16 - 05 - 2019, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 23331 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد مرينوس الرومي (القرن3م) 16 كانون الأول غربي (29 كانون الأول شرقي) عاش واستشهد في مدينة رومية. من عائلة تنتمي إلى المشيخة. كان شاباً حدثاً حين وشى به قوم أنه مسيحي وجرى القبض عليه. رسوخه في الإيمان بالرب يسوع نفخ فيه الجرأة والغيرة فوقف وقفة الرجال. أبى التنكّر لمسيحه واحتمل، بثبات، ألواناً من العذاب. جلدوه وشووه وألقوه في الماء المغلي فلم ينثنِ ولا كفر ولا أذعن. لم تقربه حدّة النار إلا ندى ولطفاً. هذا بنعمة ربِّه. ألقوه للوحوش فريسة فعفّت عنه وما مسّته بأذى. أوهم جلاديه أنه أذعن لهم. ظنّوا أنهم بلغوا المأرب. فلما أوقفوه بإزاء الأصنام في الهيكل قلبتها صلاته فتحيّروا. ولما نفذ صبرهم واستنفذوا وسائلهم قطعوا رأسه بحد السيف. قيل إن أبويه واكباه باعتزاز إلى موضع إعدامه. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 23332 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبينا الجليل في القديسين مودستوس الثاني، أسقف أورشليم (+634م) 16 كانون الأول غربي (29 كانون الأول شرقي) كان راهباً مجداً وإناء فاضلاً لروح الرب. حُسب مستأهلاً للرؤى الإلهية واختير رئيساً لدير القديس ثيودوسيوس رئيس الأديار (11 كانون الثاني). في ذلك الزمان غزا خسرو الثاني الفارسي الأرض المقدسة فنهب أورشليم وقلب كنائسها وأحرقها وبطش بأهلها وسبى ذوي الحرف من بنيها واستاق أسقفها زخريا أسيراً واستولى على عود الحياة، صليب الرب يسوع، فيها. ولم يغادرها إلا خراباً وبقية سكانها شُرداً. وشاء التدبير الإلهي أن يحل مودستوس محل أسقف المدينة وكيلاً فكانت له، بنعمة ربه، بركة إعادة جمع الشمل وإصلاح الكنائس واحتضان المضنوكين فيها، عشرات ألوف الضحايا لملمهم وصلى عليهم ووراهم الثرى. رمم كنيسة القيامة المهدودة وغيرها من الكنائس وأعاد تكريس ما دنسه الفرس ونفخ الطمأنينة والعزاء في قلوب خرافه المرعبة المبعثرة. كانت له بركة دفن الآباء القديسين الذين طالتهم سيوف الغزاة في دير القديس سابا. كابد الكثير لكنه نجح بنعمة ربه ومؤازرة القديس يوحنا الرحيم، بطريرك الإسكندرية. الذي نعيد له في 12 تشرين الثاني والذي أرسل له أموالاً ومؤناً وعمالاً وعدداً. إلى مودستوس يعود الفضل في تعميد الشهيد في الأبرار أناستاسيوس الفارسي (22 كانون الثاني 628م). عاد زخريا الأسقف إلى كرسيه في أورشليم سنة 628م لكنه رقد في الرب بعد سنوات قليلة (632م) فحلّ مودستوس محله بصورة رسمية. رعي شعب أورشليم رعاية رسولية فذة ومنّ عليه الله بنعمة اجتراح العجائب. رقد مكملاً بالفضائل في 16 كانون الأول سنة 634م. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 23333 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبينا الجليل في القديسين ممنون، أسقف أفسس (القرن 5م) 16 كانون الأول غربي (29 كانون الأول شرقي) هو أحد الآباء اللامعين الذين دافعوا عن الإيمان القويم في المجمع المسكوني الثالث (431م) في أفسس بجانب القديس كيرللس الإسكندري. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 23334 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد في الكهنة، مودستوس الأول أسقف أورشليم (القرن4م) 18 كانون الأول غربي (31 كانون الأول شرقي) ولد في سبسطيا. كانت أمه عاقراً. ولد لأبويه بعد أربعين سنة من العقر. كان في الشهر الخامس من عمره حين أخذته أمه لزيارة أبيه المسجون من أجل إيمانه بالمسيح. في السجن أسلم أبواه روحيهما لله شهادة طوعية. لاحظه الحرّاس فأخذوه. فكان من نصيب أحد النبلاء الذي اهتم بتربيته آملاً أن يجعل منه خادماً للإله زفس. عرف أصله بعد زمان. التقى رجلاً مسيحياً فأخذ منه حقائق الإيمان بالرب يسوع المسيح. كان في الثلاثين من عمره حين اقتاده صائغ، لعلّه أبوه بالتبني، إلى أثينا. هناك اعتمد. إثر معموديته أبرأ أخاً للصائغ كان مصاباً بمرض خطير كما أخرج شيطاناً من أحد الناس. بعد حين مرض الصائغ للموت فأوصى لمودستوس وابنيه بتركته. وزّع مودستوس حصّته على الفقراء. أخذه ابنا الصائغ إلى مصر وهناك باعاه عبداً. عانى كثيراً مدة سبع سنوات. ولكن، بالصلاة ونعمة الله تمكّن من هداية سيّده. رقد سيّده بعد حين فانطلق حراً. خرج إلى أورشليم ثم إلى جبل سيناء. عاش في التوحّد لبعض الوقت ثم وجّه طرفه ناحية كنيسة القيامة. في ذلك الوقت كان أسقف أورشليم قد رقد، فاجتمع جمهور كبير في الكنيسة لاختيار خلف له. كانت العادة أن يوصّد الباب وينتظر المؤمنون فتحه، فمن فتحه بالصلاة هذا حسبوه أهلاً لنعمة الأسقفية عليهم. وصل مودستوس فرأى الباب موصداً فصلّى من الخارج فإذا بالباب ينفتح أمامه فأخذه القوم وجعلوه أسقفهم. يعتبر القديس مودستوس شفيعاً للحيوانات. من أخباره أن أرملة كانت لها خمسة أزواج من الثيران تعتاش منها أصابها مرض خطير. لجأت إلى القدّيسين والكنائس مستجيرة فلم تنتفع شيئاً. تضرّعت إلى القدّيسين قزما ودوميانوس فظهر لها القدّيس قزما في الحلم وقال لها: "يا امرأة، لسنا نملك موهبة شفاء الحيوانات. هذه الموهبة أعطيت لمودستوس، أسقف أورشليم. فلو ذهبت إليه لشفى ثيرانك!" ذهبت إليه فلم تجده. ظهر لها في الحلم وبارك عليها وشفى ثيرانها. ذاع صيته. وشى به اليهود. قُبض عليه. عُذِّب عذاباً مراً ثم قُطع رأسه. ملاحظة: بعض المصادر يشكّك في وجوده. اختلط ذكره بذكر مودستوس الأورشليمي المعيّد له في 16 كانون الأول. ورد في السنكسار اليوناني ولم يرد في تيبيكون الكنيسة العظمى في القسطنطينية (القرن10م). |
||||
16 - 05 - 2019, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 23335 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار ميخائيل السينجلوس المعترف (+846م) 18 كانون الأول غربي (31 كانون الأول شرقي) أصله من أورشليم. نُذر للرب وهو في سن الثالثة. كان عارفاً بالكتب الإلهية والعلوم الدنيوية. التحقت أمه وأختاه، إثر وفاة أبيه، بدير من ديورة المدينة وانضم هو إلى دير القديس سابا. أبدى، وهو بعد في الخامسة والعشرين من عمره، حميّة فائقة في ممارسة النسك والوصايا المقدسة. فاق أقرانه من رهبان الدير في الجهاد والأتعاب. كان، على مدى ثمانية عشر عاماً. يكتفي من الطعام بقليل من الخضار. مرة كل يومين أو ثلاثة. امتاز بتواضعه ولطفه وامّحائه. جعل نفسه في خدمة الجميع كما للمسيح. سيم كاهناً بعد اثني عشر عاماً من بدء رهبنته. زاد على نسكه. اعتزل في مغارة ضيقة لا أثر فيها للراحة أو التعزية البشرية. همّه الأوحد كان مناجاة ربه. عين له رئيس الدير، بعد ذلك بزمن قصير، تلميذين هما الأخوان ثيودوروس (25 سنة) وثاوفانيس (22 سنة) فاهتم بتنشئتهما على العلوم المقدسة والانضباط الرهباني. ارتبط الثلاثة برباط محبة لا ينفصم وبغيرة في الدفاع عن الإيمان لا تدانى. في سن الخمسين رقي ميخائيل إلى رتبة سينجلوس وجعله البطريرك توما الأورشليمي، هو وتلميذيه، في دير قريب من كنيسة القيامة في المدينة. في حدود العام 810 م أخذ رهبان فرنجة، في جبل الزيتون، إتباعاً لما كان يجري في قصر شارلمان، أقول أخذوا يتلون دستور الإيمان على الفيليوكوي. أي على القول بانبثاق الروح القدس من الآب والابن، خلافاً لإيمان الكنيسة الجامعة والعادة المتبعة. أثار الأمر لغطاً. على الأثر أوفد البطريرك الأورشليمي القديس ميخائيل وتلميذيه وراهباً يدعى أيوب. لإطلاع بابا رومية على الأمر. ومن رومية انتقل ميخائيل وصحبه إلى المدينة المتملكة. القسطنطينية. حيث كان الإمبراطور لاون الأرمني والبطريرك ثيودوتوس قد أخذا في الطعن بإكرام الإيقونات واضطهاد مكرميها من جديد، بعدما كان المجمع النيقاوي الثاني، السابع المسكوني (787م)، قد بت في الأمر وأعاد للإيقونات كرامتها المعهودة. لم يتردد القديس ميخائيل في لوم الإمبراطور على فعلته. أوقف ونُفي تلميذاه. لما رقد لاون وحل محله ميخائيل الثاني إمبراطوراً (820 -829م) خفت الحملة على الإيقونات قليلاً فأرسل القديس ميخائيل وأيوب الراهب إلى دير في الأوليمبوس (بيثينيا). من هناك تمكنا من إرسال عدد كبير من الرسائل في كل اتجاه دفاعاً عن الإيمان القويم. ولكن، مع حلول ثيوفيلوس إمبراطوراً (829 -842م) تأزمت الأمور من جديد. استُدعي ميخائيل القديس إلى العاصمة وجعله ثيوفيلوس في سجن البريطوريوم الصعب. بقي قيد الاعتقال سبع سنوات في ظروف لا إنسانية، مقيد الرجلين، في الانفراد. في الصمت. إحدودب ظهره وفقد نور عينيه. بعد ثيوفيلوس، وضع ميخائيل الثالث (842 -867م) وزوجته ثيودورة حداً لحرب الإيقونات وأطلقا الأسرى واستدعيا المنفيين إلى القسطنطينية. التقى القديس ميخائيل بتلميذيه من جديد وكان كل منهم يحمل في جسده سمات الدفاع عن الإيمان القويم. إثر ذلك عُيّن ميخائيل رئيساً لدير الكروة في المدينة وهو المفرز لاستقبال الرهبان القادمين من فلسطين. اجتمع في الدير، بهمة القديس، مائة راهب. في سن الخامسة والثمانين درى ميخائيل بساعة مفارقته إلى المساكن العلوية. جمع رهبانه وزودهم بإرشاداته الأخيرة. انتقل إلى صديقه، ميثودويوس، بطريرك القسطنطينية. بقي معه إلى أن وافته المنية في 4 كانون الثاني سنة 846م. أودع جسده ديره. عيده اليوم هو ذكرى مرضه لا رقاده. هذا وفق سيرته القديمة. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 23336 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار مركللوس الآفامي رئيس دير الذين لا ينامون (+484م) 29 كانون الأول غربي (11 كانون الثاني شرقي) من عائلة غنية عاشت في آفاميا السورية. تيتّم شاباً صغيراً فانتقل إلى أنطاكية ليدرس العلوم الدنيوية. لم يطل به المقام هناك حتى أدرك بطلان ما خرج من أجله. استهوته مواعيد الخيرات السماوية في الكتاب المقدّس. وزّع ممتلكاته على الفقراء ثم ترك موطنه وسافر إلى أفسس. هناك أخذ يحصِّل لقمة عيشه خطّاطاً. رفيقه في العمل ومعلّمه في حياة الفضيلة كان عبداً يدعى بروموتس. هذا كان يوزّع أكثر أجره على المحتاجين وبعد قضاء نهاريه في مشغل الخط كان ينصرف ومركلّلوس للصلاة الليلية في الأديرة والكنائس التي كانت تنفتح أمامه من ذاتها. انتهى إليه خبر الكسندروس السوري الذي كان قائداً عسكرياً فزهد في الدنيا وترك العالم ليؤسّس، سنة 402م، ديراً على ضفاف نهر الفرات. هناك اجتمع إليه أربعمائة راهب. ثم انتقل إلى نواحي القسطنطينية فأسّس ديراً آخر بثلاثمائة راهب قريباً من كنيسة القديس ميناس. وإذ كان الكسندروس مهتماً بالصلاة المتواصلة فقد وزّع رهبانه على ستة أجواق كانت تتناوب الصلاة في الكنيسة على امتداد أربع وعشرين ساعة في اليوم. لهذا لقِّب الكسندروس بالذي لا ينام وكذلك ديره، وصارت طريقته نمطاً رهبانياً اجتذب الكثيرين. فلما سمع مركللوس عن هؤلاء الملائكة الأرضيين انضمّ إليهم، لكن اضطر الكسندروس ورهبانه أن يغادروا القسطنطينية بعدما تحرّك حسد بعض الأديرة عليهم لنجاحاتهم فانتقلوا إلى بريّة غومونا في بيثينيا إثر اتهامهم بالمسّاليانية. مركلّلوس كان في عداد الذين غادروا وقد اقتنى فضائل جمّة حتى أضحى من أكثر رهبان ديره إشعاعاً. فلما دنت ساعة الكسندروس قام مركلّلوس فترك الدير خشية أن يجعلوه رئيساً وأخذ يتردّد على النسّاك المشهورين في زمانه ليتعلّم منهم ويأخذ عنهم ما أبدعوا هم فيه. فلما بلغه أن أهل ديره اختاروا لهم يوحنا رئيساً عاد ليعمل في أحطَ الخدم. وقد جعلوه قيّماً على حمار الطاحون. غير أن فضيلة القديس مركللّوس كانت بيّنة للجميع. وما لبث يوحنا، الرئيس الجديد، أن كلّفه بالعناية الروحية بالإخوة، وكان يأخذ بمشورته في أمور ديرية كثيرة. فعلى كلمته مثلاً انتقلت الشركة المتنامية إلى موضع أقل عزلة في ايرانيون، على الضفّة الجنوبية من البوسفور. وما لبث يوحنا، رئيس الدير، أن رقد فاختار الإخوة مركلّلوس رئيساً جديداً عليهم. في عهده ذاع صيت دير الذين لا ينامون في كل مكان وصار طلاب الحياة الرهبانية يأتون إليه حتى من الغرب وفارس وأرمينيا. توزّع رهبان ديره على ثلاث مجموعات لغوية: اليونان واللاتين والسريان. هؤلاء كانوا يؤمّنون التسبيح الدائم لله. صار القديس مرجعاً لكل شأن رهباني حتى إن كل من رغب في تأسيس دير أو مؤسسة إحسان كان يطلب رعايته وإرشاده. أخذ يرسل تلامذته في كل اتجاه ليشرف على إنشاء الأديرة والمؤسسات. لما ضاقت بديره الأمكنة من كثرة القادمين إليه جاءه رجل اسمه فارتريوس فترهّب هو وأولاده جميعاً ووهب الدير ثروته الطائلة. كذلك لما رغب ستوديوس البطريق أن يؤسس ديراً في القسطنطينية سنة 463م، وهو الدير الذي اشتهر فيما بعد وعرف دير ستوديون، أقول لما رغب ستوديوس في ذلك دعا مركلّلس إلى استلامه وتنظيمه. على هذا النحو صار دير الذين لا ينامون. في أيام مركلّلس، بمثابة منظّم للحياة الرهبانية وأحد أبرز المراكز الثقافية اللامعة. فقد احتوى على مكتبة غنيّة وكان فيه عدد كبير من الرهبان يهتمون بالنسخ وزخرفة المخطوطات التي أخذت تنتشر في كل أنحاء الإمبراطورية. إلى ذلك برز مركلّلس كأحد أشد المدافعين عن الإيمان الأرثوذكسي في وجه أوتيخيوس وسواه من الهراطقة. وقد لعب دوراً مهماً في مجمع خلقيدونية. كما حرّك الشعب والرهبان، بمعية البطريرك جنّاديوس، للحؤول دون حصول باتريكيوس الآريوسي على لقب قيصر. هذا حدث في زمن لاون الإمبراطور (457 – 474م). وقد منّ الرب الإله على مركلّلس بموهبة صنع العجائب وشفاء المرضى. صار ملجأ للفقراء والمحتاجين وكان محباً للتوزيع. بالمقابل كان الرب الإله يزيد خيرات الدير أضعافاً. ولما مات أخوه وانتقلت إليه ثروته الكبيرة لم يحتفظ منها لديره بشيء بل وزّعها برمّتها على الأديرة الفقيرة المحتاجة. مما يروى عنه أن مجاعة ضربت الناحية التي كان فيها دير الذين لا ينامون. فقصده بعض الفقراء وسألوا عون القدّيس مركلّلس. فاستضافهم ثم استدعى ناظر الصندوق وسأله كم عنده في الصندوق من المال؟ فأجاب: عشرة قطع فضية! فأمره أن يعطي كل ما لديه للرجال الفقراء. ففعل لكنه احتفظ بقطعة فضية واحدة لأنه قال إن وضع المجاعة آخذ في التفاقم. فجأة زار الدير أحد الأغنياء وسلّم الرئيس تسعين وزنة من الذهب. فما كان من القدّيس مركلّلس، الذي عرف بروحه ما حدث، سوى أن استدعى ناظر الصندوق وقال له: "لقد شاء الرب الإله أن تكون لنا مائة وزنة عبر هذا الرجل التقي. ولكن لأنك لم تطع ما أمرتك به واحتفظت بقطعة فضيّة فقد أمسك المولى عنا عشرة وزنات!". كذلك كان مركلّلس ملاذاً للمظلومين، لا يتردّد عن احتضان الضعفاء والدفاع عنهم حتى الأباطرة كانوا يعتبرونه معلماً لهم ويطلبون منه النصح. أما للنفوس المضنكة بثقل الخطيئة فكان شفيعاً حاراً ومعزّياً رفيقاً رؤوفاً. كما أن كل الذين كانوا يعودون إليه تائبين من الرهبان كان يقتبلهم بفرح. كان الكل للكل على قياس محبة الله الفائضة في قلبه. وقد بقي كذلك إلى أن رقد في الرب بعد ستين سنة من الحياة النسكية، قرابة العام 484م. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 23337 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الأبرار الكهفيون الروس مرقص الحفار مع يوحنا وثيوقيلوس 29 كانون الأول غربي (11 كانون الثاني شرقي) قضى مرقص سحابة عمره في الكهف في كييف يحفر مدافن الإخوة الرهبان بيديه وينقل التراب على كتفيه. كان يتمم عمل الرب بنشاط في الليل والنهار. لم يعتد أخذ أجر من أحد، لكن من شاء إعطاءه مالاً كان يأخذه منه ويوزعه على الفقراء. فيما كان يعمل، ذات يوم، كعادته، شعر بوهن مفاجئ فخرج ليرتاح قليلاً تاركاً المكان الذي كان يحفر فيه أضيق مما كان يفترض به أن يكون. وحدث أن أحد الإخوة مرض ورقد في ذلك اليوم عينه. وإذ لم يكن هناك قبر فارغ غير هذا الذي باشر مرقص بحفره ولم ينجزه. فقد حمل الإخوة الميت إلى المدفن، لكنهم لم يُتح لهم إعداد جسد الميت للدفن كما يجب ولا دهنه بالزيت لضيق المكان. فما كان من مرقص سوى أن سجد أمامهم واستسمحهم وإذ اتهموه بالإهمال وقرعوه، كلم الميت قائلاً: بما أن الموضع ضيق، يا أخي، فرش نفسك بالماء المقدس بنفسك، ثم خذ الزيت واسكبه عليك". فما كان من الميت سوى أن بسيط يده للحال ورفع نفسه قليلاً ثم أخذ الزيت ورسم به الصليب على صدره وجبهته. ثم أعاد وعاء الزيت إلى مكانه. ولما استكمل إعداد نفسه للدفن استلقى ورقد. فانذهل الحاضرون واستبد الخوف بهم وأصابتهم الرعدة. وحدث أيضاً أن أخاً آخر رقد في الرب بعد مرض طويل. فمسحه أحد أصحابه بالماء ثم ذهب إلى الكهف ليعاين الموضع الذي سوف يُدفن صديقه العزيز فيه. ولما سأل مرقص المغبوط عن مدفن صاحبه أجابه: "اذهب، يا أخي، وقل للميت: انتظر إلى الصباح فأحفر لك مكاناً، ثم نرحل بسلام إلى الحياة الأبدية". فأجاب الأخ قائلاً: "ولكني، يا أبانا مرقص، غسلته. لقد مات! من تراك تريدني أن أكلم؟" فعاد مرقص وقال له: "أنت ترى المكان غير جاهز بعد، لذلك أسألك أن تذهب وتقول للميت: أن مرقص الخاطئ يقول لك أبق في الحياة يوماً إضافياً إلى أن أعد لك مدفناً ثم أرسل فأخبرك. وهكذا يكون بإمكانك، في الصباح، أن ترحل إلى الرب الإله الذي نشتهي جميعاً أن نذهب إليه". فأطاع الأخ وعاد إلى الدير فوجد الإخوة يجنزون الأخ الميت. فوقف بجانبه وقال له بصوت مسموع: "يقول لك مرقص أن مكانك ليس جاهزاً بعد، يا أخي، فانتظر إلى الصباح". فتعجب الحاضرون من كلامه. كيف يكلم الأخ وقد مات؟! للحال فتح الميت عينيه وعادت روحه إليه فحيي طيلة ذلك النهار والليل وعيناه مفتوحتان وإن لم يتفوه بكلمة واحدة. في صباح اليوم التالي ذهب الأخ الذي جاء إلى مرقص أولاً ليستطلع الأمر منه فقال له المغبوط: "اذهب وقل للميت، أن مرقص يقول لك لقد بات بإمكانك الآن أن تغادر هذه الحياة الفانية إلى الحياة الأبدية فإن المكان المعد لجسدك أصبح جاهزاً. سلم حياتك لله، وسوف يدفن جسدك هنا في الكهف بجوار الآباء القديسين". فعاد الأخ إلى الذي كان ميتاً فعاش ونقل له ما قاله مرقص. فأغمض الراهب عينيه للحال وأسلم الروح أمام جميع الذين جاؤوا لزيارته. ثم جرى دفنه بإكرام. كذلك أخبروا عن أخوين في دير الكهوف، يوحنا وثيوفيلوس، أحبا أحدهما الآخر لدرجة أنه كان لهما فكر واحد ومشيئة واحدة من نحو الله. وقد رجيا مرقص المغبوط أن يحفر لهما قبراً واحداً يدفنا فيه متى حانت الساعة حتى كما كانا واحداً في الحياة يكونان في الممات. وحدث أن ثيوفيلوس، وهو المتقدم في الاثنين، سافر لحاجة، فمرض يوحنا أثناء غيابه ومات فدفن في المكان المعد له ولأخيه. وعاد ثيوفيلوس بعد أيام قلائل وعرف بموت أخيه فحزن عليه حزناً عميقاً. وإذ أخذ بعض الإخوة ذهب وإياهم إلى الكهف راغباً في رؤية الميت والمكان الذي دفن فيه. فلما رأى أنه موضوع في الحجرة العليا من المدفن استنكر وتذمر قائلاً: لم وضعته هنا؟ أنا أتقدم عليه وأنت جعلته في موضعي". فضرب له مرقص مطانية قائلاً: "سامحني يا أخي! لقد أخطأت إليك". فلما قال هذا طلب من الميت أن يترك مكانه للأخ الذي لم يمت بعد ويأخذ الموضع الأدنى. فجأة، على كلمة المغبوط، نهض الميت وأخذ الموضع الأدنى أمام الجميع. فانذهلوا وخرّ ثيوفيلوس على ركبتيه أمام مرقص قائلاً: "لقد أخطأت، يا أبانا، إذ طلبت نقل أخي من موضعه. لذا أتوسل إليك أن تطلب منه العودة إلى مكانه". فأجابه المغبوط: "لقد أزال الرب العداوة فيما بيننا. وهو فعل ذلك بسبب تذمرك لكي لا تحقد علي إلى الأبد وتكون لك أفكار شريرة في شأني. حتى جسد بلا روح أظهر لك حباً هذا مقداره مقدماً إياك على نفسه بعد الممات كما في الحياة. وأنا لم أكن أريد لك أن تغادر هذا المكان بل أن ترث الموضع المتقدم وتدفن ههنا في هذه الساعة بالذات. ولكنك لست مستعداً أن تغادر هذه الحياة بعد. فأذهب واهتم لنفسك لأنك، بعد أيام، سوف يعيدونك إلى هنا. أما بالنسبة لقيامة الموتى فهذا عمل الله وأنا لست سوى رجل خاطئ. لكن هذا الميت الذي خشي إهاناتك كما خشي خصوعي لك فإنه لم يحتمل ما أتى عليه وترك لك نصف الموضع المعد لكما معاً. الله وحده قادر على تحريكه من مكانه، أما أنا فلا أستطيع أن أقول لميت: "انهض واستلق من جديد في الحجرة العليا. أنت أرفعه من مكانه إن استطعت وسترى إن كان يطيعك كما فعل الآن". فلما سمع ثيوفيلوس ذلك انتابه حزن وخوف شديدان وخُيل إليه أنه على وشك السقوط ميتاً، ولم يدر إذا كان سيتمكن من الوصول إلى الدير سالماً. وإذ عاد إلى قلايته حلّ به بكاء لا عزاء له. فقام ووزع كل مقتنياته حتى قميصه. غير تارك لنفسه سوى غمباز واحد وجبة واحدة... وانتظر ساعة موته! لم يتوقف عن البكاء ولا نجح أحد في جعله يأخذ بعض الطعام الطيب. فإذا كان الفجر على وشك الإطلال كان يقول: "لا أعرف إذا كنت سأحيا إلى المساء!" وإذا دلف الليل كان يقول: "ماذا أعمل إذا لم أحيا إلى الصباح؟ لقد قال لي المغبوط أن نهايتي باتت وشيكة!". فكان يصلي إلى الله بدموع أن يهبه مزيداً من الوقت ليتوب. على هذا المنوال كان ثيوفيلوس يقضي أيامه صائماً مصلياً، باكياً كل ساعة. منتظراً ساعة موته وانفصاله عن جسده. فذاب لحمه، نتيجة ذلك. ويبست أطرافه. وحاول كثيرون تعزيته عبثاً. كان يزداد نحيباً على نفسه. ومن كثرة البكاء فقد بصر عينيه. هكذا قضى ثيوفيلوس أيامه ملازماً البكاء والإمساك، مرضياً الله بحياة صالحة. وانقضت سنوات استدعى بعدها مرقص ثيوفيلوس وقال له: "سامحني، يا أخي ثيوفيلوس، لأني أحزنتك كل هذه السنين! ها أنا الآن أترك هذا العالم، فصلّ من أجلي! وإذا ما حصلت لي دالة عند الله، بعد موتي، فإني لن أنساك. ليعطنا الرب الإله أن نعاين أحدنا الآخر قريباً. فأجابه ثيوفيلوس بدموع: "لماذا تركتني يا أبانا مرقص؟ خذني معك أو هبني بصري من جديد". فردّ عليه مرقص: "لا تحزن، يا أخي، فإنك من أجل الرب فقدت بصر عينيك الماديتين. لكنك بالمعاينة الروحية اقتنيت القدرة على معاينة الله. أنا سبب عماك، يا أخي! لكني قلت لك إنك ستموت لأني أردت لك المنفعة وأن يكون لك اتضاع بعدما استبان استكبار قلبك. والقلب الخاشع المتواضع لا يرذله الله". فقال له ثيوفيلوس: "أسألك يا أبتي أن تأخذني معك على الرب الإله أو أن ترد إلي بصري". فأجابه مرقص: "لا حاجة لك لأن ترى هذا العالم الزائل. اطلب من الله، بالحري، أن تعاين مجده هناك. ولا تسأل الموت لنفسك لأنه سوف يأتيك في كل حال حتى إن لم تكن لك رغبة فيه. ولتكن لك هذه علامة رحيلك: "قبل انتقالك بثلاثة أيام ستستعيد بصرك. بعد ذلك تغادر إلى ربك وتعاين النور الأزلي والمجد الذي لا يوصف". ولما قال مرقص هذا رقد في الرب ودُفن في الكهف. في الموضع الذي أعده لنفسه. بعد ذلك ضاعف ثيوفيلوس بكاءه حزيناً جداً على فقده البصر. وكان له وعاء اعتاد أن يجعله تحت عينيه كلما صلى وبكى. وقد ملأ الوعاء من دموعه منتظراً النبوءة أن تتحقق. ولما أيقن أن نهايته باتت قريبة، على الأبواب، صلى بحرارة أن تكون دموعه مقبولة لدى الله. للحال وقف به شاب وسيم الطلعة فرآه. فقال له الشاب: :جيدة هي صلاتك يا ثيوفيلوس ولكن لماذا تفاخر بدموعك؟" ثم تناول وعاء أكبر من الوعاء الذي جمع فيه ثيوفيلوس دموعه وكان ملأناً من الطيب. وقال له: "انظر، هذه محصلة الدموع التي ذرفتها من قلبك في الصلاة إلى الله. وقد مسحتها بيدك أو بمنشفة أو بثيابك أو سقطت على الأرض. وأنا جمعتها بأمر الله وجعلتها في هذا الوعاء. والآن قد أرسلت إليك لأبشرك بأنك سوف تغادر إلى الرب إلهك بفرح لأنه قال: "طوبى للباكين فإنهم يتعزون". ولما قال هذا توارى الملاك عنه تاركاً الوعاء الملآن طيباً عنده. بعد ثلاثة أيام رقد ثيوفيلوس في الرب فمسحوه بالطيب المأخوذ من الوعاء وسكبوا فوقه وعاء الدمع فامتلأ المكان رائحة سماوية. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 23338 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الشهداء ماجستريانوس وآخرون (+363م) 30 كانون الأول غربي (12 كانون الثاني شرقي) هؤلاء هم الشهداء ماجستريانوس وبولينوس وأمبريوس وفارس وسويروس وكليستراتوس وفلورنتيوس وأريانوس وأنثيموس وأوبريكيوس وإيسيدوروس وأفكولوس وشمشون وستوديوس وتسباسيوس. استشهدوا في زمن يوليانوس الجاحد تمسكاً بإيمانهم بالرب يسوع. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 23339 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة ميلاني الصغرى 31 كانون الأول غربي (13 كانون الثاني شرقي) ولدت فاليريا ميلانيا سنة 383م. تزوجت، قصراً، وهي في الثالثة عشرة من عمرها. زوجها "بنيان" كان ابن ساويروس حاكم رومية. حالما تم زفافها اقترحت على زوجها أن تسلك وإياه في العفة، ويكونا بمثابة أخ وأخت فلم يوافقها. ثم بعد أخذ ورد اتفق الزوجان على إنجاب ولدين وحسب تأميناً لذريتهما ثم الخروج من العالم معاً. وكان أن منّ الرب الإله عليهما بابنة كرساها لله فوراً. ثم بعد سنوات قليلة أنجبت ميلاني صبياً. لكن توفي الصبي والبنت معاً بعد حين. فكان ذلك إيذاناً لميلاني و "بنيان" بأن خروجهما من العالم قد آن. ميلاني كانت، إلى ذلك الحين، تسلك في التقشف المموه بمظهر الغنى و الأرستقراطية. وقد اعتادت أن تلبس الملابس الخشنة تحت أرديتها الحريرية. أما الآن وقد أنفك رباط الزوجين بالعالم فقد غادرا منزلهما الفخم في رومية ليستقرا في ضاحية للمدينة متكرسين للعناية بالمسافرين والمرضى والمساجين. من ذلك الوقت أخذت ميلاني وزوجها في تصفية ثروتهما الهائلة. الدافع إلى ذلك كان حلماً واحداً رأياه معاً وهو أنه كان بإزائهما حائط مرتفع وجب عليهما أن يخترقاه قبل أن يتمكنا من العبور بباب ضيق إلى ملكوت السموات. لكن توزيع ثروة كثروة ميلاني و"بنيان" لم يكن بالأمر السهل لسعة أملاكهما وتوزعها بين بريطانيا وإفريقيا وأسبانيا وإيطاليا. أول ما فعلاه في هذا الصدد أنهما أعتقا ثمانية آلاف من العبيد وزودا كلاً منهم بثلاث قطع ذهبية. كذلك حولا، عبر بعض الرجال التقاة، أموالاً جزيلة من الغرب إلى الشرق لتشييد الكنائس والأديرة. كما أوقفا أرزاقاً عديدة للكنيسة لتوزع محاصيلها حسنات على الفقراء. ثم، سنة 410م، انتقل الزوجان من رومية، بعدما غزاها ألريك الغوطي، إلى صقلية برفقة ستين عذراء وثلاثين راهب. ومن هناك انتقلا إلى إفريقيا الشمالية حيث استكملا تصفية ممتلكاتهما وأنشأا الأديرة وأعانا ضحايا الغزو البربري. بهذا تمم الزوجان الوصية القائلة: "إذا أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء. فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني (متى21:19). مذ ذاك انصرفت ميلاني إلى حياة الصلاة والنسك بصورة أعمق. عمرها، يومذاك، كان قد قارب الثلاثين. لم تبال بعادات نشأت عليها أو بعيش ناعم ألفته. قست على نفسها أكبر قسوة. تشددها في تعاطيها مع نفسها كان تعبيراً وقرباناً، تعبيراً عن إيمانها بقول القائل "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (فيليبي13:4)، وقربان محبة وآمين لمن قرب نفسه للعالمين. لذا أخضعت ميلاني نقسها لنسك خليق بأشاوس الآباء المحاربين في عمق الصحارى. لم تقتن ما اقتنته من عادات نسكية بسرعة، هذا لا طاقة لأبدان الناس عليه. بل بالتدريج وبثبات لا أثر فيه للتراجع أو التردد. لبست المسوح وأخذت في الصيام الكامل خمسة أيام في الأسبوع لا تأخذ ما يقيتها إلا السبت والأحد. أمها ألبينا كانت رفيقة دربها. متعتها الجديدة وجدتها في التأمل في الكتاب المقدس وسير القديسين ومؤلفات آباء الكنيسة التي اعتادت قراءتها في اللاتينية واليونانية. راحتها الليلية كانت لساعتين وحسب، والباقي كان للصلاة. وإذ انضمت إليها عذارى في إثرها علمتهن أن يجمعن السهر وانتظار العريس السماوي إلى العفة. نهاريها كان ملؤها عمل المحبة والإرشاد ولياليها الصلاة. قلايتها كانت من الضيق بحيث تعذر عليها أن تمدد قامتها وترفع رأسها. تجربة المجد الباطل، وهذه حرّكها الشرير بقوة عليها، كانت تدفعها عنها بطريقتين: أولاها السخرية من الشيطان واحتقار ما يأتيه عليها لأن إحساسها بترابيتها وبطلان العالم كان عميقاً، وثانيهما وداعتها وحرصها على ألا تدخر فكراً واحداً. كائناً ما كان، فيه عداوة الإنسان. سبع سنوات أمضتها ميلاني برفقة زوجها ووالدتها في إفريقيا، انتقلت بعدها إلى الأرض المقدسة. هناك أخذت تقضي النهار في كنيسة القيامة والليل في موضع الجلجثة. زارت النساك في برية نيتريا في مصر، فيما عملت والدتها على إعداد قلاية خشبية لها عند جبل الزيتون. في هذه القلاية أقامت ميلاني أربعة عشر عاماً (417 -431م). وقد اعتادت ملازمة مكانها وعدم الخروج منه البتة بين الظهور الإلهي والفصح المقدس. لا تقبل خلالها من الزائرين إلا والدتها وزوجها وبولا، ابنة عمها، وابنة القديسة بولا. مرقدها كان الرماد ولباسها المسوح. على أن هذا لم يمنعها من الاهتمام بأمور الكنيسة. تمسكها بالإيمان المستقيم لا غبار عليه وحساسيتها للتعاليم الفاسدة والهرطقات كانت كبيرة. رقدت والدة ميلاني، ألبينا، سنة 431م. على الأثر خرجت قديسة الله من عزلتها وأسست على جبل الزيتون ديراً للعذارى ضم تسعين عذراء واتبع العادات الليتورجية الرومية. لم تسولها نفسها أن تكون رئيسة على البنات. عينت لهن واحدة تدبرهن واكتفت هي بالمثال الصالح وكلمة المنفعة. جعلت نفسها خادمة للجميع. تقوم بأحقر الأشغال وتعزي بينهن المرضى سراً. علمتهن تقديس أنفسهن بعفة النفس والجسد. علمتهن التخلي عن مشيئاتهن. علمتهن غصب أنفسهن على إتمام الوصية وعلمتهن سيرة الفضيلة على أساس الطاعة. مثالها كل الآباء وتعليمها أقوالهم. تركيزها في توجيههن كان على الثبات في الجهاد. وعلى الصحو والانتباه إلى فخاخ العدو، وعلى حمية الذهن في الصلاة الليلية. وخصوصاً على المحبة. كانت تقول: "كل الفضائل وكل الجهادات من دون المحبة باطلة لأن الشيطان قادر على تزوير فضائلنا كلها ولا شيء يقهره غير التواضع والمحبة". رقد "بنيان" زوجها ورفيق جهادها في الروح سنة 431م. دفنته بقرب المغارة التي أشيع أن الرب يسوع تنبأ فيها بخراب أورشليم. بقيت هناك أربع سنوات في قلاية مفتوحة. منقطعة عن العالم بالكلية. ثم أوعزت إلى جيرونتيوس الكاهن، تلميذها ومترجمها، أن يقيم ديراً للرجال في المكان، ففعل، وكذلك ميلاني هي الأم الروحية للشركة الجديدة. تغذي الرهبان بالإرشاد والكلمة. هذا وقد سجل التاريخ للقديسة ميلاني هداية عمها فولوسيانوس في القسطنطينية وكان بعد على الوثنية. حدث ذلك في أواخر العام 436م. وقد منّ الرب الإله على أمته المختارة بموهبة شفاء المرضى. ولئلا يزعجها الشيطان بأفكار المجد الباطل كانت تزود من يأتون إليها ليستشفوا إما بالزيت المقدس المأخوذ من أضرحة بعض الشهداء وإما ببعض الحاجيات الخاصة بأحد القديسين المعروفين. مرضت ميلاني بعدما احتفلت بعيد الميلاد المجيد سنة 439م فجمعت راهباتها وأعطتهم وصيتها ونصائحها وباركت عليهم. قالت لهن أنها باقية معهن طالما هن باقيات أمينات للعريس السماوي. ثم زودت الرهبان بنصيب من النصح والكلمة وعينت جيرونتيوس الكاهن رئيساً عليهم. بعد ذلك رقدت بسلام. وقد ثبت ديرها إلى زمن الغزو الفارسي، سنة 614م. حين دُمر. غير أن المغارة التي نسكت فيها، عند جبل الزيتون، مازالت ماثلة إلى اليوم، شاهدة لعجب الله في قديسيه. هذا وبعض رفات القديسة ميلاني الصغرى موجود إلى اليوم في كنيسة القيامة في القدس وفي قوزانا المقدونية وفي دير الثالوث القدوس في اكروتيري الكريتية. |
||||
16 - 05 - 2019, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 23340 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة البارة ميلاني الكبرى (+439م) 31 كانون الأول غربي (13 كانون الثاني شرقي) هي من إحدى أشرف العائلات الأسبانية رغم كونها متحدّرة من أصل رومي. تربطها بالقديس بولينوس النولي (+431م) صلة قرابة وكانت، في زمانها، أغنى أغنياء أسبانيا. تزوّجت صغيرة السن ثم ترمّلت وهي في الثالثة والعشرين. إثر وفاة زوجها قالت لربّها: "الآن، سيّدي، بتّ حرَّة في نذر نفسي إليك ولا ما يلهيني عنك". كان لها ولد اسمه بوبليكولا استودعته مربّين صالحين ورحلت إلى مصر برفقة روفينوس الأكويلي (+410م)، سنة 371م. وبعدما أمضت هناك ستة أشهر زارت خلالها الرهبان، هنا وثمة، انتقلت إلى فلسطين متخفية. قبض عليها حاكم أورشليم لأنه ارتاب في أمرها بعدما أخذت تتردّد على بعض المساجين، تعودهم وتفتقدهم وترى لحاجاتهم. ولكن لما كشفت عن نفسها أطلق سراحها للحال وعاملها بإكرام جزيل. بعد حين، بنت ميلاني الكبرى لها ديراً في أورشليم ولبست الخشونة وأخذت تنام على الأرض وتتغطى بالمسوح. سلكت على هذا النحو، في فلسطين، سبعة وعشرين عاماً كانت الصلاة والتأمل في الكتاب المقدّس خلالها شغلها الشاغل. في تلك الأثناء، نما بوبليكولا في النفس والجسد. فلما بلغ سن الزواج اقترن بألبينا التي أنجبت له صبياً وبنتاً. أما البنت فكانت القديسة ميلاني الصغرى. عادت ميلاني الكبرى إلى رومية بعد غياب دام سبعة وثلاثين عاماً. وقد أسهمت في هداية بعض أقربائها ومعارفها نظير أفيتا، ابنة أخيها (أو أختها) التي نجحت، بمشورة القديسة وعونها، في انتشال زوجها من ضلالات الوثنية وحمله على اقتبال العفّة نذراً. كذلك فعل ولدا هذين الآخرين، أستاريوس وأفنوميا. لم تبق ميلاني، بعد ذلك، في رومية، طويلاً لأن المدينة كانت، لها، أدنى إلى المنفى، سجناً بكل معنى الكلمة، ولا قدرت أن تحتمل ضجيج العالم ولهو الزيارات. وقد رافقها روفينوس إلى صقلية حيث رقد، فيما أكملت هي سيرها إلى أورشليم حيث وزّعت ما بقي لها من مال على الفقراء ولازمت ديرها أربعين يوماً رقدت بعدها بسلام في الرب، سنة 410م، عن عمر ناهز الثامنة والستّين. لم يرد اسم القدّيسة ميلاني الكبرى في أي من السنكسارات رغم سيرتها العطرة ربما بسبب الخلاف بينها وبين القدّيس إيرونيموس. غير أن القدّيس بولينوس وكذلك أوغسطينوس المغبوط أجلاها، وكذلك فعل بالاديوس. لكن ورد عيدها في بعض التقويمات في 8 حزيران. |
||||