![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 24131 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار كيرللس الفيلاوي (+1110م) 2 كانون الأول غربي (15 كانون الأول شرقي) ![]() هو من قرية تدعى فيلايا في مقاطعة تراقيا. على بعد حوالي أربعين كيلومتراً من مدينة القسطنطينية. أبدى منذ حداثته استعدادات ممتازة لدراسة الكتاب المقدس وخدمة الله. جعله أسقف المحلة قارئاً وظن أنه سينصرف إلى خدمة الكهنوت متى بلغ السن القانونية. لكنه لم يفعل. تزوج وأنجب. أخذ بالمثال الرهباني فانكب على تجسيده في حياته الزوجية قدر استطاعته. شاركته زوجته بفرح، في مسعاه. اعتمد في مأكله نظاماً صارماً فصار لا يأكل يومياً. من الاثنين إلى الجمعة. سوى وجبة يتيمة. عند المساء، مكتفياً فيها بالماء والخضار المجففة. أما السبت والأحد فكان يتناول ما هو مسموح به، وبالقدر اليسير. وإذ رغب أن يسلك في الطاعة الكاملة نظير الرهبان، ولو إلى حين، عمل نوتياً على ظهر سفينة حاسباً نفسه عبداً للجميع كما لله، مقتبلاً بفرح كل ما يأتي عليه من ظلم ومهانة وسخرية وتعيير. اعتاد أن يعتبر ما يصيبه من تدبير ربه كما لتكون له فرصة التكفير عن خطاياه والتألم من أجل اسم الله القدوس. وإذ عاد إلى بيته اتفق وزوجته على أن ينصرف في غرفة صغيرة من غرف المنزل إلى السهر والصوم والتسبيح والصلاة المستمرة. أقام على ذلك سنوات. ولكي يتصدى للضجر، اعتاد أن يشغل نفسه ببعض العمل اليدوي وإصلاح شباك الصيادين، جيرانه. إذ كانت قريته على ضفاف بحيرة اسمها دركوس. ويبدو أن زوجته أطلقته بعد حين، أو ربما رقدت. فتنقل قليلاً حتى بلغ رومية. ثم عاد إلى فيلايا ليستقر فيها راهباً في دير كان أخوه ميخائيل قد أسسه. انصرف، سنوات، إلى خلوته. ثم تحول إلى الاهتمام بإرشاده الإخوة في الدير وتعليمهم. من طرائفه، في هذه المرحلة من حياته، أنه أعطى مرة، كتاب المزامير، خاصته، إلى راهب فقير. وإذ أغلق على نفسه. في تلك الليلة، للصلاة، كعادته تلا عن ظهر قلب ما كان قد حفظه من مزامير. ولما خانته ذاكرته واشتاق إلى المزيد، حضره ملاك من نور ولقنه كتابا لمزامير كاملاً. مذ ذاك لم يعد بحاجة إلى كتاب. صار يتلو المزامير غيباً دونما عناء. وصار بإمكانه، إلى ذلك، أن يفسرها تفسيراً مستنيراً. جاءه أحد أبنائه بالجسد، وكان في الرابعة عشرة، فرغب إليه أن يشاركه سيرته. فقسى عليه قسوة كبيرة ليختبر قوة عزمه وشدة مراسه. وإذ وجده صادقاً صبوراً مجاهداً ضمه إليه. وقد أبدى الابن قدراً عظيماً من الغيرة والطاعة حتى حسبه الله، في وقت قصير، أهلاً لعشرة القديسين فأخذه إليه بعد سنة وستة أشهر من ذلك. منّ الله على عبده كيرللس بموهبة صنع العجائب والتعليم. وقد استمر قاسياً على نفسه طوال سني حياته. كما لو كان مبتدئاً. وإذ أكمل سعيه وامتلأ من الروح القدس رقد بسلام في الرب في الثاني من كانون الأول 1110م. وقد أجرى الله برفاته عجائب كثيرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24132 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس كورنيليوس الدمشقي(القرن5م) 3 كانون الأول غربي (16 كانون الأول شرقي) ![]() ورد ذكره في سيرة القديس ثيوذولوس الرهّاوي. لكننا أثرنا إيراده منفرداً للتعريف به. قال عنه البطريرك مكاريوس الزعيم أنه أرضى الله بأعمال حسنة وانتقل إلى الرب بسلام. معلوماتنا بشأنه تفيد أن القديس ثيوذولوس الرهّاوي بعدما تقدّم في نسكه على العمود سنوات. قضّته رغبة أن يعرف ما إذا كانت طريقة حياته مرضية لله أم لا، فرجى ربّه أن يعرّفه بمن يشبهه في حياة الفضيلة. وإن هي سوى أيام حتى جاءه صوت من السماء أن يذهب إلى دمشق، إلى رجل بار اسمه كورنيليوس. فنزل عن عموده للحال وقصد دمشق. فلما بلغها بحث عن الرجل فوجده لأن كورنيليوس كان معروفاً لتقواه. وإذ دخل إليه سجد لديه فعجب كورنيليوس منه. من هو ليسجد أمامه شيخ ناسك؟! فسأله ثيوذولوس بإلحاح أن يعرّفه بسيرته لمنفعة نفسه، وبالجهد أخبره كورنيليوس أنه لما كان في العالم امتهن المسرح وعاشر المستهترين وسار سيرة ملتوية زماناً ليس بقليل. ثم، فجأة، استبد به وخز الضمير عنيفاً فارتعد من الدينونة العتيدة في اليوم الأخير، ثم عزم على التوبة. وفيما هو متفكّر في ما عساه يفعل بثروته، كيف يوزّعها على الفقراء والمساكين، إذ به يلتقي امرأة بارعة الجمال تستعطي. كان على زوجها دين مقداره أربعمئة مثقال من الذهب. وإذ لم يكن لديه ما يوفيه ألقاه أصحاب الدين في السجن، فهانت زوجته على وجهها حزينة بائسة. فلما عرف كورنيليوس بحالها رقّ لها وأعطاها، لتوّه، كل ما يملك، بما في ذلك ثيابه الثمينة، خشية أن يؤدي بها الحزن إلى اليأس فتُجرّب ببيع جسدها، لتوفي ما كان على زوجها من ديون وتستردّ بيتها. فقط سألها أن تصلّي من أجله، وعلى الأثر انصرف إلى التوبة والنسك. فلما سمع ثيوذولوس بسيرة هذا الأب المفضال شكر الله أنه دلّه عليه وعاد إلى مقرّه مكبراً متعزياً متثبتاً في ما خرج هو نفسه من أجله. ويقال أن الأبوين، كليهما، أكملا سيرتهما مرضيين لله إلى أن انتقلا إليه بسلام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24133 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسة الشهيدة كريسبينا (+304م) 5 كانون الأول غربي (18 كانون الأول شرقي) ![]() أخبر عنها أوغسطينوس المغبوط. هي من شمالي أفريقيا. كانت متزوجة، عريقة النسب، غنية ولها بضعة أولاد. امتازت بغيرة فائقة على الإيمان بالرب يسوع وجسارة غير عادية. جاهرت بإيمانها أمام أنولينوس الحاكم ولم تخر أمام دموع أولادها. سعى الحاكم إلى إكراهها على التضحية للأوثان فلم تمتثل له. قالت: "لا أمانة ولا تقوى بالإكراه!". حلقوا شعر رأسها وعرضوها للهزء أمام الجماهير. ثم بعدما عذبوها قطعوا رأسها. كان ذلك في 5 كانون الأول سنة 304م. تعيد لها الكنيسة اللاتينية في هذا اليوم عينه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24134 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار كيرللس تسلما الروسي (+1368م) 8 كانون الأول غربي (21 كانون الأول شرقي) ![]() سلك في حياة الشركة الرهبانية 6 سنوات في احد ديور نوفغورود , تحول بعدها الى حياة النسك , فأقام في مغارو على قمة تسلما في ناحية أولونيتزا يقتات من جذور الأعشاب . بشر بالأناجيل قبائل فنلندية متوحسة تقيم هناك . و بالمحبة و الصبر و الوداعة ربحها حتى لم يبق منها وثني واحد . أخذ تلاميذ يترددون عليه فأقام لهم ديراً الى أن رقد بسلام مكملاً بالنعمة الإلهية |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24135 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار كرياكوس بيسيريكاني الروماني (القرن17م) 31 كانون الأول غربي (13 كانون الثاني شرقي) ![]() راهب منذ شبابه. كان واحداً من الرهبان الخمسمائة في بيسيريكاني في مولدافيا. كبر في الصبر والتواضع والمحبة. عاش في مغارة ابتداء من السنة 1660م. بقي فيها ستين سنة. كان لا يلبس على بدنه شيئاً، لا فرق في الصيف أو في الشتاء. سلاحه الوحيد في مواجهة التجارب، كل التجارب. كان الذكر المتواصل لاسم الرب يسوع. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24136 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار كيرياكوس تسلاوو الروماني 31 كانون الأول غربي (13 كانون الثاني شرقي) ![]() عاش في الوقت الذي عاش فيه القديس كيرياكوس بيسيريكاني الروماني. كان من دير تسلاوو. بعدما تكمل في الحياة المشتركة نسك خمسين سنة في الجبال المحيطة بالدير. اقتنى الصلاة المتواصلة. كان يقضي لياليه ساهراً باكياً. لا يأكل سوى الخبز الجاف وبعض الثمار البرية. اقتنى بصيرة حسنة ونعمة طرد الشياطين. اتخذ تلاميذ كثراً من الرهبان والعلمانيين كانوا يأتونه للاعتراف بخطاياهم وأخذ نصائحه. لعب دوراً بارزاً في نمو الحياة الهدوئية في تلك الفترة في مولدافيا. خلّف وراءه عدداً كبيراً من النساك والرهبان الذين سلكوا في إثره. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24137 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسين الصانعي العجائب والعادما الفضّة كيرس ويوحنا والشهيدات اثناسية وبناتها (القرن4م) 31 كانون الثاني غربي (13 شباط شرقي) ![]() كان كيرُس مسيحياً تقياً في الإسكندرية يزاول مهنة الطب ويشفي النفوس موجّهاً إيّاها صوب المسيح. اعتاد أن يقول لمرضاه: "إذا أردتم اجتناب المرض فتحفّظوا من الخطيئة لأنه غالباً ما يكون المرض ثمرة الخطيئة". لم يكن كيرُس ليركن لعلم الطب والأدوية بقدر ما كان يهتم بشفاء الأجساد بوساطة الصلاة وإحياء النفوس التائهة في غياهب الوثنية بكلمة الله. وإذ حقّق نجاحات بارزة، وشى به وثنيّون لدى حاكم المدينة، وكان رجلاً قاسياً عنيفاً جعله ذيوكليسيانوس قيصر في منصبه ليلاحق المسيحيّين ويقضي عليهم. ولكن تمكّن كيرُس من الفرار واللجوء إلى أطراف العربية حيث اشتهر بأشفيته بمجرّد رسم إشارة الصليب على المرضى. بلغ صيت كيرُس بلاد الرها فسمع بخبره جندي يدعى يوحنا فتحرّك قلبه وترك الجندية وخرج لينظمّ إليه. بحث عنه فعلم أنه عاد إلى مصر فسافر إلى هناك والتصق به وصار له تلميذاً ومساعداً. وقد سلك الاثنان كأخوين في الفضيلة وصنع العجائب. وإذ اتسع نطاق الحملة على المسيحيّين علم الرفيقان أن سيريانوس الحاكم قبض، في كانوبي، على امرأة تدعى أثناسية وبناتها الثلاث ثيوكتيسته وثيودوته وأفدوكسيه اللواتي تراوحت أعمارهن بين الحادية عشرة والخامسة عشرة. فخاف القدّيسان، صانعا العجائب، على النساء الأربع أن يخُرن تحت التعذيب فقرّرا التوجّه إلى كانوبي لتشديدهن وتثبيتهن. وإذ تمكّنا من اختراق السجن حيث كن موقوفات افتضح أمرهما وقُبض عليهما واستيقا إلى أمام سيريانوس. فقرّر الحاكم، بعد الاستجواب، إخضاع الرفيقين للتعذيب أملاً في حمل النسوة الأربع على التراجع أمام المنظر. فلما أخذ في فعلته أبديا من الشجاعة والصمود ما ثبّت النسوة. إذ ذاك أخضعهن الحاكم للتعذيب، هنّ أيضاً، فتبيّن له إنه أخطأ التقدير لأن الأربعة كنّ راسخات وثبتن على الإيمان ككيرُس ويوحنا، فخاب ظنّه وأعطى الأمر بقطع رؤوس الجميع فنفّذ الحكم. أما أجساد الشهداء الستة فجمعها مسيحيّون أتقياء وأودعوها كنيسة القديس مرقص في الإسكندرية. ولما أراد القديس كيرللس الإسكندري، في القرن الخامس الميلادي، القضاء على العبادة الوثنية في معبد إيزيس في كانوبي، التي دعيت فيما بعد أنباكير ثم أبوقير تيمّناً بالقديس، نقل إلى هناك رفات كيرّس ويوحنا اللذين جرى بهما جمّ من العجائب والأشفية. وقد تحوّل المكان، مع الأيام، إلى محجّة يقصدها المؤمنون من كل أقطار المسكونة. كما ورد أن عيني القديس صفرونيوس الأورشليمي شفيتا من داء ألمّ بهما إثر تدخّل القدّيسين. كيرُس رسم على الواحدة إشارة الصليب ويوحنا قبّل الثانية. وكعربون امتنان لهما اهتمّ القدّيس صفرونيوس بتسجيل أخبار عجائبهما في رسالة طويلة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24138 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس المعترف أو الشهيد في الابرار كيرياكوس الساباوي 30 كانون الثاني غربي (12 شباط شرقي) ![]() لا تفاصيل في شأنه سوى انه جاهد في دير القديس سابا و أن أمير القدس قطّعه في أيام المسلمين او أن المسلمين قطعوا يديه و رجليه و أنه أسلم الروح نتيجة ذلك . أقدم ما ورد في القرن الثاني عشر |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24139 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الشهيد في الكهنة كرتاريوس القيصري (القرن3م) 8 كانون الثاني غربي (21 كانون الثاني شرقي) ![]() كان كاهنًا ومعلّمًا في قيصرية الكبّادوك أيام الأمبراطور الروماني ذيوكليسيانوس (245-313م) وحاكم مدينة أوربانوس. بنى في قيصرية كنيسة أخذ يجمع فيها أعدادًا من المسيحيّين ويعلّمهم عبادة الربّ يسوع المسيح إلهًا حقّانيًّا أوحدًا. بلغ الحاكم خبره فاختبأ ، لكن ظهر له الربّ يسوع و قال له : "قم يا كرتاريوس و سلم نفسك للذين يبحثون عنك , فإنه ينبغي لك أن تتألم من أجل اسمي سأكون معك , و كثيرون بسببك سيؤمنون بي و يخلصون ." فمتلأ فرحاً لرؤية يسوع و سماع كلامه . فقام لتوه الى الباحثين عنه و أسلم نفسه إليهم . أودعه الجنود السجن ثم أوقفوه أمام الحاكم فأمره بالتضحية للإله سرابيس . صلى كرتايوس الى الرب الإله في شأن الوثن فتحطم و استحال شقفاً . ضربه جلادوه بأعصاب البقر و عذبوه . لكن كان ملاك الرب معه . ثقبوا رجليه و لدعوه بالنار فشفاه الرب الإله و أخرجه من سجنه . فلما عاينه عدد من الوثنيين آمنوا و اعتمدوا . و سلّم القديس نفسه من جديد فعادوا و عذبوه . و لكن النعمة الحالة فيه أبطلت آلامه . طعنه أحد اليهود الحاضرين في جنبه فخرج من جنبه المقدس دم و ماء و تمت شهادته فتكلل بالمجد . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24140 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار كسينوفون ورفقته (القرن6م) 26 كانون الثاني غربي (8 شباط شرقي) ![]() كسينوفون هو أحد رجال المشيخة المعروفين في مدينة القسطنطينية، أيام الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول (527-565م). زوجته مريّا، امرأة فاضلة، وله ولدان أركاديوس ويوحنا. نعم الصبيّان بفرص تعليمية جيّدة يسَّرها لهما وضع العائلة. فلما بلغا أرسلهما والدهما لتلقّي العلم القانوني في مدرسة بيروت الشهيرة، في تلك الأيام. ولم يمرّ على ذلك زمان قصير حتى مرض كسينوفون وشارف على الموت، فاستدعى ولديه. ولكن، وبصورة غير متوقّعة، استعاد كسينوفون عافيته، بنعمة الله، فركب الشابان البحر من جديد طالبين بيروت. في الطريق، ضربت المركب عاصفة مجنونة فتكسّر. وإذ لم تكن إرادة الله أن يهلك الصبيّان، نجيا، ولكن وُجد كل منهما في موضع لا يدري به أخوه، وظنُّه أن أخاه قضى وهو وحده باق على قيد الحياة. ليس الموضع الذي انكسر فيه المركب ونجا إليه الأخوان محدّداً بدقة. في بعض المراجع إن ذلك حدث في نواحي صور. ولكن ورد عندنا إن الموضع هو رأس الشقعة، مقابل دير النورية، ولعلّ هذا هو الأصح جغرافياً. أنّى يكن الأمر، فإن أحدهما، يوحنا، ترهّب في أحد أديرة لبنان، فيما انتقل الثاني، أركاديوس، إلى الأرض المقدّسة حاجّاً، وهناك التقى شيخاً قدّيساً له موهبة التبصّر، فاحتضنه وطمأنه إلى أخيه ووالديه ووعده بأنه سيلتقيهم، بنعمة الله، في الوقت المناسب، ثم أخذه ورهبنه في دير القدّيس خاريطون، المدعو سوقا، جنوبي بيت لحم وغربي البحر الميت. ومرّت سنتان لم يتلقّ كسينوفون خلالهما أية رسالة من ولديه فانشغل باله وأوفد أحد خدّامه يستطلع حالهما. بلغ الرسول بيروت وسأل عن الشابين فلم يجدهما ولا أخبره أحد عنهما شيئاً فترك إلى أثينة وهو يضرب أخماساً بأسداس. وإذ حدث، بتدبير الله، إن نزل خاناً، التقى أحد الخدّام السابقين للشابين وكان في حلّة رهبانية. فأخبره الراهب بأن المركب غرق وإنه هو صار راهباً ولا يعرف من أمر يوحنا وأركايوس شيئاً. أغلب الظن أنهما هلكا في البحر. عاد الرسول إلى القسطنطينية وأطلع مريّا على ما اجتمع لديه من معلومات فاضطربت، لكنها أمسكت نفسها لأنها امرأة مؤمنة تعرف أن تلقي حملها على الله. فلما عاد كسينوفون، زوجها، عند المساء وعلم بعودة خادمه طلب أن يرى الرسالة التي لا بد أن يكون قد حملها معه. فانفجرت ماريّا بالبكاء وأخبرته بأن ولديها غرقا في طريق عودتهما إلى بيروت، منذ سنتين. فصمت كسينوفون من هول المفاجأة، ثم تنهّد وقال: "الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً!" (أيوب21:1). في تلك الليلة لبس الزوجان المسوح وأقاما في الصلاة طول الليل. في الصباح الباكر جاءهما حلم رأيا فيه ولديهما واقفين أمام المسيح ورأس كل منهما مزيّناً بالذهب والحجارة الكريمة. على الأثر قرّرا الحجّ إلى الأماكن المقدّسة في فلسطين. بلغ كسينوفون ومريّا أورشليم فالتقاهما الشيخ القدّيس الذي التزم أركاديوس راهباً، وعرفهما بالروح، فقال لهما عن ابنيهما أنهما ما زالا على قيد الحياة وسوف يلتقيانهما بعد عودتهما من زيارة أديرة الأردن. وإذ لم يفصح الشيخ أكثر من ذلك ترك الأبوين بين مهابة ورجاء. الشيخ، فيما يبدو، كان معروفاً من الكثيرين. في تلك الأثناء خرج يوحنا من ديره طالباً وجه الأرض المقدّسة حاجّاً، وكذا فعل أركاديوس، فالتقيا في الجلجثة عند الشيخ الذي جاءاه مستبرِكَين مسترشّدَين. ثم بعد يومين عاد كسينوفون ومريّا ورغبا في زيارة الشيخ. فلما وصلا إلى هناك لاحظا شابين، هما اللذان قاما بخدمة المائدة، وكان هذان الشابان لطيفين، هادئين، متماسكين، فلم يعرفاهما لأنهما كانا قد تغيّرا من النسك والسهر وأتعاب الرهبنة. فلما سأل الأبوان عن الشابين من يكونا ومن أين أتيا عرفا أنهما ولداهما فانفجرا فرحاً وشكرا الله جزيلاً على لطفه وتدبيره. ثم إن الأخوين خرجا، برفقة الشيخ، بعد حين، إلى الصحراء ليتمِّما نذرهما، فيما وزّع الزوجان ثروتهما على الفقراء وترهّبا. وقد أتمّ الأربعة سعيهم رهابين إلى أن تكمّلوا في الفضيلة وانضمّوا إلى معشر القدّيسين. |
||||