منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 07 - 2019, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 23801 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المزمور الثاني عشر – Psalm 12 – عربي إنجليزي



مزمور 12 : 1 – 8
Psalm 12: 1 – 8



1 خَلِّصْ يا رَبُّ، لأنَّهُ قد انقَرَضَ التَّقيُّ، لأنَّهُ قد انقَطَعَ الأُمَناءُ مِنْ بَني البَشَرِ.


1 Help, Lord; for the godly man ceaseth; for the faithful fail from among the children of men.


2 يتَكلَّمونَ بالكَذِبِ كُلُّ واحِدٍ مع صاحِبِهِ، بشِفاهٍ مَلِقَةٍ، بقَلبٍ فقَلبٍ يتَكلَّمونَ.


2 They speak vanity every one with his neighbour: with flattering lips and with a double heart do they speak.


3 يَقطَعُ الرَّبُّ جميعَ الشِّفاهِ المَلِقَةِ واللِّسانَ المُتَكلِّمَ بالعَظائمِ،


3 The Lord shall cut off all flattering lips, and the tongue that speaketh proud things:


4 الّذينَ قالوا: «بألسِنَتِنا نَتَجَبَّرُ. شِفاهنا معنا. مَنْ هو سيِّدٌ علَينا؟».


4 Who have said, With our tongue will we prevail; our lips are our own: who is lord over us?


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة 5
«مِنِ اغتِصابِ المَساكينِ، مِنْ صَرخَةِ البائسينَ، الآنَ أقومُ، يقولُ الرَّبُّ، أجعَلُ في وُسعٍ الّذي يُنفَثُ فيهِ».


5 For the oppression of the poor, for the sighing of the needy, now will I arise, saith the Lord; I will set him in safety from him that puffeth at him.


6 كلامُ الرَّبِّ كلامٌ نَقيٌّ، كفِضَّةٍ مُصَفّاةٍ في بوطَةٍ في الأرضِ، مَمحوصَةٍ سبعَ مَرّاتٍ.


6 The words of the Lord are pure words: as silver tried in a furnace of earth, purified seven times.


7 أنتَ يا رَبُّ تحفَظُهُمْ. تحرُسُهُمْ مِنْ هذا الجيلِ إلَى الدَّهرِ.


7 Thou shalt keep them, O Lord, thou shalt preserve them from this generation for ever.


8 الأشرارُ يتَمَشَّوْنَ مِنْ كُلِّ ناحيَةٍ عِندَ ارتِفاعِ الأرذالِ بَينَ النّاسِ.


8 The wicked walk on every side, when the vilest men are exalted.

 
قديم 25 - 07 - 2019, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 23802 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح ينقل إلينا إماتته فتضمحل قوة الخطية من أجسادنا
تفسير كورنثوس الثانية 10:4 للقديس كيرلس الكبير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن الكلمة الابن الوحيد اقتنى لنفسه خاصًة الجسد الترابي, فماذا كانت غايته من ذلك؟
أن يميت الخطية في الجسد ويخمد شوكة الغرائز المنغرسة فيه التي كانت تدفع الجسد نحو الشهوات المعيبة.

ولم يحقِّق ذلك, أعني التفوق على الأوجاع التي فينا, لمنفعته الشخصية بصفته الله الكلمة، إذ أنه هو لم يعرف خطية،
بل بالحري كمن يعيد تشكيل طبيعة الإنسان كلها من الأساس في نفسه، إلى حياة مقدسة وبلا لوم،
عندما صار إنساناً وظهر في الهيئة مثلنا. «فقد صار لنا متقدماً في كل شيء» (كو18:1)
حتى أننا نحن أيضاً حينما نتبع خطواته ننال في أنفسنا إماتته» أي اضمحلال قوة الخطية من أجسادنا، وهكذا نتمكَّن بواسطته أن نرتقي إلى الحياة التي بلا لوم.
 
قديم 25 - 07 - 2019, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 23803 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ذبيحة إبراهيم أظهرت لنا أعماق قلب الله الآب
الرسالة الفصحية الخامسة للقديس كيرلس الكبير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حيث أن الوعد الذي أعطاه الله بخصوص إسحق (أن تتبارك فيه جميع الأمم)، ما كان سيتحقق سوى بصليب المسيح الذي به وصلت البركة إلى جميع الأُمم،
ولأن الله كان يريد أن يبين لإبراهيم عظم النعمة التي سيعطيها له, ببذل ابنه إلى الموت عن خلاص نسله, لذلك لزم أن يقول له،
وهذا القول ذو معنى بليغ للغاية :«خذ ابنك» ثم يضيف بتكرار وتأكيد: «حبيبك الذي تحبه إسحق وقدمه لي على أحد الجبال الذي أقول لك»،
وكأنه بذلك يُشعل فيه مشاعر الحنان اللائقة بأي والد من نحو ابنه الواحد الوحيد, وكأنه بذلك يقول: «لكي تتعلَّم مما تتألَّم به ما سيعانيه أبو الكل حينما يقدم ابنه الحبيب ذبيحة عن خلاص العالم»,
الأمر الذي عبر المخلِّص نفسه عن إعجابه الشديد به قائلاً: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد».
 
قديم 25 - 07 - 2019, 06:41 PM   رقم المشاركة : ( 23804 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يُصبح يسوع في داخل تلاميذه؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذا هو عمل الروح القدس الذي حلّ بعد ظهورات الفصح (إذ بقي ملموسا لأن تلاميذه تمكنوا حتى الصعود من رؤية يسوع ولمسه باليد وتناول الطعام معه)
فهو من أدخل يسوع اليهم يوم العنصرة. وفي الواقع، جعل يسوع من رحيله الى بيت اللّه شرط إرسال المؤيد الثاني، الروح القدس:
“إنه خير لكم أن أذهب. فإن لم أذهب، لا يأتيكم المؤيد. أما إذا ذهبت فأرسله إليكم.” (يوحنا ظ،ظ¦، ظ§).
ولذلك توقفت الظهورات عن التلاميذ ما أن صعد معلمهم الى السماء. ومنذ ذلك الحين، لم يعد المسيح خارجاً عنهم بل حيّ في داخلهم وهذا هو سبب الصعود في مسار الخلاص.
فمع انتهاء ظهورات ما بعد الفصح، بدأت حياة المسيح فينا.
 
قديم 25 - 07 - 2019, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 23805 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ….

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إنجيل القديس لوقا ظ،ظ* / ظ¢ظ¥ – ظ¢ظ¨
إِذَا عَالِمٌ بِالتَّوْرَاةِ قَامَ يُجَرِّبُ يَسُوعَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ظ±لحَياةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟».
فَقَالَ: «أَحْبِبِ ظ±لرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَكُلِّ نَفْسِكَ، وَكُلِّ قُدْرَتِكَ، وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. إِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا”.

التأمل: “وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ…”
سألوا بيل غيتس : هل يوجد من هو اغنى منك؟
قال: نعم شخص واحد فقط
سالوه : من هو؟

قال: منذ سنوات مضت عندما تخرجت وكانت لدي افكار طرح مشروع المايكروسوفت، كنت في مطار نيويورك، قبل الرحلة وقع نظري على المجلات والجرائد. عجبني عنوان احدى الجرائد ادخلت يدي في جيبي كي اشتري الجريدة، الا انه لم يكن لدي من فئة العملات النقدية الصغيرة فاردت ان انصرف، وجدت بائع الجرائد صبي اسود عندما شاهد اهتمامي ورغبتي لأقتناء الجريدة قال: تفضل هذه الجريدة لك انا اعطيتك خذها يا اخي.
قلت: ليس لدي قيمتها من الفئات الصغيرة
قال: خذها فانا اهديها لك.
بعد ثلاثة اشهر صادف ان رحلتي كانت في المطار نفسه والصالة نفسها ووقعت عيناي على مجلة، ادخلت يدي في جيبي لم اجد ايضا نقود من فئة العملات الصغيرة ، الصبي نفسه قال لي : خذ هذه المجلة لك.

قلت: يا اخي قبل فترة كنت هنا اهديتني جريده، هل تتعامل هكذا مع كل شخص يصادفك في هذا الموقف؟
قال: لا ولكن عندما ارغب ان اعطي، فانا اعطي من مالي الخاص.
هذه الجملة ونظرات هذا الصبي بقيت في ذهني وكنت افكر على أي اساس وبأي احساس يقول هذا.

بعد 19 سنة عندما وصلت الى اوج قدرتي قررت ان اجد في البحث عن هذا الشخص كي ارد له الجميل واعوضه. شكلت فِريق وقلت لهم اذهبوا الى المطار الفلاني وأبحثوا لي عن الصبي الأسود الذي كان يبيع الجرائد. بعد شهر ونصف من البحث والتحقيق وجدوا انه شخص اسود وحاليا هو حارس صالة المسرح. الخلاصه تمت دعوته، سالته هل تعرفني؟
قال : نعم السيد بيل جيتس المعروف كل العالم يعرفك.
قلت له قبل سنوات عندما كنت صبيا صغيرا وتبيع الجرائد اهديتني مرتان جريده مجانية حيث لم يتوفر لدي نقود من الفئات الصغيرة، لماذا فعلت ذلك؟

قال : هذا شئ طبيعي لان هذا هو احساسي وحالتي.
قلت: هل تعلم ما اريده منك الان، اريد ان ارد لك جميلك .
قال: كيف
قلت: ساعطيك أي شئ تريده.

قال الشاب الاسود وهو يضحك: أي شئ اريد؟
قلت: أي شئ تطلبه
قال: هل حقيقي أي شئ اطلبه؟
قلت: نعم أي شئ تطلبه اعطيك، لقد اعطيت قرض لخمسين دولة افريقية، ساعطيك بمقدار ما اعطيتهم كلهم.

قال الشاب: يا سيد بيل غيتس لا يمكنك ان تعوضني.
قلت: ماذا تقصد كيف لا يمكنني تعويضك؟
قال: لديك القدرة لتفعل ذلك ولكن لا تستطيع ان تعوضني
سألته: لماذا لا استطيع تعويضك؟

قال : الفرق بيني وبينك انني اعطيتك في اوج فقري و انت تريد ان تعوضني وانت في اوج غنائك، وهذا لن يستطيع ان يعوضني شيئا. انما لطفك يغمرني.
يقول بيل غيتس دائما اشعر انه لا يوجد من هو اغنى مني سوى هذا الشاب الاسود.

أن تحب وانت في قمة الاحتياج لمن يحبك…
أن تحب وأنت في الاسفل نفسياً وعاطفياً ومادياً…
أن تحب وأنت مضطهد ومقهور ومطعون…
أن تحب وأنت تشعر بالإهانة… لا بل الإذلال… لا بل الاعدام
فهذا هو الحب… حب الله وحب القريب.


 
قديم 26 - 07 - 2019, 02:41 PM   رقم المشاركة : ( 23806 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة منفعة

البابا شنودة الثالث



من له أذنان للسمع فليسمع هكذا قال السيد المسيح: (من له أذنان للسمع، فليسمع) (مت 13: 43) ذلك لأن هناك من لهم آذان، ولكنهما لا تسمعا. وعن أمثال هؤلاء قال السيد: (لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون) فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة (قلب هذا الشعب قد غَلُظَ. وآذانهم قد ثقل سمعها) (إش 6: 10).

فما السبب في أن هؤلاء لهم آذان ولكنها لا تسمع؟


السبب الأول هو أن قلوبهم قد غلظت، محبتهم قلت..
الذي يحب الله، يحب أن يسمع عنه.والذى يحب الخير يحب أن يسمع عنه. فإن فقد هذا الحب، وانشغل قلبه بمحبة مضادة، فإنه لا يحب أن يسمع عن الله، ولا عن الفضيلة.. يصير السماع ثقيلًا على أذنيه.
وإن قيل له شيء، لا يدخل أذنيه، ولا يدخل فكره ولا قلبه. إنه ليس على مزاجه.. كالشاب الغنى (مت 19: 22).
(سامعين لا يسمعون) مثل أهل سادوم، حينما أنذرهم لوط (وكان كمازح في أعين اصهاره) (تك 19: 14). ومثل الابيقوريين والرواقيين الذين كلمهم بولس الرسول، فقالوا: (ترى ماذا يريد هذا المهذار أن يقول؟!) (أع 17: 18).
لعل هذا المثل يذكرنا أن الكبرياء تمنع الأذن من السماع.
(الذات) الـEgo تقف حائلًا دون سماع كلمة الله. هكذا كان كلام السيد المسيح يكشف رياء الكتبة والفريسيين، ويقدم تعليمًا أعلى من تعليمهم، كما كان كلام الرب فيه الروح، بينما كلامهم فيه الحرفية لذلك كانوا لا يريدون أن يسمعوه.
إن العناد أيضًا والتشبث بالرأي، يمنع الأذن من السماع.

مهما كان الرأي قويًا ومقنعًا، فإن الأذن لا تسمعه، مادام الإنسان متشبثًا برأيه. ولذلك فإن بعض كلام المسيح ما كان يرفضون سماعه فحسب، بل كانوا يرفعون الحجارة ليرجموا قائله (يو 10: 31) وكانوا يصفونه بأنه ضال، ومُضِل ومُجَدِّف!!
الخوف
أيضًا يمنع الأذن من أن تسمعا.

كان بيلاطس يعتقد أن السيد المسيح برئ، بل وأنه بار (مت 27: 24) ومع ذلك منعه الخوف من أن يستفيد من نصيحة زوجته له: (إياك وهذا البار) (مت 27: 19) ولعل الخوف أيضًا منع كثيرًا من ولاة الرومان من الايمان . الخوف سد آذانهم.
ما أجمل قول الرب لتلاميذه الأطهار: (أما أنتم فطوبى لآذانكم لأنها تسمع) (مت 13: 16).
إنها الأذن التي ينبع سماعها من قلب فيه إيمان وتسليم، وفيه حب، وفيه أتضاع قلب لا يعاند ولا يرفض ولا يتشبث بحكمه بشرية وبمعرفة خاصة. وفيه رغبة للسماع مثل مريم اخت مرثا أما النوع المضاد فيرفض كل نصيحة وكل كلمة..! له آذان ولكنها ليست للسمع!
 
قديم 26 - 07 - 2019, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 23807 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طوبى للرُحماء فإنهم يُرحمون (متى 7:5)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المطران كريكور أوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية

وأورشليم والقدس والأردن للأرمن الكاثوليك

إلى إخوتي الكهنة الأحبّاء والراهبات الفاضلات،


وأبناء الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في أبرشية الإسكندرية،
وإلى المؤمنين أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية،
نحتفل هذا العام بيوبيل الرّحمة، واليوبيل يعني أن نتجدّد ونبدأ، من جديد مصالحتنا مع الله والآخرين. هذه السنة المقدّسة سوف تساعدنا خلال الصوم الأربعيني على التخلّص من الأعباء والمشاكل والصعوبات القديمة، التي تعرقل تقدّمنا في التوبة والحرية والفرح.

إن سنة الرّحمة ليست سنة للمحاسبة وتصفية الحسابات، بل هى سنة رحمةٍ وعطفٍ وتحرير. إنها فرصةٌ لإعادة قراءة حياتنا الخاصة، حيث الديون القديمة، والغضب والحقد والحسب والكراهية والنميمة وغيرها ليتم حذفها والتخلّص منها. إنها عمليةٌ روحيةٌ كما يعلّمنا القدّيس بولس في رسالته الثانية إلى أهل قورِنتس: “فإذا كان أحدٌ في المسيح، فإنه خلقٌ جديد. قد زالت الأشياء القديمة وها قد جاءت أشياء جديدة. وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة، ذلك بأن الله كان في المسيح مصالحاً للعالم وغير محاسبٍ لهم على زلاّتهم، ومستودِعاً إيّانا كلمة المصالحة. فنحن سفراءُ في سبيلِ المسيح، وكأن الله يعظ بألسنتنا. فنسألكم باسم المسيح أن تدعوا الله يُصالحُكُم” (2 قورِنتس 17:5-20).

عرش النِعمة: رحمة ومصالحة
خلال سنة الرّحمة، وخاصةً خلال زمن الصوم يجب علينا هدم الجدران التي تُعيقُنا عن التحرُّك والاتجاه تجاه الله والآخرين
الأبواب المقدّسة التي فتحناها في كنائسنا وأبرشياتنا، ترمز إلى كل الأبواب التي يجب علينا فتحها خلال هذه السنة اليوبيليّة الاستثنائية للرّحمة: أولاً أبواب قلوبنا، وأيضاً بيوتنا ومؤسساتنا.
صُنتعت الأبواب لتسمح لنا ولأصحابنا الدخول إلى بيوتنا لزيارة بعضنا. أما أبواب الرّحمة فترمز للدخول إلى: “عرش النِعمة” كما نقرأ في الرسالةِ إلى العبرانيين: “فالنتقدّم بثقةٍ إلى عرش النِعمة لننال رحمةً ونلقى حُظوةً ليأتينا الغوثُ في حينه” (عبرانيين 16:4).
إن المصالحة تتطلّب فعل توبة حقيقي نابع من قلوبنا. والتوبة تعني أن نغيّر مجرى حياتنا واتجاه طريقنا، عندما نسير في الطريق الخاطئ، وأن نُظهر هذا التغيير من خلال أعمالٍ تعويضية عميقة لارتدادٍ جديدٍ نحو الله. تتطلّب هذه العملية تضحيات شخصية مرتبطة بالصلاة والتواضع وأعمال تجديد وإصلاح جديّة.
وبذلك فقط فإن رحمة الله السخية يمكنها أن تتجلّى فينا بكامل قوّتها وجمالها.
إخوتي الأحباء، تعالوا نتأمّل في نصّ أساسي من الكتاب المقدّس، لكي يساعدنا على فهم أفضل لسنة الرّحمة والتي نختبر خلالها كلمات المزمور: “الرّحمة والحقُّ تلاقيا، البرُّ والسلام تعانقا” (مزمور 11:85).

السامريّ الصالح (لوقا 25:10-30):
سأل أحد علماء الشريعة الرّب يسوع: “يا معلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”. كمعلم صالح، يجيب الرّب يسوع بسؤالٍ مضادّ: “ماذا كُتِب في الشريعة؟ كيف تقرأ؟”. بذلك يدعو يسوع عالِم الشريعة ليجد حلاً في الكتاب المقدّس حيث الجواب واضح وبسيط: “أحبب الرّب إلهُك، بكل قلبك وكل نفسك، وكل قوّتك، وكل ذهنِك، واحبب قريبك حبك لنفسك” (لوقا 25:10-27).
عالِم الشريعة أراد أن يزكّي نفسه ويحصل على إجابة أكثر دقة، فقال ليسوع: “ومن قريبي؟” (لوقا 29:10) أجابه الرّب يسوع برواية قصة رائعة عن رجلٍ كان “نازلاً من أورشليم إلى أريحا فوقع بأيدي اللصوص” وتُرِك بين حيٍّ وميت. أولاً، مرّ كاهنٌ أمام الشخص المجروح، ثم لاويٌ عالِم بالدين، ويعرف الكتاب المقدّس عن ظهرِ قلبه، لكن لا أحد منهما يصنع شيئاً للشخصِ المجروح، رغم أنهما مرّوا منه ورأياه. إن أفضل معرفة للكتاب المقدّس، لا تضمنُ التصرف الصحيح في الأوقات الحرجة. من قام بالمبادرة كان سامريٌّ مارّاً، وهو الذي يعتبر بالنسبة لليهود خارجاً عن القانون. لكن هذا الشخص تصرف “بدافعٍ من التحنّن” وعمل كل شيء كي يُنقذ ويساعد الشخص المجروح وشبه الميت.
سأل عالِم الشريعة: “من هو قريبي؟” في نهاية القصة، يقلب يسوع السؤال: “من كان في رأيكَ من هؤلاء الثلاثة، قريب من الذي وقع بأيدي اللصوص؟” هذا ما أظهر الجواب: “الذي عامله بالرّحمة” وهكذا نجد أن السؤال: “من هو قريبي؟” أصبح تحدياً لكي تبقى العيون مفتوحةً ولتتقدّم نحو من هم في أمسّ الحاجة لنا. الجار أو القريب ليس فقط مسألة جغرافية عن القريب المجاور لمنزلنا. بحسب تعليم الرّب يسوع، القريبُ هو كل من يحتاج مساعدتي، ويجب أن أتقدّم نحو الآخر كي يصبح هذا الشخص الغريب بالنسبة لي، قريباً مني، وأن أحرّك قلبي لمساعدته وخدمته بدافع الرّحمة، وأن أتصرف معه بمحبّة.

إذهب فاعمل أيضاً مثل ذلك (لوقا 37:10):
في تاريخ حياة القدّيسين الذين ساروا في نهج المسيح، وأصبحوا قريبين من المجروحين كالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي تغلّب على اشمئزازه من البرص واقترب منهم وقبّلهم واعتنى بهم. أو الطوباوية الأُم تريزا دي كالكوتا، التي لم تنتظر المرضى يقرعون باب ديرها، بل هي خرجت إلى الشوارع لتبحث عنهم وتخدمهم وبذلك أصبحت قريبة مُحِبّة للأشخاص الذين هم على فراش الألم والموت.
كلنا مدعوّونَ لنفتح أعيُننا وقلوبنا، وأن نصبح قريبين لمن هم بحاجةٍ لنا. أُذكّركم ما قاله البابا فرنسيس، يوم 13 يوليو / تموز 2013، عندما ذهب إلى لمبيدوسا الجزيرة الإيطالية القريبة من أفريقيا، كي يصبح قريباً من اللاجئين، قال: “اليوم، لا أحد في هذا العالم يشعر أنه مسؤولٌ، لقد فقدنا الإحساس بالمسؤوليةِ تجاه إخوتنا وأخواتنا. لقد وقعنا في نفاق الكاهن واللاويّ، الذين وصفهما يسوع في مثل السامري الصالح: نرى إخوتنا نصف أمواتٍ على قارعة الطريق، ولعلّنا نقول لأنفسنا: “مسكين…!”، ثم نذهب في طريقنا إنها ليست مسؤوليتنا، وبذلك نشعر بالطمأنينة والخفّة. إن ثقافة الرفاهية، التي تجعلنا نفكّر فقط بذواتنا، تجعلنا غير مكترثين لصرخات الناس الآخرين، تجعلنا نعيش في فقاعة صابون، التي، بالرغم من أنها جميلة، إلاّ أنها واهية، إنها وهمٌ فارغٌ وعابرٌ، ينتج عنه عدم إكتراثٍ للآخرين. في الواقع، هذا يقود إلى عولمة اللامبالاة. في عالم العولمة هذا، سقطنا فريسة اللامبالاة العالمية. لقد تعوّدنا على معاناة الآخرين، إذا كانت لا تهمّني، فهي لا تعنيني، هي ليست من شأني!”.
إخوتي وأخواتي في المسيح، يسوع يريدنا أن نكون متأثّرين ومعنيين. يريد منّا أن نجعل احتياجات وآلام الآخرين همّنا الأساسي! هناك العديد من السامريين بيننا: رجالٌ ونساءٌ يعتنون بالمرضى، يزورون السجناء، يساعدونَ اللاجئين في المخيمات والنساء اللواتي تعرضنَ للإساءةِ، أو المستعبدين. لا ينبغي علينا أن نذهب بعيداً، يجب علينا أن نكون قريبين أكثر من بعضنا. قد يكون أولادنا بحاجةٍ للرعاية والحبِّ أولى من غيرهم، وزملائنا في العمل قد يكونون سعداء إذا أصبحنا أقرباء حقيقيين لهم
لتبقى دائماً كلمة يسوع في أذهانكم، عندما أشار للسامريّ الصالح في نهاية القصة: “إذهب فاعمل أنت أيضاً مثل ذلك” (لوقا 37:10).

يسوع هو السامريّ الحقيقيّ:
يجدر بنا الآن إلقاءَ نظرةٍ أعمق على مثَل السامريّ الصالح. يخبرنا الرّب يسوع هذه القصة المؤثرة، ليس فقط ليحَسِّنَ سلوكنا الأخلاقيّ. نَعَم، ولكنه يريد أيضاً أن يكشف شيئاً عن ذاته.
رأت الكنيسة الأولى في الرجل “الذي وقع في أيدي اللصوص” البشرية الخاطئة، وفي “السامريّ الصالح” يسوع المسيح، المخلّص، وعليه فإن المثَل هو شرحٌ غنيٌّ لما قيل في رسالة القدّيس يوحنا الأولى: “وما تقومُ عليه المحبّة هو أنه لسنا نحن أحببنا الله، بل هو أحبنا فأرسل ابنه كفّارةً عن خطايانا. أيها الأحباء، إذا كان الله قد أحبّنا هذا الحبّ، فعلينا نحن أن يحبّ بعضنا بعضاً” (1 يوحنا 10:4-11).
يسوع، ابن الله، هو السامريّ الصالح الذي رآنا، اقترب منّا، أشفق علينا، ضمّدَ جراحنا واعتنى بنا. حملنا على كتفيه وذهب بنا إلى فندقٍ واعتنى بأمرنا. هذا يعني أنّنا، عندما نستمع كل سنةٍ، يوم الجمعة العظيمة في القراءة لسفر أشعيا: “لقد حمل هو آلامنا، واحتمل أوجاعنا، فحسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلّلاً. طُعِن بسبب معاصينا وسُحِقَ بسبب آثامنا، نزل به العقاب من أجل سلامنا، وبجراحه شُفينا… فألقى الرّبُ عليه إثمَ كلنا” (أشعيا 4:53-6).
في “الفندق” يعني في الكنيسة مع أسرارها، يعطينا يسوع المسيح كل ما هو ضروري لشفاء أرواحنا وأجسادنا.
إذا لم نترك في أذهاننا حياة وموت وقيامة يسوع المسيح، لن نفهم معنى مثَل السامريّ الصالح، ولن نتمكّن من العملِ والتصرّف، كما فعل يسوع. تارَكين لذواتنا التصرّف تماماً مثل الكاهن واللاوي: نمرُّ على الجانب الآخر، “مال عنه ومضى“، كي لا نزعج أنفسنا، لأننا خطأة، ومع الأسف، متخصّصون في إغماض أعيننا أمام بؤس الآخرين. نحن بحاجةٍ إلى يسوع، الذي يضع روحه القدوس في قلوبنا ويجعل تصرّفنا، مثل السامريّ الحقيقيّ، فنرى بدافع من الرّحمة، الوضع المأسوي للعديد من الأشخاص، فلا نمرّ على الجانب الآخر، بل ندنو منه، نضمّد جراحه ونصبّ عليها زيتاً وخمراً.

لا يغيّر شيئاً من عملنا إذا كان الجريح أو المريض هو صديق أو عدو، ابن البلد أو أجنبي، مسيحي أو غير مسيحي، لطيف أو مزعج… فيسوع لم يفرّق. يجب علينا فقط أن نفتح أعيُننا. وأن لا نسأل بعد الآن: “من هو قريبي؟” بل يجب علينا أن نقول: من هو الذي سيكون قريباً منّا ويجب علينا أن نعتني به؟

لا رحمة بدون صلاة وغفران:
في هذه السنة كلٍ منّا بحاجةٍ إلى الرّحمة والمصالحة والغفران، لأننا نعيش في شركةٍ مع الكنيسة، حيث لدينا مسؤولية تجاه بعضنا البعض. نحن لا نسأل فقط الغفران لأنفسنا، بل نطلبها بالصلاة من أجل الآخرين، كي نستطيع، جميعنا، المضي قدماً إلى هدفنا السماوي بشفاعة العذراء مريم أم الرّحمة والرأفة، التي تصلّي وتتشفّع لنا لدى ابنها يسوع كي نعيش سنة الرّحمة بروح مستعدّة للمصالحة، وقلب مليءٍ بالرأفة والمحبّة والحنان، لأولئك الذين يتألمون وبحاجة لمساعدتنا.

أيها الإخوة والأبناء الأعزاء:
ومن أجل أن يكون صومنا مثمراً اخترنا لكم قراءات روحيّة من العهد الجديد، لترافقكم في التفكير والتأمل والمصالحة مع الله والذّات والقريب.
نتمنّى لكم جميعاً، كباراً وصغاراً، مسيرة حياة روحيَّة مشتركة وتوبةً مقبولة وصوماً مباركاً بشفاعة العذراء مريم أُمنا، وبصلوات القدِّيس كريكور (غريغوريوس) المنوَّر والطوباوي أغناطيوس مالويان وآبائنا القدِّيسين.
 
قديم 26 - 07 - 2019, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 23808 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طوبى للرُحماء فإنهم يُرحمون (متى 7:5)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المطران كريكور أوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية

وأورشليم والقدس والأردن للأرمن الكاثوليك

إلى إخوتي الكهنة الأحبّاء والراهبات الفاضلات،


وأبناء الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في أبرشية الإسكندرية،
وإلى المؤمنين أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية،
نحتفل هذا العام بيوبيل الرّحمة، واليوبيل يعني أن نتجدّد ونبدأ، من جديد مصالحتنا مع الله والآخرين. هذه السنة المقدّسة سوف تساعدنا خلال الصوم الأربعيني على التخلّص من الأعباء والمشاكل والصعوبات القديمة، التي تعرقل تقدّمنا في التوبة والحرية والفرح.

إن سنة الرّحمة ليست سنة للمحاسبة وتصفية الحسابات، بل هى سنة رحمةٍ وعطفٍ وتحرير. إنها فرصةٌ لإعادة قراءة حياتنا الخاصة، حيث الديون القديمة، والغضب والحقد والحسب والكراهية والنميمة وغيرها ليتم حذفها والتخلّص منها. إنها عمليةٌ روحيةٌ كما يعلّمنا القدّيس بولس في رسالته الثانية إلى أهل قورِنتس: “فإذا كان أحدٌ في المسيح، فإنه خلقٌ جديد. قد زالت الأشياء القديمة وها قد جاءت أشياء جديدة. وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة، ذلك بأن الله كان في المسيح مصالحاً للعالم وغير محاسبٍ لهم على زلاّتهم، ومستودِعاً إيّانا كلمة المصالحة. فنحن سفراءُ في سبيلِ المسيح، وكأن الله يعظ بألسنتنا. فنسألكم باسم المسيح أن تدعوا الله يُصالحُكُم” (2 قورِنتس 17:5-20).

عرش النِعمة: رحمة ومصالحة
خلال سنة الرّحمة، وخاصةً خلال زمن الصوم يجب علينا هدم الجدران التي تُعيقُنا عن التحرُّك والاتجاه تجاه الله والآخرين
الأبواب المقدّسة التي فتحناها في كنائسنا وأبرشياتنا، ترمز إلى كل الأبواب التي يجب علينا فتحها خلال هذه السنة اليوبيليّة الاستثنائية للرّحمة: أولاً أبواب قلوبنا، وأيضاً بيوتنا ومؤسساتنا.
صُنتعت الأبواب لتسمح لنا ولأصحابنا الدخول إلى بيوتنا لزيارة بعضنا. أما أبواب الرّحمة فترمز للدخول إلى: “عرش النِعمة” كما نقرأ في الرسالةِ إلى العبرانيين: “فالنتقدّم بثقةٍ إلى عرش النِعمة لننال رحمةً ونلقى حُظوةً ليأتينا الغوثُ في حينه” (عبرانيين 16:4).
إن المصالحة تتطلّب فعل توبة حقيقي نابع من قلوبنا. والتوبة تعني أن نغيّر مجرى حياتنا واتجاه طريقنا، عندما نسير في الطريق الخاطئ، وأن نُظهر هذا التغيير من خلال أعمالٍ تعويضية عميقة لارتدادٍ جديدٍ نحو الله. تتطلّب هذه العملية تضحيات شخصية مرتبطة بالصلاة والتواضع وأعمال تجديد وإصلاح جديّة.
وبذلك فقط فإن رحمة الله السخية يمكنها أن تتجلّى فينا بكامل قوّتها وجمالها.
إخوتي الأحباء، تعالوا نتأمّل في نصّ أساسي من الكتاب المقدّس، لكي يساعدنا على فهم أفضل لسنة الرّحمة والتي نختبر خلالها كلمات المزمور: “الرّحمة والحقُّ تلاقيا، البرُّ والسلام تعانقا” (مزمور 11:85).

السامريّ الصالح (لوقا 25:10-30):
سأل أحد علماء الشريعة الرّب يسوع: “يا معلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”. كمعلم صالح، يجيب الرّب يسوع بسؤالٍ مضادّ: “ماذا كُتِب في الشريعة؟ كيف تقرأ؟”. بذلك يدعو يسوع عالِم الشريعة ليجد حلاً في الكتاب المقدّس حيث الجواب واضح وبسيط: “أحبب الرّب إلهُك، بكل قلبك وكل نفسك، وكل قوّتك، وكل ذهنِك، واحبب قريبك حبك لنفسك” (لوقا 25:10-27).
عالِم الشريعة أراد أن يزكّي نفسه ويحصل على إجابة أكثر دقة، فقال ليسوع: “ومن قريبي؟” (لوقا 29:10) أجابه الرّب يسوع برواية قصة رائعة عن رجلٍ كان “نازلاً من أورشليم إلى أريحا فوقع بأيدي اللصوص” وتُرِك بين حيٍّ وميت. أولاً، مرّ كاهنٌ أمام الشخص المجروح، ثم لاويٌ عالِم بالدين، ويعرف الكتاب المقدّس عن ظهرِ قلبه، لكن لا أحد منهما يصنع شيئاً للشخصِ المجروح، رغم أنهما مرّوا منه ورأياه. إن أفضل معرفة للكتاب المقدّس، لا تضمنُ التصرف الصحيح في الأوقات الحرجة. من قام بالمبادرة كان سامريٌّ مارّاً، وهو الذي يعتبر بالنسبة لليهود خارجاً عن القانون. لكن هذا الشخص تصرف “بدافعٍ من التحنّن” وعمل كل شيء كي يُنقذ ويساعد الشخص المجروح وشبه الميت.
سأل عالِم الشريعة: “من هو قريبي؟” في نهاية القصة، يقلب يسوع السؤال: “من كان في رأيكَ من هؤلاء الثلاثة، قريب من الذي وقع بأيدي اللصوص؟” هذا ما أظهر الجواب: “الذي عامله بالرّحمة” وهكذا نجد أن السؤال: “من هو قريبي؟” أصبح تحدياً لكي تبقى العيون مفتوحةً ولتتقدّم نحو من هم في أمسّ الحاجة لنا. الجار أو القريب ليس فقط مسألة جغرافية عن القريب المجاور لمنزلنا. بحسب تعليم الرّب يسوع، القريبُ هو كل من يحتاج مساعدتي، ويجب أن أتقدّم نحو الآخر كي يصبح هذا الشخص الغريب بالنسبة لي، قريباً مني، وأن أحرّك قلبي لمساعدته وخدمته بدافع الرّحمة، وأن أتصرف معه بمحبّة.

إذهب فاعمل أيضاً مثل ذلك (لوقا 37:10):
في تاريخ حياة القدّيسين الذين ساروا في نهج المسيح، وأصبحوا قريبين من المجروحين كالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي تغلّب على اشمئزازه من البرص واقترب منهم وقبّلهم واعتنى بهم. أو الطوباوية الأُم تريزا دي كالكوتا، التي لم تنتظر المرضى يقرعون باب ديرها، بل هي خرجت إلى الشوارع لتبحث عنهم وتخدمهم وبذلك أصبحت قريبة مُحِبّة للأشخاص الذين هم على فراش الألم والموت.
كلنا مدعوّونَ لنفتح أعيُننا وقلوبنا، وأن نصبح قريبين لمن هم بحاجةٍ لنا. أُذكّركم ما قاله البابا فرنسيس، يوم 13 يوليو / تموز 2013، عندما ذهب إلى لمبيدوسا الجزيرة الإيطالية القريبة من أفريقيا، كي يصبح قريباً من اللاجئين، قال: “اليوم، لا أحد في هذا العالم يشعر أنه مسؤولٌ، لقد فقدنا الإحساس بالمسؤوليةِ تجاه إخوتنا وأخواتنا. لقد وقعنا في نفاق الكاهن واللاويّ، الذين وصفهما يسوع في مثل السامري الصالح: نرى إخوتنا نصف أمواتٍ على قارعة الطريق، ولعلّنا نقول لأنفسنا: “مسكين…!”، ثم نذهب في طريقنا إنها ليست مسؤوليتنا، وبذلك نشعر بالطمأنينة والخفّة. إن ثقافة الرفاهية، التي تجعلنا نفكّر فقط بذواتنا، تجعلنا غير مكترثين لصرخات الناس الآخرين، تجعلنا نعيش في فقاعة صابون، التي، بالرغم من أنها جميلة، إلاّ أنها واهية، إنها وهمٌ فارغٌ وعابرٌ، ينتج عنه عدم إكتراثٍ للآخرين. في الواقع، هذا يقود إلى عولمة اللامبالاة. في عالم العولمة هذا، سقطنا فريسة اللامبالاة العالمية. لقد تعوّدنا على معاناة الآخرين، إذا كانت لا تهمّني، فهي لا تعنيني، هي ليست من شأني!”.
إخوتي وأخواتي في المسيح، يسوع يريدنا أن نكون متأثّرين ومعنيين. يريد منّا أن نجعل احتياجات وآلام الآخرين همّنا الأساسي! هناك العديد من السامريين بيننا: رجالٌ ونساءٌ يعتنون بالمرضى، يزورون السجناء، يساعدونَ اللاجئين في المخيمات والنساء اللواتي تعرضنَ للإساءةِ، أو المستعبدين. لا ينبغي علينا أن نذهب بعيداً، يجب علينا أن نكون قريبين أكثر من بعضنا. قد يكون أولادنا بحاجةٍ للرعاية والحبِّ أولى من غيرهم، وزملائنا في العمل قد يكونون سعداء إذا أصبحنا أقرباء حقيقيين لهم
لتبقى دائماً كلمة يسوع في أذهانكم، عندما أشار للسامريّ الصالح في نهاية القصة: “إذهب فاعمل أنت أيضاً مثل ذلك” (لوقا 37:10).

يسوع هو السامريّ الحقيقيّ:
يجدر بنا الآن إلقاءَ نظرةٍ أعمق على مثَل السامريّ الصالح. يخبرنا الرّب يسوع هذه القصة المؤثرة، ليس فقط ليحَسِّنَ سلوكنا الأخلاقيّ. نَعَم، ولكنه يريد أيضاً أن يكشف شيئاً عن ذاته.
رأت الكنيسة الأولى في الرجل “الذي وقع في أيدي اللصوص” البشرية الخاطئة، وفي “السامريّ الصالح” يسوع المسيح، المخلّص، وعليه فإن المثَل هو شرحٌ غنيٌّ لما قيل في رسالة القدّيس يوحنا الأولى: “وما تقومُ عليه المحبّة هو أنه لسنا نحن أحببنا الله، بل هو أحبنا فأرسل ابنه كفّارةً عن خطايانا. أيها الأحباء، إذا كان الله قد أحبّنا هذا الحبّ، فعلينا نحن أن يحبّ بعضنا بعضاً” (1 يوحنا 10:4-11).
يسوع، ابن الله، هو السامريّ الصالح الذي رآنا، اقترب منّا، أشفق علينا، ضمّدَ جراحنا واعتنى بنا. حملنا على كتفيه وذهب بنا إلى فندقٍ واعتنى بأمرنا. هذا يعني أنّنا، عندما نستمع كل سنةٍ، يوم الجمعة العظيمة في القراءة لسفر أشعيا: “لقد حمل هو آلامنا، واحتمل أوجاعنا، فحسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلّلاً. طُعِن بسبب معاصينا وسُحِقَ بسبب آثامنا، نزل به العقاب من أجل سلامنا، وبجراحه شُفينا… فألقى الرّبُ عليه إثمَ كلنا” (أشعيا 4:53-6).
في “الفندق” يعني في الكنيسة مع أسرارها، يعطينا يسوع المسيح كل ما هو ضروري لشفاء أرواحنا وأجسادنا.
إذا لم نترك في أذهاننا حياة وموت وقيامة يسوع المسيح، لن نفهم معنى مثَل السامريّ الصالح، ولن نتمكّن من العملِ والتصرّف، كما فعل يسوع. تارَكين لذواتنا التصرّف تماماً مثل الكاهن واللاوي: نمرُّ على الجانب الآخر، “مال عنه ومضى“، كي لا نزعج أنفسنا، لأننا خطأة، ومع الأسف، متخصّصون في إغماض أعيننا أمام بؤس الآخرين. نحن بحاجةٍ إلى يسوع، الذي يضع روحه القدوس في قلوبنا ويجعل تصرّفنا، مثل السامريّ الحقيقيّ، فنرى بدافع من الرّحمة، الوضع المأسوي للعديد من الأشخاص، فلا نمرّ على الجانب الآخر، بل ندنو منه، نضمّد جراحه ونصبّ عليها زيتاً وخمراً.

لا يغيّر شيئاً من عملنا إذا كان الجريح أو المريض هو صديق أو عدو، ابن البلد أو أجنبي، مسيحي أو غير مسيحي، لطيف أو مزعج… فيسوع لم يفرّق. يجب علينا فقط أن نفتح أعيُننا. وأن لا نسأل بعد الآن: “من هو قريبي؟” بل يجب علينا أن نقول: من هو الذي سيكون قريباً منّا ويجب علينا أن نعتني به؟

لا رحمة بدون صلاة وغفران:
في هذه السنة كلٍ منّا بحاجةٍ إلى الرّحمة والمصالحة والغفران، لأننا نعيش في شركةٍ مع الكنيسة، حيث لدينا مسؤولية تجاه بعضنا البعض. نحن لا نسأل فقط الغفران لأنفسنا، بل نطلبها بالصلاة من أجل الآخرين، كي نستطيع، جميعنا، المضي قدماً إلى هدفنا السماوي بشفاعة العذراء مريم أم الرّحمة والرأفة، التي تصلّي وتتشفّع لنا لدى ابنها يسوع كي نعيش سنة الرّحمة بروح مستعدّة للمصالحة، وقلب مليءٍ بالرأفة والمحبّة والحنان، لأولئك الذين يتألمون وبحاجة لمساعدتنا.

أيها الإخوة والأبناء الأعزاء:
ومن أجل أن يكون صومنا مثمراً اخترنا لكم قراءات روحيّة من العهد الجديد، لترافقكم في التفكير والتأمل والمصالحة مع الله والذّات والقريب.
نتمنّى لكم جميعاً، كباراً وصغاراً، مسيرة حياة روحيَّة مشتركة وتوبةً مقبولة وصوماً مباركاً بشفاعة العذراء مريم أُمنا، وبصلوات القدِّيس كريكور (غريغوريوس) المنوَّر والطوباوي أغناطيوس مالويان وآبائنا القدِّيسين.
 
قديم 26 - 07 - 2019, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 23809 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار لونجينوس بواب لافرا كهوف كييف (القرن13-14م)‏
16 تشرين الأول غربي (29 تشرين الأول شرقي)‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
راهب عُرف بطاعته و قداسة سيرته .
عَمَلُ طاعته كان حفظ بوابة اللافرا .
كان دائم التأمل في بوابة ملكوت السموات .
مَنّ عليه ربّه بموهبة التبصير .
لمعرفته بمكنونات القلوب كان يشجع الفضلا على الثبان
و الخطأة على التوبة و الإعتراف بالخطايا .
رقد في الرب في سن متقدمة .
 
قديم 26 - 07 - 2019, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 23810 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,515

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس لعازر الصديق
17 تشرين الأول غربي (30 تشرين الأول شرقي)‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هو القديس لعازر الذي أقامه الرب يسوع من القبر بعدما بقي فيه أربعة أيام.
العيد اليوم هو لنقل رفاته في القرن التاسع.
فلقد بنى الإمبراطور لاون السادس المعروف بالحكيم (886 -912م)
كنيسة على اسم القديس لعازر في القسطنطينية نقل إليها رفات القديس
الذي كان مدفوناً في جزيرة قبرص منذ ما يزيد على الثمانمئة العام.
وفي التراث أن لعازر عاش بعدما أقامه الرب يسوع ثمانية عشر عاماً
وأنه جعل أسقفاً على إحدى مدن جزيرة قبرص.
ويقال أن عجائب عديدة جرت لدى نقل رفاته إلى موضعها الجديد.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025