منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14 - 02 - 2020, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 25521 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار غالكتيون تلميذ البار مرتينيانوس ‏‏(+1506م)‏
12 كانون الثاني غربي (25 كانون الثاني شرقي)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سلك في التباله لأجل المسيح .

حظى بنعمة التبصر . رقد بسلام في الرب .
 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 25522 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار غفرائيل مؤسس دير لسنوف البلغاري (القرن10م)‏
15 كانون الثاني غربي (28 كانون الثاني شرقي)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تلميذ القديس يوحنا العجائبي مؤسس دير ريلا (19 تشرين الأول) .

أسس دير الملائكة ميخائيل في لسنوف .

ينسب إليه العديد من العجائب التي اجترحها في حياته و بعد مماته .
 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 25523 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي‎ ‎‏(+329/390م)‏
25 كانون الثاني غربي (7 شباط شرقي)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هو المعروف أيضاً بلقب النزينزي نسبة إلى مدينة صغيرة اسمها نزينزة قريبة من قيصرية في بلاد الكبّادوك. في هذه المدينة نشأ قدّيسنا وترعرع. ويبدو أن ولادته كانت في مزرعة قريبة من المدينة تدعى أرينزة ملكتها العائلة. تاريخ ولادته غير محدّد تماماّ. يظنّ أنه قريب من السنة 329 ‏/ 330م.
‏أبوه هو القدّيس غريغوريوس الشيخ المعيّد له في أول كانون الثاني. انتمى والده منذ الصغر إلى نحلة تعرف بـ "عبّاد العليّ" أو "الهيبسيستاري" جمعت بعض الوثنية إلى بعض اليهودية وأكرمت النور والنار. لكنه كان رجل استقامة بحسب الناموس الطبيعي. اهتدى واعتمد بتأثير زوجته المؤمنة وسلك في الفضيلة. لوحظ لفضله وحكمته وغيرته على الكنيسة فاختير أسقفاً على نزينزة. أحبّ الفقير حباً كبيراً وعاش إلى مئة عام.
‏أما أمّه فهي القديسة نونّة المعيد لها في 5آب . كانت زينة النساء ‏المسيحيات، تقيّة، مصلّية، فاضلة، صلبة، حكيمة، صبورة. أكثر ما في تنشئة غريغوريوس على حب الله والسير في الفضيلة مردّه نونّة. هي نحتت اسم الله في قلبه أولاً. بفضل صلاتها ودموعها ارتدّ غريغوريوس الشيخ عن غيّه. ولمّا يأت قدّيسنا إلى الحياة إلاّ بعد الصلوات الحارّة لنونّة ‏ونذرها إيّاه لله حتى قبل أن يبصر النور. فلما أنجبته جعلت يديه كلتيهما على الإنجيل علامة تكريسها إيّاه لخدمة الله.
‏وإلى غريغوريوس أنجب الزوجان الفاضلان بنتاً وصبياً، وكلاهما قديس: ‏غرغونية، يعيّد لها في 23شباط، وقيصاريوس ويعيد له في 25شباط.
‏وإذ تمتّعت العائلة برفعة الشأن وبحبوحة العيش تسنّى لغريغوريوس، إلى التقوى، أن يحصّل من العلم والثقافة القدر الوافر، مما يسّر له أن يؤدي لربّه شهادة مميّزة وخدمة مباركة من حيث تطويعه علوم عصره وسوق كل فكر إلى طاعة المسيح على حسب قول الرسول المصطفى: "هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2‏كور5:10).
حلم الصبا
هذا وقد نقل غريغوريوس في وقت متأخر من حياته إنه حين كان فتى أتاه حلم انطبع في نفسه أن عذراوين جاءتا إليه مجلّلتين بالبياض، اسم إحداهما "طهارة"، واسم الثانية "عفة" وأخبرتاه إنهما ترافقان الرب يسوع على الدوام وكذا الذين يلتمسون الحياة السماوية. كما دعتاه إلى توحيد قلبه وروحه بهما حتى إذا ما امتلأ من بهاء البتولية قدّمتاه إلى نور الثالوث القدّوس.
تحصيله العلوم
بقي غريغوريوس في نزينزة إلى حدود الثالثة عشرة من العمر حصّل خلالها ما أمكنه من العلم والمعرفة. ثم انتقل إلى قيصرية الكبّادوك حيث التقى <1793>القدّيس باسيليوس الكبير الذي أضحى، فيما بعد، ربيب عمره وأليف نفسه. ثم ترك إلى قيصرية فلسطين فإلى الإسكندرية، إلى سن السابعة عشرة تقريباً، ومن هناك ارتحل إلى أثينا ليدرس البلاغة والشعر والأدب والفلسفة على أشهر معلّمي ذاك الزمان. أثينا كانت يومها أبرز مواطن العلوم والآداب قاطبة. هناك التقى غريغوريوس وباسيليوس من جديد ونمت الصداقة بينهما إلى أبعد الحدود. وقد تابعا الدراسة سويّة سنوات.
حادثة مصيرية
في الطريق من الإسكندرية إلى أثينا، وتحديداً في مياه جزيرة قبرص، تعرّض المركب الذي استقلّه غريغوريوس لمتاعب جمّة. ضربته العواصف واستبدّت به الأهواء وتلهّت به الرياح عشرين يوماً ويزيد. نفذ ماء الشرب ولاح شبح الموت ثقيلاً كل يوم. ارتعب غريغوريوس وارتجّت نفسه حتى العظم. السبب إنه لم يكن، إلى ذلك الوقت، قد اعتمد. المعمودية، يومذاك، كانت، تتأخر، أحياناً كثيرة، إلى سن الثلاثين، وهو العمر الذي اعتمد فيه السيّد في الأردن. وإذ خشي غريغوريوس أن يُقضى عليه من دون أن يعتمد ركع وصلّى بدموع وعاهد ربّه على خدمته ما حيي لو قُيّد له أن ينجو من هذا الخطر الجسيم. للحال استكانت العاصفة فسار المركب إلى رودس ومنها إلى أثينا بسلام.
الصديقان
جمع الصديقين في أثينا همّ واحد مشترك: محبّة الله ثم محبّة البلاغة والأدب والفلسفة. لذا اجتنبا معاً عشرة المعلّمين ذوي السيرة المتفلّتة واقتصرا على التعاطي مع ذوي الحرص والفضيلة. لم يكن لهما في التسليات البطّالة والمجون نصيب، ولا عرفا في إقامتهما سوى طريقين: ذاك الذي يفضي إلى الكنيسة وذاك الذي يؤدّي إلى المدرسة. نبذا الغنى وحسباه أشواكاً. اكتفيا من مخصّصاتهما بما يسدّ ضرورات الجسد والباقي درجا على توزيعه للفقراء. لم يكن للحسد مكان فيهما. الحب الخالص جعل كلا منهما يحسب كرامة صاحبه ومنفعته ككرامته ومنفعته هو. كل واحد كان لأخيه منخساً للصلاح، وكل واحد اقتدى بأخيه في إتمام الصوم والصلاة وكل فضيلة.
العودة
بقي غريغرريوس في أثينا إلى سن الثلاثين تقريباً (359م) ثم عاد إلى نزينزة. أول ما فعله أن اقتبل المعمودية من يد أبيه مكرِّساً نفسه بالكلّية لله. قال: "قد أعطيتُ كل ما هو لي ذاك الذي أعطاني إيّاه فأضحى هو لي كلّ ما أملك. كرّست له خيراتي واعتباري وصحّتي ولساني ومواهبي. والثمرة التي جنيتها من كل هذه الامتيازات هي الغبطة التي أشعر بها من جرّا اعتباري لها جميعاً كلا شي، من أجل المسيح". من تلك اللحظة، وبتصميم لا هوادة فيه، مات غريغوريوس عن الطموحات العالمية والغنى والشهرة ومتع الحياة الدنيا. وحده الله أضحى له الكل ووحده اللاهوت أضحى المتعة. بات طعامه الخبز القاسي مع الملح والماء. أخذ ينام على الأرض ولا يلبس إلاّ الخشن والحقير. صار يعمل النهار بطوله ويصرف سحابة هامة من ليله في تمجيد الله والتأمل في الإلهيات.
وإلى الغنى أعرض غريغوريوس عن الآداب العالمية، تلك التي أنفق الكثير من الوقت والجهد في تحصيلها. قدّم نفسه قرباناً لله، فيما هجر المؤلفات الكلاسيكية اليونانية وكُتب الشعر والبلاغة "طعماً للدود والعثّ" على حدّ تعبيره. باتت أعظم الكرامات العالمية لعينيه أحلاماً خاوية ينخدع بها الناس. لم يعد شيء، في نظره، يداني حياة الإنسان الذي مات عن نفسه وعن أمياله الحسيّة وصار يعيش كما لو كان خارج العالم، ولا حديث ‏له يستهويه إلاّ إلى ربّه (الخطبة 29). اهتمّ، لبعض الوقت، بإدارة شؤون بيت أبيه، لكنه مرض مرّات بسبب نسكه المتشدّد وبكائه وقلّة خلوده إلى النوم. وإذ اعتاد في فتوّته القهقهة استعاض عنها الآن بالبكاء. لم يعد للغضب سلطان عليه وخلدت نفسه إلى الهدوء. سخاؤه في العطاء للفقير جعله خلواً من خيرات الأرض كأفقر الناس، فيما استحال بيته وأرضه إلى ما يشبه الميناء للمسافرين في البحر. حبّه للخلوة والصمت كان كبيراً. وكان يرثي للمبالغات المتأتية من إقبال الناس على كثرة الكلام، وللّهف الشقي الذي يستبدّ بالناس لأن يصبحوا معلّمين لغيرهم.
منسك مشترك
لم تدم إقامة غريغوريوس في نزينزة طويلاً. كان يتوق إلى حياة التوحّد. في تلك الأثناء كانت بين الصديقين، باسيليوس و غريغوريوس، مراسلات. فلما عرض باسيليوس تأسيس منسك لاقى عرضه صدى طيّباً في نفس صديقه. لكن، وببراءة أخّاذة، اختلف الرأي في أي مكان يكون الأوفق. اقترح غريغوريوس أن يكونا في تيبيرينة على نهر أرينزة، وهي من ممتلكات أبيه، فيما تمسّك باسيليوس بإيبوره مقابل مختلى والدته في أنّيسي، وهي أيضاً من ممتلكات عائلته. كل شدّ الحبل إلى صدره. عن تيبيرينة قال باسيليوس إنها موحلة، قذرة ولا شيء فيها يُشتهى. وعن إيبوره التي لم يكن غريغوريوس قد شاهدها بعد ولكن كانت له فكرة عنها، قال إن جبالها شديدة الانحدار والوعورة، مشوكة، ولا زهور فيها. الهواء فيها مقطوع والشمس بالكاد تنفذ إليها لأن الصخور هناك أدنى إلى الستائر الثقيلة، والمرء بحاجة لأن يكون بهلواناً ليصل إلى المكان، فيما النهر يزأر زئيراً وفيه حجارة أكثر مما فيه سمك ويضرب الصخور ضرباً يصمّ الآذان.
رغم ذلك كله ربح باسيليوس الجولة. فلما زار غريغوريوس المكان راق له مع إنه لم يشأ أن يقرّ لصديقه بجمالية الموضع. والحق إن الموضوع كان أبعد من موضوع مكان. غريغوريوس كان متعلقاً بباسيليوس. فعن أيام أثينا قال: "في أثينا بحثت عن البلاغة فوجدت السعادة لأني وجدت باسيليوس"! كما كتب إليه مرة يقول له: "أنت نفَسي أكثر من الهواء وعلى قدر ما أكون برفقتك أشعر بالحياة".
‏في إيبوره، أقام غريغوريوس قرابة السنتين. سهر وصام وصلّى ودرس الكتب المقدّسة ورنّم المزامير وعمل بيديه واشتغل وصديقه في جمع مختارات من كتابات أوريجنيس المعلّم أسمياها الفيلوكاليا وتساعدا في وضع قانون الحياة الرهبانية للشركة الناشئة.
‏ثم قبل ميلاد العام 361م اضطر غريغوريوس للعودة إلى نزينزة.
كاهناً بالقوة
والد القدّيس غريغوريوس كان قد جاوز الثمانين وكان بحاجة إلى ابنه معيناً له في تدبير شؤون الرعية في نزينزة. لهذا السبب عاد قدّيسنا ليكون بجانب أبيه. لكن الأجواء في نزينزة كانت مشدودة لأن غريغوريوس الشيخ وقّع، من دون انتباه، بياناً توفيقياً لا يخلو من الآراء الآريوسية. نتيجة ذلك تصدّى له العديدون، لاسيما الرهبان، وأرادوا التخلّص منه. فلما وصل قدّيسنا أصلح الحال وهدّأ النفوس، فعاد السلام إلى نزينزة وأكبر المؤمنون عمل غريغوريوس إكباراً عظيماً.
ثم في ميلاد العام 361 ‏حدث ما شكّل لغريغوريوس صدمة. فجأة أمسكوه وحملوه إلى الكنيسة حملاً وألزموه أن يصير كاهناً. لم يكن بإمكانه لا أن يرفض ولا أن يهرب فسلّم أمره لله ورضخ للأمر الواقع الذي أسماه، فيما بعد، "عمل استبداد روحي". لكنه لم يثبت أكثر من اثني عشر يوماً هرب بعدها إلى صديقه في إيبوره، فأقنعه صديقه بضرورة العودة فعاد صاغراً في عيد الفصح من السنة التالية 362‏م. وقد دافع عن نفسه في خطبة تعتبر من أجلّ ما قيل في الكهنوت ومنها استقى القدّيس يوحنا الذهبي الفم مقالته في الموضوع نفسه. كيف دافع غريغوريوس عن موقفه؟ تحدّث عن رفعة الكهنوت وواجباته ومخاطر الخدمة الكهنوتية. القداسة شرط الدنو من الهيكل والمثول أمام الله، سيّد الطهارة. ليس أقسى من أن يسوس المرء ضمائر الناس ويعالج أدواء النفوس. لا بد من الفضيلة والعلم للقيام بهذه الأعباء المقدّسة وتلبية حاجات المؤمنين ودحض المفاسد. فمن حق غريغوريوس أن يضطرب إزاء جسامة المسؤولية وأن يسعى إلى إعداد نفسه لخدمة الهيكل بالصلاة والنسك والتأمل. "لا بد للمرء أن ينقّي نفسه قبل أن ينقّي غيره، وأن يصبح حكيماً قبل أن يحمل الآخرين إلى الحكمة، وأن يصير نوراً قبل أن يعطي النور، وأن يدنو من الله قبل أن يحملهم إليه وأن يتقدّس قبل أن يقدّس الآخرين، وأن تكون له يدان قبل أن يقود الآخرين باليد وأن تكون له حكمة قبل أن يتكلم بحكمة". وقد أفصح غريغوريوس أن شعوره بعدم الاستحقاق هو السبب الأول لفراره وإنه إذ يعود ليقبل الكهنوت، لا يعود لشعوره بأنه بات مستحقاً بل لاشتياقه إلى شعب نزينزة ولوالديه المسنّين ولأنه لا يجوز أن يقاوم أحد دعوة الله له. فها قد عاد كيونان راجياً أن تشدّده الطاعة وتزوِّده بالنعمة اللازمة لإتمام خدمته.
‏بقي غريغوريوس في نزينزة ما يقرب من السنوات العشر يعمل بصمت مكتفياً بممارسة نسكه على طريقته.
أسقفاً رغماً عنه
سنة 370‏م أضحى باسيليوس رئيس أساقفة على قيصرية الكبّادوك. أحد الذين لعبوا دوراً بارزاً في حمله إلى سدّة رئاسة الكهنوت كان غريغوريوس الشيخ. أما قدّيسنا فعمل من بعيد وسعى لأن يبقى خارج صورة الاحتفالات وتحرّكات أنصار باسيليوس. خلوته من ناحية وحرصه على الابتعاد عن الأضواء من ناحية أخرى أبقياه بعيداً عن باسيليوس. عرض عليه صديقه بعد حين أن يكون متقدّماً في كهنة قيصرية فرفض العرض. ومرّت أشهر فإذا بمشكلة كأداء تطرأ. فالنس، الإمبراطور ذو الأميال الآريوسية، أراد إضعاف سلطة باسيليوس وإيهان شأنه، فأصدر مرسوماً قضى بتقسيم ولاية الكبّادوك إلى مقاطعتين، الأولى عاصمتها قيصرية والثانية عاصمتها تيانا. وحيث إن التقسيم الكنسي كان يتبع التقسيم الإداري المدني، فقد خسر باسيليوس أكثر من نصف أبرشيته. وحتى لا تضعف سلطته في مواجهة فالنس ورئيس أساقفة الأبرشية الجديدة أنثيموس، فقد سعى، وبسرعة، إلى تحويل عدد من القرى المغمورة إلى أسقفيات جعل عليها أساقفة من أنصاره. أحد الذين شملتهم التدابير الجديدة كان غريغوريوس. أراده باسيليوس على زاسيما المتاخمة لحدود أبرشية تيانا. زاسيما كانت محطة للخيل على ملتقى ثلاث طرق، وصفها غريغوريوس بأنها مكان صغير كريه لا ماء فيه ولا عشب ولا شيء من معالم الحضارة. وأضاف: لا يوجد هنا غير الغبار والضجيج والصراخ والأنين والموظفين الأشقياء والسلاسل وأدوات التعذيب، والسكان ‏جلّهم من التجار المسافرين والغرباء.
لم يشأ غريغوريوس أول الأمر أن يستجيب. شعر بأن صديقه خانه واختار للأسقفية الجديدة أشقى موضع في الأرض. الصداقة بين الرجلين كانت على المحك. أخيراً، وكالعادة، لم يكن أمام غريغوريوس إلاّ الرضوخ فسيم أسقفاً على زاسيما في نزينزة. كان ذلك سنة 372م. في المقابل رأى غريغوريوس نفسه أنه كالعظم يلقى للكلاب. وقد عزم على التوجّه إلى زاسيما والبقاء فيها طالما كان ذلك نافعاً. لكنه لما ذهب إلى هناك، والبعض يقول إنه لم يذهب إليها البتّة، أدرك أنه لا شيء يُرتجى من إقامته فيها فعاد أدراجه إلى نزينزة، مساعداً لأبيه. كانت زاسيما على بعد أربعة وعشرين ‏ميلاً من نزينزة. مذ ذاك أصاب علاقته بباسيليوس الفتور.
سلسلة نكبات
بقي غريغوريوس في نزينزة إلى حوالي العام 375م، حلّت به خلالها محن قاسية، لاسيما لرهافة حسّه. أبوه وأمه وأخوه وأخته كلّهم رقدوا في غضون سنوات قليلة، فيما مرض هو وقرب من الموت. كما حلّت النكبات الطبيعية بنزينزة، الطاعون أصاب البقر والبرد خرّب المحاصيل. الفلاّحون تضايقوا وعمّال الضرائب ضغطوا فكانت شبه ثورة أخمدها العسكر وخلّفت مآس وضيقات. انحطّت نزينزة كمدينة وهدّد الحاكم بهدمها بالكامل. أجواء القلق والخوف سيطرت. غريغوريوس وعظ وشدّد كما فعل الذهبي الفم حين ساد الخوف أنطاكية إثر تحطيم التماثيل الملكية. هنا أيضاً لم ينفّذ الحاكم تهديده، لكن النفوس أقامت مشوّشة مضطربة متضايقة سنوات.
‏وكما ضغطت الأحداث على غريغوريوس من الخارج، ضغطت عليه أحزانه من الداخل، فلم يجد لنفسه مهرباً إلاّ الخلوة والهدوء، فغادر إلى سلفكية إيصفرية حيث بقي ما يقرب من السنوات الأربع كما لو كان في مقبرة منعزلاً عن العالم.
‏وكان يمكن لغريغوريوس أن ينهي حياته في سلفكية على هذا المنوال. لكن كان لربه في شأنه تدبير آخر.
سنة 378م قُتل الإمبراطور الآريوسي فالنس ولاحت في سماء الكنيسة تباشير فجر جديد. وسنة 379م رقد في الرب عمود الأرثوذكسية، في ذلك الزمان، القديس باسيليوس الكبير.
‏كلا الحدثين حملا غريغوريوس على العودة إلى أرينزة.
‏لما وصله خبر وفاة باسيليوس انصدم ومرض. كتب لصديق له يدعى أفدوكسيوس يقول: "تسأل عن حالي فأخبرك. أنا كأس تفيض مرارة. خسرت باسيليوس. خسرت قيصاريوس الذي كان أخي في الجسد وأخي في الروح. صحتي ضعيفة. الشيخوخة تحوم حولي وتكدّني الهموم. أصدقائي لا أمانة فيهم والكنيسة بلا رعاة. كل الكرامة بادت. الإثم يربض سافراً أمام العيون. نسافر في الظلمة ولا منارة بعد. المسيح راقد! ماذا سيحدث لنا؟ لست أتطلّع إلى النياح من هذه النكبات إلا بالموت. وإذا كان لي أن أحكم باعتبار ‏ما هو قائم هنا فإني أرتعد من الآتي بعد القبر!"
أسقفاً للقسطنطينية
إثر وفاة فالنس الإمبراطور تلحلح الرضع الكنسي وتنفّس الفريق ‏الأرثوذكسي الصعداء. الأرثوذكس في القسطنطينية كانوا قلّة مبعثرة. مائة كنيسة في المدينة كانت في يد الآريوسيين. ولا واحدة كانت للأرثوذكس. لقد أقامت المدينة في السبي الآريوسي أربعين سنة كاملة. والآن بعد أن أطلّ فجر جديد جالت العيون في من تُرى يجمع شمل الرعية المتبدّدة ويشدّ أزرها. وكان غريغوريوس الخيار فاستجاب بعزم وحميّة لم يعهدهما أحد فيه من قبل. كيف لا والقضية قضية الثالوث القدّوس! الأمانة والغيرة أخرجاه مرارة نفسه إلى حلاوات النور، ومن الانكفاء إلى طليعة خراف المسيح. فجأة وُجد في القسطنطينية. لا نعرف كيف ولا الظروف. كان قد صلع وانحنى وارتسمت على محيّاه معالم النسك واحتفرت في وجهه مجاري الدموع. كان فقير الثوب، فقير الروح، لا هيأة له ولا جمال. لكن روح الرب ‏كان فيه قوياً أخّاذاً والكلمة في فمه خلاّبة.
لم يجد غريغوريوس في القسطنطينية كنيسة واحدة يلتقي فيها ‏المؤمنين أحد أقربائه فتح له داره فحوّل أحدى القاعات فيها كنيسة "دعيت "كنيسة القيامة". في هذا المكان بالذات، فيما يبدو، تفوّه قدّيسنا بخطبه اللاهوتية الخمسة الشهيرة، تلك التي أهّلته للقب اللاهوتي". لم يكن أحد، ‏إلى ذلك الزمان، قد لُقب بـ "اللاهوتي" إلاّ القدّيس يوحنا كاتب الإنجيل الرابع. وغيّرت مواعظه الموازين. انقلب الشعب إليه وانقلب الهراطقة عليه. الآريوسيون والأبوليناريون سعوا جهدهم للتخلّص منه. ألقوا عليه الحجارة. حاولوا تدنيس مقامه. رهبان هراطقة ونساء مولولات كمنوا له وهاجموه ‏بالعصي وجمر النار. لكنه صمد وثبت. حقّق في أقل من سنتين ما لم يحقّقه في مجمل حياته إلى ذلك الحين. ولما أقام مشبوهون رجلاً يعكّر عليه ويغتصب القسطنطينية من يديه، اسمه مكسيموس الكلبي سيم أسقفاً على المدينة زوراً، ودّ غريغوريوس لو يعود إلى خلوته وهدوئه فطالعه الشعب المؤمن قائلاً: إذا غادرتنا غادرت الثالوث القدّوس فبقي ولم يتزحزح! الثالوث كما قال كان غاية القصد والنيّة والزينة.


أخيراً في 24كانون الأول سنة 380‏م دخل ثيودوسيوس المدينة قيصراً. وإذ كان أرثوذكسياً، طرد الآريوسيين وأسقفهم ديموفيلوس من القسطنطينية في أيام. أخيراً سادت الأرثوذكسية ولم تقم للآريوسية من بعد قائمة. بعد يومين رافق ثيودوسيوس غريغوريوس إلى كنيسة آجيا صوفيا، فيما ارتفعت أصوات المؤمنين، عشرة آلاف، تنادي: غريغوريوس أسقفاً! ثيودوسيوس بارك. لكن الأمر كان بحاجة إلى مجمع قانوني يصدّق. في أيار 381م ‏التأم مجمع عام في القسطنطينية برئاسة ملاتيوس الأنطاكي صادق على التعيين.
‏ولكن في غضون أيام تغيّرت المعطيات من جديد.
غريغوريوس ينسحب
ما إن جرى افتتاح المجمع المسكوني الثاني حتى رقد رئيسه ملاتيوس بالرب فاختير غريغوريوس رئيساً محلّه. كان على المجمع أن يعالج موضوع خلافة ملاتيوس على أنطا كية. وكان هناك حزبان أنطاكيان: حزب ملاتيوس وحزب بولينوس. غريغوريوس دعا إلى القبول ببولينوس أسقفاً بعدما رقد ملاتيوس.لم يرق العرض للعديدين من أساقفة الشرق. اضطرب حبل الوفاق. وصل أساقفة الإسكندرية ومقدونية بعد أيام. دخلوا في الصراع. لم يتمكّن غريغوريوس من ضبط الأمور. شبّه الأساقفة بسرب من القوق الهاذر وبعاصف من الدبابير اللاسعة. حلّت الخيبة بغريغوريوس كبيرة. لم تعد المشكلة مع الهراطقة بل بين أفراد الأسرة الواحدة. الحسد وحب السلطة بانا أشد خطراً على الكنيسة وإيلاماً من الهرطقات. وارتفعت الأصوات، لاسيما من جماعة الإسكندرية ومقدونية، إن أسقفية غريغوريوس على القسطنطينية مخالفة للقوانين لأنه سيم على زاسيما. غريغوريوس بان مستهدفاً وكأن القوم أرادوه كبش محرقة. لم ترق رفعته لكثيرين، لاسيما لهذا المظهر الفقير الحقير الذي كان عليه. رئيس الأساقفة يعامل في نظرهم كالملوك ويسلُك كالملوك وله عزّ وجاه. لا يليق أن يكون على كرسي العاصمة رجل مريض، أصلع، رثّ الثياب كهذا الرجل لذا تحوّل الموضوع فجأة من موضوع معالجة قضية الكرسي الإنطاكي إلى معالجة قضية الكرسي القسطنطيني. وقد دفع الحسّاد أحد الرجال إلى محاولة قتل غريغوريوس، فلما كان على وشك تنفيذ جريمته انهار واعترف تائباً.
لم يدافع غريغوريوس عن نفسه وعن مركزه. نفسه توّاقة، في كل حال، إلى الخلوة والهدوء ولا يجد سلاماً لنفسه في فوهة وكر الدبابير هذا. لذا اعتبر أنها بركة من عند الله أن يُعفى من مهامه ولو استقرت المرارة في نفسه على رتاتة نفوس من استودعوا أمانة رعاية خراف المسيح. فعرض التنحّي والمغادرة واستجيب طلبه.
خطبة الوادع
ألقى القدّيس غريغرريوس خطبة وداعية طويلة. دونك بعض ما جاء فيها نسوقه تعبيراً عما كان يجول في نفسه وعما كان عليه الواقع آنذاك: "... إن هذا الحقل كان وقتاً ما قليلاً وفقيراً... هذا الشعب أصبح عديدا بعد أن كان زهيداً، ومجموعاً بعد أن كان متبدّداً، ونشيطاً بعد أن ‏كان خاملاً وهو ‏محسود الآن بعد حال يرثى لها... أيها الرعاة الزملاء الأحباء! ها أنذا والأولاد ‏الذين أعطانيهم الله، بهم أتحفكم... أمام الملائكة والبشر... لتعرفوا أننا فقراء ‏ونغني كثيرين... إذا كان عملي يستحق المديح فشكراً لله... ما طمعت في شيء من هذا الشعب... ولا أحزنت الكنيسة في أمر ما... حفظت الكهنوت نقياً بغير دنس... إن كنت قد شُغِفتُ بالسلطة والمركز، أو بسمو العروش والكراسي... أو غرّني توطّؤ أعتاب الملوك فلأُحرَم من كل مجد في الآخرة... فإذا كانت لي غاية من خدمتي، وإذا كان لي حق في المكافأة على أتعابي فكافئوني مشكورين جداً بإعفائي وإراحتي من تعبي الطويل... أكرموا غربتي ورحيلي. نصِّبوا غيري في مكاني. نصّبوا من عنده الاستعداد لأن يُضطهد من أجلكم ويداه طاهرتان وكلامه متزن... أما أنا فعاينوا جسدي ووفاضي وما أنا فيه من الوهن والضعف والانحلال... أعييت وتعبت مقاوماً كلام الحسّاد الأعداء والأخصّاء. فبعضهم يقرع الصدر ويصرف الأسنان، وهو أقلّ خطراً لأن اتقاء العدو الظاهر غير عسير. وأما العدو غير الظاهر فأضرّ وأفتك... الشرق والغرب انقسما جهتين متعارضتين... محبة الخصام تقذف بنا على التوالي من حال إلى حال... اليوم نتحزّب ونتعصّب لهذه الجهة حسب تلقين زعمائنا، وغداً تهبّ ريح معارضة فتبدّل الأهواء والاتجاهات... كم من مسيء إلينا محسوب علينا؟!... أية مصائب لم نكابد... على يد الآريوسيين... ألم نشهد الإهانات والتهديدات والطرد... وإحراق الكهنة على البحر... ألم نرّ الهياكل ملطّخة بدم القدّيسين، وبعضها تحوّل إلى مقابر... ألم نرى الجمهور يذبح الكهنة والأساقفة... ألم يكن التجوّل ممنوعاً على الأرثوذكسيين وحدهم... ألم نُطرد من الكنائس... ونلاحق حتى في البراري... وماذا كان بعد ذلك؟ صرنا أقوياء والظالمون انهزموا! لكن الحسد ضدّنا ظهر أفظع من هذا وأنفذ والكنيسة تضطرب من الداخل. فإذا كنت أنا يونان المسبّب هيجان البحر والعاصفة والمهدِّد بخطر الغرق فاطرحوني في قلب اليم ونجّوا السفينة من الغرق وأعيدوا السكينة والراحة إلى الكنيسة...
ربما أُلام أن ليس عندي مائدة غنيّة بالمآكل ولا ثياب لائقة بالرتبة ولا ‏أبّهة الظهور ولا عظمة الوجاهة والتصرّف. لم أكن أعلم إنه يلزمني أن أعاشر القناصل والولاة... وكل أولئك الذين لا يدرون أين يبذّرون غناهم. لم أعلم إنه كان ينبغي لي أن أعيش الترف من مقتنى المساكين وأتخم معدتي بالمآكل. لم أعلم إنه يجب أن أركب العربات المذهّبة تجرّها الجياد المطهّمة، وأن أُلاقى واُستقبل بخضوع وخنوع... فإذا كنتم قد استثقلتم شيئاً من هذا... فنصّبوا عليكم آخر يرضى الشعب عنه. أما أنا فأعيدوا لي حرّيتي وبرّيتي وربّي... الوداع أيها الشرق والغرب... حبذا لو اقتفى أثري وابتعد ابتعادي ولو قليل من الرؤساء... المبتعدون عن الكراسي لهم الله وما يعد به من عروش ‏عالية أعلى بكثير من عروش العالم وأسلم من الخطر...
‏أيها الأبناء تمسكوا بالعادات الشريفة والتقاليد التي تسلمناها.
نعمة ربّنا يسوع المسيح معكم أجمعين.
أيامه الأخيرة
سنوات قدّيسنا الأخيرة من حياته قضاها في أرينزة يكتب الرسائل ‏والشعر ويدافع عن الإيمان من وقت لآخر، ويتابع، بأمانة، الصلاة والممارسات النسكية قدر طاقته. كان أحياناً يغور في أحد الكهوف ينام على المسوح ويصادق الحيوانات. وقد أوصى بكل ما بقي له للفقراء. أما وفاته فكانت في السنة 389 ‏أو 390م عن عمر ناهز الستين.
كيف كانت هيأته؟
كان حيوياً قصير القامة، أصلع، ذا لحية ورموش حمراء، متجعّداً، يعاني ‏من الأوجاع بصورة شبه متواصلة، مضنى من الأسهار والأصوام، فقيراً، رثّ الثياب. يتكلّم بعفوية. قاطعاً في كلامه. لا يخشى أحداً. ساخراً بشكل غير منضبط. هو الوحيد الذي كان يسخر من باسيليوس أحياناً. وكان حاد الطبع متجهّم الوجه لا تسرّه صحبة أكثر الناس. يميل إلى الابتعاد عن العالم بشكل حاد. وكان شاحب الوجه، له ندب فوق عينه اليمنى. بقي يقرأ ويكتب طيلة أيامه. هو أول شاعر مسيحي بمعنى الكلمة وكان يكتب النثر ملائكياً. أحبّ الله أولاً، ثم البلاغة، ثم الناس، بهذا الترتيب.
‏نُقلت رفاته، بعد قليل من موته، إلى القسطنطينية حيث بقيت إلى زمن الصليبيين الذين سرقوها إلى رومية سنة 1204‏م. وهي اليوم في الفاتيكان، في كنيسة القديس غريغوريوس التي صمّمها مايكل أنجلو.
طروبارية القديس غريغوريوس اللاهوتي باللحن الأول
إن المزمار الرعائي لتكلمكَ في اللاهوت، قد قهر أبواق الخطباء وغلبها، فبما أنك التمستَ أعماق الروح قد أُضيف إليكَ حسن النطق أيها الأب غريغوريوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
قنداق باللحن الثالث
أيها المجيد لقد حللتَ بلسانكَ المتكلم بالإلهيات، اشتباكات الخطباء، فزينتَ الكنيسة بحلَّة استقامة الرأي المنسوجة من العلاء، فإذ قد تسربلَتها فهي تصرخ معنا نحو أولادكَ قائلةً: السلام عليكَ أيها الأب, ذو العقل السامي المتكلم باللاهوت.
 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 25524 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الشهيد غورديوس الذي من قيصرية (القرن4م)

3 كانون الثاني غربي (16 كانون الثاني شرقي)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كان قائد مئة في الجيش الروماني عندما اندلعت موجة الاضطهاد على المسيحيين في زمن ذيوكليسيانوس. هاله مشهد التعذيب الموقع بالمسيحيين في موطنه قيصرية الكبّادوك. ألقى شاراته أرضاً وخرج إلى النواحي القاحلة من الجبال. آثر أن يكون برفقة حيوانات البريّة من أن يكون له نصيب في عار عبدة الأوثان.

بقي هناك مدة من الزمن خلد فيها للصلاة والصيام والتفكّر بكلمة الله، وقد أعطي له أن يعاين الله في حدود الإمكان. فلما صار مهيّئاً للمواجهة نزل إلى المدينة محرّكاً بروح الرب. كان اليوم يوماً اجتمع فيه الناس لمشاهدة مباريات خاصة بعيد الإله مرّيخ. نزل إلى الحلبة وأخذ ينادي بكلام النبي: "اعتلنت لمن لم يسألوا عني... بسطت يديّ طول النهار لشعب عاص..." (أش1:65-2).

خرست الجموع استغراباً. جرى القبض على غورديوس وعرضه على الحاكم لاستجوابه. كشف عن نفسه من يكون وعن سبب فراره إلى الجبل ثم أضاف موجهاً كلامه للحاكم: "لما سمعت أنك أكثر عمّال قيصر قسوة أتيت إليك، في هذه اللحظة، لأحقق منيتي".
ثارت حفيظة الحاكم عليه وهدّده بإنزال أشد العذابات به. جواب غورديوس كان: "شيء واحد فقط يحزنني وهو أنني لست قادراً على الموت عدة مرّات من أجل مسيحي! الرب معيني فلا أخاف مما يصنع بي البشر". أرسل إليه الشيطان بعضاً من ذويه وأصدقائه ليقنعوه بالعودة عن موقفه بالمنطق والدموع والتضرّعات. كل المحاولات لردّه إلى الوراء صدّها مقدماً قول الرب جواباً: "من شهد لي أمام الناس، أشهد له أمام أبي الذي في السموات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبي الذي في السموات" (متى32:10).

وأضاف: "لماذا تريدونني أن أحيا بضعة أيام على الأرض وتحرمونني الأبدية؟ كل الناس صائرون إلى الموت. فقط قلّة تشترك في مجد الشهداء. لا ننتظرنّ الموت بل فلنعبرنّ من هذه الحياة الزائلة إلى الحياة الأبدية مقدّمين لله، عن إرادة، الميتة التي لا مفرّ منها في كل حال". لُفظ بحقه حكم الموت. اقتيد خارج المدينة والناس يتبعونه. رسم على نفسه علامة الصليب ثم قدّم نفسه للجلادين مستودعاً نفسه بين أيدي الملائكة فجرى قطع رأسه
 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 25525 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الجديد في الشهداء غفرائيل الراهب‎ ‎‏(+1676م)‏
2 شباط غربي (15 شباط شرقي)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صله من جزيرة الأمراء. ترهب واشتهى الاقتداء بالرب يسوع في ألآمه.

جرى إرساله إلى القسطنطينية. خدم منادياً في البطريركية.
الأجراس والنواقيص كانت يومذاك محرمة.

كان على المنادي أن يخرج بين الناس وينادي أن الخدم الإلهية على وشك أن تبدأ

ذات يوم فركشه أحد الأتراك في الشارع فنشب بين الاثنين عراك،

وكان أن وجه غفرائيل الشتائم في حق دين المسلمين.

قبض عليه الأتراك للحال واستاقوه أمام القاضي.

اعترف بإيمانه بالمسيح وقبح دين محمد.

حكم عليه بالموت. وبعدما جرى قطع رأسه ألقي في البحر.

 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 25526 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة غورغونيا‎ ‎‏(القرن4م)‏

23 شباط غربي (7 آذار شرقي)




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هي الأخت البكر للقدّيس غريغوريوس اللاهوتي. والداها، غريغوريوس و نونا،

كلاهما قدّيس في كنيسة المسيح.

أخذت عن أبويها الغيرة على الإيمان. تزوجت وأنجبت ثلاث بنات.

أثّرت في زوجها، أليبيوس، فأضحيا معاً رفيقين في جهاد الفضيلة.
كانت، بين النساء، مثالاً للمرأة المؤمنة يُحتذى لهدوئها وخفرها واتزانها ورجاحة عقلها واهتماماتها الإلهية واحتشامها وتقواها.

كثيرة الأصوام والصلوات. كان العديدون يسترشدون لديها لحكمتها وفهمها ورزانتها. توقيرها لكنائس المسيح والكهنة والخدّام كان مميزاً.

عديدة كانت حسناتها. كانت كأيوب الصدّيق عيناً للعميان ورجلاً للمقعدين وأماً لليتامى.
كل ما لديها كانت توزّعه على الفقراء حتى لم تخلّف وراءها قنية غير جسدها.

وكل ما كانت تعمله كان في الخفاء عن عيون الناس.

وقعت من عربتها يوماً وجرّرتها العربة فترضّضت وتجرّحت.

ولكن لخفرها وحيائها لم تعرض نفسها للطبيب.

اكتفت بالصلاة والاتكال على الله فتعافت بشكل عجيب.
اعتمدت في سن متقدمة كما كانت العادة في تلك الأيام
وباتت في شوق لأن تنضم بالموت إلى ربّها.

عرفت بيوم رقادها سلفاً.

جمعت أخصّاءها وزوّدتهم بنصائحها.

مرضت قليلاً وماتت ميتة الأبرار القدّيسين.
 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 25527 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس الأسوسي (القرن12م)‏
4 آذار غربي (17 آذار شرقي)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من جزيرة ميتيلين .مج حياة العالم منذ فتوته و ترهب.

سلك بأمانة وثبات. فاحت رائحة طيب سيرته فاختير أسقفا لأسوس في ميسيا مقابل ميتيلين.

تعب في رعاية أغنام الله الناطقة. قاومه الحساد فصبر وعاذ بالله فمنّ عليه ربه ببركات جمة. تثبيتا لتلميذه في الوثوق بالله الى المنتهى أعطاه عصاه التي كانت له منذ اثنتي عشرة سنة وأمره بزرعها ففعل فأفرعت وأعطت ورقا يشفي سائر الأمراض.

أخيرا بعد جهاد لا يكل وثبات لا يخبو رقد في الرب بعدما أعلمه الملاك بذلك و عين له مدفنه.
هنالك في ذاك المدفن انفجر نبع ماء كان بنعمة الله, قادرا على شفاء المستشفعين بالقديس غريغوريوس من أدوائهم .

 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 25528 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار غريغوريوس السينائي (القرن6م)‏
11 آذار غربي (24 آذار شرقي)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



عاش راهباً مجداً تائباً إلى ربه في سيناء زمن الإمبراطور البيزنطي يوستنيانوس الأول (527 -565م).

ذات يوم عبر في صلاته عن رغبة في تناول القدسات في كنيسة القيامة في أورشليم. للحال نقلته نعمة الله إلى هناك وكانت المسافة الفاصلة بين دير سيناء وأورشليم اثني عشر يوم شفر. هناك تناول من يد البطريرك بطرس (524-552م).
فلما انتهت الخدمة الإلهية طلب البطريرك من ميناس مدبر الدير أن يدعو الراهب السينائي إلى مائدته. فلما حانت ساعة المائدة بحثوا عنه فلم يجدوه.
فاستاء البطريرك وكتب إلى الدير لائماً. فلما بلغ الخبر الآباء في سيناء تعجبوا وأوفدوا ثلاثة رهبان يشهدون للبطريرك أن غريغوريوس الراهب لم يغادر الدير.
والراهب نفسه بعث إلى البطريرك برسالة أكد فيها أنه لم يغادر دير سيناء منذ سبعين سنة ولا سبق له أن زار فلسطين.
وأضاف أنه والبطريرك سوف يلتقيان بعد ستة أشهر ولا شيء، بعد ذلك، سيفصل بينهما. فلما انقضت الفترة المحددة رقد البطريرك والراهب كلاهما وانتقلا إلى جوار ربهما.

 
قديم 14 - 02 - 2020, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 25529 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس غريغوريوس الأول بابا رومية (604م‎(‎
12 آذار غربي (25 آذار شرقي)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هو المعروف عندنا ب "الذيالوغوس". يُنسب إليه القداس المعروف ب "السابق تقديسه". في الغرب يسمونه غريغوريوس الكبير وهو أحد المعلمين الأربعة الكبار هناك بجانب القديس أوغسطينوس و القديس إيرونيموس و القديس أمبروسيوس.
ولد في رومية حوالي العام 540م لعائلة مشيخية تبوأ بعض أفرادها سدة البابوية. بعد دراسة متينة حصّلها أمسى والياً لمدينة رومية. ولما كان متعلقاً منذ الشبابية بتأمل الكتب المقدسة فقد اعتبر نفسه، بإزاء مسؤوليته المدنية، طائرأ في غير سربه. فما إن توفي والده حتى ترك وظيفته ووزع القسم الأكبر من ثروته على الأديار والمحتاجين واعتزل راهباً بسيطاً في دير أنشأه في قصره وجعله بشفاعة القديس إندراوس الرسول.

قيل أنه اقتنى صحفة من الفضة فجاءه تاجر غرقت سفينته يستعطي فأعطاه الصحفة وصار حراً بالكامل.
لم ينعم غريغوريوس بالسلام الديري طويلاً لأن البابا بلاجيوس الثاني (579 – 590)، المختار للبابوية حديثاً، أسماه سفيراً له وأوفده إلى القسطنطينية في مهمة لدى الامبراطور والبطريرك هناك. المهمة كانت بشأن ما تتعرض له البلاد الإيطالية من ظلم اللمبارديين وتعسفهم. بقي غريغوريوس في المدينة المتملكة ست سنوات وترك في القصر انطباعاً طيباً لبساطته وعلمه وفضائله. فلما عاد إلى رومية اختير رئيساً لديره. أحبه رهبانه وعرف هو أن يتخذهم في محنهم وحاجاتهم سعياً إلى حفظهم بلا همّ، لكنه كان، في آن، على صرامة في حفظ التراث الرهباني بلا هوادة. من ذلك مثلاً أنه أمر بإلقاء جسد أحد رهبانه، بعد وفاته، وسط القمامة لأنه احتفظ لنفسه بثلاث قطع ذهبية. في المقابل أقام الخدم الإلهية عن نيته ثلاثين يوماً إلى أن حظي له من الله بغفران الخطايا. بفضل هذه الصرامة المحبة أضحى دير القديس غريغوريوس مدرسة حقانية للقداسة واعتبره السكان محامياً مشتركاً عنهم.
وذات يوم، فيما كان عابراً بالسوق حيث كان يُباع العبيد، لاحظ شباناً وأولاداً شقراً معروضين للبيع فتحركت نفسه وسأل من أين يكون هؤلاء الملائكة بالجسم. فلما علم أنهم نقلوا من انكلترا، الأرض التي لم يصلها الإنجيل بعد، أخذ ينتحب وقرر، للحال، أن يذهب إلى هناك كارزاً بالإنجيل برفقة رهبان. لكن بعد ثلاثة أيام من خروجه إلى الشمال لحق به رسل بعث بهم البابا إليه. هؤلاء طلبوا منه باسم الشعب المؤمن أن يعود ليُعنى بهم.
خدم غريغوريوس أمين سر للبابا بيلاجيوس بضع سنوات. فلما قضى هذا الأخير نحبه. إثر وباء تفشى سنة 590م، رفع الإكليروس والمشيخة والشعب الصوت وألزموا غريغوريوس بقبول السدة الأولى في كنيسة رومية رغم احتجاجه وتهربه. في تلك الأثناء زاد الطاعون تفشياً فدعا غريغوريوس الشعب إلى التوبة والإقرار بأن هذا العقاب نزل بهم لخطاياهم. كما دعا إلى مسيرة في كل المدينة بمشاركة الرهبان والراهبات حُملت، في مقدمتها ، إيقونة لوالدة الإله. وقد ورد أنه حيثما عبرت الإيقونة كان الهواء الفاسد يتنقى وأن ملاكاً ظهر وسيف في يده فانطفأ الطاعون. كل هذا جعل الأنظار تتركز بالأكثر على غريغوريوس الذي توارى واختبأ في إحدى المغاور. وقد بحث عنه الشعب في كل مكان. أخيراً دل عليه عمود نوراني فأخذوه مرغماً وجعلوه أسقفاً عليهم في السادس عشر من أيلول سنة 590م.
قيل أنه كان يجيب من يأتونه مهنئين بكلام كهذا: "بعدما جعلوني أسقفاً أجدني مقيداً إلى العالم، من جديد، وعلى أكثر مما كنت قبل رهبنتي. لقد أضعت الفرح العميق الآتي من الهدوء خارجياً رُفِّعت، داخلياً أجدني في وهدة. بعد أن أتمم واجبي اليومي أحاول أن أعود إلى نفسي فلا أستطيع لأن التشويش والبطلان يملأني".
كانت الكنيسة، يومذاك، على أشقى ما تكون الأحوال: الهرطقات في كل مكان، الإنقسامات، ظلم البرابرة، إساءات الأمراء المسيحيين. وإذ تعرضت رومية للمجاعة، اهتم غريغوريوس بتوزيع المؤن على المحتاجين. وكان هو، كل يوم، يستقبل إلى مائدته اثني عشر فقيراً يغسل أيديهم معتبراً نفسه مسؤولاً عن كل من يحدث أن يقضي جوعاً. وذات يوم بان له أنه كان إلى مائدته ثلاثة عشر ضيفاً. فلما سأل الضيف الثالث عشر من يكون علم أنه ملاك أوفده الرب الإله ليكون للأسقف معيناً.
نظم غريغوريوس الحياة في داره الأسقفية على صورة الحياة في الدير. اهتم بالخدم الليتورجية اهتماماً كبيراً وشجع إكرام رفات القديسين كما أصلح الترتيل الكنسي. كذلك اهتم بملاحظة اختيار الأساقفة وتصدى للسيمونية ولم يسمح لأى من الأساقفة أن يقيم خارج أبرشيته وعقد مجامع محلية اهتمت بمحاربة الهرطقات وإصلاح الأخلاق وعمل على الحؤول دون تدخل السلطات المدنية في الشؤون الكنسية والأساقفة في الشؤون الديرية. نطاق رعايته كان في اتساع وكان يطوف على الكنائس واعظاً. والتي لا يتسنى له الكرازه فيها بالحضور الشخصي كان يوفد إكليريكيين ليتلوا على الشعب المؤمن رسائل منه. وإلى مهامه الرعائية كانت له مراسلات عديدة في كل العالم المسيحي، وله أيضاً مقالات روحية قيمة.
أتشخ غريغوريوس بثوب الاتضاع في كل ما كان يفعله. كان يدعو الكهنة إخوة والمؤمنين أسياداً. في كل رسائله كان يعتبر نفسه "خادم خدام الله" ناظراً إلى نفسه كخاطئ كبير.
الزمن الذي تولى فيه قديسنا سدة الأسقفة الأولى في رومية كان مضطرباً لكنه عرف، بنعمة الله، أن يوظف طاقاته ومواهبه في حفظ قطيع المسيح كراع ممتاز. مواهبه الإدارية تجلت على أفضل ما يكون. اللمبارديون بلغوا أبواب رومية وهددوا بنهب المدينة فنجح، كرجل حكيم، لا في إيقافهم وحسب والدخول معهم في هدنة، بل تمكن أيضاً، عبر ملكتهم ثيودلندا، التي كانت أرثوذكسية، من اختراقهم والمباشرة بهدايتهم.
على الصعيد المالي عرف غريغوريوس أن يوظف طاقات الكنيسة حسناً سواء على صعيد افتداء الأسرى أو مساعدة المحتاجين أو لدعم الكنائس في الأرض المقدسة أو الأديرة. كان يعلق أهمية خاصة على صلوات الرهبان باعتبارها السند الأساسي لخدمته في العالم، لذلك شجع الرهبنة في خط الآباء القديسين ودعم الأديرة. دوره في احتضان قانون القديس بنوا ( أو بنديكتوس) النورسي بارز. وإليه يعود الفضل في حفظ سيرة القديس بنوا هذا ونشر قانون رهبنته في كل الغرب.
أدرك غريغوريوس أن خير اسلوب للتعاطي مع الشعوب البربرية درءاً لخطرها على رومية والكنيسة فيها هو اقتحامها بكلمة الكرازة وهدايتها إلى المسيح. لذلك أولى العمل الرسولي اهتماماً خاصاً. وإذ بقي يذكر أولئك الأولاد والشبان الشقر الذين ألفاهم يُباعون في سوق النخاسة في رومية، في وقت من الأوقات، أرسل، وقد بات مقتدراً، أربعين من الرهبان برئاسة القديس أوغسطينوس المصلّي لهداية الشعوب الأنجلو سكسونية. وكان يتابع عمل هذه الإرساليات عن كثب.
كذلك كانت لغريغوريوس مراسلاته على نطاق واسع، سواء بشأن القضايا الكنسية الكبرى أو للتواصل وأبسط الخراف الناطقة. على صعيد المقالات، لم تحُل علل القديس البدنية والهموم المتزايدة للرعاية دون وضعه العديد القيِّم منها نظير "عِبَر أيوب" التي هي تعليقات على الكتاب المقدس بسط فيها أسلوبه المميز في التفسير الاستعاري الأخلاقي. هذا الأسلوب استمر رائجاً على امتداد القرون الوسطى في الغرب. كذلك عرف غريغوريوس، بنفاذ البصيرة، كيف يُبرز دقائق النفس البشرية ولولبيتها، كما عرض لكافة جوانب الحياة المسيحية بدءاً من الشؤون العملانية وامتداداً إلى أسمى المسائل الروحية. ولغريغوريوس أيضاً كتاب قيم آخر هو "عجائب الآباء في إيطاليا" أو ما يُعرف ب "الحوارات" الذي ينقل فيه، عبر حوارات وشمّاسه بطرس، الأعمال النسكية الباهرة والعجائب التي خبرها الآباء القديسون الذين عايشهم في المناطق المحيطة برومية. هذه حررها لمنفعة الرهبان وللتأكيد أن الروح القدس الذي فعل في الرسل القديسين يفعل أيضاً في كل مكان وزمان، وأن الفرصة سانحة أبداً لتحقيق الاتحاد الكامل بالله. هذه الروايات حرص غريغوريوس على استخلاص العبر منها، العقدية والأخلاقية، لا سيما في كتابه الرابع حيث أثبت استمرار الحياة بعد الموت وأن لصلوات الكنيسة فعالية لا تقبل الشك في تعزية نفوس الراقدين.
جدير بالذكر أن بطرس الشماس شهد أنه كان يعاين روح الرب على القديس أحياناً، بشكل حمامة بيضاء، هامساً في أذنه بتعاليمه السماوية. وهو نفسه، غريغوريوس، أقر أنه حدث له أحياناً أن سمع الروح القدس، في داخله، يُملي عليه شروحات للكتاب المقدس ما كانت لتخطر له على بال.
أقام قديسنا في الخدمة الأسقفية أربعة عشر عاماً لم يتوقف خلالها عن اشتهاء الحياة الرهبانية لو كانت تعود إليه. وقد عانى من واقع الفوضى والفساد الذي شمل الكنيسة يومذاك، لا سيما بتأثير غزوات البربر. آلامه أيضاً أضنته خصوصاً في السنتين الأخيرتين من حياته حتى لم يعد له شوق ولا تعزية إلا الاستقرار في الراحة الأبدية. رقد بالرب في 25 آذار 604م. مما لا شك فيه أن العناية الإلهية فتحت، بشخص القديس غريغوريوس، آفاقاً مستقبلية واعدة لغرب جرت هداية البرابرة فيه إلى المسيحية بطيئة.
واستكمالاً للفائدة نورد، بشيء من التفصيل، حادثتين وقعتا للقديس غريغوريوس، إحداهما حين كان رئيساً لدير القديس اندراوس والثانية بعدما صار أسقفاً لرومية.
ذات يوم فيما كان جالساً في قلايته يكتب جاءه فقير فأمر تلميذه أن يعطيه ست قطع نقدية ففعل. وبعد ساعة عاد الفقير نفسه وقال للقديس:ارحمني يا عبد الله العليّ. لقد أعطيتني أقل مما خسرت. فأمر تلميذه أن يعطيه ست قطع أخرى ففعل. وبعد قليل عاد الفقير وقال للقديس: ارحمني يا عبد الله العليّ وأعطني بركة أخرى فإن خسارتي كبيرة. فدعا تلميذه وأمره أن يعطي الفقير ست قطع أيضاً. فأجابه التمليذ بأن المال نفذ؟ فقال للتلميذ: أعطه، إذن، أي وعاء أو لباس ليسد حاجته. وإذ لم يكن في الدير غير الطست الفضي الذي أرسلته والدة القديس مع بعض الحبوب فقد أمر القديس بأن يُعطى للفقير. فأخذ الفقير المال والطست ومضى.
فلما صار غريغوريوس أسقفاً أمر، ذات يوم، بإعداد مأدبة لإثني عشر شخصاً. فلما حضر المدعوون بدوا لعينيه ثلاثة عشر. فدعا معاونه وسأله لماذا خالف أوامره؟ فاستولى عليه الخوف وعد المدعوين فكانوا إثني عشر. وحده غريغوريوس رآهم ثلاثة عشر. وفيما هم يأكلون نظر الأسقف الثالث عشر فرآه جالساً على طرف المقعد ووجهه يتبدل من شكل رجل شيخ إلى شكل شاب. فلما نهضوا عن المائدة أطلق الأسقف الجميع إلا الثالث عشر الذي دخل به غرفته الخاصة وقال له: أقسم عليك بقوة الله العظيم من انت وما اسمك؟ فقال له: أنا هو ذلك الفقير الذي أتى إلى دير القديس الرسول أندراوس وأعطيته الإثني عشر نقداً والطست الفضي الذي أرسلته لك أمك. إعلم انك منذ ذلك اليوم عيّنك الرب رئيساً للكنيسة وأن تكون خليفة لبطرس الهامة. فقال له غريغوريوس: وكيف علمت بذلك؟ فأجاب: لأني أنا ملاك الرب الضابط الكل. وقد أرسلني الرب لأمتحن نيتك إن كنت محباً للبشر بالحقيقة ولا تتصدّق بدافع الظهور. لا تخف، فقد بعث بي الرب إليك لأكون معك ما دمت في هذه الحياة وتطلب منه ما تحتاج إليه بواسطتي. فخرّ غريغوريوس بوجهه على الأرض وسجد قائلاً: إن كان الرب الكلي الرحمة من أجل قليل من هذا الخير قد أظهر ما لا يُقدر من المراحم بإرسال ملاكه ليكون معي فأي مجد يناله الذين يثابرون على وصاياه ويعملون البر؟

 
قديم 14 - 02 - 2020, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 25530 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس لوقا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هو ثالث الإنجيليين، وكاتب سفر أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس فى أسفاره وكرازته واتعابه… إن التاريخ لا يمدنا بمعلومات عن حياته السابقة قبيل تعرفه على بولس الرسول… ويبدو أن التقليد القديم الذى يقول إنه كان من السبعين (59) رسولاً، وأنه أحد تلميذى عمواس اللذين إلتقى بهما الرب عشية قيامته، أمر مشكوك فيه، والأرجح أنه كان أنطاكياً أممياً (60) وليس (59): (60) يهودياً. فهو باعترافه لم يعاين الرب يسوع بالجسد، وأنه إعتمد فى كتابة انجيله على ما تسلمه ممن سبقوه، وعلى ما كان مكتوباً وشائعاً ( لو1: 1، 2). أما كونه أممياً- فبالإضافة إلى التقليد الكنسى القديم- نرى أن بولس فى رسالته إلى الكولوسيين يقول ” يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى ومرقس ابن أخت برنابا… ويسوع المدعو يسطس الذين هم من الختان… يسلم عليكم ابفراس… يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس ” (كو 4:.10-14) … وهنا نلاحظ أنه يذكر بعض أسماء فى الأول ويقول عنهم إنهم من الختان أى اليهود، أما الباقون- ومنهم لوقا- فمن الأمم. وهناك رأى آخر يجعل من لوقا أممياً إهتدى إلى اليهودية… ولعل مصدر هذا الرأى هو الخلط بين اسم لوقا واسم لوكيوس الوارد فى (أع 13: 1)، وكلاهما يرجع إلى أصل لغوى واحد… والأرجح أن لوقا كان أممياً واهتدى الى الإيمان المسيحى على يد أحد التلاميذ الذين نزحوا من أورشليم وقصدوا أنطاكية فى وقت مبكر حوالى سنة 36 عقب التشتت الذى حدث بعد مقتل استفانوس… وان كان البعض يرجحون أنه آمن بالمسيح على يد بولس، وهذا هو رأى ترتليانوس من القرن الثانى (61) .
ومهما يكن من أمر، فالثابت من روإية سفر الأعمال، أنه إلتقى بالقديس بولس أثناء رحلته التبشيرية الثانية فى مدينة ترواس عقب الرؤيا التى رأى فيها بولس رجلاً مكدونياً يقول ” أعبر إلى مكدونيا وأعنا” (أع 16: 9) ويبدو أنه رافق بولس إلى فيلبى لأنه فى سفر الأعمال يتكلم بعد ذلك مباشرة بصيغة المتكلم الجمع بعد أن كان يتكلم بصيغة الغائب الجمع (62) … وفى أواخر رحلة بولس التبشيرية الثالثة يلتقيان ثانية معاً فى فيلبى… ويبدو أن لوقا – بعد لقائه الأول مع بولس فى فيلبى سنة 51- بقى فيها ليرعى الكنيسة الناشئة هناك. والدليل على ذلك أنه يستخدم ضمير المثنى الغائب بدلاً من ضمير المتكلم الجمع (انظرأع 17: 1). وبعد سبع سنين أخرى (سنة 58) إلتقى بالرسول بولس مرة أخرى حين مر بفيلبى فى طريقه إلى أورشليم أثناء رحلته الأخيرة إليها، بعد أن أمضى أسبوعاً فى ترواس ( أع 20: 5، 6)، لاننا نلاحظ أن لوقا يعود إلى إستخدام ضمير المتكلم الجمع… و يبدو أن لوقا كان مرافقاً لبولس فى أورشليم، أو فى القليل قريباً منه، وكذا لمدة سنتى الأسر فى قيصرية. كما رافقه فى رحلته الأخيرة إلى روما حينما ذهب إليها مخفوراً، وبقى بالقرب منه هناك مدة الأسر الأول والثانى … وظل الخادم الأمين والصديق الوفى إلى النهاية …
أما عن بقية حياة لوقا فلا نعلم عنها شيئاً على وجه التحقيق. ولعل هذا دليلاً كبيراً على ما إتصف به هذا الرسول من إتضاع. لأنه على الرغم من أنه كتب الإنجيل الثالث، ووضع كتاب ” أعمال الرسل” وذكر ببعض الإسهاب ما حدث للرسول بولس فى حياته الرسولية، فإنه أغضى عن ذكر نفسه وسكت عن أعماله، حتى لقد ترك شيئاً من الشك يحوم حول شخصه والرسالة التى إضطلع بها… إن أخر إشارة إلى لوقا، وصلتنا فى كلمات بولس (63) ، وفى أخر رسالة له كتبها من سجنه الأخير فى روما، قبيل إستشهاده ” لوقا وحده معى” (2 تى 4: 11) … وتذكر بعض التقاليد القديمة أنه عمر حتى سن الرابعة والثمانين، وأنه مات مصلوباً على شجرة زيتون فى إيليا Elaea فى بلاد اليؤنان (64) . ويذكر جيروم (65) أن ذخائره- مع ذخائر إندراوس الرسول- نقلت من بترا patra فى أخائية إلى كنيسة الرسل فى القسطنطينية.
خلف لنا لوقا الإنجيل الذى يحمل اسمه، الذى اعتمد فى كتابته على وثائق ثابتة مكتوبة وعلى ما إستقاه من التقليد الشفوى الثابت… ويأتى فى مقدمتها ما سمعه من البتول القديسة مريم، ويؤيد هذا تقليد كنسى قديم… ولا يعرف عل وجه الدقة الوقت الذى كتب فيه لوقا إنجيله، لكنه على أية الحالات كتب قبل سنة 70 م، كما إختلف أيضاً فى مكان كتابته… وقد بعث لوقا بإنجيله وسفر الأعمال إلى شخص شريف يدعى ” ثاوفيلس” – وهناك إجماع بين العلماء أن هذا الشريف كان بالإسكندرية. أما عن سفر الأعمال، فقد دون لوقا فيه أول تاريخ للكنيسة، إبتداًء من صعود الرب إلى نهاية السنة الثانية من أسر بولس الأول بروما… وقد دون الحوادث بكل دقة، حتى أن العالم المؤرخ شاف يدعوه [ الأب الحقيقى لتاريخ الكنيسة المسيحية] (66) .

كان لوقا- قبل إيمانه بالمسيح- يمتهن مهنة الطب- هكذا يذكره القديس بولس إلى الكولوسيين “لوقا الطبيب ” (كو 4: 14)، لذا لا نعجب إن رأيناه فى الإنجيل الذى كتبه يظهر الرب يسوع كطبيب للبشرية ومخلص للعالم… كما جاء فى التقاليد الكنسية القديمة، إنه كان فناناً (67) وإليه ينسب رسم أول صورة للسيدة العذراء مريم.
وثمة أمر نود الإشارة إليه، وهو أن لوقا كتب إنجيله بإرشاد الروح القدس شأن باقى الإنجيليين، ولم يمل القديس بولس عليه شيئاً: ولا صحة مطلقاً للرأى الذى ارتآه العلامة أوريجينوس والمؤرخ يوسابيوس والقديس جيروم، من أن بولس حينما ذكر فى رسائله كلمة ” إنجيلى” (68) ، كان يعنى إنجيل لوقا، على إعتبار أنه أملاه على لوقا … فكلمة إنجيل فى العهد الجديد، لا تستخدم بمعنى سفر مكتوب، بل يقصد بها مبادىء المسيحية التى كرز بها الكارزون…



(59) هذا هو رأى أبيفانيوس فى القرن الرابع- انظر

(6 0) هكذا شهد يوسابيوس فى تاريخه ( H.E.3.4.7 )، وهكذا كل التقاليد القديمة… ويؤكد ذلك ملاحظتنا لما يأتى: يعطينا لوقا معلومات أكثر من غيره عن كنيسة أنطاكية (أع11: 19-30؛ 13:. 1- 3؛ 15: 1- 3؛ 22- 35) ويرجع أساس تسمية ” مسيحى ” إلى أنطاكية (أع 11: 19)، وحينما ذكر السبعة شمامسة ذكر نيقولاوس أنه أنطاكى (أع 6: 5) دون أن يذكر جنسية أى شماس آخر.

(61) 151 Smith,Dictionary of the Bible , vol 2 .p .

(62) قارن بين أع 16: 6- 8 ؛ أع 16 : 10 وما بعدها.

(63) ذكر بولس الرسول القديس لوقا فى رسائله ثلاث مرات بكل تقدير (كو 4: 4 1؛2 تى 4: 11؛ فل 24).

(64) . Schaff,vol.1p.652

(65) Lives of liiutious man,7

(66) schaff.vol .1.p.654

(67) Smith,Dictionary of the Bible , vol 2 .p151

(68) انظر: رو 2: 16؟ 16: 25؛ 2 تى 2: 8. 457
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025