|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفهومنا للأسرار الكنسية الأسرار أمر حيوي وضروري بالنسبة للكنيسة، كما قلب، هي ممارسة للفكر الإنجيلي المفرح، وتمتع بالنعمة الإلهية وعمل الروح القدس في كنيسة المسيح حتى يرتفع الكل إلي حضن الآب. في اختصار أود تقديم الخطوط الرئيسية لمفهومنا لكل سر: 1- في طقس سر المعمودية القبطي يظهر بوضوح خطان رئيسيان هما جحد الشيطان وقبول عمل الله.. بمعني آخر في سر المعمودية ينتقل المؤمن من البنوة للشيطان بالخضوع لأعماله إلي البنوة لله؛ يجحد ملكوت إبليس ليتقبل في داخله ملكوت المسيح، ينتقل من الغرب حيث الظلمة إلى الشرق حيث شمس البر. في هذا الطقس تسلم الكنيسة المعمد حديثا للإشبين بوصايا حازمة، حتى يشعر بالمسئولية نحو تقديم الحياة الإنجيلية الكنسية له. تصر الكنيسة القبطية علي التغطيس -إلا في حالات الضرورة القصوى كالمرض الشديد- لتؤكد دفن المعمد مع السيد المسيح وقيامته للتمتع بالحياة المقامة الجديدة (بو 6: 4-6). 2- طقس الميرون: يدهن الجسد 36 رشمًا علامة تقديس النفس والجسد معا، فيصير الإنسان بكليته هيكلا للروح القدس. كل الأعضاء -حتى التي تبدو بلا كرامة، تدهن بالمسحة المقدسة إذ ليس في الإنسان عضوًا نجسًا أو معيبًا. لبس الثياب البيضاء الجديدة (وفي القديم لبس إكليل) يشير إلى التمتع بعربون الحياة السماوية النقية المكللة. 3- في طقس التوبة والاعتراف: يشعر الكاهن مع المعترف إنهما معًا تحت قيادة روح الله القدوس الذي يبكت علي خطية ويمنح المغفرة من أجل الشركة مع الثالوث القدوس. لا يخجل المؤمن من كشف ضعفاته في حضرة أبيه الذي يهتم بخلاصه، والذي يشعر أنه شريك مع أبنائه في الضعف. 4- في سر الأفخارستيا، تعيش الكنيسة كما في السماء، خلال الذبيحة الواحدة غير المتكررة، الحية والواهبة الحياة، الحاضرة. في هذا السر تجتاز الكنيسة طريق الجلجثة منطلقة نحو السماء تحمل ذبيحة مخلصها القادرة أن تفتح أبواب السماء، وترد البشر إلي أحضان أبيهم السماوي. في سر الأفخارستيا تتقدم الكنيسة بكل طلباتها عن أبنائها، بل وعن العالم كله، لأجل خلاص البشرية، وتدبير حياتهم علي الأرض.. إذ نجد قلب الله متسعا بالحب وأذنيه مصغيتين لطلبتها. 5- في سر مسحة المرضى، ترتبط البركات الروحية بالزمنية معًا، فينال المريض غفران خطاياه مع شفائه من المرض النفسي والجسدي. 6- في سر الزواج يهتم الطقس بإعلان الإكليل السماوي، ليرفع قلوب كل الحاضرين إلي العرس الأبدي، ويدرك العروسان إن حياتهما الزوجية ظل لكنيسة السماء. 7- في سر الكهنوت ينال الشخص نعمة الكهنوت ليغسل أقدام شعب الله لا بنفسه لأنه غير مستحق خدمتهم، إنما بالسيد المسيح خادم البشرية لخلاصهم.. فيه ينال الكاهن أبوة ليس له فيها فضل، إنما هي عمل أبوه الله فيه، فيقول مع القديس يوحنا: "يا أولادي" (1 يو2: 1)، ومع الرسول بولس: "لأني أنا ولدتكم في المسيح" (1 كو 4: 15). إذن الأسرار في مجمل طقوسها تطلب خلاص الإنسان وبنوته، وترفعه إلي الحياة السماوية ليأكل خبز الملائكة وينعم بشركة الأمجاد الأبوية، هي متعة ببركات الإنجيل. |
09 - 05 - 2014, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
التقليد الكنسي | التسليم
بقي بعض الغربيين إلى فترة طويلة يتطلعون إلي "التقليد" أو "التسليم" علي أنه طاعة عمياء للماضي وتمسك بوديعة سلبية جامدة. بهذا يكون التقليد -في نظرهم- أشبه بفهرس ثمين لمجموعة من التعاليم القديمة والقوانين والطقوس، أو قل متحف يضم ما هو قديم، بهذا يحسبون الكنيسة التقليدية كنيسة جامدة رجعية ترتبط بالقديم لمجرد قدمه.
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
|
||||
09 - 05 - 2014, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
مادة التقليد 1- رسالة الإيمان بالثالوث القدوس وعمل الله الخلاصي. 2- أعمال السيد المسيح وأقواله. 3- أسفار العهد القديم. 4- المنهج الروحي والسلوكي في المسيح يسوع. 5- منهج العبادة: مفهومه ونظامه. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
التقليد في العصر الرسولي كان التقليد هو المصدر الوحيد للإيمان المسيحي والتعليم والعبادة. أما دوره: 1- تسلمت الكنيسة الأولي من السيد المسيح والرسل فهما جديدا لأسفار العهد القديم لم يكن يدركه اليهود. بالتقليد قبلت العهد القديم وقبلت مفاهيم جديدة له. 2- بالتقليد قبل المسيحيون أسفار العهد الجديد قبل تقنينها كنسيًا. 3- كان التقليد هو مصدر تعليم الرسل (1 يو 1؛ يو19: 35، لو1: 2؛ أع 21، 22). اعتبر الرسول بولس ما تسلمه من الكنيسة بالتقليد تسلمه من الرب نفسه (غلا 1: 7، 1 كو 11: 23). 4- بالتقليد عاشت الكنيسة الحياة الجديدة الفعالة. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
التقليد والكتاب المقدس · الكتاب المقدس في حقيقته جزء من التقليد الكنسي، والتقليد في جوهره تقديم كلمة الله بطرق متنوعة.. لأن التقليد عني "التعليم الرسولي".. بكتابه العهد الجديد لم يتوقف عمل التقليد، بل جاء الكتاب يحث علي التمسك بالتقليد (2 يو12؛ 3يو 13، 14، 1كو 11: 34؛ تي 1: 5، 2 تس 3: 16، يو 21: 25، 2 كو 11: 23). · يقول العلامة أوريجانوس: [بالتقليد عرفت الأناجيل الأربعة، وإنها وحدها صحيحة]. · التقليد الكنسي يحفظ وحدة الكنيسة للكتاب المقدس عبر الأجيال، فلا يفسره كل مؤمن حسب هواه الشخصي، يقول أوريجين: [التلميذ الحقيقي ليسوع هو ذاك الذي يدخل المنزل، أي يدخل الكنيسة، فإن من يدخل الكنيسة يفكر ذات فكر الكنيسة ويحيا كحياتها، بهذا يتفهم الكلمة. إنه ينبغي أن نتقبل مفتاح الكتاب المقدس من التقليد الكنسي كما من الرب نفسه] (2). |
||||
09 - 05 - 2014, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
التقليد اليهودي والمسيحية رفض السيد المسيح التقاليد اليهودية الحرفية المناقضة لكلمة الله (مت 15: 3، مر 7: 13، كو 2: 8).. لكن الكنيسة قبلت ما هو حي ومتناغم مع كلمة الله. منه عرف يهوذا المنازعة بين ميخائيل وإبليس (يه 9)، وأيضًا نبوة أخنوخ (يه 14، 15)، وعرف بولس الرسول اسمي مقاومي موسى (2 تي 3: 8).. وكانت الكنيسة الأولي تشترك في خدمة الهيكل بتسابيحها ومزاميرها. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
حفظ التقليد الكنسي التقليد الكنسي كإيمان وعبادة وسلوك وحياة معاشة سلم إلينا خلال قرارات المجامع المسكونية والمحلية، وكتابات الآباء الأولين، وأيضا خلال حياة الشعب الذي له دوره الرئيسي والحيوي في تسليم روح الحياة الجديدة عبر الأجيال عمليا. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
التقليد الكنسي والحياة الحاضرة التقليد لا يعني جمودًا، وإنما حفظا للماضي كسند للحاضر، وممارسة الحاضر كأساس للمستقبل. التقليد هو سر نمو الكنيسة وحيويتها وليس جمودها. يلزمنا أن نفهم التقليد في أعماقه الروحية وأسسه اللاهوتية، وليس في التمسك بحرفيته في غير فهم. عندما كرزت الإسكندرية في إثيوبيا قدمت التقليد الكنسي الحي لكنها لم تلزم الأثيوبيين أن يقبلوا التقاليد القبطية في تفاصيلها، لذا وجب التمييز بين "التقليد" كفكر كنسي عام وبين التقاليد الخاصة بالكنائس المحلية. مثلا قبلت إثيوبيا عن مصر تقليد الليتورجيات لكنها لم تقبل ذات نصوصها بل روحها وهيكلها العام، وأيضا قبلت الأيقونات لكن بفن أثيوبي لا قبطي وهكذا قدمت الكنيسة جوهر التقليد لا تفاصيل التقاليد القبطية. لهذا عندما نكرز في بلد أجنبي يلزم تقديم التقليد الكنسي الأرثوذكسي لكن دون صبغهم بفكر محلي معين. هذا ما يحدث الآن عند الكرازة في جنوب أفريقيا. |
||||
09 - 05 - 2014, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
التقليد الكنسي والحياة الشخصية يظن البعض أن حفظ التقليد الكنسي يعني تحطيم الحياة الشخصية للعضو في علاقته بالله وفهمه للكتاب المقدس وممارسته للعبادة. لكن الكنيسة الأرثوذكسية وهي تحت الطريق الوسط المعتدل دون مبالغة أو تطرف تحفظ التقليد الكنسي الذي ينظم الحياة الكنسية ويضع المفاهيم الرئيسية للعبادة ويدخل بنا إلي روح الكتاب المقدس دون أن يحطم العلاقة الشخصية لكل عضو مع فاديه وفهمه للكتاب بطريقة شخصية وتمتعه بالحرية. نذكر علي سبيل المثال، حينما نعيش في مجتمع له نظمه الاجتماعية وروابطه الأسرية، فإن هذه النظم والروابط في الحقيقة تسند شخصية العضو في الجماعة في نطاق الروح الجماعي ولا تجعل منه آلة تتحرك بغير تفكير. وإن كانت الكنيسة في أوروبا -في العصور الوسطي- قد حولت غالبية النظم الكنسية والقوانين إلي شرائع جامدة حطمت الكثير من حقوق المؤمن الشخصية، بينما يمارس الإنسان في الغرب حريته الفردية في فهمه للكتاب المقدس حسب فكره الشخصي، وأيضا في تعرفه علي المسيحية بطريقة فردية، فإن الكنيسة الأرثوذكسية في الواقع تسلك في المنتصف.. تقدس الفكر الكنسي الجماعي وتقدر الحياة الشخصية لكل عضو فيها. |
||||
|