13 - 12 - 2019, 02:34 PM | رقم المشاركة : ( 24851 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جاءَ ابنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا هذا رجُلّ أكولّ وسِكّيرٌ
” قال الرب يسوع لليهود: بِمَنْ أُشبِّهُ أبناءَ هذا الجِيلِ هُمْ مِثلُ أولادٍ جالِسينَ في السَّاحاتِ يَتَصايَحُونَ، زَمَّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم. جاءَ يوحنّا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ فقالوا فيهِ شَيطانٌ. وجاءَ ابنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا هذا رجُلّ أكولّ وسِكّيرٌ وصَديقّ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ. لكِنَّ الحِكمةَ تُبرِّرُها أعمالُها”. التأمل: “جاءَ ابنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا هذا رجُلّ أكولّ وسِكّيرٌ” “رجل الاكاذيب يطلق الخصومة والنمام يفرق الاصدقاء” (أمثال 16/ 28) في كل الرعايا تقريباً نجد من يمتهن الانتقاد دون عمل، مصوباً سهامه الجارحة باتجاه من يعمل، باحثا عن نقص ولو كان وهميا”، فهو لا يعمل ولا يشجع غيره على العمل، لا يرقص ولا يدع غيره يتمتع بالرقص، لا تنزل له دمعة وقت الندب ولا يدع غيره يبكي.. اذا كان يوحنا المعمدان، شهيد الحق، أعظم مواليد النساء، الذي قسى على نفسه ليصبح زاهدا وواعظا وعابدا ومعمدا، فيه شيطان، فمن من الناس اذاً لا شيطان فيه؟؟؟ واذا قيل عن يسوع أنه ليس فقط “أكولٌ شريب خمر” بل “بعل زبول” أي رئيس الشياطين، هذا يعني أن الانسان مصاب بداء “المآخذ” لا يعجبه “العجب”، يضع في الاخر ألف علة وعلة، رامياً بنواقص نفسه وأمراض ذاته وعيوب شخصيته القاعدية على غيره.. هؤلاء نمّامون…. والنمام يفرق الاصدقاء لا بل يخرب البيوت، لأنه يتفنن في توصيف الاخر غيابيا (في ظهره) للحط من قيمة نجاحه وصولا الى التجريح والتشهير به وقتل صيته وصولا الى تصفيته اجتماعيا وروحيا وربما جسديا.. وهذا قتل وحشي لسمعة الاشخاص الاخرين وصيتهم من خلال تكبير عيوبهم وسقطاتهم بدل نصحهم ومداواتهم . حذر آباء الروح من “النميمة” لأنها تدمر العلاقات بين الاخوة وتزيد حدة الشقاق والنزاع والانقسامات داخل العائلة الواحدة والبلدة الواحدة. مما يشل حركة الفكر والابداع وروح الابتكار والمبادرة، فيصبح المجتمع فاترا مكبوتا ميتا لا حراك فيه ولا حياة .. “يا رب كن حارسا على فمي وبابا حصينا على شفتي”(مزمور 140 / 3) |
||||
13 - 12 - 2019, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 24852 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“فيهِم غَيْرَةً لله، وَلـكِنْ بِدُونِ مَعْرِفَةٍ صَحيحَة”ّ!
أَيُّهَا الإِخْوَة، إِنَّ بُغْيَةَ قَلْبي وتَضَرُّعِي إِلى اللهِ مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَخْلُصُوا. فأَنَا أَشْهَدُ لَهُم أَنَّ فيهِم غَيْرَةً لله، وَلـكِنْ بِدُونِ مَعْرِفَةٍ صَحيحَة. فقَدْ جَهِلُوا بِرَّ الله، وحَاوَلُوا أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِم، فَلَمْ يَخْضَعُوا لِبِرِّ الله؛ لأَنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ الـمَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن. وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَقَال: “مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا”. أَمَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: “لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَّمَاء؟”، أَيْ لِيُنْزِلَ الـمَسِيحَ مِنَ السَّمَاء. ولا تَقُلْ: “مَنْ يَهْبِطُ إِلى الـهَاوِيَة؟”، أَيْ لِيُصْعِدَ الـمَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. بَلْ مَاذَا يَقُول؟ “الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ”، أَيْ كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا. فَإِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَّبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص. فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والاعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الـخَلاص؛ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: “كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى”. فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو اسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص. قراءات النّهار: روما 10: 1-13 / يوحنا 5: 31-36 التأمّل: يقارب هذا النصّ مسألةً نعاني منها في مجتمعنا المعاصر! فكثيرٌ من المؤمنين يتطرّفون وبهذا المعنى نجد “فيهِم غَيْرَةً لله، وَلـكِنْ بِدُونِ مَعْرِفَةٍ صَحيحَة”! فهم يتأثّرون ببعض المقولات أو حتّى الإشاعات ويكتفون بها أو بمراجع لا يمكن الركون إليها على مستوى تعليم الكنيسة وبهذا المعنى نفهم مقولة مار بولس التالية: “فقَدْ جَهِلُوا بِرَّ الله، وحَاوَلُوا أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِم”! تدعونا رسالة اليوم إلى انفتاح القلب على تعاليم الربّ من خلال الكنيسة التي تقودنا صوب نور المسيح من دون غشاوة أو تشويه للحقائق! |
||||
13 - 12 - 2019, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 24853 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في زمن الميلاد صلاة للعذراء مريم
يا أمّنا الحبيبة مريم، لقد أصغيت إلى يسوع وتعرفين نبرة صوته ودقّات قلبه. يا نجمة الصّبح، حدّثينا عنه، أخبرينا عن مسيرتك لنتبعه على درب الإيمان. سلام لك أيّتها الممتلئة نعمة: علّمينا يا أمّنا مريم أن نكون كما كنت أنت هيكلًا للرّوح القدس، فنفتح له قلبنا وعقلنا، لتملأ نعم الله حياتنا. هوذا أنا أمة الرّبّ: يا أمّي الحبيبة مريم لقد كنت مثالًا للتّواضع والوداعة، علّمينا أن نستسلم لمشيئة الله وحضوره في حياتنا، وأن ننكسر أمام الله، لأن الانكسار أمام الله هو انتصار، من يتواضع يرفعه الله “أنزل الأعزّاء عن الكراسي ورفع المتواضعين”. ليكن لي بحسب قولك: يا أمّنا العذراء لقد كنت باستسلام كامل لله، ونحن اليوم نسلّمك ذواتنا أنت الجسر الذي يربطنا بيسوع وبالرّبّ الثّالوث القدّوس. ويفتح قلوبنا على حبّ الله غير المحدود بالرّغم من آثامنا. ندعوكِ يا أمّنا أن تحرّكي نفوسنا في الرّغبة على اتّباع ابنك بأمانة أكبر. يا مريم سلطانة السّماء والأرض، قودينا نحو ابنك يسوع. آمين. |
||||
13 - 12 - 2019, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 24854 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سفينتا عمرِنا… مع يسوع!!
وقفَ يسوعُ عند بحيرةِ جنّيسارت!!. وكان الرّبُّ واقفًا ومنتظرًا، لأنّه كان عارفًا كيف ومتى تأتي الخرافُ الضّائعةُ أو الضّالةُ ليتصيّدَها… يأتي بها إلى شاطئِ الأمان… يأتي بها إليه هو، ليعلِّمَها ويعرِّفَها من هو!!… همُّ الرّبِّ يسوعَ كان أن يعرِّفَ شعبَهُ إسرائيلَ من هو!!… أهو الّذي كتَبَتْه الكتبُ وأخبرَ مُبَشِّروهم أنّه الإلهُ الآتي والمنتظرُ منذ بدءِ الأزمنةِ وإلى يومِنا هذا؟!. أهذا ما سمعَهُ النّاسُ؟!… أهل صدّقوا كلمتَهُ؟!. أهل عرفوه وهو “المنتظرُ”؟!. وأنّه هو هو؟!… ألم يرتعدْ حسُّهم أمام حَضْرتِهِ؟!. ألم يسألوا أو يُسائلوا بعضُهم البعضَ… أو يُصَلّوا لخالقِهم سائلين من هذا؟!. لماذا يَغيبُ عن وعيِ النّاسِ، عن حسِّهِم، عن إدراكِ عقلِهم أَنَّ الّذي كان معهم هو هو!!. الكائنُ الّذي كان والّذي سيكون منذ أوّلِ الأيّامِ وحتّى مجيئِه الثّاني، حين سيجلسُ الإلهُ على عرشِه والملائكةُ حولَهُ وخرافُه الّتي ذُبحتْ مثلَهُ، عن يمينِهِ والّذين أنكروه عن يسارِهِ… “المدعوّون كثيرون… أما المختارون فقليلون!!”… لماذا مخلوقُ الله ونفسُ روحِهِ بقيَ غريبًا عن إلهِهِ؟!. والسّؤالُ: لماذا لم يُسائلوا خالقَهم: أهذا هو الّذي وعدتَ بأن ترسلَهُ إلينا؟!… أين الأنبياءُ؟!. أين الرّسلُ؟!. أين معلّمو الشّعبِ؟!. أممكنٌ أن يعمى كلُّ هؤلاءِ عن اختراقِ حجبِ “لا” معرفتِهم إذ ينظرُهم خالقُهم ويناديهم بأسمائِهم قائلاً لهم: “تعالوا إليّ يا أيّها المتعبون والثّقيلو الأحمالِ وأنا أريحُكم”؟… ويبقى السّؤالُ: لماذا لا يهدأُ الإنسانُ، كلُّ إنسانٍ، إلى حسِّ قلبِهِ، ليفهمَ كتابةَ حروفِ الرّبِّ على صحافِ قلبِه وشفافِها فيقولَ له: … هأنذا يا ربّي واقفٌ أمامَكَ، فتكلّمْ، لأنَّ عبدَكَ يسمعْ؟!. هكذا يبدأُ التّعليمُ!!… تبدأُ حواراتُ الرّبِّ مع شعبِهِ الّذي لم يفهمْهُ وما زالَ لا يفهمُه، لأنّه لا ولم يحبَّهُ، لذلك لم يعرفْهُ… “يسوعُ رأى سفينتَين واقفتَين عند شاطئِ البحيرةِ وقد انحدرَ منها الصّيّادون يغسلون الشّباكَ”… هذه هي السّفينةُ السّماويّةُ والسّفينةُ الأرضيّةُ!!… السّفينتان هما مملكةُ الرّبِّ السّماويّة ومملكتُه الأرضيّة!!… هل وعى الإنسانُ منذ أوّلِ الأزمنةِ، أنّ هناكَ مُلكَ الإلهِ السّماويَّ وملكَهُ الأرضيَّ وأنّ تجسُّدَ الإلهِ على الأرضِ، هو ليحكمَ مملكتَهُ الأرضيّةَ لتصعدَ إلى السّماويّات ولا تبقى في حدودِ الجسدِ وموتِهِ واختناقِ الرّوحِ الّتي لا تشرئبُّ لتعلوَ إلى السّماويّاتِ، إلى الرّوحيّات مخترقةً حدودَ الجسدِ الماديّةِ… ونزلَ الصّيّادون من السّفينةِ ليغسلوا الشّباكَ… وكانت السّفينةُ فارغةً من السّمكِ… كانت السّلالُ فارغةً والشّباكُ لم تتخرَّقْ من الصّيدِ الكثيرِ… وامتلأتْ القلوبُ بالحزنِ، بالحسرةِ… ها جهدُنا اليومَ صارَ فراغًا بفراغٍ… فأين لنا من الفرحِ والاكتفاءِ والشّبعِ نحن وأولادَنا متمرمرين وجوعى ونساءَنا، تاليًا؟!… وكان هذا الصّمتُ العَتِمُ هو صمتَ اليأسِ!!. بُحَّتْ حناجرُ الصّيادين من عَرَقِ اللّيلِ ورطوبةِ المياه وهم يصطادون ويخطِّطون لاجتذابِ الأسماكِ لطعامِهم وعوائلِهم وأولادِهم، لشيوخِهم وصغارِهم… بعد بيعِ محاصيلِهم ببخسِ المالِ حتّى يتقاسموا الغلالَ واللّقمةَ… السّمكُ لم يحضرْ… إذًا سيأكلون الخبزَ النّاشفَ وبعضَ حبيباتِ الزّيتونِ… وينامون في صمتِ قلوبِهم وعقولِهم ونفوسِهم… ويُسْمَعُ نبْضُ صدورِهم: “يا ربُّ، لماذا تركتنا، يا إلهَنا، إلى الانقضاءِ… لماذا تصرِفُ وجهَكَ عنّا يا ربُّ؟!… إلى متى؟!… إلى متى يا إلهَنا؟!… وسمعَ يسوعُ وَقْعَ حسِّ فشلِهم وحزنِهم الصّامت… تحرّكَ، داخلاً إحدى السّفينتَين وكانت لسمعانَ (بطرسَ) وقالَ له، بل أمرَه: “تقدّمْوا إلى العمقِ وألقوا شباكَكم للصّيد”… وكان على سمعانَ، لو كان متّضعًا، أو واثقًا بيسوعَ أو حتّى محبًّا له، أن يأخذَ الكلمةَ، فيفعلَ ما أُمِرَ به بدون مداورةٍ… كان عليه أن يطيعَ!!… أن يصدِّقَ!!. والتّصديقُ لا يأتي إلّا من المعرفةِ للآخر… من هو هذا الّذي يأمرُني؟!… لذا اعترضَ سمعانُ، لأنّه لم يكنْ يعرفُ يسوعَ من هو!. لم يكنْ يحبُّه، لذا ساءَله يسوعُ ثلاثًا، أتحبُّني يا بطرس؟!… يا لطولِ أناتِكَ يا ربُّ… “فأجابَ سمعانُ وقال له: يا معلّم إنّا قد تعبْنا اللّيلَ كلَّهُ ولم نُصِبْ شيئًا… ولكن بِكَلِمَتِكَ، أُلقي الشّبكةَ”… “فلمّا فعلوا ذلك احتازوا من السّمكِ شيئًا كثيرًا حتّى تخرّقتْ شبكتُهم”… “وأشاروا إلى السّفينة الثّانيةِ ورفقتِهم أن يأتوا ويعاونوهم”… اليومَ تتمازجُ السّماواتُ بالأرضيّات!!… اليوم تتنزّلُ النِّعمُ الإلهيّةُ، فيهرعَ ناسُ الأرضِ لالتقاطِ نِعمِ وإنعاماتِ السّماءِ ليأكلَ بنو الأرضِ من السّمكِ، من “المنِّ” السّماويِّ، الّذي هو بالحقيقةِ، الرّبُّ يسوعُ المسيح!!… لم يُرِدْ يسوعُ أن يأتيَ فجأةً إلى العالمِ ويخبرَهم ببساطةٍ ووضوحٍ أنّه هو الرّبُّ يسوعُ ابنُ الله الآبِ وأنّه تجسّدَ طائعًا لأبيه السّماويِّ، ليفتديَ شعبَ الله الّذي سقطَ، جماعًا في شباكِ الشّرّير، حتّى يمزِّقَ كلمةَ الاتّكالِ على الله، زارعًا الشّكَّ في كلِّ ما سيفعلُهُ الّذين أتوا قبلَهُ وبعدَهُ… مُشتِّتًا الوعيَ والحسَّ وتاركًا بني البشرِ عراةً وبعيدين عن معرفةِ الإلهِ الواحدِ المثلّثِ الأَقانيمِ… وكان على سمعانَ بطرسَ أن يرى بعينَيه الأرضيّتَين ويحملَ بكفَّيه غمرَ السّمكِ الّذي اصطادَهُ الرّبُّ يسوعُ لهم بكلمةٍ واحدةٍ حتّى يؤمنَ… أبقيَ سمعانُ بطرسُ بجنونِهِ عابدًا بالكليّةِ الرّبَّ يسوع؟!… هكذا كان سمعانُ، وما زالَ، مثالًا للإنسانيّةِ “الحموقِ” الّتي مرّةً تعرفُ الرّبَّ يسوعَ ومرّاتٍ تشكُّ به!!… إذا أطعمَها وأغدقَ عليها الخيراتِ، تنفعلُ إيجابيًّا وتبكي وتمتلئُ شعورًا وإحساسًا عاطفيَّين، وحين يتركُها ليمتحنَها؛ أهي بالحقيقةِ تحبُّه إن اختبرَها؟، أم تنوءُ تحت ثقلِ شكِّها وتنكرُهُ خائفةً منه على ذاتِها!!… بحسناتِ وإنعاماتِ يسوعَ لجميعِ الرُّسلِ صيّادي السّمكِ، اخترقتْ كلمةُ الرّبِّ قلبَ سمعانَ، “فصرخَ خارًّا عند رُكبتَي يسوعَ قائلاً: اخرُجْ عنّي يا ربُّ فإنّي رجلٌ خاطئٌ، لأنّ الانذهالَ اعتراه!!”… ولكن حين أُسلمَ يسوعُ، صَرَخَتْ جاريّةٌ إذ رأتْ سمعانَ: هذا واحدٌ من أتباعِهِ… لهجتُه من لهجةِ معلِّمِهِ… فأنكرَ بطرسُ وفرَّ هاربًا إلى الخارجِ… وحين ألحّتِ الجاريّةُ، مصرَّةً: هذا من أتباعِهِ… زعقَ بطرسُ… “أنا لا أعرفُ الرّجلَ!!”… أنكرَ ربَّه، أنكرَ الّذي قالَ له أنتَ الصّخرةَ وعلى هذه الصّخرةِ أبني كنيستي… وبنى الرّبُّ كنيستَهُ على صليبِهِ لا على أيِّ إنسانٍ… هذه حكايةُ الإنسانِ بعد السّقوطِ… وهي أنّه نسيَ وجهَ إلهِهِ في الفردوسِ والتزمَ وجهَ الشّيطانِ… بل تبنّى ذاك الوجهَ الجديدَ، ليصيرَ وجهَهُ!!… فكرَهُ، منطقَهُ… شكَّه… بخلَهُ… قتْلَهُ روحيًّا وجسديًّا لفقراءِ الأرضِ والمُستضعفين… ثمّ يسوعَ!!!. لكنَّ الرّبَّ صرخَ بالإنسانِ: من رآني فقد رأى الآبَ”… كذلك فيليبُّس سأل الرّبَّ… و”توما” شكَّ حسدًا… وحين لمسَ الجنبَ بإصبعِهِ صرخَ: “ربّي وإلهي”… ونحن كلُّنا، كلُّنا خطئْنا وأثِمنا ولسنا بأهلٍ لأنّ نرفعَ أعينَنا لننظرَ علوَّ السّماءِ… أَهكذا سيبقى ربُّنا، سيّدُنا ومخلِّصُنا ألعوبةً “لمزاجيّاتِنا” في الإيمان به والاتّكالِ عليه؟!. ومحبّتِهِ وصونِه أرواحِنا وكياناتِنا لنتحدَّ به؟!… الرّبُّ يسوعُ ظهرَ للقدّيسِ سلوانَ الآثوسيِّ حين أحجمَ الإلهُ عن الرّدِّ عليه وتخليصِهِ من شكِّه، وإذ وقفَ أمام أيقونتِهِ قائلاً له: “أنت قاسٍ”… فخرجَ الرّبُّ حيًّا وابتسمَ له… وخرَّ سلوانُ باكيًا تحت الأيقونة… ثمَّ عاشَ عمرَهُ نائحًا على خطاياه، وفيها أعطاه يسوعُ نعمةً وحكمةً تفوقُ كلَّ حكمةٍ في هذا الدّهرِ وعلّمَهُ أنّه إذا أرادَ أن يحبَّهُ حقيقةً، عليه أن يحبَّ أعداءَهُ بدءًا!!… وبدءًا، تدرّجَ في خبرةِ حياتِهِ: “أخي هو حياتي!!”… ثم صعَّدَ وتيرةَ الحبِّ بقولِهِ: “أخي هو حياتي!!”… وكرّرَ معرفتَهُ الحياتيّةَ تلك… أخي هو العالَمُ الغريبُ وكلُّ خاطئٍ أو بارٍّ.. هو حياتي!!… الأمّ مريم (زكّا)، رئيسة دير القدّيس يوحنّا المعمدان، دوما – لبنان |
||||
13 - 12 - 2019, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 24855 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Never stop starting over
The grace of God will give us true humility and true repentance. It’ll grant us every possible virtue. But, on our behalf, we need to become humble, we need to repent and strongly wish to move on. Let this be how we start, get along and reach the end of our path. Love is what most of all releases man from the old man and his ego. Love means sacrifice. Love means crossing out our ego. We should have the feeling, the understanding and faith that, if something happens in our soul, if we get a hint of salvation, it will be done by God, not by man. Once you become humble, once you repent, salvation comes. Archimandrite Symeon Kragiopoulos (†) |
||||
13 - 12 - 2019, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 24856 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف تقاس قوة ما نؤمن به، بمدى استعدادنا لتحمل المعاناة في سبيله. وبناءاً على هذا الأساس كان "يوسف" رجل الإيمان القوي، حيث كان مستعدّاً أن يفعل الصواب رغم معرفته بكل الصعوبات والمتاعب التي سيواجهها. إضافة الى ذلك فهو لم يكتفي بأن يفعل ما هو صواب فحسب، بل حاول أن يفعله باسلوب صحيح. هو يوسف ابن يعقوب ابن متان، وخطيب مريم العذراء أم يسوع (مت 1؛ لو 3). ومن بيت داود من بيت لحم (مت 1: 20). هاجر إلى الناصرة (لو 2: 4). ومارس فيها مهنة النجارة (مت 13: 55). لُقِبَ بألقاب عديدة أكثرها شيوعاً: البار، الصدّيق، النجار، وكان عبرانيًا محافظًا على الفروض والطقوس اليهودية ومتميزاً بالعديد من الصفات التي تستحق كل الاجلال والإكرام ومنها: - الطاعة: كان مطيعا جدا "مطيعا لتعليمات كهنة الهيكل، ومطيعا لحركات ضميره تجاه العذراء القديسة (مت19:1)، ومطيعا لاوامر السماء والملاك الذى يحركه هنا وهناك (مت24:1 ; 23,14:2)، ومطيعا لتعليمات الدولة بالاكتتاب (لو5,1:2)، ولاوامر الشريعة الخاصة بالختان والتقدمه فى الهيكل (لو24,21:2)، والذهاب الى اورشليم كل عام للاحتفال بعيد الفصح ( لو41:2). - الإتضاع: فقد رضي بقبول العذراء اليتيمة فى بيته، وان يقوم بأعالتها وحفظها وخدمتها، رضى ان يكون خادم للاسرة المقدسة ينتقل معها من مكان لمكان رغم سنه. لم يسأل ولم يستفسر ولم يحتج على شئ ، ولم يحاول قط ان يفرض رأيه فى الموضوع ، لم يطلب ضمانات فى اسفاره المتعددة . فكان يكفيه ان الاوامر تأتيه من ملاك سماوى.. حتى بعد علمه بأن هذا الطفل هو ابن الله، لم يتكبر ولم يتفاخر بهذا الدور، فكم من معجزات شاهدها، وكم من ايات راها ، وكم من مواقف عاصرها داخل البيت الصغير، إلا انه حافظ على اتضاعه العجيب حتى رحل من هذا العالم فى هدوء وسلام بعدما قام بمهمته احسن قيام. لقد عرف من خلال تواضعه العميق سر الطفل الالهى انه برغم كونه الها حقيقيا كاملا الا انه ايضا انسانا حقيقيا كاملا ( بدون خطية )، وكانسان كامل كان الطفل العجيب محتاج الى اب لتنشأته وام لتربيته، فكان ينمو قليلا قليلا فى القامه والنعمة والحكمة عند الله والناس (لو52:2)، وكان منطق يوسف المتضع كمنطق يوحنا المعمدان "ينبغى ان ذاك يزيد وانا انقص". - الصمت: لم ينطق بكلمة واحدة لا بلسانه ولا في الكتب ، وحتى الأناجيل لم تذكر عنه إلا ما جاء في انجيل متى عند سرده لقصة ميلاد الرب يسوع. كان ذلك الرجل المختفي الميال للصمت مثل العذراء، وينطبق عليه ماجاء عنها "واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكره به فى قلبها " ( لو19:2). فقد كان يتأمل بعمق شديد هذه الاسرار التى يراها امامه، فلا يسعه الا ان يصيبة الدهشة والسكوت . كيف يمكنه أن يعبر عن هذا السر العجيب بكلمات بشرية ؟ وقد لعبت صفاته التي تحلى بها دورا كبيرا في مساعدته في المهمة التي كلفه بها الله، فقد كان يوسف شأنه في ذلك شأن سائر شعب الله المنكوب، ينتظر الخلاص من الله، فبعد أن مدّ الفقر والاستياء أذياله على عموم الناس كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر رسولا من السماء ينعش ويعيد روح الله في قلوب البشر. ورغم ذلك لم يخطر على باله يوما أن مريم خطيبته هي التي ستكون أم المخلص المنتظر، وأن الملاك جبرائيل قد حمل اليها البشارة، رغم كونه متعمقا بكل ما جاء في الكتب المقدسة عن المسيح المنتظر وعن كيفية مجيئه وما قيل عنه في سفر اشعيا النبي. لذلك حدث ليوسف ما لم يحدث لسواه، فعندما أراد أن يأتي بخطيبته مريم الى بيته، وقالت له بأنها حامل، وعرف أن الطفل ليس طفله، وأن شخصاً آخر كان أباً لهذا الطفل، فكان عسيراً عليه أن يدرك أن "هذا الآخر" هو الله نفسه "أما يسوع المسيح فقد تمت ولادته هكذا: كانت أمه مريم مخطوبة ليوسف؛ وقبل أن يجتمعا معا، وٌجِدَت حُبلى من الروح القدس" (مت18:1). فأضطرب وخاف واحتار في أمرها متساءلاً ما عسى أن يكون هذا؟! وكانت بالنسبة له محنة قاسية أوشكت أن تؤدي بعلاقته مع مريم الى حد القطيعة والانفصال فكيف يمكن له أن يستوعب بأن شريكته العذراء الطاهرة، تنتظر مولودا، فذلك يفوق ادراك عقله، لكن رغم ذلك، ولأنه كان بارا وصديقا، لم يفقد صوابه ولم يتفوّه بكلمة لا مع مريم ولا مع غيرها حول أي نوع من القلق والظنون لأنه كان مقتنعا ببراءة مريم خطيبته، ولم يسيء الظن بها مطلقا، ولكن عدم تمكنه من ايجاد تفسير لما يراه عليها من تغييرات ، دفعه الى أن يتخذ قرارا بتخليتها سرّا دون اثارة اية ضجّة تلحق بها الضرر ، لأنه مجرّد أن يخبر عن سرّها تنال مريم عقوبة الرجم حتى الموت بحسب الشريعة اليهودية "وإذ كان يوسف خطيبها بارا، ولم يرد أن يشهر بها، قرر أن يتركها سرا" (مت19:1). ولكن عناية الله لم تترك يوسف طويلا في حالة الشك والاضطراب، فارسل له ملاكاً ليؤيد قصة العذراء فأخبره حقيقتها وشجّعه وأفهمه بأن الرب اختاره هو أيضا لتحمّل أعظم مسؤولية ألقيت على عاتق بشر، ليكون أبا ومربيا لإبنه الوحيد يسوع المسيح، من دون تأثير على حريته أو الضغط على قراره " وبينما كان يفكر في الأمر، إذا ملاك من الرب قد ظهر له في حلم يقول: يايوسف ابن داود! لا تخف أن تأتي بمريم عروسك إلى بيتك، لأن الذي هي حبلى به إنما هو من الروح القدس. فستلد ابنا، وأنت تسميه يسوع، لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم" (مت21,20:1). عندما أدرك يوسف مقاصد الله وتدابيره من الملاك استجاب لها واندمج معها، فاحتفظ بمريم وأتى بها الى بيته فرحا مسرورا لهذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربيا ليسوع ابن الله "ولما نهض يوسف من نومه، فعل ما أمره به الملاك الذي من الرب؛ فأتى بعروسه إلى بيته" (مت24:1).. وهكذا آمن يوسف بالسر الكبير وقبل المهمة التي كلّفه بها الله بأن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع الذي كان الجميع يكنّونه بابن النجار( يوحنا 6 : 42 ). بعدها وعندما ولد يسوع تهلل قلب يوسف من أصوات الملائكة وهم ينشدون المجد والسلام بمولده "وفجأة ظهر مع الملاك جمهور من الجند السماوي، يسبحون الله قائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام؛ وبالناس المسرة" (لو14,13:2).. ومع مريم استقبل الرعاة والمجوس الذين اتوا من الشرق ليسجدوا له "ودخلوا "المجوس" البيت فوجدوا الصبي مع أمه مريم. فجثوا وسجدوا له، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا، ذهبا وبخورا ومرا" (مت11:2).. مع مريم هرب بيسوع الى مصر لما أوحي اليه أن حياة الطفل مهددة "وبعدما انصرف المجوس، إذا ملاك من الرب قد ظهر ليوسف في حلم، وقال له: قم واهرب بالصبي وأمه إلى مصر، وابق فيها إلى أن آمرك بالرجوع، فإن هيرودس سيبحث عن الصبي ليقتله. فقام يوسف في تلك الليلة، وهرب بالصبي وأمه منطلقا إلى مصر، وبقي فيها إلى أن مات هيرودس، ليتم ما قاله الرب بلسان النبي القائل: من مصر دعوت ابني" (مت15,13:2) وبذلك ذاق مع مريم ويسوع طعم التشرد والهرب والغربة والانتظار، لكنه كان ينعم بفرح كبير كونه حارس مخلّص العالم.. ومعهما أيضاً عاد الى الناصرة بعد موت هيرودس " لما مات هيرودس، إذا ملاك من الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر، وقال له: قم ارجع بالصبي وأمه إلى أرض إسر ائيل، فقد مات الذين كانوا يسعون إلى قتله! فقام ورجع بالصبي وأمه إلى أرض إسرائيل" (مت21,19:2).. ونحن لانعرف كم عاش يوسف وهو يقوم بدور الأب الأرضي ليسوع، فقد جاء ذكره لآخر مرة، عندما كان يسوع ابن اثنتي عشر سنة، ولكننا نعرف بأنه علّم ابنه النجارة، وتأكد من أنه نال نصيبا طيباً من التربية الروحية في الناصرة، وكان يصطحب الأسرة سنوياً إلى أورشليم في عيد الفصح، الأمر الذي استمر الرب يسوع يفعله بعد أن كبر. ونعلم أيضاً بأنه نذر حياته كلها مضحيا بكل ما لديه للعناية بيسوع وبأمه مريم. أحبّهما من كل قلبه لذلك استحق أن يموت ميتة صالحة بين أيديهما. ذلك كان يوسف الذي ضرب أروع مثال في التضحية والعطاء ونكران الذات خدمة لخير البشرية الأكبر الذي سيحققه ابنه يسوع يوما ما، ويكفيه شرفا وفخرا وهو الرجل المتواضع المختفي أن يكون قد أوصل بالتعاون مع مريم ابنه يسوع الى كمال الرجولة من خلال تربية متكاملة الجوانب. وتلك كانت رسالته وتضحيته العظمى. فمنذ أن سمع كلمات الملاك، وهو يعرف أن يسوع ليس شخصاً عادياً، وقد مكنه إيمانه العميق بهذه الحقيقة، وانفتاح قلبه لكلمات الله له، من أن يكون الأب الأرضي المختار ليسوع. فهل نجد اليوم أمثال يوسف، "حتى من بين المكرسين للرب" عرفوا حقا معنى التضحية وذاقوا طعم التجرد وذهبوا الى أقصى حدود في نكران الذات لإجل خلاص النفوس؟!. منجزاته ونواحي القوة في شخصيته: - رجل أمين - من نسل الملك داود. - أب ليسوع من الناحية الشرعية، في حياته على الأرض. - مطيع لإرشاد الله، ومستعد أن يعمل مشيئته مهما كانت النتائج. دروس من حياته - الله يكرم الأمانة: لقد كان يوسف أميناً تجاه إعلانات الله له، وأميناً مع خطيبته مريم العذراء ومع ابنها يسوع، فقد عاملهما بالعدل والمحبة، وكان حريصا جدا على امنهما وحمايتهما، وتحمل الكثير من الصعوبات والمشقات للحفاظ على حياتهما. فكرمه الله بأن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع فاستحق هذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربيا لابنه، وفي نهاية حياته استحق أن يموت ميتة صالحة بين يدي يسوع ومريم العذراء. - عندما يختار الله أن يستخدمنا فالمركز الاجتماعي قليل الأهمية: يمكننا ان ننظر الى هذه النقطة من ناحيتين: اولهما من طرف الله، فهو عندما اختار يوسف لم ينظر الى مكانته الاجتماعية او التعليمية، فلأنه كان يريد لإبنه الوحيد حياة الاتضاع والفقر، شاء ان يكون الرجل الذي يختاره ليكون الحافظ الأمين لأمه، والخادم الحكيم الصادق ليسوع في حداثته فقيراً مسكيناً، لا شأن له بين قومه، ولا ذِكْرَ له بين أهله وعشيرته. فالله فاحص الكلى والقلوب كان يعلم بأن غنى يوسف كان في قلبه، وكانت ثروته اخلاقه وفضائله التي عكسها في حياته وتعاملاته وبالدرجة الأولى طاعته. ومن طرف يوسف، ولأن الزواج اليهودي كان يتم في ثلاث خطوات، الأولى هي الخطبة، والتي تعتبر قائمة بمجرد موافقة الاسرتين على الارتباط، والثانية اذاعة الامر علناً، ليصبح العروسان مرتبطين برباط لاينفصم إلا بالموت أو الطلاق، وهذا ما يدعوه الانجيل خطبة، ولا يسمح بالعلاقات الجنسية الا بعد اتمام الزواج الذي هو الخطوة الثالثة. لذلك فان ما بدا خيانة من مريم، اعتُبِرَ وسمة عار شنيعة في المجتمع وكان ليوسف الحق في أن يطلّقها حسب القانون المدني لليهود. وكان يمكن للسلطات اليهودية أن ترجمها حتى الموت (تث24,23:22).. ولكن وبالرغم من صعوبة موقفه، ومع أنه كان يعرف أن اتخاده مريم زوجة له قد يحط من قدره في المجتمع، الا انه اختار أن يتزوجها، إطاعة لأمر الله، وهنا ظهرت فضائله ومميزاته بكونه "باراً، متعقلاً وحساساً، متجاوباً مع الله، ضابطاً نفسه". - طاعتنا لما يرشدنا اليه الله، تؤدي الى المزيد من إرشاده: كان يوسف مطيعا جدا، وطاعته ظهرت في العديد من نواحي حياته التي ذكرناها سابقا، ولكن الاهم والأبرز منها طاعته لأوامر الملاك الذى يحركه، فقد تمتع بعلاقه قويه بالسماء، حيث كان تصدر له التعليمات بتحركاته وتصرفاته فكان مثال الطاعه في كل ما كان يصدر اليه من أوامر بدون تذمر وبلا استفسار. كانت طاعته الفورية تعكس ثقته فى الله، وتسليم ذاته بالكامل بين يديه بدون فحص ولا قلق ولا شكوك ولا ضمانات. لذلك نراه في البداية وهو محتار في امر خطيبته مريم، فربما ظن أن أمامه خيارين فقط: إما أن يطلقها، أو يسلمها للرجم، الا ان الله كان لديه بديل ثالث: هو أن يتزوجها، ولأن يوسف امتثل لأمر الله وطاع ما امره به الملاك في حلمه الاول، ظل الله يرشده من خلال ملاك يظهر له في احلامه ليساعده في اتخاذ القرارات السليمة بشان مريم ويسوع حتى أكمل خطة الله في حياته. فالإرشاد الإلهي لا يأتي الا للقوب المُعدّة المطيعة. - ليست المشاعر معياراً دقيقاً للتمييز بين الخطأ والصواب: مع أنه بدا ليوسف بأنه يعمل الصواب بفسخ الخطبة، الا ان ارشاد الله هو الذي أعانه على اتخاذ القرار الأفضل، فقد غير يوسف خططه سريعا، بعد أن اكتشف أن مريم كانت أمينة ومخلصة له، فأطاع الله، وتمم إجراءات الزواج كما كان ينوي. وربما لم يتفق معه كثيرون في هذا القرار، الا انه مضى عاملاً ما عرف أنه الصواب. ونحن أحياناً نتحاشى فعل الصواب بسبب آراء الآخرين، ولكن علينا، مثل يوسف أن نختار طاعة الله، لا السعي وراء الآخرين. فعندما يكون لقراراتنا أثر على حياة الآخرين فعلينا دائماً أن نلتمس حكمة الله. بياناته الأساسية: - مكان إقامته: الناصرة، بيت لحم. - وظيفته: نجّار. - المعاصرون له: هيرودس الكبير، يوحنا المعمدان، سمعان الشيخ، حنة النبية. الاية الرئيسية: "وإذ كان يوسف خطيبها بارا، ولم يرد أن يشهر بها، قرر أن يتركها سرا. وبينما كان يفكر في الأمر، إذا ملاك من الرب قد ظهر له في حلم يقول: يايوسف ابن داود! لا تخف أن تأتي بمريم عروسك إلى بيتك، لأن الذي هي حبلى به إنما هو من الروح القدس" (مت20,19:1). ونجد قصة يوسف في (إنجيل متي16:1 ; 23,13:2 وإنجيل لوقا26:1 ; 52:2 ) |
||||
13 - 12 - 2019, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 24857 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دروس من حياة يوسف النجار - الله يكرم الأمانة: لقد كان يوسف أميناً تجاه إعلانات الله له، وأميناً مع خطيبته مريم العذراء ومع ابنها يسوع، فقد عاملهما بالعدل والمحبة، وكان حريصا جدا على امنهما وحمايتهما، وتحمل الكثير من الصعوبات والمشقات للحفاظ على حياتهما. فكرمه الله بأن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع فاستحق هذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربيا لابنه، وفي نهاية حياته استحق أن يموت ميتة صالحة بين يدي يسوع ومريم العذراء. - عندما يختار الله أن يستخدمنا فالمركز الاجتماعي قليل الأهمية: يمكننا ان ننظر الى هذه النقطة من ناحيتين: اولهما من طرف الله، فهو عندما اختار يوسف لم ينظر الى مكانته الاجتماعية او التعليمية، فلأنه كان يريد لإبنه الوحيد حياة الاتضاع والفقر، شاء ان يكون الرجل الذي يختاره ليكون الحافظ الأمين لأمه، والخادم الحكيم الصادق ليسوع في حداثته فقيراً مسكيناً، لا شأن له بين قومه، ولا ذِكْرَ له بين أهله وعشيرته. فالله فاحص الكلى والقلوب كان يعلم بأن غنى يوسف كان في قلبه، وكانت ثروته اخلاقه وفضائله التي عكسها في حياته وتعاملاته وبالدرجة الأولى طاعته. ومن طرف يوسف، ولأن الزواج اليهودي كان يتم في ثلاث خطوات، الأولى هي الخطبة، والتي تعتبر قائمة بمجرد موافقة الاسرتين على الارتباط، والثانية اذاعة الامر علناً، ليصبح العروسان مرتبطين برباط لاينفصم إلا بالموت أو الطلاق، وهذا ما يدعوه الانجيل خطبة، ولا يسمح بالعلاقات الجنسية الا بعد اتمام الزواج الذي هو الخطوة الثالثة. لذلك فان ما بدا خيانة من مريم، اعتُبِرَ وسمة عار شنيعة في المجتمع وكان ليوسف الحق في أن يطلّقها حسب القانون المدني لليهود. وكان يمكن للسلطات اليهودية أن ترجمها حتى الموت (تث24,23:22).. ولكن وبالرغم من صعوبة موقفه، ومع أنه كان يعرف أن اتخاده مريم زوجة له قد يحط من قدره في المجتمع، الا انه اختار أن يتزوجها، إطاعة لأمر الله، وهنا ظهرت فضائله ومميزاته بكونه "باراً، متعقلاً وحساساً، متجاوباً مع الله، ضابطاً نفسه". - طاعتنا لما يرشدنا اليه الله، تؤدي الى المزيد من إرشاده: كان يوسف مطيعا جدا، وطاعته ظهرت في العديد من نواحي حياته التي ذكرناها سابقا، ولكن الاهم والأبرز منها طاعته لأوامر الملاك الذى يحركه، فقد تمتع بعلاقه قويه بالسماء، حيث كان تصدر له التعليمات بتحركاته وتصرفاته فكان مثال الطاعه في كل ما كان يصدر اليه من أوامر بدون تذمر وبلا استفسار. كانت طاعته الفورية تعكس ثقته فى الله، وتسليم ذاته بالكامل بين يديه بدون فحص ولا قلق ولا شكوك ولا ضمانات. لذلك نراه في البداية وهو محتار في امر خطيبته مريم، فربما ظن أن أمامه خيارين فقط: إما أن يطلقها، أو يسلمها للرجم، الا ان الله كان لديه بديل ثالث: هو أن يتزوجها، ولأن يوسف امتثل لأمر الله وطاع ما امره به الملاك في حلمه الاول، ظل الله يرشده من خلال ملاك يظهر له في احلامه ليساعده في اتخاذ القرارات السليمة بشان مريم ويسوع حتى أكمل خطة الله في حياته. فالإرشاد الإلهي لا يأتي الا للقوب المُعدّة المطيعة. - ليست المشاعر معياراً دقيقاً للتمييز بين الخطأ والصواب: مع أنه بدا ليوسف بأنه يعمل الصواب بفسخ الخطبة، الا ان ارشاد الله هو الذي أعانه على اتخاذ القرار الأفضل، فقد غير يوسف خططه سريعا، بعد أن اكتشف أن مريم كانت أمينة ومخلصة له، فأطاع الله، وتمم إجراءات الزواج كما كان ينوي. وربما لم يتفق معه كثيرون في هذا القرار، الا انه مضى عاملاً ما عرف أنه الصواب. ونحن أحياناً نتحاشى فعل الصواب بسبب آراء الآخرين، ولكن علينا، مثل يوسف أن نختار طاعة الله، لا السعي وراء الآخرين. فعندما يكون لقراراتنا أثر على حياة الآخرين فعلينا دائماً أن نلتمس حكمة الله. |
||||
14 - 12 - 2019, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 24858 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد بستافروس ( صليب الجديد)
#نشأته: كان في عهد البابا يوأنس الثالث عشر، وقد ولد في بلدة هور مركز ملوي محافظة المنيا، وكان والداه خائفي الرب، فربّياه تربية روحية حقّة، وعرفا كيف يجعلان العقيدة تترسخ في أعماقه فلا يرضى بها بديلًا. #زواجه_وبتوليته: لما بلغ سن الشباب فكّر والداه في اختيار زوجة له من أقاربه وزوّجاه رغم إرادته، ولم يعرف القديس امرأته وظلاّ بتولين تحرسهما العناية الإلهية ويظلّلهما ملاك الرب. وعقب زواجه صار يتجوّل في الجبال والبراري ويزور الأديرة ويعزّي نفسه الطاهرة بعِشرة القديسين والنسّاك والمتعبّدين. ولما عثر عليه أهله قيّدوه بالحديد حتى لا يفارقهم، ولكنهم رأوا أن هذه القيود قد انحلّت من قدميه وانفتحت أقفالها من نفسها بقوة السيد المسيح الحالة فيه. وكان صليب يواصل ليله بنهاره بالصلوات، وكانت أمنيته الوحيدة التوسّل لوالدة الإله القديسة مريم أن تعينه على نيل إكليل الشهادة على اسم ابنها الحبيب، فظهرت له السيدة العذراء مريم في حلم وأفهمته أن طِلبته أجيبت وسينال أمنيته وسيكون رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل في حراسته. #استشهاده: قبض عليه جماعة من الغوغاء غير المؤمنين وقدّموه لحاكم البلاد لإعلانه إيمانه بالسيد المسيح، فانهالت عليه الشتائم والإهانات واللطمات، كما رجموه نتيجة تمسّكه واعترافه بالسيد المسيح، فلم يُصِبه شيء لأن ملاك الرب كان يحرسه. أودعه الحاكم في السجن، فكان كلّما وضع السجَّان الحديد في رجليه يجده حرًا طليقًا، وقد اعترف بإيمانه بالسيد المسيح أمام والي مصر، الذي أرسله للملك الأشرف قانصوه الغوري، وظل معترفًا ومتمسكًا بإيمانه فأرسله الملك إلى القضاة الذين قرّروا إعدامه وإشهاره في أرض مصر وشوارعها مكبّلًا بالحديد وتمّ تنفيذ ذلك. وبعد جهاد مرير قُطِعت رأسه في 3 كيهك سنة 1229ش، ونال إكليل الشهادة بركه شفاعته وصلواته تكون معانا ونطلب من رب المجد ان يعيننا كما اعنه علي الجهاد والاستشهاد علي اسم رب المجد يسوع #اتشفعو_بيه_شفاعته_قويه #شير_وعرف_الناس_علي_القديس_العظيم #لننال_بركه_سيرته_الطاهره |
||||
14 - 12 - 2019, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 24859 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“Estava perdida Mergulhada em minha escuridأ£o presa أ،s cadeias do pecado sentenciada a morte eterna Foi quando eu vi Eu vi brilhar Sua Luz Jesus Essa Luz dissipou toda escuridأ£o quebrou minhas cadeias me deu novas vestes Inundou-me de Amor O mais lindo e puro amor Me adotou Me amou Me abraçou! E esse abraço é para mim como cadeias .. Mas das quais nأ£o quero me soltar jamais!" |
||||
14 - 12 - 2019, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 24860 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مار شربل رافقني الى المستشفى وتمّت الأعجوبة!
مار شربل… كم من نفوس جذبها الى الربّ، وكم من شفاءات تمت بشفاعته… إنه طبيب السماء الذي لا ينفكّ يصلّي معنا، لنتقدّس ونمجد اسم الربّ. ايلي غسطين، متأهل وأب لولدين، أخبر أليتيا اختباره مع القديس شربل، وكيف تمّ الشفاء: “منذ العام 2003، كنت أعاني من آلام حادة في معدتي وصدري، وبعد مراجعة الطبيب المختص، تبيّن وجود أسيد في المعدة، فوَصَفَ لي علاجاً لمدّة ثلاثة أشهر، لكنّني لم أستفد منه، وتحمّلت الأوجاع لغاية العام 2019. ودخلت مستشفى القديس جاورجيوس، وأجريت فحوصات عديدة، بيّنت أنني أعاني من التهاب البنكرياس، ولديّ ورم (قطره حوالى سنتيمترين ونصف السنتيمتر)، وطلب مني الطبيب المعالج أن أجري خزعة جراحية لمعرفة طبيعة الالتهاب. وتابعت الفحوصات في مستشفى رزق… قلقت كثيراً وطلبت شفاعة طبيب السماء مار شربل، وأزور دير عنايا باستمرار، وأخذت تراباً من قبره، وأكلته، وشربت من الزيت المبارك ، وسجدت أمام ضريحه، وبكيت طالباً شفاعته من أجل شفائي، ومرافقتي الى المستشفى… في 1 تموز 2019، عندما دخلت غرفة العمليات، كانت المفاجأة السارة… لم يجد الطبيب أي أثر لالتهاب البنكرياس ولم يأخذ أي خزعة، فالفحوصات أثبتت أنني لا أعاني من أي التهاب… وبعدما صحوت من تأثير البنج، جاءت عائلتي لتهنّئني بالسلامة والشفاء! وأجريت فحوصات جديدة بعد ستة أسابيع، للتأكد من أن الشفاء تام، فكانت النتيجة ايجابية… حينذاك، أخذت تقريري الطبي وتوجهت الى دير مار مارون عنايا لأشكر مار شربل على شفاعته عند الربّ ونعمة شفائي وسجّلت الأعجوبة بتاريخ 3 تشرين الأول 2019″. تبارك الله في قدّيسيه! |
||||