19 - 05 - 2012, 11:31 PM | رقم المشاركة : ( 231 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«حينَئِذٍ رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ» (مزمور4:69). إن المتكلم في المزمور69 هو الرَّب يسوع، فهو يقول في العدد الرابع أنه في عمل الفداء المجيد قد ردَّ للّه كل الخسارة التي سببتها خطيئة الإنسان، وليس من شك في أنه يصوِّر نفسه على أنه ذبيحة الخطيئة. عندما كان يهوديّ يسرق من يهوديّ آخر، كان يُطالَب بحسب ناموس ذبيحة الخطيئة بأن يعيد المبلغ المسروق وأن يضيف إليه خُمس تلك القيمة. الآن وقد سُلِب الله عن طريق خطيئة الإنسان، فإنه سُلِبَ الخدمة والعبادة والطاعة والمجد. سُلِب من الخدمة لأن الإنسان أصبح يخدم ذاته والخطيئة والشيطان، وسُلِب العبادة لأن الإنسان إنحنى لآلهة منحوتة، وسُلِب الطاعة لأن الإنسان رَفض سُلطة الله، سُلِب المجد لأن الإنسان لم يُقدِّم له الإكرام الذي يستحقه. جاء الرَّب يسوع لِيرُد الَّذِي لَمْ يَخْطَفْهُ. ألقى جانباً رداءه الإلهي وحَجبَ أُلوهيته برداءٍ من طين، في هذا الزي عَرضَ محبته العجيبة لِيرُدَّ الَّذِي لَمْ يَخْطَفْهُ أبداً. إنه لم يردَّ فقط ما كان قد اختُطِف بسبب خطيئة الإنسان بل أضاف المزيد، فقد حصل الله على مجدٍ أكثر من خلال عمل المسيح التَّام ممّا فقده بسبب خطيئة آدم. «فبالخطيئة سُلِب الخليقةَ، لكنه بالنعمة ربح أبناء»، ويمكننا أن نذهب إلى حد القول بأن الله قد مُجِّدَ أكثر بعمل المُخلِّص ممّا يمكن أن يكون قد مُجِّدَ طوال الأبدية بآدم لو لم يسقط. ربّما تكون لدينا هنا إجابة على السؤال «لماذا سمح الله بدخول الخطيئة؟» نعرف أن الله كان قادراً أن يصنع الإنسان بدون الحريّة على قدرة الإختيار الأدبي، لكنه اختار أن يصنعه ويمنحه القدرة على أن يحبه ويعبده بمحض إرادته، وهذا، بالطبع، يعني أنه يمتلك أيضاً القدرة على عصيانه ورفضه والإبتعاد عنه. لقد اختار الإنسان أن يعصى الله جالباً كارثة الخطيئة العظيمة. لكن الله لم يُهزَم بخطيئة خليقته، فإن الرب يسوع قد انتصر على الخطيئة والجحيم والشيطان بموته ودفنه وقيامته وصعوده، وبعمله هذا حصل الله على مجد أعظم، والإنسان المفدي يحصل على بركات أوفر مما لو لم تدخل الخطيئة أبداً إلى عالمنا. |
||||
19 - 05 - 2012, 11:32 PM | رقم المشاركة : ( 232 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«ِكَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِه وَلَمْ يَعْرفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِه جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصيرُوا أَوْلاَدَ اللَّه أَي الْمُؤْمنُونَ باسْمه» (يوحنا10:1-12). كَانَ فِي الْعَالَم. كانت هذه نعمة لا تصدَّق أن رب الحياة والمجد قد يأتي ليسكن هذا الكوكب الصغير. إنه لن يكون خبرٌ يستحق أن يقال عن أي شخص آخر أنه «كان في العالم» لأن هذا أمر ليس للإنسان سلطان عليه، لكن بالنسبة إليه كان ذلك إختياراً مُتعمَّداً، إنه عَمَل محبة عجيب. وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِه. ويزداد العجب، فالذي كان في العالم هو الذي صنع العالم، ذلك الذي يملأ العالم جعَل نفسه في جسم طفل ثم شاب فرجل، وفي ذ لك الجسد كان يسكن كل مِلء اللاهوت. وَلَمْ يَعْرفْهُ الْعَالَمُ. كانت هذه حالة من الجهل متعذَّرٌ تبريرها، وكان من الواجب على المخلوقات أن تعرف خالقها، وكان يجب أن يُصعق الخطاة من براءته، ثم كان يجب أن يعرفوا من كلامه وأعماله بأنه كان أكثر من مجرَّد إنسان. إلى خَاصَّتِه جَاءَ. إن كل ما في العالم مُلكٌ له. وكخالق، فله حقٌ غير قابل لنقله لغيره. إنه لم يتعدَّ على ممتلكات شخص آخر. وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. هنا كانت ذروة الإهانة، فقد رفضه الشعب اليهودي مع أنه كان يملك كل مؤهلات المسيَّا، لكنهم لم يريدوه أن يملك عليهم. وَأَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبلُوهُ. لقد أطلق دعوة غير مشروطة، وهي لليهود والأمم على حد سواء. الشرط الوحيد هو أن يقبلوه. فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصيرُوا أَوْلاَدَ اللَّه. يا له من إكرام غير مُستحَقّ بأن يصبح الخطاة العصاة أولاد الله بمعجزة المحبة والنعمة. أَي الْمُؤْمنُونَ باسْمه. لا يمكن للشروط أن تكون أكثر بساطة. لقد مُنِح السلطان لكل الذين بِعَمل إيمان حاسم قد قبلوا يسوع المسيح ربّاً ومخلّصاً لكي يصيروا أولاد الله. لذلك توجد أخبار محزنة وأخبار مفرحة، فالأخبار المحزنة أوّلاً: «لم يعرفه العالم»، «خاصتّه لم تقبله». أما الأخبار المفرحة: «أما كل الذين قبِلوه، فأعطاهم سُلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه». فإن لم تقبله لغاية الآن، لمَ لا تؤمن باسمه اليوم؟. |
||||
19 - 05 - 2012, 11:35 PM | رقم المشاركة : ( 233 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وأخَذَ الرَّبُّ الإلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا» (تكوين15:2). خلافاً لموقف البعض، فإنَّ العمل ليس لعنة بل بركة. قبل دخول الخطيئة إلى العالم بوقت طويل، وكَّل الله آدم ليعتني بجنة عدن، وكان بعد أن أخطأ الإنسان أن لعن الله الأرض، لكن ليس العمل نفسه، فقد قضى بأن يُلاقي الإنسان حزناً وتعباً وعرقاً في محاولة تحصيل معيشته من الأرض (تكوين3: 17-19). قال عجوز فاضل «لتتبارك أيها العمل! فإذا كنت تحمل لعنة الله فكم تكون بركاته إذاً؟»، لكن العمل لا يحمل لعنته، إنه جزء ضروريّ لوجودنا، إنه جزء من حاجتنا للإبداع ومن أجل قيمة الذات، وعندما نستسلم للكسل يتعاظم خطر سقوطنا في الخطيئة، وغالباً ما يحدث أنه عندما نتقاعد من حياة نشطة نبدأ بالإنهيار. ينبغي ألّا ننسى أن الله أمرَ شعبه بالعمل «ستَّةَ أيَّام تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِك» (خروج 9:20). يحاول الناس تجاهل ذلك والتركيز على الجزء الآخر الذي يأمرهم بالراحة في اليوم السابع. إن العهد الجديد يَنعَت الكسول على أنه «بلا ترتيب» أو «غير منضبط» ويحكم على الإنسان الذي لا يعمل أنه يجب أن يبقى جائعاً (تسالونيكي الثانية3: 6-10). إن الرَّب يسوع هو مثالنا الأعلى للعامل الجادّ، «أي أيام تعب كانت أيامه! أي ليالي جاهدة في الصلاة! ثلاث سنوات في الخدمة جعلت منه رجلاً هرماً، لم يبلغ الخمسين بعد، قالوا له، محاولين تخمين عمره، خمسون؟ كان فقط ثلاثون! سوف لا أجعل هذا سراًّ» (إيان ماكفيرسون). تتطوّر عند البعض حساسية للعمل لأن عملهم ينطوي على ميزة غير سارة، فعلى هؤلاء أن يدركوا أنه لا يوجد أي عمل مثالي تماماً، فإن لكل مهنة عيوبها، لكن المؤمن يستطيع أن يقوم بها لأجل مجد الله. «ليس بطريقة أو بأخرى لكن بإنتصار». إن المؤمن يعمل ليس فقط لتوفير إحتياجاته الخاصة ولكن لمساعدة الآخرين الذين هُم في حاجة (أفسس28:4)، وهذا يُضيف دافعاً جديداً غير أناني للعمل. أننا سنعمل حتى في الأبدية «وَعَبِيدهُ يَخْدِمُونَهُ» (رؤيا 3:22). في غضون ذلك يجب علينا إتباع نصيحة سبيرجن، «أَهلِكوا أنفسكم بالعمل، ثم صلّوا لتُحيوا أنفسكم من جديد». |
||||
19 - 05 - 2012, 11:41 PM | رقم المشاركة : ( 234 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (كورنثوس الثانية6: 17و18). ماذا يفعل المؤمن عندما يجد نفسه في كنيسة أصبحت عصرية وليبرالية على نحو متزايد؟ تأسسّت هذه الكنيسة من قِبل أناس يؤمنون بعصمة الكتاب المقدس وبكل عقائد الإيمان الأساسية الأخرى، كان لها تاريخٌ مجيد من الحماس الإنجيلي والمساعي التبشيرية، وكان العديد من خُدّامها علماء مشهورين ووعّاظ أوفياء للكلمة، لكن معاهد اللاهوت الطائفية قد استولى عليها جيل جديد، والآن فالخدّام المتخرجون منها يكرزون بإنجيل إجتماعي، بينما لا يزالون يستخدمون عبارات كتابية لكنهم يقصدون بها شيئاً مختلفاً تماماً، يُقوِّضون العقائد الكتابية الرئيسية ويعطون تفسيرات طبيعية للمعجزات ويهزأون من الأخلاق الكتابية، وهم في غمرة الدفاع عن السياسات المتطرّفة والأسباب المدمِّرة، ثم يتحدثون بإزدراء عن الأصوليين. ماذا ينبغي على المؤمن أن يفعل؟ ربما ارتبطت عائلته مع هذه الكنيسة على مدى أجيال، وقد ساهم هو نفسه بسخاء على مرّ السنين، وأقرب أصدقائه أعضاء في هذه الكنيسة، ويتساءل ماذا سيحدث للشباب في صفّه بمدرسة الأحد إذا كان يجب عليه أن يترك. ألا ينبغي أن يبقى في الكنيسة ويكون صوتاً للّه لأطول فترة ممكنة؟ تبدو حججه معقولة بالنسبة إليه، ومع هذا فإن روحه البارّة تغتاظ عند رؤية الناس يأتون إلى الكنيسة لأجل الخبز أسبوعاً بعد أسبوع ولا يحصلون على شيء سوى حجر، إنه يقدِّر إرتباطاته هناك ومع ذلك يحزن عند سماعه إدانة مخلِّصِه بتسبيح واهن. ليس هناك من شك فيما ينبغي القيام به، يتعيَّن عليه أن يترك الكنيسة، وهذا هو أمر الله الواضح من كلمته، فإذا أزال عن نفسه هذا النير غير المتكافئ فإن الله سيهتم بكل النتائج، سيتحمّل الله مسؤوليّة طُلاب مدرسة الأحد، وسوف يوفِّر الله صداقات جديدة، وفي الواقع فإن الله نفسه قد وعد أن يكون أباً مُقرباً إليه الأمر الذي يمكن أن يدركه فقط الذين يطيعونه بلا تردد، «إن بركات الإنفصال الحقيقي لا تقلّ عن الرفقة المجيدة مع الله العظيم نفسه». |
||||
19 - 05 - 2012, 11:43 PM | رقم المشاركة : ( 235 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِذَا نَذَرْتَ نَذْراً لِلَّهِ فَلاَ تَتَأَخَّرْ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ. لأَنَّهُ لاَ يُسَرُّ بِالْجُهَّالِ. فَأَوْفِ بِمَا نَذَرْتَهُ» (الجامعة 4:5) سمعنا جميعاً عن الرجل الذي عندما يجد نفسه في أزمة، ينذرُ نذراً للّه، فهو يَعدُ الله بأنه إذا أنقذه سيؤمن به ويحبه ويخدمه إلى الأبد، لكن عندما ينجو من تلك الأزمة ينسى كل شيء عن النِذر ويعود ليحيا نفس الحياة القديمة. أي مكان للنذور في حياة المؤمن وما هي المبادئ التوجيهية المُعطاة في الكلمة حول هذا الموضوع؟ أولاً، إنه ليس من الضروري القيام بالنذور، فإن الكتاب لا يوصي بها، لكن عادة ما تكون وعود طوعيَّة مقدّمة إلى الرَّب إمتناناً لأفضاله علينا، وهو بالتالي نقرأه في (تثنية22:23) «وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ تَنْذُرَ لا تَكُونُ عَليْكَ خَطِيَّة». ثانياً، يتعين علينا أن نكون حذرين من القيام بنذور متهوِّرة، أي وعود لن يكون بمقدورنا الوفاء بها أو قد نندم عليها فيما بعد. يحذّرنا سليمان قائلاً «لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللَّهِ. لأَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ فَلِذَلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً» (الجامعة2:5). لكن إذا نذرنا نذراً فيجب أن نكون حريصين على الوفاء به، «إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْراً لِلرَّبِّ أَوْ أَقْسَمَ قَسَماً أَنْ يُلزِمَ نَفْسَهُ بِلازِمٍ فَلا يَنْقُضْ كَلامَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ» (عدد2:30). «إِذَا نَذَرْتَ نذْرا لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَلا تُؤَخِّرْ وَفَاءهُ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَليْكَ خَطِيَّةٌ» (تثنية21:23). فمن الأفضل أن لا تنذُر من أن تنذر ولا تفي، «أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ» (الجامعة5:5). قد تكون هناك حالات إستثنائية من الأفضل إزاءها إلغاء النذر بدل الإلتزام به. ربما يكون إنسان قد نذرَ نذوراً قبل تجديده عندما كان ينتمي إلى ديانة كاذبة أو تنظيم «أخوية» سرِّي، فإذا كان الوفاء بتلك النذور مخالفاً لكلمة الله، فإنه يتعيَّن عليه أن يطيع الكتاب حتى على حساب إلغاء النذر، أو إذا كانت النذور مجرّد وعود بعدم إفشاء أسرار معيّنة، فيمكنه إلتزام الصمت بشأن هذه الأسرار بقية حياته، حتى بعد قطع علاقاته بذاك التنظيم. ربما كان الإخلال بالنذر الأكثر شيوعاً اليوم، هو نذر الزواج، فإنه يتم التعامل مع هذه العهود الجليلة المقدسة التي تُقطع أمام الله كما لو أنها ليست ذات أهمية كبيرة، لكن حكم الله ثابت: «لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَليْكَ خَطِيَّةٌ» (تثنية21:23). |
||||
19 - 05 - 2012, 11:45 PM | رقم المشاركة : ( 236 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلصَّالِحُ يُورِثُ بَنِي الْبَنِينَ» (أمثال22:13). عندما نقرأ هذا العدد ينبغي علينا ألّا نتعجّل بالإستنتاج بأن المقصود هنا الميراث المالي. فمِن المرجَّح أكثر أن يكون روح الله يُشير هنا إلى الميراث الروحي. يمكن أن يحدث أن شخصاً قد ترعرع تحت كنف والدين فقيرين، كانا تقيّين، وهذا الشخص قد يكون ممتناً إلى الأبد لذكريات أم وأب كانا يقرآن الكتاب المقدس يومياً ويصلِّيان معه كأسرة واحدة، ربيّاه على خوف الله وإنذاره مع أنهما لم يتركا له المال عند وفاتهما. إن الميراث الروحي هو من أفضل أنواع الميراث. من الممكن تدمير الإبن أو الإبنة روحياً في واقع الأمر بحصولهما على كمية كبيرة من المال الموروث. فلقد أثبت الغِنى المفاجئ أنه مُسكرٌ في العادة، وقليلون هم القادرون على التعامل معه بحكمة، وقلائل هم أيضاً الذين يرثون ثروات ويستمرّون مع الرَّب استمراراً حسناً. هناك إعتبار آخر وهو أنه في كثير من الأحيان تتمزق عائلات بالحسد والصراع عندما يتم تقسيم التركة، صحيح أنه «حيث تكون وصيّة يكثر الأقارب»، وأفراد العائلة الذين كانوا يعيشون في سلام لسنوات يصبحون أعداء بشكل مفاجئ بسبب بعض المجوهرات أو الصحون الخزفية أو الأثاث. وفي كثير من الأحيان يترك أبوان مؤمنان ثروتهما لأولادهما غير المؤمنين، أو لأقارب ينتمون لديانات كاذبة أو لأولاد جاحدين، بينما كان من الأفضل لو استخدم ذلك المال في نشر الإنجيل. أحياناً يكون ترك الأموال للأولاد شكلاً من الأنانية المستترة، ففي الواقع، يريد الوالدان التمسّك به لأنفسهما ما داما قادريْن على ذلك، وهما يعرفان أن الموت سينتزعه يوماً ما من قبضتهما، وبهذا يكونا قد تبعا تقليد التوريث لأولادهما. لكن حتى هذا الوقت لم يُبتكر أي نوع من الوصايا غير القابلة للنقض أو التآكل بالرسوم القضائية، ولا يمكن لأي من الوالدين التأكّد من أن رغباته سيتم تنفيذها بعد رحيله. لذلك فإن أفضل حكمة هي أن يعطي الشخص بسخاء لعمل الرَّب بينما هو على قيد الحياة، وكما يقول المثل «قم بعطائك ما دمت تعيش، عندها ستعرف أين يذهب مالك». إن أفضل طريقة لعمل وصيّة هي بالقول «بما أنني أتمتع بالعقل السليم فإنني أضع أموالي في عمل الرَّب بينما لا أزال على قيد الحياة، وأترك لأولادي ميراثاً مسيحياً، بيتاً كان المسيح فيه مكّرماً وكلمة الله مبجّلةً. إني أستودعهم للّه ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيهم وتمنحهم ميراثاً بين جميع المقدّسين». |
||||
19 - 05 - 2012, 11:46 PM | رقم المشاركة : ( 237 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُم» (متى44:5). أحياناً يكون الإيضاح أفضل تفسير لعددٍ ما. إن القائد ميتسو يوشيدا الطيار الياباني الذي قاد الهجوم على بيرل هاربر يوم السابع من كانون الثاني1941، كان قد أرسل برقية يقول فيها: «تورا، تورا، تورا،» مشيراً إلى النجاح التام لمهمّته، لكن الحرب العالمية الثانية لم تنته بعد، بينما استمر إحتدام الصراع وتحوّل مدّ المعركة إلى أن تحقَّق النصر أخيراً للولايات المتحدة. في أثناء الحرب أعدم اليابانيون زوجَين مسنَّين من المُرسلين في الفيليبين، وعندما تلقّت إبنتهما الأخبار وهي في الولايات المتحدة، قرّرت أن تزور معسكر أسرى الحرب اليابانيّين وتشاركهم في أخبار الإنجيل السّارة، وعندما سُئلت عن السبب في كونها لطيفة معهم إلى هذا الحد، أجابت، «بسبب الصلوات التي رفعها والداي قبل أن يُقتلا»، وكان هذا كل ما استطاعت أن تقوله. بعد الحرب كان ميتسو يوشيدا ممتلئاً بالمرارة حتى أنه قرر تقديم الولايات المتحدة أمام محكمة دولية لمقاضاتها على ارتكابها فظائع حرب. وفي محاولة لجمع الأدلة إلتقى بأسرى حرب يابانيين، وعندما استَجوب أولئك الذين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة، إغتمَّ لسماعه، ليس عن الفظائع بل عن اللطف الذي رأوه من سيدة أمريكية مسيحية قُتل والداها في الفيليبّين. قال الأسرى كيف أنها زوّدتهم بالكتب المسمّاة بالعهد الجديد ذاكرة أن والديها صلّيا صلاة غير معروفة قبل إعدامهما. لم يكن هذا بالضبط ما أراد يوشيدا أن يسمعه، لكنه حفظ الملاحظة على أية حال في ذاكرته. بعد سماع القصة مرات عديدة خرج واشترى العهد الجديد، وعندما قرأ إنجيل متى إستُأسِر إنتباهه، ثم قرأ إنجيل مرقس فازداد إهتمامه، وعندما وصل إلى لوقا34:23 تدفَّق النور إلى نفسه، «يا أبتاه، إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون»، في الحال عرف الصلاة التي صلاّها المُرسَلان المسنّان قبل قتلهما. «لم يعد يفكّر بالمرأة الأمريكية أو بأسرى الحرب اليابانيّين بل في نفسه، في أنه عدوٌ شرسٌ للمسيح، كان الله مستعداً أن يغفر له إستجابة لصلاة المخلّص المصلوب، وفي تلك اللحظة بالذات طلب ونال المغفرة والحياة الأبدية بالإيمان بالمسيح». ألغى خِططه للمحكمة الدولية، وقضى ميتسو يوشيدا بقيّة حياته مُعلِناً في كثير من البلدان عن غنى المسيح الذي لا يُسْتَقْصى. |
||||
19 - 05 - 2012, 11:47 PM | رقم المشاركة : ( 238 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ… وَكَثُرَ كُلُّ مَا لكَ» (تثنية8: 11،13). إذا اعتبرناها قاعدة عامة، فإنه لا يستطيع شعب الله أن يتحمَّل الإزدهار المادي. إنهم يزدهرون بشكل أفضل زمن المِحَن. لقد تنبأ موسى بترنيمته الوداعيه بأن إزدهار إسرائيل من شأنه أن يفسدهم روحياً «فَسَمِنَ يَشُورُونَ وَرَفَسَ. سَمِنْتَ وَغَلُظْتَ وَاكْتَسَيْتَ شَحْماً! فَرَفَضَ الإِلهَ الذِي عَمِلهُ وَغَبِيَ عَنْ صَخْرَةِ خَلاصِهِ» (تثنية15:32). لقد تحقّقت النبوءة في أيام إرميا، عندما اشتكى الرَّب قائلاً، «لَمَّا أَشْبَعْتُهُمْ زَنُوا وَفِي بَيْتِ زَانِيَةٍ تَزَاحَمُوا» (إرميا7:5). ثم نقرأ في هوشع6:13، «لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي» (إرميا6:13). إعترف اللاويون، بعد عودتهم من السَّبي، أن إسرائيل لم يتجاوب كما يجب لكل ما عمله الرَّب لأجلهم «…فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَسَمِنُوا وَتَلَذَّذُوا بِخَيْرِكَ الْعَظِيمِ. وَعَصُوا وَتَمَرَّدُوا عَلَيْكَ وَطَرَحُوا شَرِيعَتَكَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ الَّذِينَ أَشْهَدُوا عَلَيْهِمْ لِيَرُدُّوهُمْ إِلَيْكَ وَعَمِلُوا إِهَانَةً عَظِيمَةً» (نِحميا9:25، 26). نحن ننظر إلى الرخاء المادي كدليل لا يمكن إنكاره لإستحسان الرَّب لما نحن عليه ونقوم به، فعندما تزداد أرباح عملنا نقول: «الرَّب يباركني حقاًّ»، لكن من الأفضل النظر إلى هذه الأرباح على أنها إمتحان، فإن الرَّب ينتظر ليرى ماذا سنفعل بهذه الأرباح، هل سنُنفقُها في ملذّاتنا الشخصية؟ أم سنتصرَّف كوكلاء أمناء أم سنستخدمها لنرسل الأخبار السّارة إلى أقاصي الأرض؟ هل نكتنزها في محاولة لجمع ثروة؟ أم هل سنستثمرها لأجل المسيح ورسالته؟ لقد قال ف.ب ماير «إذا كان ينبغي مناقشة شروق الشمس أو العاصفة، النجاح أو التجربة، وإذا كانت إختبارات شخصية قاسية، فإن المُراقِبين الماكرين للطبيعة البشرية على الأرجح سيجيبون بأن لا شيء أفضل من الإزدهار يمكن أن يبيِّن بوضوح المعدن الحقيقي الذي صُنعنا منه لأن هذا الإختبار دون سواه هو الأشدُّ قسوة». قد يتّفق يوسف مع هذا الفِكر، حيث قال: «اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِراً في أرْضِ مَذَلَّتِي» (تكوين5:41)، لقد استفاد من المِحَن أكثر مما استفاد في وقت الرخاء، على الرغم من أنه أحسن التصرّف في كلتا الحالتين. |
||||
19 - 05 - 2012, 11:51 PM | رقم المشاركة : ( 239 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ» (لوقا44:2). عندما كان يسوع إبن إثنتي عشرة سنة، ذهب هو ووالداه من الناصرة إلى أورشليم ليحتفلوا بعيد الفصح، ومما لا شك فيه أنهم سافروا برفقة مجموعة كبيرة من الحُجّاج، وكان لا بد أن الأولاد من نفس العمر يرافقون بعضهم البعض خلال الإحتفالات، لذلك، ففي رحلة العودة إلى الناصرة إفترض كل من يوسف ومريم أن يسوع كان مع الفتية الآخرين في مكان ما في القافلة، لكنه لم يكن معهم، لقد تأخّر في أورشليم. فلقد سافرا يوماً كاملاً قبل أن يفتقداه، وكان عليهما الرجوع إلى أورشليم حيث وجداه بعد ثلاثة أيام. في هذا درسٌ لنا جميعاً. قد نفترض أن يسوع في صحبتنا بينما الأمر ليس كذلك، وقد نظن أننا نسير في شركة معه بينما في الحقيقة قد دخلت الخطيئة ما بين نفوسنا وبين المخلّص، والفتور الروحي متخفٍّ، ولا نعي مقدار فتورنا، ونعتقد أننا كسابق عهدنا. لكن الناس الآخرين قد يلاحظون، ويمكن أن يلاحظوا ذلك من خلال حديثنا بأننا قد ابتعدنا عن محبتنا الأولى وأن الإهتمامات الدنيوية قد سبقت الروحيات، ويمكنهم الكشف عن أننا نتغذى على كُرّاث وبصل وثوم مصر، ويلاحظون أننا أصبحنا منتَقِدين، بينما كنا في السابق محبّين ولطفاء، ويلاحظون أننا نستعمل الألفاظ السوقية كثيراً بدل اللغة الروحية، وسواء لاحظوا أم لا فقد فقدنا ترنيمتنا وأصبحنا غير راضين عن أنفسنا وبائسين ونميل إلى جعل الناس الآخرين بائسين أيضاً، ولا يبدو أن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح. تنفذ النقود من جيوبنا، وعندما نحاول أن نشهد للمخلّص، يكون تأثيرنا على الآخرين ضعيفاً، إذ أنهم لا يرون فرقاً كبيراً بيننا وبينهم. عادة ما يقتضي الأمر حدوث أزمة معينة تكشف لنا أن يسوع ليس في صحبتنا، وقد نسمع صوت الله يكلّمنا من خلال موعظة ممسوحة، أو قد يضع أحد الأصدقاء ذراعه حول كتفنا ويواجهنا بحالتنا الروحية المتدنية أو ربما بمرض أو بموت عزيز علينا، أو بمأساة تُعيدنا إلى صوابنا. عندما يحدث ذلك، يتعين علينا أن نفعل ما فعله يوسف ومريم، نعود إلى المكان الذي رأيناه فيه آخر مرة. فإنه بالإعتراف والتوبة عن خطيئتنا نجد المغفرة ونبدأ الرحلة ويسوع في صحبتنا مرة أخرى. |
||||
19 - 05 - 2012, 11:52 PM | رقم المشاركة : ( 240 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ مِنْ كَلامِ الرَّبِّ مَعَهُ» (خروج29:34). عندما نزل موسى من جبل سيناء حاملاً معه الألواح الحجرية التي تحتوي على الوصايا العشر، كان هنالك ميزتان إثنتان من الميزات الرائعة. ففي البداية، لمع وجهه، لقد كان في محضر الرّب الذي كشف له عن ذاته بسحابة مجدٍ بهّيٍ ساطع تُعرف بإسم «شكينا»، فكان لمعان وجه موسى بمثابة وهجٍ مقترضٌ، وبعد التحدُّث مع الله، حمل معطي الناموس معه بعضاً من روعة وتألّق هذا المجد، لقد كان إختبار تغيير. أمَّا السِّمة الثانية البارزة فهي أن موسى لم يكن يعلم أن وجهه كان يلمع، كان غير مدركٍ البتَّة للجمال الأخَّاذ الذي حمله معه من شركته مع الرَّب. ويعلِّق ف. ب. ماير بأن هذا كان تتويج مجد ذلك التجلّي الذي كان موسى يجهله في الواقع. هنالك شعور بأن إختبار موسى قد يكون إختبارنا، فعندما نقضي وقتاً في حضرة الرَّب يظهر ذلك علينا، وربما يظهر في وجوهنا في الواقع لأنه توجد علاقة مباشرة بين الروح والجسد، لكنني لا أشدّد على الجسد لأن بعض المبتدعين عادة ما يكون عندهم وجوه تبدو عليها إمارات الطيبة. إن النقطة المهمة هنا هي أنه عندما يتواصل ذلك الشخص مع الله يغيِّره الله روحياً وأخلاقياً وهو ما يعلّمه بولس في كورنثوس الثانية18:3 «وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ». لكن تتويج مجد هذا التغيير هو أننا أنفسنا غير واعين لوجوده، لكن يمكن أن يلاحظ الآخرون أننا كنا مع يسوع، لكن هذا التغيير يَخفى عن أعيننا. ترى كيف يكون أننا لا نعي بركة وجوهنا اللامعة؟ السبب هو أنه كلما اقتربنا من الرَّب كلما أدركنا أننا خطأة وعديمو الإستحقاق وتعساء، ففي مجد محضره نشعر بكره أنفسنا وبندامة عميقة. فلو كنا مدركين لَمعان حياتنا لقادنا ذلك إلى الكبرياء، عندها يتبدَّل اللمعان بسرعة ليتحوَّل إلى كُره لأن الكبرياء بغيضة. لذلك إنه ظرفٌ مبارك أن هؤلاء الذين كانوا على الجبل مع الرَّب والذين يحملون ذلك اللمعان المُقتَرض لم يُدرِكوا بأن بشرة وجوههم تلمع. |
||||
|