![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 23121 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من هو العبد المملوك؟ ![]() يروى لنا التاريخ أحداث سوق النخاسة، حيث كان البشر يباعون ويشترون كالبهائم، و كان السيد حرا في العبد الذي يشتريه يستعبده إلى أن يموت أو يطلقه حرا (يعتقه ) متى شاء. و كان بعض العبيد بعد العتق يذهب و يبيع نفسه مرة ثانية لسيد آخر. و مثل هذا العبد الذي يستهين بالحرية كانت عبوديته واجبة على الدوام. و قد وضع علماء الكنيسة أيام العبيد المملوكين ميمر العبد المملوك و هو تشبيه عظيم بين كيف أننا كنا عبيد للـه و أحرار في الوقت ذاته إلا أننا بعنا أنفسنا للشيطان فأراد السيد الرب أن يعتقنا و يشترينا لنفسه مرة أخرى، فاشترانا بدمه الكريم "لأنكم اشتريتم بثمن" (1كو6 : 20) الأمر الذي كلفه الشيء الكثير – التجسد و الصلب – فما أروع معاني ميمر العبد المملوك. هل تعلم لماذا نضرب الميطانيات (سجود) يوم الجمعة العظيمة ؟ ذلك أننا نتجه إلى كل جهة من الجهات الأربعة بالسجود للـه لأن اللـه موجود في كل مكان "أين اذهب من روحك و من وجهك أين اهرب" (مز 139 : 7) فنسجد له شكرا على محبته، إذ أن كل الآلام التي تحملها كانت بسبب خطايانا و لخلاصنا و باتجاهنا إلى كل الجهات نعنى أن ذبيحة الصليب كانت لخلاص العالم كله "هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(يو 3 : 16) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23122 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا نضرب الميطانيات (سجود) يوم الجمعة العظيمة ؟ ![]() ذلك أننا نتجه إلى كل جهة من الجهات الأربعة بالسجود للـه لأن اللـه موجود في كل مكان "أين اذهب من روحك و من وجهك أين اهرب" (مز 139 : 7) فنسجد له شكرا على محبته، إذ أن كل الآلام التي تحملها كانت بسبب خطايانا و لخلاصنا و باتجاهنا إلى كل الجهات نعنى أن ذبيحة الصليب كانت لخلاص العالم كله "هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(يو 3 : 16) هل تعلم أن الكنيسة تعلم بأن الأناجيل الأربعة تقرأ في أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس من أسبوع البصخة فتقرأ بشائر متى و مرقس و لوقا و يوحنا كل بشارة في يوم من الأيام ؟ ذلك لأن حوادث الآلام كتبت في الأربع بشائر باتفاق عجيب و لكي نسمو في حياتنا الروحية يجب أن نقرأ الكتاب المقدس "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية و هي تشهد لي"(يو 5 : 39) هل تعلم لماذا نقول عن ليلة سبت الفرح "ليلة أبو غالمسيس"؟ ذلك لأنه في هذه الليلة نسمع قراءة سفر الرؤيا بأكمله في الكنيسة، و أول كلمة في سفر الرؤيا باللغة اليونانية "ابوكلابسيس" و معناها الرؤية، و قد حرفت إلى كلمة "أبو غالمسيس" التي تسمى بها صلاة هذه الليلة المباركة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23123 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل تعلم أن الكنيسة تعلم بأن الأناجيل الأربعة تقرأ في أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس من أسبوع البصخة فتقرأ بشائر متى و مرقس و لوقا و يوحنا كل بشارة في يوم من الأيام ؟ ![]() ذلك لأن حوادث الآلام كتبت في الأربع بشائر باتفاق عجيب و لكي نسمو في حياتنا الروحية يجب أن نقرأ الكتاب المقدس "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية و هي تشهد لي"(يو 5 : 39) هل تعلم لماذا نقول عن ليلة سبت الفرح "ليلة أبو غالمسيس"؟ ذلك لأنه في هذه الليلة نسمع قراءة سفر الرؤيا بأكمله في الكنيسة، و أول كلمة في سفر الرؤيا باللغة اليونانية "ابوكلابسيس" و معناها الرؤية، و قد حرفت إلى كلمة "أبو غالمسيس" التي تسمى بها صلاة هذه الليلة المباركة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23124 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوم الخميس يوم السر العظيم ![]() يوم الوصية الجديدة والعهد الجديد القائم على دم حمل الله وصلاة جثسيماني واختتام اليوم بقبلة غاشة أولاً مُسميات هذا اليوم العظيميُسمى هذا اليوم في الكنيسة القبطية [يوم خميس العهد]: وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ (خ´خ¹خ±خ¸خ®خ؛خ· = عَهْد؛ مُعَاهَدَة؛ مِيثاق) الْجَدِيدُ (خ؛خ±خ¹خ½ل½´ = بِكْر؛ جَدِيد – وجديد هنا تحمل معنى جودة عالية فائقة) بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ (لوقا 22: 20) الجديد = عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ؛ وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ (عبرانيين 7: 22؛ 8: 6) وهنا نرى تأسيس عهد جديد أعظم وأفضل تثبت على مواعيد أفضل، وهو خميس البركة الجديدة عوض البركة القديمة التي تختص بهذا العالم، فالأولى تنتهي بالموت والثانية تمتد – حسب طبعها – للأبدية. فقد تأسس العهد الجديد بدم في كأس البركة، هو دم مسفوك يختص بحمل الله رافع خطية العالم، قبل أن يُرفع على الصليب، لا ليُلغي الدم المُهرق على الصليب، بل ليربُط فعل سرّ الإفخارستيا (سرّ الشكر الحقيقي) الذي أكمله بنفسه ككاهن، بفعل الصليب الذي أتمه بإرادته ومسرة أبيه كذبيحة، وقام ودخل به إلى الأقداس العُليا كرئيس كهنة عظيم، وبالطبع علينا أن نُدرك أن شخص المسيح الرب هو الله الظاهر في الجسد، أي اللوغوس الذي اتخذ جسداً وشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، فبكونه إله ويحمل كل ما للألوهة في ذاته، فقد قدم لنا دمه المسفوك الذي صار فوق الزمن بفعل الألوهة، لذلك قال الرسول بحس لاهوتي مُلهم: فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! (عبرانيين 9: 14) وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً (عبرانيين 9: 12) عموماً فالخبز كان في يد شخص ربنا يسوع ابن الله الحي جسده المبذول من أجل كثيرين، قبل أن يُسلم ليُصلب ويدقوا في يديه المسامير، والخمر في يده (كأس البركة) قبل أن تنفذ في جنبه الحربة على الصليب ليسيل منه دمٍ وماء غفراناً أبدياً لكل العالم، ولذلك لا نستطيع ان نفصل أبداً بين جسد المسيح المُعطى لنا في سرّ الإفخارستيا على المذبح الجديد، وجسده المبذول على الصليب، كما لا نقدر أيضاً أن نُفرق أو نصنع أدنى انفصال بين دم كأس العهد الجديد ودم الجنب المطعون والمسفوك ايضاً من يديه ورجليه ورأسه، لأن الرب أكمل على المستوى السري ما سيحققه على المستوى العملي، حتى تصير ذبيحة المسيح الرب ذبيحة واحدة، وفعلها واحد، لأنها في حقيقتها إلهية بالدرجة الأولى لا يحدها الزمان أو يحصرها المكان، لذلك الرب بارك وقسَّم وأعطى، وهكذا صارت البركة عبر الأجيال كلها ممتدة بفعل نطق الرب يسوع هذا الذي صرنا نقوله في كل قداس إلى هذا اليوم. فهذا اليوم هو يوم العهد بالتالي هو يوم البركة بشكل خاص:وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. (متى 26: 26 – 28) [كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)] + الأصل اليوناني لكلمة بركة في الكتاب المقدس = خµدچخ»خ؟خ³خ¯خ± = eulogia = أولوجيةوهي تعني: يتحدث حسناً أو كلام حسن وصالح، يمجد، يمدح، سلام، يشكر (إفخارستيا)، يسبح، والكلمة عادة تعبر عن المحبة. والكلمة (بشكل خاص) تعني يمنح بركة بقوة، بمعنى اكتساب قوة نافعة. والمعنى العبري في العهد القديم، يفيد معنى عهد قائم، فلا وجود لبركة بلا عهد، إذن فالبركة من الله قائمة على عهد، ودائمة بوعد، وهي قانون روحي قائم بذاته ويعمل من تلقاء ذاته لأنه خرج من فم الله كقوة فعل لا ينحل، وهو صادر عن أمانة الله لعهده ووعده، ولا تستقر إلا عند من كان أميناً على عهد الله ووعده. عموماً نجد مضمون الصلاة في العهد القديم سواء على أفواه الآباء والأنبياء أو حتى في طقس الهيكل والمجمع، تقوم على أساس نوعين من الصلاة الأولى: صلاة البركة، وتُسمى ((بيراكوث)) وتُرجمت في الترجمة السبعينية ((أولوجية)) ووضع فيها عنصر الشكر والتسبيح والتمجيد. الثانية: صلاة التضرع، وتُسمى ((تفليه)) وهي تقرب من معنى الشفاعة وكلها توسل. عموماً هذا السر العظيم، سرّ الشكر،هو احتفال ليتورجي بسرّ الخلاص العظيم، وهو مركز اهتمام كل مسيحي في العالم أجمع مهما ما كانت طائفته، لأن فيه يكمن سر العبادة المسيحية كلها، لأن عبادتنا هي شركتنا مع بعضنا البعض ومع الله، لأن مفهوم العابدة صار له منطق عميق جداً، لأنه يعتبر سرّ الشركة، ومن هنا جاء المُسمى [ليتورجيا] وهي تتكون من مقطعين (ليؤس) أي شعب، و (إرغون) أي عمل، فيكون معنى الكلمة بشكل عام (عمل شعبي)، لكن لها معناها الخاص في الكنيسة وهو عمل كنسي مُشترك، من ناحية أننا أعضاء لبعضنا البعض في جسد واحد، لنا رأس هو شخص المسيح، فهنا العبادة تتميز بشكل منفرد من ناحية شركتنا مع القديسين والله في النور، فنحن نجتمع مع كل الجسد، منظور وغير منظور ملتفين حول يسوع المركز والرأس، لنشترك في كأس مسيح الله، كأس البركة، وفي جسد الحياة، جسد يسوع القائم من الأموات والجالس عن يمين العظمة في الأعالي، فنحن نقتات على الحياة لأنه قال: من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير؛ من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه؛ كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي. (يوحنا 6: 54؛ 56؛ 57) إذاً حينما يأتي أحد اليوم ويسخف هذا السرّ العظيم ويقول بلا فهم ولا وعي، أننا نأكل أعضاء مادية (صباع - عين - قدم.. الخ) أو نتناول ما ينتهي منا بالهضم ويتكلم على موضوع الاحتراس وغيره من أشياء تدل على عدم انفتاح البصيرة بالروح، وعدم وضوح الإيمان مسيح القيامة والحياة، أو يتحدث بلغو كلام باطل ببحث على مستوى العقل والتفكير الفلسفي ماذا نأكل في الإفخارستيا، فأنه يترك لنا دلالة أنه لم يدخل بعد في سرّ الإيمان الحي، ولم يتناول على مستوى الشركة الحقيقي مع الله. يا إخوتي انتبهوا أرجوكم، هذا السر عظيم جداً بما لا يُقاس، فلنتناول بلا فحص ونشوه هذا السرّ العظيم المُعطى لنا بتدبير فائق، فنحن نتناول الحياة ونحيا في سرّ الشركة لا كلاماً بل على مستوى الاتحاد السري بالعريس السماوي، فهذا هو سرّ الاتحاد الحقيقي بيننا وبين حمل الله رافع خطية العالم، وكل مرة نتناول منه نثبت فيه وهو فينا، ونتأصل في الحق أي في شخصه العظيم القدوس، فنحيا لا في معزل عنه، بل فيه وهو فينا، لأن هذا هو التصاقنا الداخلي به، فهو فينا ونحن فيه لا كلاماً إنما فعلياً، فانتبهوا لسرّ شركتنا، لأن كل عبادتنا شركة، وشركتنا حياة الله فينا، فلا أحد يستطيع ان يحيا بمعزل عن الله الحياة، لأن كل من ينعزل عنه يموت، ونحن قائمين فيه وهو فينا، لأن حتى صلاته ليكونوا واحداً فينا، وكيف نكون فيه بدون هذا السرّ العظيم الذي للتقوى؟ فاستفيقوا واعرفوا طبيعة شركتنا مع الله ووحدتنا معه على مستوى التناول من سرّ الإفخارستيا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23125 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوم الخميس يوم السر العظيم ![]() يوم الوصية الجديدة والعهد الجديد القائم على دم حمل الله وصلاة جثسيماني واختتام اليوم بقبلة غاشة أولاً مُسميات هذا اليوم العظيميُسمى هذا اليوم في الكنيسة القبطية [يوم خميس العهد]: وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ (διαθήκη = عَهْد؛ مُعَاهَدَة؛ مِيثاق) الْجَدِيدُ (καινὴ = بِكْر؛ جَدِيد – وجديد هنا تحمل معنى جودة عالية فائقة) بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ (لوقا 22: 20) الجديد = عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ؛ وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ (عبرانيين 7: 22؛ 8: 6) وهنا نرى تأسيس عهد جديد أعظم وأفضل تثبت على مواعيد أفضل، وهو خميس البركة الجديدة عوض البركة القديمة التي تختص بهذا العالم، فالأولى تنتهي بالموت والثانية تمتد – حسب طبعها – للأبدية. فقد تأسس العهد الجديد بدم في كأس البركة، هو دم مسفوك يختص بحمل الله رافع خطية العالم، قبل أن يُرفع على الصليب، لا ليُلغي الدم المُهرق على الصليب، بل ليربُط فعل سرّ الإفخارستيا (سرّ الشكر الحقيقي) الذي أكمله بنفسه ككاهن، بفعل الصليب الذي أتمه بإرادته ومسرة أبيه كذبيحة، وقام ودخل به إلى الأقداس العُليا كرئيس كهنة عظيم، وبالطبع علينا أن نُدرك أن شخص المسيح الرب هو الله الظاهر في الجسد، أي اللوغوس الذي اتخذ جسداً وشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، فبكونه إله ويحمل كل ما للألوهة في ذاته، فقد قدم لنا دمه المسفوك الذي صار فوق الزمن بفعل الألوهة، لذلك قال الرسول بحس لاهوتي مُلهم: فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! (عبرانيين 9: 14) وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً (عبرانيين 9: 12) عموماً فالخبز كان في يد شخص ربنا يسوع ابن الله الحي جسده المبذول من أجل كثيرين، قبل أن يُسلم ليُصلب ويدقوا في يديه المسامير، والخمر في يده (كأس البركة) قبل أن تنفذ في جنبه الحربة على الصليب ليسيل منه دمٍ وماء غفراناً أبدياً لكل العالم، ولذلك لا نستطيع ان نفصل أبداً بين جسد المسيح المُعطى لنا في سرّ الإفخارستيا على المذبح الجديد، وجسده المبذول على الصليب، كما لا نقدر أيضاً أن نُفرق أو نصنع أدنى انفصال بين دم كأس العهد الجديد ودم الجنب المطعون والمسفوك ايضاً من يديه ورجليه ورأسه، لأن الرب أكمل على المستوى السري ما سيحققه على المستوى العملي، حتى تصير ذبيحة المسيح الرب ذبيحة واحدة، وفعلها واحد، لأنها في حقيقتها إلهية بالدرجة الأولى لا يحدها الزمان أو يحصرها المكان، لذلك الرب بارك وقسَّم وأعطى، وهكذا صارت البركة عبر الأجيال كلها ممتدة بفعل نطق الرب يسوع هذا الذي صرنا نقوله في كل قداس إلى هذا اليوم. فهذا اليوم هو يوم العهد بالتالي هو يوم البركة بشكل خاص:وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. (متى 26: 26 – 28) [كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)] + الأصل اليوناني لكلمة بركة في الكتاب المقدس = εύλογία = eulogia = أولوجيةوهي تعني: يتحدث حسناً أو كلام حسن وصالح، يمجد، يمدح، سلام، يشكر (إفخارستيا)، يسبح، والكلمة عادة تعبر عن المحبة. والكلمة (بشكل خاص) تعني يمنح بركة بقوة، بمعنى اكتساب قوة نافعة. والمعنى العبري في العهد القديم، يفيد معنى عهد قائم، فلا وجود لبركة بلا عهد، إذن فالبركة من الله قائمة على عهد، ودائمة بوعد، وهي قانون روحي قائم بذاته ويعمل من تلقاء ذاته لأنه خرج من فم الله كقوة فعل لا ينحل، وهو صادر عن أمانة الله لعهده ووعده، ولا تستقر إلا عند من كان أميناً على عهد الله ووعده. عموماً نجد مضمون الصلاة في العهد القديم سواء على أفواه الآباء والأنبياء أو حتى في طقس الهيكل والمجمع، تقوم على أساس نوعين من الصلاة الأولى: صلاة البركة، وتُسمى ((بيراكوث)) وتُرجمت في الترجمة السبعينية ((أولوجية)) ووضع فيها عنصر الشكر والتسبيح والتمجيد. الثانية: صلاة التضرع، وتُسمى ((تفليه)) وهي تقرب من معنى الشفاعة وكلها توسل. عموماً هذا السر العظيم، سرّ الشكر،هو احتفال ليتورجي بسرّ الخلاص العظيم، وهو مركز اهتمام كل مسيحي في العالم أجمع مهما ما كانت طائفته، لأن فيه يكمن سر العبادة المسيحية كلها، لأن عبادتنا هي شركتنا مع بعضنا البعض ومع الله، لأن مفهوم العابدة صار له منطق عميق جداً، لأنه يعتبر سرّ الشركة، ومن هنا جاء المُسمى [ليتورجيا] وهي تتكون من مقطعين (ليؤس) أي شعب، و (إرغون) أي عمل، فيكون معنى الكلمة بشكل عام (عمل شعبي)، لكن لها معناها الخاص في الكنيسة وهو عمل كنسي مُشترك، من ناحية أننا أعضاء لبعضنا البعض في جسد واحد، لنا رأس هو شخص المسيح، فهنا العبادة تتميز بشكل منفرد من ناحية شركتنا مع القديسين والله في النور، فنحن نجتمع مع كل الجسد، منظور وغير منظور ملتفين حول يسوع المركز والرأس، لنشترك في كأس مسيح الله، كأس البركة، وفي جسد الحياة، جسد يسوع القائم من الأموات والجالس عن يمين العظمة في الأعالي، فنحن نقتات على الحياة لأنه قال: من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير؛ من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه؛ كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي. (يوحنا 6: 54؛ 56؛ 57) إذاً حينما يأتي أحد اليوم ويسخف هذا السرّ العظيم ويقول بلا فهم ولا وعي، أننا نأكل أعضاء مادية (صباع - عين - قدم.. الخ) أو نتناول ما ينتهي منا بالهضم ويتكلم على موضوع الاحتراس وغيره من أشياء تدل على عدم انفتاح البصيرة بالروح، وعدم وضوح الإيمان مسيح القيامة والحياة، أو يتحدث بلغو كلام باطل ببحث على مستوى العقل والتفكير الفلسفي ماذا نأكل في الإفخارستيا، فأنه يترك لنا دلالة أنه لم يدخل بعد في سرّ الإيمان الحي، ولم يتناول على مستوى الشركة الحقيقي مع الله. يا إخوتي انتبهوا أرجوكم، هذا السر عظيم جداً بما لا يُقاس، فلنتناول بلا فحص ونشوه هذا السرّ العظيم المُعطى لنا بتدبير فائق، فنحن نتناول الحياة ونحيا في سرّ الشركة لا كلاماً بل على مستوى الاتحاد السري بالعريس السماوي، فهذا هو سرّ الاتحاد الحقيقي بيننا وبين حمل الله رافع خطية العالم، وكل مرة نتناول منه نثبت فيه وهو فينا، ونتأصل في الحق أي في شخصه العظيم القدوس، فنحيا لا في معزل عنه، بل فيه وهو فينا، لأن هذا هو التصاقنا الداخلي به، فهو فينا ونحن فيه لا كلاماً إنما فعلياً، فانتبهوا لسرّ شركتنا، لأن كل عبادتنا شركة، وشركتنا حياة الله فينا، فلا أحد يستطيع ان يحيا بمعزل عن الله الحياة، لأن كل من ينعزل عنه يموت، ونحن قائمين فيه وهو فينا، لأن حتى صلاته ليكونوا واحداً فينا، وكيف نكون فيه بدون هذا السرّ العظيم الذي للتقوى؟ فاستفيقوا واعرفوا طبيعة شركتنا مع الله ووحدتنا معه على مستوى التناول من سرّ الإفخارستيا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23126 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هكذا كان يمضي القديس شربل نهاره
![]() عندما يقرع جرس النهوض باكرا جدّا، كان يُرى الأب شربل راكعا نصبا قرب الباب خلف الكلّ، ويبقى على هذا الشكل كتابه بيده وضامّا يده إلى صدره وجهه في الأرض؛ ثمّ يقدّس باكرا، ويذهب إلى شغله، دون مهلة أو تلهّي، ومعه حبله ومعوله. ولكن لا يذهب من تلقاء ذاته بل يتقيّد بأمر رئيسه أو بأمر صاحب الوظيفة. يمشي إلى شغله في الحقل البعيد أو القريب أو الكرم، حاملا مسبحته بيده، ويصلّي، لا يتحدَّث مع أحد في الطريق، ولا يلتفت لا يمينا ولا شمالا. وإذا قال له أحد: المجد لله. يجيب: الله يباركك. ومتى وصل إلى محلّ شغله، بالحال يأخذ معوله ويبدأ بالشغل بكلّ رغبة ونشاط، كأنّه أجير، وله أجرة كبيرة يزيدونها له إذا زاد شغله. ولا يهمّه إذا كان رئيس الشغل قسّيسا أو أخا أو أجيرا، فالكلّ يمثِّلون عنده السلطة، التي هي من الله. يشتغل بكلّ قوّته شغلا متواصلا شاقّا لا يأخذ راحة؛ أحيانا ينكش بالمعول لا يرفع رأسه من الأرض يضرب بكلّ قوّته، ويكدّ نفسه حتّى يجري العرق متصبّبا من جبينه، وثيابه مبلّلة من العرق، ولم يرفع قلنسوته ليمسح عرقه، بل دائما كانت محزومة بجرزونة. وأحيانا يُعمِّر حيطان، ويجمع الحجارة جانبا بيديه، ويقطع الغوف ليُعزِّل الأرض أمام الزارع. وفي شغله أيضا كان نظره دائما منخفضا إلى الأرض، ويداه كانتا قد تكلكلتا، ويبست جلدتهما من كثرة الشغل. وفي أيّام الحرّ الشديد في زمن الحصاد كان مثله في أيّام الشتاء، لا يرفع قلنسوته عن عينيه. ومتى قعد غيره للراحة وأخذ الماء البارد، والتسلّي ببعض أحاديث، كان هو يجلس على حدة وانفراد، لا يتكلّم ولا يشرب كأنّه ينتظر العودة إلى الشغل بفارغ صبر. ولولا أمر الطاعة لما ارتاح. وعندما يقرع الجرس للصلاة، يعتزل حيث لا يُرى، ويركع على التراب والحجارة، ويرفع يديه، ثمّ يصلّي في كتابه. ثم يعود إلى الشغل. وإذا تأخّر رئيس الحقل عن دعوة الأب شربل والرهبان إلى الأكل عند الظهر، لا يتململ، ولا يقول مرّة جعنا أو تعبنا. فهذه الكلمة لم تخطر بباله قطّ، فهو ما تلفّظ بها قطّ؛ وإذا كانت حجارة الحقل وأشجاره تتكلّم، كان الأب شربل يتكلّم. فما كنت تسمع حوله إلاّ وقع معوله على الحجارة، أو صدى الحجارة التي كان يرفعها من الأرض ليعمّر بها جدران، أو يلقيها في الرجامي، فالصمت كان أليفه وعشيره. وكان الرهبان والأجراء حوله يهابونه ويحترمون فضائله ويتحاشون أن يتحدّثوا أمامه بحديث ما بطّال، فلم يتجرّأ أحد حتّى أن يمزح أمامه، أو يحادثه بحديث عالميّ بالحوادث الواقعة، إذ لم يكن يهتمّ لها، ولا يكترث بما يجري في البلاد، أو في الرهبانيّة من الأمور المتعلّقة بالإدارة، بل كلّ همّه في شغله مع ربّه، تاركا كلّ شيء لعناية الله. يبقى في شغله حتّى غياب الشمس، وإذا ما بقي رئيس الحقلة، يشتغل إلى ساعة متأخّرة. كان الأب شربل يظلّ مشتغلا بنفس النشاط الذي بدأ فيه الشغل، بل كانت حماسته، تزداد على طول الشغل. ولا ينبِّه رئيس الحقل إلى فوات الوقت، إذ ما كان يعترض أصلا على شيء. وعند المساء كان يجمع من الغوف والحطب حملا كبيرا يحمله على ظهره، ويعود إلى الدير منحنيا تحتها، ومسبحته في يده يصلّي. وأيّام الثلج والمطر، وأيّام الآحاد والأعياد في الصيف، ما كان يفارق الكنيسة ولا غرفته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23127 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار نيقولاوس الستوديتي (+868 م) 4 شباط غربي (17 شباط شرقي) ![]() أصله من جزيرة كريت. كان عمره عشر سنوات عندما أرسله والداه إلى دير ستوديون. عم له كان راهباً هناك. أضحى تلميذاً مثالياً للقديس ثيودوروس الستوديتي (المعيد له في 11 تشرين الثاني). مات عن مشيئته الذاتية وسلك في الطاعة لأبيه الروحي وإخوة الدير. كان مثار إعجاب الجميع هناك لإمساكه وأسهاره وصمته وصلاته المتواصلة. بالقوة جعلوه كاهناً. كان كبيراً في تواضعه. عام 815 حمل الإمبراطور لاون الخامس الأرمني على رهبان ستوديون، في إطار حملته على الإيقونات المقدسة. على الأثر نُفي القديس ثيودوروس إلى قلعة في البنطس. فتبع نيقولاوس معلمه إلى هناك. اختار الحرمان بجانبه طوعاً. كان كاتبه وعمل على نقل رسائله إلى تلاميذه المشتتين هنا وهناك. وقعت إحدى رسائل ثيودوروس في يد خدام لاون فأثارت حفيظته فعمد إلى جلد القديسين بلا هوادة. نُقل القديسان بعد ذلك إلى مكان آخر وكادا يموتان جوعاً. إثر وفاة لاون سنة 820م وارتقاء ميخائيل الثاني سدة العرش جرى إطلاق سراح المعترفين. عاد ثيودوروس ونيقولاوس باتجاه القسطنطينية سيراً على الأقدام لكن دخول المدينة كان محرماً عليهما بأمر من الإمبراطور. تحولا إلى خلقيدونية. أقاما ردحاً من الزمان في دير القديس تريفون في رأس أكريتاس. انتقلا بعدها إلى جزيرة براكيبو حيث أسلم ثيودوروس الروح في 11 تشرين الثاني 826. وإذ حفظ نيقولاوس الأمانة لمعلمه جعل مقامه بقرب ضريحه مثابراً على الصوم والسهر والصلاة. من جديد لاحق ثيوفيلوس قيصر (829- 842) الرهبان واضطهدهم أشد الاضطهاد. انتقل نيقولاوس إلى فرموبوليس فأقام لدى سيدة تقية. لم تلبث الأمور أن هدأت بعدما أمسكت الإمبراطورة ثيودورة والبطريرك مثوديوس بزمام الأمور عام 842 فعاد نيقولاوس إلى ديره ستوديون في القسطنطينية. أضحى رئيس الدير بعد نواكريتوس لكن توقه لحياة الوحدة دفعه إلى تسليم رئاسة الدير لراهب فاضل يدعى صوفرونيوس. أما هو فانصرف إلى منسكه في فرموبوليس سنة 850م. توفي صوفرونيوس واستعر الخلاف بين القديسين البطريركين أغناطيوس وفوتيوس فتسبب الأمران في تشرده لبعض الوقت إلى أن رقد في الرب في 4 شباط 868م عمر ناهز الخامسة والسبعين. قيل أنه شفى بصلاته زوجة الإمبراطور باسيليوس المقدوني وكانت له بصيرة حسنة. لما حضرته ساعة الوفاة استدعى رهبانه وسألهم إذا كانوا بحاجة إلى شيء يقضيه لهم قبل رحيله عنهم فأجابوا: "نحن بحاجة إلى قمح!" فقال لهم: "إن من عزّى إسرائيل في البرية يرسل لكم قمحاً بوفرة في غضون ثلاثة أيام!" بالفعل، في اليوم الثالث، بعد رقاد قديس الله، وصلت سفينة من لدن الإمبراطور باسيليوس إلى مرفأ الدير محملة بالقمح. طروبارية للقديس نيقولاوس الستوديتي باللحن الثامن لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ نيقولاوس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23128 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الشهيد نقفر الإنطاكي (+260م) 9 شباط غربي (22 شباط شرقي) ![]() عاش نقفر الإنطاكي وقضى شهيداً للمسيح في زمن الإمبراطورين الرومانيّين فاليريانوس وغاليريانوس. وهو رجل عامي بسيط ربطته بأحد كهنة المدينة، سابريكيوس، صداقة حميمة حتى بدا الإثنان روحاً واحدة وقلباً واحداً وإرادة واحدة. ولكن من حسد إبليس وبمكيدته اختلفا فيما بينهما فاستحالت صداقتهما عداوة. وبقدر ما كانت صداقتهما متينة عميقة صارت العداوة بينهما شديدة عنيفة. ومرّت الأيام والعداوة تتلظّى في قلب نقفر وسابريكيوس حتى كان أحدهما يجتنب الآخر بالكلية. ولكن برحمة الله واستجابة نقفر، عاد هذا الأخير إلى نفسه فأدرك فظاعة الكراهية وأنه سقط في فخ إبليس فتاب إلى ربّه. ولكي يقرن نقفر توبته بالمصالحة، بعث إلى سابريكيوس بوسطاء يستسمح على ما بدر منه محبّة بيسوع. فلم يلق لدى سابريكيوس سوى أذن صمّاء وقلب قاس قسوة الحجر. لم يخطر ببال سابريكيوس أو لعله لم يبال بقولة الإنجيل: "إن قدّمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكّرت أن لأخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قدّام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدّم قربانك" (متى5: 23 – 24). الحقد يقتل الإحساس ويضرب صاحبه بعدم المبالاة بما لله. فعاد نقفر وأرسل آخرين يتوسّطون من أجله فلم يكن نصيبهم خيراً من نصيب من سبقوهم. فأوفد آخرين ثالثة فلم يلقوا غير الخيبة. ماذا يعمل؟ ماذا يمكنه أن يعمل؟ قال: أخرج إليه بنفسي! فذهب وألقى بنفسه عند قدميه واعترف بخطيئته وطلب عنها الصفح بتوسّل. ولا حتى هذا الأسلوب نجح. بقي سابريكيوس قابعاً في جبّ حقده وعناده. عبر بنقفر المطروح على الأرض قبالته بإعراض مطبق. فجأة اندلعت شرارة الاضطهاد من جديد سنة 260م. فقبض على سابريكيوس واستيق إلى حضرة الوالي. سأله الوالي: ما اسمك؟ فأجاب: سابريكيوس! فقال: ما مهنتك؟ فرّد: انا مسيحي! فسأله: هل أنت من الإكليروس؟ فأجاب: لي الشرف أن أكون كاهناً! وأضاف: نحن المسيحيين نعترف برب وسيّد هو يسوع المسيح، وهو الإله الحقيقي الذي أبدع السماء والأرض. أما آلهة الأمم فشياطين!" فاغتاظ الوالي وأمر ببسطه للتعذيب. فجعلوه في مكبس كما ليسحقوه وكانت أوجاعه مبرّحة. رغم كل شيء بقي ثابتاً صامداً لا يلين. نعمة الله، إلى الآن، كانت عليه. فلما بدا للجلاّدين أنهم بإزاء إرادة فولاذية لا طاقة لهم على ثنيها لفظ الوالي بحق سابريكيوس حكماً بالإعدام. قال: "سابريكيوس ، كاهن المسيحيّين، مقتنع، على نحو سمج، أنه سوف يقوم إلى الحياة الثانية، فليسلّم إلى جلاّد الحق العام ليفصل رأسه عن جسده لأنه تجرأ فخالف ما رسمه الأباطرة". للحال استيق سابريكيوس إلى موضع الإعدام وبدا كأنه اقتبل الحكم بغبطة قلب وأضحى على عجلة من أمره ليحظى بإكليل الغلبة. كل ذلك ونقفر حاضر. نقفر كان ملتاعاً. فرح بسابريكيوس وخاف عليه معاً. أحبّه أن يكون في هذه اللحظات الحرجة دونما شائبة. فدنا منه وارتمى عند قدميه هاتفاً: "يا شهيد المسيح، سامحني على إساءتي إليك!" فلم يتفوّه سابريكيوس بكلمة. وإذ سار الجند بالمحكوم تحو ساحة الإعدام أسرع نقفر وانتظره في الزقاق الذي كان على الجند أن يسلكوه. فلما قرب العسكر والجموع محتشدة، شقّ نقفر طريقه بينها وواجه سابريكيوس وجهاً لوجه وارتمى عند قدميه طالباً صفحه من جديد بدموع. ومن جديد لزم سابريكيوس صمت القبور وبقي قلبه متصلّباً . حتى لم يشأ أن ينظر إلى نقفر بالوجه. أما جنود المواكبة فسخروا من رجل الله ونزلوا عليه بالسياط وهم يقولون: هذا الرجل في منتهى الغباء لأنه يطلب الصفح من رجل على أهبة الموت! أخيراً وصل الموكب إلى محل الإعدام فخاطب الجلاّد سابريكيوس قائلاً: اركع لأقطع رأسك! كانت النعمة الإلهية قد ارتفعت عن سابريكيوس فخرج عن صمته وقال: لماذا تقطعون رأسي؟! فأجابوه: لأنك ترفض أن تضحّي للآلهة وتتنكّر لأوامر الأباطرة حباًُ بذاك الإنسان الذي اسمه يسوع! فصرخ سابريكيوس: انتظروا يا إخوتي! لا تقتلوني، فأنا مستعد لأن أفعل ما تربدون! أنا مستعد للتضحية للأوثان! كل هذا على مسمع من الجموع الذين كان نقفر في وسطهم فنزل كلام سابريكيوس في صدر نقفر كالحربة! سقط سابريكيوس! يا للهول! فصرخ إليه: ماذا تفعل يا أخي؟! تتنكّر ليسوع المسيح، معلّمنا الصالح! لا تضيّع الإكليل الذي سبق لك أن ربحته بعذاباتك وآلامك! فلم يشأ سابريكيوس أن يسمع! إذ ذاك تقدّم نقفر بشهامة وبدموع وقال للجلاّد: أنا مسيحي وأؤمن بيسوع المسيح الذي أنكره هذا الشقي، وأنا مستعد لأن أموت عوضاً عنه! فتعجّب الحاضرون واضطرب الجند فأرسلوا يسألون الوالي في أمره. قالوا: سابريكيوس قرّر أن يضحّي للأوثان ولكن هنا رجل جاهر بمسيحه وقال إنه مستعد للموت! فأمر الوالي بإطلاق سراح سابريكيوس وإعدام نقفر. فتمّ كما أمر واستكمل رجل الله الشهادة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23129 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الجديد في الشهداء نيقولاوس الكورنثي (+1554م) 14 شباط غربي (27 شباط شرقي) ![]() ولد القدّيس نيقولاوس في قرية قرب كورنثوس. التحق باحد التجّار، خادمًا، في سن الثانية عشرة. تزوّج و أنجب و استغرق في التجارة وحقّق نجاحًا كبيرًا فحسده بعض التراك واتهموه بانه أهان نبيّهم محمد. اوقف أمام القاضي فاعترف بجرأة بالمسيح. أسلم للجلد والقي في السجن مدمى أخرجوه الى الشوارع بسلاسل ثقيلة. أحرقوه قليلاً قليلاً ثم قطعوا رأسه. أحد المسيحيين اشترى جسده و هو اليوم في دير التجلّي في الميتيورة (اليونان) . جرت و تجري به عجائب جمة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23130 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الجديد في الشهداء نيقيطا الآثوسي (+1809م) 19 شباط غربي (3 آذار شرقي) ![]() من عائلة مسيحيّة أسلمت في الظاهر وبقيت مسيحيّة في السر لشدة الضغط الممارس على المؤمنين في نواحي أبيروس. ترك نيقيطا موطنه إلى جبل آثوس حيث اقتبل الإسكيم الرهبانيّ في منسك القدّيسة حنّة ثم صار كاهنًا في دير القدّيس بندلايمون. احتدّت روحه فيه فرغب في الشهادة، خرج إلى ناحية سيريس ودراما وجاهر بالإيمان بيسوع. إغتاظ المسلمين فقبضوا عليه وعذّبوه عذابات مبرّحة. جرى سنقه في العام 1809م. قيل أن نورًا سماويًّا سطع فوق جسده. جرت عجائب جمّة برفاته |
||||