننا على السرّ الفائق الخاص بنا نحن البشر، إذ تُعرفنا سرّ الخلق وحالة المجد الأول الذي كنا فيه، وتضعنا أمام الغاية والهدف الذي قصده الله في خلق الإنسان وعينه تاج الخليقة ورأسها؛ لكن فهم هذه الكلمات وإدراكها من جهة إعلان الحق وتذوق قوتها من الناحية الاختبارية في واقعنا المعاش تحتاج لاستنارة بالروح القدس، لأنه لا يُمكن بل ومن المستحيل أن يصل أحد لمعرفة الحق ويُعاين ويُشاهد غنى البركة والمجد الذي لهُ في المسيح – على نحوٍ خاص – حسب التدبير ويغرف منه ويشبع بدون فتح الذهن وإنارته بالروح القدس واستعلان غنى مجد الابن الوحيد المُعطى لنا في شخصه العظيم القدوس بسبب اتحاد اللاهوت بالناسوت.
فدخولنا في طريق المعرفة الإلهية المُغيرة والمُجددة للقلب
هو اقتياد بالروح للمسيرة في طريق الحق المُحرر للنفس، وهو يحتاج لتطهير وغسل الضمير من الأعمال الميتة لترتفع النفس بلا عائق أو مانع لتدخل لخدمة السماويات عينها حيث المسيح الرب جالس بجسم بشريتنا بمجد عظيم، لأنه أقامنا وأصعدنا معهُ وأجلسنا معهُ في السماوات، لكن هذه ليست نظرية وفكرة لاهوتية مخطوطة في الكتب بحبر على ورق، بل خبرة حقيقية يتممها فينا شخص المسيح الرب (بالتقديس والتنقية) حسب التدبير على مستوى الواقع في حياتنا الشخصية، لأن الآب لا يمنح أحد تلك المعرفة ويرتضي أن يسكن ذلك المجد وهو غير طاهر بطهر الإله الظاهر في الجسد، لأن المعرفة الإلهية النقية لا تسكن في حفرة وتُدفن في قبر مُدنس يكتنفه الظلام وتفوح منه رائحة الفساد، لأنها ستصير مثل النار الآكلة تُدين وتحرق، فمن صلاح محبته الفائقة الوصف ومعرفته لضعف طبيعتنا، فأنه لا يُعطي الأسرار الإلهية غير للذين تطهروا وتقدسوا في المسيح يسوع وتبرروا في الروح، وخرجوا من قبر الشهوات المنحرفة الرديئة والأهواء واستنشقوا قوة الحياة ودخلوا في حياة التجديد حسب القصد الأزلي والتدبير لكي يدخلوا راحته ويحيوا في مجده جالسين على مائدته الملوكية – بكل أريحية – مع جميع القديسين بكونهم رعية معهم من أهل بيت الله، لأن بكون المعرفة الإلهية تنبض بالحياة والقوة النقية فهي تحل بالمجد والبهاء في قلوب النفوس الشريفة التي اغتسلت وتطهرت بدم حمل الله رافع خطية العالم.
فمعرفة شخص الله والأسرار الروحية السماوية،
تختلف كلياً عن المعرفة الخارجية من جهة قراءة الكتب ودراستها بعمق على كل وجه مهما ما كانت صحتها، لأننا نتعرف من خلالها على الأفكار، وقد تجعلنا نتعرف على إله التاريخ في العهد القديم، أو مسيح التاريخ بالنسبة للعهد الجديد، وكل هذا لن يكون له أقل أثر في حياتنا الباطنية ولن يغيرنا عن شكلنا بتجديد أذهاننا لنختبر إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة، ولن ترفعنا لندخل السماويات عينها ونتعرف على الأسرار المجيدة التي للإله الحي ونخدم الله ونعرفه نور مُشرق بالمحبة التي تنبض بالقداسة والطُهر الفائق للطبيعة، لأن أي محاولة للدخول للمعرفة الإلهية بظلمة النفس التي لم تدخل في سرّ الخلاص وشفاء القلب وحياة التجديد ستصير مثل من يتناول الدواء مرة واحدة فيصير كالسم القاتل، أو كمن يمسك ناراً حارقة في يده أو سيف ذو حدين ولا يعرف كيفية امساكه عند الاستخدام، فيطعن به نفسه طعنات نافذة تُصيبه في مقتل، ولو أن القراءة والبحث الجاد لمعرفة الله يولد الشوق في النفس – إن كان هناك إخلاص في البحث – فتجعلها تصلي وتطلب أن يُشرق عليها نور وجه الرب: يَا رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ اصْغَ يَا قَائِدَ يُوسُفَ كَالضَّأْنِ يَا جَالِساً عَلَى الْكَرُوبِيمِ أَشْرِقْ؛ لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (مزمور 80: 1؛ 2كورنثوس 4: 6)
لكن المعرفة التي تأتينا بالاستنارة،
بالرغم من أنها معرفة جزئية (لأننا سنعرف بعض المعرفة)، هي معرفة نابضة بالحياة، مملوءة بالحق الذي لهُ القدرة والقوة والسلطان، فأقل قدر منها يُشرق جمال نور الحق في قلوبنا بكماله ويبدأ يشكلنا ويُغيرنا عليه، ويترك أثره فينا الذي يولد شوق المحبة في باطننا لنسعى ونطلب مزيد من إشراقاته لتتشرب نفوسنا منه وتزداد في القامة والنعمة، فنصير حقاً نور العالم وملح الأرض، وكل من يرى أعمالنا الصالحة المعمولة بالله يمجد أبانا السماوي ويشكره ويسعى أن ينال تلك القوة عينها النازلة من فوق من عند أبي الأنوار.
أيها الأحباء نحن في أشد الحاجة لتلك الاستنارة
لكي نعرف حقيقة أنفسنا وندرك القصد الإلهي في الخلق الأول، ولماذا لم يتخلص الله من الإنسانية التي لم تثبت في مجدها الأول وسقطت باختيارها، بل ظل يرافقها بهدوء ويواجه ضعف الإنسان الساقط وفكره الغبي المحاط بالظلام الدامس من كل جانب بالإخلاء واحتمال كل حماقاته ومسيرته المعوجة، فأدبه وقومه وأعطاه الناموس عوناً وأرسل له الأنبياء وكلمه بطرق مختلفة عديدة وكثيرة جداً حسب ما يتناسب مع كل إنسان في كل جيل، وفي ملء الزمان حسب التدبير المعلن في النبوات أرسل ابنه الوحيد لكي يكلمنا فيه، الذي أعلن لنا نور الآب وبين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، مات في الوقت المعين – حسب التدبير – لأجل الفجار مقدماً لنا دعوة شريفة بمجده وفضيلته لنكون شركاء الطبيعة الإلهية، مقدماً دمه كفارة وغفران لتطهير ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحي في السماويات عينها في المسيح يسوع ربنا.
 
قديم 08 - 05 - 2020, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 26636 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معرفة اللاهوت تذوق واختبار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن لا نعرف الطبيعة الإلهية بفلسفة الكلمات
ولا بعلم العلماء ولا ببرهان أفكار كلام الإنسانية المقنع
بل بواسطة الحياة التي أُظهرت لنا في ملء الزمان حسب التدبير الخلاصي،
فرأيناه وشاهدناه متجسداً ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة.
فأن أراد أحد أن يعرف اللاهوت ويفهم ويستوعب الأسفار المقدسة بتدقيق ليعرف الحق المعلن فيها وينال قوة الحياة ويدخل للحضرة الإلهية، عليه أن يُدرك أن مفتاح المعرفة الإلهية الحقيقي هو الإيمان بالابن المتجسد حسب التدبير، الذي صلب ومات وصعد ودخل للأقداس بجسم بشريتنا مرة واحدة فوجد لنا فداءً أبدياً، لذلك قال الرب: وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ (يوحنا 17: 3)
وبناء على قول الرب هذا
الذي أعلنه لنا بصريح العبارة، يقول الرسول:
مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ (للموت) لأَجْلِي (غلاطية 2: 20)، ولذلك نحن لا نستطيع أن نُحدد ما هي الحياة في الإيمان من خلال مقولات فلسفية وتعبيرات مجردة لاهوتية درسناها أو عرفناها من الناس، أو قيلت لنا كمجرد عقيدة في طائفة، لأن الحياة من المستحيل أن يتم تحديدها لفظياً حسب الدراسات العادية أو العميقة ولا حتى نقدر أن نخطها في كتب لأنها تسبق الكلمات وتعلو فوق كل التعبيرات، لأننا نأخذها هبة وعطية لنحيا في شركة مع الله والقديسين في النور، وبذلك ندخل في بهجة فرح الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا، لذلك قال الرسول:
+ الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً (1يوحنا 1: 3، 4)
وهذه هي القاعدة الراسخة الأصيلة في معرفتنا:
* أن لم تقودنا الألفاظ والتعبيرات اللاهوتية ومعرفتنا بالكتب المقدسة والعقيدة لحياة الشركة لنكون رعية مع القديسين وأهل بيت الله، فهي معرفة مغشوشة باطلة تقودنا لطريق مخالف اسمه (الظلمة الخارجية)، وتجعلنا نتجادل ونحارب بعضنا البعض، لأن كل واحد سيتمسك بما تعلمه عن الله ولم يختبره في حياته الشخصية في واقع حياته اليومية، وبذلك يعمل في اتجاه آخر مخالف تماماً للتدبير الخلاصي المعلن في الإنجيل، وبالتالي فأن كل لاهوت أو معرفة مجردة من الخبرة والإنسان لم يشعر بهذه النقلة: من الموت للحياة ومن الخطية للبرّ، فهي تعتبر معرفة شياطين لأن الشياطين تؤمن وتقشعر، وتعرف الكتب المقدسة أكثر منا بكثير جداً، لذلك علينا أن نسعى أن يكون لنا شركة دائمة مع الله في النور ونحيا في تلك الحضرة المجيدة بطلب الرب باشتياقات قلوبنا، لأننا لو طلبناه بكل قلبنا سنجده حاضر لأن هذا هو وعده لكل من يطلبه.
 
قديم 08 - 05 - 2020, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 26637 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخطية والخلاص

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في واقع الخبرة الإنسانية وبحسب إعلان الكتب المقدسة
أن الإنسان لم يحتفظ بمكانه الطبيعي، الذي هو الجو الإلهي، لأن المكان الطبيعي للإنسان هو في الحضرة الإلهية، لأنه خُلِقَ في هذا الحضور، وكانت حياته كلها عبارة عن شركة مع الله في الفردوس الأول، لكن حينما لم يحتفظ بمكانته وطرح عنه الوصية ووثق في كلام آخر واستمع لغير الله، سقط من رتبته الأولى وانعزل عن الحضرة الإلهية، وبكون الله هو النور والحياة، والإنسان اتحرم من حضوره، فقد دخل إليه الموت وسرى في البشرية كلها، ولم يستطع أحد أن ينقذ نفسه ويفلت منه بل الكل مات، حتى الذين لم يخطأوا على شبه تعدي آدم، لأن ميراث البشرية كان الموت وليس أنواع الخطايا، لأن الخطايا متنوعة كثيرة ولا يفعل كل إنسان نفس خطايا وأخطاء غيره، لكن حتى لو لم يخطئ فأنه سيموت، وأيضاً لا يستطيع أن يرى ويعاين مجد نور وجه الله الحي، لأنه لا يستطيع، لأن الظلمة لا تستطيع أن تصمد أمام النور، وهو مثل الإنسان الذي يُريد ويشتهي أن ينظر للشمس الطبيعية المخلوقة لكنه لا يستطيع لئلا تتلف عينه وتفسد، بل يحتاج أن يعالجها معالجة خاصة لكي ينظر ويُعاين ويبصر الشمس دون أن يتأذى، لذلك قال الله لموسى لا يراني إنسان ويعيش..
هكذا البشرية كلها تحتاج لغرس نور الحياة فيها
وانتزاع سلطان الموت، فأتى شخص ربنا يسوع المسيح في ملء الزمان حسب التدبير، ليغرس نفسه فينا باتحاد غير قابل للافتراق، وبكونه هو نفسه الحياة، وقد اتخذ جسد قابل للموت، ليدوس الموت بموته مظهراً حياته في إنسانية جديدة كلياً هو بشخصه مثالها الحي، لأنه طعمها بحياته الخاصة حسب التدبير الخلاصي فانطرد الموت عنها ولم يعد لهُ سلطان على كل من يؤمن بالابن الوحيد النور والحق والحياة، لأن كلنا حينما آمنا به صرنا خليقة جديدة فيه، تحيا من حايته وتستمد نورها منه، والأشياء العتيقة كلها مضت وصرنا في حالة تجديد مستمر، فالغرض الذي أتى إليه مسيح الله هو أن يتمم مشيئة الآب لكي نعود لرتبتنا الأولى وندخل لحضرته ونحيا بحياته إلى الأبد، ونعود نراه ونبصره كخليقة جديدة لها حق الدخول للأقداس بدم يسوع الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب ليطهر ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحي كما قال الرسول في العبرانيين.
وبسبب العمل الخلاصي الذي تممه الرب بتقدمة نفسه ذبيحة حية
وبغرس حياته الخاصة فينا، صرنا نرنم قائلين: أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية، وصارت تسبحة الكنيسة كلها في كل مكان بهتاف الفرح العميق والتهليل بسبب قيامة الرب: [المسيح قام من بين الأموات، بالموت داس الموت، والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية]
فالرب يسوع هو شجرة الحياة الدائمة التي غُرست في البشرية
ولن تنتزع منها أبداً إلا لو الإنسان لم يتقبل هبة الحياة التي لنا في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس آمين

 
قديم 08 - 05 - 2020, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 26638 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما نوع السمكة التي أكلها المسيح القائم مع الرُّسُل؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يتحدّث القديس يوحنا عن يسوع القائم عندما ظَهَر على سبعة من الرُّسُل في الصباح الباكر بعد ليلة من الصيد لم يُمسكوا خلالها شيئًا. فقال يسوع وهو على الشاطئ للتلاميذ أن يلقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن، فوجدوا 153 سمكة “كبيرة”. وعلى الرغم من أنّ العدد هذا مُحدد، إلا أنه ما مِن معلومات دقيقة عن الأسماك نفسها… لذا، تحقق بعض المسيحيين الفضوليين عن الأمر


في إنجيل يوحنا الفصل 21، ظهر المسيح القائم على سبعة من تلاميذه. وبعد أن أمضوا ليلة من الصيد لم يتمكنوا خلالها من إمساك شيء، قَدِم المسيح إليهم قائلًا أن يلقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن، وإذ بهم يلتقطون 153 سمكة “كبيرة”. هذا الرقم دقيق، لكن الإنجليين لم يذكروا نوع الأسماك التي تناولوها مع يسوع.

ثمّة حوالي 20 نوعًا من الأسماك في بحر الجليل، ومن بينها 10 أنواع مُهمة تجاريًا، يُمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:

-المجموعة الكبرى هي سمك “البلطي” أو سمك “المشط”، الذي يُعرف بهذا الاسم لأن أنواعه الخمسة لديها زعانف ظهرية تُشبه المشط.

-المجموعة الثانية هي سمك سردين كنّارة (بحر الجليل)، والذي يُشبه سمك الرَّنكة الصغير.

-المجموعة الثالثة هي سمك بربيس. والبربيس سمك مكتنز، وهو طبق شائع يُقدَّم أيام السبت وفي الأعياد اليهودية.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المشط أو البربيس؟

ومن الأسماك غير المشمولة في هذه المجموعات الثلاث، نذكر: سمك السِّلَّور وهو أكبر سمك في بحر الجليل. يصل طوله إلى 1،20 مترًا ويبلغ وزنه 11 كيلوغرامًا تقريبًا. وبما أنّ سمك السِّلَّور ليست له حراشف، اعتُبر نجسًا. ولذلك، لم يكن يأكله اليهود. ونوع السمك المُرجّح أقل أيضًا هو سردين كنّارة، لأنه أصغر من أن يعلق في الشباك.

يبقى إذًا سمك المشط أو البربيس. وإن كان طول البربيس يصل إلى حوالي مترًا ويزن حوالي 11 كيلوغرامات، فهذا يعني أنه يحتاج إلى شصّ مُزوّد بطُعم لاصطياده. على عكس سمك المشط الذي لا يحتاج سوى إلى العوالق لاجتذابه، ويتم اصطياده فقط باستخدام الشباك.

إذًا من المُرجح أن يكون سمك المشط هو نوع السمك الذي تناوله يسوع القائم مع الرسل. ويزن هذا النوع من الأسماك عمومًا بين كيلوغرامين وثلاثة كيلوغرامات؛ وبضرب الوزن هذا بـ153، لا عجب ألا يستطيع الرسل جذب الشبكة من الماء بسهولة.

وهكذا، تم حل اللغز، يبقى السؤال: لما لم يُفصِّل القديس يوحنا نوع السمكة، فيما أحصى عددها واحدة تلو الأخرى؟ بالطبع، للرقم 153 قيمة رمزية، ويُمثّل جميع شعوب العالم. وهذه رسالة واضحة ومهمة من المسيح لتلاميذه الذين كانوا مركّزين على شعب إسرائيل. لهؤلاء الذين أصبحوا بالفعل صيادي بشر، أمرهم المسيح للحال بإلقاء شباكهم خارج أرضهم.
 
قديم 08 - 05 - 2020, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 26639 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شَجِّعُوا الـخَائِفِين أَسْنِدُوا الضُّعَفَاء







السبت من الأسبوع الرابع من زمن الفصح
ونَسْأَلُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تُكْرِمُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُم، ويَرْئِسُونَكُم في الرَّبّ، وَيَنْصَحُونَكُم، وأَنْ تَحْتَرِمُوهُم بِمَحَبَّةٍ أَعْظَمَ احْتِرَام، كَرَامَةً لِعَمَلِهِم. كُونُوا مُسَالِمِينَ بَعْضُكُم بَعْضًا. ونُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة: إِنْصَحُوا الـمُقْلِقِين، شَجِّعُوا الـخَائِفِين، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاء، وتَأَنَّوا معَ الـجَمِيع. إِحْذَرُوا أَنْ تُبَادِلُوا شَرًّا بِشَرّ، بَلِ اتَّبِعُوا الْخَيرَ دائِمًا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيع. إِفْرَحُوا على الدَّوَام. صَلُّوا بِغَيْرِ انْقِطَاع. أُشْكُرُوا في كُلِّ شَيء. فَهـذِهِ مَشِيئَةُ اللهِ إِلَيْكُم في الـمَسِيحِ يَسُوع. لا تُطْفِئُوا الرُّوح. لا تَحْتَقِرُوا النُّبُوءَات. بَلِ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيء، وتَمَسَّكُوا بِمَا هُوَ حَسَن. إِمْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ. لِيُقَدِّسْكُم إِلـهُ السَّلامِ نَفْسُهُ تَقْدِيسًا تَامًّا، وَيَحْفَظْ رُوحَكُم ونَفْسَكُم وجَسَدَكُم حِفْظًا كَامِلاً، بِغَيرِ لَوْم، عِنْدَ مَجيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح! أَمِينٌ هُوَ الَّذي دَعَاكُم، وهُوَ الَّذي سَيَعْمَل. صَلُّوا أَيْضًا مِنْ أَجْلِنَا، أَيُّهَا الإِخْوَة. سَلِّمُوا عَلى جَمِيعِ الإِخْوَةِ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. أَسْتَحْلِفُكُم بِالرَّبّ: فَلْتُقْرَأْ هـذِهِ الرِّسَالَةُ عَلى جَمِيعِ الإِخْوَة. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيحِ مَعَكُم! ‍‍
قراءات النّهار: 1 تسالونيقي 5: 12-28 / متّى 14: 22-33؛
التأمّل:
“إِنْصَحُوا الـمُقْلِقِين، شَجِّعُوا الـخَائِفِين، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاء، وتَأَنَّوا معَ الـجَمِيع”!
من منّا لم يختبر هذه الأمور في كلّ ما مرّ علينا؟
لقد عشنا جميعاً القلق والتعب والضعف والخوف ولكن، في نفس الوقت، اختبرنا التعزية الإلهيّة بواسطة الصلوات أو التواصل مع من نحبّ أو نفتقد…
لقد شكّلت وسائل التواصل الاجتماعي لفترة طويلة مسبّباً لمشاكل عدّة في مجتمعنا ولكنّها شكّلت في فترة الوباء المتنفّس للناس كي يبقوا على التواصل الإنسانيّ حيّاً كما والرّوحيّ أيضاً.
لعلّ كلّ ما مرّ علينا يشكل درساً كي ندرك قيمة الإنسانيّة فوق كلّ الماديّات!


 
قديم 08 - 05 - 2020, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 26640 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا للطعام الفاني، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إنجيل القدّيس يوحنّا 6 / 22 - 27 في الغَدِ، رَأَى الجَمْعُ الَّذي بَقِيَ عَلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البَحْر، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى سَفِينَةٍ وَاحِدَة، وأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلامِيذِهِ، بَلْ مَضَى التَّلامِيذُ وَحْدَهُم.
وجَاءَتْ سُفُنٌ أُخْرَى مِنْ طَبَرَيَّة، إِلى قُرْبِ المَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الخُبْزَ، بَعْدَ أَنْ شَكَرَ الرَّبّ.
فَلَمَّا رَأَى الجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُنَاك، ولا تَلامِيذُهُ، رَكِبُوا السُّفُن، وجَاؤُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوع.
ولَمَّا وَجَدُوهُ عَلى الضَّفَّةِ المُقَابِلَة، قَالُوا لَهُ: «رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلى هُنَا؟».
أَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «أَلحَقَّ ظ±لحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْتُم تَطْلُبُونِي، لا لأَنَّكُم رَأَيْتُمُ الآيَات، بَلْ لأَنَّكُم أَكَلْتُم مِنَ الخُبْزِ وشَبِعْتُم.
إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ظ±بْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ظ±بْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

التأمل: “لا للطعام الفاني، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة…”
“بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ…”(الجامعة 1 / 1)
بالأمس رحل فلان في عزِّ عطائه، واليوم سيرحل وفي الغد أيضاً سيرحل… لا شيء ثابت في هذه الدنيا سوى سيد الأحياء والأموات..
هناك فرقٌ كبير بين الذي يعيش ليأكل ويشرب وبين الذي يأكل ويشرب ليعيش… الجموع أكلت الخبز الفاني وشبعت لكنها فقدت الرب، وذهبت تبحث عنه ليعطيها خبزاً جديداً فتشبع ومن ثم تجوع… فالعالم جائع لانه يعمل لاقتناء خبز الجوع، وهو جائعٌ دوماً لانه يقتات من خبز الجوع…
أليس الكذب هو خبز الجوع؟ يشبعنا في حينه لنتخطى موقفاً حرجاً أو لتغطية حالة تفضح أمرنا… ولكن هل يشبع الانسان من الكذب؟ ألا ينتقل من جوعٍ الى جوع ومن ثم يموت في جوعه ومن جوعه؟!!
أليس الزنى هو خبز الجوع؟ يعطي الانسان متعة مؤقتة لإشباع غريزةٍ، كلما أطعمها إتسع جوفها لابتلاع ما تبقى له من كرامةٍ… فهل يشبع الزنى جوع الانسان؟ أليس أمراً حتمياً أن يكون مصير الزاني الموت عن الحياة؟؟!!!
أليس القتل هو خبز الجوع؟ ليس فقط القتل الجسدي، بل قتل الأحلام في مهدها، والاعتراض الدائم على نمو الآخرين، والسخرية من محاولات النهوض، والحسد والنميمة وتشويه السمعة واختلاق الأزمات والاعتراض على المبادرات… أليس كل ذلك خبز الجوع؟؟!!
ماذا يعني يسوع بقوله:”إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة…”؟؟
ما هو الطعام الذي يبقى لحياة الأبد؟؟ والذي نجد من خلاله الله؟؟ أليس الحب ومن ثم الحب ولا شيء سوى الحب… والانطلاق يكون من محبة الأعداء أولاً، من المستحيل أولاً من الاصعب أولاً من الاخطر أولاً من الملحّ والضروري لحياة السلام وسلامة الحياة… ومن ثم الجلوس بالقرب من طفلٍ والتعلم كيف نصير مثله ونعود مثله ونحيا مثله…
علمنا يا رب اليوم وفِي كل يومٍ كيف نعمل حقاً لا لطعام فانٍ بل لطعام يبقى الى الحياة الابدية..
أذكرنا اليوم وكل يومٍ لأننا بحاجة الى طعام القديسين، وخمير الابرار الذين يعملون دون كلل في كرمك في كرم الحياة… آمين.



 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025