منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 01 - 2013, 08:47 PM   رقم المشاركة : ( 2441 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في انتظار الموت

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في انتظار الموت:

هل تعرف ما تريد؟

طيب...ان كنت تعرف...فلماذا تريد؟

وهل ما تريده الان...سيكون مناسبا لك...في كل آن؟

أنت في انتظار الموت...سيدي..ولعله هو من في انتظارك...

فما معنى انتريد؟

ما دام الموت سيبتلعك انت وما تريد؟

هل لانك تنبض بالحياة...لاتريد ان ترى الموت؟

الموت في انتظارك سيدي...ولعلك انت من في انتظار الموت.

كم تافه...كل ماتريد؟

كم سخيف...أن تريد...

كم قبيح ان أسئلك...والاقبح...حين فكرت للحظة في الاجابة...

أن اردت ما من شأنه ان يبتلعه الموت...فلا معنى لما تريد..

طيب...هل هنالك ما ليس من شأنه ان يبتلعه الموت؟

وهل بعد موتك....يبقى شيء منك...كي يريد؟

الموت في انتظارك سيدي...ولعله في داخلك ينتظر..

لعلك تريد الموت...هذا مطلب متناسب جدا...ولايعد سخيفا...ان تطلب ما من شأنك المضي نحوه دون أن تريد...

ان أردت...أم لم ترد....فكلاكما...انت والموت..ستلتقيان...فما العمل اذن؟

انك وبكل غباء...تريد ان لا تموت....وانت نفسك وبكل فجاجة...تعيش كل لحظة...تتنفس...وكل نفس من شهيقك او زفيرك...يقودك...بطريقة مهذبة...نحو دائرة الموت...

الموت في انتظارك سيدي...ولعلك..انت من تحث الخطى للقياه..

لايمكنك ان تعقدصلحا مع الموت...ولا يستطيع الموت..سماع توسلاتك في البقاء...

طيب...تريد انتبقى....تبقى من أجل ماذا؟؟؟؟ان ترى ما لم تراه بعد؟...ان تسمع ما لم تسمعه بعد؟...ان تفهم ما لم تفهمه بعد؟....أن تقول ما لم تقله بعد؟ ان تفعل ما لم تفعله بعد؟...وهل تعتقد ...انك ستفعل او ستقول..او ستفهم...او ستسمع...او ترى...وأنت كما أنت...مثلما تسمع هذه الكلمات وترى احرفها؟..من أين سيأتي السمع الجديد..والفهم الجديد؟ والقول الجديد؟والرؤى الجديدة...وأنت كما أنت مثلما اعرفك وتعرف انت؟

سخيفة جدا مبرراتك للبقاء...

فالموت...لايسمع ولايقول ولايرى ولا يفهم...

الموت في انتظارك سيدي...ولعلك...تفهم انك مقبل عليه برجليك..

ما معنى ان تبقى من أجل الاخرين؟؟؟زوجة او صديق...اولاد او رفيق...حبيب رقيق...فلن يشاركك...موتك سواك...تعال اذن لانصحك...انت وحيد في موتك...وانت الميت الوحيد.

لاتريد ان تموت...من قال انك لست ميتا؟

الموت...هو ان ترى نفس ما رأيت...وان تقول نفس ما قلت...وان تسمع نفس ما سمعت...وان تفهم كل مافهمت....أليس هذا أنت الان؟ صحح لي ان كنت مخطئا.

هل تنتظر ان تتغير الاصوات التي تسمعها؟ اعني الكلمات التي لطالما مرت بأذنيك؟هل تنتظر ان تختلف الالوان والاشكال التي رأيتها؟أعني الاماكن والوجوه التي دائما ما تنتصب امام ناظريك...هل تنتظر ان تقول غير ما بحت به؟

انت وبكل صدق وأمانة...تنتظر موتك...فقط لاغير.

رغم كونك ميت بالاصل....لكنك تنتظر ان تنطفيء الوهجة...وتذوب الشمعة...ويسدل الستار...وتكون كما لو أنك لم تكن ...ابدا.

الموت في انتظارك...هو سيدك..أيها العبد.

قد لا تخاف الموت...لكن ما انا وانت متيقينين منه...انه هو من لا يخافك ابدا....لامعنى للخوف...مع الموت...خف...باقصى ما تستطيع...وسياتي....أصرخ بأعلى الصوت...وسيأتي...أصمت ولذ بالسكوت..والانصياع...وسيأتي...

كيف ستتخلص من موتك؟

لا..لم اقصد موتك الذي تنتظره...او ينتظرك...انما موتك الذي انت فيه الان.....

من أكثرالامور...الغير مستحقة...ان تكون ميتا...قبل ان تموت...ومن اتفه الامور...أن تبكي...على ميت...مات.

كيف يموت الميت؟

ان كان ميتا بالاصل...كيف يموت؟ هذا هو سؤالك الاول الصحيح.

الميت...لايموت...فقط من كان حيا يموت.

أنت تسكن في مىقبرة الحياة...وكم من احياء ..في المقبرة!!!

الموت لاينتظرك سيدي...انما هو فيك يعيش...

كم من اموات حولك؟...مثلك...يشبهونك...يضحكون...يفرحون...يبكون.. .يتألمون..يستمتعون...يلتذون...يأكلون...ينامون...يت علمون.....كلهم...كلهم...اقولها بمليء فمي...واسمعها جيدا....كلهم...مثلك...ميتون.

كيف تحيا من موتك....كي تموت؟

نعم هكذا يكون السؤال العظيم...كيف تحيا من موتك...كي تموت؟

فالموت...الذي ينتظرك...لاينتظر الميتين...انما الاحياء...أوتعرف لماذا؟

لان الموت:حقيقة...ناصعة...وصراحة صارعة...وحيوية ناجعة...وكلمة بارعة...وانعطافة قاطعة...انكشافة..دافعة...وانارة...شافعة....ونغمة.. .قالعة...وانطلاقة...رافعة....ومسيرة واسعة...وعلامة..جامعة.

فالموت...هوالحياة..بكل بساطة...فمن كان حيا...سيحيا بموته....ومن كان ميتا...سيبقى.

هنا...أنت الان..والان فقط...تستطيع ان تحيا...حينما تكف عن فهمك...الذي فهمته...وكلماتك التي قلتها ..أو سمعتها مرارا...انسى.... بكل ما اوتيت من ارادة....كل ما فات....فما فات...مات...فلا تجعله مصاحبا لحياتك....او تلتصق به كالمتسول....اعبر موتك...هي خطوة واحدة..ما بين موتك الان..وحياتك اللاحقة....وأبدأ من جديد...في كل شيء...يجب ان تظل هاربا من موتك..الاول....مقبلا لموتك الثاني...وليس العكس....عليك ان تحيا...بأن تعترف بكونك ميتا....وان تقطع اوصال اتصلاتك بموتك الاول....وما بين هربك الدائم..من موتك الذي انت فيه الان...وأقبالك وقبولك لموتك الثاني...تكون قد انتقلت من موت..الى موت....أعني..من حياة...الى حياة....ولاتنسى ابدا...انه: لن يموت من لم يحيا اولا.....ومن يحيا اولا...لن يموت..ابدا
 
قديم 27 - 01 - 2013, 08:55 PM   رقم المشاركة : ( 2442 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأجل الحب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قولك إنى بحبك

لا يقدر الظلام أن يطرد الظلام
لكن النور يقدر
لا يقدر الظلم ان يقيم العدل
لكن العدل يقدر
لا تقدر البغضة انهاء البغضة
لكن الحب يقدر
لا يقدر الكبرياء هزيمة متكبر
لكن التواضع يقدر
لا يقدر الطمع هزيمة طماع
لكن العطاء يقدر
هكذا يهاجمنا العالم
وهكذا نهاجمه
فنحن نؤمن بقوة الحق والنور والعدل والعطاء
هذا سلاحنا امام كل ظلام وظلم
هذه حربنا بكل بساطة
 
قديم 27 - 01 - 2013, 08:56 PM   رقم المشاركة : ( 2443 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انا حاسس بحيرتك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اتعب كتير احزن كتير لما بختار لنفسي طريقي وفيه اسير ..
اتعب كتير واحزن كتير لما في بعدي بايدي احفر لنفسي الف بير
وانسي كلام قلته كتير ان انت دربي وحدك ومعاك المصير
محتاج لصوتك محتاج رعايتك محتاج تقولي انا حاسس بحيرتك
ترشدني مين وتقولي فين تمسكني يدك من ايدي اليمين
افرح كتير وابقي بصير لما مشورتك تبقي لي نوري في المصير
وانسي الالام وانسي الملام لما الاقي في اللي اخترته لي كل خير
وان نداني البعد تاني احرسني انت تاني من ميل الطريق
 
قديم 28 - 01 - 2013, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 2444 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 28 - 01 - 2013, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 2445 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر السقوط في هوان الخطية

وعدم حفظ كرامتنا في القداسة والتقوى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
  • مكتوب: وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق – رومية 1: 28
ومن هنا نكتشف سر السقوط في هوان الخطية وعدم حفظ كرامتنا في القداسة والتقوى، لأن حينما يطرح الإنسان الوصية بعيداً عنه منحصراً في ذاته ساعياً نحو رغباته الخاصة لساعة لذة عابرة، فأن النعمة تتخلى عنه فيسقط بسهولة ويتورط في الشرّ، لأنه من المستحيل على أحد قد آمن بالمسيح ونال نعمة الخليقة الجديدة ويسقط في خطية بسهولة أن لم يكن قد تخلت عنه عناية الله بسبب إصراره على عدم طاعة للوصية، أو تجاهلها

لأن أحياناً الإنسان لا يستأصل جذور الشرّ التي تُشير إليها الوصية، لأنه حينما يجد أن الجسد في حالة نشوة خاصة بسبب تسليته بالأفكار الغريبة عن القداسة وحياة التقوى ولم يطردها بكل عزيمة مع صلاة عميقة والتمسك بوصية الله، فهي حتماً ولابد من أن تُغرقه وتلوث هيكل جسده، لأن الطريقة التي تعمل بها الأفكار الغير منضبطة هي أنها تُغذي جميع شهوات الجسد التي تتحكم فيه، وإذا رحب الإنسان بالشهوات فهي تُثير الجسد حتى يتمرد عليه، ثم تُلقيه صريعاً عارياً من نعمة الله تماماً، حزيناً على ما فقد، متأسفاً في قلبه على ما تركه، وأن لم يستفق سريعاً فأن الخطية لا تتركه إلى أن تسيطر عليه بالتمام حتى يستبيح ويدخل في نفق مظلم ويفقد البصيرة وتسيطر عليه الظلمة ولا تتركه إلى أن يسير أسيراً لليأس المدمر مجدفاً على الله إلى أن يتملك عليه الموت بالتمام ويفقد كل أمل في الخلاص.


لذلك علينا يا إخوتي أن ننتبه لأي بادرة شرّ ونستأصلها فوراً ولا نبقي على أي شيء يعكر صفو قداسة السيرة التي بدأناها بالتوبة، واعلموا تماماً أن الذي يحب إنساناً لا يتكلم عنه بشرٍ وإلا لا يكون له صديقاً، هكذا أيضاً من يحب نفسه ويتباهى بفكره ويتعالى به على الآخرين أو يحب إحدى شهواته فأنه لن يتكلم عنها بشرّ، أما إذا تكلم بالشرّ عن الكبرياء أو الشهوات التي جربه بها العدو وسببت له الضيقات وحرمته من قوة النعمة وازدرى بها ورفضها وكشف سمها الخانق واعترف بها فوراً أمام خالقه بغرض التوبة طالباً قوة النعمة تحل عليه، فهو ليس صديقاً لها، وقد رفضها من كل قلبه، لأن كل ما يتكلم عنه حسناً فهو معجب به ويميل إليه.


وليس معنى هذا أن يزم الإنسان نفسه أو يشتمها، لأن هذا أيضاً خطية في حق من خلق جسده وقدسه، لأن العيب ليس في الجسد ولا غرائز الإنسان، إنما العيب يكمن في رغبات قلبه، لأن الجسد أداة النفس، فالجسد يتحرك حسب رغبة الإنسان وميله الخاص، والغرائز لا تتحرك بالشهوة إلا إذا كان القلب ملتوي يحب الظلمة أكثر من النور ويميل نحو الخير الغير موجود، لأنه يحب اللذة الوقتيه التي تمرضه وتضعفه وتقذف به بعيداً عن الله حتى أنه يخاف محضره ويهرب من وجهه وتُسد نفسه عن الصلاة وقراءة الكلمة...


لذلك أن وجد أحد نفسه لا يستطيع أن يواجه الله أو قلبه مسدود عن الصلاة ويهرب منها، أو لا يقرأ الإنجيل لأجل حياته وبناؤه، أو لا يستطيع أن يسمع التعليم من فم آخر لأنه يشعر أنه لا يحتاج لتعليم، فليعلم أن هناك خطية رابضة في القلب تحتاج توبة سريعة جداً، فعليه أن يفحص نفسه أمام كلمة الله ويتوب فوراً عن الخطية، لأن الحكيم لو رأى أنه دخل في الظلمة يهرب منها للنور، أما الجاهل فأنه يمكث في الظلمة ويقول هذه هي حياتي، فلا رجاء لي أو نجاة، ولا يهرب لحياته مثل من يمسك في يده نار ويقول أنا ميت ويتركها تحرقه بالتمام !!!
  • لذلك يا إخوتي لنسرع إلى رب الجنود الحي الذي يُعطي للمريض شفاء ولعديم القدرة يُكثر له شدة، وللمهزوم نصرة، وللميت حياة، لأنه هو خلاصنا ونجاة أنفسنا الحقيقي
 
قديم 28 - 01 - 2013, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 2446 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المشورة

" سامع المشورة هو حكيم " ( أم 12 : 15 )

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ ينصحنا الحكيم بالحصول على مشُورات الحُكماء والخبراء ، والإستفادة من النصائح العملية والروحية النافعة ، وبالتوجيه والإرشاد السليم نتجنب الكثير من المشاكل الخطيرة ، التى تحدث للإنسان من تصورات قلبه ذاته ، ومن حكمته القاصرة ، أو قلة خبرته ، وجهله وعناده ، وعدم طاعته لنصائح المرشدين والآباء الروحيين والجسديين المُحبين لمساعدته .

+ والدليل على ذلك أنه رغم بلوغ سليمان درجة رفيعة من الحكمة ، والسلوك الفكرى الحكيم ، لكنه اعتمد على رأيه فى تحقيق نظرية "الفلسفة الأبيقورية" ، بأن " السعادة فى الذات " ولما طبقها ، اكتشف زيفها ، وندم بشدة على ما فعله ، وأعترف بخطئه ( جا 1 : 3 ) ، وأكثر من الإشارة إلى ضرورة طلب المشورة الصالحة ، وأعلن خطورة الإكتفاء بالفكر الشخصى القاصر ، وقال :

* " توجد طريق تظهر للإنسان أنها مستقيمة ( فى نظره ) ولكن عاقبتها طرق الموت " ( أم 14 : 21 ) ، ( أم 16 : 25 ) .

* " مقاصد بغير مشورة ( سليمة ) تبطُل ، وبكثرة المُشيرين تقوم " ( أم 11 : 14 ) .

* " طريق الجاهل مستقيم فى عينيه ، أما سامع المشورة فهو حكيم " ( أم 12 : 15 )

+ ويقول المثل العامى : " لا خاب من استشار " ، وهى مقولة حق .

+ والنصيحة لك ( يا اخى / يا أختى ) بأن تبحث عن المشورة الروحية والعملية اللازمة ، عند البدء فى اتخاذ قرار خطير ، يمس مستقبلك الأرضى أو الأبدى ، حتى لا تندم .

+ لا تعاند .. وتنفذ ما تراه وحدك ، لا تصر على السير فى الطريق الخاطئ إلى نهايته ، رغم سبق معرفة نتائج هذا السلوك السلبى !! .

ثم بعد ذلك تلقى اللوم على الله وعلى القدر والحظ السئ ، وليس الأمر كذلك ، لأن المنطق يقول : " إن الذى يزرعه الإنسان ( من خير أو شر ) اياه يحصد " ( غل 6 : 7 ) ، " عملك يرتد على راسك " ( عوبديا 1 : 15 ) .

+ فالجأ إلى الرب أولاً : لأنه وعد بأن يُنير لك الطريق ، وقال لك :

" أُعلمك وأرشدك الطريق ( السليم ) " ( مز 32 : 8 ) .

واطلب استنارة ومشورة الروح القدس ، كما قال المخلص لتلاميذه " فهو يرشدكم إلى جميع الحق " ( يو 16 : 13 ) ، ( إش 28 : 26 ) .

* " والحكيم ( المطيع ) بالإرشاد يقبل معرفة ( خبرة الآخرين ) " ( أم 21 : 11 ) .

* " وعلى فهمك لا تعتمد ، ولا تكن حكيماً فى عيّنى نفسك " ( أم 3 : 5 – 7 ) ،

فالإتضاع لازم لقبول آراء الحكماء والخبراء فى كل مجال ، لصلاح الحال ، وراحة البال .

+ وطالب معلمنا بولس الرسول ، بالأستفادة من المستشارين الكثيرين ( 1 كو 4 : 15 ) * " واذكروا ( تذكروا ) مُرشديكم ، الذين كلموكم بكلمة الله ( المشورة الصالحة ) ، انظروا إلى نهاية سيرتهم ، فتمثلوا بإيمانهم " ( عب 13 : 7 ) .

* " وأطيعوا مُرشديكم ، واخضعوا ( لأرائهم ) لأنهم يسهرون ( يهتمون ) لأجل ( خلاص ) نفوسكم" ( عب 13 : 7 ) .

+ ولا ينبغى الإستماع إلى مشورة أى إنسان غير حكيم ، حتى لا يتسبب رأيه الفاسد فى كارثة تصيب الفرد وغيرة ( 1 مل 12 : 8 ) ، لأنه يُشير بالهلاك ( ناحوم 1 : 11 ) ، وكما يفعل الشيطان ضد إرادة الإنسان .

+ وقد امتدح داود الإنسان الذى لا يسلك فى مشورة الأشرار ، فلا يلحقه العار والمرار والدمار ( مز 1 : 1 ) .

+ فاستفد من نصيجة الرب ، ومشورات خدامه الأمناء ( خر 18 : 19 ) ، ( 2 تى 1 : 7 ) ، فتنجح وتفرح وترتاح ، ولا تسمع لأصدقاء السوء ، وأتباع عدو الخير ، والجهلاء روحياً ، أو البعيدين عن الإيمان المسيحى السليم .
 
قديم 29 - 01 - 2013, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 2447 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

محبته المغيّرة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وكان العبيد والخدام واقفين وهم قد أضرموا جمراً..فلما.. نظروا جمراً موضوعاً وسمكاً .. وخبزاً ( يو 18: 18 ؛ 21: 9)

لقد أخطأ بطرس في حق الرب وبإهانة شديدة أهانه وأنكره. وبينما الجمع يقودون أسيرهم بعيداً، التفت الرب يسوع ونظر بطرس عند الجمر. كان قد سمع إنكار بطرس المتكرر. وكان بطرس لا يزال يدفئ نفسه، بينما كان سيده يُساق في تلك الليلة الباردة. ثم التفت الرب وعينا محبته استقرتا على بطرس. أي نظرة كانت تلك؟ لم تكن نظرة تأنيب. لم تكن النظرة التي اتهمت عبده المُنكر، ولكنها كانت نظرة رثاء.

وما كان أعظم تلك البركة: أن يخرج بطرس إلى خارج تاركاً ذلك الجمر وتلك الجماعة ويبكي بكاءً مُراً.
...

وهكذا عندما نسقط، عندما ننكر، عندما نهينه، هو لا يزال ينظر إلينا نظرة رثاء بعيني المحبة والرأفة. ونحن أيضاً يمكننا أن نخرج ونبكي بكاءً مُراً ونتوب عن سقطاتنا وإنكارنا.

وبعد ذلك بأيام قليلة نرى بطرس مرة أخرى عند جمر في وقت من الليل، وكانت الأشعة المبكرة من الصباح المقبل تُرى في الأفق الشرقي. كان بطرس وستة آخرون من زملائه الصيادين قد جاهدوا طول الليل على بحيرة طبرية. وكانوا مُتعبين وجائعين وربما خائرين.

حينئذ جاء الشخص العجيب على الشاطئ وقال: يا غلمان ألعل عندكم إداماً؟ ( يو 21: 5 ) وقد عرفوا أنه ربهم المُقام "فلما خرجوا إلى الأرض نظروا جمراً موضوعاً وسمكاً موضوعاً عليه وخبزاً" كيف وُجد كل هذا هناك؟ آه، إن يديه المثقوبتين كانت قد جمعت مادة الوقود وكان هو الذي أعد ذلك الطعام.

ويا له من دليل تقدمه النعمة؛ أن ربنا يُسرّ حتى بمثل هذا الأمر البسيط - أمر إطعام خاصته. وماذا حدث عند ذلك الجمر؟ هل وبَّخ الرب بطرس؟ هل ذكّره بذلك الجمر الآخر؟ هل قال له آه يا بطرس، كيف استطعت أن تقول لا أعرفه؟ كلا، بل بألطف وأرق طريقة تكلم إلى بطرس لكي يرده إلى الخدمة التي كان قد دُعى إليها. يا لها من دروس ثمينة نأخذها من الجمرين. هو لا يزال كما هو، بالرغم من سقطاتنا الكثيرة لن يفشل منا. هو سيبقى الرؤوف المُحب؛ الرب المخلص طويل الأناة. ولماذا لا نعامل بعضنا بعضاً بنفس المحبة المترفقة التي يعاملنا بها؟ عندما نتسرع في الحكم على الآخرين أو نلفظ ألفاظ الاتهام القاسية، فكِّر في الجمرين وفي محبته الرحيمة .


 
قديم 29 - 01 - 2013, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 2448 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فى اصل وشم الصليب !
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان الوشم شائعا فى مصر القديمة وتعددت استخداماته بين الطب والسحر والتجميل وتعددت أشكاله كما تعددت استخداماته ولان الوشم في العهد القديم كان له علاقة بالسحر والعرافة ولذلك امر الرب فى سفر اللاويين (١٩) في الإبتعاد عن جرح ووشم الجسد .
وانتقل الوشم لمصر المسيحية بعد ان اعتنق الاقباط المسيحية ولا يستطيع احد ان يحدد متى بدا وشم الصليب على معصم المرفق الايمن عند الاقباط وهو ظاهرة اجتماعية شعبية وليست فرضا دينيا و توراثها الاقباط جيلا بعد جيل والى وقت قريب كان الوشم يحتل مكانة خاصة بين بسطاء المصريين مسلمين واقباط وله صور مختلفة على الوجه والذقن والذراع
ام وشم الصليب فيقول البعض ان ذلك بدا مع عصر دقلديانوس عندما كان الاقباط يوشمون اولادهم بالصليب حتى اذا استشهد الوالدان عرف الناس ان هؤلاء الاطفال مسيحيون ..والبعض يربط ذلك بالتراث الفرعونى وقد استبدل القبطى العلامات الفرعونية بالصليب المحيى ..

والبعض يقول ان هذه العلامة كانت بمثابة بطاقة شخصية لتاكيد الهوية القبطية والتمييز عن الاخرين وللصليب مكانة لا تضاهيها مكانة فى ايمان الكنيسة القبطية وأعياد الصليب لها مكانة كبيرة فى الكنيسة القبطية ويسمون عيد القيامة العيد الكبير لانه يلى الصليب الذى هو خلاص البشرية

ومع دخول الاسلام مصر كان بعض الولاة يأمرون ان يوشم الرهبان ايديهم بالاسم والدير ومن وجد بغير وشم قطعت رقبته وذلك حتى .. لان الرهبان كانوا لا يدفعون الجزية فى بعض العصور طبقا للشرع الاسلامى وقام بذلك الوالى اسامة بن زيد الذى هدم البيع وطارد الرهبان وكسر الصلبان فى عهد الخليفة الاموى يزيد بن عبد الملك .. اما الوالى حنظلة بن صفوان فقد امر ان يوشم الاقباط ايديهم بصورة اسد وليس صليب ومن وجد بغير الوشم قطعت يده

يذكر المؤرخون ان عادة وشم الصليب زادت فى عهد الملك المنصور ابن قلاوون الذي تولى المُلك في (سنة 1279 م.) و كان ملكاً قاسياً جداً خالي من الرحمة على الاقباط وأذاقهم أنواعاً من الذل والهوان وظل هذا التعسف مستمراً حتى عصر صلاح الدين خليل المُلقب بالأشرف الذي اضطهد الاقباط فى كل مناحى الحياة ورغم ذلك تمسكوا بالمسيح ووشموا الصليب كعلامة لا تمحى على اليد .. ان الإصرار على وشم الصليب اعتبره نوعا من الإصرار على تأكيد الايمان بالمسيح والتمسك بالهوية القبطية

ولدق الصليب طقوس شعبية فهو يتم فى الموالد القبطية التى هى احتفالات الاقباط بالقديسين والبعض يهب نذرا ان يدق الصليب فى دير شفيعه وربما وشم صورة مارجرجس او السيد العذراء على ذراعه وكان الاقباط ايضا يدقون تاريخ زيارة بيت المقدس فى الايام التى كان مسموحا فيها بالتقديس .. ويتم وشم الصليب على معصم اليد اليمنى وربما لأكثر من مرة واحيانا على ظاهر اليد اليمنى اسفل اصبع الإبهام ..ويكون لونه اخضر ومتعدد الأشكال والأحجام

وهناك اساطير مرتبطة بوشم الصليب بين الاوساط الشعبية ففى القرن التاسع عشر كانوا يقولون ان ملكا مسيحيا سوف ياتى من الحبشة ويحرر الاقباط وازاى هيعرف الاقباط ؟ اكيد من الصليب اللى على الرسغ !

 
قديم 29 - 01 - 2013, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 2449 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هو الله


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"من هو الله"
في وقت ما من الحياة يتساءل معظم الناس: «بمن نشبِّه الله؟». ومع أن الله أعدّ جواباً لهذا السؤال، إلا أن هناك من يفضّلون الاعتماد على تصوُّرهم وتخمينهم لله، بدلاً من أن يقرأوا ما قاله عن نفسه في كتابه، فقد قال: «نَعْمَلُ ٱلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا» (تكوين ١: ٢٦). فالإنسان على صورة الرحمان. ولكن كأنهم يقولون: «لنعمل الله على صورتنا». وبهذا «أَبْدَلُوا مَجْدَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي لا يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ ٱلإِنْسَانِ ٱلَّذِي يَفْنَى» (رومية ١: ٢٣). وكل إله اخترعه خيال إنسان جاء إلهاً عاجزاً مغايراً للحقيقة!
ومهما بلغ اجتهاد الإنسان، فهو لا يقدر بحكمته الذاتية أن يكتشف الله الحي، لأن العالم لا يعرف الله بالحكمة البشرية بل بالإعلان الإلهي (١كورنثوس ١: ٢١). فلو كان ممكناً أن نكتشف الله بالاجتهاد الإنساني فإنه يكون (حاشا لله) أقل من عقل الإنسان. ليس هذا فقط، بل إن كان الاجتهاد الإنساني ضرورياً لاكتشاف الله، فماذا يفعل البسطاء من البشر؟! والأمر غير ذلك، فالحكمة الروحية مُتاحة لكل إنسان، وبنفس القدر، لسيِّدة أُمِّية تتوكأ على عكاز كما لأستاذ جامعي، ولا تُكتسب الحكمة الروحية في المدارس، لكنها مُتاحة لكل من يتَّضعون بالكفاية حتى يدركوا احتياجهم لمساعدة الله في بحثهم عنه. «إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يعقوب ١: ٥). وهذا النوع من الحكمة ليس دنيوياً بل سماوياً. إنها الحكمة «ٱلَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ (أي قادة نظامنا العالمي) وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ، بَلِ ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ، لِنَعْرِفَ ٱلأَشْيَاءَ ٱلْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ ٱللّٰهِ»(١كورنثوس ٢: ٨-١٢).
وليس الكتاب المقدس مجرد أحاديث دينية، لكنه سجلّ يعلن الله ذاته فيه للإنسان. والله وحده يعطيك الحكمة الروحية التي تحتاجها لتفهم من هو، وما الذي يريد أن يجريه في حياتك. فإذا سألته فإنه قريب يجيب دعوة الداعي، وسيعلن لك ذاته من خلال كلمته المقدسة.
في سفرياتنا وجدنا اشتياقاً وبصيرة روحيين عميقين في كل مكان، ووسط أناس قد يظن البعض أن الأمور الروحية لا تعنيهم. ذات يوم قابلنا مجموعة أولاد أفريقيين في أدغال كينيا. وبينما كنا نتحدث معاً أظهروا شغفهم العظيم بالأمور الروحية، وأرادوا أن يحدِّثونا عن إيمانهم، وأن يتعلّموا أكثر عن الله. ولما غابت الشمس الاستوائية وراء الأفق، وانتهى يومٌ طويلٌ مليء بالعمل، جلستُ على صخرة بجانب زقاق كينيٍ مُترِب لأستريح، فسمعت حركة في الأدغال. ولما التفتُّ رأيت في ضوء القمر عينين سوداوين واسعتين لصبي في العاشرة، سرعان ما جاء وجلس بجانبي، فجعلنا نتحدث. وبسرعة أصبحنا صديقين. وانضمّ إلينا أولاد آخرون سمعوا صوتنا. وأذهلتني معرفتهم بالكتاب المقدس. وسألني صديقي الجديد الصغير: «لماذا لم يسمح الله لموسى أن يرى وجهه؟». وأجبتُه بأن سألتُه إن كان يستطيع أن يتذكر صلاة موسى قبل قول الله له: «ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي. وَأَمَّا وَجْهِي فَلا يُرَى» (خروج ٣٣: ٢٣). ولكنه لم يتذكر. فقلت له إن موسى قال لله: «أَرِنِي مَجْدَكَ» (خروج ٣٣: ١٨). أي أن موسى طلب من الله أن يعرف ماذا يشبه الله. وهذا السؤال يمثِّل مشكلة، لأن مجد الله أبعد جداً من أن يقدر موسى على استيعابه أو فهمه، فقداسة الله ونوره أشبه بنار آكلة، حتى أن الله حذَّر «ٱلإِنْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ» (خروج ٣٣: ٢٠).
لم يعلم موسى تماماً عظمة مجد الله، ولكن الله المحب الذي يعلن عن نفسه للبشر ليجتذبهم إليه، أعلن نفسه لموسى على قدر ما استطاع النبي أن يحتمل. ولو أن الله أظهر كل مجده لموسى لَفَنِي موسى تماماً من لمعان حضوره! فأخفى الله ملء مجده عنه، ومرَّ مجد الله حيث كان موسى، وموسى مختبئ في نقرة من الصخرة (خروج ٣٣: ٢٢).
وفهم أصدقائي الصغار الفكرة. إنهم لا يقدرون أن يحملقوا في ضوء الشمس اللامع دون أن يغطوا عيونهم، كما كانوا يعلمون أن الفراشات تطير حول النور، لكنها تحترق إن اقتربت منه أكثر من اللازم!
وقدمت لهم مثلاً آخر: كانوا يعرفون القماط الذي تلف فيه أمهاتهم إخوتهم الرُّضع، والذي يعطي الرُّضَّع أماناً بالقرب من قلوب أمهاتهم المليئة بالمحبة والعناية الرقيقة. عندئذ حدَّثتهم عن القماط الذي لفَّه الله حول الأرض (أيوب ٣٨: ٩)، ويسميه العلماء طبقة الأوزون، وهو غطاء رقيق من الأوكسجين يصفّي أشعة الشمس فوق البنفسجية التي تسبِّب السرطان. ومعروف أنه بدون الشمس لن توجد حياة على كوكب الأرض. ولكن عناية الله الرقيقة حمَتْنا من جرعة زائدة من الطاقة الشمسية ومن آثارها المسبِّبة للسرطان.
بدا على أصدقائي الصغار شغفهم بالقماط الذي صنعه الله، والذي يحمينا من كل الحروق المتعِبة. واستجابت قلوبهم الصغيرة برقَّة إلى حب الله، وقضينا وقتاً طيباً في الصلاة معاً. لقد عرفوا فعلاً وبطريقة شخصية نفس الحماية التي تمتع بها موسى في سؤاله عن الله.
وقد أعطانا الله فهماً أكمل لذاته لما أخبرنا بأسمائه. والأسماء في الكتاب المقدس هامة جداً، لأن معناها يعلن ملامح شخصية حاملها. وكل اسم يُشير لله له معنى خاص، ويكشف جانباً فريداً لشخصه الإلهي.
وتقدم التوراة ثلاثة أسماء أساسية لله هي: يهوه وإلوهيم وأدوناي. وكل اسم له معنى خاص. فإلوهيم في العبرية هو نفسه «الله» في العربية. وهو أول اسم استعمل لله في التوراة، وورد أكثر من ألفي مرة. ويتكون من ثلاثة مقاطع «أل - إيل - هيم». و «أل» هي أل التعريف، و «إيل» اسم الله الشخصي وتعني قوة. أما «هيم» فهي في محل خبر لمبتدأ. (المبتدأ إيل والخبر هيم). ومن المهم أن نلاحظ أن الاسم «إلوهيم» جاء في صيغة الجمع. وواضح أن اللغة العبرية، ومثلها العربية، فيهما المفرد والمثنَّى والجمع. والاسم «إلوهيم» ليس مفرداً ولا مثنى، بل في صيغة الجمع! ومع ذلك فهناك حقيقة أخرى واضحة في كل الكتاب المقدس، وهي أن الرب إلهنا رب واحد
(تثنية ٦: ٤).
وهكذا ففي أول آية من الكتاب المقدس يعلن فيها الله نفسه للإنسان، نتقابل مع الله «ثلاثة في واحد» وواحد في ثلاثة وذلك في القول الكريم: «فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللّٰهُ (إلوهيم) ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ» (تكوين ١: ١) وهذه الوحدة المثلثة هي ما نسميه «الثالوث» وهذا يعني أن وحدانية الله جامعة مانعة.
بعد هذه الملاحظة الأولى عن الوحدة المثلثة لله نقرأ: «وَقَالَ ٱللّٰهُ: نَعْمَلُ ٱلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا» (تكوين ١: ٢٦). وواضح أن كلمتي «صورتنا» و «شبهنا» هما في صيغة الجمع. ولكن في الجملة التي تليها فوراً نقرأ: «ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ»(تكوين ١: ٢٧). وليس «خلقوهم» فالخالق واحد. وهكذا نقرأ عن «واحد» هو «أكثر من واحد»!
إن إلهاً كهذا أبعد جداً من أن تفهمه الحكمة الدنيوية، ولهذا أعطانا الله «ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ، لِنَعْرِفَ ٱلأَشْيَاءَ ٱلْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ ٱللّٰهِ»(١كورنثوس ٢: ١٢) بداية من هذه المؤشرات الأوَّلية عن ذاته الإلهية. وتدريجياً أعلن لنا مجده الأبدي ووحدته المثلثة.
إن فهم هذا المضمون عن الله «ثلاثة في واحد» و «واحد في ثلاثة» سيساعدك فيما بعد لتدرك بعض عرض وطول وعمق وعلو محبة الله لك، الذي في محبته يكشف لك نفسه بالتدريج من خلال بقية آيات الكتاب المقدس، لتتعرَّف على الله الآب الذي خلقك، والله الابن الذي فداك، والله الروح القدس الذي يقدِّسك. ومع ذلك فهو الله الواحد.
إن عقولنا الإنسانية لا تستوعب إلا جزءاً ضئيلاً من هذا المعنى، لأنه من المستحيل أن نكتشف الله الحي وندركه في كماله، ولذلك أخذ الله بنفسه زمام المبادرة وعرَّفنا بنفسه. إن الإعلان الكامل لمجد الله وقداسته كان مخفياً عن عيني موسى. وقد تحنَّن الله علينا في المسيح، وكشف «إلوهيم» لنا نفسه على قدر ما نحتمل. والله «ٱلَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ ٱلَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱللّٰهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (٢كورنثوس ٤: ٦). وعندما تأمل يوحنا في وجه المسيح أعلن: «وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلآبِ» (يوحنا ١: ١٤). ثم سجَّل يوحنا اختباره الشخصي مع الله الذي التقى به في شخص المسيح، وعاش ليروي لنا اختباره مع الله الأبدي، إله الخليقة - إله موسى. وكان لقاؤه هذا مسموعاً مرئياً ومحسوساً، فكتب يقول: «اَلَّذِي كَانَ مِنَ ٱلْبَدْءِ، ٱلَّذِي سَمِعْنَاهُ، ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، ٱلَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا» (١يوحنا ١: ١).
إن ما سجله يوحنا لا ينتمي إلى علم اللاهوت المجرَّد، بل هو شهادة اختبار شخصي عن معرفته بالله الحي. وربما تتساءل: «كيف يمكن لذلك أن يساعدني؟» ويسرع يوحنا ليجيبك بقوله: «وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هٰذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً»
(١يوحنا ١: ٤).
وهذا الكتاب بين يديك الآن لأن هناك صديقاً يشتاق أن يكون لك أنت أيضاً ملء الفرح. إن فرحاً كاملاً كهذا سيغمر حياتك، كنتيجة لاختبار شخصي وصداقة حيَّة مع الله، كما قال يوحنا: «ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ ٱلآبِ وَمَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هٰذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (١يوحنا ١: ٣ و٤).
وكجاذبية النور في ليلة مظلمة، هكذا نور مجد الله ما زال يجذب البشر إليه اليوم. فإذا رغبت أن تعرف بمَن نشبِّه الله، تستطيع أن تصلي مع موسى: «أرني مجدك».

أخوتي الأعزاء لنطرح على أنفسنا سؤال أو وقفه للتفكير


  1. هل فكرت أن تقرأ الكتاب المقدس بتفكير واعٍ وأنت تبحث عن الله؟
  2. هل تسأل الله أن يعلن لك ذاته وأنت تقرأ الكتاب المقدس؟


يو 14: 21 الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني.والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي
شكراً للجميع والرب يحبكم دوماً آمين
المجد لك يارب
 
قديم 30 - 01 - 2013, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 2450 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لاتوجد ظلمة تقدر أن تحجب نورى عنك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ تطلع إلى ياابنى فإنى وسط الضيقات أعينك
وفى وسط الظلمة أكون نورا لك
لا توجد ظلمة فى العالم تقدر أن تحجب نورى عن عينيك
كلما قاومنى العالم تجد فى عوبة وجمالا مبهرا
فى وسط الأحزان تعزياتى الإإلهية تلذذ نفسك
فى وسط الصعاب قوتى تهبك نجاحا
فى وسط الوحدة أكون لك رفيقا فأدخل أنا فى داخلك
لتقتنينى يا إبنى فأعتز بملكيتى لك.

+أنا هو الرب إلهك القدير لا أعرف للقوة حدوداولا للحب حواجز
ينابيع حبى لك لن تجف ، حكمتى تدعوك بلا توقف اقتنها.

+ أفرح يا ابنى ،
واجه الحياة ببشاشة الوجه وفرح القلب .
ضع يدك فى يدى فأنا معك كل الطريق.
من كتاب
صوت حبيبى يناجينى :
أنت موضوع حبى
للقمص تادرس يعقوب ملطى.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024