19 - 05 - 2012, 11:53 PM | رقم المشاركة : ( 241 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ» (صموئيل الأول10:28). في بداية مُلكه أصدر شاول أمراً بالقضاء على جميع العرّافين والسحرة في البلاد، لكن بعد ذلك سارت الأمور من سيء إلى أسوأ في حياته الشخصية والعامة، فبعد وفاة صموئيل إحتشد الفلسطينيون ضد جيش شاول في الجلبوع، وعندما لم يتمكن من سماع كلمةً من الرَّب ذهب واستشار عرّافة في عين دور، وبحالة من الرعب ذكّرته بالحكم الذي أصدره للقضاء على جميع العرّافين في البلاد، عندها فقط أكّد لها شاول قائلاً «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ في هَذَا الأَمْرِ» (صموئيل الأول10:28). إن الدرس واضح، يميل الناس إلى طاعة الرَّب فقط طالما أن ذلك يناسبهم، وعندما لن يعود يناسبهم فإنهم يفكرون دائماً بذرائع من أجل القيام بكل ما يريدون القيام به. هل قلتُ «هم»؟ ربما ينبغي أن أقول «نحن»، فنحن جميعنا نميل إلى التملُّص من الكتاب المقدس، نعوِّجه أو نفسّره تفسيراً يبعد عن المعنى عندما لا نريد أن نطيع، وعلى سبيل المثال، هناك بعض الإرشادات العادية بشأن دور المرأة في الكنيسة، لكنها تبدو أنها تتعارض مع الحركة النسائية المعاصرة. فماذا علينا أن نفعل؟ نقول أن تلك الوصايا استندت إلى ثقافة تلك الأيام ولا تنطبق علينا اليوم. بطبيعة الحال، حين نقبل مرة بهذا المبدأ عندها نستطيع أن نتخلّص من كل شيء تقريباً في الكتاب المقدس. أحياناً نواجه بعض التصريحات شديدة إذاًجة من الرَّب يسوع بشأن شروط التلمذة، فإذا شعرنا أنها تتطلَّب منا الكثير، نقول، «لم يقصد يسوع أننا يجب أن نفعل ذلك، لكن فقط علينا أن نكون على إستعداد للقيام بذلك الأمر»، نحن نخدع أنفسنا إن نعبِّر عن إستعدادنا عندما لا يكون لدينا نية للتنفيذ أبداً. قد نكون حازمين جداً بالمطالبة بتأديب المُتعدّين وفقاً لمتطلبات الكلمة الصارمة، لكن عندما يتبيَّن لنا أن المُعتَدي هو أحد أقربائنا أو أصدقائنا عندها نُصرّ على تخفيف المطالب أو حتّى نتجاهلها تجاهلاً تاماًّ. وقد نستخدم طريقة أخرى لتصنيف وصايا الكتاب بِ «مُهِمّة» أو «غير مُهِمّة»، تلك التي تُصنَّف «غير مُهِمّة» يمكن تجاهلها أو هذا ما نُمنّي النَّفس به. في جميع هذه الأفكار الخاطئة نحن نُحرِّف الكتاب فعلاً لهلاكنا. يريد الله منا أن نطيع كلمته سواء كانت تناسبنا أم لا. هذه هي طريق البركة. |
||||
19 - 05 - 2012, 11:55 PM | رقم المشاركة : ( 242 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رومية5:5). في بعض الأحيان، نجد كلمات في المفردات المسيحية لها معنى مختلف عما لها في الإستخدام العادي. وكلمة «الرجاء» هي واحدة من هذه الكلمات. بقدر ما يتعلق الأمر بالكلمة، فإن كلمة «رجاء» غالباً ما تعني ترقُّب حدوث شيء غير مرئي ولكن مع عدم اليقين بتحقيقه. قد يقول إنسان غارق في قضايا مالية عويصة «أرجو أن كل شيء سيكون على ما يرام»، لكنه لا توجد لديه تأكيدات بأنه سيكون كذلك، ومن الممكن أن يكون رجاؤه مجرَّد تمنّي. إن الرجاء المسيحي أيضاً ينظُر إلى شيء غير مرئي، كما يذكّرنا بولس في رومية24:8: «الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً لأَنَّ مَا يَنْظُرهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضاً؟». فكل أشكال الرجاء تتطلَّع إلى عالم المستقبل. لكن ما يجعل الرجاء المسيحي مختلفاً هو أنه يقوم على وعد من كلمة الله وبالتالي فهو مضمون «الَّذِي هُوَ لَنا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ» (عبرانيين19:6). إن الرجاء هو «الإيمان الذي يتمسك بكلمة الله ويعيش في الضمان الحاضر لما وعد الرَّب به أو تنبّأ عنه» (وودرينج). «لاحظ أنني أستعمل كلمة رجاء لتعني «ضمان»، الرجاء في الكتاب يشير إلى أحداث مستقبلية ستحدث مهما يكن من أمر، والرجاء ليس وهماً يطفو بأرواحنا ليُبقينا في تقدّمٍ أعمى لا مفر منه. إنه أساس الحياة المسيحية، وهو يمثل الحقيقة المطلقة» (جان وايت)، ولأن رجاء المؤمن قائم على وعد الله فإنه لا يمكن أن يؤدّي إلى العار أو خيبة الأمل (رومية5:5)، «رجاء من دون وعود الله يكون فارغاً وعقيماً وحتى في كثير من الأحيان متغطرساً، لكن عندما يكون مؤسّساً على وعود الله فإنه يقوم على شخصه ولا يمكن أن يؤدّي إلى خيبة الأمل» (وودرينج). يتحدثون عن الرجاء المسيحي باعتباره رجاءً صالحاً، لقد أحبّنا ربنا يسوع والله أبونا أحبنا أيضاً وأعطانا «عَزَاءً أَبَدِيّاً وَرَجَاءً صَالِحاً بِالنِّعْمَةِ» (تسالونيكي الثانية16:2). يدعى أيضاً رجاءً مباركاً في إشارة خاصة إلى مجيء المسيح «مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ». ويُدعى رجاءً حياًّ «الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ» (بطرس الأولى3:1). إن الرجاء المسيحي يمكّن الشخص من تحمّل التأخير الظاهر والضيقات والإضطهاد وحتى الإستشهاد، وهو يَعلَم أن هذه الإختبارات ما هي إلاّ وخز إبرة بالمقارنة مع المجد الآت |
||||
19 - 05 - 2012, 11:58 PM | رقم المشاركة : ( 243 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَدِّبِ إبْنَكَ لأَنَّ فِيهِ رَجَاءً وَلَكِنْ عَلَى إِمَاتَتِهِ لاَ تَحْمِلْ نَفْسَكَ» (أمثال18:19). إننا نعيش في مجتمع متساهل لا سيما في مجال تربية الأولاد، ويستمع الناس عادة لنصيحة أخصّائيين نفسانيين وإجتماعيّين وليس لتعاليم كلمة الله، والكثير من البالغين الذين تربّوا تحت كنف والدين لم يتجرأا على تأديبهم، يقرران بالسماح لأولادهما بالحرية والتعبير عن ذواتهم. فماذا ستكون هي النتائج؟ يكبر هؤلاء الأولاد يكتنفهم شعور عميق بعدم الأمان، ويكونون غير أسوياء في المجتمع ويجدون صعوبة في التكيُّف مع المشاكل والمتاعب، يبحثون عن التحرر باللجوء إلى المخدّرات والكحول، على أن بعض سنوات من التأديب ربما تكون كافية لتُسهِّل عليهم باقي حياتهم. ليس من المستغرب أنهم يعيشون حياة غير منضبطة، كمظهرهم الشخصي الخاص بهم، أماكن سكناهم، عاداتهم الشخصية التي تكشف عن إهمالهم واختلال عقليتهم. يكتفون بالمعدل المتوسط أو ما هو أقل، يفتقرون إلى الدوافع للتفوُّق في الرياضة أو الموسيقى أو الفن أو الأعمال ومجالات أخرى في الحياة. إن أولاداً كهؤلاء ينفرون من والديهم. فقد حَسبَ هذان الوالدان أنهما سيفوزان بحب أولادهما الذي لا يموت إذا ما امتنعا عن معاقبتهم، وبدلاً من ذلك يفوزان بكراهية ذُرِّياتهما، ويمتد تمردهم على سلطة الأبوية ليشمل مجالات الحياة في العمل والمدرسة والحكومة، فلو كان والديهما قد كسرا إرادتهم فقط في وقت مبكِّر من حياتهم، لكان من شأن هذا أن يسهِّل على أولادهما الخضوع في مجالات الحياة العادية. ينتشر التمرُّد ليَمْتدّ إلى المعايير الأخلاقية المنصوص عليها في الكتاب المقدس، يهزأ الشباب المتمرد من الوصايا الإلهية المتعلقة بالطهارة ويتخلون عن أنفسهم ويعيشون حياة طائشة ومتهورة، ويُبدون الغضب الشديد لكل ما هو مستقيم، والحُب لكل ما هو غير طبيعي وفاحش أو شائن. أخيراً، فإن الآباء الذين يفشلون في كسر إرادة أولادهم بواسطة التأديب يجعلون من الصعب خلاص أولادهم. هذا وينطوي التجديد على كسر الإرادة المتمردّة ضد سلطة الله، ولهذا تقول سوزان ويسلي، «الوالد الذي يواظب على إخضاع إرادة إبنه فهو يعمل مع الله في تجديد وخلاص الروح، أما الوالد الذي يُدلِّل إبنه فهو يعمل عمل إبليس، يجعل الدين غير عملي والخلاص لا يمكن تحقيقه ويعمل كل ما من شأنه أن يدينه نفساً وجسداً وإلى الأبد». |
||||
19 - 05 - 2012, 11:59 PM | رقم المشاركة : ( 244 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جِبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ إِلَّا مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ إسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ إسْمِهِ» (رؤيا17،16:13). سمة الوحش! في فترة الضيقة العظيمة سيقوم حاكم قوي شرير يأمر جميع الناس أن يضعوا سمة على جباههم أو على أيديهم اليمنى، وأولئك الذين يرفضون سيعانون من غضب الوحش، أما الذين يخضعون فسيُعانون من غضب الله، وأولئك الذين يرفضون سيملكون مع المسيح في مجده الألفي، والذين يخضعون سيُعذَّبون بنار وكبريت في حضرة الملائكة القديسين وفي محضر الحَمَل. ونحن نقرأ هذا، يمكننا أن نشعر بأننا منفصلون تماماً عن كل ذلك مع العلم أنه ينتمي إلى المستقبل، ونؤمن بأن الكنيسة ستُخطف إلى البيت السماوي في تلك الأثناء، وبالرغم من هذا، هناك شعور بأن سمة الوحش معنا الآن. هناك أوقات في الحياة عندما نكون مضطرين للإختيار بين الولاء للّه وبين الخضوع لنظام مُناهض للّه. هنالك أوقات، ولكي نحصل على عمل، على سبيل المثال، يُطلب منّا أن نقبل شروطاً تتعارض بوضوح مع المبادئ الإلهية، فمن السهل البحث عن مبرِّر في مثل هذه الأوقات. فما لم نتمكن من العمل لا نستطيع شراء البَقالة، وما لم نتمكن من الحصول على الغذاء لا يمكننا البقاء على قيد الحياة، علينا أن نعيش، أليس كذلك؟ تحت هذه الذرائع الزائفة نوافق على المطالب، وفي الواقع، فإننا نتَّخذ سمة الوحش. كل ما يهدّد إمدادات الغذاء لدينا، أو إستمرار وجودنا يلقي بنا إلى حالة من الذعر ونحن نميل للتضحية بأي شيء تقريباً لتفادي هذا التهديد. نفس هذه الذرائع سوف يستخدمها الناس لتبرير السجود لصورة الوحش أثناء فترة الضيقة العظيمة، وهي الذرائع التي تطرح نفسها علينا اليوم عندما يتعين علينا أن نختار بين حق الله وحياتنا. إن فكرة أننا يجب أن نعيش هي فكرةٌ زائفة. فما يتوجب علينا القيام به هو طاعة الله وأن لا نحب حياتنا حتى الموت. كتب ف. و. جرانت «على قطعة النقد التي بها نبيع الحقّ، تظهر كل الوقت صورة ضد المسيح مهما كانت باهتة»، ولذا فإن السؤال هو ليس «هل سأرفض أن أتخذ سمة الوحش لو كنت أعيش في الضيقة؟» بل «هل أنا أرفض بيع الحقّ الآن؟» |
||||
20 - 05 - 2012, 12:00 AM | رقم المشاركة : ( 245 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟» (لوقا9:9). لقد شفى الرب يسوع عشرة بُرص، لكن واحداً فقط عاد ليشكره، وكان هذا سامرياً محتقراً . إن أحد الإختبارات القيِّمة بالنسبة لنا في الحياة هي أن نواجه الجحود، لأنه عندها يمكننا المشاركة بعض الشيء في أحزان قلب الله. عندما نعطي بسخاء ولا نتلقَّى مقداراً من الإعتراف، يتولَّد لدينا قدر أكبر من التقدير لذاك الذي بذل إبنه الحبيب لعالم ناكرٍ للجميل، وعندما نسكب أنفسنا في خدمة دؤوبة من أجل الآخرين، فإننا ننضَمُّ إلى شركة ذاك الذي أخذ مكانة العبد لأجل جنس جاحد. إن إنعدام الشكر هو إحدى الصفات البغيضة عند الإنسان الساقط، ويذكّرنا بولس أنه عندما عرف العالم الوثني الله، لم يمجّده أو يشكره كإله (رومية21:1). اكتشف مرسلٌ إلى البرازيل قبيلتين ليس في لغتهما كلمة «شكراً»، فعندما كان يقدّم لأحد أفرادهما معروفاً كان يقول «هذا ما أردته بالضبط» أو «هذا مفيد لي». ثمة مرسل آخر عَمِل في شمال أفريقيا، وجد أن هؤلاء الذين خدمهم لم يعبّروا عن إمتنانهم لأنهم كانوا يهيئون له الفرصة ليكسب فضلاً عند الله، فاعتقدوا أنه كان عليه أن يكون مُمتناً لأنه سيحظى بالفضل من خلال ممارسة اللطف نحوهم. إن الجحود قائم في كل مجتمع. نجح مقدِّم برامج إذاعي بعنوان «مركز التوظيف على الهواء» في ايجاد فرص عمل لِ 2500 شخص، ولاحقاً ذكر تقريرٌ بأن عشرة فقط هم الذين قدّموا له الشكر. وثمة مُعلمة مدرسة متفانية أَفنَت حياتها في خمسين صف من الطلاب، وعندما بلغت سن الثمانين تسلّمت رسالة من أحد طلاّبها السابقين يخبرها كم قدَّر مساعدتها له، فلقد عملت في سلك التدريس مدّة خمسين سنة وكانت هذه رسالة التقدير الوحيدة التي استلمتها. لقد قلنا أنه أمر جيد بالنسبة لنا إختبار الجحود لأنه يعكس لنا قليلاً مما يختبره الرَّب كل الوقت، وثمة سبب آخر لقيمة الإختبار كونه يَطبع فينا أهمية أن نكون شاكرين أنفسنا. كثيراً ما تتجاوز طلباتنا الشكر الذي نقدمه، نأخذ بركاته كأمر مسلّم به، وكثيراً ما نفشل في التعبير عن تقديرنا لبعضنا البعض من أجل حسن الضيافة والإرشاد والنقل وتدبير الإحتياجات وعدد لا يحصى من أعمال اللُّطف نحونا، وفي الواقع نصبح متوقعين هذه الإحسانات وكأننا إستحقّيناها. إن دراسة قصة العشرة برص يجب أن تذكِّرنا دائماً بأنه في حين توجد أسباب عدَّة تدعونا للشكر إلا أن القليل من يملكون قلباً شاكراً. فهل سنكون من بين الأقلية؟ |
||||
20 - 05 - 2012, 12:01 AM | رقم المشاركة : ( 246 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ» (رومية6:5). إن المسيح لم يأت ليدعو أبراراً كما أنه لم يكن ليموت لأجل الصالحين، ولم يتوجه إلى الصليب لأجل المستقيمين أو المحترمين أو الأنقياء. إنه مات لأجل الفُجَّار. بطبيعة الحال، ومن وجهة نظر الله فإن البشرية جمعاء فاجرة، فقد وُلدنا جميعنا بالخطيئة وتَشكَّلنا بالإثم، ومثل الخروف الضَّال سار كل واحدٍ في طريقه، وفي عيني الله الطاهر نحن فاسدون ونجسون ومتمرّدون، وأفضل جهودنا لفعل الصلاح تشبه خِرقاً بالية. إن المشكلة هي أن معظم الناس ليسوا على إستعداد للإعتراف بأنهم أشرار، ومن خلال مقارنة أنفسهم بعناصر إجرامية في المجتمع، فإنهم يتصورون بأنهم مناسبون تماماً للسماء. إنهم مثل سيدة من الطبقة الراقية تتفاخر بنفسها لمشاركتها الإجتماعية وتبرّعاتها للأعمال الخيرية، وعندما شهد لها أحد المؤمنين قالت أنها لا تشعر بالحاجة للخلاص لأن أعمالها الصالحة كافية، وذكّرته أنها كانت عضوة في الكنيسة وأنها تنحدر من عائلة مسيحية عريقة. تناول المؤمن قطعة ورق وكتب عليها «فاجرة» بأحرف كبيرة، ثم توجّه إليها بالسؤال، «هل تمانعين في تعليق هذه الورقة على قميصك؟» وعندما قرأت ما كتب عليها احتجّت قائلة: «طبعاً أمانع، لن أسمح لأحد أن يقول لي أنني فاجرة»، ثم أوضح لها أن رفضها الإعتراف بأنها خاطئة وضالّة وبحالة ميؤوس منها، تكون قد حرمت نفسها من أي فائدة في عمل المسيح المُخلِّص، وإذا لم تعترف بأنها فاجرة فإن المسيح لم يمُت من أجلها، وإذا لم تكن هالكة فلا يمكنها إذاً أن تخلص، وإذا كانت بصحة جيدة فلا حاجة بها إلى الطبيب العظيم. أقيمت في أحد الأيام حفلة خاصة في مدرّج جماهيري كبير، كان الحفل للأولاد المكفوفين والمشلولين أو المعاقين، جاء الأولاد في كراسي متحركة وعلى عُكازات أو إقتيدوا بالأيدي، وبينما كان الإحتفال جارياً وجد أحد الحرّاس صبياً صغيراً جالساً يبكي على درج المدخل. فسأله الحارس برفق «لماذا تبكي؟» فأجابه: «لأنهم لا يسمحون لي بالدخول»، «ولماذا لا يسمحون لك بالدخول؟» فأجهش الصبي بالبكاء «لأنني سليم الجسم». هكذا هو الحال في إحتفال الإنجيل، إذا لم يكن فيك أي عيب فلا يمكنك الدخول. ولكي تحصل على إذاًٍ بالدخول عليك أن تُثبت أنك خاطئ، ويجب أن تعترف بأنك فاجر لأن المسيح مات لأجل الفجَّار، وكما قال روبرت مونجر «إن الكنيسة هي الشركة الوحيدة في العالم حيث الشرط الوحيد للعضوية هو عدم إستحقاق المُرشَّح». |
||||
20 - 05 - 2012, 12:03 AM | رقم المشاركة : ( 247 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ» (رومية16:12). هناك ميل طبيعي عند الإنسان في الرغبة في معاشرَة الطبقة العُليا وتكمن كذلك في قلب كل إنسان شهوة للإرتباط مع أولئك البارزين والأغنياء والطبقة الأرستقراطية، لذا فإن نصيحة بولس في رومية16:12 تخترق هذا الميل الطبيعي حيث يقول: «غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ»، فإنه لا توجد طبقيّة في الكنيسة وعلى المؤمنين أن يعيشوا فوق الفروق الطبقية. إن القصة التي توضِّح ذلك رُويت عن فريد إليوت، فعندما كان في صباح أحد الأيام يقود تأملاً مع أسرته حول مائدة الفطور، سمع جلبة صاخبة في فناء المنزل فأدرك أن جامعي القمامة قد وصلوا، وضع كتابه المفتوح على المائدة وتوجّه إلى النافذة، فتحها وحيَّا عمّال النظافة بتحيَّة جميلة ثم عاد إلى المائدة ليواصل التأمُّل، لقد كانت تحيّة عمّال النظافة بالنسبة إليه مقدّسة بنفس مقدار قراءة الكتاب المقدس. كان هناك خادم آخر للرب طبَّق نصّ هذا العدد حرفياً، هو جاك ويرتزن، الذي كان يقود مؤتمراً كتابياً كل صيفٍ في مخيَّم على شاطئ بحيرة «ويتزن» في ولاية نيويورك. ففي أحد مؤتمرات الكبار حضر ضيف كان يعاني من إعاقة جسدية شديدة، ولأنه لم يستطع السيطرة على عضلات فمه، لم يكن قادراً على إبتلاع كل طعامه فكان الكثير منه يتساقط على صحيفة غطى بها صدره وحضنه. لم يكن المنظر يساعد الآخرين على التمتع بالأكل، ونتيجة لهذا اعتاد الرجل على الجلوس إلى مائدة منفرداً. كان جاك ويرتزن وبسبب ضغط العمل يصل إلى قاعة الطعام متأخراً، وكلما ظهر على الباب كان الناس يلوّحون له بحماسٍ ويومئون له بالجلوس على مائدتهم، لكن جاك لم يفعل ذلك أبداً، كان دائماً يتوجه إلى المائدة التي يأكل عليها هذا الضيف وحيداً. لقد انقاد إلى المتّضعين. شوهِدَ جنرالاً مسيحياً يتكلّم إلى إمرأة مسنّة فقيرة، فاعترض عليه زملاء له قائلين، «ينبغي أن تنظر إلى رتبتك بعين الإعتبار»، فأجابهم الجنرال «ماذا لو اعتَبرَ مخلّصي رتبتَه؟» يذكّرنا روبرت بيرنز في قصيدة له، «هذا» و «هذا» أنه بالرغم من اتضاع مركزه في العالم فإن الإنسان إنسان في كل الأحوال، ويقول أن الإنسان ذو العقل المستقل يستطيع أن يضحك حتى من عرض مهرّج في ملابس حريرية. عندما نفكِّر كيف أن مخلّصنا تنازل إلينا في أوضع حالاتنا، فإنه من غريب الأمر أننا نفشل في فعل ذلك مع الآخرين. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:04 AM | رقم المشاركة : ( 248 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورهُ أَيْضاً» (تيموثاوس الثانية8:4). «الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورهُ». كنت أظن لسنوات طويلة أن هذا التعبير يشير إلى أولئك المؤمنين الذين ينتابهم شعورٌ رقيقٌ وعاطفيٌ عن مجيء الرَّب، وبأنهم سوف يُكافأون بإكليل الِبرّ لأن قلوبهم تتوهج دِفئاً كلما فكّروا بالإختطاف. لكن من المؤكد أن هذا التعبير يعني أكثر من ذلك. أن تُحبَّ ظُهورهُ يعني أن تحيا في ضوء مجيئه وأن تتصرَّف كما لو أنه آتٍ اليوم، وبذلك أن تحب مجيئه يعني أن تعيش في طهارة أخلاقية، وكما يذكّرنا يوحنا «وَكُلُّ مَنْ عِنْدهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ» (يوحنا الأولى3:3). إن هذا يعني أن نبقى منفصلين عن أمور هذه الحياة، وينبغي أن نضبِط عواطفنا على ما هو فوق لا على أمورٍ على الأرض (كولوسي2:3)، ويعني أيضاً أن نخدم شعب الله ونعطيه «الطعام في حينه» (متى45:24)، والرَّب سينطق ببركة خاصة لمن يجدهم يعملون ذلك عند مجيئه. باختصار، يعني التعبير الآنف الذكر أن لا نفعل أي شيء لا نريد أن يجدنا نفعله عند ظهوره، أن لا نذهب إلى أي مكان يُسبِّب لنا العار عند مجيئه، ولا نقول أي شيء في محضره من شأنه أن يسيء للغير. فإذا كنت تعرف أن المسيح آتٍ في غضون أسبوع فكيف تقضي الأيام المُقبلة؟ فهل يعني أن تتخلى عن عملك وتصعد إلى قمة جبل وتقضي كل اليوم في قراءة الكتاب والصلاة؟ وهل يعني أن تصبح «خادماً بكامل وقتك» كارزاً ومعلّماً نهاراً وليلاً؟ إذا كنّا نسير اليوم مع الرّب حقاًّ ونحيا في إرادته، فإنه يعني أن نواصل حياتنا كالمعتاد، لكن إذا كنا نعيش لأنفسنا فعند ذلك يتطلَّب الأمر تغييراً ثورياً. لا يكفي أن تحمل أفكاراً شاعرية عن عودة المخلّص، فإكليل البر مضمون لأولئك الذين يحبّون عودته من كل القلب كي يسمحوا للحقّ بأن يشكِّل حياتهم، ولا يكفي أن نتمسَّك بالحقّ عن مجيئه، بل ينبغي أن يتمسَّك الحقّ بنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 12:05 AM | رقم المشاركة : ( 249 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يَقُولُ آمِينَ» (كورنثوس الأولى16:14). إنَّ كلمة آمين مفيدة للغاية في التعبير عن الموافقة القلبيّة على ما يقال، والعديد من الكنائس تستعملها في خدماتها في كثير من الأحيان. وُجدت هذه الكلمة 68 مرّة في الكتاب المقدس. ومن الواضح من كورنثوس الأولى15:14، 61 أنها استعملت في اجتماعات الكنيسة الأولى، لذلك يمكننا أن نتأكد من أن إستعمال كلمة آمين، أمر كتابي بشكل بارز. ليس ذلك فقط، بل إنها واجب، فسموّ طبيعة الحقائق التي نتعامل معها تتطلّب تعبيراً عقلياً عن التقدير الحماسي. إنه يبدو وكأنه جحودٌ عندما نسمع مثل هذه الحقائق ولا نقدم إستجابة صوتية لها. يا له من تشجيعٍ دائمٍ للمتكلّم عندما يقول مستمعوه «آمين»، في تلك الأماكن من رسالته عندما يذكر نقطة فعّالة، مما يؤكد له أن الحضور يتابعوه ويشاركوه حيويته العاطفية والروحية. هذا أمرٌ جيّدٌ للشخص الذي يقول آمين، فإنه يُبقيه مشاركاً بإعتباره مستمعٌ يقظٌ، ويمنعه من أن يصبح غير مُبالً متى يجب أن يكون مندهشاً. على ضوء ذلك أود أن أقترح أنه أمر جيد للغرباء الذين قد يكونون حاضرين، فإنهم يشعرون بأن المؤمنين متحمّسين وأنهم يتمتّعون بإيمانهم ويؤمنون بما يؤمنون. فإن قول آمين يعبِّر عن الحياة والحماس، أما غيابه فيعبّر عن البَلادَة ومظهر الموت. إنَّ كلمة آمين، هي إحدى ثلاث كلمات كتابية عملية من الناحية العالمية. هذه الكلمات نفسها تُقال في معظم اللغات بحيث يمكنك الذهاب إلى أي مكان تقريباً وتقول، «ماران آثا! هللويا! آمين!» فيفهم الناس ما تقول، «الرَّب آت! للرَّب التسبيح! ليكن كذلك!». بالطبع ينبغي أن يكون إستعمال كلمة «آمين» بروح الفطنة، وسيكون من غير المناسب إستعمالها للتعبير عن الحماس لسوء طالع أو مأساة أو حزن الآخرين. من المخجِل حقاًّ أن بعض الكنائس المسيحية قد توقّفت عن استعمال كلمة آمين لأنه قد أسيء إستعمالها في اجتماعات تنجرف بعواطف متطرفة، ومثل كل الأشياء الجيدة، يمكن المبالغة في إستعمالها، لكن يجب أن لا نُسلَب من هذه الممارسة الكتابية فقط لأن البعض قد استعملها بدون فطنة. آمين؟ |
||||
20 - 05 - 2012, 12:07 AM | رقم المشاركة : ( 250 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فِي مَجْلِسِهِمَا لا تَدْخُلُ نَفْسِي» (تكوين6:49). لقد وجِدت هذه الكلمات ضمن بركة يعقوب لأبنائه. عندما تَذكّر القسوة التي أظهرها إبناه شمعون ولاوي نحو رجال شكيم قال: «فِي مَجْلِسِهِمَا (سرّهما) لا تَدْخُلُ نَفْسِي». أودُّ أن أستعير العبارة وأستعملها في أوسع معانيها. هنالك أسرار متصلة بالخطيئة التي من الأفضل أن لا تُعرف أبداً. تأتينا التجربة (الإغواء) بأجمل وجهها وتوحي لنا بأننا لا يمكن أبداً أن نكون سعداء إلى أن يتم إدخالنا إلى أسرارها، فهي توفِّر الإثارة والإشباع الجسدي والعاطفي في أعلى مستوياتها والإغراء المجهول. كثير من الناس وخاصة أولئك الذين عاشوا حياة محميّة، يتأثّرون بنداءات كهذه. يشعرون بأنهم لم يحصلوا على الملذات الحقيقية ويعتبرون أنفسهم محرومين، ويعتقدون أنهم لا يمكن أبداً أن يكونوا راضين إلى أن يذوقوا طعم العالم. المشكلة هي أن الخطيئة لا تأتي وحدها بل تندمج مع أخطار وعواقب دائمة، فعندما نختبر أية خطيئة للمرّة الأولى، فإننا نسمح بفيضٍ من الألم والندم. إن الرضوخ للتجربة يقلّل من مقاومتنا للخطيئة، فبعد أن نكون قد ارتكبنا خطيئة ما، فمن السهل دائماً أن نفعل ذلك في المرّة القادمة. وسرعان ما نصبح خبراء في الخطيئة حتى أننا نصبح عبيداً لها مقيّدين بسلاسل العادة. في اللحظة التي نستسلم بها للتجربة، تنفتح أعيُننا فنبدأ بالشعور بالذنب الأمر الذي لم نعهده من قبل، فمُتعة كسر ناموس الخطيئة يُتبَع بإحساس رهيب بالعُري الأخلاقي. صحيح أنه يمكن الإعتراف بالخطيئة وبنيل الغفران عنها، لكن على مدى الحياة نظلُّ مُحرَجين عند الإلتقاء بالشركاء السابقين في الإثم. ثم هناك وخز الذاكرة عندما نُضطّر لزيارة موقع ارتكاب الحماقة، وهناك المناسبات غير المرغوب فيها، عندما تومِضْ أمام ناظرينا تلك الحلقة الدنيئة في أقدس لحظاتنا، فترتعش أجسادنا فعلاً وشفاهنا تُخرِج تأوُّهة. وفي حين أنه شيء رائع إختبار مغفرة الله لهذه الخطايا، فإنه لا يزال من الأفضل عدم ممارستها منذ البداية، وما يبدو أنه يمكن أن يُعتبر سراً جذَّاباً، يُثبِت أنه كابوسٌ، وسرعان ما تتحول المتعة إلى رُعب، وينشأ عن لحظة الهوى ندم طوال الحياة. في ساعة التجربة، ينبغي أن يكون ردّنا «فِي مَجْلِسِهِمَا لا تَدْخُلُ نَفْسِي». |
||||
|