ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13 - 06 - 2012, 10:06 PM | رقم المشاركة : ( 251 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
الــمــــحـــبــــــة تــــحـــتـــمـــــل كـــــل شــــــــــئ + لقداسة البابا شنودة الثالث + (مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ..و السيول لا تغمرها ) ( نش 8 : 7 ) ينطبق هذا الكلام علي المحبة بين الله و الإنسان و كذلك عن المحبة التي بين إنسان و أخيه الإنسان * فان كانت المحبة قوية و ثابتة ....لا يمكن أن تزعزعها الأسباب الخارجية أيا كانت ..كالبيت المبني علي الصخر...انظروا محبة المسيح للتلاميذ لم تضعف أو تفتر ..فبطرس أنكره 3 مرات ..و مع ذلك قال له الرب :- ( ارع غنمي ..ارع خرافي ) . و توما شك فيه ..فلم يغضب منه , بل ظهر له و قوي إيمانه ..و كذلك المجدلية و التلاميذ تفرقوا عند القبض عليه ..فبقيت محبته لهم كما هي..* كذلك محبة الله التي أظهرها نحو العالم الذي أخطأ ...نحو الذين رفضوه , فظل يمد يده إليهم ..و يقرع علي أبوابهم ,,و يرسل لهم الأنبياء و أخيرا بين محبته لنا ..إذ و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ëو أنت هل محبتك لله ثابتة ؟؟؟ أم محبتك له تهتز أمام المياة الكثيرة أمام تجربة ..أمام ضيقة ...أمام مرض ...أو وفاة ...أو أمام بعض الأفكار و الشكوك ؟!! .....أو بعض الخطايا و العثرات و الرغبات ؟!!!!انظر إلي بولس الرسول كيف يقول : ( لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح ..لا موت و لا حياة و لا أمور حاضرة و لا مستقبلية و لا شدة و لا ضيق و لا اضطهاد ) ( رو 8 : 35 – 39 )ëو محبتك لأصدقائك و أحبائك ...هل هي ثابتة أيضا ؟؟أم أن حادثا معينا , قد يغير قلبك من جهة محبة عاشت معك سنوات طويلة ؟!!كما يحدث في أسرة تنهار و تتفكك بعد عشر سنوات ..و لا تصمد أمام المياة الكثيرة... ™ هل تتغير محبتك من أجل .... كلمة لم تسترح لها أذنك ؟؟؟..أو تصرف ضايقك ؟؟ أو تأثير الآخرين عليك ؟؟؟ أو لظروف خارجية ؟؟..أو لسوء فهم ....؟؟؟؟ و حينئذ يرن في أذنيك قول الكتاب : ( عندي عليك انك تركت محبتك الأولي ) ( رؤ 3 : 4 ) w فــكل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التي تعطي و تبذل و التي تريح و تفرح كل من يقابلها ...و لـكـــن هل كل إنسان يستطيع أن يحتمـــل غيره إذا أخطأ إليـه ؟؟و لا يفقد محبته أمام الإســـاءة , أو أمـام ما يظنه أنه إســــاءة ؟؟إن الرسول بولس يقول المحبة تحتمل كل شئ ...المحبة لا تسقط أبداا ...مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ) ( 1 كو 13 ) +أن كل أخطاء الناس لم تستطع أن تغير محبة الله ......+كل أخطاء أبشالوم و حربه و خيانته لأبيه لم تستطع أن تغير محبة داود أبيه ..الذي ليس فقط احتمله إنما قال :-( رفقا بالفتي أبشالوم ) بل بكي عليه بطريقة مؤثرة للغاية و محبة داود التي احتملت أبشالوم ...,احتملت أيضا الملك شاول و كل متاعبه ,, و كم كان مؤثرا رثاء داود لشاول رغم أن شاول حاول قتله مرارا ...انظروا إلي محبة الأم لابنها : إنها لا يمكن أن تتغير أو تسقط مهما اخطأ الابن . .بل تحتمل كل شئ يصدر منه .. و تبقي المحبة كما هي ...† أما الذي يتمركز حول ذاته ...فهو لا يعرف أن يحب كما ينبغي ......و إن أحـــب ..لا تستطيــع محبتــه أن تحتـمــل كمــا ينـبغــــي ...*احـــتملـوا إذن أخطــاء غيركـــم , كمــا يــحتمــل الـلــه أخطاءكـــــــم * احتملوا لا في ضيق و لا في مرارة قلب ..إنما في حــب شاعــرين أن كـــل إنسـان له ضعفــاتــه…و ربمـــا أعــذاره أيضــا التي لا تعرفـونهــا اختبروا محبتكم بهذا الاحتمال , لتعرفوا مدي سلامتها. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:08 PM | رقم المشاركة : ( 252 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
هل الانسان مخير او مسير ؟ وان كان مخيرا .. فها هو مخير فى كل شىء ؟ والاجابة لقداسة البابا شنودة الثالث ادام الله لنا حياته هناك امور لايجد الانسان نفسه مخيرا فيها : كالوطن , والشعب , والوالدين , والبيئة والتربية ... كذلك كونه ذكرا او انثى , ولونه , وطوله او قصره , ودرجة ذكائه , وميراثه من والديه ... الخ ولكن الانسان فى تصرفاته واعماله مخير بلا شك ..... فهو يستطيع ان يعمل هذا العمل او لايعمله , يستطيع ان يتكلم او يصمت , يستطيع حتى ان يغير ويصلح ماورثه من والديه او ماتعرض له من تأثير البيئة والتربية .. يمكن للآنسان ان يلقى الماضى كله جانبا , ويبدأ حياة جديدة مغايرة للماضى , يتخلص فيها من كل التأثيرات السابقة التى تعرض لها مند ولادته .. حتى من جهة المواهب ايضا يمكنه ان ينميها او يضعفها بالاستخدام او عدمه ... كما يمكنه ان يكتسب مواهب جديدة ويصير افضل ممن وهب مواهب واضعفها او اتلفها. ومن الامور التى تثبت ان الانسان مخير لامسير :- 1- وجود الوصية الالهية ---------------------- فالانسان يملك الارادة فى ان ينفذ الوصية او لاينفذها .. والا فما معنى وجود الوصية اذا كان الانسان عاجزا عن السير فيها لانه مسير عكسها ؟ وان كان الانسان مسيرا للسير فى طريق الوصية , فما الداعى لوجودها اصلا ؟ وجود الوصية اذن دليل على ان الانسان مخير , وحر فى ان يتبعها او لايتبعها . 2- وجود الخطية -------------- فلو كان الانسان مسيرا , هل يسيره الله نحو الخطية ؟ الا يكون الله فى هذه الحالة شريكا معه فى خطيته , ومحرضا عليها ؟ حاشا لله , فالله يكره الشر لانه قدوس وصالح ويريد خلاص الجميع . أليس من المعقول والمنطقى ان يسير الله الانسان " ان كان الانسان مسيرا " نحو الخير والصلاح والتوبة ؟ اذن فحينما توجد خطية , تكون ارادة الانسان وحريته .. اى ان الانسان مخير فى فعلها . 3- وجود الدينونة --------------- فمجرد وجود العقاب والثواب هو اكبر دليل على ان الانسان مخير وليس مسيرا فيما يفعله ... فأبسط قواعد العدل تقتضى عدم الحكم على انسان طالما ان تصرفاته لم تكن بأرادته وبحريته , اذ لا مسئولية حيث لاحرية ... فالله لن يعاقب انسانا خاطئا مسيرا , ولن يكافىء انسانا فعل الخير بغير اختياره .. لانه لاذنب لهذا ولا فضل لذاك . ونود ان نقدم الملحوظات الاتية :- -------------------------------------- أ - ان الله يحث كل انسان على الخير , ويرشده للبعد عن الخطأ بالمرشدين الروحيين وعمل النعمة والضمير , ومع ذلك يتركه الى اختباره يقبل او لا يقبل . ب- ان الله يتدخل احيانا لمنع شر , او ايقافه , او منع ارتكابه .. وفى هده الحالة لايكون فضل لمن ترك هذا الشر , ولا يكون له ثواب ... من اجل الصالح يسير الله الامور بنفسه محولا الشر الى خير , اما فى باقى امور الانسان العادية وتصرفاته فهو مخير ويملك ارادته . ج- قد يفقد الانسان ارادته بأرادته , بأستسلامه لخطية معينة حتى تصير عادة او طبعا .. ولكنها " عدم ارادة " تسببت عن " ارادة " سابقة فعلها الانسان وهو مخير . د- ان الله سيحاسب الانسان فى اليوم الاخير على قدر ماوهبه من عقل وادراك ... وعلى قدر مالديه من امكانية وارادة واختيار .. ويضع الله فى اعتباره كل ظروف الانسان , وما يتعرض له من ضغوط , ومدى قدرته او عدم قدرته فى الانتصار على هذه الضغوط . الرب يسوع يعطى لنا الارادة القوية التى تجعلنا لانخطأ ابدا . |
||||
13 - 06 - 2012, 10:08 PM | رقم المشاركة : ( 253 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
الفراغ الفراغ له أضرار كثيرة. لذلك عمل الرب علي تلافيها من بدء الخليقة. فأوجد لأبينا آدم عملاً يعمله في الجنة. علي الرغم من أن الخير كان كثيراً فكان العمل إذن لملء الفراغ. كما أحاطه الله أيضاً بأصدقاء من الحيوانات. كان يدعوهم ويسميهم بأسماء. ولكي لا يقع في فراغ عاطفي. صنع له الله من جنبه امرأة هي حواء. الفراغ وأنواعه ونحن حينما نتكلم عن الفراغ. نذكر أنواعاً منه هي: فراغ من جهة الوقت - فراغ من جهة العقل والفكر - فراغ عاطفي - فراغ في الشخصية.. ونود أن نفحصها جميعها.. *** فراغ الوقت: كل الناس يبحثون عن وسيلة لقتل الفراغ. وبتعبير أصح لملء الفراغ - وفي هذا المجال توجد وسائل خاطئة ووسائل صالحة.. الفراغ من جهة الوقت. يجلب الملل والضيق. وأحياناً يجلب أيضاً الحزن والكآبة. كما يحدث مع بعض الذين يحالون إلي المعاش. وهناك أشخاص يقولون "نريد وسيلة لقتل الوقت"! دون أن يدروا أن الوقت هو جزء من حياتهم.. ففي رغبتهم قتل الوقت. إنما يبرهنون علي أن حياتهم رخيصة في نظرهم!! أمثال هؤلاء يضيعون الوقت في الملاهي أو المقاهي. أو في الكلام والثرثرة. وفي مسك سيرة الناس. وفي تبادل الفكاهات. وفي التمشي في الشوارع. أو في الجلوس طول وقتهم أمام التليفزيون أو في ألوان من المتعة - والبعض - وبخاصة الشباب - قد يقضي وقته في أحلام اليقظة. فيجلس إلي نفسه. وقد سرح فكره بعيداً. متصورًا أنه قد صار كذا وكذا من تخيلات العظمة أو المتعة. وصار وصار.. ثم يصحو فيجد نفسه لا شيء! *** وأحيانا يصب البعض فراغهم في آخرين: أي يبحث الواحد منهم عن زميل أو صديق. ويظل يتكلم معه مباشرة أو في التليفون. في كلام مفيد أو غير مفيد - وغالباً ما يكون كلامه فراغاً أيضاً مثله.. والمهم عنده أن يضيع وقته ووقت زميله في شيء. أي شيء. والبعض يشغلون وقتهم في الصداقات الضارة. والبعض يشغل وقته في التدخين. كما لو كان بهذا يسليّ نفسه! والبعض يسد الفراغ بفراغ. أو بضياع!! *** ونحن نعجب من هؤلاء الذين يستهينون بوقتهم هكذا! بينما هناك أشخاص كبار يبحثون عن الوقت فلا يجدونه. من فرط كثرة مسئولياتهم وكثرة انتاجهم. حتي أنهم حينما يفارقون العالم الحاضر. يتركون خلفهم فراغاً كبيراً لأن كل واحد منهم كان مجموعة من الشخصيات في ذاته.. *** الاستفادة من الوقت: إما أن الشخص يستفيد من وقته بطريقته الخاصة. أو تكون هذه هي مسئولية المجتمع المحيط به. أو هي مسئولية الدولة: في ملء فراغ وقت الشباب. فمن جهة الدولة: توجد مراكز الشباب. ومراكز للثقافة. للذين يلتحقون بهذه المراكز. كما توجد مراكز للقراءة كدور الكتب. وقد رأيت في الإسكندرية. كيف يمنح الشباب فرصة للاشتراك في تنظيم المرور. والحفاظ علي نظافة المدينة. وبهذا تنتفع الدولة بهم وبوقتهم وأيضاً ينالون بعض المكافآت. ويتدربون علي خبرات وعلي محبة بلدهم ولهم في عملهم هذا. زيّ خاص يميزهم.. *** • وهناك وسيلة أخري للاستفادة من الفراغ. وهي العمل والإنتاج: فهناك نشاط يُسمي "الأسرات المنتجة". حيث توجد فرصة للفتيات والنساء عموماً. لعمل العديد من أنواع الأطعمة وتعبئتها. أو يشتغلن بالخياطة والنسيج والتريكو وما أشبه. ويباع كل هذا في معرض. • وسيلة أخري لملء الفراغ. وهي ما تسمي بالمشروعات الصغيرة الدولة نفسها تساعد الشباب في هذا المجال. وتمنح الشباب قدراً من المال للقيام بمشروع صغير. مع تقديم قائمة بتلك المشروعات الصغيرة - وهي فكرة رائعة لمن يريد أن يعمل ويكتسب من عمله. دون أن يطلب معونة مع البقاء في دائرة الكسل. وفي مشكلة الفراغ. *** وعندنا في اسقفية الخدمات في الكنيسة القبطية برنامج للعمل اسمه Vocational Training "أي التدريب المهني" للتدريب علي أنواع من المهن. حسب نوعية الشباب وهوايته. *فالشاب المثقف يمكنه التدرب علي أعمال الكمبيوتر. والإنترنت. والفاكس. والتمكن من دراسة لغات معينة تفتح له مجالا للتوظف - ليس فقط في الوظائف الحكومية وحدها - وإنما أيضا في البنوك والشركات والفنادق والسياحة والطيران والهيئات الأجنبية. • وبالنسبة إلي غير المثقفين أو أصحاب الحرف المهنية. يمكن أن يتدربوا علي أنواع من العمل اليدوي في الآلات الكهربائية. وفي أعمال السباكة. والماكينات المتنوعة. وحتي في البناء والزراعة. فياليت شبابنا يستخدمون وقت فراغهم في اكتساب مهارات وقدرات جديدة. فإن التوظف حالياً لا تكفيه مجرد شهادات دراسية.. إنما حينما يتقدم شخص لطلب وظيفة. لابد أن تكون للمهارات الخاصة أفضلية وأولوية تضاف إلي شهادته الدراسية. فتميز طلبه.. *** أيضًا هناك ما يعرف باسم "النشاط الصيفي" في كثير من الهيئات والجمعيات. ومراكز الشباب.. في بدء قيامة ثورة يوليو. في أواخر الخمسينيات. كانت هناك حركة واسعة في تشغيل الشباب في عملية تشجير لبعض المناطق الصحراوية.. وحالياً بعض الهيئات تجند الشباب لخدمة المناطق العشوائية. أو لخدمة المعوقين علي اختلاف نوعياتهم. من صم وبكم. ومكفوفين. وأصحاب إعاقة عضوية. والاهتمام بهم من كل ناحية.. كذلك تدريب الشباب علي محو الأمية في بعض المناطق كالريف والأحياء الشعبية. والبعض يعمل في ميدان الافتقاد. والبحث عن الشباب الضائع. وفي خدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم. *** كذلك - في ملء فراغ الوقت عند الشباب - هناك من يكتشف مواهبهم الفنية. ويشجعها ويوظفها فهناك شباب لهم مواهب فنية في كتابة القصة. وفي الموسيقي والشعر. وفي الرسم والنحت وكافة أنواع الفن. ولكنهم لا يجدون من يشعر بهم. ولا من يهتم بهم. وكان الأولي أن تكتشفهم مدارسهم التي تعلموا فيها. أو مراكز الشباب. وأن تقام مسابقات يساهم فيها هؤلاء الشباب. وتظهر فيها مواهبهم. وتجد من يرعاهم. ولعل من المظاهر التي نبغ فيها البعض. نحت تماثيل صغيرة تشبه ما يتطلع السائحون إلي اقتنائه من معالم التاريخ المصري القديم.. ونشر ذلك الفن في المناطق السياحية. وما يدره من دخل مالي ومن شهرة.. مع أمور أخري يتخصص فيها فنانون لخدمة السياحة *** مما يمكنه شغل وقت الفراغ أيضاً ما يسمي Advanced Courses "أي المناهج أو الكورسات المتقدمة" وذلك في مجالات متعددة ترفع مستواهم الثقافي كما ترفع مستواهم المهني وتزيدهم مهارة في التدريب. وفي نفس الوقت تملأ الفراغ بما يفيدهم ويسمو بعلمهم. * * * الفراغ العاطفي الفراغ العاطفي قد يوجد عند الصغار وعند الكبار. الفراغ العاطفي عند الصغار: هو عدم إشباع عواطفهم من نحو والديهم واخوتهم وأقربائهم وأصحابهم. ومن مظاهر هذا الفراغ وجود ابن وحيد ليس له أخ يسليه لذلك فأنا انبه دائماً إلي خطورة الاكتفاء بولادة طفل واحد فيجب مراعاة شعور الابن من حيث وجود أخ أو اخت له: يلعبان معا ويتحدثان معا ويتسامران معا ويتشاجران معا ثم يصطلحان في نفس الوقت.. ان الأطفال ان لم تشبع عواطفهم داخل بيوتهم يتعرضون إلي خطورة اشباع العاطفة خارج البيت مما لا تضمن نتائجه.. * * * وقد يحدث ذلك إما لعدم اهتمام الوالدين بهذا الجانب العاطفي في حياة أبنائهم أو ظنهم ان الطفل حينما يكبر بعض الشيء لايحتاج إلي الإشباع العاطفي كما كان في طفولته الأولي وهذا خطأ واضح فأبناؤكم يحتاجون إلي العاطفة مهما كبروا.. انما تتنوع هذه العاطفة في كيفيتها وفي درجتها حسب نوع السن ونوع النضوج العاطفي ونوع الاحتياج. * * * وقد لايهتم الوالدان باشباع عاطفة أبنائهم بسبب انشغالهم الأب بسبب انشغاله طول اليوم في العمل لكسب المال أو الشهرة حتي إذا رجع إلي البيت يكون منهكا وغير متفرغ لتدليل أولاده أو يرجع لمجرد حفظ الضبط والربط في محيط البيت فينتهر ويعاقب ويفقد مشاعره كأب ليحتفظ بمسئوليته وهيبته كرب اسرة! كذلك إذا كانت الأم من النساء العاملات وتنشغل عن أطفالها وتتركهم إلي عناية المربيات وقد حرموا من عواطف الأمومة. * * * وقد يفقد الأطفال عاطفة البيت بسبب التمييز Discrimination كأن يهتمون بالولد أكثر من البنت وقد تكون الابنة جوعانة إلي هذه العاطفة ولا تجدها وقد يحدث التمييز بسبب تفضيل البكر علي الصغير أو العكس أو تفضيل الابن المولود حديثا عمن سبقه. أو تفضيل ابن أكثر جمالا أو "دردحة" علي الأقل معه. وكل ذلك يوجد غيرة عند الأطفال ويشعر بعضهم انه مضطهد أو مهمل أو لا يجد عناية مثل غيره وقد يلجأ إلي خال أو عم أو جد أو جدة لتعويضه عما فقده من حنو ولكن الخطورة أن يبحث عن ذلك خارج البيت.. وربما يكون سبب فقدانهم الحنو. هو ما يدعيه بعض الآباء من الحزم! * * * صدقوني ان الاشباع العاطفي يحتاج إليه بعض الكبار أيضاً من هذا النوع المسنون والمسنات ممن ننشيء لهم بيوتا لرعايتهم بعد وفاة أحد الزوجين وتعيين الأولاد في وظائف ف بلاد بعيدة أو تزوجهم وتفضيلهم أن يحيوا وحدهم. أو بسبب الهجرة وهكذا يبقي الكبار يعانون الوحدة. وليسوا فقط يحتاجون إلي الرعاية. بل أيضاً إلي ملء الفراغ العاطفي.. نفس العاطفة تحتاجها الأرامل ممن فقدوا شريك الحياة رجالاً أو نساءً. ويحتاج إليها الذين احيلوا إلي المعاش. وفقدوا ماكان يقدم لهم من كلمات طيبة أثناء عملهم. وكذلك من كانوا في مركز له سلطة وخرجوا منه. * * * إشباع الروح والفكر هناك من يشبعون أنفسهم عن طريق العقل والفكر. كبعض العلماء وأساتذة الجامعات الذين يتفرغون للدراسة والبحث والإنتاج العلمي ويجدون في ذلك ما يشبع نفوسهم ويرضي مشاعرهم. والبعض يشبع عاطفته بمحبة الله ومن هذا الاشباع قال القديس اوغسطينوس في صلاته إلي الله "سيظل قلبي قلقا إلي أن يجد راحته فيك" علي أن البعض يشبعون عواطفهم بمحبة الذات والتمركز حولها مما يسميه علماء النفس بالنرجسية. إذ يعبدون ذواتهم. * * * وهناك أشخاص عندهم فراغ في الفكر اذ ليست لهم قدرة علي التفكير العميق وليس لهم سوي تفكير سطحي وأحيانا لا يفكرون علي الإطلاق تفكيرا يشبعهم. وليست لهم قدرة علي التأمل. وبالتالي ليست لهم أهداف كبيرة في حياتهم. فهم يعيشون علي هامش الحياة. وحياتهم عبارة عن فراغ. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:09 PM | رقم المشاركة : ( 254 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
حوار مع اقوال البابا سيدى البابا لقد علمتنا ان الطموح هو الرغبة فى الازدياد وهو حالة انسان لا يكتفى ولا يقف عند حد فهل هذا طبيعى ام لا؟ الطموح هو شىء طبيعى جزء من طبيعة الانسان لقد اوجد اللة فى الانسان اشتياقاالى غير محدود. ومع ذلك هناك طموح عالمى خاطىء فما هو؟ الطموح المركز على الذات ولا هداف عالمية وربما بوسائل خاطئة مثل الطموح فى الغنى فى المجد الباطل وما اشبة0 لعل البعض يسأل هل يتناقض الطموح مع القناعة؟ كلا فالقناعة تكون فى الماديات والطموح فى الروحيات ويتمشى الاثنان معا يقويان بعضهما البعض. الطموح المقس اذن هو طموح روحى ولكن ماذا عن الحياة العملية؟ فى الحياة العملية ينبغى ان يكون الانسان طموحا يهدف الى النجاح فى كل ما تمتد الية يدة اخيرا نسأل قداستكم كلمة منفعة لابنائكم؟ الانسان الروحى فى الطموح ينمو باستمرار اما غير الطموح فقد يتوقف عند وضع معين ويتجمد. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:09 PM | رقم المشاركة : ( 255 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
لا تكتسب فضيلة بتحطيم فضيلة اخرى لقداسة البابا شنودة إن الشيطان يتضايق من فضائلك الثابتة التى صارت وكأنها من طبيعتك، لذلك يحاول أن يحطمها بكافة الحيل. ومن بين هذه الحيل أن يقدم لك فضيلة اخرى جديدة عليك ليست لك بها خبرة، لكى تحل محل الفضيلة الأولى الثابتة. ومن أمثلة ذلك: 1- إن كنت تحيا فى وداعة وهدوء ودماثة خلق وسلام قلبى. ويريد الشيطان أن يفقدك كل هذا. فماذا يفعل؟ أنه لا يستطيع أن يذم الرقة والوداعة، أو أن يقول لك "أترك طبعك هذا المحبوب من الكل"... ولكنه يصل الى غرضه عن طريق الإحلال، ويقدم لك فضيلة بديله، دون أن يشعرك أنها بديلة.. وكيف ذلك؟ * يدعوك باسم الحماس فى نشر البر، أن تساهم فى إصلاح المجتمع، وأن توبخ وتنهر، وتكشف أخطاء الآخرين لكى يخجلوا منها ويتركوها! وتظل تفعل هذا بغير حكمة. وأنت لا تعرف قدر من تتناوله بالنقد، ولا الأسلوب المناسب، ولا ما هى ردود الفعل، ولا بأى سلطان تفعل ذلك. وهكذا تسلك فى طريق القسوة والتشهير بالآخرين، وفى اسلوب السب والقذف. وتسودّ صورة الغير فى نظرك، وتتحول الى قنبلة متفجرة تقذف شظاياها فى كل اتجاه... * وهكذا تفقد وداعتك ورقتك. وتكره الناس ويكرهونك. ثم ما تلبث أن تتعب من هذا الأسلوب الذى لا يتفق مع طباعك، وتحاول أن تعود الى حالتك الأولى، ولكنك لا تجد قلبك نفس القلب، ولا فكرك نفس الفكر. بل ترى أنك قد فقدت بساطتك ونقاوة فكرك، كما فقدت حسن علاقتك بالآخرين وفقدت أمثولتك الصالحة التى كان ينتفع بها غيرك.. وإذا بالشيطان قد أطمعك فى فضيلة لا تعرف كيفية السلوك فيها، وافقدك فضيلتك الأولى! فما احتفظت بالأولى، ولا ربحت الثانية. وصرت فى بلبلة... * ينبغى أن تدرك تماماً أن أعمال الخير لا يهدم بعضها بعضاً، وأن كل انسان له شخصيته التى قد تختلف عن غيره، وقد لا يناسبه ما يناسب غيره. وليس كل أحد له سلطان أن يوبخ وينتقد. كما أنه ليس للكل معرفة كيف يستخدم حسناً فضيلة جديدة عليه. *** 2- مثال آخر للفضيلة التى يحاول بها الشيطان أن يضيع فضيلة اخرى: انسان يعيش فى نقاوة القلب، بعيداً عن العثرات الجسدية. فهو محترس تماماً، لا يقرأ قراءات ولا ينظر الى أية مناظر تعثره. ولا يختلط بأية خلطة خاطئة، ولا يستمع الى أية أحاديث طائشة. بل يحتفظ بأفكاره نقية لا تُدخل الى قلبه شيئاً غير طاهر.. هذا الإنسان يريد الشيطان أن يحاربه، ولا يستطيع أن يقدم له شهوة مكشوفة، لأنه لابد أن يرفضها. فماذا يفعل؟. * يفتح أمامه الباب ليكون مرشداً روحياً يقود الشباب الى الطهارة. إذ كيف يعيش فى حياة الطهارة وحده، ويترك اولئك المساكين يسقطون كل يوم دون أن يقدم لهم مشورة صالحة تنقذهم مما هم فيه! ويقنعه بأن من يرد خاطئاً عن ضلال طريقه، إنما يخلص نفساً من الموت، ويستر كثرة من الخطايا. ويظل يثير الحماس فى نفسه لكى يقبل هذه الخدمة الروحية الحيوية، وأن يرشد الذين يأتون اليه... * ثم تأتى الخطوة التالية وهى أنه لكى يكون إرشاده عملياً، لابد أن يستمع الى مشاكلهم وأخطائهم. ويظل اولئك يصبّون فى أذنيه أخبارهم وقصص سقوطهم. وقد يقولون كل شئ بالتفاصيل. وربما يكون فى ما يحكونه ما يعثر.. ويستمع (المرشد) الطاهر إلى كل ما كان يبعد قبلاً عن سماعه، ويعرف ما كان يجب مطلقاً أن يعرفه. وكل واحد من اولئك يقدم صورة جديدة أو صوراً عديدة من الخطأ... * وعن طريق الإرشاد يجد صاحبنا عقله وقد امتلأ بصور دنسة. وأصبح يعرف أشياء صارت تشوّه طهارة تفكيره، وتدنسه بأخبار وقصص مجرد ذكرها قبيح. وإن لم تعثره وتغرس فيه إنفعالات خاطئة، فعلى الأقل تنجس فكره، وكأنه قد قطف أثماراً غريبة من شجرة معرفة الخير والشر..! * فإن حاول أن يبتعد، يقال له: وما ذنب هؤلاء الشبان؟! وقد يكونون قد تعلقوا به واستراحوا الى ارشاده. وربما يتعبون ضميره بأنهم – إن تخلى عنهم – قد يرجعون الى خطاياهم! ويلحّون عليه أن يظل يسندهم حتى يقفوا على أرجلهم.. ربما هو يكون قد رسبت فى ذهنه – ولو بالسمع – صور لم ينظرها من قبل، وربما يسقط بالفكر، ويكون الشيطان قد نجح فى اسقاطه وافقده نقاوته الأولى. *** 3- وقد تأتى حيلة الشيطان فى عرض الإرشاد بصورة اخرى، يقدّم فيها – لا أخباراً تدنس القلب – بل شكوكاً تتعب العقل... إذ يكون القلب فى بساطة الإيمان، وتكون قراءاته كلها روحية تعمّق صلته بالله. ثم يأتى من يطلبون معونته وارشاده فى شكوك عقيدية أو إيمانية تتعبهم. وتتوالى الشكوك من هنا وهناك لكى تجد لها حلاً، ويبدأ ايمان هذا (المرشد) أن يتحول شيئاً فشيئاً من القلب الى الفكر والبحث العلمى. وقليلون من يتقنون الأمرين معاً... ويجد أن الشكوك تتكاثر عليه، وليست له موهبة الرد عليها.. * وينبغى أن نعرف أنه ليس كل أحد له القدرة على الإرشاد. فالذين لهم هذه الموهبة، لا يصيبهم ضرر سواء من المشاكل الروحية وسماع الخطايا الجسدية، أو من المشاكل العقائدية وسماع الشكوك. ولكن حيلة الشيطان الماكرة هى أنه يقدم الإرشاد للذين ليست لهم الموهبة، فيصيبهم منه ضرر. كما انه يقدم لهم ذلك باسلوب ضاغط، يشعرهم به أنه ضرورة ملحة وأنه واجب مقدس.. وما أسهل على القلب المتضع أن يرد قائلاً "ولكننى لا أعرف. أنا الذى لم أستطع أن ارشد نفسى، كيف يمكننى ارشاد آخرين؟ |
||||
13 - 06 - 2012, 10:09 PM | رقم المشاركة : ( 256 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
ثياب الحملان قال السيد المسيح وهو يحذر تلاميذه من اليهود في أيامه "يأتونكم بثياب الحملان. وهم ذئاب خاطفة"!! أي يأتونكم بمظهر الطيبة والوداعة والمسالمة. وهم عناصر عنيفة فتاكة تشبه الذئاب التي تخطف. فما هي تأملاتنا في ثياب الحملان هذه. وفي أية المجالات يمكن أن تنطبق؟؟ يمكن أن ينطبق هذا الوصف علي العدو الذي يلبس ثياب الأصدقاء. أو علي الخاطئ الذي يتظاهر بالبر. ويمكن أن ينطبق علي المرائين الذين قال عنهم السيد المسيح إنهم يشبهون القبور المبيضة من الخارج وفي داخلها عظام نتنة... ہہہہ وثياب الحملان يمكن أن يلبسها الشيطان نفسه..! فالشيطان يتقن أساليب الخداع. ويستطيع أن يظهر إن أراد في هيئة ملاك من نور. أو في صورة أحد الأنبياء أو القديسين. أو في هيئة روح من أرواح الموتي. وقد يتخذ له أي اسم من الأسماء وأي شكل وأي صوت.. ويستطيع الشيطان أن يظهر في رؤي كاذبة. أو في أحلام كاذبة. ويوجه الإنسان بطريقة ما... لذلك ينبغي علي كل إنسان أن يكون حريصاً وحكيماً. وله موهبة التمييز. والكتاب ينصحنا بأن نميز الأرواح.. وإن لم يكن لاحد منا هذه الموهبة. حينئذ تنفعه المشورة الصالحة. حينما يذهب إلي أحد المختبرين. ويستشيره في أمثال هذه الأمور ليكشفها له. لأن الشياطين استطاعت أن تضل كثيرين صدّقوا خداعها ولم يكتشفوها. لأنها كانت تلبس ثياب الحملان. ہہہ علي أن تعبير "ثياب الحملان" يمكن أن ينطبق أيضا علي الرذائل التي تلبس ثياب الفضائل وعلي الأخطاء التي تتسمي بغير أسمائها. إن الخطيئة التي تغري الأشرار وهي مكشوفة وصريحة. لا تستطيع أن تحارب الأبرار والقديسين هكذا. لأنها لو ظهرت لهم بوجهها الصريح لرفضوها. لذلك فإن الشيطان حينما يحاربهم بخطية معينة. قد يلبسها ثوب الفضيلة. أو يعطيها اسما يريح الضمير! وهكذا يضل غير الحكماء وغير العارفين. ومثل هذا التضليل يمكن أن يكشفه المرشد الروحي إذا ما عُرض عليه... ہہہ وهذه الأسماء المستعارة التي تلبسها الخطية. قد يستخدمها أشخاص يعرفون تماما أنهم مخطئون. ولكنهم يخفون أخطاءهم بثياب الحملان. حتي لا يخجلوا أمام الآخرين. وحتي لا ينكشفوا. إن ثياب الحملان قد يقع فيها البعض عن طريق الجهل وعدم الخبرة. وقد يستخدمها البعض بأسلوب الخداع أو الرياء. وأمثال هؤلاء المرائين: إن استطاعوا أن يخدعوا غيرهم. إلا أنهم مكشوفون أمام الله فاحص القلوب والأفكار والنيات. ومكشوفون أيضا أمام ضمائرهم... وقد يكشفهم الناس كما يقول الشاعر: ثوب الرياء يشفّ عما تحته .. فإذا التحفت به فإنك عار علي أن هؤلاء المرائين. قد يسهل بهم الاستهتار أحياناً إلي أن يتهكموا علي البسطاء. لكي ينطوي عليهم الخداع. ہہہہ وثياب الحملان يستخدمها العقل أحياناً لتبرير سلوك النفس: إن العقل لا يكون في كل وقت عقلاً صرفاً. أو مفكراً في الحق تفكيراً سليماً.. وإنما كثير ما يكون العقل خادما مطيعا لرغبات النفس... يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس. وأن يبرر سلوكها. حتي لا تبدو مدانة أمام الضمير.. وهكذا يعطي الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير اسمائها الحقيقية. وسنحاول أن نضرب لذلك بعض الأمثلة: فالاستهتار مثلا يلبس ثياب الحملان. ويأخذ اسم الحرية! وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في سمو معناها. ہہہ وتحت اسم الحرية يفعل الشخص ما يشاء. مستخدما هذا الاسم الجميل في فعل ما لا يليق. ناسياً أن الحرية في معناها الحقيقي. هي تحرر النفس من الأخطاء ومن الشهوات المعيبة.. فالشخص الحر هو الذي لا تستعبده عادة رديئة أو شهوة بطالة أو طبع فاسد. وليس معني الحرية أن يكسر أحد وصايا الله ويقول أنا حر أفعل ما أشاء!! فمثل هذا الشخص ليس هو حراً. بل هو مستعبد للشيطان وإغراءاته.. هو يحاول أن يُلبس الاستهتار ثياب الحملان. ويعطيه اسم الحرية.!! وليست الحرية أن تكسر قواعد المرور. وتقول أنا حر أسير كيفما أشاء!! فهذه ليست حرية. إنما هي استهانة بالنظام العام... وفي بعض بلاد الغرب لبس الفساد. والشذوذ الجنسي. وإدمان المخدرات ثياب الحملان. وتسمي باسم الحرية الشخصية.. وفي بعض البلاد لبس الالحاد والانحراف الديني والمذهبي ثياب الحملان أيضا. وتسمي باسم الحرية الدينية وحرية العقيدة!! حتي أن بعضهم اعتنق عبادة الشيطان. وبني له بيوتا للعبادة وممارسات.. وطالب الدولة بحمايتها. باسم الحرية!! ہہہہ كذلك قد تلبس الشهوة الجسدية ثياب الحملان. وتتسمي باسم الحب! والحب كلمة جميلة في معناها السامي تنال توقير الجميع... ولكن هل كل ما يسمونه حباً. هو حب في حقيقته؟! ألا يجوز أن خطية ما تخشي أن تكشف عن حقيقتها الفاسدة. فتلبس ثياب الحملان وتتسمي بهذا الاسم الجميل؟! ألا يحدث أحياناً أن شاباً يصادق فتاة صداقة غير بريئة مملوءة بالأخطاء الواضحة الفاضحة. ويسمي هذه العلاقة خطأً باسم الحب. وهي بعيدة عنه كل البعد!! أتذكر أنني مرة في حديث صحفي سئلت عن الفرق بين الحب والشهوة؟ فقلت إن الحب يريد دائما أن يعطي. والشهوة تريد دائما أن تأخذ.. ہہہہ إن الذي يحب فتاة محبة حقيقية. المفروض فيه أن يحب لها الخير. فلا يسيء إلي عفتها وطهارتها. ولا يسيء كذلك إلي سمعتها... فإن أتلف عفة هذه الفتاة. وأفقدها بساطتها. وأدخلها في خبرات خاطئة. وشغل عقلها. وضيّع وقتها أو مستقبلها. وعلّمها الكذب علي أهلها. وعوّدها العمل الخاطئ في الخفاء.. فلا يصح أن يقول علي الرغم من كل ذلك إنه يحبها..! فالذي يحب. ينبغي أن يكون طريقه سليماً وواضحاً. ويعمل في النور وليس في الظلام. ولا يصح أن يكون الحب مجرد ثياب حملان تخفي في داخلها ذئاباً خاطفة.. ہہہہ كذلك قد تلبس القسوة ثياب الحملان. وتتسمي بالحزم.. فقد تعاتب أباً قاسياً يسوم أولاده ألوان العذاب. فيبرر موقفه بأنه ليس قاسياً. وإنما هو حازم! ويطلق علي معاملته الفظة الخشنة لأبنائه اسم التأديب أو التربية! ويقول عن عنفه في تربية أبنائه إنها حفظ لهم حتي لا يخطئوا! بينما تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية. وقد تأتي بعكس ما يريد. وتغرس في نفوس الأبناء الكبت والشعور بالظلم. والرغبة في الانطلاق من هذا البيت.. ولكنها ثياب الحملان التي يحاول بها الأب إخفاء وحشيته وقسوته! ہہہہہہہ وثياب الحملان قد تدخل أحياناً في بعض مجالات النصب علي عقول بعض البسطاء أو غير المتعلمين. وبخاصة في الأرياف.. ہ وربما يدخل في هذا المجال المشتغلون بقراءة الكف "باعتباره علماً" أو بقراءة الفنجان. أو بضرب الرمل ووشوشة الودع. أو بمعرفة البخت عن طريق النجوم. أو طريق البندول. وغير ذلك من الغيبيات.. وتسمية كل ذلك باسم الموهبة. أو الفراسة. أو النبوة وإدعاء معرفة المستقبل. وكلها ثياب حملان تخفي مجموعة من الإدعاءات.. ہ ويدخل في مجال استغلال بساطة الناس: المشتغلون بالسحر و"العمل"! وإشعار بعض اليائسين والحائرين. بأنه قد عُمل لهم عمل يحتاج إلي فكه. أو إلي حجاب يحجب الشر عنهم. أو إلي الاتصال بالأرواح أو بالجن للتفاهم في هذا الأمر. وكل اتصال له أجره! ہہہہہ قتل الأخت الخاطئة قد يلبس أيضا ثياب الحملان. تحت عنوان غسل شرف العائلة. ومحو العار عنها.. وأيضاً الانتقام لقتل الأب أو الأخ بقتل قاتله. يلبس ثوباً آخر من ثياب الحملان. ويعتبر لوناً من القوة وكرامة الأسرة. وقديماً في أيام الجاهلية كانوا يجدون أحد ثياب الحملان يغطون به وأد البنات.. وجرائم كثيرة كانت تستتر وراء قوة الشخصية. وكان يبررها الذين مارسوا الحكم الاستبدادي والديكتاتوري أمثال هتلر في ألمانيا. وأيضاً روبسبير وشركائه بعد الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر. وبعض جرائم القذف والسب العلني تحاول أن تأخذ اسم حرية الصحافة. والاجتماعات الثورية قد تأخذ اسم الحرية السياسية وسب المرشحين لبعضهم البعض في الانتخابات تلبس ثوب الديمقراطية!! ہہہہ ومن ثياب الحملان المشهورة. ثوب آخر اسمه الفن: وكلمة الفن محبوبة من الجميع. ومن فروعها الفنون الجميلة وكل ما تشتمل عليه. ولكن "فنوناً" أخري ليست جميلة تنتحل هذا الاسم أيضاً! فهناك نوع من الرقص الخليع يسمونه أيضا فناً. وكذلك بعض التماثيل والصور العارية التي تخدش الحياء تدخل في نطاق الفن. وعروض عديدة من الإباحية. ومن الأغاني العابثة. ومن الروايات المثيرة. تسمي أيضاً فناً. وكلها تنطوي داخل ثياب الحملان. وإن رأي أن ينتقدها. يتهمونه بأنه يحارب الإبداع الفني! ہہہہ وما أكثر الأسماء المستعارة التي تلبسها أخطاء الناس: ويعوزني الوقت في هذا المقال أن أتحدث عنها بالتفاصيل: فالدهاء أو المكر أو الخبث. قد يتسمي بالذكاء أو بحسن التصرف! والإسراف قد يأخذ اسم الكرم. والتهكم أو المزاح الردئ. قد يتسمي باسم خفة الروح! والشتيمة والانتقاد المرّ والكلام الجارج ضد سياسات القادة. يسمونها كلها باسم الاصلاح.. والتعصب الردئ قد يأخذ اسم الغيرة المقدسة والتمسك بالدين. وأحياناً يسمي الكذب بالكذب الأبيض لإخفاء حقيقته. والملابس الخليعة قد تأخذ اسم الموضة. وقد تختفي الرشوة تحت اسم الهدية. وتختفي السرقات تحت شكليات رسمية لا ترضي الضمير.. إلي آخر هذه الأنواع. ہہہہہ وثياب الحملان قد يلبسها البعض في معاملاتهم للآخرين: فقد يسلك إنسان بأسلوب من التملق والنفاق. فإن عاتبته علي ذلك. يقول لك إن هذا لون من السياسة. أو من الحكمة. أو كسب الاصدقاء! بينما يستطيع أن يصل إلي ذلك بغير تملق. وقد يدسّ شخص عند رئيسه في حق زملائه. ويسمي الدس والوقيعة بأنه اخلاص منه لرئيسه وللصالح العام! وما هو إلا من ثياب الحملان. ہہہہ ومن ناحية أخري. قد يلبس ضعف الشخصية ثوب الطيبة والوداعة: وتحت اسم الطيبة قد يتلف أب أولاده. وقد يتلف رئيس أو مدير كل الهيئة التي تحت إدارته. لكونه يسلك بتساهل معيب يسميه الوداعة! والمفروض أن يكون الإنسان لطيفاً في غير ضعف. وحازماً في غير عنف. وقد يعاقب ويكون طيب القلب في معاقبته. كما قد يعفو ويكون حازماً خلال عفوه... وهكذا تكون الشخصية المتكاملة.. ہہہہہہ ليتنا إذن نواجه الحقائق عارية وصريحة. ولا نسمي الأمور بغير اسمائها. لكي نستطيع أن نصحح أنفسنا من الداخل. ويصلح المجتمع الذي نعيش فيه.. أما ثياب الحملان فإنها تحاول أن تخفي العيوب دون اصلاحها..!! |
||||
13 - 06 - 2012, 10:10 PM | رقم المشاركة : ( 257 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
مراحل الخطيه لقداسه البابا شنوده مراحل الخطيئة فى غالبية الحالات لا تهجم الخطيئة على الانسان دفعة واحدة بكل قوتها، إنما تزحف اليه زحفاً حتى تصل اليه بشئ من التدريج. لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه الخطية، ويرقب تطورها، ويحترس.. * ومراحل الخطية تبدأ غالباً بإتصال، ثم انفعال، فاشتعال فتتصل الخطية بأى شخص عن طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة، أو المعاشرات الرديئة، أو لقاءات الحياة العادية. فإن أعطاها مجالاً، قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالاً فكرياً أو عاطفياً أو بطريق الحواس. فإن تهاون مع هذا الإنفعال، يشتد فيتحول الى اشتعال. وفى هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج الى الداخل، وفى هذا خطورة. وقد يتطور الأمر الى ما هو أشدّ... * يتطور الأمر الى صراع داخلى، ربما ينتهى الى تسليم وسقوط... إنه صراع بين الضمير والخطيئة، أو بين الروح والمادة. وهذا الصراع يدل على الإنسان رافض للخطيئة، وأنه يقاوم. وهى مرحلة متعبة، ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ والسقوط. وهكذا يكون الانسان قد أوقع نفسه فى هذا الصراع بتهاونه فى المراحل السابقة... *** * والصراع مع الخطيئة غير مضمون النتيجة ويتوقف على مدى مقاومة الشخص، وعلى تدخل النعمة لإنقاذه... فقد تدركه المعونة الالهية، وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه. وقد يتعب من الصراع ويفشل، ويلقى سلاحه ويستسلم ويسقط. وذلك لأن الخطيئة من طبيعتها أنها لا تستريح حتى تكمل * فإن سقط الشخص فى ذلك الصراع مع الشر، لا يتركه الشيطان بل يستمر فى محاربته له، حتى تتكرر الخطيئة، وحتى تتحول الى عادة أو الى طبع فيه. ويصل الى الوضع الذى لا يستطيع فيه أن يقاوم...! * وهذا ما نسميه بالعبودية للخطية. حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه، كعبد له وللخطية التى سيطرت عليه. ثم لا يكتفى عدو الخير بأن يجعل فريسته عبداً له، إنما يتطور الى ما هو أبشع... * تتطور العبودية الى مذلة العبودية..! أى الى الوضع الذى يشتهى فيه الشخص الخطية التى تسيطر عليه، ولا يجدها..! ويطلبها متوسلاً بكل قواه. يتوسل ولا يتوصل.. كمن يطلب شهوة المال، أو شهوة الجسد، فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء، أو الانتقام أو التشفى. ويسعى بكل رغبات قلبه لعله يجد... وكأنه يتوسل الى الشيطان، أو يتسول من الشيطان، أن يمنحه الخطية! وهذه مذلة.. وقد يتمادى الشيطان فى غروره، ويحتقر هذا الشخص الذليل..! *** * فلينظر كل شخص فى أية مرحلة من هذه المراحل هو كائن؟ * وليختصر الجهاد والصراع، ويبعد عن الخطوة الأولى فهذا أسهل له وأربح وأكثر ضماناً. كما أنه بابتعاده عن أول مرحلة من مراحل الخطية، يدل على عدم قبوله لها بسبب نقاء قلبه.. ويريح نفسه من التفاوض مع الشيطان بعدم التعامل معه إنه من السهل على أى شخص، أن يقتلع من الأرض نبتة صغيرة أو شتلة أو شجيرة. ولكن إن صبر عليها حتى تصير شجرة ضخمة، حينئذ يكون من الصعب عليه اقتلاعها. وهكذا مع فكر الخطيئة منذ بدايته... * قد ينتصر انسان على فكر شرير بعد صراع مرير، ولكنه فى أثناء الصراع يكون قد نجّس ذهنه وربما قلبه وحتى إن طرد الفكر من عقله الواعى، قد يبقى فى ذاكرته وفى عقله الباطن. وربما يعود اليه بعد حين، أو يظهر فى أحلامه أو فى ظنونه... فلماذا كل هذا التعب؟ الوضع السليم هو التخلص منه من بادئ الأمر، قبل أن يستمر، وقبلما يتسع نطاقه فى تدمير الروحيات. والانتصار على الفكر يبدأ من مرحلة الاتصال. فليحاول كل شخص أن يبتعد عن الاتصال بمصادر الخطية. يقول داود النبى فى المزمور "طوبى للانسان الذى لم يسلك فى مشورة الأشرار، وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس".. لذلك لا تسمح للخطيئة أن تتطور معك، أو تجعلك تتطور معها. ومن أول خطوة ابتعد عنها. هذا اذا كنت تريد أن تتوب، وأن تحتفظ بقلبك نقياً... *** * لذلك فى أية مرحلة من مراحل الخطية وجد الانسان نفسه، فليجاهد أنها لا تتطور الى أسوأ لأن الإرادة تكون قوية فى أول القتال، أعنى فى مرحلة الإتصال. فإذا وصل الشخص الى مرحلة الانفعال، تكون إرادته قد بدأت تستجيب للخطأ. وفى الإشتعال تكون قد ضعفت. أما فى مرحلة الصراع، فإن الإرادة تكون بين الحياة والموت. وإن سقطت تكون قد وقعت صريعة فى حربها ضد الخطية. وفى حالة العبودية للخطية تكون الارادة قد ماتت تماماً. ويصبح الانسان حينذاك مسلوب الارادة.. إذن فليعلم هذه الحقيقة جيداً: إنه كلما يخطو خطوة فى طريق الخطية، تضعف ارادته وكلما يضعف، يميل الى الخطية، ويكون قد أعطى الشيطان مكاناً ووضعاً داخل نفسه. وكلما يخطو خطوة اخرى نحو الخطية، تقل مخافة الله فى قلبه، ويكون سقوطه بالعمل متوقعاً جداً... *** والانسان الحكيم لا يستهين بأية خطية، مهما بدت صغيرة... فأى ثقب بسيط فى سفينة، قد يتسع اذا اُهمل حتى يتحول الى كارثة غرف. ونهر النيل بمجراه العظيم بدأ بقطرات مياه أمطار سقطت على جبال الحبشة واستمرت فى سيرها حتى وصلت إلينا نهراً. وأطول مشوار فى طريق الخطية بدأ بخطوة واحدة لذلك فلنحترس مدققين من جهة أى تهاون أو تراخ فى كلامنا أو تصرفنا، عارفين أن من يهتم بالقليل، سيهتم بلاشك بالكثير. وكما يقول المثل الانجليزى "اهتم بالبنس، فتجد أن الجنيه يهتم بنفسه" لذلك كن دقيقاً جداً. فربما خطأ بسيط يجرّ الى مشاكل كثيرة. بينما التدقيق ينفعك ويعلمك الحرص... فالذى يهتم بالحشمة مثلاً وهو داخل غرفته، لابد انه سيحتشم خارجها. الذى فى حجرته الخاصة يستحى من أرواح الملائكة والأبرار، هذا لابد سيسلك باحتشام فى الخارج أمام الناس، وتصير الحشمة من طباعه التى يقودها. وهكذا فى باقى تصرفاته... * إن الشيطان ذكى جداً. لا يهاجمك بخطية بشعة دفعةً واحدة. لا يطلب منك باباً واسعاً يدخل منه الى حياتك. وكل ما فى الأمر أنه يستأذنك فى ثقب إبره. وقد لا تبالى فتسمح له. وهذا يكفيه، ويظل يوسعه حتى يتلف حياتك كلها... * حقاً ما أكثر الخطايا التى تدخل من ثقب إبره..! إنه لا يدعوك مثلاً الى إهمال الصلاة، لكنه قد يقترح تأجيلها بعض الوقت ريثما تستعد. ثم يظل يؤجل ويؤجل حتى يفوتك موعد الصلاة أو تنساها. وهكذا يفعل معك بالنسبة الى التوبة.. *** * والخطوة الأولى الى الخطية تختلف من شخص الى آخر، وتتنوع حسب الظروف. فكن يقظاً من هذه الناحية. واذا دُفعت الى الخطية الأولى، فلا تكمل وتصل الى الثانية... واحترس من أن تكون الخطوة الأولى بالنسبة اليك، هى الغرور والثقة الزائدة بالنفس التى تقودك الى عدم الاحتراس أو الى شئ من الفتور... كذلك استفد من دراسة الخطوة الاولى التى اسقطت غيرك. وبخاصة اولئك الذين كانوا أقوياء، أو ظنوا أنهم أقوياء وبالاحتراس من الخطوة الأولى، تتدرب على حياة التدقيق وعلى حياة الجهاد الروحى. وليكن الله معك |
||||
13 - 06 - 2012, 10:10 PM | رقم المشاركة : ( 258 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
متى تستيقظ قرات فى جريدة الاهرام مقالة "لقداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث" تحت عنوان ( كثيرون يعيشون خـــــــارج انفسهم ) ، ولكنى اثناء قراتى لها استوقفتنى كلمة وهى ( متى تستيقظ ؟) ووجدت ان هذة انسب لكى تكون عنوان لمقالتنا اليوم ، فهيا بنا نقرا سويا مقالة سيدنا البابا ونجيب على السؤال المطروح ... ؟؟؟متى تستيقظ " جاءنى وهو فى غاية الاضطراب والقلق ، وقال لى : " هناك خطر يهدد البلد كله " ، فقلت " اتقصد دولة تريد محاربتنا من الخارج ؟ " فقال " كلا انه عدو يحيط بنا فى كل مكان ، بل انه يوجد احيانا داخلنا " فسالته " لعلك تقصد الشيطان ؟" ، اجابنى "لست اقصد الشيطان ، انما اقصد الميكروبات ، التلوث " وطفق هذا الاخ يتحدث عن المرض والتلوث ، انه موضوع قد دخـل فى بؤرة تفكيرة واستقر ، وصار يشغل ذهنه باستمرار ، واصبح يهتم بنقاء الجو من الميكروبــــات اكثر مما يهتم بنقـــاء قلبة وافكاره من الخطايا والشهوات ، وكيفية التخلص منها ... انه واحد من الذين يعيشون خارج انفسهم شخص اخر تشغلة الاخبار ويتابعها فى كل الصحف ، سواء كانت اخبار السياسة او المجتمع او اخبار الرياضة او اخبـــــار الفن ...انه يتغذى بالاخبار كما يتغذى بالاحاديث ، سواء كان قارئا ام سامعا ام مشاهدا ، وفى كل ذلك لايهتم مطلقا باخبــــار نفسة : ماذا عن حياته الروحية ؟ شخص ثالث كل همه كيف يزيد ماله وتنمو ثروته ، انه يعيش وسط الحسابات دون ان يقيم اى حساب لحياتـــه الروحيــــة وعلاقته بالله . شخص رابع شخص اخر لاتشغلة سوى متعته الشخصية ، وكل مايتعلق بامور اللهو او اللذة الحسية ، تفكيــــره يدور حول الافلام والمسرحيات ، وحول اللقاءات والعواطف السطحية ، والرحلات والحفلات ، ومايعجبـــــة من الغنـــاء والموسيقى ، وايضا مايلذ له من الطعام والشراب ..كلها امور خاصة بالجسد وبالحواس..اما نفسة وضميرة ، فامور لاتخطر له على بال ولا تلاقى منه اهتماما . يااخى الكريم . . . ان لك نفسا واحدة ، ان ربحتها ربحت كل شىء ، وان خسرتها خسرت كل شىء ، فلا ينفعــــك اذن ان تعيش خارج نفسك ،تجذبك سائر اهتمامات الدنيا وتستولى على كل قلبك وفكرك ومشاعرك ووقتك واهتماماتـك ، وتبعــدك عن العناية بروحك وكانك فى غيبوبة كاملة عن حياتك وعن مصيرك !! ولعلنى هنا اسالك "متى تستيقظ ؟؟؟ " هذا الامر الجوهرى يحتاج منك الى فحص الذات فاجلس قليلا مع نفسك كما تجلس بالساعات مع الاخريـــــن ، وفى فحصك لنفسك لاتحاول ان تبرر ذاتك فى كل ماتفعل ، فكن عادلا كا العدل فى الحكم على كل اعمالك واقوالك دون محابــــــاة لنفسك . حاسب نفسك محاسبة دقيقة على كل تصرف ، بل على كل مايجول داخلك من مشاعر وافكار ومن نيات واغراض . ونتيجة لهذا كله ، اعمل على تقويم نفسك وعلاجها من كل مايشينها ، وتحرس من جهتها حتى لا تسقط . بهذا لاتكون فى غيبوبة عن نفسك ، بل تكون مهتما بها وملاحظا لها ، وملتزما بما ينفعها ، ومحافظا لها بعيدا عن كل خطأ وسقطة . اذن عزيزى القارىء متى ستستيقظ ؟ ؟ ؟ |
||||
13 - 06 - 2012, 10:11 PM | رقم المشاركة : ( 259 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
اقوال جميلة للبابا شنودة إذا أردت ان تدرب نفسك علي الهدوء ـ وبخاصة هدوء القلب وهدوء الأعصاب وهدوء الحياة ـ فعليك بالنصائح الآتية: 1ـ لاتسمح لأي شيء أن يثيرك، بل تقبل كافة الأمور بنفس هادئة، لا تنفعل كثيرا بالاسباب الخارجية مهما كانت تبدو متعبة، ولا تقلق وتضطرب، وان انفعلت، حاول ان تضع هدوءا لانفعالك، وان تهدئ نفسك، ولاتتصور أو تتخيل نتائج خطيرة سوف تحدث، فهذا التخيل سوف يزعجك، وقل لنفسك: ان كل مشكلة لها حل أو بضعة حلول. فكر اذن في الحلول، حينئذ يدخل الهدوء الي قلبك. وان عجزت عن ايجاد حل، استشر غيرك، وان عجز الغير ايضا فاعط المشاكل مدي زمنيا تحل فيه، واطلب معونة الله وتدخله وستره. 2ـ كن دائما قوي القلب قوي الايمان، واسع الصدر في مقابلة المتاعب، بحيث لا تتضايق بسرعة، واعلم ان الضيقة قد سميت هكذا، لان القلب قد ضاق عن ان يتسع لها، اما القلب الواسع فانه لايتضيق بشيءو ان قطعة من الطين اذا القيت في كوب من الماء فانها تعكره، اما اذا ما القيت في المحيط فانها لاتعكره، بل يفرشها في أعماقه ويقدم لك ماء رائعا.. 3ـ مما يفيدك في حياتك، ان تكون لك روح المرح والبشاشة. فإنها تجلب للانسان هدوءا في النفس، واسترخاء في الاعصاب، وتبعد عنه الكآبة والاضطراب، ومهما كان الجو مكهربا وصاخبا، فإن الانسان المرح، يستطيع بفكاهة لطيفة ان يزيل جو التوتر.. وعموما فإن المتصفين بالمرح، تكون أعصابهم هادئة، بل انهم بالأكثر يمكنهم ان يهدئوا غيرهم أيضا. كما ان الوجوه البشوشة تشيع الهدوء في الاخرين. لهذا درب نفسك علي البشاشة والمرح، وتقبل كثيرا من الأمور بهذه الروح. 4ـ كذلك ان أردت ان تكتسب الهدوء، يمكنك ذلك بمعاشرة الاشخاص الهادئين، بعكس الذي يختلط دائما بالمضطربين والثائرين، فانهم ينقلون اليه عدوي مشاعرهم، فالخائفون ينقلون اليه خوفهم، والمتشائمون ينقلون اليه تشاؤمهم، وكذلك فالذين يحاربهم الشك والضيق ينقلون الي غيرهم الشكوك والضيقات، أما معاشرة الهادئين فانها تمنح الثقة والطمأنينة والسلام. إن معاشرة الهادئين هي من أفضل أنواع المهدئات. 5ـ كذلك درب نفسك علي عدم الاندفاع وعدم التسرع، واعرف ان قلة الصبر تدل علي عدم هدوء الانسان في الداخل، فالانسان الهادئ يكون دائما طويل البال، فان اضطرب يفقد القدرة علي الصبر، ولايستطيع ان ينتظر حتي تحل الأمور، إنما يريد ان يعمل الان أي عمل أو يتكلم أي كلام أو يتخذ أي قرار!! وفي ذلك ما يضره. 6ـ مادمت لم تصل بعد الي فضيلة الهدوء، ابعد اذن بقدر امكانك عن أسباب الاثارة وكل مصادرها، ابحث ما هي الأسباب التي تجعلك تفقد هدوءك، سواء كانت منك أو من الخارج، وتحاشي هذه الاسباب وبخاصة في المعاملات، وكما قال أحد الحكماء لا تأخذ وتعطي مع انسان يقاتلك به العدو وابعد عن المناقشات الحادة، ولا تستصحب غضوبا، وابعد ايضا عن القراءات التي تفقدك الهدوء، وعن سماع الأخبار التي تزعجك. 7ـ وفي معاملاتك مع الاخرين لاتفترض المثالية في جميع الناس، فان قوبلت بتصرف خاطئ من البعض لاتتضايق. فالناس هكذا فيهم الطيب والردئ، ولا تتوقع انك ستتعامل مع ملائكة أو قديسين، إنما مع بشر عاديين، لا نسمح لأخطائهم من نحونا ان تقلقنا..! 8ـ ابعد عن استخدام العنف بكل أنواعه، ولا تواجه العنف بالعنف، فليس هذا هو اسلوب الروحيين، فالانسان الروحي لايغلبنه الشر، بل يغلب الشر بالخير. وإذا تملكتك الحيرة في التصرف، فشاور أحد الحكماء واعمل بمشورته، فإنك بهذا تضيف الي فكرك فكرا أكثر خبرة، وتتعلم الحياة عمليا.. 9ـ لا تلجأ الي العقاقير لكي تحصل علي الهدوء، وأعلم ان استخدام المسكنات والمهدئات والمنومات لها ردود فعلها واحذر من ان تتعودها. انها كلها تتيهك عن نفسك، دون ان تحل مشاكلك أو تزيل متاعبك. إنما اعمل علي حل إشكالاتك داخل نفسك، وبحلول عملية وطرق روحية. 10ـ كذلك لا تلتمس الهدوء بالانطواء والهرب، ولا تظن انك في انطوائك علي نفسك قد صرت هادئا! كلا، فهذا مرض اخر وليس هدوءا، فان كانت لك مشكلة في بيتك، لا تظن ان حل المشكلة هو في هروبك الي النادي أو المقهي أو احدي السهرات، بينما تظل المشكلة قائمة كما هي، لاتصلح الا بمواجهتها، ومعرفة أسبابها وحلها عمليا. 11ـ تعود الهدوء في دخولك وخروجك، وفي طريقة كلامك بحيث تكون الفاظك هادئة ليست فيها كلمة عنيفة أو جارحة، وقبل ان تلفظ كلمة فكر في نتائجها وفي تأثيرها علي غيرك. وإذا كتبت خطابا غير هاديء، فلا ترسله بسرعة، بل اتركه يوما أو يومين، وأعد قراءته، وغير ما يلزم تغييره فيه، وكل فكر يلح عليك، لاتسرع في تنفيذه ولا تطاوعه، بل انتظـر حتي تفحصه في هدوء.. 12ـ اخيراً، انصحك بأن تعطي جسدك ما يحتاجه من الراحة ولا ترهقه، فإن الانسان في حالة الارهاق، تكون أعصابه عرضة لعدم الاحتمال، وربما يفقد هدوءه ويتصرف بغضب أو عصبية لأتفه الأسباب مما يندم عليه فيما بعد. لذلك لاتدخل في مناقشة حادة وانت مرهق، ولا تأخذ قرارا مصيريا وانت مرهق. __________________ "كثيراً ما تكلمت وندمت أما عن السكوت فلم أندم قط" - أنبا أرسانيوس |
||||
13 - 06 - 2012, 10:11 PM | رقم المشاركة : ( 260 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
هل تتنافى الوداعة مع الشجاعة والشهامة" بقلم قداسة البابا شنوده الثالث الوداعة هى الطيبة واللطف والهدوء كما سبق وقلنا.. ولكن المشكلة هى أن البعض قد يفهم الوداعة فهما خاطئاً وكأن الوديع يبقى بلا شخصية ولا فاعلية، وكأنه جثة هامدة لا تتحرك" بل قد يصبح مثل هذا الوديع هزأة يلهو بها الناس" ويتحول هذا ( الوديع )إلى إنسان خامل، لا يتدخل في شيء! كلا، فهذا فهم خاطيء للوداعة، لا يتفق مع تعليم الكتاب، ولا مع سير الآباء والانبياء... حقاً إن الانسان الوديع هو شخص طيب وهادىء. ولكن هذه هى أنصاف الحقائق. النصف الاخر من الحقيقة أن الوداعة لا تتعارض مع الشهامة والشجاعة والنخوة. وإنما لكل شىء تحت السموات وقت (جا 1:3 نعم، هكذا قال الكتاب وقال أيضاً. للغرس وقت، ولقلع المغروس وقت.. للسكوت وقت، وللتكلم وقت.." المهم أن يعرف الوديع كيف يتصرف ومتى؟.. لقد سئل القديس الأنبا أنطونيوس عن أهم الفضائل: هل هى الصلاة.. الصوم، الصمت.. ألخ . فأجاب عن أهم فضيلة هى الأفراز. أى الحكمة فى التصرف. أو تمييز ما ينبغى أن يفعل. فالطيبة هى الطبع السائد عند الوديع، ولكن عندما يدعوه الموقف إلى الشهامة أو الشجاعة أو الشهادة للحق. فلا يجوز له أن يمتنع عن ذلك بحجة التمسك بالوداعة... لأنه لو فعل ذلك وامتنع عن التحرك نحو الموقف الشجاع لاتكون وداعته وداعة حقيقية، إنما تصير رخاوة فى الطبع وعدم فهم للوداعة . وعدم فهم للروحانية بصفة عامة فالروحانية ليست تمسكا بفضيلة واحدة تلغى معها باقى الفضائل. إنما الروحانية هى كل الفضائل معاً متجانسة ومتعاونة فى جو من التكامل.. وأمامنا مثلنا الأعلى السيد المسيح له المجد. كان وديعا ومتواضع القلب (مت 29:11) قصبة مرضوضة لايقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفىء(مت 20:12).. ومع ذلك: فإنه لما رأى اليهود قد دنسوا الهيكل وهم يبيعون فيه ويشترون.. أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام. وقال لهم مكتوب بيتى بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص.(مت 21:12،13) (يو14:2-16). أكان ممكنا للسيد المسيح – بأسم الوداعة – أن يتركهم يجعلون بيت الاب بيت تجارة أم أنه مزج الوداعة بالغيرة المقدسة كما فعل؟ فتذكر تلاميذه أنه مكتوب غيرة بيتك أكلتنى(يو2:16،17). وكما قام المسيح الوديع بتطهير الهيكل هكذا وبخ الكتبة والفريسيين.. حقا لكل أمر تحت السموات وقت.. للهدوء وقت.. وللغيرة وقت.. للسكوت وقت.. وللتعليم وقت. وقد كان الكتبة والفريسيون يضلون الناس بتعليمهم الخاطىء. فكان على المعلم الأعظم أن يكشفهم للناس ولا يبقيهم جالسين على كرسى موسى فى المجتمع المسيحى الجديد. فقال لهم ويل أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون.(مت 13:23). هل كان ممكنا باسم الوداعة أن يتركهم يغلقون أبواب الملكوت.؟! الوداعة فضيلة عظيمة ولكننا نراها هنا ترتبط بالغيرة المقدسة وترتبط بالشهادة للحق. ومثالنا هو المسيح نفسه. قول الله على لسان أرميا النبى فى العهد القديم. طوفوا فى شوارع أورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا فى ساحاتها: هل تجدون انساناً أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق، فأصفح عنها.(أر 5:1). وقال الرب لتلاميذه،.. تكونوا لى شهودا، (اع 1:8). فهل الوداعة تمنع الشهادة للحق؟! حاشا.أمامنا بولس الرسول كمثال: نرى ذلك فى موقفه من القديس بطرس لما سلك فى الأكل مع الأمم مسلكا رآه بولس الرسول مسلكا ريائيا.. فقال القديس بولس فىذلك، قاومته مواجهة لأنه كان ملوماً..وقلت لبطرس قدام الجميع: إن كنت وأنت يهودى تعيش أممياً لا يهوديا. فلماذا تلزم الامم أن يتهودوا؟!(غل11:2-14). فعل هذا بولس الوديع الذى فى توبيخه لأهل كورنثوس قال لهم أطلب اليكم – بوداعة المسيح وحلمه- أنا نفسى بولس الذى هو فى الحضرة ذليل بينكم وأما فى الغيبة فمتجاسر عليكم.(2كو1:10). هذا الوديع الذى يقف أمام أبنائه الروحيين كذليل فى حضرتهم معتبرا توبيخة لهم تجاسرا عليهم!!..هذا نفسه يرى وقت الضرورة أن يوبخ بطرس الرسول الذى هو أقدم منه فى الرسولية وأكبر منه سناً. ولكنه هنا يمزج الوداعة بالشهادة للحق.. ففضيلة الوداعة لا يجوز لها أن تعطل الفضائل الاخرى، أمامنا مثل آخر هو إبرام (ابراهيم) أبو الآباء فى مزج الوداعة بالشهامة والنخوة. لاشك أن أبا الآباء إبراهيم كان وديعا هذا الذى سجد لبنى حث حينما أخذ منهم أرضاً ليدفن فيها سارة. مع إنهم كانوا يبجلونه قائلين. أنت يا سيدى رئيس من الله بيننا فى أفضل قبورنا أدفن ميتك.(تك23:6،7). ومع ذلك سجد لهم إبراهيم الوديع هذا لما أخبروه بسبى لوط ضمن سبى سادوم فى حرب أربعة ملوك ضد خمسة، يقول الكتاب فلما سمع ابرام أن أخاه (لوط) قد سبى، جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر: وتبعهم إلى دان... وكسرهم وتبعهم إلى حوبة.. واسترجع كل الأملاك. واسترجع لوط اخاه أيضاً واملاكه والنساء أيضاً والشعب.(تك14:14-16). أكانت شهامة ابراهيم ونخوته. ضد وداعته وطيبته؟! حاشا. أمامنا مثل آخر فى امتزاج الوداعة بالشجاعة والقوة وهو الصبى داود، فى محاربته لجليات الجبار. لاشك أن داود كان وديعا، يقول عنه المزمور..أذكر يا رب داود وكل دعته.(مز 1:132)...داود راعى الغنم الهادىء صاحب المزمار. الذى يحسن الضرب على العود (اصم16:16-22). داود المنظر، الأشقر مع حلاوة العينيين (اصم16:22). داود هذا لما ذهب إلى ميدان الحرب يتفقد سلامة إخوته، وسمع جليات الجبار يغير الجيش كله ويتحداه .والكل ساكت وخائف.. تملكته الغيرة المقدسة. وبكل شجاعة وقوة وإيمان قال، لا يسقط قلب أحد بسببه.(اصم17:31). وتطوع أن يذهب ليحاربه وتقدم نحوه وقال له اليوم حبسك الرب فى يدى..(اصم17:46). هنا الوداعة ممزوجة بالقوة والشجاعة والإيمان.. وعلى الرغم من قوة داود وشجاعته فلم تفارقه وداعته بل قال لشاول الملك فيما بعد لما طارده، وراء من خرج ملك اسرائيل؟ وراء من أنت مطارد؟ وراء كلب ميت! وراء برغوث واحد!! (اصم24:14) نضرب مثلا آخر للإنسان الوديع الذى يغضب غضبة مقدسة للرب وينهر ويوبخ... هو موسى النبى. لا يستطيع أحد أن ينكر وداعة موسى النبى. هذا الذى قال عنه الكتاب وكان الرجل موسى حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض(عد 12:3). فماذا فعل موسى الوديع لما نزل من الجبل ووجد الشعب فى رقص وغناء حول العجل الذهبى الذى صنعوه وعبدوه؟ يقول الكتاب، فحمى غضب موسى وطرح اللوحين (لوحى الشريعة) من يديه وكسرهما فى أسفل الجبل. ثم أخذ العجل الذى صنعوه واحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعما، وذراه على وجه الماء..(خر 32:19،20). ووبخ موسى هارون أخاه رئيس الكهنة، حتى ارتبك أمامه هارون وخاف. وقال له لا يحم غضب سيدى. أنت تعرف الشعب أنه شر وقال فى خوفه وارتباكه عن الذهب الذى جمعه من الناس، طرحته فى النار فخرج هذا العجل!!(خر 32:22،24). إذن الوداعة لا تمنع قوة الشخصية ولا قوة التأثير، كان السيد المسيح وديعاً وفى نفس الوقت كان قوى الشخصية وكان قوياً فى تأثيره على غيره. ولكننى أريد هنا أن أضرب مثلاً فى مستوى البشر وهو القديس بولس الرسول، بولس الذى شرحنا من قبل وداعته.. يقول سفر أعمال الرسل عن القديس بولس وهو أسير: وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون. إرتعب فيلكس (الوالى). وأجاب أما الآن فأذهب ومتى حصلت على وقت استدعيك،(أع24:24،25). ولما وقف بولس الرسول- وهو أسير أيضاً- أمام اغريباس الملك قال له أيضاً بعد أن ترافع أمامه أتؤمن أيها الملك اغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم إنك تؤمن ، فقال أغريباس لبولس: بقليل تقنعنى أن أصير مسيحياً(أع 26:27،28). وحينئذ فى قوة وعزة أجاب القديس بولس كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير- ليس أنت فقط – بل أيضاً جميع الذين يسمعوننى اليوم يصيرون هكذا كما أنا ماخلا هذه القيود (أع 26:29).. أترى تتعارص الوداعة مع هذه القوة؟! كلا بلا شك. ووقت الضرورة، لاتتنافى الوداعة مع الدفاع عن الحق ويتضح هذا الامر من قصة بولس الرسول مع الأمير كلوديوس ليسياس. لما أمر أن يفحصوه بضربات ليعلم لاى سبب كان اليهود يصرخون عليه. يقول الكتاب مدوه بالسياط، قال بولس لقائد المئة الواقف أيجوز لكم أن تجلدوا رجلاً رومانياً غير مقضى عليه؟! وإذ سمع القائد هذا أخبر الامين، الذى جاء واستخبر من بولس عن الأمر وحينئذ تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يجلدوه واختشى الأمير لما علم إنه رومانى(اع 22:24-29). ما كان القديس بولس الرسول يهرب من الجلد فهو الذى قال "من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة ألا واحدة (2كو11:24). لكنه هنا دافع عن حق معين واظهر للأمير خطأ كان مزمعاً أن يقع فيه وما كان هذا يتنافى مع وداعة القديس بولس. وبنفس الوضع لما اراد فستوس الوالى أن يسلمه لليهود ليحاكم أمامهم وبهذا يقدم منه (أى جميلا) لهم فقال له بولس فى حزم- مدافعا عن حقه- أنا واقف لدى كرسى ولاية قيصر حيث ينبغى أن أحاكم أنا، لم أظلم اليهود بشىء.. فليس أ حد يستطيع أن يسلمنى لهم. إلى قيصر أنا رافع دعواى فأجابه الوالى. إلى قيصر رفعت دعواك إلى قيصر تذهب.(أع 25:9-12). لم يكم القديس بولس خائفا من اليهود ولكنه- فى حكمة- طلب هذا ليذهب إلى رومية – حيث يوجد قيصر – ويبشر هناك لأن الرب كان قد تراءى له قبل ذلك وقال له ثق يابولس لأنك كما شهدت بما لى فى أورشليم هكذا ينبغى أن تشهد فى رومية أيضاً(أع 23:11). وهكذا دافع عن حقه فى وداعة وحكمة ودون أن يخطىء فى شىء بل تكلم كلاماً قانونياً الوداعة لا تمنع من أن تنبه خاطئاً لكى تنقذه من خطأ أو من خطر. كما قال يهوذا الرسول غير الاسخريوطى خلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار(يه23). هل إن رأيت صديقاً أو قريباً على وشك أن يتزوج زواجاً غير قانونى من قرابة ممنوعة أو بعد طلاق غير كنسى أو بتغيير المذهب والملة أو إنه مزعم أن يتزوج زواجاً مدنيا أو عرفياً... أو ماشاكل ذلك .. هل تمتنع باسم الوداعة عن تنبيهه إلى أن ما ينوى عمله هو وضع خاطىء؟! كلا بل إن من واجبك أن تنصحه.. ولكن بإسلوب هادىء تنبهه ولكن فى غير كبرياء وفى غير تجريح أما أن تسكت فإن سكوتك سيكون هو الوضع الخاطىء ليست الوداعة أن تعيش كجثة هامدة فى المجتمع بل تتحرك وتكون لك شخصيتك، إنما فى أسلوب وديع... ولو بكلمة واحدة كقول المعمدان لا يحل لك (مت 4:14). أمامنا أيضا مثال القديس بولس الرسول اسهروا متذكرين إنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم افتر عن أن انذر بدموع كل واحد،(اع 31:20) .. وداعته لم تمنعه من أن ينذر كل واحد، لكن أيلوبه الوديع، هو أنه كان ينذر بدموع حتى إن اضطر أن يقول كلمة شديدة.. لقد اعتاد الناس على عدم سماع كلمة شديدة من إنسان وديع فإن سمعوه يوما يقول كلمة شديدة سيدركون داخل انفسهم أنه لابد أن سببا شديداً قد ألجأه إلى هذا. ويكون للكلمة وقعها وتأثيرها فى أنفسهم.. هل تظنون أن الوديع قد أعفى من قول الرب لتلاميذه "أو تكونون لى شهوداً(أع 1:8). كلا بلا شك فحينما يلزم الأمر أن يشهد للحق لابد أن يفعل ذلك.. هل إذا أتيحت فرصة له لكى ينقذ شخصاً معتدى عليه ألا يفعل ذلك بأسم الوداعة؟! هل من المعقول أن يقول وما شأنى بذلك؟! أو يقول وأنا مالى خلينى فى حالى!! أم فى شهامة ينقذه وبإسلوب وديع؟! كما انقذ السيد المسيح من الرجم المرأة المضبوطة فى ذات الفعل وقال للراغبين فى رجمها من كان منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر(يو7:8). وفعل ذلك بوداعة دون أن يعلن خطاياهم. بل كان يكتب على الأرض. لعل البعض يسأل هنا : هل يمكن للوديع أن يدين أحد؟ وهل هناك أمثلة فى الكتاب لذلك؟ أمامنا السيد المسيح(الوديع المتواضع القلب) {مت 29:11} هذا الذى كان يقول لم يرسل الاب ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص العالم(يو3:17). وقد قال اليهود أنتم حسب الجسد تدينون أما أنا فلست ادين أحد (يو8:15) . ومع ذلك أكمل بعدها ، وأن كنت أنا أدين فدينونتى حق ، يسوع المسيح هذا الذى قال للمرأة المضبوطة فى ذات الفعل ولا أنا أدينك (يو8:11)... هو فى مناسبات عديدة، أدان كثيرين.. مثلما أدان الكتبة والفريسيين (مت 23). وأدان كهنة اليهود(مت 21:13) قائلاً لهم، أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تصنع اثماره، وادان تلميذه بطرس لما أ خطأ وقال له من جهة الصليب حاشاك يارب (مت 16:23). كذلك فإن القديس بولس الرسول قال لتلميذه تيموثاوس، الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكى يكون عند الباقين خوف (اتى5:20), فإن قلت هذا هو المسيح يدين وذاك رسول وذاك أسقف أقول : هناك مواقف يجد فيها الوديع نفسه مضطرا لآن يتكلم ولا يستطيع أن يصمت مثلما فعل اليهو فى قصة أيوب الصديق واصحابه: كان هو الرابع من أصحاب أيوب وقد ظل صامتاً طوال 28 اصحاحا من النقاش بين أيوب الصديق وأصحابه الثلاثة إلى أن صمت هؤلاء إذ وجدوا أيوب باراً فى عينى نفسه (أى 32:1) وحينئذ يقول الكتاب، فحمى غضب اليهو بن برخئيل البوزى من عشيرة رام على أيوب حمى غضبه لأنه حسب نفسه أبر من الله وعلى اصحابه الثلاثة حمى غضبه لأنهم لم يجدوا كلاماً واستذنبوا أيوب.(أى32:2،3). كان اليهو انسانا وديعا ظل صامتاً مدة طويلة فى نقاش بين اشخاص، أكثر منه أياماً ولكنه أخيراً لم يستطيع أن يصمت ورأى أنه لابد من كلمة حق ينبغى أن تقال فقال لهم: أنا صغير فى الأيام وأنتم شيوخ لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدى لكم رأيى قلت الأيام تتكلم وكثرة السنين تظهر حكمة ولما لم يجد فيهم حكمة تكلم ووبخ أيوب . وكانت كلمة الله على فمه وهو الوحيد ألذى لم يجادله أيوب (أى32إلى37). هناك أشخاص من حقهم – بل من واجبهم- أن يدينوا. ولا تتعارض ادانتهم مع الوداعة مثل الوالدين، والآب الروحى والمدرس بالنسبة إلى التلاميذ، والرئيس بالنسبة لأى مرؤوسيه.. إن عالى الكاهن أدانه الله لأنه لم يحسن تربية أولاده ويدينهم(أصم3). هوذا الكتاب يقول لا تخالطوا الزناه،(اكو6:9). فهل تقول أنا لا أدين هؤلاء، إن عدم مخالطتهم وعدم مخالطة مجموعات أخرى من الخطاة (كو6:11). تحمل ضمنا ادانتهم كذلك بالنسبة إلى المنحرفين فى التعليم الدينى يقول الرسول إن كان أحد يأتيكم ولا يجىء بهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام لان من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة (2يو10،11). فهل باسم الوداعة تقبل هؤلاء؟! قال الرسول خطايا بعض الناس واضحة تتقدم إلى القضاء (اتى5:24). أنت لا تدينهم. وأنت بكل وداعة تبتعد عنهم... فقال لهم " ويل أيها الكتبة والفريسيون المراؤن. لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس. فلا تدخلون أنتم، ولا تدعون الداخلين يدخلون.(مت 23:13) |
||||
|