منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 06 - 2012, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 241 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

صـوم اللسـان

بقلم : قداسة البابا شنوده الثالث


ما أخطر أن يصوم الفم عن الطعام، بينما لا يصوم اللسان عن أخطاء الكلام وهى كثيرة ونتائجها سيئة جداً! فما هى تلك الأخطاء التي يجب أن يصوم اللسان عنها؟

** من الأخطاء التي يجب أن يصوم عنها، جرح شعور الآخرين. ويشمل ذلك كلام السخرية بهم والتهكم والاستهزاء. وأيضاً اسلوب الكلام الجارح الموجع. وكذلك كل كلمات الإحراج التي تُخجل الغير، بقصد. وأيضاً كل كلام بقصد مضايقة السامع، مع الاستمرار في عدم مراعاة شعوره ..

** ومن جرح الشعور بالأكثر، كلام الشماتة، فهو بمثابة وضع نار على جرح. إذ بدلاً من تعزية الناس في ضيقاتهم، تضاف إليهم آلام أشد بالشماتة.

وأحياناً يجرح اللسان شعور صديق بعتاب مُتعب..

** ومن أخطاء الكلام التي يجب أن يصوم اللسان عنها، كلام الإهانة، ويشمل طبعاً كل الشتائم بأنواعها.

فإن تحدَّث شخص عن غيره في غيبته، يُسمَّى ذلك اغتياباً، أما وإن نشر عيوب غيره أمام آخرين، فإنَّ ذلك يُسمَّى تشهيراً. وإن كان تشهيره هذا في مقال في الصحف، فإنه يُسمَّى سبَّاً علنياً وقذفاً مما يحاسب عليه القانون.

** والشتيمة قد تشمل إهانة إنسان في موقف مُعيَّن، أو أنها تطوِّق الإنسان كله. فهناك فرق بين أن يُقال عن شخص إنه كذب في الموقف الفلاني، وبين أن يُقال عنه إنه كذاب. فهذه العبارة الأخيرة تعني صفة لحياته كلها.

** ومن ضمن أساليب الشتيمة: التحقير والتصغير، أي التقليل من شأنه. كأن يُقال لأحد الرجال " يا ولد "!

ومن كلام الإهانة أيضاً ما يثار حول شخص من شكوك وظنون تسيء إلى سمعته وسط الناس. ومنها أيضاً الحديث عن الفضائح والخصوصيات ...

وهذه كلها أخطاء يجب أن يتجنبها اللسان المُهذَّب. كما أنها تثير عداوات بينه وبين غيره. وقد تدعوهم إلى الرد عليه بالمثل. وكما يقول المَثَل: " من غربل الناس نخلوه ".

** ومن أخطاء اللسان التي يجب أن يصوم عنها: الكذب بأنواعه الكثيرة، وأولها الكلام بعكس الحقيقة.

على أنه من الكذب أيضاً: المبالغة، فهيَ ليست صدقاً خالصاً. ومنها استخدام كلمة (كل أو جميع) بمعنى مُطلَق. كأن يُقال: " كل الناس رأيهم كذا "، أو " كل شعب البلدة الفلانية بخلاء "!

** وقد تدخل في نطاق الكذب، أنصاف الحقائق. ولهذا يُقال: " إن أنصاف الحقائق، ليس فيها إنصاف للحقائق ". ولذلك فإنَّ الشاهد في المحكمة يُطلَب منه أن يقول الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق.

لهذا ينبغي الدقة في الكلام، لأنَّ هناك عبارات مُعيَّنة قد تعني مفهوماً غير المعنى المقصود!

** ومن أخطاء اللسان أيضاً: شهادة الزور، وكل الأحكام غير العادلة not fair
ذلك لأنَّ مبرئ المذنب، ومُذنِّب البريء كلاهما ضد الحق. حتى لو احتج البعض أنه يدافع غيره. فالمفروض أنه يدافع ولا يكذب.

** ومن أخطاء اللسان: طُرق اللف والدوران في جو من عدم الوضوح والصراحة في الحديث، مع شعور السامع بأن الحقيقة تائهة، وأنَّ المُتكلِّم يريد أن يخفيها...

** ومن أخطاء اللسان: الخداع والتضليل، وبخاصة من المساعدين مع رؤسائهم. وكم من الرؤساء أخطأوا نتيجة التضليل من الذين حولهم.

** ومن أخطاء اللسان: التملُّق والنفاق، ومدح السامع بما ليس فيه، وإشعاره بأن ما يفعله هو سليم وممتاز، مهما كان خطأً! ويشمل ذلك أيضاً الرياء، والحديث بمظهر يبدو حسناً وهو رديء! أو تبدو فيه الصداقة والإخلاص، على غير حقيقة الأمر! ويدخل في هذا النوع مَن يسمونهم ذوي لسانين. كشفَتيْن تقطران عسلاً، ومشاعرهما مُرَّة كالإفسنتين!

** من أخطاء اللسان أيضاً ويجب أن يصوم عنها، كل أخطائه التي هى ضد آداب الحديث والمناقشة. كأن يقطع حديث مَن يُكلِّمه، لكي يتحدَّث هو، أو مَن يأخذ الجلسة كلها لحسابه، دون أن يعطي فرصة لغيره أن يتكلَّم!

* كذلك كثرة الجدل الذي لا يوصِّل إلى نتيجة مع الإصرار على رأي واضح الخطأ، وما يسمى بالملاججة أو بالعامية (المقاوحة)!

وكذلك حب الانتصار في النقاش مع تحطيم الغير.

** ومن أخطاء اللسان أيضاً: الكلام الخارج عن حدود الأدب، الذي يخدش حياء العذارى وأهل العفة. مثل الحديث عن بعض أمور الجنس بطريقة مكشوفة!

* و كذلك من أخطاء اللسان، الفكاهات غير المؤدبة، والأغاني الهابطة، وعبارات المجون، وكلام الإغراء الذي يحاول به أحد الشبان أن يجتذب فتاة! وأيضاً كل كلام غير محتشم أو غير مهذَّب أو بأسلوب مُتدنِّي.

** ويدخل في هذا المجال، المزاح الرديء، مع خطأ تسميته مزاحاً. وأيضاً كل أسلوب يصدر عن المُتكلِّم بغير احترام لغيره، أو بغير لياقة، بعيداً عن الذوق السليم.

** ومن أخطاء اللسان أيضاً التي يجب أن يصوم عنها، إضاعة وقت الغير، في حديث غير نافع أو هو من التافهات، مع الثرثرة وكثرة الكلام، وبخاصة مع شخص مسئول يحرص على وقته.

* وقد يلجأ البعض إلى التطويل بغير داعٍ. فما يكفيه كلمة أو جملة يقول فيه محاضرة. وقد تكون إطالته مُملَّة أو حافلة بكثرة الشروح والمقدمات، حتى يضجر السامع ويقول له " هات من الآخر "! ومثله مَن يكرر الكلام، وكأن مَن يخاطبه لم يسبق له سماع ما قاله!

* ومن أخطاء هذا النوع، الكلام بغير موعد. كمَن يُفاجئ شخصاً ويتحدَّث معه ويستمر في الحديث. ومن ذلك بعض المكالمات التليفونية التي تأتي فجأة دون حساب الوقت.

ويدخل في هذا المجال: الزيارات غير المحدودة النهاية، وما فيها من ضياع وقت. وقد قال الأستاذ مكرم عبيد لبعض من هؤلاء الضيوف: " أهلاً بكم وسهلاً. تأتون أهلاً، ولا تخرجون سهلاً "!

** أخيراً: إنَّ كل كلمة بطَّالة، وليست للبنيان أو للمنفعة يتكلَّم بها اللسان، سيعطى عنها حساباً أمام الله. لهذا فإن صوم اللسان عن الأباطيل، هو فضيلة يجب أن نحرص عليها ونُدرِّب أنفسنا عليها.


  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:01 PM   رقم المشاركة : ( 242 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

إكسب قلوب الناس و محبتهم - لــــقداسة البابا شنودة

الانسان الحكيم هو الذى يعمل باستمرار على زيادة عدد محبيه, وتقليل عدد من يعاديه. يبذل جهده – على قدر طاقته – فى أن تحيط باستمرار قلوب تحبه. ولا يفسح مجالاً لتكوين عداوة مع أحد, واضعاً أمامه قول سليمان الحكيم "رابح النفوس حكيم"...

وفى علاقاته مع الآخرين, يتذكر تلك النصيحة الغالية:

" من لا توافقك صداقته, لا تتخذه لك عدوّاً "

ذلك لأن العداوة نار ربما تحرق الطرفين, أو على الأقل طرفاً واحداً منهما. فهى إذن خسارة ينبغى أن يتفاداها كل حريص...

***

والذى يعمل على ربح النفوس, فليس يعمل ذلك لمجرد صالحه, وإنما لصالحهم أيضاً. ولأجل تنفيذ وصية الله فى أن يسود السلام بين الجميع, وأن تتنقى القلوب من كل ضغينة وحقد, ويتفرغ الناس للعمل الإيجابى البنّاء, بدلاً من إضاعة الوقت و تبديد الطاقات فى السلبيات وفى الصراع. وكذلك لفائدة المجتمع كله حتى يكون بناءً راسخاً يشد بعضه بعضاً... ويتعاون فيه الكل على عمل الخير, وإعطاء صورة جميلة للقيم, وإعطاء صورة جميلة للقيم و للأخلاقيات المعاشة


***

إن ربح النفوس هو مبدأ رعوى واجتماعى. وهو مبدأ روحى وإدارى فى نفس الوقت...

فهو لازم جداً لحفظ كيان الجماعة, سواء على مستوى الأسرة أو الدراسة, أو الإدارة والنظام, أو العلاقة مع الله ومع سلام الإنسان داخل نفسه...

ففى الأسرة, على الزوجين أن يربح كل منهما الآخر, فيعيشان فى سلام, لا يختلفان ولا ينفصلان, بل يراعى كل منهما نفسية الآخر, ويعمل على حفظ المودة مهما اختلفت وجهات النظر إلى الأمور أحياناً. ويجتهد الإثنان فى كسب محبة أبنائهما باستمرار, لا عن طريق التدليل الخاطئ, ولا بأسلوب الحزم القاسى, وإنما بالرعاية والعناية. وهكذا تكون الأسرة مترابطة.

ولذلك فالأم التى تشكو من متاعب أبنائها, ومن عصيانهم لها أو تمردهم عليها, إنما تعترف ضمناً أنها لم تكسب محبتهم منذ طفولتهم, ولم تكوّن صداقة معهم تحفظهم تحت إرشادها...

***

كذلك ربح النفوس لازم فى محيط المدارس والمعاهد العلمية.

والمدرس الناجح يتميز بمحبة تلاميذه له, وإلتفافهم حوله ناظرين إليه كأب ومرشد وصديق, يحترمونه ويثقون برأيه ونصائحه كما يثقون بعلمه وثقافته. وهذا المدرس الناجح- فى ربحه لقلوب تلاميذه – لا يقتصر عمله على التدريس, وإنما يشمل أيضاً التربية والتهذيب, وإعداد جيل نافع لخدمة الوطن ومنتج فى محيط المجتمع.

***

ربح النفوس يلزم أيضاً فى مجال العمل والادارة

فكل من يريد عملاً, عليه أن يجمع العاملين معه, فى رابطة قوية من الإخلاص له والأمانة فى العمل. وذلك بما يظهره لهم فى كل مناسبة من الاهتمام بهم, وحسن معاملتهم, ورعايتهم مادياً وصحياً. فلا يكون مجرد رئيس يأمر وينهى, ويحاسب ويعاقب, وفى حزم يحرص على سلامة العمل, إنما يكون أيضاً قلباً شفوقاً على العمال, تربطهم به محبة وولاء إلى جوار الطاعة والأحترام..

إن ربح نفوس العاملين والموظفين، هو الضمان الأساسى لسير العمل ونجاحه، وهو ضمان لاستمرار العمل وحفظه من التظاهر والاعتصام والاحتجاج والمطالبة بحقوق يرون أنها غير متوفرة !!

***

ورابح النفوس، يتصف بأنه يهتم بالكل ويكسب الكل

يفهم نفسية الآخرين، ويعاملهم بما يناسبهم. يهتم بالتعابى ويعمل على إراحتهم. ويربح الضعفاء وصغار النفوس ويشجعهم ويتأنى عليهم ولا يطالبهم بما هو أكثر من قدراتهم.

يحاول أن يكسب المقاومين، فلا يكون سريع الغضب أو ميالاً الى المجازة والانتقام. بل يتصف بالتسامح والصبر والإحتمال .

أيضاً يحاول أن يحتفظ بكسب الأصدقاء. ولا يخسرهم بكثرة العتاب وشدته. إنما يذكر باستمرار مودتهم، ويغمض العين عن ضعفاتهم أحياناً, ولا يركزّ عليها.

وبالنسبة إلى عموم الناس, يربحهم بالقدوة الحسنة و بالمعاملة الطيبة وبالجواب اللين الذى يصرف الغضب.

***

ورابح النفوس يحترم الكل, ولا يستهزئ بأحد أو يتهكم عليه.

ولا يكون نقّاداً ينظر باستمرار إلى النقط السوداء متجاهلاً فضائل الأخرين.

ورابح النفوس لا يراهم الناس فى طريق الحياة, إنما يحب الكل, ويرجو الخير للكل, ويفرح بنجاح غيره, دون أن يعتبر أحداً منافساً له أو معطلاً.

ويكون مجاملاً فى شتى المناسبات. يشارك الناس فى مشاعرهم ويكون خدوماً, يساعد من يحتاج إلى مساعدة, ويأخذ بيد الساقط حتى يقوم, ويتعاون فى كل عمل خيرّ...

ورابح النفوس ينبغى أن يكون دمث الخلق, عفّ اللسان, وبشوشاً, ورقيقاً فى معاملته. ويكون سمح الملامح.

بهذا يكسب الناس. يكسب محبتهم وثقتهم, ويعيش مع الكل فى سلام بقدر إمكانه.

  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:02 PM   رقم المشاركة : ( 243 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية


لماذا ترقص الشابات والسيدات والاطفال فى حفلات الافراح

اصدقائى الحبايب..... . .

+لا شك ان ليلة الخطوبة وليلة الفرح ليالى لن تتكرر
يكون فيها الانسان واهلة واصدقائة فى سعادة بالغة لكن

+كيف نحتفل بالخطوبة او الفرح ؟كيف نحتفل بطريقة مسيحية روحية لائقة ؟

+ لقد اصبح مكررا ان تجد هذة الحفلات والتى تصل تكلفتها الى 50 الف جنية ى القاهرة
والى 10 الاف جنية فى الاقاليم
فى الوقت الذى يموت فية اخوة المسيح من الجوع والفقر

لقد دعيت الى افراح فى اماكن متعددة فشاهدت ان الشابات ايضا يرقصون وكذلك السيدات
حتى الاطفال الصغار تعلموا الرقص

+ما رائكم فى حفلات الرقص والاغانى والشرب بعد الافراح والفيديو كليب ؟

+هل هذة بدائة صحيحة لائقة لزواج مسيحى ؟
+هل يحق ان يرقص العروسين والحاضرين بعد صلاة الاكليل
فيكون اول درس يعطية العريس لعروسة هو درس فى الرقص ؟

+هل يجب ان يكون شكر المجاملين بتوزيع السجائراو المخدرات او الخمور؟
+ هل نعطى العظة لغير المسيحين الموجودين للتهنئة بالنظر الى ملابس غير لائقة ؟

+.اذا كان هذا غير لائق فما البديل؟

+ فى ردة على هذا السؤال اجاب قداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث
انة لا يحق ان يكون اول درس يعطية العريس للعروس هو درس فى الرقص
وان ممكن الاحتفال باغانى روحية من كورال الكنيسة
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:02 PM   رقم المشاركة : ( 244 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

مقال للبابا شنودة الثالث


الــمــــحـــبــــــة
تــــحـــتـــمـــــل كـــــل شــــــــــئ

+ لقداسة البابا شنودة الثالث +


(مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ..و السيول لا تغمرها ) ( نش 8 : 7 )
ينطبق هذا الكلام علي المحبة بين الله و الإنسان
و كذلك عن المحبة التي بين إنسان و أخيه الإنسان
* فان كانت المحبة قوية و ثابتة ....
لا يمكن أن تزعزعها الأسباب الخارجية أيا كانت ..
كالبيت المبني علي الصخر...
انظروا محبة المسيح للتلاميذ لم تضعف أو تفتر ..
فبطرس أنكره 3 مرات ..و مع ذلك قال له الرب :-
( ارع غنمي ..ارع خرافي ) .
و توما شك فيه ..فلم يغضب منه , بل ظهر له و قوي إيمانه ..
و كذلك المجدلية و التلاميذ تفرقوا عند القبض عليه ..فبقيت محبته لهم كما هي..
* كذلك محبة الله التي أظهرها نحو العالم الذي أخطأ
...نحو الذين رفضوه , فظل يمد يده إليهم ..و يقرع علي أبوابهم ,,و يرسل لهم الأنبياء
و أخيرا بين محبته لنا ..إذ و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا
ëو أنت هل محبتك لله ثابتة ؟؟؟
أم محبتك له تهتز أمام المياة الكثيرة أمام تجربة ..أمام ضيقة ...أمام مرض ...أو وفاة ...أو أمام بعض الأفكار و الشكوك ؟!! .....

أو بعض الخطايا و العثرات و الرغبات ؟!!!!
انظر إلي بولس الرسول كيف يقول :
( لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح ..لا موت و لا حياة و لا أمور حاضرة و لا مستقبلية و لا شدة و لا ضيق و لا اضطهاد )
( رو 8 : 35 – 39 )
ëو محبتك لأصدقائك و أحبائك ...هل هي ثابتة أيضا ؟؟
أم أن حادثا معينا , قد يغير قلبك من جهة محبة عاشت معك سنوات طويلة ؟!!
كما يحدث في أسرة تنهار و تتفكك بعد عشر سنوات ..و لا تصمد أمام المياة الكثيرة...
™هل تتغير محبتك من أجل ....
كلمة لم تسترح لها أذنك ؟؟؟..أو تصرف ضايقك ؟؟ أو تأثير الآخرين عليك ؟؟؟ أو لظروف خارجية ؟؟..أو لسوء فهم ....؟؟؟؟
و حينئذ يرن في أذنيك قول الكتاب :
( عندي عليك انك تركت محبتك الأولي ) ( رؤ 3 : 4)

wفــكل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التي تعطي و تبذل و التي تريح و تفرح كل من يقابلها ...
و لـكـــن
هل كل إنسان يستطيع أن يحتمـــل غيره إذا أخطأ إليـه ؟؟
و لا يفقد محبته أمام الإســـاءة , أو أمـام ما يظنه أنه إســــاءة ؟؟
إن الرسول بولس يقول :
( المحبة تحتمل كل شئ ...المحبة لا تسقط أبداا ...
مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ) ( 1 كو 13 )

+أن كل أخطاء الناس لم تستطع أن تغير محبة الله ......
+كل أخطاء أبشالوم و حربه و خيانته لأبيه لم تستطع أن تغير محبة داود أبيه ..
الذي ليس فقط احتمله إنما قال :-
( رفقا بالفتي أبشالوم ) بل بكي عليه بطريقة مؤثرة للغاية
و محبة داود التي احتملت أبشالوم ...,احتملت أيضا الملك شاول و كل متاعبه ,,
و كم كان مؤثرا رثاء داود لشاول رغم أن شاول حاول قتله مرارا ...
انظروا إلي محبة الأم لابنها :
إنها لا يمكن أن تتغير أو تسقط مهما اخطأ الابن .
.بل تحتمل كل شئ يصدر منه ..
و تبقي المحبة كما هي ...
† أما الذي يتمركز حول ذاته ...
فهو لا يعرف أن يحب كما ينبغي ......
و إن أحـــب ..
لا تستطيــع محبتــه أن تحتـمــل كمــا ينـبغــــي ...
*احـــتملـوا إذن أخطــاء غيركـــم , كمــا يــحتمــل الـلــه أخطاءكـــــــم
* احتملوا لا في ضيق و لا في مرارة قلب ..
إنما في حــب شاعــرين أن كـــل إنسـان له ضعفــاتــه…
و ربمـــا أعــذاره أيضــا التي لا تعرفـونهــا
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:03 PM   رقم المشاركة : ( 245 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

من مقالات البابا شنودة


كيف تواجه المشاكل؟

بقلم قداسة البابا شنوده الثالث




يندر أن يوجد انسان لا تقابله مشاكل في حياته.

إنما المهم كيف يواجهها. بحيث يحلها. أو علي الأقل لا يزيدها تعقيداً.

حلول خاطئة
1- البعض يواجه المشكلة بالاضطراب والحزن:

وربما أيضا بالبكاء. وقد يصل الأمر أحياناً إلي الانهيار.. وهذا الأمر كثيراً ما يحدث عند بعض النساء...وينبغي أن نعرف أن البكاء لا يحل مشكلة. وأن الذي يواجه المشكلة بالحزن والاضطراب. إنما يسئ إلي نفسه وإلي صحته. كما أنه أثناء الاضطراب يعجز العقل عن التفكير الهادئ السليم. وربما يرتبك في أخطاء يقع فيها. وتتعقد معه الأمور..وقد يتسبب ضيقه وحزنه. في بعض أمراض تصيبه : مثل ضغط الدم. أو قرحة المعدة. أو الكبد أحياناً.

***

2- والبعض قد يواجه المشكلة بحيلة خاطئة:

ہ مثال ذلك : في قصة يوسف الصديق : لما رفض الزنا مع امرأة سيده وهرب منها : كيف واجهت تلك المرأة هذه المشكلة؟ إدعت عليه باطلاً أنه هو الذي أراد اغتصابها! فألصقت به تهمة زورا!

ہ مثال آخر : تلميذ يواجهه امتحان. وهو غير مستعد له. فيواجه هذا الامتحان بطريقة من طرق الغش وهي كثيرة. أو يحاول أن يهرب من لجنة الامتحان خفيةً. دون أن يقدم ورقة الإجابة..!

ہ مثال ثالث : مجرم في جريمة قتل أو سرقة. يحاول أن يتخلص من اتهامه في الجريمة. بأن يحاول اثبات وجوده في مكان آخر غير مكان الجريمة في وقت ارتكابها!

ہ علي أن كل هذه الحيل قد تكتشف. فلا تنفع صاحبها. بل ربما تضيف إليه جرماً آخر!

***

3- وهناك من يحاول حلّ مشكلته. بأية خطية يلجأ إليها :
ہ كإنسان يعمل علي حلّ مشكلة الفقر بالسرقة. أو بالاحتيال علي الآخرين. أو بالنصب. أو بقبول الرشوة. أو باللجوء إلي خطية أخري!

علي أن الخطيئة - وإن بدت موصلة الي الغرض في بادئ الأمر - ما أسهل أن تؤدي إلي نتائج سيئة أو خطيرة فيما بعد. كأن توصل إلي السجن. أو إلي سوء السمعة علي الأقل.

ہ ومن أمثلة معالجة المشكلة بخطية : فتاة تزني وتحمل سفاحاً. فتعالج هذه المشكلة بالإجهاض. وهكذا تضيف إلي خطية الزني خطية القتل. قتل الجنين. وبالإجهاض تدفع نفسها في مشاكل أخري.. وربما يتقدم أحد ليتزوجها. فتواجه مشكلة أخري وهي خداعه وإثبات بكوريتها. فتلجأ إلي خطايا أخري للوصول إلي ذلك الخداع..

***

4- وهناك أمثلة أخري لمحاولة معالجة المشكلة بخطية:
ہ أحيانا يحاول شخص أن يحل مشكلته بالكذب أو الإنكار. فيقول لم أفعل. أو لم يحدث. أو يحاول أن ينسب الفعل إلي غيره..وإن لم يصدقوا إنكاره. يحاول أن يثبت كذبه بالقَسَم فيحلف باطلاً. وهكذا يضيف خطية أخري إلي ما سبق.

ہ والبعض قد يعمل إلي مواجهة الخطية بالانتقام : الانتقام ممن يتهمه. أو الانتقام ممن كشفه أو ممن يظن أنه السبب!

***



5- وهناك من يواجه المشكلة بالغضب والنرفزة:
ہ كأب يضع الترمومتر في فم ابنه المريض. وإذ يكشف إرتفاعاً في درجة الحرارة. يلقي بالترمومترفي عصبية فيكسره. مع ما يتلفظه من كلمات السخط. وتبقي درجة الحرارة مرتفعة. لم ينقصها غضبه!

ہ أو أب يلاحظ إهمال ابنه. أو تأخره في العودة مساءً. فيضربه في عنف. ويمنعه من الخروج من البيت. وتحدث مشاكل جديدة نتيجة لعنف الأب. مثل الدواء الذي له آثار جانبية.. وقد لا يكون هذا التصرف علاجاً علي الإطلاق..

ہ ومن أمثلته أيضا الزوج "الحِمش" الذي يعالج أخطاء زوجته بعنف. بضرب أو طرد أو حبس في البيت.. ويكون هذا نقطة البدء في فشل حياته الزوجية..

***

6- هناك أيضا من يحاول أن يحل مشكلته بالعناد:
وهذا النوع تكون في نفسيته ألوان من الكبرياء أو الأنانية. وقد يسمي هذا عزة النفس أو الكرامة..فيصر علي رأيه أو علي تصرفه. مهما قاد هذا العناد إلي نتائج سيئة.. ويستمر في تشدده. وتتعقد مشكلته أكثر من الأول. ولا ينفعه عناده بشئ. ولا ينال بها كرامته.

***

7- والبعض يلجأ في حل مشكلته إلي القهر أو الإرغام:
وهذا الإسلوب له أشكال متنوعة : فقد يكون مادياً أو معنوياً. والنوع المادي يدخل فيه الإيذاء. والنوع المعنوي يدخل فيه التهديد. وما أكثر الوان التهديد.

وأحيانا يكون القهر بأسلوب سلبي. كمداومة البكاء أو النكد. كما يفعل النساء أو الصغار. أو الإضراب عن الطعام كما يفعل الكبار. وهذا القهر السلبي يلجأ إليه من لا طاقة لهم علي عمل إيجابي..واسلوب القهر عموماً. هو وسيلة لإرغام الغير علي قبول ما لا يرضاه. وحتي لو استجاب له قهراً. لا يكون مقتنعاً عقلاً. ولا يكون راضياً قلباً..

وللأسف قد يلجأ الوالدان أحيانا إلي طرق من الإرغام الأدبي. لكي تتزوج ابنتهما بمن لا ترضاه. تحت ضغط مرض الأب أو الأم بسبب رفضها قبول زيجة يظنان هما أنها الأفضل! أو تحت ضغط الإلحاح المستمر أو التخويف..

  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:04 PM   رقم المشاركة : ( 246 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية




كن بشوشا
لقداسة البابا شنودة

بقلم قداسة البابا شنوده الثالث

رأيت أن أحدثكم عن البشاشة. لأن البشاشة تصلح أن تكون بداية لأمور كثيرة.

فمثلاً. كل إنسان يحب أن يحتفل في بشاشة بعام جديد

في حياته. ويسميه عيد ميلاده. وبنفس البشاشة يحتفل بعيد زواجه. وبعيد حصوله علي درجة علمية عالية.

وبالبشاشة أيضاً نحتفل بأي عيد ديني. أو أي عيد وطني. أو أية مناسبة شعبية بهيجة.

ذلك لأن البشاشة علامة علي الفرح. وهي دليل علي السلام الداخلي. وكلنا يحب الفرح والسلام.

الشخص البشوش يسعد الناس ببشاشته. ويشركهم معه في فرحه. وهم يستبشرون به. وينقلهم إلي نفس مشاعر البهجة التي له.

إنه يشيع السلام حواليه. ويبعث الطمأنينة في قلوب الآخرين. البشاشة تشع من نظرات عينيه. ومن ابتسامته ومن ملامح وجهه. ومن أسلوب حديثه. إنه نفس مستريحة من الداخل. وقادرة علي إراحة غيرهم. تشعرهم أنه لا يوجد سبب يدعو إلي الكآبة. بل هناك الفرح علي الرغم من كل شيء.

أما الكآبة والتعب وفقدان السلام. فهي دلائل علي ضعف الإيمان داخل القلب. لأن قلب المؤمن مهما أحاطت به المتاعب. ففي داخله أمل ورجاء في أن كل الأمور ستؤول أخيراً إلي الخير. لذلك فإنه يكون باستمرار بشوشاً.

***

الإنسان البشوش لا يعيش في التعب الحاضر. إنما بالرجاء يعيش في الفرح المقبل.

إن لم يجعله الواقع سعيداً. فإنه يعيش سعيداً في الأحلام في الخيال. ولا يكون خلاله وهماً. إنما حقيقة مبنية علي الإيمان بأن الله يرعي خليفته. وإنه لابد سيأتي ليحل له كل إشكالاته. مهما خيّل إليه أنه قد أبطأ في معونته!! كلا. إن وعود الله صادقة. ولابد سيأتي. وهذا يدعو إلي البشاشة.

لذلك فإن البشوش هو إنسان مؤمن بالمعونة الإلهية. لا يشك فيها إطلاقاً. بل يقول للرب كما قال داود النبي في المزمور "اذكر لي كلامك الذي جعلتني عليه أتكل. هذا الذي عزاني في مذلتي".

***

الإنسان البشوش لا يسمح للمشاكل أن تحصره داخلها

إنما يكسر دائرتها. ويفتح له باباً ليخرج منها.

إنه لا يحكّم عقله فقط. إنما يحكّم إيمانه بالأكثر. فهو لا يحكم علي الأمور بتفكيره الخاص. إنما يحكم عليها في ظل الإيمان بأن الله يحب البشر. وهو دائماً يصنع الخير معهم. ويقول لنفسه: لابد أن الله يعمل خيراً. فإن كنت أنا لا أري هذا الخير. فقد يكون هذا مجرد قصور أو عجز في نظري.

والإنسان البشوش حتي لو حاربته الأحزان من كل جانب. يقول لنفسه: وما ذنب الناس في أن يروني عابس الوجه. فيحزنوا؟!


لذلك فهو في نبل نفسه: إن أدركه الحزن. يحتفظ به لذاته وحده ويقدم بشاشته للآخرين. يشرك الناس في أفراحه فقط. ولا يشركهم في شيء من الحزن.

***

الإنسان البشوش ينتصر علي المتاعب. أما الكئيب فتنتصر المتاعب عليه.

البشوش لا يقع في الحصار النفسي. ولا تكون نفسه عدوة له في الداخل. عقل البشوش يكون صديقاً له. ودائماً يريحه. أما الكئيب فعقله يكون ألدّ أعدائه. لأنه يصور له متاعب لا وجود لها. ودائماً يضخم له الشر. ويغلق أمامه أبواب الحلول!

إن أراد أن يخرج من بيته. يقول له: الأسد في الطريق!

***

الإنسان البشوش يحب أن يكون جميع الناس بشوشين مثله.

لذلك فهو يحاول دائما أن ينسيهم أحزانهم. ويبعث فيهم الاطمئنان. ويبحث عن حلول لمشاكلهم. ويعطيهم تحليلاً مريحاً لكل الضيقات. ووجهاً مريحاً لكل المتاعب. يجلب البهجة لهم مهما حدث.

إنه يخفف من قدر المتاعب. ولا يحسب لها ثقلاً. بعكس الكئيب الذي يضخّم من حجمها ويكبّرها.


البشوش في كل مشكلة تحل به أو بغيره. يذكر قول الرب:

"تعالوا إليّ ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال. وأنا أريحكم"

الكئيب يحمل همومه بنفسه. ويتألم بها. ويشكو منها أمام الناس. أما البشوش فيتركها إلي الله يحلّها له.

***

الإنسان البشوش حقاًً. هو الذي يتمتع بالبشاشة الداخلية

فهو ليس فقط بشوشاً من الخارج في مظهره. بل البشاشة تملك أعماق قلبه وفكره. وتنبع من داخله. فلا يحمل هماً.

إذا أخطأ: بدلاً من أن يفقد بشاشته. فإنه يعمل علي إصلاح الخطأ.

وحينئذ يعيش في سلام داخلي. وفي سلام مع الله.

كثيرون إذا وقعوا في خطأ أو في مشكلة. فرد الفعل الطبيعي عندهم هو الكآبة. ولكن الكآبة ليست حلا عمليا للمشاكل. أما الشخص البشوش فإنه يبحث عن الحل العملي الذي يتخلص به من المشكلة. وينقذه من الكآبة.

فإن وجد الحل. تزول المشكلة. ويملكه الفرح.

أما الكئيب. فإن المشكلة تستولي علي كيانه كله. وبالأكثر عقله ومشاعره فيظل يفكر في المشكلة وأعماقها وأبعادها. وكيف حدثت. وما يتوقعه من نتائج سوداء لها. فيزداد كآبة. ولا يفكر مطلقا في حلها. وإن فكر في الحل يستصعبه. ويضع أمامه العقبات. أو يتخيل أنه لا حل أو ان الكآبة تشل تفكيره. فلا يبصر الحل وهو موجود وهكذا يستمر في كآبته. بل تزداد هذه الكآبة. ولا يستطيع ان يكون بشوشا.

***

الإنسان البشوش إن لم يجد حلا لمشكلته. يتركها إلي الله. وينساها بين يديه الألهيتين.

أما الكئيب فلا يستطيع أن ينسي مشكلته. إنها قائمة دائما أمام عينيه. تتعبه وتزعجه. وكلما فكر فيها. أرهقت أعصابه. وأتعبت نفسيته. وربما يعرض نفسه علي أطباء نفسانيين. فيعطونه منوما لكي ينام. ولا يعود يفكر في مشكلته. أو قد يعطونه مهدئات ومسكنات. لكي تستريح أعصابه. وكلها علاجات من الخارج. بينما الداخل في تعب.

حسنا ان البشوش يعطي فرصة لنفسه. يعمل فيها الله.. إن اتعبته مشكلة. وعجز تفكيره عن حلها. يصلي. واثقا أن الله يتدخل ويعمل علي ايجاد حل. وما دام الله سيتدخل. ويصبح الأمر في يديه. إذن فلا داعي للقلق والاضطراب.

البشوش يجعل الله بينه وبين المشكلة. فتختفي المشكلة وراء الله.

أما الكئيب فيضع المشكلة بينه وبين الله. فلا يري الله وهو يعمل!

ايضا البشوش لا يعطي للمتاعب وزنا أكثر من وزنها الطبيعي.

***

كثير من الأمور يأخذها ببساطة. فلا تتعقد أمامه.

وبطبيعة نفسه لا يتضايق إلا من الأمور التي هي فوق طاقة الاحتمال. وأتذكر أنني قلت مرة في هذا المجال:

لقد سميت الضيقة ضيقة. لأن القلب قد ضاق عن احتمالها.

أما القلب الواسع. فإنه لا يضيق أمام كل مشكلة. بل يتسع لها ويستوعبها فيحتملها. ولا تفقده بشاشته.

إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبا من الماء أو اناء منزليا ولكنها لا تستطيع أن تعكر البحر أو النهر. الذي يتقبلها ويفرشها في اعماقه. ويقدم لك ماء رائقا.

إذن العيب هو فينا أولا: هل قلوبنا متسعة أم ضيقة؟

الانسان البشوش له قلب واسع. لذلك فهو لا يتضايق لأي سبب. ولا يفقد بشاشته بسبب ما يسميه غيره ضيقة.

***

كذلك قد يفقد الانسان بشاشته. بسبب عدم الاكتفاء

أقصد عدم الاكتفاء بما عنده والتطلع باستمرار إلي طموحات عالية ربما لا تكون سهلة المنال. أو ربما إذا وصل إلي بعضها لا يكتفي وإنما يطلب المزيد. فإن لم ينله يحزن ويكتئب.

من أجل هذا. فالإنسان القنوع الراضي بما قسم الله له. يكون دائما بشوشا سعيدا. شاكرا لله علي ما هو فيه.

عكس ذلك. الطامع في منصب كبير. أو في مستوي مالي مرتفع. قد يفقد روح الفرح أو البشاشة. لأن آماله في العلو أو الترقي لم تتحقق. أو وجد له منافسين نالوا ما كان يود أن يناله هو.

ما أعجب أن كبار الأغنياء قد لا يحيون في البشاشة التي يعيشها عامة الناس. ذلك لأنهم مهما ازداد غناهم. يريدون ما هو اكثر واكثر.. وقد لا يتحقق ذلك. فيفقدون البشاشة.

وقد يتحقق كل ما يريدونه من غني. ولكن ذلك يستلزم ضرائب أو مستحقات معينة للدولة لا يحبون أن يدفعوها. فيكتئبون. أو يلجأون إلي التهرب الضريبي. فيدخلون في قضايا ويتعرضون لأحكام تصدر ضدهم. وفي كل ذلك يفقدون البشاشة علي الرغم من الغني المتزايد.

***

أخيرا. في موضوع البشاشة. أراني مضطرا إلي طرق موضوع ديني:

يري البعض أن رجال الدين أو المتدينين عموما يجب أن يتصفوا بالجدية. أو بنوع من الجدية يأخذ مظهر التزمت وقد يقودهم هذا إلي لون من العبوسة. بحيث يعتبرون المرح أو البشاشة حراما.

فهم يربطون بين الجدية والعبوسة. وبين الضحك والخطيئة! وكأن الذي لا يكون عابسا. فبالضرورة يكون عابثا! أو علي الأقل يكون ساهيا عن نفسه. وغافلا عن أبديته! وناسيا لخطاياه. وبعيدا عن حياة التوبة وعن النمو الروحي!

***

وهذا التزمت له خطورته. لأنهم به يخيفون الناس من التدين! أو هم يقدمون للناس صورة من التدين غير السليم!

فلماذا لا يكون الانسان متدينا. وفرحا وبشوشا في نفس الوقت؟

وهل معني التدين أن ينفصل الانسان عن الحياة الاجتماعية وما فيها من مرح وبهجة؟! وهل إذا ضحك المتدين. يبكته ضميره علي ذلك؟! ويري أنه قد هبط درجة في الحياة الروحية؟!

وهل الحفلات التي تتميز بالفرح تكون في مستوي هابط. مهما كان ذلك الفرح بريئا. لا تكسر فيها وصية واحدة من وصايا الله!!

وإن استطاع الكبار أن يضبطوا انفسهم من جهة اللهو والمزاح والضحك والفكاهة. فهل يستطيع ذلك الاطفال؟! بينما هو مستحيل لأن الطفل يحب أن يضحك. وإن منعناه عن الضحك ينشأ مريضا نفسيا.

أم اننا نسمح له بكل ذلك في طفولته. ونمنعه عن كل ذلك كلما يكبر. كأن مقاييس الخير أو الشر قد تغيرت تماما!

***

إن الله خلق الانسان لكي يكون سعيدا. وأسكنه في جنة.. وفي الأبدية سنكون في نعيم وفرح. فهل في الفرح خطيئة؟!

كلا. بلا شك. وإلا كره الناس التدين.

بل علي العكس. إذا رأوا المتدينين فرحين. تكسو وجوههم البشاشة. يتشجعون علي أن يحيوا حياة متدينة. بل يفرحون في تدينهم. إذ أن الله قد قادهم إلي حياة الفضيلة. وسهل طريقها أمامهم. ويفرحون إذ صارت لهم علاقة طيبة مع الله. وأصبحوا يجمعون بين التدين والبشاشة.

***

المشكلة إذن في الحالتين هي في التطرف

بمعني أن يتطرف الانسان في تدينه. فلا يضحك. ويظل عابسا.. أو يتطرف الانسان في ضحكه. فيخلط الضحك بالاستهزاء أو بالفكاهات الرديئة. أو بدلا من أن يضحك مع الناس. يضحك علي الناس. أو يحاول أن يضحكهم بما يخدش ضمائرهم.

أما البشاشة فهي وضع متوسط. يجب أن يتصف به حتي رجال الدين. فيشعر الناس أن الدين هو حياة فرح. فرح بالله وبالفضيلة.


  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:05 PM   رقم المشاركة : ( 247 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية




*** عالم مشغول ***


إن الله – تبارك اسمه – يطل من سمائه على عالمنا، فيجده عالماً مشغولاً. إنه عالم يجرى بسرعة، ولا يجد وقتاً يتوقف فيه ليفكر الى اين هو ذاهب! وهو أيضاً عالم صاخب كله أحاديث وضوضاء ومناقشات وانفعالات، وقد فقد هدوءه...

** إنه عالم مشغول على كافة المستويات:

على مستوى الدول والأمم والجماعات والأفراد. فالدول مشغولة بالحروب والسياسات والإنقسامات، وبالفتن والدسائس والتدابير. والجماعات مشغولة بالصراعات والتشاحن، وبالثقافات التى تتصادم وتتزاحم ولا تتلاحم. والأفراد أيضاً مشغولون بالمشاكل الأسرية والمشاكل الأقتصادية، وبالصراع فى ميادين الدراسة والوظائف والعلاقات الاجتماعية.


** ووسط كل ذلك يقل العمل الروحى أو يضعف ويفتر،

وتختفى العلاقة مع الله، ولا يفكر أحد تفكيراً جدياً فى مصيره الأبدى ولا فى الاستعداد له. وإن قام للصلاة يكون ذلك بأسلوب شكلى روتينى لا روح فيه، حتى أن الله يقول كما قال عن اليهود فى وقت ما "هذا الشعب يعبدنى بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيداً".


** ويقف الشيطان مبتهجاً بمشغولية الناس،

ما دامت هذه المشغولية تنسيهم أنفسهم، وتنسيهم الههم، ولا تعطيهم فرصة للتأمل فيما هو لازم لحياتهم الأخرى، ولا تعطيهم فرصة للتأمل ولمحاسبة أنفسهم. وإن وجدوا وقتاً للهدوء يشغلهم بعمل إضافى، أو بدراسة معينة، أو بألوان من اللهو والتسلية والمتعة، أو يبحث عن مزيد من الرزق المادى. والمهم فى كل ذلك أنهم لا يجدون وقتاً يتفرغون فيه لله خالقهم. مقنعاً أن تلك المشغوليات لازمة لهم اجتماعياً أو ثقافياً أو مادياً لصلاح حالهم!!.

** وإن اهتم شخص بالنواحى الدينية،

يدخل معه الشيطان أيضاً فى هذا المجال. فإما أن يحوّل له الدين إلى صراعات فكرية والى مجالات وفلسفة، أو يحوّل مسيرة تدينه إلى نزاع مع الذين يختلفون معه فى المذاهب. أو يكتفى بأن يجعله يهتم بإلقاء دراسات أو محاضرات عن السلوك البار دون السير فيه. وهكذا يشبه لافتات الطريق التى توضح الطريق دون أن تسلك فيه، أو هو يشبه اجراس المعابد التى تدعو الناس الى دخول المعبد دون أن تدخل هى فيه!! ويصبح التدين كلاماً، ولا يصير ممارسة أو حياة!!.


** لا تظنوا أن الشيطان يغرى كل الناس بالخطيئة لكى يبعدهم عن الله... كلا

، فإنه يفتن فى طرق عديدة لإبعادهم. المهم عنده أن فكرهم لا يكون مع الله، ولا قلبهم أيضاً فهو يشغل البعض بالمال وكأنه الوسيلة الوحيدة لسعادته، ويشغل البعض الآخر بالمناصب والألقاب، فيسعى اليها بكل جهده ليشبع بها رغباته. كما أنه قد يشغل آخرين بالعلم أو بالسياسة، فيركزون فى ذلك كل آمالهم. وهو يضخمّ قيمة المشغولية التى يحارب بها كل أحد لكى لا يتبقى له وقت يهدأ فيه الى نفسه، ويفكر فى الله وفى الحياة الاخرى والاستعداد لها...


** وتصبح المشغولية لوناً من التخدير،

يتوه به الانسان عن نفسه، فلا يرى شيئاً مهما وذا قيمة سوى هذه المشغولية! أما حياته الروحية وصفاء قلبه ونقاوته، فلا يحسب لشئ من هذه حساباً!!.


والشيطان – فى كل ذلك – لا يكتفى بمشغولياتك الحالية، بل

يحاول أن يضيف اليها مشغوليات اخرى، لكى ترتبك ويليهك عن نفسك. وهو مستعد أن يقدم لك فى كل يوم عروضاً ربما تكون سخية تغريك لكى تقدم لها انت المزيد من وقتك واهتمامك وعاطفتك. وهكذا تعيش فى جحيم الرغبات والمشغوليات التى تشعل مشاعرك وتشغلك...


** والعجيب فى كل ذلك والمؤلم أيضاً، انك

لا تشعر بأنك قد أخطأت فى شئ. وتقول لنفسك: أنا لم أكسر أية وصية من وصايا الله. لا وقعت فى الزنا أو النجاسة أو السرقة أو القتل وما شابه ذلك. أنا انسان أعمل عملى بكل إخلاص واتفرغ له... حقاً انك كذلك، ولكنك لم تعط من حياتك وقتاً لله.

** ليكن الله يأخى فى مقدمة مشغولياتك،

إن لم يكن هو شاغلك الوحيد. فعملك الروحى وصلتك بالله، ينبغى أن تكون باستمرار فى مقدمة مشغولياتك وفى توزيع وقتك. واجعل خلاص نفسك فى المقام الأول، ثم رتّب باقى مسئولياتك حسبما تكون أهميتها. وضع نصب عينيك باستمرار تلك العبارة الخالدة: "ماذا ينتفع الانسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!"...

إن خسرت نفسك، ماذا يكون لك عوضاً عنها؟

وكل الذين ماتوا وتركوا هذا العالم، ماذا نفعتهم مشغولياتهم؟! ولما تركوا تلك المشغوليات بموتهم، هل ارتبك العالم، أم بقى كما هو بدونهم؟!.


** نصيحتى لك:

إبدأ يومك بالله فى كل صباح، قبل أية مشغولية اخرى.

ونظّم وقتك بحيث لا تطغى أية مشغولية على الوقت الذى تقضيه مع الله.

ولا تخرج من منزلك قبل أن تقوم بكل واجباتك الروحية.

ولا تسمح لشئ أن يتفوق على روحياتك مهما كانت الأسباب أو الاغراءات، ومهما حوربت بقيمة وأهمية تلك المعطلات...

ولا يصح أن تضحى بعلاقتك مع الله من أجل أى شئ أو أى شخص أياً كان.

وضع حياتك الروحية قبل كل المشغوليات، سواء من جهة الوقت أو جهة الأهمية..


واعلم أنك دائماً تصرّف حياتك، حسب قيمة كل شئ فى نظرك. وليس هناك شئ أكثر أهمية من مصيرك الأبدى، لأن كل شئ زائل، الا البر والخير والعلاقة الطيبة مع الله...

وثق أن الله سيبارك كل وقت، إن أعطيت الباكورة له.

قداسة البابا شنودة الثالث


  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:05 PM   رقم المشاركة : ( 248 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية





كيف نوفق بين الآيتين ؟
سؤال :
وردت فى سفر الأمثال آيتان , تبدو كل منهما ضد الأخري , وهما :
+ لا تجاوب الجاهل حسب حماقته , لئلا تعدله أنت " أم26: 4 " .
+ جاوب الجاهل حسب حماقته , لئلا يكون حكيماً فى عينى نفسه " أم26: 5 ".

الجواب :
لا تناقض بين الآيتين . بل الكتاب يترك لك حرية التصرف حسب النتيجة المتوقعة : فإجابة الجاهل حسب حماقته أمر غير لائق , إن كان سوف يقود إلى مناقشات غبية , بلا فائدة , ولا قيمة ولا منفعة , ينزلك فيها إلى مستواه . وهذا هو المفهوم من عبارة " لئلا تعدله أنت " أى لئلا تصير مساوياً " فى هذا الجهل والحماقة " . فمن الأفضل أن ترتفع عن مستوى تلك المناقشات التى وصفها الرسول بأنها " غبية " . وقال " أجتنبها عالماً انها تولد خصومات " " 2تى2: 23 " .
كما أن الذى يمسع هذا الحوار بينكما , قد يعثر , إذ يري إثنين فى مستوى واحد فى الكلام الذى لا نفع فيه .
ولكن إذا بدا الجاهل فى ثوب المنتصر فى كلامه الباطل الذى ضد الحق , فيمكنك أن تجيبه وتفحمه .
حتى " لا يكون هو حكيماً فى عيني نفسه " , وحتى لا يبدو الباطل منتصراً وبهذا قد يعثر السامعون .
من أجل هذا كان السيد المسيح أحياناً لا يجيب الذين يسألونه , حكمة منه , وبسبب حماقتهم . مثلما رفض أن يجيب أعضاء مجلس السنهدريم من جهة شهود الزور الذين استقدموهم , حتى أن رئيس الكهنة قال له : أما تجيب بشئ ؟! " مت26: 62 " .

ولكنه فى مواقف أخري كان يرد على الصدوقيين , والكتبة والفريسيين , لئلا يصيروا معلمين حكماء فى نظر الشعب , وهكذا " أبكم الصدوقيين " " مت22: 34 " . " والجموع بهتوا من تعليمه " " مت22: 32 " ." ولما رد على الفريسيين أيضاً قيل الإنجيل " فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة . ومن ذلك اليوم يجسر أحد أن يسأله البتة " " مت22: 46 " .
وهكذا أعطانا السيد المسيح مثالاً متى نصمت عن مجاوبة الجاهل , ومتى نتكلم.

من كتاب سنوات مع أسئلة الناس أسئلة فى الكتاب المقدس
لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث



  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:05 PM   رقم المشاركة : ( 249 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية




الشهوة أنواعها وخطورتها


+ الشهوة هى أصل وبداية خطايا كثيرة. فالزنى يبدأ أولاً بشهوة الجسد. والسرقة تبدأ بشهوة الاقتناء أو شهوة المال. والكذب يبدأ بشهوة فى تبرير الذات أو فى تدبير شئ ما. والقتل يبدأ بشهوة الانتقام أو بشهوة أخرى تدفع اليه.. فإن حارب انسان شهواته الخاطئة وانتصر عليها، يكون قد انتصر على خطايا عديدة.
هنا وتحضرنى عبارة عميقة فى معناها، قالها مرة الاستاذ مكرم عبيد، وهى: افرحوا لا لشهوة نلتموها، بل لشهوة اذللتموها.


+ من أكثر العيوب أن يقال عن شخص ما إنه "شهوانى" أى أنه يقاد بواسطة شهواته، وليس بضميره أو عقله...

+ والشهوة إن بدأت، لا تستريح حتى تكمل. وما دام الأمر هكذا، فالهروب منها أفضل. فلماذا تدخل معها فى صراع أو فى نقاش؟! إنك كلما أعطيتها مكاناً فى ذهنك، أو تهاونت معها واتصلت بها، حينئذ تقوى عليك، وتتحول من مرحلة الإتصال، الى الانفعال، الى الإشتعال، الى الإكتمال. وتجد نفسك قد سقطت...
فتتدرج من التفكير فيها الى التعلق بها، الى الانقياد لها، الى التنفيذ، الى التكرار، الى الاستعباد لها. وقد يلجأ الشخص الى طرق خاطئة لتحقيق شهواته: الى الكذب أو الخداع أو الإحتيال. وربما الى أكثر من هذا...


+ وقد يظن البعض – اذا ما أرهقته أفكار شهوة ما – إنه اذا ما أكملها بالفعل، سيستريح من أفكارها الضاغطة!! كلا، فهذا خداع للنفس. فإن الشهوة لا يمكن أن تشبع... وكلما يمارس الانسان الشهوة، يجد فيها لذة. واللذة تدعوه الى إعادة الممارسة. والقصة لا تنتهى...
إن إشباع الشهوة لا ينقذ الانسان منها، بل يزيدها...

انسان مثلاً يشتهى المال. وكلما يجمع مالاً يشتاق الى مال أكثر. وموظف طموح يشتهى الترقى. فكلما يصل الى درجة يشتهى درجة أعلى. ويعيش طول عمره فى جحيم الشهوات التى لا تنتهى، ولا يشبعه شئ...
وصدق سليمان الحكيم حينما قال: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. كل الأنهار تجرى الى البحر، والبحر ليس بملآن"...


+ فلا تظن إذن أن الإشباع ينقذك من الشهوة. لأنه لا ينقذك منها سوى ضبط النفس، والهروب. سواء الشهوة التى تأتيك من الحواس أو من الفكر والقلب، أو التى تأتيك من الغير...
وقد يعالج الانسان شهوة رديئة، بأن يجعل شهوة مقدسة تحل محلها. فالجسد يشتهى ضد الروح، والروح تشتهى ضد الجسد. الجسد قد يشتهى الخطية، والروح تشتهى حياة البر والفضيلة. فإن اشبعت الروح فيما تشتهيه، حينئذ تنجو من شهوات الجسد...


+ ما أجمل ما قاله أحد الروحيين عن التوبة، "إنها إستبدال شهوة بشهوة". فبدلاً من شهوة الخطيئة، تحل محلها شهوة الفضيلة والقرب الى الله. وأيضاً شهوة الكرامة والعظمة والعلو، يمكن أن تعالجها شهوة الاتضاع. وشهوة الضجيج تحل محلها محبة الهدوء. وهكذا دواليك.

+ من الأساطير التى تقال عن بوذا مؤسس الديانة البوذية: إنه جلس فى يوم ما تحت شجرة المعرفة. فعرف أن كل الناس يبحثون عن السعادة، وأن الذى يريد السعادة عليه أن يتخلص من الشقاء. ووجد أن للشقاء سبب واحد، وهو وجود رغبة أو شهوة لم تتحقق. وهكذا علّم الناس أن يبتعدوا عن الشهوات والرغبات لكى يعيشوا سعداء...
على أن تعليم بوذا هذا، غير ممكن عملياً. لأنه من المستحيل أن يعيش انسان بدون أية رغبة أو شهوة. إنما الحل المعقول أن تكون له رغبات وشهوات غير ضارة، أو هى تتفق من وصايا الله...

+ ذلك لأن هناك شهوات مؤذية ومدمرة. ولعل فى أولها شهوة الشيطان فى أن يدمر حياة البر مع جميع الأبرار... وأعوانه يفعلون مثله...
إن الذى يدمن المخدرات، إنما بشهوة الإدمان يدمر نفسه، وقد يؤذى غيره أيضاً. والذى يقع فى شهوة الخمر والمسكر، بلا شك يدمر معنوياته وكرامته. والذى تسيطر عليه شهوة الزنى، يدمر عفته واخلاقياته، ويدمر أيضاً من يشاركه فى الخطيئة أو من يكون فريسة له...

وشهوة الحقد أيضاً شهوة مدمرة، وكذلك شهوة الانتقام. وجميع الشهوات التى يقع فيها البشر، تدمرهم خلقياً واجتماعياً. وإن لم يحسوا هذا التدمير على الأرض، فإن شهواتهم ستدمر مصيرهم الأبدى.
+ إن الشيطان حينما يقدم للانسان شهوة تشبعه، فإنه لا يفعل ذلك مجاناً أو بدون مقابل!! إنما فى مقابل تلك الشهوة، يسلب روحياته منه، ويسلب إرادته، ويضيّع مستقبله فى الأرض والسماء. لذلك علينا أن نهرب من شهواته ومن إغراءاته، واضعين فى اذهاننا نتائجها وأضرارها.

+ والشهوات التى بها يضر الانسان غيره، عليه أن يضع أمامه احترام حقوق الغير، وسمعته، وعفته. ويقول لنفسه: واجبى هو أن أنفع غيرى. فإن لم أقدر على منفعته، فعلى الأقل لا أضره...

أما الشهوات التى يضر بها نفسه، فعليه أن يتمسك بكل القيم والمثاليات، شاعراً أن الخضوع لأية شهوة إنما هو ضعف لا يليق بمن يحترم شخصيته، ويرتفع بها عن مستوى الدنايا.
+ والشهوات الخاطئة ليس من نتائجها فقط أن يضر الانسان نفسه، أو أن يضره غيره، إنما هى أيضاً تفصل الشخص عن الحياة مع الله، وتدفعه الى كسر وصاياه. وهذا أمر خطير...

لذلك نصيحتى لك: اسلك ايجابياً فى حياة النزاهة والعفة. عالماً أن الإيجابيات تنجيك من السلبيات. وأيضاً اعرف ماهى المصادر التى تجلب لك الشهوة بكافة أنواعها، وتجنبها... فهذا أصلح بكثير من تترك الباب مفتوحاً فتدخل منه الشهوة، ثم تقاومها.



  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:06 PM   رقم المشاركة : ( 250 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية




إكرام الوالدين ومن يماثلهما

بقلم : قداسة البابا شنوده الثالث
$ومن مظاهر إكرام الوالدين أمور عديدة،نذكر منها:

العرفان بالجميل
لابد لكل إبن أن يعترف بجميل أبويه عليه ولاسيما أمهفي فترة طفولته:
بل قبل أن يُولدويكفي أن يقرأ أي كتاب طبي أو نفسي عن حالة الأم وقت الحملوما تحتمله من تعبثم الأهتمام بالطفل أثناء فترة الرضاعةوعنايتها به من جهة طعامه وبكائه ونظافتهوحمله علي حجرها وعلي صدرها وعلي كتفهاولا شك أن الطفل الرضيع يمكن أن يتسبب أحياناً في حرمان أمه من أن تذوق طعم النوم.
كما أن الأم لو قصرت في العناية بإبنها في مواعيد التطعيم مثلاً لأصابته أضرار وأخطار تبقي معه طوال عمره.
إن جميل الأم لا يمكن أن ينساه إنسان،ولكن قد يقول أحدهم:
"إن أمي تعبت في تربيتي وأنا صغير. ولكني أقاسي من بعض تصرفاتها الآن!".. حتى لو صحّ هذا فرضاً وقد لا يكون هذا صحيحاً فإنه لا يجعلك تنسي جميلها عليك.. هي إحتملتك وأنت صغير،وأنت تحتملها حين تكبر،وقد يكون سبب عدم تحملك،هو تمردك علي تربيتها لك في كبرك!
ويجب ألا ينسي الإنسان أيضاً جميل أبيه عليه..
هذا الذي تعب وكافح من أجل تربيته،وقام بجميع مصروفاته،وأنفق عليه من عرقه ومن دمه. وكان السبب في تعليمه وتنشئته.
ولا يكون العرفان بالجميل قاصراً علي تعب الوالد مادياً لأجل إبنهوإنما العرفان بالجميل يشمل أيضاً ما أغدقه الأب من حب وحنان وعاطفة مع نصائحه وسعيه في أن يبعده عن كافة سبل الضلال.
ولكي ندرك أهمية هذه العواطف،يكفي أن نتأمل كيف أن كثيراً من الذين حُرموا من حنان الأبوة وحنان الأمومة،قد وقعوا في أزمات نفسية خطيرة ومشاكل صعبة.
ما أقسي علي النفس أن يتعب الأب والأم من أجل إبنهما دهراً،حتى إذا شبّ وكبر،ينسي لهما كل تعبهما السابق.


  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حوار خاص مع قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
صورة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا المعظم تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
من هو مثلث الرحمات المتيح قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية


الساعة الآن 03:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025