10 - 02 - 2013, 07:07 PM | رقم المشاركة : ( 2501 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صوت الروح القدس The Holy Spirit Voice الأصوات في القيادة بالروح ثالثا: صوت الروح القدس "وبينما بطرس متفكر في الرؤيا قال له الروح القدس هو ذا ثلثة رجال يطلبونك" (أعمال 19:10). إن الله يقودنا من خلال الصوت الخافت. ولكنه يقودنا أيضا من خلال صوت روح الله الذي يتكلم إلينا. وهذه هي الطريقة الثالثة التي يقودنا بها الروح. فالطريقة الأولى هي الشهادة الداخلية، والثانية هي ذلك الصوت الخافت. أما الطريقة الثالثة فهي عن طريق صوت الروح القدس الذي هو أكثر سلطانا وقوة. هناك إختلافا واضحا بين صوت الروح القدس الذي يتكلم لأرواحنا وبين صوت أرواحنا الخافت الذي يتكلم إلينا. فعندما يتكلم الروح القدس داخلك، فإن ذلك الصوت يكون أكثر سلطانا وقوة. وقد يحدث أحيانا أنك تسمع صوتا واضحا جدا لدرجة أنك تلتفت حولك لترى من يتكلم. إن الصوت قد يكون مسموعا حتى تظن أن شخصا ما خلفك يقول لك شيئا وسرعان ما تدرك أن هذا الصوت هو بداخلك. تذكر صموئيل في العهد القديم، ذلك الولد الصغير الذي سمع صوتا يناديه قائلا: "صموئيل، صموئيل"؟ لقد ظنّ أن عالي الكاهن يناديه. فركض إليه ليعرف ماذا يريد. فقال عالي: "كلا، إنني لم أناديك". فرجع صموئيل إلى مضجعه. ثم سمع الصوت مرة ثانية يقول له: "صموئيل، صموئيل". فركض ثانية إلى عالي فقال له ما قاله في المرة الأولى. وهكذا تكرر نفس الأمر للمرة الثالثة. وأخيرا فهم عالي ما كان يحدث فقال: "إذا دعاك الرب ثانية فجاوبه". فلما عاد الرب وكلمه. أجاب صموئيل ذلك الصوت، فتكلم له الله عن أمور أخرى بأكثر تفصيلا (1 صموئيل 3). إن كل الطرق التي يقودنا الله بها هي طرق خارقة للطبيعة؛ رغم أن البعض منها ليس منظورا. منذ أكثر من خمسين عاماً في الخدمة اكتشف أن الله عندما كان يتحرك بطريقة منظورة - وعندما كان يتكلم إليّ بصوت مسموع - فإن هذا كان يعني أن هناك زوبعة قادمة. ولكن لو أنه لا يتكلم إليّ في مثل هذه الظروف بطريقة منظورة لكانت حياتي قد تزعزعت. وبالنسبة إلى الكنيسة الأخيرة التي كنت راعيا لها - على سبيل المثال - فقد سمعت أن الإبراشية كانت مفتوحة، فرتبت أن أعظ هناك أحد أيام الأربعاء مساءا. وقبل أن أذهب هناك للوعظ بقترة من الوقت، قمت بنهضة في المدينة "هيوستون" لمدة ثلثة أسابيع. وفي أثناء تلك النهضة، كنت أجتمع كل يوم في الكنيسة مع الراعي وأخوه (الذي كان واعظا)، للصلاة من أجل خدمات المساء. وكان كل منهما يسألني قائلاً: "ألم تُصلّ بعد من أجل الكنيسة؟" وأخيراً، صليت من أجل هذا الأمر. قلت للرب: "سأذهب إلى تلك الكنيسة في الإثنين القادم وسأعظ يوم الأربعاء. لا أعرف إن كنت تريدني أن أخدم هناك أم لا. لا أعرف إن كنت أريد أن أكون لها راعيا أم لا. ولكنني سأفعل ما يحسن في عيننك". هذا كل ما قلته. ثم سمعا صوتا يتكلم بكل وضوح، قفزت، ونظرت خلفي. ظننت حقاً أن أحد الوعاظ كان قد سمعني وأنا أصلي تلك الصلاة فقصد أن يمزح معي. لأن هذا الصوت كان واضحاً ومسموعاً جداً بالنسبة لي. قال هذا الصوت: "أنت ثاني راعي لتلك الكنيسة. وهذه ستكون آخر كنيسة تقوم برعايتها". (تستطيع أن تترجم تلك العبارة بمختلف الطرق! فقد تعطي فرصة لإبليس أن يقول لك سوف تموت، أو أنك ستُهزم. ولكن في الحقيقة كان المقصود من ذلك هو أن خدمتي ستتغير إلى حقل ومجال أوسع). وفي هذا الوقت وصل كل من الراعي وأخوه، وسألاني مرة أخرى كعادتهما: "ألم تُصلّ بعد أجل الكنيسة"؟ قلت: "هل ترقبان وتنتظران الراعي الآتي للكنيسة"؟ "آه، لو كنت تعرف تلك الكنيسة كما نعرفها نحن. لما كنت تقول هذا. فالكنيسة منقسمة إلى قسمين: قسم يؤيد والآخر يرفض. وأي راع سوف ينتخب من ثلثي الكنيسة فقط. وسنكون أمناء معك إذا قلنا أن الكنيسة لن تنتخبك راعياً لها". "لا أعلم أي شيء عن هذا، ولكنني أعلم أنني سأكون الراعي التالي لها". "حسناً، أنت لا تعرف الكنيسة كما نعرفها نحن". قلت: "كلا. ولكنني أعرف يسوع، وأعرف روح الله. وأعرف ما قاله لي". وبعدما وعظت للمرة الأولى، عرفت لماذا كان يتحرك الله بطريقة منظوره. كانت كل كلمة أقولها ترجم إليّ مرة أخرى، بالضبط كما ترجع كرة المطاط ثانية إلى الحائط. كان الوضع صعباً للغاية. ظننت أنني سأعظ ليلة واحدة، ولكنهم رتبوا لي أن أعظ لعدة ليال. في كل ليلة كنت أنتقل أنا وزوجتي وأطفالي إلى مكان مختلف للمبيت. : كنّا نقضي ليلة في منزل أحد الشمامسة: "ثم نذهب إلى منزل شماس آخر في الليلة التالية وهكذا. قال لنا أحد الشمامسة: "إذا مكثتم معي كل الوقت، فإن الآخرين يغارون ويظنون أنني في صفك، فيمتنعون عن انتخابك". تركنا كل ممتلكاتنا في السيارة. وكنّا نُخرج كل ليلة ما يكفينا لليوم التالي. كل يوم وأنا أستيقظ من الفراش كنت أقول لزوجتي: "لو لم يكن الله قد تكلم إليّ بطريقة واضحة ومسموعة، ولكنت أخذتك وأطفالي، وركبنا السيارة، وتركنا المكان دون أن أقول كلمة لأي شخص". بحسب الجسد كنت أريد أن أترك المكان.. وبحسب ذهني وفكري كنت أريد كذلك أن أترك المكان.. ولكن روحي كانت تقويني لأنني سمعت الله يتكلم إليّ بوضوح. قاموا بالإنتخاب، وحصلت على كل الأصوات. قال لي الجميع: "هذه هي أعظم معجزة في العصر - وهو أن يحصل أحد على هذا النوع من التصويت من هذه الكنيسة". كنت أعلم كل الوقت إنني سأحصل على التصويت. لأن روح الله قال لي ذلك. الحكم بالكلمة "إمتحنوا كل شيء…" (1 تسالونكي 21:5). تذكّر دائما أن تعليم الكتاب المقدس يقول أن روح الله وكلمة الله دائما في توافق. فكل ما يتكلم به روح الله إليك، دائما سيكون في توافق مع كلمته. فالناس قد سمعوا "أصواتا" وحصلوا على كل أنواع "الرؤى". لك أن تتخيل. فإن بعضا من الناس يدعون أنهم يسمعون صوتا. يمكنك، بل يجب عليك أن تحكم على هذه الأمور. فأنت تستطيع أن تحكم على مدى صحة الإختبارات الروحية وذلك في ضوء كلمة الله. منذ عدة سنوات كنا ـعظ في "كاليفورنيا"، وذلك عندما دعتني سيدة ما أنا وراعي الكنيسة وزوجته إلى منزلها للعشاء. وعندما ذهبنا إلى هناك قالت: "يا أخ هيجين، أريد أن أخبرك عن رؤيتي - أو ما أعلنا لي الرب". وقبل أن تفتح فمها لتتكلم، شعرت بشهادة روحي الداخلية أن هناك أمرا غير صحيحا. ولكن تحت إلحاحها وإصرارها وافقت أن أستمع إليها. لقد دعتنا إلى منزلها الجميل العشاء والآن ها هي تريد أن تعطي لنا "إعلانها" الخاص. بدأت تحكي الأمر كله واستمرت في الحديث لمدة عشر دقائق حتى أوقفتها لأنني لم أستطع أن أحتمل أكثر من هذا. قلت لها: "دقيقة من فضلك. ها هو الكتاب المقدس على المائدة بجانب المقعد، خذيه". ثم أعطيتها إصحاحا وآية من العهد الجديد وقلت لها أن تقرأها. قرأتها. ثم أعطيتها آية أخرى من الإنجيل وقرأتها. ثم أشرت لها إلى بضعة آيات أخرى. وكانت كل هذه الآيات التي قرأتها تتناقض وما كانت تقوله. قلت لها: "أنظري، إنني لا أستطيع إذا أن أقبل ما تقولينه. لأنه لا يتوافق مع الكلمات الكتاب. وبالتالي فإن هذا لا يمكن أن يكون روح الله". "ولكن، يا أخ هيجين، لقد رأيت هذا الإعلان وأنا أصلي على المنبر". قلت: "لا يهم، حتى ولو كنت تلين من على قبة الكنيسة. فإن هذا الأمر لا يزال غير صحيحا. لأنه لا يتوافق مع كلمة الله". "نعم، ولكنني أعلم أن الله أعطاني هذا". قلت: "كلا، إنه لم يُعطك. هذه هي كلمة الله، وما تقولينه أنت إنما يتعارض تعارضا شديدا مع تلك الكلمة. فهل تستطيعين إيجاد آية تساند وتعضد ما تقولينه"؟ فقالت: "كلا، ولكنني أعلم إنني سمعت هذا الصوت يتحدث إليّ". قلت لها: "لقد أعطيتك خمسة آيات، وبشيء من التفكير أستطيع أن أقدم لك عشرين آية أخرى تتعارض لما تقولينه". قالت: "حسنا، سواء كانت هذه هي كلمات الإنجيل أو لم تكن، فأنا أعلم أن الله قد تكلّم إليّ وسوف أتمسك بما قاله". وعندما غادرنا المكان قال لي الراعي: "لم أرد أن أقول لك شيئاً عن هذه السيدة من قبل، ولكن كانت هذه السيدة قديسة تقية لله، مشتعلة بالنار للرب. كانت بركة لكل الكنيسة. ولكنها طردت أخيرا من كنيسة خمسينية بالمدينة بسبب إصرارها في إقناع كل شخص بتلك الرؤية" نحن لا نبحث عن أصوات. ويجب أن لا نتبع أصوات. بل يجب علينا هو أن نتبع كلمة الله. كنت أعظ في أحد الإجتماعات بولاية "أريجون" في صيف 1954. وبعد الإنتهاء من إحدى الخدمات الأولى، كنت أضع يديّ على أولئك الواقفين في صف طويل للصلاة. وقبل البدء في الصلاة، كنت أسال كل واحد منهم على حدة عن السبب الذي من أجله تقدم إلى الأمام. ثم جاء الدور على سيدة كان زوجها يسندها بين ذراعيه فقال: "لقد جئنا من أجل شفاء زوجتي". وقال لي أنها تعاني من إضطراب في الذهب. لم أكن أعرف أن هذه السيدة كانت مدرسة سابقة من مدرسي مدارس الأحد بهذه الكنيسة، وأن زوجها كان شماسا بالكنيسة. ولكن عندما وضعت يديّ علينها، عرفت كل شيء عن تلك السيدة في برهة من الوقت كما تظهر الصورة على شاشة التليفزيون، وذلك عن طريق الموهبة الروحية التي تسمى بكلام العلم (1 كورنثوس 8:12). رأيت هذه السيدة في خيمة كبيرة للإجتماعات بإحدى مدن "أويجون" الكبيرة. ورأيتها وهي تجلس وسط الآلاف من الناس. لقد سمعت المبشر وهو يقول كيف تكلّم الله إليه بصوت مسموع ودعاه إلى الخدمة. إنني لا أشك في هذا. ولكن هذه السيدة لم تدرك، كيف أن هذا المبشر لم يسأل الله أن يتحدث إليه بهذه الطريقة. إن الله فعل هذا الأمر من تلقاء ذاته. ليس لنا الحق في أن نسأل الله ليكلمنا بصوت مسموع. فإذا كان الله قد قال لنا ذلك بصراحة في كلمته، لكان من حقنا جميعاً أن نطلب هذا. ولكن هذا المبشر لم يتوقع قط أن يتكلم الله إليه بهذه الطريقة - ولكن إن أراد الله أن يفعل ذلك، فهو يستطيع، وقد رأى أن ذلك مناسباً في هذه الحالة. كان هذب هذه السيدة صحيحا حتى سمعت ما قاله هذا المبشر. ولكن منذ أن بدأت تطلب من الله أن يتكلم إليها بصوت مسموع، بدأ الشيطان يتدخل. بدأت تسمع أصواتاً، دفعتها للجنون. وها هي الآن على وشك أن تأخذ ثانية لمستشفى الأمراض العقلية. لقد رأيت هذا أيضا بالروح: أن زوجها أخذها إلى نفس المبشر لتحريرها. ولكنها لم تحصل على أي تحرير. وها هو زوجها يلوم المبشر. ثم أخذها زوجها إلى مبشر آخر في منصب قيادي. ولكنها لم تتحرر، فغضب الزوج من هذا المبشر أيضاً. فعرفت أنا لن تتحرر بوضع يديّ عليها، ومن ثم سيغضب زوجها مني أنا أيضاً. فرفعت يدي مِن عليها. قلت للرجل: "خذ زوجتك إلى مكتب الراعي، وانتظر هناك. وسأتكلم معك بعدما انتهينا من صلاة الشفاء، ذهبت أنا والراعي إلى حجرة المكتب معاً. قلت لهما: "قبل كل شيء، إنني لم أت إلى "أوريجون" من قبل، ولم أر أيا منكما قبلاً. ولا أعرف ما إذا كان الراعي يعرفكما أم لا". قال الراعي: "إن هذا الزوج هو أحد الشمامسة بالكنيسة". قلت: "حسناً، إن الراعي سيقول لكما أنه لم يخبرني بشيء". ثم أخبرتهما بكل ما رأيته. قلت: "والآن، سأقول ل لماذا لم أصل لزوجتك. لأنها تريد أن تسمع هذه الأصوات". ثم قلت: "إنها ليست مصابة في ذهنها بالدرجة التي بها لا تستطيع فهم ما أقوله". فتكلمت الزوجة قائلاة: "إنني أعلم بالضبط كل ما تقوله". فقلت: "أيها الأخت، لن تتحرري أبداً إلا أردتِ أنت أن تتحررين. فكلما أردتِ الحياة بهذه الطريقة، وكلما إزداد إصرارك على سماع تلك الأصوات، فلسوف تسمعينها دائما". قالت: "إنني أريد سماع تلك الأصوات". طالما أراد الخاطئ أن يحيا في الخطية، فسيتركه الله هكذا. ولكنه إذا أراد أن يتغير، فسوف يتقابل الله معه ويُحرره. ورغم أن الشخص قد يكون مؤمنا، إلا أن هذا لا يعني أنه يفقد حريته ويكون بلا إرادة، فهو ليس إنساناً آلياً يدفعه الله بزرٍ فيفعل كل ما يريده الله منه بطريقة أوتوماتيكية. فإن الإنسان لا يزال له مطلق الحرية. فكلما أراد الأشياء أن تبقى كما هي، فسيستمر طل شيء على حاله. ولكنه إذا أراد التعاون مع الله، فإن الله سيساعده حتماً. قالت السيدة: "هذه هي الطريقة التي لمستك فيها. ولهذا لم أصلِ لك. فطالما تريدين هذه الطريقة، فلسوف تستمرين هكذا". لا تبحث عن أصوات! "ربما تكون أنواع لغات هذا عددها في العالم وليس شيء بلا معنى" (1 كورنثوس 10:14). علينا أن لا تقبل أي شيء دون أن نختبره أو نمتحنه في ضوء كلمة الله. إنني سعيد إذ قد تعلمت بعض هذه الأشياء في وقت مبكر من حياتي. لقد ذكرت إنني حصلت على شفائي وأنا صبي صغير وذلك من خلال ما قمت به من أفعال بناء على مرقس 22:11-23. لقد وُلدت بقلب مريض مشوه. لم أجر أو ألعب قط كما يفعل سائر الأطفال. كنت كريح الفراش لمدة أربعة أشهر قبل أن أبلغ السادسة عشر من عمري. أصبح كل جسمي عاجزاً مشلولاً بالفعل. كنت في حالة يُرثى لها حتى أصبح وزني 89 رطلاً. وفي ذات يوم، سألت خامس طبيب عن حالتي قائلاً: "هل هناك شيئا ليس على ما يرام في نظري أم في دمي؟ فعندما أخذ "د. ماثيز" عينة دم من أصبعي، لم يكن لونه أحمر على الإطلاق". قال الطبيب: "سأخبرك بالحقيقة، يا ابني. وسوف أفسر لك الأمر بمصطلحات بسيطة. فإن خلايا الدم البيضاء تأكل خلايا الدم الحمراء بصورة أسرع مما يمكنك تكوينها، وبصورة أسرع حتى من تدخل الطب في الأمر. فإذا لم تكن تعاني من حالة القلب، وإذا لم تكن مصاباً بالعجز أو الشلل، فإن مرض الدم هذا وحده يكون كفيلاً بأن يقضي عليك". لم أكن أعرف شيئا عن الشفاء الإلهي. ولم أكن أعرف شخصاً واحداً في هذا العالم يؤمن بالشفاء الإلهي. وعندما اكتشفت هذا الحق في الكتاب المقدس، إعتقدت إنني اكتشفت شيئاً لم يعرفه أحد من قبل. فتصرفت من منطلق كلمة الله وحصلت على الشفاء. إن أفراد عائلتي من النوع الذي يُسمّى بالمسيحيين الشكليين. إنهم مؤمنين أطفال. لقد حصلوا على الخلاص، ولم يتعلموا ما هو أبعد من ذلك. كانوا يجهلون ما يتعلق بالشفاء في كلمة الله. (لقد علمتنا الكنيسة بأن الله يستطيع أن يشفي إذا أراد. وقد علمنا البعض الآخر بأنه لا يريد أن يشفي فحسب، بل إنه لا يستطيع أن يشفي). ولذلك فعندما بدأت ألاحظ أشياء محددة في الإنجيل، وبدأت أتحدث بها لعائلتي، حاولوا إثباط عزيمتي. فتملكني شعوراً قوياً بأن أقضي وقتاً مع الإنجيل وأن أحتفظ بهذه الأمور لنفسي. لم يكن هناك أحد في الحجرة عندما حصلت على شفائي. لقد وقفت وبدأت أسير في الحجرة لمدة يومين قبل أن أخبر أمي. قلت لها: "من فضلك إحضري لي ثياباً، (لم أستهلك أي شيء منذ ستة عشراً سوى ملابس النوم). فإنني سوف أقوم لأتناول طعام الإفطار على المائدة هذا الصباح. "آه، يا ابني، هل تعلم ما تفعل"؟ مضى من الوقت خمسة وأربعون دقيقة وأنا أحاول جاهداً إقناع أمي لتحضر لي الملابس. كنا نسكن مع جدي وجدتي. وقد أخبرت أمي أن لا تخبر باقي أفراد العائلة. إستيقظ جدي مبكراً وجلس على الأرجيحة بالخارج. ثم توجه إلى حجرة الطعام في مؤخرة المنزل، كان ذلك في الساعة السابعة والنصف صباحاً. فحياة جدي تسير وفقاً لجدول منظم دقيق للغاية. كانت حجرة نومي نقع في مقدمة المنزل. وفي السابعة والنصف صباحاً من شهر أغسطس، سمعت صوت حركة تلك الأرجيحة. سمعت خُطى أقدامه وهو يسير متجهاً إلى مؤخرة المنزل. كنت في ذلك الوقت مرتدياً ملابسي، وجالساً على مقعد بحجرتي. أعطيت لهم بعض الوقت ليجلسوا على المائدة. ثم خرجت من حجرتي، ماراً بحجرة أخرى، ومنها إلى حجرة الطعام. لم يتوقعوا هذا. نظر إليّ جدي، ذلك الرجل الذي قلّ ما يتكلم وقال: "هل قام الميت؟ هل قام لعازر؟" قلت: "نعم، الرب أقامني". ثم طلب مني أن أصلي وأطلب بركة الرب على الطعام، فصليت. ثم تناولنا الطعام. لقد تناولنا الطعام سريعاً لأننا لم نتحدث كثيراً، فقد اعتدنا جميعاً أن لا نتكلم على مائدة جدي وخاصة الأطفال الصغار. وبالفعل، انتهينا من الطعام في أقل من خمسة عشر دقيقة. رجعت إلى حجرتي. كانت الساعة الثامنة إلا عشر دقائق. وكنت أعرف أن أمي ستدخل إلى الحجرة في حوالي الثامنة لترتب الفراش. كنت دائماً مستلقياً على الفراش وهي تحممني. لقد غسلتني بالماء منذ يومين، ذلك اليوم الذي حصلت فيه على شفائي. ولكن في صباح يوم الخميس هذا، وبالرغم من أن نبضات قلبي كانت تدق بانتظام، إلا أنني كنت أشعر بضعف بسبب بذل طاقة كبيرة. فكرت في نفسي وقلت: "سأستلقي على الفراش لأسترح حتى تأتي أمي لتنظف الحجرة. ثم أذهب إلى جدي وأجلس معه على الأرجيحة. كنت في أن أذهب إلى المدينة في الساعة العاشرة". تمددت على الفراش ونمت مدة عشرة دقائق. استيقظت فجأة في تنام الثامنة. ظننت أن أمي بالحجرة. ولكن لم تكن هي بل كن شخص ما بالحجرة. لم أره، ولكنني سمعت صوته - كان صوته مسموعاً بالنسبة لي. كان الصوت بطيئا، عميقاً وعلى وتيرة واحدة، وكان يقتبس آيات من الكتاب المقدس. قال: "لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل". ثم توقف الصوت. ثم قال الصوت: "وأنت سوف تموت حتماً اليوم". ليس كل صوت هي صوت الله. كان الصوت الأول الذي سمعته هو صوت الشيطان، ولكنني لم أدرك هذا آنذاك، بل ظننت أن الله هو الذي كان في الحجرة. جلست على الفراش. كانت الأفكار تتوالى إلى ذهني أسرع من طلقات المسدس. كنت أعلم أنه مكتوب في رسالة يعقوب "لأنه ما هي حياتكم. إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل" (يعقوب 14: 4). كنت أعلم أن هذه الآيات من الكتاب. وكنت أعلم أن الرب أخبر إشياء النبي ليقول لحزقيا: "أوصي بيتك لأنك تموت ولا تعيش" (إشعياء 1:38). إيضاً في شهور الأولى التي كنت فيها طريح الفراش، وقبل أن أعرف شيئاً عن الشفاء الإلهي، كنت أصلي بالطريقة الوحيدة التي أعرفها. أقرّ الأطباء بأنني سأموت حتماً، وأنا من جهتي قبلت هذا الأمر، ثم صليت قائلاً: "يا رب، دعني أعرف وقت مماتي مسبقاً، حتى أستطيع أن أودّع كل شخص". لذلك عندما سمعت هذا الصوت يتحدث إليّ، فكّرت في نفسي وقلت: "إن الله قد تحرك بهذه الطريقة فوق الطبيعية ليخبرك بأنك ستموت وبذلك يُتيح لك الوقت لتودع كل شخص. إن الشفاء الإلهي هو أمر صحيحاً. لقد شفيت. (فالشيطان لا يستطيع أن يشككني في هذا الأمر. لأنني أخذت كلمة واضحة من الله). إن أسرتك تعلم أنك شفيت. فهم يرون ذلك بأعينهم. ولكن تذكر أن الإنجيل يقول: "وكما وُضع للناس أن يموتوا مرة". وقد أتى الوقت الذي ستموت فيه. فأنت ستموت اليوم". تركت الفراش وبدأت أتجول في الحجرة على أطراف أصابعي (ظننت أن الله كان موجوداً بالمكان) ثم جلست على مقعد بجانب النافذة. مكثت هناك من الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة الثانية والنصف ظهراً. منتظراً اللحظة التي سأموت فيها. وفي حوالي الساعة الثانية والنصف، وبينما كنت لا أزال جالساً على ذات الكرسي، شعرت ببعض الكلمات تخرج من داخلي. لم أكن أعرف عندئذ ما أعرفه الآن. ولكنني كنت مولوداً من الروح. والروح القدس كان داخل روحي، وهو ذلك الشخص الذي كتب الكتاب المقدس. فرجال الله كتبوا الكتاب المقدس مسوقين بروح الله. والروح القدس يعرف كل ما هو مكتوب في هذا الكتاب. ولأنه كان موجود فيّ، فروحي بالتالي كانت تعرف بعض الأشياء التي يعرفها الروح القدس. ومن ثم كانت هذه الكلمات تخرج من داخلي وتجيء إلى ذهني على النحو التالي، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. لم أستمع إلى تلك الكلمات. ولكنني كنت أشعر بها وهي تخرج من داخلي. إلا أنني كنت في هذا الوقت لا أزال جالساً منتظراً لحظة الموت. وللمرة الثانية، خرجت تلك الكلمات من داخلي وجاءت إلى ذهني، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. إلتقطت تلك الكلمات وأخذت أسترجعها في ذهني مرة واثنتين. ثم فكرت قائلاً: "نعم، ولكن الله تحرك بطريقة خارقة للطبيعة ليخبرني بأنني سأموت اليوم". وعندما بدأت أفكر بذهني في تلك الأمور، إختفت تلك الكلمات. وبينما كنت جالساً، جاءت إليّ تلك الكلمات للمرة الثالثة، وشعرت بصوت داخلي يقول، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. ثم أخذت تلك الكلمات وبدأت أرددها في ذهني. ثم قلت هامساً: "نعم, ولكن الله تحرك بطريقة خارقة للطبيعة ليخبرني بأنني سأموت اليوم". ومرة أخرى، عندما بدأت أفكر في تلك الأمور، إختفت تلك الكلمات من داخلي. وفي المرة الرابعة، تكلم إليّ الروح القدس بصوت أقوى. قفزت من المقعد إذ شعرت بأن شخصاً ما يتحرك خلفي. قال الروح القدس: "من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي". سألت: "من قال هذا؟" أقصد، من الذي يتحدث إليّ في الحجرة؟ أجاب الصوت وقال: المزمور الحادي والتسعون". كان كتابي المقدس موضوعاً على الأرض أسفل المقعد الذي كنت جالساً عليه طوال اليوم. لم أكن حتى قد التفت إليه. ولكنني أخذته وبدأت أقرأ المزمور الحادي والتسعون، لما وصلت إلى نهايته وجدت بالتأكيد تلك الآياة: من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. (آية 16). ولكن هل تعتقد أن الشيطان سيستسلم بتلك السرعة؟ كلا، لقد سمعت صوتاً آخر - وقد شعرت وكأن صاحب الصوت يجلس على كتفي - يتحدث إلى أذني وذهني ويقول: "نعم، ولكن هذا كان مكتوباً في العهد القديم لليهود وليس للكنيسة". جلست هناك وبدأت أفكر للحظة. ثم قلت: "إنني أعرف ما سأفعله. سأستعين بالشواهد الكتابية. فإذا وجدت أي شواهد في العهد الجديد تؤيد هذا الأمر، سأعرف عندئذ أن هذه الآية تتعلق بي وبالكنيسة". بدأت بالمزمور الحادي والتسعون من آية "من طول الأيام" ثم قادتني تلك الآية إلى سفر الأمثال. بدأت الكلمة تعطيني إستنارة. بدأت أفهم من سفر الأمثال أن الصوت الأول المسموع هو لا يمكن أن يكون صوت الله. كان الصوت مقتبساً من عبرانيين 27:9 "وكما وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة" ولكنني ترجمت هذه الآية بطريقة خاطئة. ولأن إبليس كان يعلم تماماً إنني لا أعرف كلمة الله بشكل أفضل له وقتاً محدداً ليموت فيه". وأنت تسمع الكثير من الناس يقولون ذلك كل الوقت. حتى إن المؤمنين أنفسهم الذين وُلدوا ثانية وامتلأوا بالروح يقولون: "عندما يحين وقت موتك فحتماً ستموت". وهذا ليس صحيحاً، فأنت ليس لك توقيتً معيناً تموت فيه. ثم بدأت أقرأ في سفر الأمثال مراراً وتكراراً عن أنه إذا فعلت أشياء محددة، فستقصر أيامك. وإذا فعلت أشياء أخرى فستطول أيامك على الأرض. علمت أن كلمة الله على حق. علمت أيضاً أن الصوت الذي سمعته رغم إستشهاده بآية من الإنجيل إلا إنه لم يكون صوت الله، لأنه لا يتفق مع كل ما هو مكتوب في كلمة الله. واصلت بحثي في قرائن وشواهد ومراجع أخرى من الكتاب المقدس حتى وصلت إلى أفسس 1:6-3، ثم رسالة بطرس الأولى والثانية. ثم وجدت أن بولس وبطرس قد استشهدا بآيات العهد القديم فيما يختص بطول الحياة (1 بطرس 8:3-12، 2 بطرس 3:1). قفزت من المقعد ممسكاً الإنجيل بيد واحدة وقابضاً عليه بيدي الأخرى. ضربت الأرض برجلي وقلت:"يا إبليس أخرج من هنا. فأنت الذي كنت تتحدث إليّ, أنت الذي كلمتني بذلك الصوت الخارق للطبيعة. أريدك أن تعرف إنني لن أموت اليوم! ولا غداً! ولا بعد أسبوع! ولا بعد شهر! ولا بعد عام! ولا بعد خمسة أعوام. ولا حتى بعد عشرة أعوام! ولا بعد خمسة عشر عاماً! ولا بعد عشرون عاماً! ولا بعد خمس وعشرون عاماً! ولا بعد ثلاثون عاما! ولا بعد أربعون عاماً! ولا بعد خمسون عاماً ولا بعد خمس وخمسون عاماً!" تقول كلمة الله: "من طول الأيام أشبعه" (مزمور 16:91). إنني سوف أعيش حتى أشبع! |
||||
10 - 02 - 2013, 07:13 PM | رقم المشاركة : ( 2502 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال لي الروح أن أذهب The Spirit Said to Me To Go "كان في أنطاكية في الكنيسة هناك أنبياء ومعلمون برنابا وسمعان الذي يدعى نيجر ولوكيوس القيرواني ومناين الذي تربى مع هيررودس رئيس الربع وشاول. وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أعمال 1:13-2). من المهم قبل كل شيء، أن تدرك الظروف التي يتحدث الروح القدس من خلالها. "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس…". إنني مقتنع بأننا في إحتياج لخدمات نخدم بها الله. لأننا في كثير من الأحيان نحن فقط نقوم بخدمة بعضنا البعض. دراسة الكلمة شيء جيد، ونحن نحتاج إليه. والتسبيح والترانيم الخاصة حسنة أيضا. ولكن في أوقات كثيرة نجد أنفسنا لا نرتل للرب بل نرتل لإرضاء الجموع. ليتنا نعقد إجتماعات نخدم فيها الرب وننتظر أمامه. ففي مثل هذا الجو فقط يمكن أن يتحدث الروح القدس إلينا. كانت هناك مجموعة تتكون من خمسة خدام. ولا أعلم كيف كان الروح القدس يتحدث إليهم. قد يكون بينهم واحد من الأنبياء يتكلم وبوضوح. وأنا متأكد آنذاك أن الجميع كانوا يسمعون ويتفقون على أن الروح القدس هو الذي يتكلم. قال الروح القدس: "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أعمال 2:13). قال بطرس: "…فقال لي الروح أن أذهب…" (أعمال 12:11). بعدما خدمت لعدة سنوات، كاد الموت أن يجتاح جسدي سريعاً. إني أشعر بقدوم الموت، فلقد متّ وعدت للحياة مرتين. وبذلك فقد ذقت طعمه من قبل. ففي الحقيقة، كنت على وشك الوقوع بين ذراعيّ الموت، حتى حلّ روح الله عليّ ورفعني إلى فوق. سمعت صوتاً مسموعاً يتكلم إليّ. أؤمن أنه كان صوت يسوع. علمت أن الروح القدس هو الذي كان يتكلم عندئذ. لقد ناقشنا من قبل كيف أن الروح القدس لا يتحدث من نفسه، بل يتكلم بكل ما يسمع به. وهكذا فإن الروح القدس قد سمع الله أو يسوع يقول هذا، فردد تلك الكلمات. كان الصوت شبيه بصوت الإنسان. قال: "لن تموت بعد، بل ستحيا. أريدك أن تذهب لتعلّم شعبي الإيمان، كما علمتك إياه من خلال كلمتي. لقد سمحت لك أن تجوز إختبارات معيّنة. فأنت قد تعلمت الإيمان من خلال كلمتي والإختبارات التي مررت بها. فالآن إذهب لتعلّم شعبي ما قد علّمته إياك. إذهب وعلّم شعبي الإيمان". وفي اللحظة التي توقف فيها هذا الصوت، كنت في أحسن حال. حاولت جاهداً أن أكون مطيعاً لهذا الصوت السماوي. وهذا هو السبب الذي لأجله أعلّم كثيراً عن الإيمان. وسأشير الآن مرة أخرى إلى الوقت الذي فيه ظهر يسوع لي. كان ذلك في "الباسو" بولاية "تكساس" عام 1959. قال لي في هذه الرؤيا: "إذهب علّم شعبي كيف ينقاد بروحي". لم يكن في مقدوري فعل ذلك. ولكنني سأعلّم عن هذا من الآن فصاعداً. وهذا هو الغرض من كتابة هذا الكتاب. |
||||
10 - 02 - 2013, 09:21 PM | رقم المشاركة : ( 2503 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دموع المحبة...
"دموع المحبة" المحبة دمعة، والدمعة حنان، والحنان تفانٍ، والتفاني بذلُ الذات بلا مقابل. دمعة المحبة فيض من ألم في خضمّ الحنان. شعاع العطف في حنايا الخلود، قطرة من عمق الذات السامية. دموع على وجنات يسوع، انعكست على صفحاتها محبة أبدية لُفَّت بحبال الرحمة، وتدفَّقت على أورشليم العاتية المتمردة – "تراءى لي الرب من بعيد: ومحبة أبدية أحببتكِ، من أجل ذلك أدمتُ لكِ الرحمة" (ارميا 3:31). دمعة الحنان على جلمود... كآبة المحبة على صخر... أمل في حنايا الوجود ضاع... مدنية في غياهب الظلام غرقت... وشعب في حبائل الشر تكبّل. يا أورشليم: جئتكِ جوهر المسامحة وعربون الغفران– سحق الذات والأنانية في شريعتي، وانبعاث الحياة والقوة على شفتيّ، وابتسامة المجد على ثغري.. كم سرت في شوارعك أنثر الخير والبركة؟ كم سكبت دموعاً في جبل الصلاة من أجلك؟ كم انطلق سهم المحبة من فؤادي يغدق العطاء ويعطي الحياة لأبنائك؟ كم سطرتُ على تاريخك خلاص خطاة.. وكم مددت يداً مليئة بالحنان والعطف.. وكم أردت تمجيدك على الجبال المقدسة لكنك رتعتِ في الحضيض. أردت طي شرّك بين قرطاس التاريخ، وطمر إثمك وخطاياك في أعماق الفناء، وأن أرفعك على جناح الطهارة، وأَسِمُكِ بِسِمَةِ السماء، مدينة جديدة!! لكن في معمعة المحبة والصمت انبعث صوت أبنائك يشنف آذانك ويمزق ستار البراءة "اصلبه، اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا". أردت رفعك إلى السماء، والسير بكِ في مواكب الأمجاد والنور، فانحدرتِ إلى الجحيم وتسكعتِ في دياجير الظلمة والعذاب. عندما حلمتُ بالمحبة ولدتِ عند آفاق الأزل– عندما انطلق سهم الحب الأسمى في فناء الروح كنتِ الهدف– وفي عراكٍ مرير بين العدل والرحمة، والحق والحنان، زرتك على أعطاف الفقر والآلام، ومن غضبة الإله العادل انتشلت لك صكّ البراءة، ورسالة الغفران، التي خطّتها عروقي على سواعدي في نجيع الطهر والقداسة. في تيار النسيان محوت آثامك، وفي نهر الموت غسّلت أدران قلبك، فاندثرت في الأجيال المتعاقبة. بنيتُ أسوارك على أسس السمو وأدخلت شعبك في أبدية فسيحة.. عشت على أرضك مأساة المحبة وختمتها بأمثولة عليا تنطق بقطرات دمي.. رصّعت جبينك بلآلئ العفة وزركشت ذراك بدرس الإنسانية القيّم... درس عنيد كالأزل، صمود كالأبد، متجبر كالسرمدية، وسوف تُمحى الأرض، وتزول الكائنات، وتنطوي الأزلية في رحاب الأبد، وأمثولتي وجود دهري تطفر على أحضانها النفوس الطهورة، مترنمة بألحان شرودة راحلة من دموع الوجود إلى بسمة النور على ثغر الآب - أيتها العاتية بإثمها، السافرة بشرِّها على جنبات الطريق، الناشرة عارها في زوايا الخفاء - كنتِ رمزاً على لسان أنبيائي في دورة الزمن، وارتسم خيالي في خطوات المرسلين إليك، فقتلت الأنبياء في مقدسي، ورجمتِ المرسلين في شوارعك - أرسلتُ عبيدي فلم يكن منك إلا تشريد وتعذيب - أرسلت إليك شراع النجاة في رسالة الوحي فكانت جروح وضروب. وفي البستان، في جبل البكاء والصلاة، جبل التأوّهات والحسرات.. جبل الدماء.. جاهدت من أجل خلاصك فاهتزّت أساسات السماء لكي أفديك بذبيحة الصليب الكاملة... هناك أرسلتِ إليّ رعاع القوم - يحملون خطية القلب، وتمرُّد الضمير، وتحجُّر الفكر وقيادة الشخصية العمياء. هرعوا نحو شخص سخر المحبة عطفاً، وجعل الأرض موطئاً، والقلب مسكناً هذا الذي وقف في الثغر لكي يرفعكِ لتنشدي أنشودة السماء اللانهائية - وفي حشرجات الحياة وجسارة الموت سكبتِ في أعضائي حنظلاً في شعاب الجلجثة، طريق الصليب، طريق الخلاص، نكستِ رأسي نحو التراب وثقّلتِ شرّكِ بصليب... لكن أزكى شهادة سأودّيها على قمّتك، وصرح رسالتي سأبنيه على أنقاض آثامك.. يا أورشليم!... يسوع المسيح يحب الجميع |
||||
12 - 02 - 2013, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 2504 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فهو يحبك اكثر مما تحب نفسك من منا لم يخطأ خطايا فى نظره بشعه واكبر من ان تحتمل .. وتنغصنا كل يوم .. من منا يظهر للمجتمع غايه فى النبل والاحترام والكرامه .. وهو يعلم انه بأعماله لا يكون شيئاً .. المرآه التى امسكت فى ذات الفعل ... لم تكن فقط تعانى من الم الخطيه .. وانما ايضاً الم العار .. والذل والفضيحه .. لم تكن هى فقط من تؤنب نفسها ..انما ايادى والسنها كثيره امتدت اليها بالسوء .. تخيل معى ولو للحظه ان خطيئتك هذه كانت انكشفت للجميع .. كيف سيكون شعورك حينئذ .. ؟ ولكن لان مسيحنا مراحمه واسعه .. فلقد سترك رغم ذلك .. واعطاك الفرصه لتتوب .. وتعود تتحد به من جديد .. فهو يحبك اكثر مما تحب نفسك ومراحمه اوسع من مراحمك لذا استطاع ان يغفر لك رغم عدم مغفرتك لنفسك .. ولكن .. ان كنت لا تستطيع .. فأعطه خطيتك وقل له انها اقوى من احتمالك .. ولكنك يا من احتمل الصليب ستحتملها .. اعطه عقلك وقلبك وماضيك وحاضرك .. واسمح له ان يسير معك فى مستقبلك .. لا تتذكر خطيئتك .. بل تذكر مغفرته .. لا تذكر المجتمع .. بل ستره .. لا تذكر ادانتك لنفسك .. بل رحمته واهزم شيطان الذنب برحمة ربنا يسوع |
||||
12 - 02 - 2013, 08:36 PM | رقم المشاركة : ( 2505 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طال إنتظارى لجلوسك معى!
+ساعات خلوتك معى هى كنز، أحفظه لك فى مخازنى . + فى لحظات خلوتك أشرق عليك بنورى، وأقودك الى عرشى. +لقد طال انتظارى لجلوسك معى. ملائكتى وكل الطغمات السماوية لن تشغلنى عنك. انسحب من كل شئ ، وتعال لتجلس معى على انفراد . أود أن تعطينى نفسك كلها ، قلبك كله ، فكرك كله ، أريدك أنت بكلك. + قدر ماتكون أمينا فى انسحابك إلى لتهبنى نفسك، تكتشف أننى أعطيك نفسى. أنت لى وأنا لك ، ياشهوة قلبى . + تعال اجلس معى فى خلوتك . معى مفتاح قلبك وفكرك وكل أعماقك. أفتح وأدخل ، وهناك أسكب حبى وأودعك حكمتى ، وأهبك معرفتى، وأملأ مخازنك بكنوز ! +تعال يا ابنى اجلس معى ، فإنى مشغول بك شخصيا ، لا بالأشياء التى حولك . أريدك أن تنشغل بى أكثر من اهتمامك بعطاياى. تعال فأقتنيك لى ، عندئذ أدبر كل أمورك. من كتاب صوت حبيبى يناجينى : أنت موضوع حبى ! للقمص تادرس يعقوب ملطى |
||||
12 - 02 - 2013, 08:40 PM | رقم المشاركة : ( 2506 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" ... تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد " 2 تيم 4: 2 المشكلة النصية يبدو أن الآية أعلاه تتحدث عن أمور رئيسية ومحطات هامة من حياة المخلص؛ إلا أنه ومع وضوح بعض الكلمات من جهة معرفة المقصود منها إلا أن بعض العبارات وعلى وجه التحديد: " تبرر في الروح،" "تراءى لملائكة " تبقى محاطة بشيء من الغموض الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من التبصر والتعمق في دراسة المقطع الكتابي لمعرفة المعنى الذي قصده بولس الرسول. من المعروف أن هذه العبارات الأخيرة قد وجدت لها تفسيرات عديدة تراوحت فيما بينها، فما المقصود بالروح؟ وما هو التبرير؟ ومتى تبرر المخلص بالروح؟ وما أو من الذي تراءى لملائكة؟ ومن هم الملائكة؟ هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها بشيء من الاقتضاب غير المخل. أقوال الآخرين عن المشكلة النصية هناك من يرى أن المسيح تبرر بالروح من حيث: أنه ثبت شخصه وعمله بالمعجزات التي عملها وبالمعجزات التي عملها الرسل والمؤمنون باسمه. وهناك من يرى أنها قيامة المخلص التي قصدها بولس من كلماته " تبرر في الروح " حيث أنه قام من الأموات بقوة الروح القدس الأمر الذي أثبت بصورة جازمة كونه ابن الله كما ادعى في حياته على الأرض. والبعض يرى ان للروح القدس دور كبير في خدمة المسيح منذ البداية وبشكل مستمر فلا بد إذاً أن يكون الروح القدس هو المقصود بالروح. يقول البعض بأن الروح القدس برهن في كل الأحداث المتعلقة بالمسيح من جهة الميلاد والمعمودية والقيامة وغير ذلك أن المسيح هو بالحقيقة ابن الله الحي الظاهر في الجسد، فالروح القدس كان يبرر أي يصادق ويقنع ويبرهن على حقيقة المسيح من جهة كونه ابن الله المتجسد لخلاص العالم. أما من جهة أنه تراءى لملائكة: فالبعض يقول أنهم ليسوا كائنات روحية لا تُرى أي الملائكة، بل هم رسل بشريين أي رسل المسيح الاثني عشر وكل الذين حملوا رسالة الخلاص والقيامة للعالم وهم الذين شاهدوه قبل وبعد القيامة. والبعض الآخر يرى انهم الملائكة الروحيين الذين ظهروا للمسيح في أكثر من مناسبة وخاصة وسط الآلام والضيقات والتجارب ليخدموه ويقوه. وهناك من يرى أن الملائكة أشرارها وأخيارها شاهدوا المسيح وخاصة بعد قيامته وانتصاره على الموت. وهناك من يرى أنهم الملائكة الذين كانوا عند القبر معاينين للقيامة ومخبرين النسوة بأن ينقلن للتلاميذ خبر قيامة المسيح من بين الأموات. التحليل الكتابي للنص والاستناج من الواضح أن بولس الرسول يتكلم عن الله الظاهر في الجسد منذ ولادته ( تجسده ) إلى الوقت الذي فيه ارتفع عن أعين التلاميذ إلى السماء ( رفع في المجد ). ومن هذا نستنتج منطقياً أن الكلام الذي بين " الله ظهر في الجسد " و" رفع في المجد " قد تحقق كله من خلال حياة المسيح على الأرض. بالرجوع إلى معنى الكلمة " تبرر " نرى بأنها تشير إلى التزكية والمصادقة على الشيء وإظهار كون شخص أو شيء ما خالياً من العيوب والنقائص التي تلصق به جزافاً وبهتاناً، وبريئاً من أي اتهامات ضده، وهذا الأمر هو الذي جرى مع المسيح تماماً في حياته فكان الكثيرون من الأشرار من الفريسيين والكتبة واليهود وغيرهم من من استخدمهم الشيطان ينطقون بالوشاية والافتراءات والاتهامات المختلقة ضد المسيح من جهة، مثلاً، كونه يدعي أنه هو ابن الله وأنه هو الله، وكونه كاسر السبت، وأنه أكول وسكير، وأنه ناقض هيكل الله، وأنه غافر الخطية وهو إنسان عادي، وإلى غير ذلك من الاتهامات والافتراءات؛ وفوق ذلك الاتهام والهجوم العنيف الذي تلقاه المسيح من اليهود خصوصاً عند الصليب عندما طالبوه بأن يبرر كونه المسيح وذلك بأن يخلص نفسه من موت الصليب وأن يخلص اللصين معه، فكان هذا أقوى وأخر اتهام وجه للمسيح قبل موته أخيراً على الصليب. وبهذا نفهم أن التبرير كان بالقيامة التي بينت ليس لليهود وحسب بل كذلك للشيطان وأعوانه أنه انتصر على الموت وعلى الخطية وعلى إبليس نفسه بالقيامة ظافراً منتصراً وبالتالي بين أنه كان باراً وصادقاً في كل ما قال وادعى وأنه هو المسيح الموعود به والذي تنبأ عنه العهد القديم من خلال النبوات وعلى رأسها موت المسيح وقيامته. من هذا نفهم وبحسب الكتاب المقدس أنه تبرر، خصوصاً وبشكل محدد، بقيامته المجيدة والتي كانت بقوة الروح القدس ( رومية 1: 4 ). أما من جهة أنه تراءى لملائكة، فاعتقد أن الإشارة هي إلى الملائكة الذين كانوا عند القبر معاينين قيامة الفادي ومثبتين حقيقة قيامته كشهود يبررون ويصادقون على المسيح وأقواله، معطين البشارة للنسوة لينقلوها للتلاميذ لتنتقل هذه البشارة تباعاً للعالم كله من خلال الرسل وكل المؤمنين بقوة الروح القدس الذي أقام يسوع المسيح من بين الأموات. |
||||
13 - 02 - 2013, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 2507 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتظار القيامة قيامة الأجساد حقيقة من الحقائق الكبرى التي تنتظرها نفوسنا إذ هي قاعدة إيماننا ورجائنا بل هي إيمان جميع الأمم والشعوب وهى الأساس العظيم الذي بُنِيَت عليه الأديان حتى الوثنية، وعلى هذا الإيمان نشأنا وبهذا الرجاء نحيا ونموت ونُبعث أحياء في دار الخلود. وإذا راجعت أقوال رجال الله وتعليم الوحى التي أوردناها عن القيامة اتضحت لك هذه الحقيقة وقد دُعيت القيامة قيامة الأجساد حذراً من توهم فناء النفس وموتها مع الجسد ثم يقوم كلاهما معاً في يوم القيامة. لأنَّ الوحى يُعلِّمنا أنَّ الإنسان مُؤلَّف من جزئين أحدهما النفس الناطقة الخالدة والآخر الجسد الكثيف المأخوذ من تراب الأرض. فبالموت ينحلّ كيان الجسد ويعود إلى عناصره الأصلية. أمَّا النفس فإنَّها تبقى إلى الأبد لا تفنى ولا تتلاشى. لذلك قال سليمان الحكيم "فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجعُ الرُّوحُ إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَا" جا (7:12) ونتعلَّم من الكتاب أنَّ نفوس الأبرار تنتقل بعد الموت إلى الفردوس وتكون مع المسيح لتأخذ عربون السعادة والمجد (مت46، 34:25، لو22:16، لو43:23، يو26:11، يو3:14، 2كو5: 1ـ8، فى23:1، 1تس10:5) وتبقى نفوس الأشرار في سجن الظلام محفوظة إلى حكم اليوم العظيم (مت46، 41:25، لو24، 23:16، يه7، 6:1، 1بط19:3، 2بط9:2) وأمَّا نصيب النفس من السعادة الكاملة أو العقاب الكامل فلا يكون إلاَّ بعد أنْ تلبس النفوس أجسادها وتقوم في يوم القيامة. وقد ورد في العهدين القديم والجديد ذكر قيامة البعض من الموت كإقامة إيليا ابن الأرملة 1مل (17: 22ـ24) وإقامة أليشع ابن المرأة الشونمية 2مل (4: 32ـ37) وإقامة المسيح لعازر بعد أربعة أيام يو (44، 43:11) وإقامة ابنة رئيس المجمع مت (9: 23ـ25) وابن الأرملة لو (15، 14:7) وإقامة بطرس الرسول طابيثا بعد موتها أع (40:9) وإقامة بولس الرسول الشاب أفتيخوس أع (20: 9ـ12) وذلك لكي تتأكد حقيقة القيامة. وبما أنَّ النفوس غير مائتة وميَّالة من طبعها إلى البقاء في الأجساد البشرية لأنَّها جزء من الإنسان فيُعتبر افتراقها عن الأجساد مُخالفاً لطبيعتها فلا يُمكن أنْ يكون مؤبَّداً بل لابد من رجوعها واتحادها بأجسادها يوماً ما. وقد أقام مخلصنا الحجة على الصدوقيين وأثبت لهم القيامة بخلود الأرواح بقوله له المجد "وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْقَائِلِ: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ" مت (32، 31:22) وقد كتب بولس الرسول إلى أهل تسالونيكى يقول "حَتَّى إِنَّنَا نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ اللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا، بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا. إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِنْدَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا، وَإِيَّاكُمُ الَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا، عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ" 2تس (1: 4ـ7) فالبشر لا يحظون بالسعادة كاملة حاوية جميع الخيرات طالما استمرت النفس مفترقة عن الجسد لأنَّه كما أنَّ كل جزء انفصل عن الكل هو ناقص لا محالة، هكذا النفس المفترقة عن الجسد، . فينتج من ثَمَّ أنَّ لابد من قيامة الأجساد حتى يستوفى الإنسان كله حظه من السعادة الكاملة. لهذا قضى عدل الله أنْ يُعَيِّن يوماً فيه يدين المسكونة بالعدل حيث يُلاقى كُلٍ مكافأته بحسب ما صنع. فستعود تلك الأجساد البالية التي عفت آثارها واندثرت تحت التراب طويلاً ويُسلِّم البحر الأموات الذين فيه. ويُسلِّم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ويُدان كل واحدٍ بحسب أعماله رؤ (13:20). انظر إلى هذه الحياة تَرَ كثيرين من الأشرار متمتعين برغد الحياة ورفاهية العيش، غارقين في شهوات ولذَّات مختلفة. بينما تَرَ أكثر الأتقياء مضنوكين متوجعين يُلاقون البلايا المتعددة والآلام المختلفة. انظر أيضاً تَرَ منظراً أرهب وهو أنَّ الفضيلة منزوية مختفية والرذيلة قائمة منتصرة. فكيف يكون الله عادلاً لو لم يُعَيِّن يوماً فيه تُكلَّل الفضيلة بتاج الفخر والمجد. وتُعاقب الرذيلة ويظهر خزيها وينفضح عارها. ستكون إذاً قيامة "فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ" يو (29:5) ستكون قيامة كى تنتصر الفضيلة وتُعاقب الرذيلة ويظهر البرّ ويخزى الإثم. ستكون قيامة كى تكون التزكية ونيل إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه يع (12:1). ستكون قيامة كى نُعاين مجد الرب بوجهٍ مكشوف حين يُرفع الحجاب ونتغير إلى تلك الصورة من مجد إلى مجد كما من الرب الروح 2كو (18:3) ستكون قيامة كى يُضئ الفاهمون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البرّ كالكواكب إلى أبد الدهور دا (3:12). هذا هو الرجاء الذي به نحيا ونسير على نوره في سلوك طريق الفضيلة لأنَّ الزارع على رجاء أنْ يحصد والمجاهد يجاهد على رجاء أنْ ينال إكليل الظفر والنصر. قال الرسول "وَلِمَاذَا نُخَاطِرُ نَحْنُ كُلَّ سَاعَةٍ؟ إِنِّي بِافْتِخَارِكُمُ الَّذِي لِي فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا، أَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ. إِنْ كُنْتُ كَإِنْسَانٍ قَدْ حَارَبْتُ وُحُوشًا فِي أَفَسُسَ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ لِي؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ، «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!»" 1كو (32، 30:15) وقال "وَلكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا! إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" 1كو (15: 12ـ20) وقال "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ" 1كو (52، 51:15). التفتوا إلى مشهد هذه الحياة فماذا ترون فيها من السعادة؟ أليست هي كمسرح تُمثل فيه كل يوم بل كل ساعة فصول محزنة مؤلمة. وأدوار مؤثرة مبكية من ظلم وسحق واغتصاب. كم من الدموع التي تُذرف. وكم من الأنَّات التي تتصاعد من القلوب. وكم من الأوجاع التي يتألم بها بنو البشر. لا نزال نسمع بزلازل وزوابع وعواصف وبراكين تُخرب ممالك برمتها وحروب يفنى فيها أعزّ الرجال. يوجد بلاء في البحر وشقاء في البر، وموت جشع لا يشبع يُرسل رسله إلى القصور المنيعة الباذخة كما يُرسلهم إلى الأكواخ الحقيرة. لا يزال العالم يرسل لنا حسكاً وشوكاً من الأتعاب والبلايا. هوذا البكاء والنحيب والأنين وزفرات الألم التي تتصاعد من القلوب كل يوم تشهد أنَّ لا سعادة في هذه الحياة. فلو حُكِمَ علينا أنْ ندوم إلى الأبد على هذه الأرض بدون رجاء بحياة أخرى يسكن فيها البرّ ونجد فيها السعادة والراحة الأبدية لحُسبت هذه الدنيا كسجن مؤبَّد للعقاب أو كمنفى عذاب للمجرمين. ولكن لنا إيمان يتوقع وينتظر حياة غير هذه الحياة. حياة أبدية لا بكاء ولا أنين فيها في نهارٍ طويل لا يعقبه ليل، ونور دائم لا يعتريه ظلام. نهار سعيد مفرح يُضئ على الدوام بأشعة الحق الأعظم في مقر المدينة السماوية ودار الأبدية السعيدة. يعدنا الرسول قائلاً "فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ.. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا؟ وَلكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ" رو (8: 18ـ25). لقد نلنا من الله هبات كثيرة ونِعَم غزيرة وبركات وافرة. لنا إيمان ثمين ورجاء حى ومحبة مقدسة لنا التبنى وميراث المواعيد السماوية. لنا مجداً لا يُنعت ولا يضمحل مكتوب لنا في السموات. ولكن كل ذلك يُدعى عربوناً وباكورة إلى أنْ ننال الكمال في يوم القيامة ومَنْ يحصل على العربون لا يقف عنده بل لا يزال يتشوَّق وينتظر الحصول على الكمال. إنَّ الأسير يئن شوقاً إلى الرجوع لرؤية أولاده وأهله. والأولاد في المدرسة وهم صغار يَعِدُّون أيامهم وساعاتهم انتظاراً لميعاد خروجهم كى ينطلقوا بسرور للرجوع إلى بيوتهم والتمتع برؤية والديهم. فنحن الذين لا نزال مقيدين في الدنيا لا نجد راحة ولا نزال نئن مُنتظرين ذلك اليوم الذي نرى فيه وجه مُخَلِّصَنا. كل شيء يأبَى النقص ويريد الكمال، ومادمنا في الدنيا فنحن في حالة النقص والعَوز. إذ "هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ". إنَّ الذين انتقلوا وحازوا عربون المجد والسعادة لا يزالون حتى الآن منتظرين كمال الراحة ونيل ملء المجد حين تقوم أجسادهم بصورة عدم الفساد وعدم الموت. قال يوحنا اللاهوتى في رؤياه: أنه رأى تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم. أنهم أعطوا كل واحد منهم ثياباً بيضاء وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم أيضاً العتيدون أن يقتلوا مثلهم رؤ (11، 9:6). كان من عادة الرومانيين أنَّ القائد الظافر لدى حضوره إلى مدينته يأتى إلى بيته خِفيَة وهناك ينام مُستريحاً ويتمتع بأصحابه وأهل بيته مدة أسبوع أو أسبوعين إلى أنْ يأتى الوقت المُعيَّن الذي فيه يخرج من بيته ويدخل المدينة رسمياً علانيةً، وحينئذ يُعترف به وتُفتح له الأبواب ليدخل بالعز والمجد ويسير بموكب حافل في وسط المدينة إلى الكابيتول (دار الحكومة) بين هتاف الفرح وضجات السرور. هكذا أيضاً أولئك القديسون الذين جاهدوا وظفروا وانتقلوا ليحصلوا على عربون الراحة والسعادة إلى أنْ يأتى مُخلِّصنا من السماء ويكمل العبيد الرفقاء ونقوم معهم. حينئذ يقومون إلى المجد ويُعلن مجدهم في مواكب الأبرار وينالوا ملء السعادة ويُكلَّلون بإكليل النصر فوق عروش المجد الأبدى. إنَّ إيماننا يُعلِّمنا أنَّ الجسد مهما قاسى من الآلام والتجارب ومهما تقطع وتمزق في هذه الحياة فسوف يعود ثانية ويقوم كاملاً بعد الفناء. وصحيحاً بعد المرض. ونيِّراً بعد الظلام. وغير مائت بعد الموت. وفي مجد بعد الفساد "يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا.. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ... إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ" 1كو (15: 42ـ44، 49، 50). نعلم أنَّ النفس لا تقدر أنْ تعمل عملاً إلاَّ بواسطة الجسد الذي هو بمنزلة بيت ومسكن لها، وحواس الجسد بمنزلة آلات لها في كل شيء، وارتباط النفس بالجسد شيء لا يدرك، والعلاقة بينهما شديدة وليس مَنْ ينكر خلود النفس وأنَّها لدى خروجها من الجسد تلبث في حياة غير هذه الحياة. وتُسأل وتُجازى عن جميع أفعالها وهل من العدل أنْ تجازى النفس وحدها دون الجسد وهو الذي تعب وحمل مشاق الفضيلة وجاهد في الأتعاب والأوصاب والأسهار والأصوام. أو هو الذي انغمس في الرَّذيلة وتلذَّذ بالشهوات وشبع من الَّلذات لعمرى لو كانت النفس وحدها هي التي تقوم في القيامة لتأخذ المجد وحدها لِمَا رضىَ الجسد هذه القسمة الظالمة، ولِمَا تحمَّل المشاق والأتعاب والجراح ومقاومة الأهواء، وقلَّ مَنْ يُناضل عن الإيمان حتى الموت أمام المُغتَصِبِين والمُضَطَهِدِين. وبَطُلَ مَنْ يُقدِّم جسده حريقاً للنار أو مأكلاً للوحوش أو ضحية للعذاب لأجل الإيمان والفضيلة. ولو كان الأمر كذلك لكانت دماء الشهداء ضاعت هدراً وسُفكت جُزافاً ولَحُسِبَ قبولهم العذاب بفرح تهوراً وشهامتهم ضعفاً وشجاعتهم جبناً. ولِمَا كان لواحدٍ منهم فضل أو مكافأة على ما فعل وحينئذ يحق للجسد أنْ يتمتع بما يشاء من اللذات بحسب أهوائه بما أنَّه لا يُشارك النفس في نعيمها ومسرَّتها ولكن الأمر ليس كذلك بل أنَّ عدل الله قضى أنْ يشترك الجسد في الجزاء مع النفس ويدخل معها في إرث الملكوت لأنَّه كان شريكاً ورفيقاً في شدائدها وأتعابها وجهادها في كل شيء. إذاً الجسد سوف يقوم ويلبس صورة سماوية لأنَّ هذا الفاسد لابد أنْ يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت. إنَّنا ننتظر ونتوقع برجاء سماء جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البرّ لأنَّ هذه الحياة يفلح فيها الشرير. وينجح فيها المنافق. وفيها يمتد الفجور وينتشر، ويظهر أهل الشر بأبهى المظاهر. بينما أهل التُّقَى مُحتقرين مُذلِّين ألم يقل الرسول عن كثيرين من رجال الله أنَّهم "تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ" عب (11: 36ـ38). فهؤلاء وغيرهم لم يحتملوا كل هذه الآلام إلاَّ على رجاء القيامة. ولذلك يقول الرسول: "وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ" عب (35:11) لذلك نؤمن ونرجو هذه الحياة الجديدة التي يشرق فيها البرّ ويتلألأ مجد الفضيلة "وَهُنَاكَ يَسْتَرِيحُ الْمُتْعَبُون. الأَسْرَى يَطْمَئِنُّونَ جَمِيعًا، لاَ يَسْمَعُونَ صَوْتَ الْمُسَخِّرِ. الصَّغِيرُ كَمَا الْكَبِيرُ هُنَاكَ، وَالْعَبْدُ حُرٌّ مِنْ سَيِّدِهِ" أي (3: 17ـ19) هناك تستحيل أتعابنا إلى راحة. ويتبدل نوحنا بالفرح. ونخلع ثوب الحزن. ونكتسى لباس البهجة والبهاء هناك "سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ " رو (21:8). فتشجعوا ولتتأيد قلوبكم يا مَنْ تجاهدون ضد الخطية. وتشددوا بهذا الوعد بالرجاء الموضوع لكم في السموات، وسوف تنتهى أحزان العالم وشدائده وأنَّه لقريب انتهاء تلك المخاوف والانزعاجات التي نصادفها في طريقنا، كل ذلك له نهاية، وكل ما له نهاية فهو قريب. أنَّه لقريب شمس شروق ذلك النهار السعيد بعد انقضاء ليل هذه الحياة المظلمة، قال السيد " إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ " يو (16: 20ـ22) " لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ " 2كو (4: 16ـ18). وإنْ ثقلت علينا الآلام فلنرفع عيوننا إلى السماء لنرى تباشير الفرح ونتأمل مجد القديسين. ولنعلم أنَّ هذا الفاسد لابد أنْ يلبس عدم فساد. وهذا المائت يلبس عدم موت. فإنَّ هذا الوعد يُقوِى عزائم القديسين والشهداء في جهادهم ودخولهم مواقع العذاب بفرح ولقاء المنون بجزل. لهذا الوعد وعلى هذا الرجاء قدَّموا أجسادهم لحريق النار ولحومهم للتجريد والتمزيق وعظامهم لِتُنشَر، وعيونهم لِتُقَوَّر. وأعناقهم لِتُجَزّ بحد السيف ولم يرهبوا الجلد والنشر والتقطيع والتمزيق والحريق. ولم يخشوا بأس الوحوش الضارية التي هشَّمتهم. ولا العجلات المرهفة التي قطَّعتهم. ولا الحراب المسنونة التي طعنتهم ولا الصفائح المحمية التي شُووا عليها. بل قابلوا ذلك بفرح عظيم لأنَّهم تيقنوا أنَّ هذا الفاسد يلبس عدم فساد. وهذا المائت يلبس عدم موت. فرحوا لأنَّهم آمنوا أنَّ جراحاتهم لابد أنْ تُضَمَّد وتتلألأ بالمجد في القيامة ويعود جسدهم بعد التهشيم صحيحاً قوياً، وغير مائت وبدون فساد. فلِيُقطَّع الجسد ويتمزق إرباً إرباً ويُشوَّه بالجراح ولِيَمُت ويتبدد ويعود تراباً ويُذرَى في الهواء. فلابد أنْ يعود ثانية حياً بلا فساد. لأنَّ حبة الحنطة إنْ لم تدفن في التراب وتموت لا تحيا وما لم تُصادفها المياه والحرارة والبرد وكل نوائب الحقل لا تستطيع أنْ تُزهر وتُثمر ولكن إنْ ماتت تأتى بثمرٍ كثيرٍ (يو 24:12). من كتاب عزاء المؤمنين - الأرشيذياكون حبيب جرجس |
||||
13 - 02 - 2013, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 2508 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكل متضايق الثواب والمكافأة والمجازاة للقمص أثناسيوس فهمي جورج إن الرب عندما يرى عدم جدوى جميع أنواع العلاج لشفائهم، يرثى عدم إنتفاعهم بنار التجارب المطهرة لنفوس الذين عصوا وزاغوا، فالرب كطبيب ماهر جرب كل وسائل الشفاء، ورأى أنه لم يترك علاجًا إلا واستخدمه لأجل أمراضهم، لذا كف عن تأديبه النافع هذا وسلمهم للعقاب الأبدي ليتعظ الآخرون ويتأكدوا أن الله يرى ويجازي كل واحد كأعماله. "أَنه يجازى لذلك قبل أن يجازينا يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ نِحبّ مِنْ كُلِّ قُلُوبِنا وَنْفُوسِنا" (تث13: 3) فكما "تمتحن الفرن أواني الخزف والأبرار تمتحنهم تجربة البلايا" (ابن سيراخ 2: 5) وبطرس الرسول يوضح ذلك قائلًا: "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ" (1بط4: 12). لنثق أن عناية الله بنا أعظم من كل ضيق فالذي فينا أعظم من الذي في العالم (1يو4: 4) ولا يوجد أعظم من وعد الرب لنا بالأمان والحماية والمعونة (أش43: 1، مت10: 19، لو21: 15) ولا أعظم من المكافأة "وبعد تأديب يصير لهم ثواب عظيم لأن الله امتحنهم فوجدهم أهلا له، محصهم كالذهب في البوتقة وقبلهم كذبيحة محرقة، وهي في وقت افتقادهم يتلألأون ويسمعون سعي الأشرار بين القضب ويدينون الأمم" (حك3: 4). من أجل هذا الثواب والمكافأة يجتهد كل متضايق أن يخضع للفحص والإختبار أثناء التجربة عالمًا أنه بسماح من الله وبرضا مشيئته يُسلم لكي يُجرب كي يتزكى بمعونة روح الله القدوس الذي يجعل مع التجربة أيضًا المنفذ (1كو10: 13) حتى لا نتجرب فوق ما نستطيع. فالغاية من تأديبنا هي أن نكون غيورين وتائبين "إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ" (رؤ3: 19) "ومن يهرب من التأديب لا يكون ابنًا" (عب12: 8)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وكل محبوب للرب تكون محبته خاصة بإعزاز إذا كان يُوبخ ويُؤدب لأجل خلاصه، فالطبيب الذي يمسك بالأورام الناتجة عن الجروح بيد رقيقة لا يكون طبيبًا ماهرًا، فهو يزيد من السم المترسب في الجسم، إذ يجب أن يفتح الورم ويقطع ويعالج بعقاقير قوية ويقطع الأجزاء الفاسدة، فرغم أن المريض يصرخ ويشكي من الألم إلا أنه سيشكر الطبيب بعد ذلك عندما يشعر بصحة جسده. |
||||
13 - 02 - 2013, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 2509 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أين الله فى الألم و المعاناة
اومأ كريفت نحو المدخل وقال : على بابي يوجد كارتون لسلحفتين تقول الواحدة : (أحيانا ما أحب أن أتسائل لماذا يسمح الله بالفقر والمجاعة والظلم بينما يمكنه أن يفعل شئ حيال ذلك) فتقول الأخري : (أخشي أن يسألنى الله نفس السؤال ) أولئك الذين لديهم قلب يسوع نحو المتألمين يحتاجون أن يعيشوا ايمانهم بتخفيف المعاناة على قدر استطاعتهم ، بعمل اختلاف ، بتجسيد حبه بطرق عملية... فعلّقت قائلاً: (هذا الكارتون يذكرنى بالطريقة التى يحب بها الله أن يقلّب الأسئلة) فقد كان أيوب يتسائل من هو الله ، لأن الله بدا وكأنه سادى كونى . وفى نهاية سفر أيوب _كلاسيكية جميع العصور حول مشكلة المعاناة _ يظهر الله أخيرا بالإجابة، وتكون الإجابة على شكل سؤال ...!! >> " فهو يقول لأيوب : ( من أنت ؟ هل أنت الله؟؟ هل كتبت هذا السفر؟؟ أين كنت عندما وضعت أساسات الأرض؟؟) ويدرك أيوب أن الإجابة بالنفــــــــــى.. ثم يشعر بالرضـــا ! لماذا؟ لأنه يـــــــــــــــــــــري اللـــــــــه ! الله لا يكتب له كتاباَ. فقد كان يمكنه كتابة أعظم كتاب حول مشكلة الشر فى العالم. ولكن.... بدلاً من ذلك يظهر نفسه لأيوب " _وقد أرضاه هذا _ ((نعم لابد أن يُرضيه _ فهذا ما سيرضينا إلى الأبد فى السماء . أعتقد أن أيوب يحصل على حالة مسبقة عن السماء فى نهاية سفر أيوب لأنه يقابل الله ... فلو كان الله قد أعطاه قد أعطاه مجـــــــرد كلمــــــــات ، لكان معنى ذلك أن أيوب كان عليه أن يتحاور معه ويسأله سؤالاَ أخر ثم يجيبه الله إجابة صريحــة، ثم يسأله أيوب سؤالاً ثالثاَ فى اليوم التالى والتالى ، لأن أيوب كان فيلسوفاً مٌلحاً للغاية ، ولكان هذا الوضع قد استمر طويلاً بلا نهاية.....)) فماذا سيٌنهي هذا؟؟ حضـــــــــــور اللـــــــــــه!! (لقد سمح الله بمعاناة أيوب ،لا لأن الله يفتقد المحبة ، بل أحـــــب ، حتى يأتى بأيوب إلى نقطة لقاء الله وجهاً لوجه ) وهذه هى سعادة الإنسانية العظمى . لقد حفرت معاناة أيوب فراغاً كبيراً فى داخله حتى يمكن أن يملأه اللـــــه والفـــــرح.. "بينما ننظر للعلاقات البشرية، فإن ما نراه هو أن الحبين لا يريدون شروحات ، بل حضوراً .والله أساساً هو حضور _ فقانون الثالوث يقول إن الله ثلاثة أقانيم حاضرة لبعضها البعض فى معرفة تامة ومحبة تامة . ولهذا فإن الله هو الفرح اللانهائي . وبقدر ما يمكننا أن نشترك فى هذا الحضور ، يكون لدينا نحن أيضا الفرح اللانهائي " وهذا ما اختبره أيوب _ رغم ضيقه الشديد وقبل حتى أن يستعيد ممتلكاته العالمية _ حالما رأي الله وجهاً لوجه |
||||
13 - 02 - 2013, 06:18 PM | رقم المشاركة : ( 2510 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطاب الى الله
الهي الغالي المحب كم احبك وكم اشعر انك معي وبي تعتني اعرف انني اخطات كثيرا واهملتك كثيراولكني ايضا احبك كثيرا اعرف انها سقطات كثيرة ابعدتني عنك وخطايا اكثر اخزتني منك اعرف انني شككت كتوما وانكرتك كبطرس وخنتك مثل الخائن يهوزا اعرف انني قد ابتعدت كثيرا وجزبتني انوار العالم وشهواته لكني اثق في رحمتك وغفرانك وانك تنسي وتطرح في بحر النسيان اثق في قلبك الحاني ومحبتك الابديه التي احببتني بها اردت فقط ان افتح قلبي لك واكلمك عن قرب فكثيرا ما تكلمت عنك ولكني الان احب ان اتكلم معك اسمعك وتسمعني اشعر بك فتحتويني فشكرا لانك تفهمني وتعرفني وتشعر بي وتحنو علي وتحبني فانا اعيش واحيا وأوجد بهذا الحب الرائع في حياتي ابنك المحب (.....) |
||||