منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 03 - 2014, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 231 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

كنت ميتًا

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
كنت ميتًا (رؤ1: 18)

أشار السيد المسيح كثيرًا إلى موته، حتى بعد قيامته من الأموات، وأيضًا بعد صعوده إلى السماوات.. وهذا هو منتهى الاتضاع إذ لم يستحِ من موت الصليب.
فبعد القيامة قالت عنه الملائكة للمريمات: "أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام ليس هو ههنا" (مر16: 6)، "أنكما تطلبان يسوع المصلوب" (مت28: 5). وفي لقب "المصلوب" إشارة واضحة إلى موته.
هكذا أيضًا قال السيد المسيح للتلاميذ من بعد قيامته: "هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" (لو24: 46).
وفى السماء من بعد الصعود، رآه القديس يوحنا الإنجيلي، وقال عنه: "من يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات" (رؤ1: 5)، "أنا هو.. الحي وكنت ميتًا" (رؤ1: 17، 18)، "هذا يقوله الأول والآخر الذي كان ميتًا فعاش" (رؤ2: 8).
إلى جوار ذلك احتفظ في جسد القيامة الممجد بآثار جراح المسامير والحربة في جنبه. وأيضًا رآه القديس يوحنا في السماء في وسط العرش في شكل "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ5: 6)، وسمع طغمات الملائكة يصرخون مسبحين: "مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" (رؤ5: 12).
وبهذا نرى أنه حتى في السماء، بعد الصعود لا تزال ذكرى موت السيد المسيح هي موضوع شكر الملائكة عنا وتسبيحهم "وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ5: 9).
لم يرغب السيد المسيح -بسبب تواضعه- أن يمحو ذكريات الموت البشع على الصليب، بعد أن قام أو بعد أن صعد، بل صار يحلو له -بسبب محبته لنا- أن يتردد الحديث عنها مُظهرًا جراحات محبته على الدوام لخيرنا وخلاصنا.
بل أكثر من ذلك، ترك لنا ذكرى موته المحيى في سر الافخارستيا، وأوصى تلاميذه قائلًا: "اصنعوا هذا لذكرى" (لو22: 19)، لنتذكر محبته على الدوام.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 232 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

البكر من الأموات

مات كثيرون قبل السيد المسيح. ولكن السيد المسيح كان فريدًا في موته إذ صرخ بصوت عظيم وقال: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" (لو23: 46، انظر مز31: 5). وكانت هذه صرخة انتصار.
ولأول مرة ينطق بها مَن هو مِن بين البشر في لحظة موته.. إذ سلّم روحه الطاهرة المباركة في يدي الآب.. وليس تحت سلطان "ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (عب2: 14). أما ما قاله داود النبي في المزمور: "في يدك أستودع روحي" (مز31: 5) فهو نبوة تخص السيد المسيح لم يقلها داود عن نفسه. وبهذا يكون السيد المسيح هو الوحيد المقصود بهذه العبارة حتى إتمام الفداء.
كان السيد المسيح بكرًا في موته بالنسبة إلى هذه الصورة المشرّفة القوية.. ولذلك فقد دُفن في قبر بكر أي "قبر جديد، لم يوضع فيه أحد قط" (يو19: 41).
فهو البكر في موته من حيث إنه أول من سلّم روحه في يدي الآب، والبكر في قبره.. ومن هذا القبر البكر خرجت بشرى القيامة والحياة عن البكر من الأموات.
كان بكرًا في قيامته المجيدة لأنه هو الوحيد الذي قام من الأموات بجسد القيامة المُمجَّد، غير القابل للموت فيما بعد، أي الذي لا يموت على الإطلاق من بعد القيامة..

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
فجميع البشر وجميع القديسين الذين قاموا من الأموات، قد عادوا ورقدوا مرة أخرى انتظارًا لليوم الأخير. ولم يأخذوا أجسادًا ممجدة في قيامتهم، إلى أن يأتي السيد المسيح في مجيئه الثاني، ويمنحهم -بقدرته الإلهية- هذه الأجساد الممجدة التي سوف يدخلون بها إلى ملكوت السماوات، إن كانوا قد صنعوا مرضاته وحفظوا وصاياه.
لم يقم أحد بالجسد المتحرر نهائيًا من الموت، إلا البكر من الأموات.. أي يسوع المسيح.
لهذا كُتب عنه أنه "هو البداءة، بكر من الأموات. لكي يكون هو متقدمًا في كل شيء" (كو1: 18).
# هو البكر في خلّوه وتحرره من الخطية، بصورة كاملة. فهو "القدوس الحق" (رؤ3: 7).
# وهو البكر بين البشر في إرضائه لقلب الآب السماوي، بطاعته الكاملة ومحبته العجيبة غير الموصوفة للآب، والتي تتضح من قوله في مناجاته مع الآب "أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني. وعرّفتهم اسمك وسأعرّفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم" (يو17: 25، 26).
# وهو البكر والوحيد في ميلاده من العذراء البكر البتول، وفي ميلاده العذراوي. أي أنه هو ابنها البكر والوحيد. وفي نفس الوقت هو البكر والوحيد الذي ولد بدون زرع بشر من أي امرأة كانت!
# وهو البكر في موته وفي دفنه كما شرحنا سالفًا..
# وهو البكر في قيامته من الأموات..
# وهو البكر في صعوده إلى سماء السماوات، الموضع الذي لم يدخل فيه ذو طبيعة بشرية، ودخل هو إليه كسابق لنا؛ إيليا وأخنوخ قد صعدا إلى السماء ولكن ليس إلى سماء السماوات..
·هو البداءة في قصة تجديد حياة الإنسان مرة أخرى. "وهو رأس الجسد الكنيسة، الذي هو البداءة بكر من الأموات" (كو1: 18).
·هو بداية العلاقة وموضوع العهد الجديد بين الله والإنسان.. وهو الذي استحق أن يصير "بكرًا بين إخوة كثيرين" (رو8: 29).
·هو نوح الجديد الذي صار بواسطته تجديد الحياة على الأرض مرة أخرى..
·بل هو "آدم الثاني" (انظر رو5: 14، 1كو15: 45، 47) الذي صار بكرًا، بعد أن فقد آدم الأول مع نسله البكورية لسبب الخطية.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 233 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

بداءة أم رأس أو رئيس أو أصل

كلمة "بداءة" وكلمة "رأس" هي كلمة واحدة في اللغة اليونانية "avrch`" (أرشى).
فحينما يقول الكتاب "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز111: 10، انظر أم1: 7). فإنها من الممكن أيضًا أن تُترجم "بداية الحكمة مخافة الله".
فالرأس دائمًا هو المتقدم. ونفس الكلمة تستخدم في عبارة رئيس كهنة " avrch` i`ereu,j أرشى إريفس".
فالآية التي يستخدمها أصحاب بدعة شهود يهوه للتشكيك في ألوهية السيد المسيح والواردة في الأصحاح الثالث من سفر الرؤيا والتي تقول:

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
"هذا يقوله الأمين الشاهد الأمين الصادق. بداءة خليقة الله" (رؤ3: 14).. لا تعنى أكثر من أن السيد المسيح هو "رئيس خليقة الله" أو "أصل خليقة الله" Origin، بمعنى أنه هو الخالق وسبب وجود الخليقة.
وبمنتهى البساطة يقول الكتاب "متى أَدْخَلَ البكر إلى العالم، يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله" (عب1: 6). وهذا يعنى أنه هو البكر من حيث إنسانيته والمسجود له أيضًا من جميع الملائكة لسبب ألوهيته.
فالسيد المسيح بتجسده صار هو البكر، في تجديد حياة البشر، في إرضاء قلب الآب السماوي، في قيامته من الأموات.. صار هو البكر في كل شيء كما هو مكتوب "هو البداءة، بكر من الأموات. لكي يكون هو متقدمًا في كل شيء" (كو1: 18).
وهو في دخوله إلى العالم بالتجسد صائرًا في شبه الناس لم يفقد ألوهيته وأزليته.. لهذا يقول: "ولتسجد له كل ملائكة الله" (عب1: 6). ولكن لا أحد ينكر أنه قد صار "بكرًا بين إخوة كثيرين" (رو8: 29).
إليه أشار الآب في المزمور بقوله: "هو يدعوني أبى أنت.. أنا أيضًا أجعله بكرًا أعلى من ملوك الأرض" (مز89: 26، 27).
وقد ورد في طقس تكريس المذبح العبارة التالية التي يصليها الأب الأسقف: "أيها البكر من الآب غير المرئي بلاهوته قبل كل الدهور، والبكر من القديسة العذراء في آخر الزمان بغير زواج، والبكر في القيامة من الأموات، حتى خلّص بيعته وأقامنا معه..".
وهذا يدلنا على أن لقب "البكر"يخص كلمة الله في ميلاده الأزلي بحسب لاهوته من الآب؛ فهو الابن البكر والوحيد للآب،وفي ميلاده الزمني بحسب ناسوته من العذراء؛ هو الابن البكر والوحيد للعذراء. لهذا قال الكتاب "متى أدْخل البكر إلى العالم، يقول ولتسجد له كل ملائكة الله" (عب1: 6). هو بكر قبل دخوله إلى العالم، ثم دخل إلى العالم وظل بكرًا في كل شيء في تجسّده.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 234 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

باكورة الراقدين

ربط القديس بولس الرسول قيامة السيد المسيح بقيامة الأموات ربطًا حتميًا حتى إنه قد قال: "إن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام" (1كو15: 13).
إن السيد المسيح قد ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد، وهكذا أيضًا قام لأجل كل واحد.
بموته أوفى الدين الذي علينا، وفي قيامته وهبنا نعمة القيامة والحياة الجديدة الأبدية.
في موته عن الخطايا حل مشكلة الخطية، وفي قيامته حل مشكلة الموت.
وقد قصد القديس بولس الرسول أنه: ما فائدة قيامة السيد المسيح، إن لم تكن هناك قيامة للأموات..؟
إن الإيمان بقيامة السيد المسيح، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإيمان بقيامة الأموات.
واعتبر القديس بولس أن الإيمان بالقيامة هو عماد الكرازة الرسولية، ولهذا قال: "إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم. ونوجد نحن أيضًا شهود زور لله، لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون. لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم. إذًا الذين رقدوا في المسيح أيضًا هلكوا. إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (1كو15: 14-20).
إن قيامة السيد المسيح هي برهان أنه هو هو نفسه ابن الله الأزلي المولود من الآب قبل كل الدهور، الذي انتصر على الموت بقيامته. وبرهان أن ذبيحة الصليب قد أوفت كل ديون الخطية، لأنها ذبيحة الابن الوحيد القادرة أن تغفر خطايا العالم كله. هي ذبيحة غير محدودة في قيمتها لأنها ذبيحة الله الظاهر في الجسد. ودمه الذي سفك هو دم إلهي؛ متحد باللاهوت، قادر أن يغسل ويطهّر الخطايا.
لهذا قال القديس بولس: "إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم". فلا غفران للخطايا، إلا بذبيحة الابن الوحيد، هي الذبيحة الحقيقية القادرة أن تخلَّص جميع البشر.
وفى تعبيره عن الإيمان بالحياة الأبدية الموهوبة لنا من الله في المسيح أكّد القديس بولس أن الإيمان بالمسيح -بما يقترن به من تضحيات في هذه الحياة الحاضرة- يصير شقاءً لا مبرر له بدون القيامة وميراث الحياة الأبدية.

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
فالقيامة هي التي أثبتت أن الروح الإنسانية تبقى بعد موت الإنسان بالجسد، وتعود الروح لتتحد بجسدها الخاص عند قيامة هذا الجسد. إذ أن الروح هي التي تحيى هذا الجسد.. ولكي يحيا، يلزمه أن تعود الروح إليه مرة أخرى.
الإيمان بالقيامة يعنى الإيمان بالحياة الآخرة، والإيمان بالفردوس كموضع انتظار لأرواح القديسين الذين رقدوا.
وقد وعد السيد المسيح اللص اليمين على الصليب قائلًا: "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43).
وقال معلمنا بولس الرسول: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا" (فى1: 23). وقال: "لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح" (فى1: 21).
ولهذا ففي استنكاره لعدم الإيمان بالقيامة، وبالحياة الآخرة سواء في الفردوس حاليًا، أو في الملكوت بعد مجيء السيد المسيح الثاني، قال القديس بولس الرسول كلماته التي أوردناها سابقًا: "إن لم يكن المسيح قد قام.. إذًا الذين رقدوا في المسيح أيضًا هلكوا" (1كو15: 17، 18).
أي أن الإيمان بالقيامة معناه الإيمان باستمرار بقاء الإنسان بنفس شخصه، بالرغم من رقاد الجسد المؤقت.. لأن روحه باقية، وسوف تنضم إلى جسدها المقام من الأموات عند مجيء المسيح.
وفى هذه الملحمة الرائعة: جاءت قيامة السيد المسيح كإعلان مبكر عن الحياة الأبدية،وهذا هو معنى قول القديس بولس الرسول: "الآن قد قام المسيح من الأموات، وصار باكورة الراقدين" (1كو15: 20).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
في المسيح سيُحيا الجميع

أكّد القديس بولس الرسول على إنسانية السيد المسيح، لأن ذبيحة الابن الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، هي ذبيحة إنسانية -فداءً عن الجنس البشرى- قدّمها الابن الوحيد بتجسده الإلهي وصيرورته ابنًا للإنسان؛ بإنسانية كاملة متحدة باللاهوت اتحادًا تامًا منذ اللحظة الأولى للتجسد.
لذلك قال القديس بولس: "فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضًا قيامة الأموات. لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع" (1كو15: 21، 22).
كما عصى آدم الله حتى الموت، هكذا أطاع السيد المسيح -من جهة إنسانيته- الله حتى الموت. كما هو مكتوب عنه "إذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب" (فى2: 8).
هذا الإنسان: يسوع المسيح.. لم يكن شخصًا آخر غير ابن الله الوحيد بل هو هو نفسه، بنفس شخصه قد صار إنسانًا دون أن يفقد ألوهيته. ولهذا نادى القديس بولس قائلًا: "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). فهو الرب الأزلي وهو المخلّص الذي تجسد وصلب وقام من الأموات ليقيمنا أيضًا معه.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 235 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

أقامنا معه

لقد قام السيد المسيح من الأموات قيامة لا يعقبها موت. أما نحن فنموت بالجسد ونرقد إلى مجيء الرب، وحينئذ نقوم بأجسادنا نفسها، ولكن في وضع مختلف، حيث يخرج الأبرار إلى قيامة الحياة الأبدية، والأشرار إلى قيامة الدينونة.
إذًا فعبارة معلمنا بولس الرسول: "أقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح" (أف 2: 6) لا تؤخذ بصورة حرفية كما لو كانت شيئًا قد حدث وانتهى حاليًا، كما قال قداسة البابا شنوده الثالث - أطال الرب حياة قداسته- لأن الأبرار سوف يقومون في اليوم الأخير، أما السيد المسيح فمكتوب عنه أنه "باكورة الراقدين" (1كو 15: 20).
"والباكورة" لا تعنى إطلاقًا "الكل". فلو كان الكل قد قام بالفعل وانتهى الأمر، فكيف يعتبر السيد المسيح باكورة الراقدين؟!
إن عبارة "أقامنا معه" ينبغي أن تُفهم بطريقة روحية كما يلي:
أولًا: إنها وعد بالقيامة لكل من يؤمن ويثبت في المسيح فيغلب "هذه مشيئة الآب الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئًا بل أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 39). و"من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
ثانيًا: إننا في المعمودية قد صرنا متحدين مع الرب بشبه موته وبشبه قيامته (انظر رومية 6): فنحن في المعمودية ننال قوة الموت مع المسيح وقوة القيامة معه "مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضًا معه" (كو2: 12).
فالقيامة المقصودة هنا هي قيامة الحياة في البر والنصرة على الخطية. كما قال معلمنا بولس الرسول عن الله: "يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين، ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2كو 2: 14). وهذه هي القيامة الأولى.
أما القيامة الثانية فهي قيامة الراقدين في المسيح في اليوم الأخير "حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون" (يو5: 25).
ثالثًا: لا ينبغي الخلط بين القيامة الأولى والقيامة الثانية، كما لا ينبغي الخلط أيضًا بين الموت الأول والموت الثاني الذي تكلم عنه سفر الرؤيا والمقصود به الهلاك الأبدي،لذلك فمن يحيا في القداسة "فلا يؤذيه الموت الثاني" (رؤ 2: 11).
رابعًا: نفس الأمر ينطبق على الصعود: فإن عبارة "أجلسنا معه في السماويات في المسيح" (أف2: 6) لا تعنى أننا صعدنا إلى السماء، بل كما يقول القداس الغريغوري (أصعدت باكورتي إلى السماء أظهرت لي إعلان مجيئك، هذا الذي تأتى فيه لتدين الأحياء والأموات وتعطى كل واحد كأعماله).
المسألة كلها ينبغي أن تفهم بطريقة روحية ولا داعي للمزايدة لأن القديس بولس الرسول يقول: "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" (كو3: 1) أي أن الإنسان الذي يتمتع ببركات القيامة يشتاق إلى الأمور السمائية.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 236 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

من الظلمة إلى النور

تكلّمنا في باب "أحداث الصلب" عن الظلمة التي كانت على كل الأرض وقت صلب السيد المسيح من الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا) إلى الساعة التاسعة (الثالثة بعد الظهر) وقد أراد الله أن يبرز حقيقة الظلمة الروحية التي سيطرت على العالم، ولهذا فقد سمح بأن تظلم الأرض بهذه الصورة العجيبة في اليوم السابق لليلة الرابع عشر من شهر نيسان حينما يكون القمر بدرًا أي تكون الشمس والقمر متعامدين بالنسبة للأرض ويستحيل أن يحدث خسوف طبيعي للشمس.
من هذه الظلمة نقلنا السيد المسيح إلى النور مثلما قال لبولس الرسول عند دعوته ليكرز بالإنجيل لشعوب الأرض: "لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله" (أع26: 18).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
أنوار القيامة

عند صلب السيد المسيح في يوم الجمعة كانت ظلمة على كل الأرض. وفي فجر الأحد أشرقت أنوار القيامة لتعلن فجر نهار جديد أشرق على البشرية.
عن قيامة السيد المسيح كتب معلمنا متى البشير في إنجيله: "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه. وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات" (مت28: 1-4).

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
وكتب القديس مرقس الإنجيل: "وبعد ما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟.. وبعد ما قام باكرًا في أول الأسبوع ظهر أولًا لمريم المجدلية" (مر16: 1-3، 9).
لقد قام السيد المسيح مع خيوط الضوء الأولى باكرًا في فجر الأحد وكان ملاك القيامة في منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. ومعروف أن البرق هو ضوء شديد اللمعان وكان ضوء الملاك أقوى من نور الشمس التي كان نورها قد بدأ في البزوغ ولم يكن قرصها قد خرج من المشرق بعد. لهذا ارتعد الحراس من منظر ملاك القيامة.
الله هو نور وساكن في النور وملائكة نورانيون تخدمه. وقيل عن السيد المسيح "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم.. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه" (يو1: 9، 4، 5).
إن أنوار القيامة تشير إلى أنوار الحياة الأبدية حيث شركة ميراث القديسين كقول معلمنا بولس الرسول: "شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور، الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته" (كو1: 12، 13). إن النور هو في ملكوت الله، والظلمة هي في شركة المصير مع إبليس.
ويوضح القديس بولس الرسول أيضًا أن الحياة المسيحية الفاضلة هي حياة منيرة بالقيامة من الأموات وبالسلوك في النور فقال: "مختبرين ما هو مرضىٌّ عند الرب. ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبّخوها. لأن الأمور الحادثة منهم سرًا ذكرها أيضًا قبيح. ولكن الكل إذا توبّخ يظهر بالنور. لأن كل ما أُظهر فهو نورٌ. لذلك يقول: استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" (أف5: 10-14).
وقد شرح القديس يوحنا الرسول كيف ينير مجد الله مدينته المقدسة النازلة من السماء فقال: "أراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله، لها مجد الله، ولمعانها شبه أكرم حجر كحجر يشب بلُّورى.. والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها، لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها،وتمشى شعوب المخلّصين بنورها، وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها، وأبوابها لن تُغلق نهارًا، لأن ليلًا لا يكون هناك" (رؤ21: 10، 11، 23-25).
إن الحياة مع الله هي حياة في النور. وهذا النور يبدأ من هنا على الأرض ويستمر ويتألّق جدًا في الأبدية.
وكما خلق الله النور في بداية الخليقة حينما "كانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه وقال الله ليكن نور، فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارًا، والظلمة دعاها ليلًا. وكان مساء وكان صباح يومًا واحدًا" (تك1: 2-5).
هكذا أيضًا كانت ظلمة على كل الأرض وقت صلب السيد المسيح، ثم جاءت أنوار الخلاص وأعقبتها أنوار القيامة والبشارة بالإنجيل كقول معلمنا بولس الرسول:"لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2كو4: 6).
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 05:59 PM   رقم المشاركة : ( 237 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

القيامة والخليقة الجديدة

إن الرب يسوع المسيح بخلاصه العجيب قد أعاد خلق الإنسان من جديد. لذلك قال معلمنا بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17).
هذه الخليقة الجديدة تتم في المعمودية، في الاتحاد مع المسيح بشبه موته وقيامته، حيث يصلب الإنسان العتيق، ويقوم الإنسان الجديد حسب صورة خالقه.
وشرح القديس بولس في رسالته إلى أهل رومية هذه الحقيقة فقال: "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليبطل جسد الخطية" (رو6: 3-6).
وقال أيضًا: "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تى3: 4-6).
فتكلّم في المعمودية عن "جدة الحياة"وعن "الميلاد الثاني"وعن "تجديد الروح القدس"وعن الاتحاد بالمسيح "بشبه.. قيامته".
لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ولكن لما سقط الإنسان في الخطية قد فقد هذه الصورة الرائعة واحتاج إلى أن يعيد الرب خلقته من جديد على هذه الصورة الإلهية.
في ذلك قال القديس أثناسيوس الرسولي: [لقد جاء كلمة الله في شخصه الخاص، لأنه هو وحده صورة الآب، الذي يقدر أن يعيد خلقة الإنسان المخلوق على الصورة] (كتاب تجسد الكلمة - الفصل الثالث - فقرة 13).

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
إن السيد المسيح الذي هو "صورة الله غير المنظور" (كو1: 15) هو وحده القادر أن يعيد خلقة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
إبطال الموت

إن السيد المسيح بقيامته المجيدة من الأموات قد أعلن "الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا" (1يو1: 2).
لذلك قال معلمنا بولس الرسول: "بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود" (2تى1: 9، 10). لقد أبطل السيد المسيح الموت بقيامته من الأموات باعتباره هو "باكورة الراقدين" (1كو15: 20).
وقد أنار السيد المسيح الحياة والخلود بنور قيامته "قام باكرًا في أول الأسبوع" (مر16: 9). وبقيامته في باكر يوم الأحد أشرق فجر جديد على حياة البشرية.
لهذا ارتبطت القيامة بالحياة الجديدة في أول الأسبوع الجديد "وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا" (رؤ21: 5).
ويشير معلمنا بولس الرسول إلى ارتباط عهد الختان بالمعمودية، وارتباط المعمودية بعمل الله في قيامة السيد المسيح من الأموات فقال: "وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو2: 11، 12).
لقد أعاد الله تجديد الحياة على الأرض بواسطة الطوفان وفلك نوح،وذلك حينما محا الشر الظاهر الموجود في العالم وخلّص نوحًا وبنيه بواسطة الفلك الذي بناه نوح بالإيمان لخلاص بيته "الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" (1بط3: 21).
وبعد الطوفان عادت الحمامة إلى الفلك حاملة ورق الزيتون في منقارها لكي تعلن لنوح أن المياه قد انحسرت عن الأرض وعادت مقومات الحياة مرة أخرى. وكانت الحمامة وورق الزيتون رمزًا لعمل الروح القدس في المعمودية؛ وفي سر الميرون المقدس يُدْهَن زيت الزيتون الطيب المخلوط بأطياب دفن السيد المسيح التي وجدها الآباء الرسل بعد قيامته من الأموات.
إن المعمودية هي بلا شك وسيلة الخليقة الجديدة التي بها نؤهّل لميراث الحياة الأبدية ولهذا قال السيد المسيح: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5).
وفى المعمودية نلبس المسيح كقول معلمنا بولس الرسول: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل3: 27). أي أننا قد لبسنا بر المسيح ولبسنا الصورة الإلهية لنعود كمخلوقين على صورة الله ومثاله.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 238 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

الأسبوع الجديد

الأسبوع الجديد مرتبط بالخليقة الجديدة وبالسماء الجديدة والأرض الجديدة.
في الأسبوع الأول خلق الله العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل خالقًا.
وجاء السيد المسيح في امتداد اليوم السابع وقال: "أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17).
وقال معلمنا بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو 5: 17).
إذن عاد الله يخلق من جديد في اليوم السابع وشفى المفلوج عند بركة بيت حسدا في يوم السبت، وكذلك خلق عينين للمولود أعمى في يوم السبت أي في اليوم السابع.
وعندما قام السيد المسيح قام "باكرًا جدًا في أول الأسبوع" (مر16: 2). أي في اليوم الأول من الأسبوع الجديد. أي أنه أعلن الحياة الجديدة وصار باكورة الراقدين في أول الأسبوع الجديد. وصار يوم الأحد هو يوم الرب الذي استراح فيه من عمل الخلاص.
فيوم الأحد في الوقت الحاضر هو باكورة الحياة الجديدة. ولكن الأسبوع الجديد بمعناه الشامل سوف يبدأ في القيامة العامة في مجيء المسيح الثاني.
لذلك نقرأ في سفر الرؤيا: "وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا" (رؤ21: 5). ووصف القديس يوحنا الرسول ما رآه: "رأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا" (رؤ21: 1).

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
نحن في يوم الأحد نعيش عربون الأبدية في يوم الرب حيث يقام الاحتفال الرئيسي بالإفخارستيا في أهم أيام الأسبوع. ويهتف الشعب للسيد المسيح (بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات نعترف). إننا نصنع التذكار [الأنامنسيس] حسب أمر الرب "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 22: 19).
فالكنيسة في يوم الأحد وبالتحديد في سر الافخارستيا؛ تحتفل بذكرى قيامة الرب وأيضًا بذكرى مجيئه الثاني حيث إن السر يأخذنا فوق الزمن لنحتفل بذكرى ما حدث في الماضي، وما سوف يحدث في المستقبل. ويصلى الكاهن في القداس الإلهي: (فيما نحن أيضًا نصنع ذكرى آلامه المقدسة، وقيامته من الأموات، وصعوده إلى السماوات.. وظهوره الثاني الآتي من السماوات المخوف المملوء مجدًا). ولا عجب في ذلك فإن عربون الأبدية في سر القربان المقدس يرفعنا فوق الزمان لنعايش صلب السيد المسيح وقيامته المجيدة وصعوده ومجيئه الثاني عند استعلان ملكوت السماوات والعرس الأبدي.
إن سر الافخارستيا هو عشاء العريس قُدِّم للعروس. وهو العهد الجديد الذي يعلن أن الرباط الزيجي بين المسيح وعروسه الكنيسة هو عهد خلاص بالدم المسفوك على الصليب "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى" (لو22: 20، 1كو 11: 25).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
ما بين أرض الموعد والأبدية

السبت في اللغة العبرية "سابات" معناه "راحة". وقد أوضح معلمنا بولس الرسول أن السبت بمعناه الحقيقي لن يتحقق في اليوم السابع. وبدأ بولس الرسول يربط بين اليوم والراحة بقوله في رسالته إلى العبرانيين: "يعيّن أيضًا يومًا قائلًا في داود: "اليوم" بعد زمان هذا مقداره، كما قيل: اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم. لأنه لو كان يشوع قد أراحهم، لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر. إذًا بقيت راحة لشعب الله،لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضًا من أعماله؛ كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة" (عب4: 7-11).
وقوله: "لو كان يشوع قد أراحهم"مقصود به أن أرض الموعد ليست هي أرض الميراث الأبدي. كما أنه بقوله: "يوم آخر" يقصد أن هناك يومًا آخر غير السابع وهو اليوم الأول من الأسبوع الجديد أو اليوم الثامن إذا أضفنا اليوم الأول إلى أيام الأسبوع القديم.
وقد أشار القديس بطرس الرسول إلى الحياة الجديدة وارتباطها برقم ثمانية في مسألة تجديد الحياة على الأرض بواسطة نوح الذي أنقذه الله من الطوفان، إذ كتب يقول إن الله "لم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحًا ثامنًا كارزًا للبر، إذ جلب طوفانًا على عالم الفجار" (2بط2: 5). وبالرغم من أن ترتيب نوح بين الآباء الأول ليس هو الثامن من آدم، ولكن الكتاب أشار إلى ارتباط نوح الذي به تم تجديد الحياة على الأرض مرة أخرى برقم الثامن (أي الثامن من آنوش) فقال عنه: "ثامنًا كارزًا" كما أنه أكّد ارتباط الرقم "ثمانية" بتجديد الحياة مرة أخرى بقوله: "حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبنى، الذي فيه خَلَصَ قليلون، أي ثماني أنفس بالماء" (1بط3: 20). فهو لم يكتفِ بأن يقول إن الذين خلصوا من الطوفان هم عدد قليل، بل حدد العدد برقم "ثمانية". فالارتباط بين الحياة الجديدة ورقم "ثمانية" يؤكّد أن اليوم "الثامن"هو يوم الحياة الجديدة في المسيح الذي هو نوح الحقيقي. وقد وُلدت الكنيسة في حياتها الجديدة في بداية الأسبوع الثامن بعد القيامة.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 239 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

هذا هو اليوم الذي صنعه الرب

يقول المزمور 117 "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه. يا رب خلصنا، يا رب سهل طريقنا. مبارك الآتي باسم الرب. باركناكم من بيت الرب. الله الرب أضاء علينا" (مز117: 24-27).
ويُقال هذا المزمور قبل إنجيل قداس عيد القيامة المجيد. ونلاحظ اختيار الكنيسة المقدسة لهذا المزمور ليناسب الاحتفال بأفراح القيامة المجيدة.
وتشير الكلمات الخاصة باليوم الذي صنعه الرب والذي ينبغي أن نبتهج ونفرح فيه إلى ثلاث مراحل متتالية:
* "يا رب خلصنا".
* "يا رب سهل طريقنا".
* "الله الرب أضاء علينا".
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
إن أفراح القيامة قد تحققت من خلال ثلاث مراحل:

* الفداء على الصليب.
* الدفن في القبر، وفتح الفردوس، ونقل أرواح القديسين الراقدين على الرجاء من الجحيم إلى الفردوس.
* القيامة التي أنارت الحياة والخلود في فجر الأحد.
لهذا فقول المزمور "يا رب خلصنا"يشير إلى الخلاص الذي تم بذبيحة الصليب.
وقوله "يا رب سهل طريقنا"يشير إلى نقل أرواح القديسين الراقدين؛ من الجحيم إلى الفردوس وهى تسبح مبارك الآتي باسم الرب.

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
وقوله "الله الرب أضاء علينا"يشير إلى نور القيامة الذي أشرق على البشرية مع إشراقة فجر جديد باكرًا جدًا في أول الأسبوع الجديد.
وعندما نقول: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب"عن يوم الأحد الذي قام فيه السيد المسيح وصار باكورة للراقدين فإننا نؤكد أن يوم الرب في العهد الجديد هو يوم الأحد وليس يوم السبت كما في العهد القديم.
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
ما بين السبت والأحد

"وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين" (مر16: 9). لقد ظهر الرب بعد قيامته من الأموات لمريم المجدلية أولًا، وأمرها أن تمضى وتخبر تلاميذه عن قيامته من الأموات.
واختار الرب مريم المجدلية بالذات لتكون أول شاهد على القيامة في يوم الأحد، لأن الرب كان قد أخرج منها سبعة شياطين قبل صلبه وموته وقيامته من الأموات.
هذه الشياطين السبعة تشير إلى روح التعصب اليهودي الذي كان يعتبر أن ما يعمله السيد المسيح من المعجزات في يوم السبت (اليوم السابع) هو كسر للشريعة الإلهية والناموس الموسوي. فمثلًا حينما شفى السيد المسيح مريض بِركة بيت حسدا في يوم السبت "كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا في سبت. فأجابهم يسوع: أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط. بل قال أيضًا أن الله أبوه معادلًا نفسه بالله" (يو5: 16-18).
وحينما أخرج السيد المسيح من مريم المجدلية سبعة شياطين وظهر لها بعد قيامته في اليوم الأول من الأسبوع الجديد؛ فإن هذا يشير إلى تحرير كنيسة العهد الجديد من عبودية الحرف الناموسية إلى حرية الروح، أي من عبودية الناموس إلى حرية مجد أولاد الله.
لقد كان اليوم السابع كيوم للراحة هو رمز فقط ليوم الرب أي يوم الأحد في العهد الجديد. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة" (كو2: 16، 17).
إن الإيمان بألوهية السيد المسيح وبأنه هو "رب السبت" (مت12: 8) هو الذي يقود الإنسان إلى قبول يوم الأحد باعتباره يوم الرب في العهد الجديد.
ولهذا فإن شهود يهوه الذين ينكرون ألوهية السيد المسيح؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود ويرفضون أن يكون يوم الرب هو يوم الأحد.
وكذلك الأدفنتست السبتيون الذين انحرفوا في الإيمان بالسيد المسيح وطبيعته الخالية من دنس الخطية؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود وينادون بتعاليم عديدة مخالفة للإيمان المسيحي.
لقد كانت مريم المجدلية رمزًا للكنيسة في مسألة اليوم السابع واليوم الثامن، وكانت أيضًا رمزًا للكنيسة حينما التقت مع الرب في البستان بعد قيامته وظنت أنه البستاني لأنه هو آدم الثاني،وفي البستان لم توجد الحية القديمة، بل المعلم الصالح، ونادته مريم المجدلية قائلة: "ربونى، الذي تفسيره يا معلم" (يو20: 16).
فالحية لم تعد هي المعلّم مثلما حدث في البستان الأول (الجنة) لأنها كانت قد سُمّرت على الصليب فوق الجلجثة حينما حمل السيد المسيح خطايانا مسمّرًا إياها على الخشبة مثلما شرح لنيقوديموس "كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 14، 15).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
يوم الرب

ولأن يوم الأحد صار هو يوم الرب، أي تذكار قيامته من الأموات وانتصاره على الموت لصالح البشرية.
ولأن التلاميذ كانوا مجتمعين معًا وقد ظهر الرب لهم لأول مرة وهم مجتمعون في نهاية يوم الأحد الذي بدأ بقيامته وانتهى باجتماعه في العلية مع تلاميذه، حيث عرّفهم بنفسه، وأراهم آثار الجراحات في جسده المصلوب القائم.. لهذا فإن الكنيسة تتذكر دائمًا موت الرب وقيامته في احتفالها بالإفخارستيا أي سر الشكر في يوم الأحد من كل أسبوع.
في يوم الرب ننال عطية السلام حينما نسمع الكاهن في القداس الإلهي يقول: (سلام لجميعكم) إنها نفس كلمات الرب حينما منح السلام لتلاميذه في يوم قيامته من الأموات.
في يوم الرب نحتفل بالقيامة المجيدة، ويهتف الجميع في القداس الإلهي (بموتك يا رب نبشر، وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات نعترف. نسبحك نباركك نشكرك يا رب، ونتضرع إليك يا إلهنا).
وحتى في القداسات التي تُقام في وسط الأسبوع، نتذكر قيامة الرب ونحتفل بها وننال عطية السلام.
إن الأب الكاهن في القداس يبارك الشعب ممسكًا الصليب بيده وهو يقول: "سلام لكم".. أما بعد حلول الروح القدس، وتحوّل القرابين المقدسة إلى جسد الرب ودمه، فإنه يتنحى عن وسط المذبح قليلًا وينحني وهو يقول: "سلام لكم" بمعنى أن الرب الحاضر على المذبح بجسده ودمه هو الذي يمنح السلام نحو الشعب، والكاهن لا يبارك أو يرشم بيده بالصليب، لأن الرب نفسه يكون حاضرًا في الوسط فوق المذبح المقدس، مباركًا ومانحًا السلام للجميع.
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 03 - 2014, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 240 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

أنا هو القيامة والحياة

هناك فرق بين أن يقول السيد المسيح أنا أمنح القيامة والحياة، وأن يقول "أنا هو القيامة والحياة" (يو11: 25).
لأن قوله "أنا هو القيامة"يعنى أنه هو نفسه سيقوم بحسب الجسد إلى جوار أنه هو ينبوع القيامة بالنسبة للبشر كما أنه هو الحياة كقول القديس يوحنا الإنجيلي "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ في الظلمة" (يو1: 4، 5).

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
هناك فرق بين قيامة لعازر من الأموات وقيامة السيد المسيح، لعازر أقامه السيد المسيح، أما المسيح رب المجد فقد أقام نفسه بسلطانه الإلهي.
كما أن قيامة لعازر كانت قيامة مؤقتة أعقبها الموت مرة أخرى. أما السيد المسيح فقد قام لكي لا يسود عليه الموت فيما بعد لأنه لم يكن ممكنًا أن يُمسك منه.
هناك فرق بين سيارة نضع فيها بضع لترات من البنزين لتعطيها دفعة من الطاقة تسير بها بضعة كيلومترات ثم تتوقف. وبين الينبوع الذي ينبع منه البنزين إذا وجد في سيارة فإنها سوف تسير إلى ما لا نهاية ولا تتوقف على الإطلاق كما أنها يمكنها أن تعطى وقودًا لباقي السيارات.
إن اتحاد اللاهوت بالناسوت في السيد المسيح قد أعطى للناسوت إمكانية التحرر من الموت بصفة نهائية بحسب التدبير. ولكن السيد المسيح قد "ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (انظر عب2: 9). أي أنه أخذ جسدًا قابلًا للموت ولم يتدخل اللاهوت لكي يمنع الموت عن الناسوت في وقت الصلب والفداء. ولكنه في مسألة القيامة قد برهن على أن الذي مات هو هو نفسه الله الكلمة الذي هو بلا شك أقوى من الموت بحسب لاهوته "وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات" (رو1: 4).
إن القيامة بالفعل كانت هي أقوى دليل على ألوهية السيد المسيح،لهذا قال هو نفسه لليهود: "متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو" (يو8: 28). أي أن البرهان الأقوى على لاهوته سيتحقق عند قيامته من الأموات بعد أن يصلبه اليهود ويقتلونه معلقين إياه على خشبة. أي حينما يرتفع على عود الصليب.
إن الانتصار على الموت في جسم بشريتنا لم يكن ممكنًا أن يتحقق إلا بتجسد وحيد الآب، الذي هو كلمة الله، الذي اتخذ طبيعتنا البشرية -بلا خطية- لكي يعبر لنا بها من الموت إلى الحياة، لأن الحياة التي فيه كانت أقوى من الموت الذي لنا.
لذلك فهناك علاقة وثيقة بين قول السيد المسيح: "أنا هو القيامة" (يو11: 25) وبين معنى التجسد الإلهي، لأنه بتجسده قد أعطى لطبيعتنا البشرية إمكانية القيامة في شخصه المبارك.
وعن ذلك كتب معلمنا بولس الرسول: "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (أف2: 6). وقال أيضًا: "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" (كو3: 1).
لقد صار المسيح هو حياتنا كلنا وقيامتنا كلنا.. صار هو "باكورة الراقدين" (1كو15: 20) وصرنا نحن متحدين معه بشبه موته وقيامته في المعمودية "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه" (كو2: 12).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب مشتهى الأجيال: صعود المسيح
من كتاب مشتهى الأجيال: من القدس إلى قدس الأقداس
من كتاب مشتهى الأجيال: التجربة على الجبل
من كتاب مشتهى الأجيال: مصير العالم يتأرجح
من كتاب مشتهى الأجيال: يأس المخلص


الساعة الآن 02:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024